العجيبة 4 من عجائب القديسة مريم

العجيبة 4
بعد صعود المسيح الى السموات بخمسة عشر سنة، رجم اليهود أول الشهداء اسطفانوس، وطردوا من أورشليم جميع الرسل الذين يكرزون باسم المسيح، ومن جملتهم تلميذ اسمه مكسيمينوس رافق مريم ومرتا أختيْ أليعازر، ومكسيملا جارتهما، ومريم المجدلية، وكاليصونيوس المولود أعمى وفتح الرب عينيه، فهؤلاء، أوصاهم بطرس الرسول أن لا يبتعدوا عن بعضهم البعض، لأن اليعازر قد هرب الى قبرص خوفاً على حياته من اليهود. وأما أختاه فلبستا في أورشليم مع سيدتنا مريم العذراء الى يوم انتقالها.
بعدها، باعوا كل ما يملكون وأعطوه للمساكين، وأمرهم الرسل أن يهربوا، ولكن اليهود قبضوا عليهم، ووضعوهم في مركب صغير بدون مجاذيف، وتركوا ذلك المركب تحت رحمة الرياح، وكان في المركب جميع الذين ذكرناهم سابقاً، فأخذوا يتضرعون لله كي يهديهم الى المكان الذي يشاء.
وبمعونة الله وصلوا الى مدينة عظيمة في بلاد اسبانيا تدعى مرسيليا، فخرجوا من المركب ومجدوا الله، وذهبوا الى السوق فلم يعطهم أحد صدقة أو أرغفة خبز يقتاتونها، لأن سكان المدينة كانوا من عبدة الاوثان، وكان حاكم المدينة بدون ولد يرثه، فأتته بالحلم امرأة جليلة وقالت له:
ـ ما بالك نائم في الفراش مع زوجتك، وعبيد الله يموتون جوعاً؟ اذهب الى السوق وفتّش عن الغرباء الستة، وأنزلهم على الرحب والسعة في قصرك، وإلا ستموت موتاً رديئاً.
فهب الحاكم من فراشه، وراح يفتّش عنهم الى أن وجدهم وأحسن ضيافتهم، وبينما مريم تتكلّم عن عجائب السيد المسيح الكثيرة، بادرها بالقول:
ـ اذا كان المسيح قادراً على كل شيء، أريد منه ولداً يرثني، وسأحطّم كافة الأصنام في المدينة.
فقالت له:
ـ آمن بالمسيح وسيعطيك كل ما تطلب.
وبعد أيام قليلة، حبلت زوجته، فاعتمد مع سائر سكان مدينته، وأصبح متعبداً ورعاً، وقرر الذهاب الى أورشليم وباقي الاماكن المقدسة.
أما زوجته، فطلبت أن يأخذها معه كي تتبارك هي أيضاً بالتراب الذي سار عليه المسيح. فوافق بعد أن أوكل مريم أخت أليعازر على المدينة، وأعطاها أوامر ملكية بأن تعمل ما تشاء. وأن تهدم كافة بيوت الاصنام، وتبني مكانهم الكنائس.
في أول يوم من ابحارهم أراد الله أن يمتحن ايمان هذا الحاكم، فهبت عواصف هوجاء أجبرتهم على اللجوء أياماً الى أحد الموانىء، وفي الطريق، أدرك الطلق زوجته، فتعبت في ولادتها وتألمت الى أن أنجبت طفلاً ذكراً وماتت دون أن تراه، فحزن الحاكم على زوجته كثيراً، وبدأ الشك في قدرة الله، يتقاذفه، فقرر العودة الى مدينته، بعد أن أمر حراسه أن ينزلوا الى اليابسة ويضعوا جثة زوجته مع طفلها المولود في احدى المغاور. وراح يبكي ويتضرع ويقول:
ـ أيتها القديسة والدة الله أم اليتامى، كما ولدت ابنك الاله في مغارة، أرجوك أن تحفظي هذا الطفل، وأن تردي عنه الأذى، أنت القادرة على كل شيء.
وبدلاً من أن يعود الى مرسيليا، وصل مركبه الى مدينة يافا، ومنها ذهبوا براً الى أورشليم المقدسة. هناك التقى ببطرس الرسول، فأخبره كل ما حدث معه، فمدحه الرسول وقال له:
ـ لا تحزن على زوجتك وابنك، لأن الرب قادر على كل شيء، وتأكد من ان حزنك سينقلب فرحاً بإذنه تعالى.
وبعد مكوثه سنة في الأماكن المقدسة بصحبة الرسول بطرس، قرر العودة الى مدينته، وقلبه مفعم بالايمان، وما أن وصل الى المكان الذي ترك فيه جثمان زوجته مع طفله، حتى دخل المغارة، فهاله ما رأى، إذ وجد ابنه يرضع من صدر امه الميتة، التي لم ينخر الفساد جسدها رغم مرور أكثر من عام على وفاتها، بل بقيت كما تركها، فخر على الارض ساجداً وهو يبكي ويصيح:
ـ أيها الاله القادر على كل شيء، يا من أرضعت ابني من صدر أمه الميتة أشهراً طوالاً كي لا تحرمني طفلاً أنت وهبتني اياه، أرجو أن لا تحرمه من حنان أمه.. أعطها الحياة أيها القدوس المبارك.
وللحال تحركت الجثة، وتنهدت الميتة وهي تتمتم:
ـ مبارك اسمك الكلي الحلاوة، أيتها العذراء مريم، فهو الذي سترني ودبّرني في الولادة، وأعان ابني كل هذه الايام كي نبقى على قيد الحياة.
وكم كان تعجّب زوجها شديداً عندما أخبرته، بأنها كانت معه ومع الرسول بطرس تزور الأماكن المقدسة التي زارها، وراحت تسميها بأسمائها.
**

العجيبة الثالثة من عجائب القديسة مريم

العجيبة 3
كان أحد الكهنة غنيَّ المال والممتلكات، وفقيراً من ناحية التقوى والعبادة لله تعالى. ففي يوم واحد وزمان واحد دعي كي يناول الأسرار المقدسة لرجل مريض غني جداً، ولامرأة فقيرة متعبدة للبتول مريم العذراء، فاحتار الى من يذهب، الى الغني أم الى الفقيرة المريضة؟ فقادته شهواته الأرضية الى تفضيل الذهاب لخدمة الغني، فعرّفه بسرعة قصوى، ومكث عنده وقتاً قليلاً، وقبل أن يغادر قصره جاء من يقول له أن المرأة الفقيرة في حالة نزاع شديد، وما عليه سوى القدوم ليناولها القربان ويمشحها، ولكنه أبى الذهاب الى بيتها المتواضع. فلما رأى شماسه سوء تصرفه، وكان يخاف الله كثيراً، حاول أن يردعه عن ذلك، ويقنعه بأن من واجب الكاهن خدمة الناس أجمع.. فلم يفلح. عندئذ طلب منه أن يسمح له بالذهاب الى بيت الارملة لمناولتها. فأشار له بيده: اذهب.
مضى الشماس الى الكنيسة، وبكل احترام حمل بيده القربان المقدس، وأسرع الى مساعدة الارملة الفقيرة، الغنية بالتقوى والايمان والعبادة، فوجدها طريحة فوق أكوام صغيرة من التبن، جمعتها كالفراش، فلا أصدقاء يدخلون ويخرجون كما كان يحدث في قصر الغني، ولا طنافس، وأدوات زينة وفراش وثير، ولكنه، بالمقابل، وجد صفاُ من العذارى البتولات يلبسن أثواباً بيضاء كالثلج، وفي وسطهم تجلس الأم الحنونة، معونة النصارى ومعزية الحزانى، مريم البتول.
وكانت العذارى يحملن مناشف بيضاء سماوية، لينشفنَ بها عرق الارملة المريضة، ويتفانينَ بخدمتها. فلما شاهد الشماس هذا المنظر المقدس، وقف والدهشة تعلو وجهها، وبيده القربان المقدس، الذي ما أن رفعه، حتى خرّ الجميع ساجدين، فناولها اياه، وأكمل عليها صلاة المنازعين، حتى استودعت روحها بيد الأم الطاهرة.
خرج من كوخ الارملة والبهجة تغمره، وقصد قصر الغني، حيث يجلس الكاهن، فلم يجد مريم العذراء، ولا البتولات الحكيمات، بل وجد كلاباً سوداء مرعبة ومخيفة، تتحيّن الفرصة لتنهش جسد الغني المتألم، فبهت ولم يقدر على النطق، بل سمع المريض يصرخ: اطردوا عني هذه الكلاب الجهنمية، وخذوا مالي. ولم يقدر أحد أن يسعفه. وفجأة دخل عبد ذو وجه شنيع، شكّ سيفه في خناق الغني وأزهق روحه.
عندئذ تحولت الكلاب الى شياطين، وسحبوه الى نار جهنم، دون أن ينفعه ماله، أو فضته أو ذهبه.
أغمي على الكاهن من هول ما رأى، وعندما استيقظ وهب ثروته للفقراء، وأقسم أن لا ينام الا على بساط من تبن، تيمناً بتلك الفقيرة، وتكفيراً عن ذنوبه. 
**

العجيبة 2 من عجائب القديسة مريم

العجيبة 2
رجل غني جداً، لحق شهوات الجسد، فبدد ثروته بالطيش واللهو، الى أن وقع في ضيق عظيم، فاستصعب الأمر كثيراً، ولكن زوجته العفيفة التقيّة تحمّلت ظلمه، وتمسكت أكثر بإيمانها وحبها لشفيعتها مريم البتول.
وفي يوم من الايام، قرر هذا الرجل المتهوّر أن يبتعد عن قريته، كي لا يشارك أبناءها العيد، فقرر الذهاب الى عند أصدقائه في قراهم النائية، وبينما هو جالس لوحده، أتاه رجل فارسي ذو منظر مخيف، وسأله:
ـ ما بالك تبدو كئيباً وحزيناً يا هذا؟
فأجابه بصوت مرتعش:
ـ كنت غنياً جداً، أملك المجد والفرح، والآن ضربني الفقر كما ترى.
فقال له الفارسي:
ـ ان كنت لي مطيعاً، وهبتك كل ما يسرّك.
فأجابه:
ـ ان كنت صادقاً فيما تقول، فأنا تحت أمرك.
فقال له الفارسي:
ـ امضِ الى البيت، واحفر في الموضع الفلاني، تجد من الذهب والفضة والجواهر كل ما تشتهي نفسك. ولكن عليك أن تفعل شيئاً من أجلي..
فسأله:
ـ وما هو؟
ـ أن تحضر لي زوجتك.
فرضي الزوج بذلك، وافترقا بعد أن صمّما على اللقاء في يوم من الايام لاتمام ما اتفقا عليه.
عاد الرجل الى بيته، فوجد من الجواهر أكثر مما كان يتصوّر، فطرح حزنه جانباً، وراح يشتري الحقول والقصور، ويتنعّم بثروة هائلة أكبر بكثير من ثروته السابقة التي ضيّعها بالعربدة والطيش.
وفجأة، اقترب اليوم المحدد للقاء، فاصطحب زوجته الى المكان المتفق عليه، والخوف يجتاحها دون أن تبدي تذمراً، بل راحت تصلي لرفيقة حياتها الأم البتول، وتطلب حمايتها، وتقول:
ـ أيتها الأم الحنونة، ردّي عنّي كل خطر، وكوني لي حصناً يحميني من أعدائي، واحمي شرفي، واستري عليّ من الان والى ابد الآبدين آمين.
وبينما هما يسيران الى لقاء ذلك الفارسي التعيس، رأت كنيسة، فنزلت عن الحصان ودخلت اليها لوحدها، دون أن يرافقها زوجها.
هناك، راحت تبكي وتبتهل للأم الحنونة مريم، الى أن داهمها النعاس، فنامت، وهي ساجدة تحت أيقونة العذراء.
عندئذ، حدثت العجيبة، اذ نزلت الأم القديسة من عليائها، واتخذت شكل امرأة الغني، بلباسها، بنطقها، بحركتها، وسارت معه الى لقاء الرجل الفارسي، الذي ما أن وقع نظره عليها، حتى اعتراه رجفان شديد، وكاد أن يغمى عليه من شدة الخوف، وصاح بصوت عالٍ:
ـ أهكذا تكافئني أيها اللعين؟ لقد وهبتك المال الكثير من أجل الحصول على زوجتك، يعد أن وافقت على ذلك، فإذا بك تأتني بهذه المرأة التي أشهد وأقر بأنها أم الله الطاهرة. كنت أود الانتقام من زوجتك المتعبدة الصالحة، لكثرة صلاتها وابتهالاتها، فإذا بي أقف أمام سيدة العالمين مريم العذراء. فالويل لي، سترسلني الى النار الجهنمية حيث رفاقي الشياطين.
فزجرت السيدة البتول إبليس، وأمرته أن يعود الى مكانه الجهنمي. ثم التفتت الى الرجل الذي خرّ ساجداً أمامها، طالباً منها السماح والتوبة، وقالت له:
ـ عد الى بيتك، وارجع للشيطان ما قد أخذت منه، وتمسّك بخوف الله، انه الكنز السماوي الذي لا يزول.
وما أن أتمت كلامها المقدّس، حتى غابت عنه، فرجع المسكين الى الكنيسة التي ترك بها زوجته، وهو يبكي من شدة الأسف، فوجدها راكعة تصلي. 
وفي طريق عودتهما الى قريتهما أخبرها بكل ما حدث، وكيف أنقذتهما الأم الحنونة من براثن الشيطان. واتفقا على أن يتفرّغا للعبادة والصلاة طيلة أيام حياتهما.
**

مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة: للعمل على تقريب الثقافات والحضارات

في أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة، شددت مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة على أهمية السعي إلى تأمين الوحدة المنشودة وفي الوقت ذاته العمل على تقريب الحضارات من أجل الوصول إلى حوار ثابت وراسخ بين كافة الثقافات بعيداً عن التطرف والجهل والتوترات الهدامة. ولقد كان لمثلث الرحمات المطران العلاّمة ميخائيل الجَميل اليد الخيّرة في هذا المجال عبر خطاباته وحواراته وأعماله ولقاءاته على مختلف المستويات. وقد اعتبر رئيس المؤسسة المحامي شادي أبو عيسى أن المطران الجَميل كان رائداً في جمع العلم وثقافة المحبة والانفتاح. لذلك، بات من الضروري العودة إلى ما كتبه وقاله المطران العلاّمة تحقيقاً لحرية الانسان ووجوده في كل زمان.

مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة

قتلِ من يرهب الآمنين فرض عين/ الشيخ د. مصطفى راشد

ولا إثمً على من قتل المُهاجِم من الإرهابيين  وخصوصاً فى الظروف التى تشهدها مصر                   
**
وصل إلى  موقعنا على الإنترنت سؤال من الأستاذ \ محمد عبد الرحمن     --  يسأل فيه عن الحكم الشرعى لمدعى الجهاد من جماعات الإرهاب  قاتلى الجنود فى سيناء، ومفجرى القنابل والسيارات المفخخة فى كل أنحاء مصر، ضد من يسهرون على حراسة الوطن ،ويتسببون فى ترويع الأمنيين --- كما يَسأل عن حُكم من قام من الجنود والضباط  بالرد على الهجوم وقَتَلَ المُهاجِم  ، وايهما يعتبر شهيد -- طالباً منا الرأى والفتوى والحكم الشرعى لهذه الأعمال الإجرامية الإرهابية ؟
وللرد على هذا السؤال بعون الله وإرشاده ودعماً من  رسله وأنبياءه ،  وسعياً لإحقاق الحق وبيان قضاؤه ، بعد أن زاد الشر  وعمَ فساده  -------  ،                        
نوضح أن السؤال من شقين ، الشق الأول خاص بحكم  قاتلى الجنود والضباط ومفجرى القنابل والسيارات المفخخة ، والشق الثانى  خاص بمن قام من الجنود والضباط بالدفاع عن النفس والمال ضد المهاجمين مما أدى لقتلهم ، فكلاً منهم لهُ حُكمهُ الشرعى  : -      لذا  نقول بدايةً أن الإسلام قد عَظَمَ عمل وأجر الجنود ، وكل من يقوم ويسهر على حراسة  البشر والحجر والمال ، فهو عَمَل من أعظم الأعمَال قد عَظَمَته كل الآديان  ، لأن به يتحقق الأمن والإستقرار، ثم يتحقق العدل والأمان ، فتَعمُرَ الأرض ونعبد الله بسلام .
لذا وجدنا الرسول (ع)  يُعظم من شأن من يقوم على أعمال  الحراسة : - كما ورد عن  ابن عباس قال   : سمعت رسول الله (ص)يقول : { عينان لا تمسهما النار ; عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله  } . رواه الترمذي ، كما بين ايضا الرسول فضل عمل الحراسة التى يقوم بها الضباط والجنود كما ورد فى حديث الصحابى عثمان 
 بن عفان(ض) قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : { حرس ليلة في سبيل الله ، أفضل من ألف ليلة ، قيام ليلها ، وصيام نهارها  } . رواه ابن سنجر – ----------------              ايضا خص الرسول (ع) جنود مصر، ووصفهم  بأنهم خير أجناد الأرض ، كما ورد فى خطبة طويلة لعمرو بن العاص (ض)، خطبها في أهل مصر ، فكان مما قال لهم :  حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله (ع) يقول : ( إذا فَتَحَ الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً ، فذلك الجند خير أجناد الأرض . فقال له أبو بكر : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ) أخرج هذه الخطبة ابن عبد الحكم (ت257هـ) في " فتوح مصر " (ص/189) ، والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/1003) ، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (46/162) ، وأخرجها ابن زولاق الحسن بن إبراهيم الليثي (ت 387هـ) في " فضائل مصر " (ص/83) ، وعزاه المقريزي في " إمتاع الأسماع " (14/185) لابن يونس . 
كما أن القرآن أعلن صراحة أن  مصر أمنة فى سورة يوسف آية 99 بقوله تعالى (ادخلوا مِصرَ إن شاءَ اللهُ آمِنيِنَ ) وهو مايعنى أن من  يهدد أمن مصر ، هو خارج عن وعلى  شرع وإرادة الله، وايضاخائن لله والوطن وأفعاله تتسبب فى ترويع الآمنين من الناس وهو أكبر درجات الفساد فى الأرض وينطبق عليهم قوله تعالى فى سورة المائدة 33 (
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ص ق                                                                
    وايضاً قوله تعالى فى سورة محمد آية 22 (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ   ) ص ق -- وايضاً قوله تعالى فى سورة الرعد آية 25 (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ  ) ص ق  -----------   كما إنتصرت الإرادة الإلهية  للجنود فى سورة الصافات  آية 173  بقوله تعالى   (  وَإنَ جُندنا لهُمُ الغَالِبوُنَ )  -------    ايضا أكدت سورة الفتح آية 4 على أن الجنود هم لله فى قوله تعالى  (هو الذي أنزل السكينةَ في قُلوُبِ المؤمنينَ ليزدادوا إيماناً مع إيمانهِم وللهِ جنوُدُ السماواتِ والارضِ وكان الله عليماً حكيماً )   مما يعنى أن الجنود هم جنود الله من الملائكة ومن البشر جعلهم حراس لخلقه من كل جبارٍ أو إرهابى  زنيم يتسربل بغطاء الدين والجهاد، وهو من أهل الشياطين أى عدواً لله ، والنبى خصيمهُ يومَ الدين لأنهم يَدَعون الجهاد وهم كاذبون ، ولشرع الله جاحدون جاهلون ، وقتلة ومجرمين  ، وقد رأينا من يصفون أنفسهم  بجماعة أنصار بيت المقدس،  وهم  الذراع العسكرى للإخوان وكل النبت المتطرف الإرهابى ، وهم يقومون بعمليات إنتحارية فى سيناء وفى القاهرة وكل المحافظات   ضد الجنود والضباط والشعب المسالم ، فهل بيت المقدس إنتقل من فلسطين إلى مصر، بل هم حُثالة من المجرمين ؟فهؤلاء  من ينطبق عليه قوله تعالى (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) يس آية59  وقوله تعالى فى التوبة 66 (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعفُ عن طائِفةٍ مِنكُم نُعَذِب طائفة بانهم كانوا مُجرمِينَ ) – لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئن صادق مع الله والنَفسِ ، بأن قَتلُ قاتل الجنود ومن يتظاهر بعنف ضد وطنه هى فرض عين على كل مسلم ، لأن فعله وجرمه هو من أكبر الكبائر لخروجه على الشرع ، وفساده فى الأرض ، كما أن من يقوم من الجنود والضباط وعموم الناس  بصد العدوان والهجوم الذى يقعُ عليه ، لا إثم عليه ، حتى لو أدى هذا العمل  إلى قتل المهاجم ، ولا عبرة بما كان يحمله المهاجم من سلاح خطير أو بسيط  ، لأن الهجوم فى ذاته كان متوقع منه  ووارد  كل الأخطار ، ومنها الموت، فيكون للجندى أو الضابط الحق فى الدفاع عن نفسه، وعن الأخرين المكلف بحراستهم، والأموال العامة والخاصة بصفتهِ حارس عليها ولا ينتظر النتيجة ، وايضا لأن المُهاجم هو من إختار لنفسه المدفوعة بالشر هذا الطريق وهذه النهاية وخان أهله ووطنه ، فلا إثم على الجندى أو الضابط لأن قتل من يروع الآمنين فرض عين على كل مسلم ، ومن يموت من هؤلاء الإرهابيين ليس بشهيد لفساده وخيانته لوطنه فقد أصبح عدوً لله محروماً من جنته ---، لكن من يسقط من الجنود والضباط والأهالى  الذين يموتون فى سبيل الدفاع عن الوطن فهؤلاء بكل تأكيد نحسبهم عند الله شهداء وفى جنة الخلد .  
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية

العجيبة 1 من عجائب القديسة العذراء

العجيبة 1
في كتاب أخبار القديسين نقرأ عن بشارة أمنا الطاهرة، وعن سر التجسد الالهي، ومنها هذه القصة العجيبة:
رجل من الشرفاء، يملك ثروة عظيمة، كره الدنيا وملذاتها، واتخذ السيرة الرهبانية في القانون المسمى "تشيسترشينسي"، طريقاً له. ولكنه كان، رغم غناه، رجلاً أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فلم يرضَ الرهبان خدمته مع المبتدئين، بل أفردوا له معلماً خاصاً، علّه يتعلّم شيئاً من القراءة، كي يرفعوه، بعد ذلك، الى صفّ النسّاك.
ولكنه، رغم مرور مدة طويلة مع المعلم، لم يتمكن من القراءة، بل ظلّ يردد، في كل لحظات حياته: السلام لكِ يا مريم.
وبعد شيخوخة جليلة، أتته ساعة الموت، فأسلم روحه بيد الرب وهو يردد صلاته الوحيدة.
وكالعادة، صلى الرهبان على جثمانه الطاهر، وواروه الثرى في مقبرتهم، وبعد مدة وجيزة، نبتت زنبقة بيضاء جميلة جداً، كتبت على أوراقها، بأحرف من ذهب، عبارة وحيدة: السلام لك يا مريم.
فأعلموا رئيس الدير بتلك الاعجوبة، الذي أمرهم بحفر القبر، وعزل التراب عن الجثمان، لينجلي امامهم مشهد ولا أروع، فلقد اكتشفوا ان الزنبقة قد نبتت من فم الراهب القديس. حينئذ مجدوا الله، وراحوا يرنمون بصوت واحد: السلام لك يا مريم.
**

الشهادة/ نسيم عبيد عوض

يبدأ فصل الإنجيل فى الاحد الثالث من شهر طوبة حسب ماكتبه القديس يوحنا البشير بقول تلاميذ يوحنا المعمدان له " يامعلم ..الذى انت قد شاهدت له ..يو3: 26‘ وسنجد ان كلمة الشهادة وفعلها قد تكررت كثيرا جدا فى كتب العهد الجديد. "والشهادة لإبن الله وتجسده ومعجزاته وتعاليمة وصلبه وقيامته وصعودة للسموات." هو موضوع فى غاية الأهمية ‘ لأننا اولا آمنا بشهادة هؤلاء الذين شهدوا كما يقول معلمنا يوحنا " الذى كان من البدأ الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة الحياة الأبدية. فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا ." 1يو1: 1و2‘ ونلاحظ هنا أن شهادة هؤلاء التلاميذ والرسل تمت بناء على رؤية بصرية وسمع أذن بشرية ولمسة مادية بالحياة الأبدية التى أظهرت لهم‘ وشهادة هؤلاء الحقيقية والكرازة بها كانت سببا فى إيمان العالم بالمسيحية قبل ظهور الكتاب المقدس مطبوعا حتى أوائل الخمسينات من القرن الأول الميلادى ‘ فكانت أول رسالة مطبوعة لمعلمنا بولس الرسول حوالى عام 52‘ وأول إنجيل مطبوع للقديس مرقس الذى كتبه حوالى عام 55 ميلادية فى القاهرة ودخل به للبشارة فى الأسكندرية‘ فالعالم قد آمن بناء على هؤلاء الذين شاهدوا الحقيقة . وقد أقر بهذه الشهادة القديس بطرس الرسول عندما وقف ليختار خليفة ليهوذا الاسخريوتى فقال" فينبغى ان الرجال الذين إجتمعوا معنا كل الزمان الذى فيه دخل الينا يسوع وخرج.منذ معمدية يوحنا الى اليوم الذى إرتفع فيه عنا يصير واحدا منهم شاهدا معنا بقيامته."أع1: 21و22. أى أن تكون الشهادة واقعا ملموسا وحياة معايشة مع يسوع المسيح حتى تكون الكرازة بناء على شهادة حقيقية لما يبشرون به.

وأول شهادة جاءت فى الكتاب عن السيد المسيح جاءت من يوحنا المعمدان آخر أنبياء العهد القديم ‘ ويعيش ليرى المسيا ويشهد له بعد ذلك طوال وجوده فى اليهودية كقول الكتاب " كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكى يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور."يو1: 6و7. وأيضا " وهذه هى شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت. فأعترف ولم ينكر واقر انى لست انا المسيح. ..أنا أعمدكم بماء . ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه.هو الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق ان احل سيور حذائه."يو1: 19-27. ثم شهد يوحنا المعمدان أيضا" وشهد يوحنا قائلا انى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماءفاستقر عليه.وانا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله."يو1: 22و24.

والقديس يوحنا الحبيب أكثر التلاميذ إستخداما لكلمة الشهادة ففى قراءة الكاثيليكون اليوم من يو1 4: 14 يقرر " ونحن قد نظرنا ونشهد ان الآب قد ارسل الابن مخلصا للعالم." ‘ ويكمل فى إصحاح 5" والروح هو الذى يشهد لان الروح هو الحق. فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم فى الواحد. ان كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله اعظم لان هذه هى شهادة الله التى قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة فى نفسه.  وهذه هى الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هى فى إبنه. 1 يو5: 6-11. وعن نفسه يكتب القديس يوحنا فى نهاية إنجيله شهادته " هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم ان شهادته حق. "يو21: 24.

ويسمى الوحى الإلهى يسوع المسيح بالشاهد الأمين فى رسالته لملاك كنيسة اللاودكيين " هذا يقوله الآمين الشاهد الامين الصادق."رؤ3" 14‘ والرب ذاته يقول ليوحنا ليكمل كتابة سفر الرؤيا وفى آخر كلمات الكتاب المقدس كله‘ وبفمه الكريم " لانى اشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب." رؤ22: 18‘ وفى آخر أعداد الكتاب كله يختمها الرب بقوله" يقول الشاهد بهذا نعم .انا آتى سريعا.آمين.تعال أيها الرب يسوع."رؤ22: 20.

ويختتم فصل إنجيل اليوم بقوله عن يوحنا المعمدان وشهادته" الذى يأتى من السماء هو فوق الجميع . وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس احد يقبلها. ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق. ". ويكمل الكتاب بعد شهادته " الذى يؤمن بالأبن له حياة أبدية. والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله."يو3: 21-26. فالإيمان بابن الله أعطانا نعمة الخلاص  

ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم تعقيبا على ذلك: "نعمة الخلاص أعطتنا الكثير":

1- الحرية ..والحرية هى نعمة الخلاص وثمرته بربنا يسوع المسيح‘ والحرية تعنى حرية مجد اولاد الله ‘حرية الفكر والضمير فبالخلاص من خطايانا قد تحررنا من أى خوف ومن عبودية إبليس‘ وكقول الكتاب " تعرفون الحق والحق يحرركم." يو8: 32‘ وبالإيمان أعطانا سلطانا أن نصير أولاد الله ويكون لنا حرية مجد اولاد الله.

2- البنوة لله .. " والذين قبلوه اعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله . أى المؤمنين باسمه . نعمة الخلاص صيرتنا أبناء الله ‘ وصيرتنا أخوة لإبنه البكر يسوع المسيح ." لأن الذين سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين أخوة كثيرين." رو8: 29.

3- الميراث .. بالخلاص أصبحنا ورثة لأبينا السماوى فى أمجاده وملكوته : تعالوا يامباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم.."مت25: 34‘ ويقول أيضا" لا تخف أيها القطيع الصغير .لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت."لو12: 32.

4- الخلاص بالإيمان أعطانا حياة اليقظة الروحية ‘ وإذا كان الإيمان كما عرفة القديس بولس " وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى."عب11: 1‘وحياة اليقظة الروحية تخلق فينا : أ- البصيرة الداخلية والتى أسماها يسوع المسيح فى مواضع كثيرة من له أذنان للسمع فليسمع‘ أى السماع القلبى الذى يفتح أبواب الروح نحو الله.  ب- كذلك يخلق فينا وعيا أخلاقيا يتناسب مع أهداف الإيمان‘ لأن هناك معوقات للإيمان مثل خداع النفس بالشك‘ الإحباط فى الحياة‘ ومحبة التأجيل لكل الأفعال الروحية. والإيمان العامل بالمحبة والمعان بالصلاة ينقل الجبال وكما يقول الرسول يعقوب" وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمة وإن كان قد فعل خطية تغفر له أى شفاء جسديا وروحيا.

نطلب من إلهنا الصالح خلاصا لنفوسنا بالإيمان بابنه الوحيد وأن يهبنا هبة الحياة الأبدية فى المسيح يسوع بإيمان طاهر نقى. آمين.

قصص عائدين من الموت...رأينا الجنة إنها فعلا موجودة

(CNN)--
كان إيبن ألكسندر ممددا على سرير الإنعاش وهو يصرخ "يا إلهي ساعدني" وهو يتلوى فيما كان فريق الممرضين يحاول تثبيته في مكانه.
في تلك الأثناء أيضا كانت زوجة إبين، جراح الأعصاب، 54 عاما، تنظر بيأس إليه في نظرات الوداع الأخيرة.
لماذا لا تتحدث الكنيسة عن الجنة؟
كان يمكن لهذه اللحظة أن تكون الأخيرة، ولكن ألكسندر يقول إنها لم تكن سوى البداية.
لقد وجد نفسه وهو يلاحق ضوءا أبيض لمّاعا وقد علاه بريق الذهب يقوده إلى "أغرب وأجمل عالم رأيته في حياتي."
أطلق ألكسندر على ذلك الشيء اسم "الجنة" ويصف رحلته تلك في كتاب أسماه "دليل على الجنة" كان أكثر المؤلفات مبيعا لمدة 27 أسبوعا.
ويعترف ألكسندر أنه كان من مرتادي الكنيسة غير المبالين والذين يجهلون قصص ما بعد الموت، ولكنه الآن يعرف أنه توجد حقيقة لتلك القصص وأنه ما من سبب يجعلنا نخشى الموت.
وقال "لا تخافوا ولو بقدر ضئيل...إنّه مجرد انتقال، وليست نهاية لأي شيء. سنكون مع أحبتنا من جديد."
لطالما كانت الجنة لغزا، أو مكانا تتحدث عنه فقط الأساطير أو اللاهوت أو الرسل ولكن الثقافات الشعبية تضجّ بمعلومات أولية وعلى السجية، من كثير من فئات البشر ممن قالوا إنهم يملكون بدورهم أدلة على وجود الجنة بعد مشارفتهم الموت.
لكن شعبية هذه القصص تثير سؤالا آخر: لماذا لم تعد الكنائس تتحدث عن الجنة؟
إنّ أكثر القصص شغفا بالجنة أو أكثرها "معقولية" باتت تأتي من أناس من خارج الكنيسة أو على هامشها.
لقد انقسمت الكنيسة بشأن الجنة حتى بات تناول موضوعها ضربا من الإحراج أو سببا من أسباب الانقسام.

قصة طفلة صغيرة

فقد روت سيدة كيف أنها زارت الكنيسة وبرفقتها وليدتها الجديدة ذات السبعة أسابيع لتعميدها، ومن ساعتها لم تعد لزيارة الراهب.
لاحقا، بعد ثلاث سنوات عادت لنفس الراهب لتروي قصة ابنتها.
روت له كيف أنّها أسبوعا بعد تعميدها وعندما كانت بصدد إرضاعها، سال الحليب على وجنة البنت الصغيرة وعلقت عيانا بالأعلى من دون أن تحرك أطرافها.
أسرعت بها إلى المستشفى وهناك عولجت من صعوبة في التنفس.
إثر ذلك بأقل بقليل من ثلاث سنوات، عادت بالطفلة إلى نفس المستشفى، فصاحت الطفلة في أمها قائلة "أمي انظري، هذا هو المكان الذي أعادني فيه الربّ إليك."
صعقت الأم لأنها لم تتحدث لابنتها عن الله واللاهوت بالمرة، وروت قصتها للراهب الذي قرر من ساعتها أن يهتم بالموضوع أكثر وبات يجمع قصص العائدين من الموت ليطمئن بها اليائسين من فقد أحبابهم في المستشفيات.
وفي الحقيقة فإنّ هناك أسبابا كثيرة لتوقف الكنائس عن الحديث عن الجنة، من ضمنها سطوة العلم وتنامي ثيولوجيا جديدة تشجع الكنائس على خلق الجنة على الأرض من خلال التوعية بأنظمة العدالة الاجتماعية، ففي النهاية من سيحتاج إلى الجنة إذا كان لديه منزل يضمّ شاشة مسطحة كبيرة ويستخدم هاتفا ذكيا؟
لكن صوتا من خارج الكنيسة أعاد لأذهان الأمريكيين الاهتمام بما بعد الحياة وذلك في قلب الحرب العالمية الثانية.

أب تجارب مشارفة الموت

إنه أحد طلبة الطب، لا يتجاوز عمره 23 عاما، ونجح في أن يجعل من موضوع الجنة أمرا عاديا ومألوفا.
يدعى الطالب ريموند مودي ونشأ على يدي والده الذي شارك في الحرب وكان يحكي له قصصا عن الوفيات وهو ما جعله يهتم بها أكثر من اهتمامه بالحياة.
يروي ريموند قصة أحد الأطباء النفسانيين ويدعى جورج ريتشي.
في ديسمبر/كانون الأول من عام 1943، كان ريتشي بصدد التدريب مع الجيش الأمريكي قبل أن يعاني من التهاب رئوي.
تم نقله إلى المستشفى أين دب اليأس في نفوس المعالجين بسبب ارتفاع حرارته المهول فأعلنوه متوفيا.
قال ريتشي "كنت أستمع إلى صوت الطبيب وهو يأمر بإعدادي للمشرحة وهو ما كان مرعبا لأنه كان لدي إحساس عميق بأنني مازلت على قيد الحياة."
بل إنه يتذكر أنّه "طفا" في لحظة ما صوب المعالجين ليتحدث إليهم ولكنهم أسرعوا صوبه.
بعدها رأى جسده وهو من دون حياة وهو ما دفعه إلى البكاء عندما اقتنع نهائيا بأنه توفي.
يقول ريتشي "فجأة كان أضاءت الغرفة إلى أن كما لو أنّ ملايين الشعلات قد أطفأت أنوارها من حولي. بعد ذلك بدا وكأنه طلب مني أن أقف لأنني في حضرة الربّ. إثرها رأيت كل حياتي، بكل تفاصيلها وهي تومض بما فيها ولادتي القيصرية، ثمّ سمعت صوتا يسألني ماذا فعلت بحياتك."
وبعد أن استمع إلى قصة ريتشي قرر مودي أمرا واحدا: أن يحقق في ما بعد الحياة.
بدأ بجمع قصص أشخاص تم إعلانهم كلينيكيا متوفين ولكنهم عادوا للحياة إثر ذلك.
لقد لاحظ قاسما مشتركا يجمع كل تلك القصص: السفر عبر نفق ثم تحية أفراد العائلة والاصدقاء المتوفين من قبل ثم مواجهة هالة ضوئية تعطيهم شريطا مفصلا لحياتهم ثم تسألهم عمّا إذا قضوا تلك الحياة في محبة الآخرين.
أطلق مودي على تلك القصص اسم "تجارب مشارفة الموت" ونشر كتابا حولها عام 1977 اسماه "حياة بعد حياة" باع منه 13 مليون نسخة.
الآن يعمل مودي محللا نفسانيا يطلق على نفسه اسم "رائد الفضاء العميق" ويعد أب ظاهرة تجارب مشارفة الموت.

العلم والدين
ويعترف مودي بأن العلم وليس الدين هو من أضاء تجارب ما بعد الحياة بفضل التقدم الحاصل في ميدان الإنعاش والأمراض القلبية.
ويقول إن الكثير من الأطباء على علم بذلك ولكنهم يفضلون عدم الخوض فيها لأنهم يخافون الحديث عنها علنا."
ويضيف أنّ قصة ريتشي كانت ببعد مسيحي ولكنه درس الظاهرة من آفاق مختلفة بما فيها اليهودية والإسلام والبوذية وحتى من منظور إلحادي.
وأوضح "كلهم يجمعون على ملاقاتهم هالة ضوئية..يسميها المسيحيون المسيح واليهود يطلقون عليها الملاك. سافرت إلى قارات وأماكن مختلفة. ذهبت إلى الصين والهند واليابان والجميع يتحدث عن مقابلة "من هو" الحب والرحمة المطلقان."
ويصر مودي على القول "ليس فقط ما عايشه هؤلاء العائدون من الموت ما يجعل من القصص التي يرونها قوية ولكن الطريقة التي باتوا يعيشون بعد أن عادوا من هناك."
ويقول "الكثير منهم لم يعودوا كما كانوا من قبل. والكثير منهم باتوا لا يهتمون بالوظائف التي تركز على المال والسلطة. في كلمة تعلموا أنّ الهدف من حياتهم هي أن يعلمونا الحب."

كيف هذه الجنة؟

نعود الآن إلى قصة ألكسندر الذي بدأنا به القصة.
ألكسندر هو إحدى عينات مودي من دون شكّ. فقد ترك جرحة الأعصاب وقضى أغلب حياته في التحدث عن تجربته بدلا من ممارسة الطب.
لقد استمع إلى قصص ناجين من أزمات قلبية سافروا عبر حدائق مدهشة وتحادثوا مع ٌاربهم المتوفين بل إن بعضهم التقى الرب، ولكنه لم يصدقها فقد كان رجل علم لا يزور الكنيسة إلا في أعياد الفصح والميلاد.
كن ذلك تغير في أحد صباحات نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008 عندما تم نقله إلى أحد المستشفيات وهو في حالة غيبوبة مع أمل ضئيل في أن ينجو.
لكنه استفاق بعد أسبوع بصحة وافرة وقصة ليحكيها.
لقد قال إنّ ما جربه كان أجمل من أن تصفه الكلمات والجنة التي يصفها هي مكان فعلي مليء بالموسيقى الجميلة والشلالات وأطفال يضحكون وكلاب تلهو.
وقال في كتابه إنه واجه من يطلق عليه "الخالق أو أوم" منبها إلى أنه لم ير لمرة وجهه كما لم يسمع البتة صوته."
وأوضح "إنه يفهم البشر ويملك المواصفات التي نملك والتي اعتقدت طيلة حياتي أنها بشرية أو لا تكون: الدفء والرحمة بل حتى الهزل والسخرية."
وقال زوجة ألكسندر "لقد كان يكتب لمدة 12 ساعة يوميا لمدة ثلاث سنوات. بدأ الأمر وكأنه يكتب يومياته فإذا به ينتهي إلى كتاب كان يعتقد أنه كتاب طبي قبل أن يكتشف أن علم الطب لا يمكن أن يفشر ذلك."
وأوضح "كان دماغي لا يعمل وأعصابي في حالة تعطّل عندما عايشت التجربة. ما حدث كان فوق الوصف. لقد أثبتت التجربة لي أنّ موت الجسد والدماغ ليست نهاية الوعي وأن تجربة الإنسان تتسمر لما بعد القبر والأهم أنها تستمر في كنف إله يحب ويهتم بكل واحد منا."

هل هو الدماغ؟ فماذا عن قصة طفل الـ4 سنوات؟

ويقول مايكل شرمر، ناشر إحدى المجلات المختصة، إنّ البحرية الأمريكية تقوم بدراسات حول تجارب مشارفة الموت بل إنها تخضع في بعض الأحيان قائدي المقاتلات إلى مرحلة "إسكات مؤقت للدماغ" حيث يتم قطع الأوكسيجين أثناء التدريبات.
لا يذهب هؤلاء إلى الجنة ولكنهم يقولون إنهم يرون ضوءا لماعا في نهاية نفق مظلم وأحاسيس متماوجة عندما يعودون إلى الوعي، وما يشعرون به يحدث في الحقيقة داخل أدمغتهم وليس في الجنة."
ما يقوله شرمر قد ينطبق على حالة ألكسندر ولكنه قد لا يثبت أمام قصة ولد صغير لا يتجاوز الرابعة من عمره.
إنّها قصة طفل والده يعمل في الكنيسة ويدعى كولتون، روى كيف أنّه أثناء عملية جراحية طفى فوق جسده وانتقل إلى الجنة أين التقى المسيح وقدم وصفا عنه.
ويبلغ كولتون الآن 13 عاما ونشر قصته في كتاب باع حتى الآن ثمانية ملايين نسخة وترجم إلى 35 لغة.
ويعود ألكسندر ليعلق على الأمر برمته قائلا "الملخص هو أن الله يحب الجميع وأي ديانة ترى أنها هي الديانة الحقيقية فيما أي ديانة أخرى خطأ، هو أمر خاطئ."

صلاة من اجل وحدة الكنائس في كنيسة النبي ايليا في شكا



الغربة ـ شكا ـ فريد بو فرنسيس 
أقام كل من رئيس اللجنة الاسقفية للحوار بين الكنائس ومطران ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران سمعان عطالله، ، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده ، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذوكس المتروبوليت افرام كرياكوس ، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر ، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله ، النائب البطريركي على منطقة الجبة المارونية المطران مارون العمار ، النائب البطريركي العام على منطقة زغرتا ـ اهدن المارونية المطران جوزيف معوض ، رئيس دير سيدة البلمند المطران غطاس هزيم ، رئيس الكنيسة الانجيلية الوطنية القسيس غبريال بهام، ولمناسبة اسبوع الصلاة لوحدة الكنائس، الصلاة المسكونية في كنيسة النبي ايليا الغيور ( مار الياس ) للروم الملكيين الكاثوليك في بلدة شكا حي السهل في قضاء البترون. 
وشارك في الصلاة لفيف من الكهنة والآباء والراهبات في حضور محافظ الشمال ناصيف قالوش، رئيس بلدية شكا فرج الله الكفوري واعضاء المجلس البلدي، مخاتير شكا غازي بو بدرا، أرز فدعوس وشليطا عازار، أبناء الرعايا والمجالس الرعوية ولجان الاوقاف والاخويات والحركات الرعوية والكشفية والاجتماعية.
بداية انطلقت مسيرة صلاة بالشموع من مفرق الكنيسة على وقع الاناشيد والتراتيل وصولا الى الكنيسة.
وقبل البدء بتلاوة الصلوات رحب خادم رعية سيدة الخلاص في شكا الخوري فادي منصور بالحضور وقال: "لقاؤنا اليوم هو وقفة إيمان ورجاء، لأن وحدة الكنيسة لا تعني التطابق بل الشراكة في المحبة وفي الشهادة للمسيح المصلوب والقائم من بين الاموات. تعني أن نجد في الاختلافات غنى، وفي التنوع ثراء. تعني عيش المحبة الأخوية، الرحمة وتوبة القلب."
ثم توالى المطارنة المشاركون على تلاوة الصلوات ومنها الصلاة على نية المطرانين والراهبات المخطوفين تلاها المطران غطاس هزيم. وتخلل الصلاة المسكونية محطات إنشاد وترنيم مع جوقات الكنيسة الانطاكية السريانية المارونية والكنيسة الانطاكية للروم الملكيين الكاثوليك، والكنيسة الانطاكية للروم الاورثوذكس 
وبعد ان تلا المطران عطالله الانجيل المقدس ألقى المطران ضاهر عظة قال فيها:
"إذا كان الترحيبُ إفصاحاً عن طيبِ المشاعر وإبرازاً للعواطف،في مجالاتِ الأُخوّةِ والصداقةِ والهدفِ والتعارف، فإنه لأوجب لأعضاءِالأسرةِ الواحدة، أسرةِ كنيسةِ السيد المسيح، الواحدة، الجامعة، المقدسة، الرسولية، وأصحابِ أعظمِ وأقدسِ رسالةٍ ومسؤولية، رسالةِتقديسِ النفوس ومسؤوليةِ خلاصِها، عندما يجتمعون للصلاة معاً،ودرسِ ما يجب أن يقوموا به من أجل وحدة المسيحيين، وكلِّ ما هو لخدمةِ الله والإنسان.
ولذا فاسمحوا لي، أيها الأحبّة، أن أرحِّب بكم في رحاب كنيسةِ مار الياس في شكّا، أجملَ ترحيب وأصدقَه.
أما بعد، فمن المعلوم أنه من /18/ كانون الثاني وحتى /25/ منه، من كلِّ سنة، يضمُّ العالمُ المسيحيُّ كلُّهُ، صوتَهُ في مختلف الكنائس التي تُؤلفُهُ، مبتهلاً، وبحرارةِ المحبة، إلى الله، عزَّ وجلَّ، أن يحقّقَالوحدةَ المسيحية، بحسبِ رغبةِ إبنِه الحبيب المسيحِ يسوع، ويجمعَ كلَّ الداعين والمدعوين باسمه، إلى حضنِ كنيسته الواحدة، الجامعة، المقدسة الرسولية.
وعلينا جميعاً، وعلى رؤساءِ الكنائس خاصة، أن نتعلَّمَ من الماضي والتاريخ درساً بل دروساً، ونأخذَ عِبرَة بل عبراً، وننطلقَ معاً، في حياةِ الشهادةِ والخدمةِ والتضحيةِ وتحمّلِ المسؤولية. ولا سيما مسؤولية وحدة المسيحيين في كلِّ العالم."
واضاف: "نحتاج في هذه الأيام، إلى الجرأةِ والشجاعةِوالتواضعِ والمسامحةِ والصفح، لنخطوَ في خطوةٍ بنَّاءة عملية، تعملُعلى تحقيقِ اللحمةِ والوحدةِ بين جميع المسيحيين، وأن نكون مستعدِّين لدفعِ الثمن، مهما كان غالياً، لتحقيقِ أمنيةِ الربِ يسوع المسيح في وحدة كنيستِه، جسدِه السرّي. وأودُّ اليومَ والآن بالذات، أن أعلنَ ما كنَّا نؤكدُه: من أنَّ المواظبةَعلى الصلاةِ معاً، على مثالِ المسيحيين الأولين، هي مبدأُ كلِّ سعيٍنحو الوحدة، لأنَّ الصلاةَ، إيمانٌ بسيادةِ الباري تعالى على التاريخ وعلى قلوبِ البشر وعقولِهم وعلى مصيرِهم أيضاً. والصلاةُ ترافق العمل، وتدعو إلى الالتزام برسالةِتحقيقِ الأخوَّةِ بين أبناءِ الله الواحدِ الأحد، وفي الصلاةِ أيضاً،مواظبةٌ حتى تلك اللجاجةِ المزعجة، التي يدعونا إليها الربُّ يسوع، "صلّوا ولا تملّوا". لذا، نحن مدعوون إلى الصلاةِ من أجلِ الوحدةِ لا في هذا الأسبوعِ وحسب، بل على مدارِ حياتِنا، حتى تتحقَّقَ رغبتَه: أن نكون، نحن المسيحيون بأجمعِنا واحداً." 
موكدا أن "طريقنا الأكيد للوحدة هو الصلاة، وأفهمُالصلاةَ هنا، في معنىً واسعٍ، أي:
1ـ أن نتأمّلَ شخصَ المسيحِ يسوع معلِّمِنا وراعينا، وفي رغباتِقلبِه الأقدس بشأن كلٍّ منَّا وشأنِ جميعِنا.
2ـ أن نفتحَ له قلوبَنا وأذهانَنا ونفوسَنا على مداها، تجاوباً مع ندائه لكلٍّ منَّا، "يا بني أعطني قلبك"، فنكون على استعدادٍلقبولهِ وقبولِ كلِّ ما يطلبُهُ منَّا، وتنفيذِه وعيشِهِ.
3ـ أن نفتِّشَ عنه في أشخاصِ إخوتِنا المسحيين، ونحبَّهُ فيهم، فنفتحَ لهم قلوبَنا،لأنه هو يسكنُ أيضاً في قلوبِهم.
4ـ أن نضمَّ رغباتِنا وتوسُّلاتِنا إلى أمانيهم وصلواتِهم، ونرفَعَها جميعاً بإيمانٍ وتواضعٍ وانسحاقِ القلب، هذا القلبُالمتخشِّعُ والمتواضع والذي لا يرذلُه الرب، من أجلِ الوحدة حسب مشيئتِه،!.. ويساعدَنا في كل ذلك، التأملُ الصادقُ والصلاةُالخاشعةُ في حضرة الثالوثِ الأقدس، أكان فردياً أم جماعياً، وبخاصةٍ في الذبيحةِ الإلهية.
وإنني كمسؤولٍ في كنيسةِ المسيحِ الواحدة، متألمٌ ومتعبٌ أحياناً، بسبب ما أسمعُ وأرى وألمس، ولكن دون إحباطٍ ودون يأس، بل وبكلِّ العزمِ والأملِ أتابع المشوار في العملِ على الوحدة. وأنا وأنتم، نحن هنا اليوم نصلِّي، نستمع، نتحاور، نقترح، نوصي ونصارح بعضُنا بعضاً، معتمدين على الروحِ القدس الربِّ المحيي، وعلى الانفتاحِ والمشاركةِ والشفافيةِ والصراحة، وخصوصاً على المحبّة. فلا هربَ ولا تقاعس، إنها الوحدةُ المنشودةُ منذ زمن وزمانين ونصف الزمن! ولا بدَّ أنها آتية، بعونِ الله، وكلُّنا مسؤولون عنها، وهذاالهدفُ أي الوحدة، يستحقُّ كلَّ تضحيةٍ بل كلَّ التضحيات، حتى الشهادة بل والاستشهاد الذي يعيشُهُ بعضُنا في كنيستِنا المشرقية في هذه الأيام، وبخاصةٍ في سوريا والعراق ومصر حيث يتحقّق كلامُ الرب يسوع: "هاءنذا أرسلكم كخرافٍ بين ذئاب، فكونوا حكماءَ كالحيّات وودعاءَ كالحمام".وبكلِّ الحزن والألم، وبعد هذا الذي نراهُ ونسمعُهُ، من أعمالٍهمجيةٍ وحشيةٍ وقتلٍ وذبحٍ واغتصاب وتدمير الكنائس وتهجيرِالمسيحيين من أرضِهم وتدميرِ كنائسِهم وبيوتِهم... ويقوم بكل ذلك بعضُ الأفراد والجماعات التكفيرية تحت شعار الدين، بعد كلِّ ذلك، بتُّ أشعر بمخاوفَ كثيرةٍ تُجاهَ مستقبلِ الوجودِ المسيحي فيالشرقِ الأوسط وإفراغِ هذه المنطقة من المسحيين سكانِها الأصليين."
ورأى أن "مستقبل وجودِنا، نحن المسحيين، في أرضِنا ووطنِنا،كما يبدو لي، وبكل المرارة صعب ومؤلم، ولكن ومع كلِّ هذا الذي يجري، جوابُنا يجب أن لا يكون، الهجرة أو الرحيل أو القوقعة والإنغلاق، بل أن نبقى هنا، متمسّكين بأرضِنا ورزقِنا،ونموتَ هنا حيث عاش ومات آباؤنا وأجدادُنا وأجدادُ أجدادِنا.وبقاؤنا هذا في هذه الأرضِ المباركة، إنما هو دعوةٌ إلهيةٌ وبركةٌونعمةٌ وامتياز لنا، لأننا نحن الأساس في بناءِ هذه البلاد المشرقية، والجزءَ المؤسّس في نسيجِها البشري والإجتماعي والحضاري والثقافي."
وأردف قائلا: " واضحٌ جداً الإلحاحَ البابوي وجميعِ رؤسائنا الأعلين، على التمسّكِ بالأرض والبقاءِ حيث نحن، رغمَ كلِّ أنواعِالعنفِ والذبحِ والاضطهاداتِ وسفكِ دماءِ الأبرياء.
وما يعزّي ويقوّي ويشجّعُ على الصمودِ والبقاء، أنَّ هناك التزامٌحازمٌ قاطع، يبديه ويتمسَّكُ به مسيحيون كثيرون للبقاءِ في أرضِهم ورزقِهم، بالرغم من هذا الذي يجري وسيجري حولنا."    
ودعا "إلى التعاونِ والتضامنِ وشبكِ الأيدي، للعملِ معاً، وبكل الشفافيةِ والتفاهمِ والمحبّةِ، من أجلِتحقيقِ الوحدةِ المسيحية التي نَنشدُها كلُّنا والتي تشجِّعُ أبناءنا على البقاءِ في أرضهم.
ونحن وُجِدْنا، من قِبَلِه، تعالى وتبارك، لنكونَ مَثَلاً ومثالاً، لنكونَ رباطَ الوحدةِ والألفةِ بين بعضِنا البعض، ونجمعَ شملَ جميعِالمسيحيين، بل شملَ بني البشرِ أجمعين، تحت رايةِ الإنجيل، تحت رايةِ المسيح. أجل أيها الأحبّة كانت أمنيةُ السيد المسيح، له المجد،عندما صلّى لأجل وحدةِ المسيحيين، أن يعيشَ أتباعُهُ كما يعيشُ أفرادُالعائلةِ الواحدة. وحياةُ العائلةِ تقومُ على روابطِ المحبة، روابطِ الاخوّةِوالمودّةِ المتبادَلَة التي تشدُّ الأعضاءَ إلى بعضِهم البعض. ولا عجَبَ أن يكونَ عنوانُ صلاةِ إسبوع الوحدة مقتَبَسٌ من القديس كبريانوس القرطاجي( القرن الثالث ميلادي).         " أتُرى المسيحُ انقسم؟
الأخوّة تُزيلُ الفوارقَ التي من شأنِها، أن تُبعِدَ الأفرادَ عن بعضِهم البعض.
والمودةُ تعملُ على أن تقرِّبَ هؤلاءِ الأفراد، فيعيشوا معاً، وكأنَّهم شخصٌواحد، توحّدُهم الأخوّةُ والمودةُ، توحّدُهم المحبّة.
والمحبّةُ عند المسيحيين، هي كلُّ شيء. هي الفضيلةُ، هي الديانةُ، هي الحياةُ، هي المسيحُ، هي الله. والمسيحي الذي يتجرّد عنالمحبَّة، يتجرّد بذاتِ الفعلِ عن مسيحيتِه.
فكلُّ القواعد التي يبني عليها الناسُ تقرُّبَهم واتحادَهم، من مثلِ الأخوّةِ الإنسانيةِ والتضامنِ والتعايش، تتضاءلُ وتضعفُ أمام القاعدةِ الكبرى التي هي المحبّة. وضمانةُ المحبّة أنها تقومُ على عاملٍ إلهي ثابتٍ ثبوتَ الله، بينما غيرُهَا من العواملِ يقوم على الطبيعةِالبشرية، فتتلبّس بوهنِها وعدم ثبوتِها."
وسأل : "ما المنفعة من التقنيةِ العصريةِ ومن هذه التكنولوجيا المتطوِّرة جداً، إذا لم يزددِ الناسُ محبةً لبعضِهم البعض!؟ وما المنفعةُ من الذهابِ إلى كوكبٍ بلا حياة، ما دام الناسُيهلكون جوعاً على الأرض !؟ طالما لم يتمَّ لهم مع تطوّرِ التقنية والتكنولوجيا، تطورُ المحبةِوعيشُها! وطالما لم يَعُدِ المسيحيون إلى وضعِ المحبةِ كأساسِ رجوعِهم إلى بعضِهم البعض واتحادِهم، فعملُهم عملُ مَنْ يَنشد المستحيل" مشددا بالقول : "قبل اتّحاد الأفكارِ والعقائدِ، عليهم أن يتَّحدوا في قلوبِهم من حيث تنبعُ المحبّة. وإني شخصياً، أرى أن الوحدةَ أصبحت قريبةًجداً ولا سيما مع قداسةِ البابا فرنسيس رأسِ الكنيسة الكاثوليكية، هذا البابا العائشُ الفقرَ والتجرّدَ والتواضعَ والمنفتحَ على الجميع والذي سيقوم بزيارة حجٍّ إلى الأرض المقدّسة، سيلتقي في القدسِ الشريف غبطةَ البطريرك المسكوني، برتلماوس الأول، بطريرك القسطنطينية وذلك، بمناسبة مرور خمسين سنة على اللقاء التاريخي العظيم والمبارك بين قداسةِ المثلثِ الرحمة البابا بولس السادس مع المثلثِ الرحمة غبطة البطريرك المسكوني أثيناغوراس، بطريرك القسطنطينية، وتبادلِهما وقتئذ قبلةَ السلامِ والوحدةِ والصفحِوالمحبة!..."
ودعا "في هذه المناسبة بالذات، إلى تكثيف صلواتِنا وأدعيتِنا الحارة إلى الله، من أجلِ الإفراجِ عن أخوينا الأسقفين الجليلين المخطوفين، يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعن بعضِ إخوتِنا الكهنة المخطوفين أيضاًوعن أخواتنا راهبات دير مار تقلا في معلولا، المحتجزات، ويعيدُهم إلينا جميعاً سالمين وفي أقربِ وقت.
وتوجه بالشكر الى" إخوتي أصحابَ السيادة الأساقفة الحاضرين والمشتركين معنا في هذه الصلاة المميّزة، وسعادةَ محافظِ الشمال الأستاذ الصديق ناصيف قالوش المحترم، وجمهورَ الكهنةِ والرهبانِ والراهباتِ، وحضرةَ رئيسِبلدية شكا والمخاتير وأعضاء المجلس البلدي المحترمين، والأخوةَ المؤمينين الحاضرين وأبناء بلدة شكا العزيزة، وجميعِ الفاعليات الدينيةِ والسياسيةِ والقضائيةِ والتربويةِ والنقابيةِ  والبلديةِ والإجتماعيةِ والعسكريةِ والأمنيةِ والحزبية، ورجالِ الصحافةِ والاعلامِ، المقروءِ والمسموعِ والمرئي، وبخاصةٍ محطّة تيلي لوميير التي تنقلهذا الإحتفال، إلى كلِّ أنحاءِ لبنانَ والعالم." وخص بالشكر "كلِّ ضباطِ وعناصرِالجيشِ اللبناني وقوى الأمن الداخلي وشرطةِ البلدية، والمنظّماتِ الرسولية، والحركاتِالإجتماعية والأخويات، وإلى جميعِ الذين تعبوا وأشرفوا على تنظيمِهذا الاحتفال وخصوصاً الكهنة شارل قصاص عضو اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية، والمتقدّم في الكهنة ابراهيم شاهين، والأب فادي منصور والأب الرئيس بولس عوده، وشكري العميق والبالغ للجوقاتالرائعة التي أتحفتنا بأنغامها وألحانها."
وختم قائلا: "كما الخبزُ والخمرُ كانا منتشرَين، سنابلَ وعناقيد فوق التلالِ وفي السهول، ثم جُمعتْ وصارتْ رغيفاً واحداً وخمراً واحداً، هكذا فليكن من أمرِ أعضاءِ وأبناءِ كنيسةِ اليوم، كنيستِنا وأمِّنا جميعاً، فتجتمعَ من أطرافِ الأرضِ وتتَّحدَ في حدودِ الكنيسةِ الواحدةِ الجامعةِ المقدسةِ الرسولية، جسدِ المسيحِ الواحد، هذا ما نسأله جميعاً وبإلحاح من ربِّ الأكوانِ وخالقِ ما يُرى وما لا يُرى، انه السميع المجيب، آمين."
وفي الختام أقيم زياح لأيقونة العذراء. ثم عقد لقاء في صالون الكنيسة.

داعش تفرض النقاب وتحظر التدخين والأغاني الماجنة بولاية الرقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --
 قال نشطاء سوريون، الاثنين، إن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – داعش – تقوم بهدم وإزالة الأضرحة بالجامع القديم الأثري بمدينة الرقة، شمال وسط سوريا، كما  أصدرت مجموعة بيانات، دعت فيها المواطنين في "ولاية الرقة"، الالتزام بعدد من القوانين، منها فرض النقاب على النساء، وصلاة الجماعة، وحظر الموسيقى والغناء والتدخين، والتهديد بعقوبات "شرعية" على المخالفين.
وطبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد جاء في  بيان "فرض الحجاب:  يجب على كل أخت تتواجد في الشارع ان تلتزم بالأخلاق الإسلامية والتي منها .
1- لبس الحجاب الشرعي الكامل المكون من ( العباية الفضفاضة + الحجاب +النقاب + قفازات )، وعدم رفع الصوت في الشارع، وعدم مشي الأخت في ساعة متأخرة وحدها وكذلك عدم مشيها مع غير محارمها.
كما فرضت الجماعة المتشددة في بيان ثان، حظرا: "على بيع أقراص الغناء وآلات الموسيقى وتشغيل الأغاني الماجنة في السيارات والحافلات والمحلات وجميع الأماكن، وإزالة صور الرجال والنساء عن واجهة المحلات.
وتناول البيان الثالث حظرا تاما على "بيع الدخان والأراكيل في أي مكان"، محذرة أن "كل من أصر على بيع الدخان بعد انتهاء المدة، فسيتم حرق كل الكمية التي معه."
وفي بيان رابع، طالبت "داعش" كل صاحب متجر قبل النداء بعشرة دقائق إغلاق متجره، وكذلك على أي رجل خارج الطرقات التوجه إلى المسجد، لأداء فريضة الله تعالى الواجب عليه، وعدم التأخر أو الجلوس للحديث في الطرقات، والمسلمون في مساجدهم"، وتابع: "من وجد أثناء الصلاة فاتحا متجره، أو خارج المسجد في الطرقات، فإن متجره سوف يغلق ويطلب للمساءلة الشرعية."
ولم يكشف المرصد عن تاريخ إصدار "داعش" لبياناتها الأربعة حيث حذرت الجماعات الراديكالية من "عقوبات شرعية" عقب ثلاثة أيام من تاريخ البيانات التحذيرية.

سعودية اتهمت بانتقاد لحية النبي تهدد بمقاضاة إمام الحرم السابق

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) --
انشغل الناشطون عبر حسابات "تويتر" في السعودية بتغريدات الناشطة سعاد الشمري، التي لديها قرابة مائة ألف متابع، والتي اعتبرت مسيئة للمبي محمد بتعليقاتها حول اللحية، وقد رجل إمام الحرم السابق، عادل الكلباني، داعيا عليها بشل اليد، ما دفعها إلى التهديد بمقاضاته.
وقالت الشمري في سلسلة تغريدات عبر حسابها في تويتر "من أغبى الأقوال ان تربية اللحية مخالفة للمشركين.. مشركي الماضي والحاضر.. اليهود والكهنوت.. الشيوعيون الماركسيون بلحى.. أبوجهل لحيته أطول من الرسول."
ولدى إشارة البعض إلى الشمري بأن إطالة اللحية من الأمور المعتبرة في الدين الإسلامي ردت الناشطة بالقول: "هاتولي آية واحدة تحض على تربية اللحية .. الكهنوت والحاخامات أطول لحية." وأضافت: "ولا يزال الأغبياء المؤدلجين وكثير من المرددين وحمقى من المتصيدين يصر أن الرسول ربى اللحية لكي يخالف اليهود والنصارى.. يربطون طول اللحية بسنة الرسول وكسنة لا يعاقب تاركها يقولون حلقها معصية ونقد أهلها ذنب وكبيرة."
وعادت الشمري وعرضت صورة لرجل يهودي متدين وقد أطال لحيته وسألت: "على سبيل الإلتزام بتحريم التشبه باليهود هل يجوز حلق اللحية وعدم لبس العباءة السوداء وغطاء الوجه حتى لا نتشبه بهم⁉"
واستنكرت اتهامها بالتطاول على النبي محمد قائلة: "وين التطاول على النبي؟ حدده بالضبط بعدين ترى السب سهل جدا." في حين افتتح ناشطون وسماً خاصا لمهاجمة الشمري بسبب تغريداتها.
وعلق إمام الحرم المكي السابق، الشيخ عادل الكلباني، على ما أدلت به الشمري قائلا: "الله شلّ يدها وأعم بصرها واجعلها عبرة يا واحد يا قهار" في تغريدة رددها الكثير من متابعيه، ما دفع الشمري إلى الرد بالقول: "آخر الدواء الكي. سأقيم دعوى قضائية على الكلباني لأنه دعى علي بتهمة لم أقترفها ولم يتبين وأساء لي وأجج الرأي العام ضدي."
أما الكلباني فرد على حسابه بتويتر قائلا: "ليتها تفعل" في حين قال الداعية السعودي، محمد النجيمي: "ما نسب إلى سعاد الشمري من قولها من أغبى الأقوال ان تربية اللحية مخالفة للمشركين إن كان قولها عن علمٍ فهو ردة يجب استتابتها من الجهات المختصة، فإن تابت في المدة المحددة شرعا، وإلا أقيم عليها حد الردة، وإن كانت جاهلة فتعلم فإن أعلنت عن رجوعها عما قالت و إلا فتتأكد ردتها."

عظة الأب جوزف سليمان بمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير



مار شربل – سيدني 17/1/2014
مقدمة:
يسعدني اليوم ان نلتقي مع اصحاب السيادة واخوتنا الرهبان والراهبات لنحتفل بذكرى القديس انطونيوس الكبير مؤسس الحياة الرهبانية في الكنيسة، حيت نجدد نذورنا الرهبانية الطاعة والعفة والفقر بحسب مضمون قوانين الرهبانية اللبنانية المارونية. هذا القديس الكبير الذي زرع بذار الحب الالهي في قلوب المؤمنين في ذلك الوقت، حيث ازهرة البراري والقفار بالنساك المتعبدين لله ليل نهار على غرار انطونيوس. فمن بداية القرن الثالث والرابع لا تزال روحانية هذا القديس تتجدد في الاديار الرهبانية وبنوع خاصة الشرقية منها.
منذ البداية كان القديس انطونيوس جذريا في قراره، هو الذي وضع يده على المحراث ولم يلتفت الى الوراء. فلم يدع اي شيئ يفصله عن المسيح مرددا مع مار بولس: من يفصلني عن محبة المسيح؟ لا موت ولا حياة، لا رئاسات ولا سلاطين، لا حاضر ولا مستقبل... يقدر ان يفصلني عن المسيح.
فالقديس انطونيوس هو اكثر من مؤسس لحياة رهبانية ونسكية، هو مثال يقتدى به في تطبيق روحانية الانجيل وقيمه.
اولا:  هو قدوة في الاصغاء الى كلمة الله.
من بداية حياته كان القديس انطونيوس يتردد الى الكنيسة ويشارك الجماعة المسيحية في احتفالاتها الليتورجيا. فحضوره لم يكن مجرد حضور جسدي في مكان معين ومع جماعة معينة بقدر ما كان حضوره تفتيش عن معنى الايمان والعلاقة بخالقه. هذا التفتيش طبع فيه حب الاصغاء وبدقة الى كل كلمة من كلمات الانجيل. لا شك انه سمع يوما ما قاله القديس بطرس للمسيح :" الى اين نذهب وكلام الحياة  الابدية عندك". ولانه كان مؤمنا ان كلام المسيح كلام الحياة الابدية، اثرت في نفسه مثل الشاب وكيف طلب منه الرب يسوع ان يترك كل شيئ ويتبعه. هذه الكلمة كانت ولا تزال مصدر الحياة، حياة لكل مؤمن. هذه الكلمة التي كشفت عن وجه الاب الحقيقي في شخص يسوع المسيح والذي من خلاله قال الله الاب كل شيء.
هذه الكلمة كانت الدافع لخلق خط جديد في الكنيسة، من الرسل الاثني عشر الى التلاميذ الاثنان والسبعين، الى الجماعة الاولى فالشهداء وغيرهم من المؤمنين. كلمة الله لا تحد بزمان او مكان. فهي تخرق الى قلب الانسان وتنير عقله الى معرفة سر الحب الاسمى الى معرفة سر الملكوت على الارض.
ثانيا: هو قدوة في الشهادة.
الحياة الرهبانية هي شهادة حية لحقيقة العالم الاتي المبني على المحبة والشراكة. في هذا العالم كل شيئ جديد، الارض والسماء وحتى الانسان، حيث السلام والمحبة كما يقول القديس يوحنا في كتاب الرؤيا:" ورايت سماء جديدة وارضا جديدة. فالقديس انطونيوس مع اجواق الرهبان يشهدون ان رجاءنا ليس في هذا العالم الزائل انما في العالم الاتي كما يقول مار بولس: لو كان رجانا في هذه الدنيا وحسب فنحن اشقى جميع الناس. كم بالاحرى الرهبان والمتنسكين. لذلك نرى في عالمنا الاتي ان اكثر المؤسسات الخيرية المجانية ( تربوية او تمريضية او ثقافية..) في العالم هي تنتمي الى مؤسسات رهبانية او كنسية لانها تعكس مرآة الحياة الابدية على الارض.
لذلك تبقى الحياة الرهبانية والتي هي القلب النابض في الكنيسة، منارة لكل المنغمسين في عالم المادة والذين يفتشون عن السعادة المزيفة المبنية على حب المال والانغماس في الملذات غير مدركين او متناسين ان لهم عالم اخر غير زائل ابدي، يجب العمل لدخوله من خلال حب الشراكة واحترام الاخر الى اي فئة انتمى او دين واعتباره اخ لنا في البشرية خليقة الرب كما كانت تشهد القديسة الام تريزا دي كالكوتا في حياتها مع فقراء ومرضى الهند.
ثالثا: حياة انطونيوس هي استشهاد يومي.
كل مرة نتكلم عن الحياة الرهبانية ترتسم في فكرنا صورة للرهبان القديسين من انطونيوس ومار مارون ومار شربل والحرديني والقديسة رفقا والاخ اسطفان وماري ماكيلوب وغيرهم. فنرى فيهم فرح السماء وبهاء المجد السماوي الساطع على وجوههم. فيغيب عن بالنا احيانا كم وكم جاهدوا في حياتهم اليومية واستطاعوا ان يتغلبوا على التجارب بانواعها، روحية ونفسية واجتماعية وانسانية ورهبانية وغيرها...
فلكل عصر مغرياته وصعوباته، ولكل رهبانية صعوباتها تعترض رسالتها. كم وكم من الرهبانيات انقرضت  او رهبان تخلوا عن دعوتهم ربما لانهم ضيعوا الهدف الاول والذي من اجلهم كرسوا حياتهم. لذلك يظل القديس انطونيوس مؤسس الحياة الرهبانية قدوة في الاستشهاد اليومي لبلوغ الهدف. لم يتوانى يحارب التجارب ويستقوي بالصلاة والصوم والتقشف. 80 سنة قضاها انطونيوس في الصحراء في جهاد يومي اضف الى ذلك تشجيعه للرهبان الذين اقتدوا به.

الخلاصة والعبرة: 
بهذه الافكار الثلاثة : اصغاء، شهادة واستشهاد يومي،  يسعدني ان اشكر اصحاب السيادة بمشاركتكم معنا هذا الاحتفال الرهباني واتوجه الى ذاتي والى كل فرد من اخوتي الرهبان والكهنة  والراهبات والجمع الحاضر، طالبا من الرب يسوع بشفاعة القديس انطونيوس ان يقوي ارادتنا ويملئ قلوبنا من محبة المسيح لكي نظل شهودا حقيقيين للعالم الاتي في عصر كثرت فيه التيارات المناقضة لايماننا المسيحي والتي همها الاوحد في هذاالعالم. اعاده الله عليكم جميعا وعلى كل من اتخذ انطونيوس شفيعا له ونخص بالذكر سيادة المطران انطوان شربل طربيه ابن الرهبانية اللبنانية المارونية والمحترم الاب انطوان طعمه وكل الحاضرين والغائبين.

خـطاب المطران سـرهـد جـمو في الحـفـل المقام عـلى شـرف المطران مار باوَي سـورو

ترجمة من اللغة الكـلـدانية إلى العـربـية : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 20/1/2014 

دعى سيادة المطران سـرهـد جـمو المحـترم جميع المؤمنين إلى حـفـلٍ في يوم الثلاثاء 14/01/2014 الساعة 6:00- 9:00 مساءاً / قاعة مار ﭘـطرس عـلى شرف سيادة المطران باوي سورو الموقـر بمناسبة صدور قـرار قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان 11/1/2014 بقـبوله مطراناً في الكـنيسة الكـلـدانية ، ويؤدي خـدماته الراعـوية في أبرشـية مار ﭘـطرس / سان ديـيـﮔـو . تخـلل الحـفل كـلمة جـميلة للأب ميخائيل بزي ألقى فـيها بعـض الضوء عـلى القـرار . 

وبعـده كانت للمطران مار باوي سـورو كـلمته المخـتـصرة شكـر فـيها الرب عـلى نعـمته وكـذلك جـموع الحاضرين وكانت عـبارات المحـبة تـنـضح من فـمه والإبتهاج يرتـسم عـلى مُحـيّاه فـرحاً بهـذا اليوم العـظيم من حـياته الـذي إنـتـظره بصبر منـقـطع الـنـظير بعـد معاناته مع الأيام . ثم كان لسيادة المطران سـرهـد جـمو كـلمته الرائعة والبليغة تـضمـنتْ فـلسفة ومنـطقاً ولاهـوتاً وتأريخاً ، ومفاهـيم إجـتماعـية ونـفـسية ألقاها بحـماس الواثق من نـفـسه والمحـب لأبناء شعـبه شعـب الله ، وبـيَّن بأن هـذا هـو الطريق الصحـيح والمتاح لكـل مَن يرغـب في أنْ يكـون مع الإخـوة في بـيت الأب المشتـرك ، وسـيـدنا ما يـدوس تخـتة ﭼُـرُّك . وإلى القارىء العـزيز كـلمة سيادته :

إخـواني وأخـواتي
إنّ آخـر مرة قـدِم مطران من كـنيستـنا التأريخـية المقـدسة ، كـنيسة آبائـنا المعـزولة ودخـل في الإتحاد مع كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثوليكـية كانت في سـنة 1830 والمطران إسمه يوحـنان هـرمز من بيت أبونا في ألقـوش أي قـبل أكـثر من 180 سـنة ... جاء من الإنـفـصال إلى الإتحاد مع الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية ، هـل ترَون كم عـظيم هـو هـذا الـذي يحـدث الـيوم ؟ لا أعـتـقـد أنّ مسؤولاً في جـميع الكـنائس لا يريـد الإتحاد وخاصة وبشكـل أكـبر كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثوليكـية التي هي بقـناعـتي الوريث الرسمي لكـنيسة آبائـنا ، كـنيسة المشرق ، ولكـنـنا نحـتـرم كل من يحـسب نـفـسه هـو الوريث لها ونـقـبل هـذا بكـل حـب ووقار ، ويمكـنـني القـول أنـنا في الكـنيسة الكـلـدانية كـلـنا نـشتاق من كـل قـلبنا إلى الإتحاد الكلي مع مَن نسميه الـيوم كـنيسة المشرق للاثوريّـين بفـرعـيها ، التـقـويم القـديم والجـديـد ، وعـملـنا من أجـله سنيناً بكـل تـواضع وخـطى حـثيثة إلى الأمام ولكـن إرادة الله والأوقات والأزمنة هي بـيـده ، وبقـدرته سيكـون هـناك مَن يعـمل ــ لـذات الهـدف ــ ونحـن معه من كـل قـلـبنا ونسانـده ، وبقـوته ونعـمته سـتكـون هـناك خاتمة جـبارة وجـميلة للإتحاد الكامل لكـل شعـبنا وكـنائـسنا ، هـذه هي صلاتـنا وشهـية قـلـبنا والشيء الـذي نبحـث عـنه طوال حـياتـنا ... ولكـن حـين لا يحـدث هـذا الشيء هـل يـتـوقـف الإنسان عـن العـمل ؟ 
فإذا لم نحـصل عـلى 100% ــ من النـتائج ــ هـل نرفـض 5% أو 10% قائـلين أنَّ هـذا ليس جـيـداً ؟ عـزيزي : إن الـذهـب الصافي هـو ذهـب صافي سـواءاً كان طـناً أم بضعة أونسات ! لا يمكـن هـدر نعـمة الله ، سواءاً ــ كانـوا ــ مائة ألف شخـص أو ألف شخـص ! كـيف يمكـنـني أن أهـدر نعـمة الله ؟ مَن يستـطيع القـول أن هـؤلاء الـبضعة آلاف ــ ليسوا شيئاً ــ ؟ عـزيزي : كم هـو ثمن كـل نـفـس ؟؟ كم هـو ثمن الكاهـن ؟ كم هـو ثمن المطران ؟ إنها نعـمة الرب ، كـيف يمكـنـني أنا المطران أن أقـول ــ للقادم إلينا ــ إنـتـظر عـنـد الباب ؟ ..... هـل هـو بـيت والـدي ، أم أنا موكــَّـل عـليه ؟ هـذا بـيت الرب عـزيزي ، أنا مجـرد وكـيل .... 
في يوم من الأيام حـين كان هـذا الشاب ــ مار باوَي ــ شاباً ، وأنا كاهـن شاب إسمي قـس سـرهـد ، وإسمه آشـور سـورو وهـو شاب في كـنيسة مار يوحـنا المعـمـذان في الـدورة كان ينـظـر إليّ منـصتاً ويقـول ــ مع نـفـسه ــ هـذا قـس جـديـد قادم من روما ، ما الـذي يقـوله ؟ .... وفي أحـد الأيام كـنتُ في أحـد الـبـيوت وأنا أراه واقـفاً خـلف الباب مع زميل له يستمع إلى هـذا الكاهـن الجـديـد ــ سـرهـد ــ ما الـذي يقـوله ومن أين له هـذا الكلام وأين سيـوصلـنا  !! وبعـد أن مرّت السـنون وأصبحـتُ مطراناً وإذا بي أراه أمامي المطران باوَي سـورو مع ذلك الحـلم الـذي حـلمنا به ونحـن شـباب .... طيب الآن إنه التحـدّي ، هـل أنـتَ جادٌّ ! سِـر إلى الأمام ونـفـذ ... مَن ستعاتـب الآن إنْ لم تـنـفـذه ولا يحـدث ؟ أنت عـلى الطريق الصحـيح فـمن سيُـحاسِـب ؟ 
أين أهـرب وأنا مطران ، يأتون ويطرقـون بابي آلاف من الناس مع كـهـنـتهم وأسقـفهم ، هـل أذهـب وأخـفي نـفـسي خـلف الباب ؟؟ هـل أنهـزم وأضم نـفـسي أمام بعـض المصاعـب ؟ ــ ولكـني ــ أقـول للرب الإله هـذه قـضية كـبـيرة ! .
أخـواني وأخـواتي
إن السير إلى الأمام وشق الطريق في الجـبل هي مهـنة آبائـنا ... وأبونا إبراهـيم خـرج لـوحـده ليغامر ، وأولـئك الـذين كانـوا يـبنون البرج لـيصل إلى السماء كانوا آباءنا مثـلكم ، كـل مَن يكـون في الأمام يرى مصاعـب جـمّة ، ومَن لا يـشق الطريق فإنها لن تـفـتح ! إنْ لم يكـن كـريسـتوفـر كـولومبُس ماذا كان ــ يقـدَّر لمصيرنا ــ ؟ ألله يعـلم أين كـنا جـميعـنا الآن وماذا كان سيحـدث لـنا ، ولكـن عـنـدما الله يـدعـو أحـدهم يقـول له : عـزيزي : تحَـزَّم ــ شـد حـيلك ــ وإذهـب إلى الأمام ....... وأنا أقـول يارب ماذا سيحـدث وأين ستـصفى الأمور ؟ ولكـن لا تهـتم ، بل إعـمل الشيء الصحـيح والباقي ليس مسؤوليتك ، إنها ليست قـضيتي وقـضيتـك ، إنها ليست خـطـتي إنها خـطة الله ... 
فـعـندما يأتي ــ أي واحـد ــ ويقـول نحـن نؤمن بكـنيسة واحـدة كاثوليكـية مقـدسة رسـولية ، ويؤكـد إقـتـناعه بأنها كـذلك .. ــ ويوجه كلامه لي ويقـول عـني أني فـيها ومقـتـنع بها ــ !! وأنا أذكـر له الأسباب : 1 ، 2 ، 3 ، ..... ثم يقـول لي أني مقـتـنع ! ... ــ طـيب ــ فـماذا ، هـل أقـول له إنـتـظر عـنـد الباب ؟ لـنرى سبب إقـبالك ؟ ــ كـيف أقـول له ــ إنها كـنيستي لي لـوحـدي أما أنت فـليست لك بل إنـتـظـر والله كـريم بشأنك .........؟ 
عـزيزي : مثـلما هي لي فهي أيضاً له ولكـل مَن يضعها الله في قـلبه ... وأنا من واجـبي أنْ أذهـب وأنـزل إلى الميـدان ومهـما تـكـلـّـف فـلـتـكـلـّـف ! وكـما قـلتُ حـقاً ومن كـل قـلبي أن هـذا الموضوع  ليس مستـنـداً إلى قـدرة ذاتية شخـصية ــ مشيراً إلى نـفـسه ــ ولا هـو للشهـرة ولا هـو منية ، بل إنه واجـب بسيط ليس بإمكاني أن أتهـرب منه أنا كـمطران ، وأنا أعـتـقـد أن هـذا الأمر الـذي حـدث هـو مثل ﭼـوكـليت ــ فـرحة ــ  لكـل العالم ولكـل التأريخ ، إنه شـق الجـبل ، فـحـين يشق الإنسان الجـبل تـفـتح الطريق ، ليس فـيها شهـرة لأحـد .  
تعـرفـون أن أحـداً حـين يصاب بمرض ، فإن المخـتـبر يقـوم بفـحـوصات وينجح في عـمل نموذج من دواء مثلاً ، ليس بالضرورة أن يُـجـرى الفـحـص عـلى ملايـين من الـناس المرضى ! وإنما يـكـتـفـون بإخـتـباره عـلى ثلاثين أو أربعـين مريضاً .. فإذا شفى أولـئك المرضى ، فـهـذا يعـني أن ذلك النموذج من الـدواء يشفي ذلك المرض ... وهـكـذا إذا أحـد المصانع يصنع تـصميماً لسيارة ، لا يصنعـون منـذ الـبـداية مائة ألف سـيارة ، بل يصنعـون واحـدة أو إثـنـتـين أو ثلاثة وتجـرّب عـلى الساحة ، وهـكـذا صناعة الطائرات فـتجـرب بضعة منها عـلى الهـواء وتـشاهـدها الناس وتـطـلع عـليها الشركات .. إنه نموذج .... ما أعـظم النموذج الـذي حـصلنا عـليه لكـل الكـنيسة ، أعـظم نموذج ، مطران مع كـهـنة وشعـب !!! وقـد واجهـتـنا مصاعـب ولكـنها تحـديات الحـياة ، إنها صلبان صغـيرة عـلى أكـتافـنا ، فـكـيف يمكـن أن نحـصل عـلى شيء ثمين كهـذا دون أن نـدفع ثمنه ؟ هـذه غـير ممكـنة ، لأنه إن كان شيئاً ثميناً فلا بـد من دفع ثمنه .... فـهـذا هـو المهم ، وليس الكـمية ولا بالعـدد ولكـنها بالنوعـية ، إنه فـعلاً النموذج الـذي يمكـنـنا أن نعـمله بطريقة مشرِّفة دون إحـتـقار أي واحـد ، ودون إزعاج آخـر ، إنها مسألة نعـمة الله ، إستمتعـوا بها ، أما الباقـين فأنا لا أعـتب أي كان ، ولكـن لا يمكـنـني أن أرفـض أحـداً إذا جاء ليقـول لي أنـني أؤمن بأن هـذه هي الكـنيسة الواحـدة الكاثوليكـية المقـدسة الرسولية وأريـد الـدخـول فـيها ، فأقـول له : كلا ، قـف أمام الباب !! .... سيكـون خـطأي .... ولا أن أقـول إن ثلاثة آلاف قـليلة !! ــ أنا لا أستـصغـر أحـداً ــ .
عـزيزي حـبـذا لو كانـوا ثلاثمائة ألف ..... وإلى اليوم الـذي يصبحـون ثلاثمائة ألف . إن كـل نـفـس هي ثمينة ونعـمة من الرب ، المسألة ليست كم شخـص وإنما هي نعـمة الرب  ... أنا لا يمكـنـني أن أهـدر ، لا يمكـنـني أن أرمي ... أو أتماهـل أو أقـول إنـتـظـر ، أو أن لا أعـطي حـقه ، إنها نعـمة الرب التي تعـمل في القـلوب ، وأخـيراً لاحـظتم قـداسة سـيـدنا الـﭘاﭘا فـرانسيس وقـبْـله السنهادس الكـلـداني ،  وقـبْـله جـميعـكم أنـتم كـل رعـيتـنا ، يقـولون : أهلاً وسهلاً بإخـوانـنا وأخـواتـنا ، هـذا هـو بـيت الأب المشـتـرك ، إنه بـيت الآب السماوي وآبائنا القـديسين وشعـبنا المبارك ولهـذا فـهـو يوم عـظيم ، والله يعـرض هـذا لآلاف وألـوف آخـرين بالحـب والإتحاد ، وبهـذه الروح الطيـبة لكـل شعـبنا دون أن نـذلل أحـداً .
لسنا نقـبل أحـدنا الآخـر بصيغة هـذا بـيتي وذلك ليس بـيتك ، بل كـلنا نأتي إلى بيت الآب السماوي ، بيت آبائـنا ، هـو بـيتـنا كـلـنا ، بيت مار تـوما الرسـول ، ومار أدّاي ومار ماري ، الـذي بنـوه لجـميعـنا في وطـن آبائـنا وبلغة آبائـنا ، كـونوا حـذرين ، لأن الروح القـدس لم يـقـل لأحـد ( إن لغـتـك ليست جـميلة ، تعال أعـلمك لغة أجـمل ) ، كلاّ !! الرسل صاروا يفـهمون ويتكـلمون بكـل لغات الشعـوب ، وكـل شعـب هـو مبارك ــ لأهـله ــ وشعـبنا هـو مبارك ولغـتـنا هي مباركة ،  ورسل شعـبنا وآبائـنا هـم مباركـون ، وكـل شعـب مبارك له رسُله وتراثه وثـقافـته ولغـته .. ولقادته ، بالعافـية عـزيزي ، ولهـذا دعـنا نستمتع ونحـتـفل به فـهـذا شعـبنا وكـنيستـنا وتراثـنا ، مبارك لكم ولـنا ، ما الخـلل في ذلك ؟ أليس هـذا صحـيحاً ؟ مبارك لـنا إنه يومنا ، وكل واحـد ليكـن له يومه والله يُـفـرحه به   ، اليوم هـو يومنا فـلنـفـرح به ، ونحـتـفل به ..... ونأمل أن يأخذنا ــ مشواراً ــ طويلاً وبعـيـداً ، مبارك لجـميعـنا . 
تـنـويه : إنَّ الكـلمات بـين الشارحـتين ــ ؟؟ ــ هي لي .  

عيد الغطاس المجيد/ نسيم عبيد عوض

عيد الغطاس المعروف للمسيحيين ب "عيد الظهر الإلهى" هو ثالث الأعياد السيدية الكبرى ‘ لكونها تتعلق بالسيد المسيح ‘ وتبدأ الأعياد بعيد البشارة ثم عيد الميلاد المجيدين ‘ ويقال مجيد لأنه عيد لمجد وبمجد الله. وعيد الغطاس الذى يحتفل به كل مسيحي العالم ماعدا بعض الطوائف ‘ من الأعياد الغاية الأهمية فى الإيمان والخلاص المسيحى ‘ لإرتباطه بالعماد الذى بدأ يوحنا يقدمه لليهود التائبين(والرب غير محتاج له أساسا لأنه عماد بالمياه للتوبة والرب لا خطية فيه تستحق التوبة ) ولنبدأ بما قاله الكتاب المقدس عن الغطاس أو عيد الظهور الإلهى:

يعرفنا  القديس لوقا البشير  بهذا الحدث الباهر والمجيد فيقول:  1- كانت معمودية يوحنا بأمر إلهى كقول الكتاب "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا فى البرية. فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا."لو3: 2و3. 2- ويوحنا ككاهن ونبى " وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا أولاد الأفاعى من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتى.فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة ...والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار."لو,7-10.  وواضح تماما أن هذا لا يتعلق ولا يخص الرب يسوع بدليل قوله عن المسيح عندما علم انهم يفكرون بأنه المسيح‘  3-  " اجاب يوحنا الجميع قائلا انا أعمدكم بماء ولكن يأتى من هو أقوى منى الذى لست أهلا ان احل سيور حذائه . هوسيعمدكم بالروح القدس ونار. الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع القمح الى مخزنه . واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ."16و17‘ وهنا يعترف ويشهد بأنه ليس المسيح ‘ وأن المسيح سيعمد بالروح القدس ونار ‘ وأول مرة يسمع اليهود عن نار الروح القدس التى سيعمد بهاالمسيح ‘وهذا إعتراف من نبى العهد القديم عن اللاهوت‘ وفى قوله أيضا ان المسيح سيحرق التبن بنار لا تطفأ ‘ أيضا هو الله الذى ناره على الأشرار لا تطفأ.

 4- وبعد شهادة المعمدان مباشر ينقلنا القديس متى البشير عن قدوم السيد المسيح ليعتمد "حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا لعتمد منه. ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان أعتمد منك وانت تأتى الي. فأجاب وقال له اسمح الآن. لانه يليق بنا ان نكمل كل بر . حينئذ سمح له." مت3: 13-15. والآباء يفسرون قول الرب " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر" بأن الرب وهو عالم بأن مايقوم به يوحنا أمرا سماويا ‘ فعلى المعمدان أن يكمل بر الطاعة كما نفذه الرب بنفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب‘ نوال بر العماد من يد المسيح ليعطيه مجانا لكل من يؤمن ويعترف به.لأن بإعتمادنا معه نلنا بر اتضاعه والاغتسال من خطايانا. المسيح لا يعتمد لنفسه ولا يقبل  ويكمل بر العماد لذاته‘ ولكن الموضوع متضمن سر تقديسه لذاته من أجلنا " ولأجلهم أقدس أنا ذاتى." يو17: 19‘

وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى."يو17: 22‘ وهذا هو مدخل اللاهوت بالفداء والخلاص ونوال بر المسيح.

الغطاس أى العماد بغطاس الجسد تحت الماء وهو طقس تنفذه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية‘ومصدره الرب نفسه الذى إعتمد بالغطاس كقول الكتاب " فلما أعتمد يسوع صعد للوقت من الماء."مت3: 16. وفى إعتمادنا بالتغطيس يشرح لنا كيف قال القديس بولس الرسول " أنتم الذين إعتمدتم للمسيح قد متم وقمتم معه ولبستم المسيح"

الظهور الإلهى : هذا منظر سماوى رأيناه على الأرض ومن هنا تأتى أهمية هذا العيد أنه أستعلان الله للبشر ويقول الكتاب فى ذلك" فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" وإذا السماء قد انفتحت له‘ فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه ‘ وصوت من السموات قائلا: هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت." مت16و17 ‘ ويفسر القديس يوحنا الإنجيلى  الظهور الإلهى للثالوث القدوس كما رآه الشاهد يوحنا المعمدان فيقول"وانا لم أكن أعرفه . لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء. وشهد يوحنا قائلا انى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم اكن أعرفه . لكن الذى ارسلنى لاعمد بالماء ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله . " يو1: 31-34.  وهنا تفسير حقيقى وعملى لأقانيم الله كما نؤمن نحن المسيحيين بالله الآب وبكلمته وروحه القدوس‘ فقد أظهر لنا الثالوث الأقدس (الآب والإبن والروح القدس)..الآب من السموات (هذا هو ابنى الحبيب)  ‘والإبن وهو صاعدا من الماء ‘ والروح القدس نازلا عليه شبه حمامة"مت 3: 17. ظهور إلهى كامل بالصوت والصورة لإعلان نزول الله لأرضنا للفداء والخلاص الموعود.

كيف قدم يوحنا المعمدان يسوع المسيح للعالم:

1- " وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ." يو1: 29‘ وقال يرفع بصيغة الحاضر ولم يقل سيرفع ‘ بصيغة المستقبل لأن وجود المسيح يعنى تحقيق الخلاص الموعود والذى سيتم على الصليب ‘ وهذا مافعلة سمعان الشيخ عندما حمل الطفل يسوع على يدية "لأن عينى أبصرت خلاصك."لو2‘ والمعنى هذا هو الحمل الذى سيذبح على الصليب الذى بدمه سيفدى ويخلص كل من يؤمن به.

2- قدم يوحنا المعمدان المسيح  لتلاميذه لشغفهم به فأرسل اثنين من تلاميذه للسيد المسيح يسألانه "أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟‘ فأجاب يسوع وقال لهم " اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن يعثر في."مت11: 3و4‘ وهذا تحقيقا لكل النبوات فى العهد القديم عن المخلص.

3- قدمه لهم أنه العريس " أنى قلت لست أنا المسيح بل انى مرسل امامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس إذن فرحى هذا قد كمل."مت3: 28و29. وأيضا " ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص."يو3: 30‘ وأيضا" قدمه أنه من فوق وهو فوق الجميع."يو3: 31.

4- قدم لنا يوحنا المعمدان حقيقة العبادة لله عندما سجد له وهو فى بطن أمه كما شهدت إليصابت بالروح القدس" حين صار صوت سلامك فى أذنى أرتكض الجنين بأبتهاج فى بطنى." لو1: 44‘ وشهادته عنه " فهذا قد جاء للشهادة ليشهد للنور."يو1: 7.

وكرمه الرب يسوع وهو بعد حي عندما قال لتلاميذه" لكن ماذا خرجتم لتنظروا أنبيا نعم أقول لكم وأفضل من نبى..الحق أقول لكم لم يقم من بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان."مت 11: 7-11. وهذه هى رسالة يوحنا المعمدان الذى اشترك مع المسيح فى تكميل البر. وكل عام وجميعكم بخير لنعيد مرة أخرى بعيد الغطاس المجيد الذى هو عيد الظهور الإلهىى أمين. 

بيادر رشعين تحتفل بعيد القديس انطونيوس الكبير


زغرتا ـ  الغربة
لمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير، تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداسا احتفاليا، في كنيسة مار انطونيوس في رعية بيادر رشعين في قضاء زغرتا، عاونه فيه الخوري جوزاف عويس، وخادم الرعية الخوري انطوان الزاعوق، والخوري جوزيف ايوب، وبحضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" ها نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك، فماذا يكون مصيرنا. كلام بطرس الرسول والسؤال الذي طرحه على يسوع يعيدنا إلى حادثة الشاب الغني الذي سأل يسوع ماذا عليه أن يعمل ليرث الحياة الأبديّة. وكان جواب يسوع أنّ عليه أولاً أن يحفظ الوصايا، ثمّ أن يتخلّى عن كل شيء ويتبعه، أي أن يعطيه الأولويّة في حياته. الشاب الغني قال ليسوع أنّه حفظ الوصايا منذ طفولته، لكنّه لم يقبل بالتخلّي عن الإستعباد للأمور الأرضيّة كي يربح الحياة الأبديّة، فأدار ظهره ليسوع وذهب. شاب آخر، بعد ذلك بحوالي ثلاث مائة سنة، إسمه أنطونيوس سمع كلام يسوع وعمل بمقتضاه، فباع كل ممتلكاته وذهب ليعيش في الصحراء في حياة تقشّف وصلاة بالفقر الإنجيلي فنال جزاءه ما وعد به يسوع بطرس حين قال له:" كل من ترك بيوتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أُماً أو بنين أو حقولاً لأجل إسمي ينال مائة ضعف ويرث الحياة الأبديّة".
اضاف بو جوده:" يسوع المسيح إله إنسان متطلّب لا يقبل بأنصاف الحلول، إنّه يريد الجذريّة في المواقف فيقول من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرّق. يسوع لم يأتِ ليعطي نظريّات فكريّة وفلسفيّة وإيديولوجيّة مجرّدة، وهو بالتالي لم يأتِ ليؤسّس تياراً فلسفياً جديداً يناقض التيارات الفلسفيّة السائدة في أيامه. إنّه جاء ليعطينا ذاته بكلّيتها، بفعل محبّة لا حدود لها. فيقول: ليس من حبّ أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب".
وقال:" الإيمان المسيحي مبني دون شك على معرفة الوصايا وحفظها، كما أجاب الشاب الغني، لكنّ ذلك لا يكفي، بل يجب عيشها وتطبيقها عملياً. المسيح أعطانا وصية المحبة، لكن هذه المحبّة لم تكن بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق. فمحبّته للإنسان أوصلته إلى الصليب والموت... لكنّها أوصلته بعد ذلك إلى القيامة وإلى إعادة الإنسان إلى الفردوس الذي خسره بأنانيّته وحبّه المفرط للذّات. يسوع المسيح لم يكتفِ بأن يعلّمنا التواضع نظرياً، بل جعل نفسه خادماً وقال إنّه لم يأت ليُخدَم بل ليَخدُم، فغسل أرجل تلاميذه وقال لهم: أنتم تدعونني المعلّم والرب وأصبتم في ما تقولون، فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب والمعلّم قد غسلتُ أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أقدام بعض، الحق الحق أقول لكم: ما كان الخادم أعظم من سيّده ولا كان الرسول أعظم من مرسله، أمّا وقد علّمتم هذا، فطوبى لكم إذا عملتم به".
وتابع بو جوده:" يسوع المسيح أعطى المثل بتعليمه فكان القدوة والمثال. فهو، على ما يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيليبي: مع كونه في صورة الله، لم يعد مساواته لله غنيمة، بل تجرّد من ذاته متّخذاً صورة العبد، وصار على مثال البشر، وظهر في هيئة إنسان، فوضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب. الحياة المسيحيّة شهادة وعطاء ذات كلّي للآخرين. فالمسيح عندما إختار الرسل أوصاهم بأن يكونوا له شهوداً إلى أقاصي الأرض وقال لهم أنّهم سيتعرّضون للمضايقات والإضطهادات. وهكذا كان إذ أنّ الكثيرين منهم كانوا شهوداً وشهداء في الكثير من الأوقات، وما زالوا كذلك لغاية اليوم. فالمؤرّخ الفرنسي دانيال روبس قال عن القرون المسيحيّة الأولى أنّها كانت عصر الرسل والشهداء. والبابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني قال عن القرن العشرين المنصرم بأنّه القرن الذي رأى أكبر عدد من المسيحيّين يستشهدون حباً بالمسيح تحت حكم الأنظمة السياسيّة الملحدة، كالنازيّة والفاشيّة والشيوعيّة.
وختم بو جوده عظته:" إنّ لنا فيهم قدوة ومثالاً في إعطاء الأولويّة والأفضليّة للرب في حياتنا اليوميّة فقد لا يكون مطلوباً منا أن نقتدي بهم في كل شيء، بل على الأقل في إعطاء الأهميّة للرب في حياتنا، فلا نعيش باللآمبالاة والفتور كما هو حاصل عند الكثيرين من أبناء جيلنا اليوم. فلا نكتفي كالشاب الغني بحفظ الوصايا كما قال، بل بعيشها عملياً، على مثال أنطونيوس الذي عندما سمعها غيّر مجرى حياته فتبع المسيح، وسمعه يتابع تعليمه ويقول: ماذا ينفع الإنسان إن ربح العالم كلّه وخسر نفسه...". القديس أنطونيوس سمع كلام المسيح وعمل به فأصبح رائداً إقتدى به الكثيرون، ورائداً للحياة الرهبانيّة ولذلك صار يُعتبر أبا للرهبان، ونحن أمكرّسين كنا أم علمانيّين، مدعوّون على مثاله لسماع كلمة الله وتطبيقها في حياتنا اليوميّة، مردّدين قول المزمور: كلمتك مصباحٌ لخطاي ونورٌ لسبيلي، أقسمتُ وسوف أنجز أحكام عدلك يا الله".  

مار باوي الموقـر، مطـران في كـنيستـنا الكـلـدانية بإمتياز/ مايكـل سـيـﭙـي


أعـلن اليوم 11/1/2014 عـن مصادقة قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس الأول عـلى قـرارات السنهادس الكـلـداني المنـعـقـد في بغـداد 5ــ10/حـزيران/2013 بإنـتخاب أساقـفة جـدد : الأب د. يوسف توما الدومنيكي ، الأب حـبيب هـرمز الـنوفـلي ، الأب سعـد سيروب حـنا ، فـتهانينا لهم جـميعاً في حـياتهم الأسقـفـية الجـديـدة .
كما تم قـبول سيادة المطران باوي سـورو في الكـنيسة الكـلـدانية ، وبهـذه المناسبة ونحـن في غـمرة الفـرح والسعادة نهـنيء غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو ﭘـطريرك كـنيسة بابل للكـلـدان وأصحاب السيادة مطارنـتـنا الكـلـدان الأجلاء وكافة كـهـنـتـنا الموقـرين والشعـب المسيحي ، طالـبـين من الرب أن يوفـقهم في مسيرتهم القـيادية ونحـن معـهم في بناء كـنيستـنا . 
وتعـبـيراً عـن مشاعـرنا الحارة نقـول : تهانينا لسيادته ...... لقـد ولّى ظلام الغـسق وبانَ إنـفـتاح الفـجـر المشرق وأشـرقـت الشمس صباحاً فأغـدق ، هـبَّ النسيم عـليلاً فإنـتعـشـتْ الأرواح إبتهاجاً ، سطعَ الكـوكـب اللامعٌ في سمائـنا المشرقـية وهّاجاً ، إخـتار له مساراً في كـنيستـنا الكـلـدانية هـدفاً مستـقـبلاً ، بقـلب مفعـم بالمحـبة غـزارة ، وبالمسيحـية إيماناً ، قـمرٌ في مدار مجـموعة شمسـنا بابـلياً ، وصبر ثمانٍ من سنين أيوب طويلاً . 

هـذا هـو الـيومُ الـــــــذي نـنـتـظـرُ .... في غاية الشـوقِ تـرانا نـبْـسَـمُ
مار باوي نجـمٌ في السماء يسـطعُ .... ويبقى الماضي ذكـرياتٍ تـُـردَمُ 
حـقاً ، إنه رجـلٌ من أبناء أمتـنا التأريخـية ، مهـما إمتـدّتْ ساعاتـنا الـيومية ، يسكـن قـلـبنا وفـكـرنا مع الـثـواني الزمنية ، قائـدٌ يعـتـز بالآثـورية مفـتخـراً بكـلـدانيته الـبابـلـيَّة ،  مار باوي سـورو المطران ، صار صخـراً في أساسات صروح روما الكاثـوليكـية ، ولـؤلـؤة في عِـقـدِ كـنيستـنا الكـلـدانية ، جـزءاً لا يتجـزأ منا حـتى اللانهائية . لك منا مطرانـنا الموقـر مار باوي الجـليل ألف تهـنـئة عـطـرية ، وكـل الكـلـدان معـك في كـنيستـنا الغـنية بماضيها وحاضرها حـتى الحـياة الأبـدية .   
بإيـقـارا مـشـــــبحِـخ تا مريا ــ بـْﮔـو خـيلا وبكـُـل قالا عـلويا
إديـولِ يومــــــــــا د مَزمورا ــ ومَـمْـطِخ قالان هل شـْـــــمَـيا
إديـو بْـهـيرا دونيي قامَــــــن ــ بْـيـوما هاوخ يان بْـلـِلـــــــــيا
كـَـوِخـوا د مار باوي سْـطيلِ ــ مِن روما وهـل كالـيفـورنـــيا
( ترجـمة )
بوقار نســــــــــــــبَّـح للرب ــ بالقـوة وبكـل صوت عالـــــي
اليوم هـــــو يوم الـمـزمـور ــ ونـوصِـل صوتـنا إلى السماء
اليوم أشـرقـتْ الـدنيا أمامنا ــ نهاراً نكـــــــــون أم في الليل
نجـم مار باوي ســــــــــطع ــ من روما وإلى كالـيفـورنــــيا
***
سْـﭘـيـرِ بــِش من إيّـو كــــــينا ــ تــْمانيه شِـنّ بـْـﮔـو مِنـيـــــانا
كــْـليلِ دَرقـول ﭘـوخِ د زونــا ــ ولا قــْـرولِ إلـّـيه ح كـُـرهانا
مْهادَخ لا سْـــــنـِقـلِ لـْـدَرمانا ــ لا تا ﭘـَغـرا وْ لا تا ﮔــْــــــيانا
إيمَن ناشا د هاو طـــــــــاوا ــ لـَـكــْسانـِق ﭼـُـــــﮔا لـْـدَرمانا
( ترجـمة )
إنـتـظرَ أكـثـــر من أيوب العادل ــ ثمان ســنوات بالـحـساب
وقـف بالضـد من تيارات الزمن ــ ولم يـقـتـرب منه الـــداء
لـذا لم يحـتــــــــــــاجْ إلى دواء ــ لا للجـســـــد ولا  لـلـذات 
حـين يكــــــــون الإنسان جـيـداً ــ لن يحـتاجَ أبـداً إلى دواء
***
خـوروثا كــْــــهـويا بْإيه ﮔاها ــ د كـناﭘـل ناشا بْعـوقانـــــــــا
كـُـلْ أنْ شِـــنّ أخـني إمّـيه ح ــ لا شـْوِقلان د راءش بْعـوقانا
طاليه ح مِخ أخـــــونا وِخـْـوا ــ ﭘـْصيخا إمّان كـُـل عِــــــدّانا
بـْـﮔـو مَحـكـيـثا يان بـِكــْـثاوا ــ مُـنـْـشيل قِـشـْــــــيوثا د زونا
( ترجـمة )
الصـداقة تـكـون عـنـــــــــدما ــ يقع الإنســــان في ضيق
كـل هـذه السنـوات نحـن معه ــ لم نقـبل أن يشعـر بضيق
كـُـنــّا له مثـــــــــــــــــل الأخ ــ فـرِحاً معـنا كـــــل الوقـت
في الكلام أم في الكـتــــــــابة ــ نسيَ قـساوة الزمــــــــن
***   
بْـشينا بْـﮔاوُخ يا مار باوي ــ هـدّاما طـــــــــاوا مْـدَبْـرانا
بإيتان كـــــــــلـديثا أخـونا ــ وْ بَـلــــــــكي تا خِـنّ دَرمانا
وهـونايا  تا بابوخ ويموخ ــ دِ  ﭘْـصِخـلِ لِـبّا ونِـخـلِ هـونا
وِ لْـمَـريا هاوِ  تِـكــْــلـونا ــ بأذ عِـدّانا وكــُـلـّــيه ح زونا
( ترجـمة )
أهلاً بــــــــــك يا مار باوي ــ عـضواً جـيـداً ومـدبِّـــــــــــــــــــراً
في كـنيستـنا الكـلـدانية أخاً ــ قـد تـكـــــــــــــون للآخـرين دواءاً
تـــــــــــهانينا لأبـيك وأمـكَ ــ  حـيث فـرحَ القـلبُ وإرتاح الـذهن
وعـلى الرب يكـون الإتـكال ــ في هـذا الوقـت وكـل الأزمــــــــانَ