سخرية واسعة من فتوى تأثير السيارة على مبايض السعوديات

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) --

رد داعية سعودي بارز على دعوة سعوديات لإطلاق حملة لقيادة السيارة الشهر المقبل، بالتحذير من التداعيات الفسيولوجية للقيادة التي قد "تؤثر تلقائياً على المبايض والحوض."
وأثارت تصريحات الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، المستشار القضائي الخاص المستشار النفسي للجمعية النفسية في دول الخليج، جدلاً واسعاً على المواقع الاجتماعية الإلكترونية، وسط مزاعم نشطاء بإغلاق موقع إلكتروني يدعو السعوديات تحدي حظر قيادة السيارات.
ودعا اللحيدان،  خلال مقابلة مع صحيفة "سبق" الإلكترونية، في معرض رده على من أطلقن حملة قيادة السيارات في 26 أكتوبر/تشرين الأول المقبل:" إلى أن يقدمن العقل على القلب والعاطفة والهوى وميل الرغبات، وأن ينظرن إلى هذا الأمر بعين واقعية؛ لأن مردود هذا الأمر سيئ، ويجب التريث والنظر إلى مضار وسلبيات هذا الأمر."
وأضاف: "من خلال الدراسات النفسية الإكلينيكية، ومن خلال النظر المادي الميداني، فإن هناك حوادث سيارات للمرأة في دول عربية متعددة، والأمور الأخلاقية الواقعة تشكل ما يقارب 33 في المائة، خلاف الرجال الذين يشكل الخطر عليهم من قيادة السيارات تسعة في المائة فقط."
وتابع: "إلى جانب أن المرأة إذا قادت السيارة لغير الضرورة قد يؤثر ذلك عكسياً على الناحية الفسيولوجية؛ فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائياً على المبايض، ويؤثر على دفع الحوض إلى أعلى؛ لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة."
وتأتي تصريحات اللحيدان رداً على حملة جديدة لرفع حظر قيادة المرأة للسيارات في المملكة ودعت النساء لتحدي الحظر بالقيادة يوم 26 اكتوبر/تشرين الأول، بعريضة نشرت على الأنترنت.
وتقول الحملة إنها جمعت أكثر من 12 ألف توقيع منذ انطلاقها في 21 سبتمبر/أيلول الجاري.
وعقبت الناشطة الحقوقية، عزيزة يوسف، على تصريحات اللحيدان قائلة: "هذا هو رده على الحملة.. لكنه رأي فردي"، مضيفة في حديث لـCNN: "عرض نفسه للسخرية.. فالحقل الطبي ليس من اختصاصه."
وبدورها وصفت مي السويحان، أول الموقعات على العريضة الإلكترونية، التصريحات بأنها"سخيفة"، وأضافت: "أنا محبطة بحق كيف لشخص أن يصدر مثل هذا التصريح."
وتقول عريضة حملة 26 أكتوبر: "في حال رفضت الدولة أن ترفع الحظر الحالي على النساء نطالبها بأن تقدم للمواطنين والمواطنات مبرراتها للرفض راجين ألا تنقل مسؤولية قرار كهذا للمجتمع كبديل التبرير..الدولة ليست أما أو أبا والمواطنون ليسوا أطفالا."
وأعرب العديد من داعمي الحملة عن استيائهم نظرا لإغلاق موقعها الإلكتروني، من داخل السعودية، اعتبارا من السبت.

ـ900 عام ولا يزال دير سيدة الناطور ينبض بالحياة


الغربة ـ فريد بو فرنسيس 

على الطريق الساحلي المؤدي الى بلدة انفه الكورانية، وعند مدخلها الشمالي، يقبع دير "سيدة الناطور" الاثري، تلامس اقدامه مياه البحر، وتظلله اشجار الصنوبر العتيقة. "سيدة الناطور" هو دير سيسترسي بحسب السجلات القديمة المحفوظة، وأسلوب البناء المعتمد، لا سيما الخاص بالكنيسة، من الطراز السيسترسي لما فيه من تشابه كبير مع النمط السيسترسياني لكنيسة دير سيدة البلمند.
 شيد الديرعام 1157، الكنيسة فيه كناية عن لوحات جدارية تجسد صوراً لجميع مراحل التعليم المسيحي، تم تنفذها باعتماد المخطط الأيقوني البيزنطي الذي يعود تاريخه الى القرنين الحادي والثاني عشر وهي تعتمد منهجاً أيقونياً غنياً يرتكز على سيرة حياة السيدة العذراء التي تكرسها الكنيسة مع وجود تمثيل لقديسين منهم الشهداء الثلاثة من مدينة طرابلس في القرن الأول المسيحي والقديسة اكويلينا من مدينة جبيل القديسة ثيودوسيا من مدينة صور.
وبسبب موقع الدير الاستراتيجي، احتلته العديد من الجيوش التي مرت في المنطقة، ونتج عن هذا الاحتلال، تهدّم الجناح الشمالي للدير خلال الحرب العالمية الأولى حيث أعيد ترميمه أخيراً على يد الأخت كاترين الجمل. وتقول الأخت كاترين الجمل مدبرة الدير انها دخلت اليه " مقفراً ومهجوراً، يصلح لكل شيء إلا للسكن، وهو يرتبط بقصة قديمة تقول إن رجلاً ثرياً أراد التكفير عن خطاياه، فقصد الدير المحاذي للبحر، ورمى فيه مفتاح خزنة نقوده، وقال: إن أعيد المفتاح إلي يكُن الله قد صفح عن جميع خطاياي". وبقي يعيش في الدير زاهداً، يعتاش من اللقمة التي يقدمها إليه الصيادون. إلى أن رمى أحدهم ذات يوم شبكته في البحر وقال سأقدم لهذا الفقير ما اصطاده ليأكله، وإذ به يفي بوعده، ليجد من كان يدعى فقيراً داخل إحدى السمكات مفتاحه الذي رماه. عندها أيقن أن الله صفح عن ذبوبه، فوزع أملاكه وأمواله على الفقراء وعاد إلى حياة النسك والصلاة. وربما قد تكون تسمية الدير بالناطور عائدة إلى الفترة الطويلة التي قضاها الرجل في الدير منتظراً رحمة الله". 
في العام 1997 خضع دير سيدة الناطور لعملية ترميم بعض من اقسامه، الى رسم جداريات في الكنيسة والهيكل والمدخل، بمساعدة علماء آثار ومهندسين متخصصين للحفاظ على طابع الدير. وفي ايلول من العام 2013 دشنت ادارة شركة الترابة الوطنية "ترابة السبع" المرحلة الاخيرة من عملية ترميم الدير التي قامت بها، برعاية متروبوليت طرابلس وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إفرام كرياكوس، وحضور رئيس مجلس ادارة الشركة بيار ضومط وفعاليات انفه والشمال وحشد من المهندسين. 
الأب أمبرواز، الروسي الأصل الذي رسم الأيقونات داخل الكنيسة وأعاد ترميم بعضها، شكر الأم كاترين لدعوته الى زيارة الدير في العام 1997 حيث اطلع على الرسوم والجداريات وعلى تاريخ الدير وساعد في إعادة ترميمه، شارحاً معاني الأيقونات والرسومات التي يعود تاريخها الى القرنين الحادي عشر والثاني عشر. 
اما المطران إفرام كرياكوس فقد اشار في كلمته الى ان "هذا الدير الذي هو أرض مقدسة"، وقال :"العطاء المجاني يأتي أولاً من الله الذي أغدق علينا من نعمه الغزيرة، وأمطرها على الأخيار والأشرار، لكن هنا تتجسد الفضيلة عند الراهبة التي كرست حياتها وقدمت لا مالها، كونها لا تملك شيئاً، بل قدمت نفسها وتعبها ومحبتها للعذراء وللجميع". ووجه الشكر الى رئيس مجلس إدارة شركة الترابة الوطنية بيار ضوميط ومدير الشركة روجيه حداد "اللذين قاما بالمبادرة لتنظيم هذا الاحتفال وساهما مع غيرهما من محبتهم وعطائهم المجاني في ترميم هذا الدير، كذلك المهندس ديب".
 وتحدث رئيس مجلس ادارة ترابة السبع السيد بيار ضوميط فلفت في كلمته الى "إن دير سيدة الناطور وعلى رأسه الأخت كاترين لطالما سهرا على أهاليها في المنطقة طوال سنوات عدة لذا فهما يحتلان مكانة خاصة في قلوبنا. الآن وقد حظينا بفرصة لرد هذا المعروف" مشددا على "اننا عازمون على أن نكون أحد أبرز المساهمين في الحفاظ على الدير".  ثم كانت جولة على مختلف أقسام الدير بما فيه القاعة الجديدة للاستقبال التي تم بناؤها حديثاً والتي تطل على الفناء المركزي حيث أقيم معرض صور من الماضي يحمل توقيع المصورة جومانا جمهوري إضافةً الى صور بصرية للدير تناولت إعادة الترميم والتطور الذي لحق به. 

الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، أم أن الشعب هو مصدر السلطات يا لجنة الدستور/ الشيخ د مصطفى راشد

من خلال متابعتى اليومية لجلسات النقاش داخل لجنة الخمسين الدستورية، عرفت  أن هناك إتجاه لجعل المادة الثانية تنص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع ، وايضا أن تنص المادة الخامسة على أن السيادة للشعب وحده وهو مصدر السلطات –------- وأن صحَ هذا الإتجاه وتم إقراره على هذا النحو ، فسوف تكون الخطيئة الكبرى، التى وقع فيها أعضاء لجنة الخمسين مع كامل إحترامى للعديد من الأسماء الكبيرة  التى تشملها اللجنة ، والتاريخ لن يرحمهم ، لأننا بذلك نضع  الشىء وضده داخل الدستور، فيولد متخبطاً بلا هدف وأساس موحد صحيح  واضح ، لأن هاتان المادتان لا يمكن أن يجتمعا ، فطريق الأسكندرية عكس طريق أسوان ، فإمٌا أن تكون الشريعةَ الإسلاميةَ هى الحاكمة ومصدر التشريع والسلطات ، وإما أن يكون الشعب هوالحاكم  ومصدر التشريع والسلطات – فوجود مثل هاتين المادتين بهذا الشكل المتنافر  بالدستور ، هى كأننا قد  وضعنا جرار للقطار فى الأمام ، وجرار أخر فى الخلف ، وطلبنا منهم أن يتحركا  بالقطار  ----، فسوف تكون النتيجة كارثية  وهى تدمير القطار والركاب ، لذا نحن نطالب لجنة الخمسين ، بأن توحد  وتُحدد موقفها وهدفها ، بمعنى هل هى ترغب فى دستور دينى ، أم دستور مدنى  ، فلو كانت الأولى عليهم شطب المادة الخامسة ،  لتكون الشريعة الإسلامية هى الحاكمة ومصدر كل السلطات ، وأما أن يختارو الدستور المدنى ، فتحذف المادة الثانية الخاصة بالشريعة كمصدر رئيسى  للتشريع ، ليكون الشعب هو الحاكم ومصدر السلطات والمنظم لقوانينه ودنياه ، لأن الفرق كبير بين الدستور المدنى والدستور الدينى ، فالمدنى نسبى متغير يمكن تعديله حسب الحاجة والظروف والتطور ، أما الدينى فهو مطلق ثابت لا يمكن تعديله ،  كما أن المدنى يمكنهُ الأخذ بنص البيان العالمى لحقوق الإنسان الصادر من الأمم المتحدة فى 10 ديسمبر 1948 ،  لكن الدستور الدينى يتعارض تماماً مع بعض نصوص نص البيان العالمى لحقوق الإنسان –كما أن الدستور الدينى يدور فى فلك ومعطيات وطلبات السماء ، أما الدستور المدنى فيدور مع معطيات  وطلبات الشعب ، ايضا علينا أن نختار  بين دستور دينى مثل دولة إيران ، أو دستور مدنى مثل دولة تركيا ، أما أن نمسك العصا من المنتصف  بين الدينى والمدنى ،فهى خطيئة كبرى، لتعارض وجهتى النظر بين الإيمان بالمطلق والإيمان بالنسبى ، وبين جمود النصوص الدينية  وقدسيتها ، وتطور النصوص المدنية  وبساطتها ، كما أن الدستور الدينى هو تمييز واضح  وصريح للمسلم المصرى على المصرى غير المسلم ، أما الدستور المدنى  لا يفرق بين المواطنين، ولا يميز فرد على فرد، أو عقيدة على عقيدة ، كما أن علينا أن نحدد هل نحن نحتاج لدستور كى يُدخلنا الجنة ،  أم لدستور يُنظم حياتنا  الدنيا ، لأننا أعلم بشؤون وأمور دنيانا كما قال الرسول (ع)---- ، لذا علينا أن نكون واضحين بين الأبيض والأسود ، لأن اللون الرمادى غير واضح،  والخلط بين الماء والزيت أمر شبه  مستحيل ، كما أن ترك الأمور معلقة خلف أراء وقرارات مرتعشة هى جريمة فى حق الوطن ، والجمع بين الدينى والمدنى  ينتج دستور مسخ مشوه ، ولن يكون سبباً فى تقدم الآمة بل فى تفتيتها وتخلفها ،فهل أدركت لجنة الخمسين  ماتنوى فعله بالوطن ، أم حان الوقت لنكون أكثر وضوحاً وجرأة  وصدق مع الله والنفس،  وحتى لا نكرر أخطاء الدساتير السابقة  ونعلم أن الدستور المنظم لحياتنا على الأرض، يختلف تماماً عن الدستور الذى يمهد لنا الحياة فى الأخرة .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان    
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699  

العبادةَ لا تحتاج هذا الكم من المساجدِ والكنائس/ الشيخ د مصطفى راشد

لفتَ نظرى هذا الكم الهائل من دور العبادة فى بلادنا التى تصل لحوالى 250 ألف دار عبادة  بمصر  ،  مابين مسجد وكنيسة ودير وغيرها من الأماكن المخصصة للعبادة ، وهى نسبة عالية جداً ، مقارنةً بغيرنا من البلاد المتقدمة علمياً وسلوكياً ، وبإحصائية حسابية لهذه المبانى ، وجدنا أن أرض ومبانى هذا الكم من دور العبادة، يقدر بحوالى 850 مليار جنيه  ، وأن مصاريف تشغيل هذه الدور من مرتبات ومياه ونور وفرش وغيرها  تقدر بحوالى 585 مليار جنيه ، فيكون المجموع 1435 مليار جنيه، ولأنى أستاذ للشريعة ودارس لمقارنة الأديان ( الديانات ) أعرف أن الله سواء فى الإسلام أو المسيحية، لم يشترط  للعبادة مبنى أو شكل معين ، بل قد أعلى من شأن العبادة الخالية  ، فهذا هو رسول الإسلام (ع )  يقول على لسان أبى هريرة (ض) فى حديث (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) الذى رواه الشيخان البخارى ومسلم  حيث يذكر النوع السابع الذى سوف يظله الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله  بقوله (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) --- كما أن جميع الأرض جُعَلت للمسلمين مسجداً وطهوراً  ، كما ورد فى  البخارى حديث جابر بن عبد الله --عن الرسول (ع) قال (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فإيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة.)  متفق عليه  
وايضا قوله تعالى فى سورة الإسراء آية 110 (  قُل أدعُوا الله أو أدعُوا الرَحَمنَ أياً مَاَ تَدعوا فَلَهُ الأسمَاءُ الحُسنَى وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِت بِهَا وابتَغِ بَينَ ذَلكَ سَبيلاً  ) 
كما أن الكتاب المقدس فى العهد الجديد ( الإنجيل ) يقول فى إنجيل متى آية 6:5   (وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ )! 
 وايضاقوله فى إنجيل متى آية 6:6 (وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً  ) 
وايضا فى إنجيل لوقا آية 22 : 41  قال  (وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ) 
ورغم هذه الآيات الواضحة الجلية فى الإنجيل والقرآن، التى تدلل على تعظيم الصلاة الخالية، لبعدها عن المظهرية والرياء ، إلا أن الرياسات الأرضية البشرية  من رجال الدين فى الجانبين، قد وجدوا فى هذه المبانى تكبير لزواتهم ، وتثبيت لرياساتهم  ، والتحكم فى شعبهم وأتباعهم ، فجعلو التركيز فى إنشاء دور العبادة  دون المدارس والمصانع والمستشفيات ودور الأيتام  ، رغم أن هذه المبانى   تقدم أعلى صور للعبادة، وهى العبادة العملية وماتحمله من مقاصد السماء من التكافل والعدالة الإجتماعية ، والتراحم بين العباد وحماية كرامتهم ، لأن المؤمن القوى خيرً من المؤمن الضعيف ، فالمؤمن المتعلم  الذى يكسب من عمل يديه  وصحته جيدة ، أفضل من المؤمن الجاهل الذى يتسول حاجته  ويعانى من الأمراض ، لذا أتخيل لو أن 1435 مليارقد صُرِفَ 
منها 435 مليار على دور العبادة  ، و1000 مليار على مدارس ومصانع ومستشفيات ودور للأيتام  
فماهو الحال الذى كنا عليه الآن -----، لذا نحن نطالب  الحكومة بالإكتفاء بدور العبادة الموجودة حالياً ، وإصدار قرار فورى شجاع، مدرك لمقاصد السماء ، تصديقاً لقوله تعالى  (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) التوبة  آية 105 ، وقوله تعالى فى إنجبل متى آية 5 : 19  (وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. ) بأن تصدر الحكومة قرار ، بتحويل أى طلبات لإنشاء دور عبادة إلى مدارس أو مصانع أو مستشفيات أودور للأيتام  ، حِسبةً لله تعالى  ، وإعلاءً لمقاصد السماء التى تهدف إلى العدالة والتكافل الإجتماعى ، لأن الله غيرُ محتاج والعبد محتاج ، ------- فهل من سبيل لإعلاء وتطبيق  مقاصد السماء  الصحيحة  ، والبعد عن الشكل والإهتمام بالجوهر ، لأن الإهتمام بالشكل والبعد عن الجوهر  ، أعطانا مجتمع ملىء  بالسلوكيات الرديئة  والأفكار الهدامة التى تنتِج متعصب ومتطرف وإرهابى ، بعد أن حرمناهم من التعليم الصحيح ، والحق فى العمل والعلاج ، وتقديم الكفاءة على الأهل والعشيرة ، كى نرى مصر  تتقدم فى المسيرة .  
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان    
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699  

مار باوي سـورو المطران ، قـضية في أروقة الـﭬاتيكان/ مايكل سـيـﭘـي

( عـودة إلى الحـق الـمُـنـتـظــَـر من زمان )

حـين بـدأتْ حـركة المطران مار باوي سـورو في عام 2004 وصرنا نسمع دَويَّها منـذ عام 2006 باشـرَتْ وسائل الإعلام الإلكـترونية والمقـروءة بل وحـتى المسموعة أحـياناً بنشر صوتها وصداها بصورة كـتابات رصينة كـثيرة ومؤيـدة له مع القـلة القـليلة جـداً والمناوئة ، وفي حـينها كـتبنا دون أن نكـون ملمِّين بقـوانين كـنيستـنا الشرقـية والتي عـرفـنا منها لاحـقاً أنها تـوجـب منـطقـياً بـدون شـك وبشروط بسيطة ، قـبول سيادته في كـنيستـنا الكـلـدانية دونما عـناء ولا إجـتهاد .
لـقـد تـنـقـلتْ قـضيته بـين محـطات عـديـدة معـرقـَلة في عـنـق زجاجة طـويلة الأمـد ، وكـلما إجـتاز واحـدة منها ظهـرتْ أمامه الثانية ، كانت أولـّها شرط الحـصول عـلى موافـقة روما ، فإجـتازها بنجاح ، وبموجـب قـوانين الكـنائس الشرقـية التي أكـدها سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الموقـر فإن تلك الموافـقة كافـية وكافـية لكي ينخـرط في حـلقة مطارنة كـنيستـنا الكـلـدانية ويصبح عـضواً في سنهادسها المقـدس ، إلاّ أن الإخـوة في كـنيستـنا الكـلـدانية والـذين يهـمهم الأمر ( لا تخـلو من أنْ تكـون شخـصية ) لم يكـتـفـوا بتلك الموافـقة الـﭬاتيكانية بل إشتـرطـوا طرح موضوعه في السنهادس الـذي تعـطل سنيناً لأسباب عـديـدة أحـدها قـضية مار باوي سـورو نـفـسها ، إلاّ أن الله شاء أن يزيح بعـض العـراقـيل فإنعـقـد مع بعـض الإشكالات ، منها غـياب سيادة المطران سـرهـد جـمو عـن الحـضور ، وفـيه طـُـرِحَ الموضوع مجـدداً وبعـد مخاض عـسير وُلِـدَتْ الموافـقة السنهادسية وصرح غـبطة الـﭘاطريـرك مار لـويس روفائيل الكـلي الـوقار بـوجـوب تـطـبـيق القانـون ( لـصالح مار باوي ) . 
وهـنا رُفِـع ملفه إلى روما ( ليس لإبـداء الرأي ، حـيث أن روما سبقـتْ السنهادس وقـبلته !! ) ولكـن ربما لتسليمه مهام أبرشية ما أو لإعلانه أسـقـفاً في كـنيستـنا إلى حـين تعـيـينه في أبرشية كـلـدانية عـلى غـرار ( وزير بلا وزارة ) إلاّ أن الوقـت طال منـذ فـترة إنعـقاد السنهادس الكـلـداني وحـتى الـيوم ، ولسنا نعـرف ما هـو مصير تعـيـينه ، فإذا كان نـفـَس روما طويلاً ولا يقـيسون الأيام بساعاته ، فإن كـنيستـنا يهـمها الأمر ، ومن جهة أخـرى إذا كانت روما تـنـتـظر فـحـص ملفات الكهـنة المرشحـين للأسقـفـية فإن مار باوي سـورو هـو أسقـف ليس بحاجة إلى فـتح ملفه في روما أسوة بالمطرانين الموقـرين ( رمزي ﮔـرمو ، ربّان القـس ) حـيث صدرَتْ التعـيـينات الخاصة بهـما بسرعة .
فـماذا بقي ؟ نرى أن عـلى رئاسة كـنيستـنا المتمثـلة بغـبطة ﭘاطريـركـنا الموقـر الإستـفـسار وتحـريك العـملية قـدر المستـطاع ، وكـل الأشياء تعـمل من أجـل الخـير . 

العذراء تبكي في معلولا../ مفيد نبزو

هنالك في ضاحية من ضواحي جلق السورية عروس عذراء اسمها معلولا..
أهلها يتكلمون اللغة السريانية .. ويقيمون طقوسهم بالشموع والبخور وأغصان الزيتون .. يصلون بلسان سيدهم .. أبوابهم مفتوحة للسماء .. لأنها مرتفعة إلى فوق ، وهواؤها المنعش العليل .. أهدى لها معناها لتغدو قبلة العالم في أرض سوريا .. بل معجزة الكون في هذا الشرق الحزين.
هنالك معلولا مزهوة بتكوينها الخاص .. بأديرتها وكنائسها وممراتها وأروقتها ، ومغاورها المحفورة في قلوب الجبال كآية من آيات الفن والإبداع والإعجاز .
هنالك في مرتفع عال كان الليل يشتد حلكة ، والمعارك تدور بقوة وعنف ودخان وغبار .. وقفت كالغيمة البيضاء صامتة تراقب ما يحدث حولها بكآبة ، وتبكي تبكي حين طلقات الرصاص تأز من حولها ، والنيران تمتد بألسنتها إليها من كل الجهات .. فتمد كفها بصمت لتوقف نزيف الدماء ، وتستأصل روح الشر من تنينها الدامي ، وتبعد شبح الموت عن مدينة السلام .. وهي تبكي وتقول :
1  - I gave  you  my   peace   but  refused it
        أعطيتكم سلامي فرفضتموه
2  - I gave  you  my blessing but you treadle on it by your feet
          أعطيتكم  بركتي فوطئتموها بأقدامكم
3  - I opened my heart to you but you teared it
           فتحت لكم قلبي فمزقتموه
4  - I gave  you  my son but you forget him
           ضحيت بابني لأجلكم فنسيتموه
5  - I am  the  sad men mather who dwell in you for the hope of
resurrection
     أنا الأم الحزينة ....
     أنا الراقدة فيكم على رجاء القيامة .

                                                             مفيد نبزو

المطران جورج بو جوده يبارك صليبا ضخما على كوع ايطو قضاء زغرتا


الغربة ـ فريد بو فرنسيس
دشن رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، الصليب الاسمنتي الضخم، الذي تم تثبيته عند مدخل بلدة ايطو في قضاء زغرتا على اوتوستراد زغرتا ـ اهدن، بحضور المطران بولس اميل سعاده، ولفيف من كهنة الابرشية، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا رئيس بلدية ايطو طوني سليمان، الرئيس السابق لبلدية زغرتا واتحادها العميد جوزيف معراوي، السيد سركيس يمين وعقيلته اللذين تبرعا بتكاليفه، الى فعاليات ومخاتير من البلدة والقضاء، وحشد من ابناء بلدة ايطو والبلدات المجاورة. بعد صلاة قصيرة في موقع الصليب عند الكوع الذي يحمل اسم "كوع الصليب" رش المطران بو جوده المياه المباركة على قاعدة الصليب ومحيطه. 
من ثم انتقل الجميع الى كنيسة مار سركيس وباخوس في البلدة حيث اقيم قداس احتفالي تراسه المطران بو جوده بمشاركة المطران بولس اميل سعاده، وخادم الرعية الخوري عزت الطحش، والخوري طوني بو نعمه، وبعدما تلا المطران سعاده الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :" "إنّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أمّا عندنا نحن المخلّصين فهي قوّة الله " بهذه الكلمات يعبّر القديس بولس عن المعنى الحقيقي للصليب بالنسبة لنا نحن المسيحيّين، إذ أنّ المسيح قد غيّر معناه جذرياً وحوّله من رمز وعلامة للذّل والهوان، إلى رمز وعلامة للفخر والإنتصار. كان الصليب يرفع في مكان بارز من المدينة بعد أن يعلّق عليه المجرمون وبصورة خاصة المجرمون الكبار، كي يلعنهم كل مار في الطريق ويتفل في وجههم ويعبّر لهم عن حقده وضغينته وإحتقاره بسبب الجرائم التي أرتكبوها. وكانت العبارة المستعملة لذلك هي ما يقوله الكثيرون: ملعون من علّق على خشبة. المسيح يسوع، مع كونه إبن الله، ومع كونه قد صار إنساناً ليّخلّص الإنسان من براثن الشيطان ويعيده إلى الفردوس، عومل معاملة المجرمين الكبار وعلّق على الصليب. وزيادة في تحميله العذاب المريع أرغم على حمل صليبه وقد وقع تحته ثلاث مرّات نظراً لثقله. وهكذا فإنّه رفع بين لصّين، تأكيداً من أبناء شعبه عن رفضهم له وعن تحمّلهم مسؤوليّة معاقبته هذا العقاب".
اضاف المطران بو جوده :" وكان هو بنفسه قد دعا رسله والتلاميذ إلى الإقتداء به وإلى حمل صليبهم وإتّباعه عندما قال لهم: من أراد أن يتبعني فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ الذي يريد أن يخلّص حياته يخسرها، ولكن الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها".  أمّا بولس الرسول، فإنّه في رسالته الأولى إلى أهل قورنثيه، فيقارن بين حكمة الله وحكمة الناس مركّزاً على التناقض بينهما ويقول: "البشارة بالصليب حماقة عند الذين يسلكون طريق الهلاك، أمّا عندنا نحن الذين يسلكون طريق الخلاص، فهو قوّة الله" . ولمّا كانت حكمة الله أن لا يعرفه العالم بالحكمة، شاء الله أن يخلّص المؤمنين به بحماقة البشارة. فالمسيح هو قدرة الله وحكمة الله، وما يبدو أنّه حماقة من الله هو أحكم من حكمة الناس، وما يبدو أنّه ضعف من الله هو أقوى من قوّة الناس".
وتابع المطران بو جوده عظته يقول:" المسيح لم يسعَ إلى الصليب حبّاً بالصليب، ولا للألم والعذاب حبّاً بالألم والعذاب، فذلك مرض نفسي يسمّيه علماء النفس المازوخيّة. المسيح قَبِلَ بالعذاب والألم كفعل محبّة لا حدود لها منه حيث قال:" ليس من حبّ أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب" . بموته على الصليب أراد المسيح أن يكفّر عن خطيئة أبوينا الأولين اللذين إستسلما لإغراءات الشيطان ورفضا الله وإعتقدا أنّهما بذلك يحقّقان ذاتهما ويصبحان كآلهة. يومها لم يحكم الرب عليهما بالموت، بل ذكّرهما بأنّهما من التراب أُخذا وإلى التراب يعودان، وقال لهما، بعد أن حكم لهما بالحياة، بأنّ عليهما أن يأكلا خبزهما بعرق جبينهما، وأن يشقيا كي يستحقا الخلاص. وهكذا فإنّ الألم صار بالنسبة للإنسان ألماً خلاصياً وليس ألماً عقابياً. وقد وعدهما بمخلّص يسحق رأس الشيطان المجرّب ويساعدهما للحصول على الخلاص، كي يعودا إلى الملكوت". 
وقال :" بهذا المعنى قَبِلَ المسيح الصليب وقَبِل أن يُرفَع عليه، ولكنّه حوّله من علامة للذّل والهوان، إلى علامة للمجد والإنتصار. وصار المؤمنون به يحملونه على صدورهم ويرفعونه في الكنائس وأماكن عبادتهم ويفتخرون به، كما يرفعونه على قمم الجبال والطرقات ساعين بذلك للتذكّر بأنّه هو وسيلة خلاصهم وبأنّ عليهم أن يقبلوا به إذا كانوا يريدون العودة إلى الملكوت. في بداية القرن الرابع، وبعد ثلاثة قرون من الإضطهادات ضد المسيحيّين، وبعد أن إهتدت إلى الدين المسيحي، إستطاعت الإمبراطورة هيلانه أن تؤثّر على إبنها قسطنطين، فوضع حداً للإضطهاد وظهر له الصليب أثناء معركته للوصول إلى روما، وقد كتب حوله: بهذه العلامة تنتصر. فإهتدى هو بدوره إلى المسيحيّة، وإعتمد بعد سنوات من هذا الحدث وعندما إحتّل الفرس أورشليم أخذوا معهم خشبة الصليب إلى بلاد فارس، فأعلن الإمبراطور هرقل الحرب عليهم وإستعاد منهم عود الصليب. فأشعلت النيران على الجبال إبتهاجاً ولإيصال الخبر إلى المؤمنين. وعندما حاول الدخول به إلى أورشليم وهو يرتدي لباس الملك شعر بقوّة تصدّه وتمنعه من الدخول. فقال له البطريرك صفرونيوس أنّ من حمل الصليب قبله كان عرياناً ويتعرّض للجلد. فتخلّى عن ثيابه الملوكيّة وإستطاع الدخول بالصليب إلى المدينة المقدّسة".
وختم بو جوده عظته بالقول:" اليوم يُرفَع الصليب، بمناسبة هذا العيد على هذا الكوع من الطريق المعروف من زمن طويل بكوع الصليب، بمبادرة من السيّد سركيس يميّن وعلى نفقته، تعبيراً منه عن إلتزام إيماني بأنّ الصليب هو علامة خلاصنا، وبأنّ كل هذه الصعوبات والآلام التي نعانيها في لبنان والشرق الأوسط كمسيحيّين هي آلام خلاصيّة وقد دعانا المسيح إذا أردنا أن نكون له تلاميذ إلى حمل هذا الصليب والسير معه. فلا يكون عملنا هذا تحدّياً لأحد، بل وسيلة للتوبة والندامة والتجدّد في حياتنا المسيحيّة فنساهم هكذا في نشر الإيمان حولنا في سنة الإيمان هذه، ونساهم كذلك في التبشير الجديد لعالمنا ومجتمعنا المعاصر الذي أصبح بأمسّ الحاجة لذلك".

قَتلِ قَاتل الجنودِ فرض عَيٌن ولا إثمً على من قتل المُهاجِم / الشيخ د مصطفى راشد

وصل إلى  موقعنا على الإنترنت سؤال من الأستاذ \ محمد السوراكة    --  يسأل فيه عن الحكم الشرعى لمدعى الجهاد جماعات الإرهاب  قاتلى الجنود فى سيناء، وكل أنحاء مصر، ممن يسهرون على حراسة الوطن --- كما يَسأل عن حُكم من قام من الجنود والضباط  بالرد على الهجوم وقَتَلَ المُهاجِم  -- طالباً منا الرأى والفتوى والحكم الشرعى لهذه الأعمال الإجرامية الإرهابية ؟
وللرد على هذا السؤال بعون الله وإرشاده ودعماً من  رسله وأنبياءه ،  وسعياً لإحقاق الحق وبيان قضاؤه ، بعد أن زاد الشر  وعمَ فساده  -------    ،                        نوضح أن السؤال من شقين ، الشق الأول خاص بحكم  قاتلى الجنود والضباط  والشق الثانى من قام من الجنود والضباط بالدفاع عن النفس والمال ضد المهاجمين مما أدى لقتلهم ، فكلاً منهم لهُ حُكمهُ الشرعى  : -      لذا  نقول بدايةً أن الإسلام قد عَظَمَ عمل وأجر الجنود ، وكل من يقوم ويسهر على حراسة  البشر والحجر والمال ، فهو عَمَل من أعظم الأعمَال قد عَظَمَته كل الأديان  ، لأن به يتحقق الأمن والإستقرار، ثم يتحقق العدل والأمان ، فتَعمُرَ الأرض ونعبد الله بسلام .
لذا وجدنا الرسول (ع)  يُعظم من شأن من يقوم على الحراسة كما ورد عن  ابن عباس قال   : سمعت رسول الله (ص)يقول : { عينان لا تمسهما النار ; عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله  } . رواه الترمذي ، كما بين ايضا الرسول فضل عمل الحراسة التى يقوم بها الضباط والجنود كما ورد فى حديث الصحابى عثمان بن عفان  
 (ض) قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : { حرس ليلة في سبيل الله ، أفضل من ألف ليلة ، قيام ليلها ، وصيام نهارها  } . رواه ابن سنجر – ----------------              ايضا خص الرسول (ع) جنود مصر، ووصفهم  بأنهم خير أجناد الأرض ، كما ورد فى خطبة طويلة لعمرو بن العاص (ض)، خطبها في أهل مصر ، فكان مما قال لهم :  حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله (ع) يقول : ( إذا فَتَحَ الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً ، فذلك الجند خير أجناد الأرض . فقال له أبو بكر : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ) أخرج هذه الخطبة ابن عبد الحكم (ت257هـ) في " فتوح مصر " (ص/189) ، والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/1003) ، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (46/162) ، وأخرجها ابن زولاق الحسن بن إبراهيم الليثي (ت 387هـ) في " فضائل مصر " (ص/83) ، وعزاه المقريزي في " إمتاع الأسماع " (14/185) لابن يونس . 
كما أن القرآن أعلن صراحة أن  مصر أمنة فى سورة يوسف آية 99 بقوله تعالى (ادخلوا مِصرَ إن شاءَ اللهُ آمِنيِنَ ) وهو مايعنى أن من  يهدد أمن مصر ، هو خارج عن وعلى  شرع وإرادة الله -----------   كما إنتصرت الإرادة الإلهية  للجنود فى سورة الصافات  آية 173  بقوله تعالى   (  وَإنَ جُندنا لهُمُ الغَالِبوُنَ )  -------    ايضا أكدت سورة الفتح آية 4 على أن الجنود هم لله فى قوله تعالى  (هو الذي أنزل السكينةَ في قُلوُبِ المؤمنينَ ليزدادوا إيماناً مع إيمانهِم وللهِ جنوُدُ السماواتِ والارضِ وكان الله عليماً حكيماً )   مما يعنى أن الجنود هم جنود الله من الملائكة ومن البشر جعلهم حراس لخلقه من كل جبارٍ أو إرهابى  زنيم يتسربل بغطاء الدين والجهاد وهو من أهل الشياطين أى عدواً لله  والنبى خصيمهُ يومَ الدين لأنهم يدعون الجهاد وهم كاذبون  ولشرع الله جاحدون جاهلون ، وقد رأينا من يسمون أنفسهم  بجماعة بيت المقدس وهم يقومون بعمليات إنتحارية فى سيناء وفى القاهرة  ضد الجنود والضباط ، فهل بيت المقدس إنتقل من فلسطين إلى مصر أيها المجرمون ؟ فأنتم  من ينطبق عليه قوله تعالى (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) يس آية59  وقوله تعالى فى التوبة 66 (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعفُ عن طائِفةٍ مِنكُم نُعَذِب طائفة بانهم كانوا مُجرمِينَ ) – لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئن صادق مع الله والنَفسِ ، بأن قَتلُ قاتل الجنود فرض عين على كل مسلم ، لأن فعله وجرمه هو من أكبر الكبائر لخروجه على الشرع ، وفساده فى الأرض ، كما أن من يقوم من الجنود والضباط  بصد العدوان والهجوم الذى يقعُ عليه ، لا إثم عليه ، حتى لو أدى هذا العمل  إلى قتل المهاجم ، ولا عبرة بما كان يحمله المهاجم من سلاح خطير أو بسيط  ، لأن الهجوم فى ذاته يتوقع منه ، ووارد  كل الأخطار ، ومنها الموت، فيكون للجندى أو الضابط الحق فى الدفاع عن نفسه، وعن الأخرين المكلف بحراستهم، والأموال العامة والخاصة بصفتهِ حارس عليها ولا ينتظر النتيجة ، وايضا لأن المُهاجم هو من إختار لنفسه المدفوعة بالشر هذا الطريق وهذه النهاية ، فلا إثم على الجندى أو الضابط .  
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان    
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699  

قسيس أميركي كاد يرتكب "محرقة قرآنية" قبل أن يدركوه

العربية ـ لندن - كمال قبيسي
اعتقلوا القسيس تيري جونز، الأميركي "حارق المصاحف" الشهير، وهو في محمّلة بنسخ من الكتاب الكريم كان متجهاً بها أمس الأربعاء إلى حديقة بولاية فلوريدا، للقيام بما يمكن تسميته "محرقة قرآنية" خطط ليحرق فيها 2998 مصحفاً، انتقاماً منه لقتلى سقطوا بهذا العدد في مركز التجارة الدولي يوم تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بنيويورك.
كان مع جونز، البالغ عمره 61 سنة، شريك اسمه مارفن ساب جونيور، عمره 34 ومن أتباع "كنيسة الحمامة للتواصل العالمي" التي أسسها جونز في 1985 بألمانيا، ثم نقلها إلى الولايات المتحدة، حيث ذاع صيتها معه حين حاول لأول مرة في 2010 حرق مصحف في 11 سبتمبر ذلك العام، وعلناً أمام الصحافيين، فمنعوه في اللحظة الأخيرة.
لكن جونز، الناشط بشراء وببيع المفروشات المستعملة عبر "دكان" له في الإنترنت، حرق النسخة أمام العلن بعد 6 أشهر، وحرق اثنين غيرها فيما بعد، طبقاً لما قرأت "العربية.نت" عن محاولاته في وسائل إعلام أميركية، وحين لم يثر أي ضجة من حرقه نسخة واحدة في تاريخ غير 11 سبتمبر، فإنه راح يحلم دائماً بإشعال كمية كبيرة أمام الكاميرات بطريقة تلفت النظر العالمي، وفي 11 سبتمبر هذا العام بالذات، لكنهم أدركوه واعتقلوه.
فتاوى "أحلت" دمه ولا تزال سارية
وبحسب بيان للشرطة، فإنه كان في سيارة "فان" مكشوف، وينقل فيها أوعية "كيروسين" ليسكبه على نسخ من المصاحف وضعها في فرن معدني اكتظ بالنسخ ونقله بالسيارة إلى الحديقة التي خطط أن يشعل فيها النار بالنسخ في وضح النهار وأمام الكاميرات.
وما أن وصل وشريكه إلى سور حديقة بلدة "مولبري" قرب مدينة تامبا بفلوريدا، ووراءهما فضوليون وأتباع بالسيارت، حتى انقضت عليه الشرطة، ومعها كان رئيس بلدية البلدة وبعض أعضاء مجلسها، فأوقفوه وضبطوا معه كاميرات، كان يخطط لتصوير "المجزرة القرآنية" بعدساتها ليجعلها في فيديوهات يبثها عبر الإنترنت ليراها الملايين.
وجونز، الذي سيمثل اليوم أمام قاضٍ لينظر بأمره، مطلوب بفتاوى راجعتها "العربية.نت" ووجدتها لا تزال سارية بحقه وصدرت من جماعات، عربية وآسيوية، ومعظمها "أحل" دمه لمشاركته بإنتاج فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول، والذي أحدث ضجة عالمية العام الماضي، كما ولحرقة نسخاً من المصحف على مراحل.

البابا يناشد قادة الـ20 تجنب "ضرب" سوريا

سان بطرسبرغ، روسيا (CNN)--
 أطلق بابا الفاتيكان نداءً إلى قادة قمة مجموعة الـ20، حثهم فيه على العمل من أجل إيجاد "حل سلمي" للأزمة السورية، والابتعاد عن "الحلول العسكرية"، التي قال إنها لا تؤدي إلى نتيجة.
وكشف الفاتيكان الخميس، عن الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رئيس الدورة الحالية للقمة التي تنطلق في مدينة "سانت بطرسبرغ" الروسية، في وقت لاحق الخميس.
ودعا بابا الفاتيكان القادة المشاركين في القمة إلى "تخطي المواقف المتضاربة، والتخلي عن الحلول العسكرية"، كما حثهم على "البحث عن حل سلمي، بواسطة الحوار والتفاوض بين مختلف الأطراف، وبدعم من الجماعة الدولية."
وقال بابا الفاتيكان، في رسالته التي أوردها "راديو الفاتيكان"، إن "الانقسامات في العالم وليدة الصراعات المسلحة، التي ما تزال وللأسف تدمي العديد من مناطق العالم، ونرى كل يوم مشاهد المآسي والجوع والمرض والموت."
بعد البابا.. شيخ الأزهر يندد بالوضع في سوريا
وأكد أنه "بدون سلام، لا يسعنا أن نحقق النمو الاقتصادي"، مشيراً إلى أن "العنف لا يأتي بالسلام، والذي هو شرط أساسي للتنمية."
وعن الوضع في الوضع في الشرق الأوسط، أعرب البابا فرنسيس عن "أسفه الكبير إزاء العوامل التي حالت دون إيجاد تسوية سلمية للصراع الدائر في سوريا، بدافع المصالح الأحادية الجانب."
شرق أوسط خال من المسيحيين.. قريباً؟
وتابع قائلاً: "لا يمكن أن يقف زعماء الدول العشرين غير مبالين إزاء الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الحبيب، والذي دام فترة طويلة، وبات اليوم يهدد المنطقة بأسرها."
واختتم البابا فرنسيس رسالته بالتأكيد على أنه "يترتب على جميع الحكومات واجب خلقي، ألا وهو بذل كل جهد ممكن لتوفير الدعم الإنساني للمتألمين جراء الصراع، أكان داخل الحدود السورية أم خارجها."

البطريرك الراعي يحمّل السياسيين مسؤولية الانفجارات

الديمان- الغربة                           
 مصور
حمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السياسيين المتنازعين مسؤولية الانفجارات على الساحة اللبنانية مشيرا الى ان نزاعهم المتمادي وتعطيلهم لعمل المؤسسات الدستورية يوصل الى سقوط الضحايا وقال " لو أنّهم بادروا باتّخاذ خطوات جريئة ومسؤولة في خط المصالحة السياسيّة – المذهبيّة، وتأليف الحكومة الجديدة، وبدءِ الحوار الوطني، واتّخاذِ إجراءاتٍ أمنيّة تَحدُّ من تفشّي السلاح، ومظاهرِ الأمن الذاتي، لَتَعَزّى أهلُ الشهداء في بيروت وطرابلس، وقالوا: شهداؤنا فدىً عن الوطن! ولكانوا اعتزّوا بشهدائهم. أمّا أن يكون هذا الثمن الغالي قد دُفع مقابل لا شيء، فهذا يضاعف ألمَهم وألمَ اللبنانيين جميعاً. وما زال أصحابُ السلطة والأفرقاء السياسيّون المذهبيّون يصمّون آذانهم عن تحذيرات الهيئات الاقتصادية بشأن الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم وتنذر بأوخم النتائج السلبية، الاجتماعية والمعيشية."
كلام البطريرك الراعي جاء خلال عظة قداس الاحد في الديمان وقد عاونه المطران حنا علوان والمونسينيور شارل سعد وقامت بالخدمة جوقة رعية عين عكرين وحضره سفير لبنان في روما شربل اسطفان ومؤمنون من كافة المناطق اللبنانية  والقى غبطته بعد الانجيل المقدس عظة بعنوان "اللهم، ارحمني أنا الخاطي"
                                            (لو18: 13)
وقال : صلاة العشَّار الخاطي التي استُجيبت، تعلّمنا أنّ جوهرَ الصلاة وقفةُ تواضعٍ أمام الله بانسحاق قلبٍ وندامةٍ واستغفار. لا يوجد إنسانٌ من دون خطيئة. فلا بدّ لكلّ واحد منّا من أن يقف هذه الوقفة الوجدانيّة أمام الله ومحكمةِ الضمير. وعليه أن يُسلّط على حياته وأعماله ومواقفه شخصَ المسيح وكلامَ الإنجيل وتعليمَ الكنيسة، فيكتشف أن خطاياه كثيرة، ويقف مثل العشّار، ونظرُه إلى الأرض تواضعاً وانسحاقَ قلب، ويصلّي: "اللّهم، ارحمني أنا الخاطي (لو18: 13).
 إنّني أحيّيكم جميعاً، أّيها الإخوة والأخوات، الآتون من مختلف المناطق. وأحيّي بنوع خاصّ سفيرنا في روما الأستاذ شربل اسطفان وعائلتَه، ورابطةَ آل طوق، وتجمّعَ كشافة لبنان – فوج القدّيسة ريتا في سن الفيل وأصدقاءهم. نصلّي في هذه الذبيحة المقدّسة من أجلكم جميعاً. واليوم في الذكرى الثالثة والتسعين لاعلان لبنان الكبير في اول ايلول 1920 نصلّي معاً من أجل لبنان كي يحافظ على هويته وكيانه وميثاقه ويخرج من أزمته السياسية والاقتصادية، ونصلي  من أجل الحلول السلمية للّنزاع في سوريا، بعيدًا عن أي تدخّل عسكري من الخارج، وإيقاف مسلسل الانفجارات في العراق رحمةً بالمواطنين الأبرياء؛ وإحلال الوحدة والسلام في مصر.
وتابع: كلّنا اليوم نلتمس فضيلة التواضع لكي نقف أمام الله، مثل العشّار الخاطئ. نقرّ بخطايانا ونندمُ عليها ونعترفُ بها للكاهن الموكَّل على إجراء سرّ التوبة والمصالحة، وعلى سلطان الحلّ، باسم الله، الآب والابن والروح القدس، فيغفر خطايا التائب، ويمنحه الحياة الجديدة. فسلطان المسيح الإلهي لمغفرة الخطايا سلّمه إلى خدمة الكهنوت.
التوبة والمصالحة هما الحالة المقبولة من الله لرفع واجب الصلاة. أمّا صلاة المتكبرين المتباهين مثل الفرّيسي بأعمالهم من دون أن يقرّوا بخطاياهم – هذا إذا صلّوا - فإنّها غير مقبولة.
 صلاة المتواضع تخرج من عمق القلب، فتمسُّ قلب الله، وتُستجاب. لا يمكن أن تتعايش الصلاة الصادرة من القلب مع صلاة المتكبّر. فالمتكبّر المكتفي بذاته، الملآن من نفسه، المُعجب بحاله، المقدِّر ذاته أكثر ممّا هي، المعتبِر شخصيّتَه أكبر من الآخرين، لا يصلّي، ولا يعرف كيف يصلّي. وإن صلّى، صدرت صلاته من شفتَيه لا من قلبه، وكانت تظاهراً أمام الناس. صلاته لا قيمة لها، لأنها لا تصل إلى قلب الله، ولا تنال شيئاً.
صلاة العشّار تواضعٌ أمام الله وإقرارٌ بالخطأ، وتوبةٌ والتماسُ الغفران. أمّا صلاة الفرّيسي، فكبرياءٌ ومدحُ الذات أمام الله، وعجبٌ بالنفس وتحقيرٌ للغير، وكأنّه ينتظر مديحاً له من الله. في ختام هذا المثل الإنجيلي، يعطي الربُّ يسوع تقييمه لصلاة كلّ من العشّار والفرّيسي بقوله القاطع: "أقول لكم أنّ العشّار نزل إلى بيته مبرّراً، أمّا الفرّيسي فلا. لأن كلّ من يرفع نفسه يواضع. ومن يواضع نفسه يرفع" (لو18: 14).
واضاف: لو كان الأفرقاء المتنازعون عندنا يصلّون حقّاً، ويرفعون نفوسَهم وأفكارَهم وقلوبَهم إلى الله، ويقرّون بخطاياهم وأخطائهم، ويلتمسون منه الغفران، لتصالحوا فيما بينهم، وسمعوا في أعماق ضميرهم معاناة المواطنين، وقاموا بواجبهم في تأمين الخير العام، وحمايةِ المؤسسات الدستورية، وتثبيتِ الأمن، وإحياءِ الحياة العامّة، والدفع بالحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية.
وتناول غبطته في عظته الوضع على الساحة الللبنانية وقال:" لقد مرّت تسعةُ أيامٍ على الإنفجارَين في طرابلس اللَّذَين أوقعا خمسة وأربعين شهيداً من المواطنين الأبرياء. ومرّت سبعة عشر يوماً على انفجار محلة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية، الذي أودى بحياة سبعة وعشرين شهيداً أبرياء، ما عدا مئات الجرحى، وخراب مئات المنازل والمحلات التجارية. ولم يدرك الأفرقاء السياسيّون المتنازعون أنّهم هم المسؤولون عن هذه الانفجارات وسقوط الضحايا بسبب نزاعهم المتمادي وتعطيلهم لعمل المؤسسات الدستورية. فمع اعتبار أية خطّة انقاذية تُقترح، لم يقوموا، إلى الآن، بأي مبادرة فعلية لحلّ أزمة تأليف حكومة جديدة قادرة وفاعلة، وللجلوس إلى طاولة الحوار للمصارحة والمصالحة. ما يعني أنّ الثمن الباهظ، الذي دفعه المواطنون الأبرياء في الانفجارات الثلاثة، لا قيمة له عندهم. فاكتفوا بالاستنكار والتعزية واتّهام الغير. ومع هذا ما زالوا يعرقلون تأليف حكومةٍ من شأنها تثبيتُ الأمن، وضبطُ السلاح، وحمايةُ المواطنين. فلو أنّهم بادروا باتّخاذ خطوات جريئة ومسؤولة في خط المصالحة السياسيّة – المذهبيّة، وتأليف الحكومة الجديدة، وبدءِ الحوار الوطني، واتّخاذِ إجراءاتٍ أمنيّة تَحدُّ من تفشّي السلاح، ومظاهرِ الأمن الذاتي، لَتَعَزّى أهلُ الشهداء في بيروت وطرابلس، وقالوا: شهداؤنا فدىً عن الوطن! ولكانوا اعتزّوا بشهدائهم. أمّا أن يكون هذا الثمن الغالي قد دُفع مقابل لا شيء، فهذا يضاعف ألمَهم وألمَ اللبنانيين جميعاً. وما زال أصحابُ السلطة والأفرقاء السياسيّون المذهبيّون يصمّون آذانهم عن تحذيرات الهيئات الاقتصادية بشأن الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم وتنذر بأوخم النتائج السلبية، الاجتماعية والمعيشية. هذه الحالة الخطرة مرتبطة بالشّلل في القرارات، بسبب عدم تأليف حكومة فاعلة ومنتجة من شأنها حلّ مشكلات المواطنين والاهتمام بشؤونهم اليومية. لا يمكن أن يقبل الشعب اللبناني البقاء من دون حكومة قادرة وفاعلة، والبقاء رهينةً لنزاع أصحاب السلطة والمسؤولين السياسيين، ومصالحهم الرخيصة.
 يجب التمييز بين الصلاة الوجدانيّة على أساسٍ من اللّقاء الشخصي العميق مع الله، وبين الصلاة كواجبٍ اجتماعي. ليست الصلاة مشاركةً اجتماعيّة بل صلاةٌ جماعيّة. إنّ مشاكلنا السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعية تتزايد وتتفاقم، لأنّ المسؤولين عنها ومتعاطينها لا يصلّون، وبالتَّالي لا يستحضرون الله، ولا يستلهمون القيمَ الروحيّة والأخلاقيّة، ولا توجد في قلوبهم مخافةُ الله الداعية إلى مرضاته بالأعمال الصالحة وإلى تجنّب الإساءة إليه وإلى شعبه. هؤلاء هم آلهةُ نفوسهم. يعبدون ذواتهم ومصالحهم وسلطتَهم ونفوذهم، ويحتقرون الشعب كله. هؤلاء يواصلون خطّ ذاك الفرّيسي. ولا مجال لأن يلتقي الناس على مستوى الحقيقة والمحبة، ما لم يلتقِ كلّ واحد منا مع الله، بتواضع العشّار والإقرار بخطئه والتماس المغفرة. فسلام مع الله سلام مع الخليقة كلّها. الصلاة من القلب هي الوسيلة الفضلى لبلوغ هذا السلام. إنّه أوّلاً سلامٌ مع الله ومع الذات، ثمّ سلام مع كلّ الناس. 
 يقول قداسة البابا فرنسيس: "في مدرسة المسيح نتعلّم التواضع وحرية القرار. فهو يريد منّا أن نكون أحراراً مثله، بحرية تأتي من حوار الصلاة مع الله. لا يريد الربّ يسوع مسيحيِّين أنانيِّين يتبعون أهواءهم، أو ضعفاء عديمي الإرادة ينقادون لغيرهم، ويكونون تابعين لهم، غير آبهين بكرامتهم المسيحية. بل يريدنا أحراراً في تفكيرنا وضميرنا وخياراتنا الحياتية". ويضيف الأب الأقدس: "المسيحي الذي لا يعرف الحوار مع الله بالصلاة والتأمل، ولا يسمع صوته في أعماق ضميره، ليس إنساناً حرّاً. الضمير هو المساحة الداخليّة حيث نسمع صوت الله الذي يدعونا إلى الحقيقة والعدالة والخير، ويساعدنا على تمييز الطريق المؤدِّي إليها".
فلنصلِّ معاً إلى الله ملتمسين مساعدته لنا لنتعلّم في مدرسة المسيح التواضع ووعي الضمير الحيّ وحرية القرار. فنستحق أن نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
وبعد القداس استقبل غبطته المشاركين في الذبيحة الالهية .والسفير اللبناني في ايطاليا شربل اسطفان  ورابطة آل طوق برئاسة الشاعر انطوان مالك طوق ووفدا من عائلة المونسينيور نبيه الترس.