خـطاب المطران سـرهـد جـمو في الحـفـل المقام عـلى شـرف المطران مار باوَي سـورو

ترجمة من اللغة الكـلـدانية إلى العـربـية : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 20/1/2014 

دعى سيادة المطران سـرهـد جـمو المحـترم جميع المؤمنين إلى حـفـلٍ في يوم الثلاثاء 14/01/2014 الساعة 6:00- 9:00 مساءاً / قاعة مار ﭘـطرس عـلى شرف سيادة المطران باوي سورو الموقـر بمناسبة صدور قـرار قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان 11/1/2014 بقـبوله مطراناً في الكـنيسة الكـلـدانية ، ويؤدي خـدماته الراعـوية في أبرشـية مار ﭘـطرس / سان ديـيـﮔـو . تخـلل الحـفل كـلمة جـميلة للأب ميخائيل بزي ألقى فـيها بعـض الضوء عـلى القـرار . 

وبعـده كانت للمطران مار باوي سـورو كـلمته المخـتـصرة شكـر فـيها الرب عـلى نعـمته وكـذلك جـموع الحاضرين وكانت عـبارات المحـبة تـنـضح من فـمه والإبتهاج يرتـسم عـلى مُحـيّاه فـرحاً بهـذا اليوم العـظيم من حـياته الـذي إنـتـظره بصبر منـقـطع الـنـظير بعـد معاناته مع الأيام . ثم كان لسيادة المطران سـرهـد جـمو كـلمته الرائعة والبليغة تـضمـنتْ فـلسفة ومنـطقاً ولاهـوتاً وتأريخاً ، ومفاهـيم إجـتماعـية ونـفـسية ألقاها بحـماس الواثق من نـفـسه والمحـب لأبناء شعـبه شعـب الله ، وبـيَّن بأن هـذا هـو الطريق الصحـيح والمتاح لكـل مَن يرغـب في أنْ يكـون مع الإخـوة في بـيت الأب المشتـرك ، وسـيـدنا ما يـدوس تخـتة ﭼُـرُّك . وإلى القارىء العـزيز كـلمة سيادته :

إخـواني وأخـواتي
إنّ آخـر مرة قـدِم مطران من كـنيستـنا التأريخـية المقـدسة ، كـنيسة آبائـنا المعـزولة ودخـل في الإتحاد مع كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثوليكـية كانت في سـنة 1830 والمطران إسمه يوحـنان هـرمز من بيت أبونا في ألقـوش أي قـبل أكـثر من 180 سـنة ... جاء من الإنـفـصال إلى الإتحاد مع الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية ، هـل ترَون كم عـظيم هـو هـذا الـذي يحـدث الـيوم ؟ لا أعـتـقـد أنّ مسؤولاً في جـميع الكـنائس لا يريـد الإتحاد وخاصة وبشكـل أكـبر كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثوليكـية التي هي بقـناعـتي الوريث الرسمي لكـنيسة آبائـنا ، كـنيسة المشرق ، ولكـنـنا نحـتـرم كل من يحـسب نـفـسه هـو الوريث لها ونـقـبل هـذا بكـل حـب ووقار ، ويمكـنـني القـول أنـنا في الكـنيسة الكـلـدانية كـلـنا نـشتاق من كـل قـلبنا إلى الإتحاد الكلي مع مَن نسميه الـيوم كـنيسة المشرق للاثوريّـين بفـرعـيها ، التـقـويم القـديم والجـديـد ، وعـملـنا من أجـله سنيناً بكـل تـواضع وخـطى حـثيثة إلى الأمام ولكـن إرادة الله والأوقات والأزمنة هي بـيـده ، وبقـدرته سيكـون هـناك مَن يعـمل ــ لـذات الهـدف ــ ونحـن معه من كـل قـلـبنا ونسانـده ، وبقـوته ونعـمته سـتكـون هـناك خاتمة جـبارة وجـميلة للإتحاد الكامل لكـل شعـبنا وكـنائـسنا ، هـذه هي صلاتـنا وشهـية قـلـبنا والشيء الـذي نبحـث عـنه طوال حـياتـنا ... ولكـن حـين لا يحـدث هـذا الشيء هـل يـتـوقـف الإنسان عـن العـمل ؟ 
فإذا لم نحـصل عـلى 100% ــ من النـتائج ــ هـل نرفـض 5% أو 10% قائـلين أنَّ هـذا ليس جـيـداً ؟ عـزيزي : إن الـذهـب الصافي هـو ذهـب صافي سـواءاً كان طـناً أم بضعة أونسات ! لا يمكـن هـدر نعـمة الله ، سواءاً ــ كانـوا ــ مائة ألف شخـص أو ألف شخـص ! كـيف يمكـنـني أن أهـدر نعـمة الله ؟ مَن يستـطيع القـول أن هـؤلاء الـبضعة آلاف ــ ليسوا شيئاً ــ ؟ عـزيزي : كم هـو ثمن كـل نـفـس ؟؟ كم هـو ثمن الكاهـن ؟ كم هـو ثمن المطران ؟ إنها نعـمة الرب ، كـيف يمكـنـني أنا المطران أن أقـول ــ للقادم إلينا ــ إنـتـظر عـنـد الباب ؟ ..... هـل هـو بـيت والـدي ، أم أنا موكــَّـل عـليه ؟ هـذا بـيت الرب عـزيزي ، أنا مجـرد وكـيل .... 
في يوم من الأيام حـين كان هـذا الشاب ــ مار باوَي ــ شاباً ، وأنا كاهـن شاب إسمي قـس سـرهـد ، وإسمه آشـور سـورو وهـو شاب في كـنيسة مار يوحـنا المعـمـذان في الـدورة كان ينـظـر إليّ منـصتاً ويقـول ــ مع نـفـسه ــ هـذا قـس جـديـد قادم من روما ، ما الـذي يقـوله ؟ .... وفي أحـد الأيام كـنتُ في أحـد الـبـيوت وأنا أراه واقـفاً خـلف الباب مع زميل له يستمع إلى هـذا الكاهـن الجـديـد ــ سـرهـد ــ ما الـذي يقـوله ومن أين له هـذا الكلام وأين سيـوصلـنا  !! وبعـد أن مرّت السـنون وأصبحـتُ مطراناً وإذا بي أراه أمامي المطران باوَي سـورو مع ذلك الحـلم الـذي حـلمنا به ونحـن شـباب .... طيب الآن إنه التحـدّي ، هـل أنـتَ جادٌّ ! سِـر إلى الأمام ونـفـذ ... مَن ستعاتـب الآن إنْ لم تـنـفـذه ولا يحـدث ؟ أنت عـلى الطريق الصحـيح فـمن سيُـحاسِـب ؟ 
أين أهـرب وأنا مطران ، يأتون ويطرقـون بابي آلاف من الناس مع كـهـنـتهم وأسقـفهم ، هـل أذهـب وأخـفي نـفـسي خـلف الباب ؟؟ هـل أنهـزم وأضم نـفـسي أمام بعـض المصاعـب ؟ ــ ولكـني ــ أقـول للرب الإله هـذه قـضية كـبـيرة ! .
أخـواني وأخـواتي
إن السير إلى الأمام وشق الطريق في الجـبل هي مهـنة آبائـنا ... وأبونا إبراهـيم خـرج لـوحـده ليغامر ، وأولـئك الـذين كانـوا يـبنون البرج لـيصل إلى السماء كانوا آباءنا مثـلكم ، كـل مَن يكـون في الأمام يرى مصاعـب جـمّة ، ومَن لا يـشق الطريق فإنها لن تـفـتح ! إنْ لم يكـن كـريسـتوفـر كـولومبُس ماذا كان ــ يقـدَّر لمصيرنا ــ ؟ ألله يعـلم أين كـنا جـميعـنا الآن وماذا كان سيحـدث لـنا ، ولكـن عـنـدما الله يـدعـو أحـدهم يقـول له : عـزيزي : تحَـزَّم ــ شـد حـيلك ــ وإذهـب إلى الأمام ....... وأنا أقـول يارب ماذا سيحـدث وأين ستـصفى الأمور ؟ ولكـن لا تهـتم ، بل إعـمل الشيء الصحـيح والباقي ليس مسؤوليتك ، إنها ليست قـضيتي وقـضيتـك ، إنها ليست خـطـتي إنها خـطة الله ... 
فـعـندما يأتي ــ أي واحـد ــ ويقـول نحـن نؤمن بكـنيسة واحـدة كاثوليكـية مقـدسة رسـولية ، ويؤكـد إقـتـناعه بأنها كـذلك .. ــ ويوجه كلامه لي ويقـول عـني أني فـيها ومقـتـنع بها ــ !! وأنا أذكـر له الأسباب : 1 ، 2 ، 3 ، ..... ثم يقـول لي أني مقـتـنع ! ... ــ طـيب ــ فـماذا ، هـل أقـول له إنـتـظر عـنـد الباب ؟ لـنرى سبب إقـبالك ؟ ــ كـيف أقـول له ــ إنها كـنيستي لي لـوحـدي أما أنت فـليست لك بل إنـتـظـر والله كـريم بشأنك .........؟ 
عـزيزي : مثـلما هي لي فهي أيضاً له ولكـل مَن يضعها الله في قـلبه ... وأنا من واجـبي أنْ أذهـب وأنـزل إلى الميـدان ومهـما تـكـلـّـف فـلـتـكـلـّـف ! وكـما قـلتُ حـقاً ومن كـل قـلبي أن هـذا الموضوع  ليس مستـنـداً إلى قـدرة ذاتية شخـصية ــ مشيراً إلى نـفـسه ــ ولا هـو للشهـرة ولا هـو منية ، بل إنه واجـب بسيط ليس بإمكاني أن أتهـرب منه أنا كـمطران ، وأنا أعـتـقـد أن هـذا الأمر الـذي حـدث هـو مثل ﭼـوكـليت ــ فـرحة ــ  لكـل العالم ولكـل التأريخ ، إنه شـق الجـبل ، فـحـين يشق الإنسان الجـبل تـفـتح الطريق ، ليس فـيها شهـرة لأحـد .  
تعـرفـون أن أحـداً حـين يصاب بمرض ، فإن المخـتـبر يقـوم بفـحـوصات وينجح في عـمل نموذج من دواء مثلاً ، ليس بالضرورة أن يُـجـرى الفـحـص عـلى ملايـين من الـناس المرضى ! وإنما يـكـتـفـون بإخـتـباره عـلى ثلاثين أو أربعـين مريضاً .. فإذا شفى أولـئك المرضى ، فـهـذا يعـني أن ذلك النموذج من الـدواء يشفي ذلك المرض ... وهـكـذا إذا أحـد المصانع يصنع تـصميماً لسيارة ، لا يصنعـون منـذ الـبـداية مائة ألف سـيارة ، بل يصنعـون واحـدة أو إثـنـتـين أو ثلاثة وتجـرّب عـلى الساحة ، وهـكـذا صناعة الطائرات فـتجـرب بضعة منها عـلى الهـواء وتـشاهـدها الناس وتـطـلع عـليها الشركات .. إنه نموذج .... ما أعـظم النموذج الـذي حـصلنا عـليه لكـل الكـنيسة ، أعـظم نموذج ، مطران مع كـهـنة وشعـب !!! وقـد واجهـتـنا مصاعـب ولكـنها تحـديات الحـياة ، إنها صلبان صغـيرة عـلى أكـتافـنا ، فـكـيف يمكـن أن نحـصل عـلى شيء ثمين كهـذا دون أن نـدفع ثمنه ؟ هـذه غـير ممكـنة ، لأنه إن كان شيئاً ثميناً فلا بـد من دفع ثمنه .... فـهـذا هـو المهم ، وليس الكـمية ولا بالعـدد ولكـنها بالنوعـية ، إنه فـعلاً النموذج الـذي يمكـنـنا أن نعـمله بطريقة مشرِّفة دون إحـتـقار أي واحـد ، ودون إزعاج آخـر ، إنها مسألة نعـمة الله ، إستمتعـوا بها ، أما الباقـين فأنا لا أعـتب أي كان ، ولكـن لا يمكـنـني أن أرفـض أحـداً إذا جاء ليقـول لي أنـني أؤمن بأن هـذه هي الكـنيسة الواحـدة الكاثوليكـية المقـدسة الرسولية وأريـد الـدخـول فـيها ، فأقـول له : كلا ، قـف أمام الباب !! .... سيكـون خـطأي .... ولا أن أقـول إن ثلاثة آلاف قـليلة !! ــ أنا لا أستـصغـر أحـداً ــ .
عـزيزي حـبـذا لو كانـوا ثلاثمائة ألف ..... وإلى اليوم الـذي يصبحـون ثلاثمائة ألف . إن كـل نـفـس هي ثمينة ونعـمة من الرب ، المسألة ليست كم شخـص وإنما هي نعـمة الرب  ... أنا لا يمكـنـني أن أهـدر ، لا يمكـنـني أن أرمي ... أو أتماهـل أو أقـول إنـتـظـر ، أو أن لا أعـطي حـقه ، إنها نعـمة الرب التي تعـمل في القـلوب ، وأخـيراً لاحـظتم قـداسة سـيـدنا الـﭘاﭘا فـرانسيس وقـبْـله السنهادس الكـلـداني ،  وقـبْـله جـميعـكم أنـتم كـل رعـيتـنا ، يقـولون : أهلاً وسهلاً بإخـوانـنا وأخـواتـنا ، هـذا هـو بـيت الأب المشـتـرك ، إنه بـيت الآب السماوي وآبائنا القـديسين وشعـبنا المبارك ولهـذا فـهـو يوم عـظيم ، والله يعـرض هـذا لآلاف وألـوف آخـرين بالحـب والإتحاد ، وبهـذه الروح الطيـبة لكـل شعـبنا دون أن نـذلل أحـداً .
لسنا نقـبل أحـدنا الآخـر بصيغة هـذا بـيتي وذلك ليس بـيتك ، بل كـلنا نأتي إلى بيت الآب السماوي ، بيت آبائـنا ، هـو بـيتـنا كـلـنا ، بيت مار تـوما الرسـول ، ومار أدّاي ومار ماري ، الـذي بنـوه لجـميعـنا في وطـن آبائـنا وبلغة آبائـنا ، كـونوا حـذرين ، لأن الروح القـدس لم يـقـل لأحـد ( إن لغـتـك ليست جـميلة ، تعال أعـلمك لغة أجـمل ) ، كلاّ !! الرسل صاروا يفـهمون ويتكـلمون بكـل لغات الشعـوب ، وكـل شعـب هـو مبارك ــ لأهـله ــ وشعـبنا هـو مبارك ولغـتـنا هي مباركة ،  ورسل شعـبنا وآبائـنا هـم مباركـون ، وكـل شعـب مبارك له رسُله وتراثه وثـقافـته ولغـته .. ولقادته ، بالعافـية عـزيزي ، ولهـذا دعـنا نستمتع ونحـتـفل به فـهـذا شعـبنا وكـنيستـنا وتراثـنا ، مبارك لكم ولـنا ، ما الخـلل في ذلك ؟ أليس هـذا صحـيحاً ؟ مبارك لـنا إنه يومنا ، وكل واحـد ليكـن له يومه والله يُـفـرحه به   ، اليوم هـو يومنا فـلنـفـرح به ، ونحـتـفل به ..... ونأمل أن يأخذنا ــ مشواراً ــ طويلاً وبعـيـداً ، مبارك لجـميعـنا . 
تـنـويه : إنَّ الكـلمات بـين الشارحـتين ــ ؟؟ ــ هي لي .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق