العجيبة 11 من عجائب القديسة مريم


يخبرنا القديس كاماريوس في كتاب التيالوغوس أن رئيساً للصوص كان يسكن في مدينة "ترانطوس" المعروفة الآن باسم فلورنسا، وكان يأخذ من إحدى الغابات غطاء لجرائمه، وكان يعرّي مع أصحابه كل من يمر في تلك الغابة، حتى لا يبقى معه شيئاً، حتى ثيابه. وكانوا في كثير من الأحيان يقتلون كل من يرفض الرضوخ لطلباتهم. 
وذات يوم مرّ من ذلك المكان كاهن حكيم، ومعلم اعتراف بارع، فلما شاهده اللص انقض عليه طمعاً بماله، فأمر بعض رجاله ان يعرّوه، ويأتوه بكل ما يملك، وعندما لم يجدوا معه شيئاً، غضب اللص وصاح:
ـ ألا تحمل معك مالاً؟ هل أنت فقير الى هذه الدرجة؟
فأجابه الكاهن بصوت مفعم بالايمان:
ـ أنا غنيّ جداً يا بنيّ، ولكنك لن ترى ثروتي إلا إذا سمعت كلامي.
فصاح به:
ـ تكلّم.. أسرع.
فحدّق الكاهن بعينيْ اللص وقال:
ـ ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، لذلك تراني غنياً بإيماني بالله، وحبي ليسوع وأمه مريم، فلا ينقصني شيء على الاطلاق.
فسأله اللص بنرفزة ظاهرة:
ـ ألا تقتني مالاً؟ كيف تأكل؟ وكيف تشرب؟
فرد الكاهن بهدوء، وهو ينظر الى دودة ربيعية تمر من أمامه:
ـ كما تأكل هذه الدودة.. أنظر إليها كيف تسير بفرح ودون خوف، بعد أن أكلت ما رزقها الله.
أعجب اللص بكلام الكاهن، فطلب منه أن يخبره أكثر عن عجائب ام الله مريم. فضحك الكاهن وقال:
ـ هذه إحدى عجائبها، فلقد كنت ذاهباً في طريق آخر، فإذا بصوت يأمرني أن أسلك طريق الغابة، كي أنقذ أنفساً يتلاعب بها الشيطان، ولا قدرة لها على المقاومة.
وما أن سمع اللص العبارة الأخيرة، حتى ركع أمام الكاهن، ورسم إشارة الصليب وبدأ يعترف بخطاياه واحدة واحدة، والكاهن يحثه على طرد شيطانه بشفاعة العذراء مريم، لا بل أمره بأن يتوقف عن السرقة، وأن يحفظ صيام يومي الاربعاء والجمعة، وأن لا يحمل سلاحاً خلال صيامه، وأن يدعو جميع رفاقه للتوبة.
والظاهر أن بعض رجاله لم تعجبهم توبة رئيسهم، بل راحوا ينقضون على كل من يمر في الغابة لسرقته كعادتهم، وكان هو يتصدى لهم، وينقذ المسافرين، ولسان حاله يقول: لن يقوى عليّ شيطان ومعي أمي وشفيعتي مريم العذراء.
وذات يوم أربعاء، وبينما كان يسير في الغابة صائماً بدون سلاح، كما وعد الكاهن، أطبق عليه الجنود من كل مكان، فاستسلم لهم دون مقاومة، فذهبوا به الى حاكم المدينة، فأمرهم بقتله، فوقف بعض من أنقذهم من اللصوص، واخبروا الحاكم بشجاعته، فتطلع به وقال:
ـ إذا أقسمت لي بأنك لن تؤذي أحداً من سكان مدينتي، وأنك ستدافع عنا إذا هاجمنا العدو، سأطلق سراحك، وأهبك الحياة.
ولم يصدق الحاكم أذنيه وهو يسمعه يقول:
ـ لا أريد هذه الحياة يا سيدي، فأنا أستحق الموت فعلاً بعد أن قتلت الكثيرين من الابرياء، ولذلك لم أقاوم جنودك. أشرف لي أن أدفع ثمن أخطائي هنا، من أن أدفعها أمام ربي وشفيعتي مريم العذراء، وأخسر ملكوت السموات. أرجوك اقطع رأسي.
وما أن سمع الشعب كلامه، حتى راح يصفق له، ويهتف بأعلى صوته: لقد منحناك المغفرة عن كل خطاياك أيها اللص المؤمن.
وما أن رسم اشارة الصليب، وأحنى هامته أمام السياف، حتى كان رأسه يتطاير عن جسده، فقبروه في المكان الذي أعدم به.
وبينما كان حراس المدينة يقومون بجولتهم الليلية، رأوا فوق القبر نوراً عظيماً، وخمس نساء يحفرنه، ويخرجن جثة اللص ليلحمن رأسه عليها، ثم غطينه ببرفير، وحملته أربع نساء، أما المرأة الخامسة، وهي الأجمل بينهن، فكانت تتبعهن من الخلف، الى أن وصلن الى باب المدينة. هناك أنزلنه ووضعنه أمام الحراس، الذين هربوا خائفين من هول المفاجأة، فصاحت المرأة الجميلة بأعلى صوتها:
ـ لماذا تهربون خوفاً من عجائبي، امضوا الى أسقفكم وقولوا له ان خادمي الذي قطعتم رأسه بالسيف، يجب أن يدفن بوقار وتشريف، واذا لم يصنع ما قلت له، فليعلم أني أنا مريم البتول أم الله لن أسامحه البتة.
وما أن أنهت كلامها حتى غابت ورفيقاتها عن أعين الحراس. 
وفي الصباح الباكر دعا الأسقف جميع رجال الاكليروس والشعب لمرافقته الى باب المدينة حيث وضعت جثّة اللص المؤمن، وما أن رآها، وقد عاد اليها الرأس، حتى صاح:
ـ المجد لك يا ألله، ما أكثر عجائبك، وأعظم رحمتك. وما أجمل هذا البرفير الملفوف به الجسد، إنه مصنوع في السماء، ليزداد ايماننا بقدرة أم المخلص.
بعدها تطلع بالحشود الموجودة وقال:
ـ مجنون من يعتقد أن مغفرة الله بعيدة عنه، انها بمتناول كل واحد منا شرط أن يطلبها بإيمان وتقوى، تماماً كما فعل هذا اللص، الذي ضحى بحياته الدنيوية كي يربح الحياة الابدية.. فطوبى له.
**

هناك تعليقان (2):

  1. الله يخرب بيوت تخلفكم ووثنيتكم المقنعه يانصارى ياانجاس بالله عليكم ماهذا الهراء الذين تضحكون به على العامه الذين على وثنيتكم وهراءكم وغيبيتكم التافهه المضحكة القائمة على ديانه مصنوعه من قبل اليهودي شاؤؤل لقد عرف التاريخ وفضح اكاذيب معجزاتكم المزعومة الذين يصنعها رهبانكم الشاذين جنسيا وراهباتكم العاهرات راجعوا كتب التاريخ عن هذه التفاهات

    ردحذف
  2. يا حيوان يا ابن الحيوانات، وهل تهجم أحد على ديننا كي تتهجم على دين النصارى.. قبل أن تدعوهم الى قراءة كتبهم اذهب واقرأ كتبك التي أوصلتك الى ذبح الأبرياء وقتل المسلمين من اتباع ديننا الحنيف. أمثالك وسخ الاسلام فاذهب الى الجحيم

    ردحذف