صدر امس في بولونيا كتاب يحتوي على ملاحظات شخصية للبابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني احتفظ بها سكرتيره الشخصي السابق ستانيسلاف دشيفيتز، بخلاف ما اوصى به البابا، مما أثار جدلا حول موقف دشيفيتز، الكاردينال ورئيس اساقفة كراكوف حالياً.
في وصيته المعلنة بعد وفاته في 2 نيسان 2005، طلب البابا البولوني حرق ملاحظاته الشخصية، غير ان دشيفيتز قرر خلاف ذلك عبر إعطائه دار النشر المحلية ZNAK جزءاً من هذه المذكرات. وقد جُمعت الأفكار اللاهوتية للبابا بعنوان: "أنا في يدي الله - ملاحظات شخصية 1962-2003"، ضمن مجلد من 640 صفحة.
"البابا يكشف فيها القليل من روحه، لقاءه والله، تأمله وتفانيه. وهنا تكمن أكبر قيمة لهذا الاصدار"، قال دشيفيتز خلال اعلانه في كانون الثاني الماضي نشر الكتاب، وذلك بالارتكاز على دفترين كان البابا يسجل فيهما تأملاته خلال الخلوات الروحية وهذه الملاحظات كتبت بالبولونية، مع مقاطع باللاتينية، بأسلوب حر ومنوّع، يراوح بين تعابير منعزلة وتأملات غنية بالمراجع. وتولى المؤلف تصنيفها وتأريخها بعناية. وكان مجمع دعاوى القديسين دقق فيها، في اطار دعوى تطويب البابا.
أضاف دشيفيتز: "لم يكن لدي أي شك. انها أمور مهمة للغاية، وتتكلم على روحانية إنسان، بابا كبير، الى درجة ان تدميرها بمثابة جريمة". غير ان رأيه هذا لم يحقق إجماعا في بولونيا. "إنها ملاحظات شخصية. وكان يجب أن تُحرق تنفيذاً لوصية البابا، أو ان تودع محفوظات الفاتيكان او المطرانية"، وفق عالم الاجتماع الاختصاصي بالاديان باول بوريجفسكي. ووفقاً للاب تاديوش ايزاكوفيتش زاليفسكي، فان "قرار نشر مذكرات شخصية للبابا ضار. انه انتهاك لوصيته. وفي الثقافة الأوروبية، الوصية الاخيرة ملزمة".
وردّ دشيفيتز على منتقديه، فأكد ان "المذكرات والمراسلات التي يجب أن تُحرق أُحرِقت ودمرت". وكشف ان في حوزته مخطوطات أخرى للبابا.
وتتهمه وسائل الاعلام البولونية بتحقيق ارباح من ذكرى البابا عبر نشر ذكرياته الخاصة أو توزيع ذخائر له. ويشار الى ان حصة من أرباح نشر ملاحظات البابا الراحل ستخصص لتمويل بناء مركز يوحنا بولس الثاني قرب مزار "الرحمة الإلهية" في لاجيافنيكي في ضواحي كراكوف. ويهدف المركز الى "تخليد التراث الهائل" للبابا ولعهده الذي استمر 27 عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق