الغربة ـ فريد بو فرنسيس
دعا البطريرك
الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المسؤولين في لبنان الى "الترفع
عن الصغائر وعن مصالحهم الرخيصة وخلافاتهم التي قسمت البلد، وذلك لبناء وطن يليق
بنا وبكرامة الانسان، لاننا لم نعد نقبل بهذا الواقع". وأكد "ان كل الذي يحصل هو ضد
الانجيل والكنيسة وعلينا الصلاة ليعطينا الرب رجال دولة ومسؤولين يهمهم الصالح
العام ويعملون لمصلحة لبنان، وانه لا يجوز التلاعب بمصير المسيحيين في لبنان، لان
ذلك تلاعب بمصير المسيحيين في الشرق الاوسط كله". كلام الراعي جاء خلال الزيارة الراعوية التي قام بها ليل
السبت الاحد الى قريتي الفريديس ومزرعة النهر في قضاء زغرتا- الزاوية، واللتين تشكلان البوابة الجنوبية لوادي قنوبين،
رافقه المطران مارون العمار، وكان في استقباله رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا طوني
سليمان، رئيس بلدية عربة قزحيا بدوي منصور، مختارا البلدتين ريمون نعمة وجورج
خليل، ورئيس دير قزحيا الاب مخائيل فنيانوس وجمهور من رهبان الدير، خادم الرعيتين
الخوري سركيس خليل والاهالي الذين قرعوا الاجراس ونثروا الورود، فيما رفع اتحاد
بلديات قضاء زغرتا لافتات الترحيب والاعلام اللبنانية والبابوية وشعار بكركي
ورايات الاتحاد. البداية كانت من الفريديس حيث بارك
الراعي الاهالي وارزاقهم وغلالهم وادى صلاة في كنيسة بلدتهم، القى بعدها كلمة شدد
فيها على "ضرورة التجذر بالارض والحفاظ عليها وعدم بيعها او تركها لانها
الهوية ومصدر الخير والعيش الكريم
".ثم كان حفل كوكتيل بالمناسبة. بعد ذلك، توجه الراعي والوفد المرافق الى مزرعة النهر، حيث
استقبل بالزغاريد والتصفيق، والقى مختار البلدة كلمة ترحيب في باحة الكنيسة، ثم
ترأس البطريرك الراعي قداسا عاونه فيه العمار وفنيانوس والرئيس السابق لدير قزحيا
الاب انطوان طعمه.
في بداية القداس،
القى الخوري خليل كلمة ترحيب، فشكر للراعي زيارته، وتحدث عن "التعاون التام
مع المطران العمار".
وبعد تلاوة الانجيل
المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "عظيم ايمانك يا امراة" اعرب في بدايتها
عن سروره لوجوده في المنطقة "الحارسة لقنوبين"، شاكرا حسن الاستقبال والمختار وكاهن الرعية
على كلمتيهما ومتذكرا الزيارات السابقة له الى القريتين.
وقال: "شكري
الخاص لرئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الاستاذ طوني سليمان على ما يقوم به في
المنطقة، ونحفظ له كل جميل لرعايته شؤون الناس، ونسأل الله ان يباركه ويبارك كل
اعماله واعمال رؤساء البلديات، ونطلب ان يعطيكم الرب المزيد لمساعدة بلداتنا
وقرانا واهلنا على البقاء في ارضهم ليستمروا في الشهادة للايمان المسيحي الحقيقي". وحيا ايضا دير قزحيا ورئيسه والرهبان،
مقدما الذبيحة "على نية الاهالي لينعموا بالسعادة". وبعدما شرح مثل "المرأة
الكنعانية"، تناول الشأن العام، فقال: "الايمان يساعدنا على تخطي
الصعوبات وعلى بقاء حضورنا الفاعل في الشرق الاوسط، وهو يعطينا الثقة والمعرفة.
الايمان المسيحي بطولة وصمود وثقة ورجاء بالله الذي لا يخيب احد، واننا نسأل الله
في هذه الظروف الصعبة التي فيها مشاكل كثيرة ان يثبتنا بالايمان، لان الايمان اقوى
من العنف والسلاح، واجدادنا، بايمانهم، غلبوا الصعوبات، والوادي المقدس خير دليل". أضاف:
"علينا
الصمود في ارضنا، وعلينا الحفاظ على كنيستنا، والانجيل يجب ان يبقى حيا فينا، وفي
الشرق الاوسط، وكمسيحيين علينا الا ننهزم، ولا يمكننا ان نهرب، فالارض بحاجة
الينا، وعلينا السير بتعاليم الانجيل لنستمر في السير بطريق الايمان". وتابع: "نصلي من اجل المسؤولين في لبنان ليترفعوا عن
الصغائر وعن مصالحهم الرخيصة وخلافاتهم التي قسمت البلد، وذلك لبناء وطن يليق بنا
وبكرامة الانسان، لأننا لم نعد نقبل بهذا الواقع. وان كل الذي يحصل هو ضد الانجيل
والكنيسة، وعلينا الصلاة ليعطينا الرب رجال دولة ومسؤولين يهمهم الصالح العام
ويعملون لمصلحة لبنان، ولا يجوز التلاعب بمصير المسيحيين في لبنان لان ذلك تلاعب
بمصير المسيحيين في الشرق الاوسط كله." بعد القداس كان عشاء قروي تراثي في
بهو الكنيسة، شارك فيه الراعي والحضور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق