نكشف لكم حقيقة 8 أساطير بالديانة الهندوسية

صورة أرشيفية لاحتفالات الهندوس بفعاليات ولادة الرب القرد

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—
في الوقت الذي تعتبر فيه الديانة الهندوسية ثالث أكبر ديانة في العالم من ناحية عدد معتنقيها بعد الإسلام والمسيحية التي تعتبر أكثر الأديان اعتناقا، نكشف لكم حقيقة ثمانية أساطير منتشرة بين الناس حول هذه الديانة ونبين لكم حقيقتها.

1- "أسطورة أن الهندوس لديهم 330 ربا،" في الحقيقة إن الهندوس يعبدون ربا واحدا لا يمكنهم معرفته أو فهمه بشكل مطلق.

2- "أسطورة أن الهندوس يعبدون الأوثان،" في الحقيقة إن الهندوس يعبدون ما يذكرهم بالرب.

3- "أسطورة  أن الهندوس يعبدون البقرة،" في الحقيقة الهندوس لا يصلون للبقرة ولكهم يعتبرون أن كل المخلوقات وكل ما فيه حياة أمرا مقدسا.

4- "أسطورة أن كل الهندوس نباتيون،" في الحقيقة أن غالبية الهندوس يأكلون اللحم.

5- "أسطورة أن الهندوس يدعمون فكرة الفصل الطبقي العنصري،" في الحقيقة أن هذا الأمر مترسخ في المجتمع وليس في الديانة الهندوسية.

6- "اسطورة أن المرأة تعتبر تابعة في الهندوسية،" في الحقيقة إن هذا الأمر لا علاقة له بالديانة مطلقا.

7- "أسطورة  أن وضع المرأة الهندوسية نقطة حمراء على جبينها يعني أنها متزوجة،" في الحقيقة هذا الأمر ليس شائعا بل يمكن أن يحصل بعض الأحيان.

8- "أسطورة أن غيتا هو بمثابة الكتاب المقدس عند الهندوس،" في الحقيقة لا يوجد كتاب موحد في الهندوسية، ولكن يوجد العديد من الكتابات القديمة التي تعتبر عند الهندوس كلام الرب المنزل على الحكماء منذ آلاف السنين والذي تم تناقله عبر الأجيال مثل فيداس وابانشايدس وبوراناس إلى جانب غيتا.

تجديد الخليقة/ نسيم عبيد عوض

سقط الإنسان الأول آدم فى خطية المعصية والتعدى فتغيرت خلقته ‘ ففقد صورةالله التى خلق عليها ‘ عرف الشر وعن طريقه سلك الشر طريقه لكل البشرية( بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت.) رو5: 12‘ وتشوهت صورة الإنسان الذى خلق يوما على صورة الله ومثاله فى البر وقداسة الحق كقول الرسول( وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق. أف 4: 24)‘  وشملت عقوبة الله كل الخليقة : 1- للمرأة تكثيرا أكثر اتعاب حبلك. بالوجع تلدين اولادا. والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك. 2- ولآدم قال لانك سمعت لقول امرأتك واكلت من الشجرة التى اوصيتك قائلا لا تاكل منها  ( 3- ملعونة الأرض بسببك ) بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك . شوكا وحسكا تنبت لك وتاكل عشب الحقل. بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الأرض التى أخذت منها . لانك تراب والى تراب تعود.  4- وللحية قال لأنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية . على بطنك تسعين وترابا تاكلين كل ايام حياتك. واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها. تك3: 14- 19.

أثر سقوط الإنسان على حياته مع الله ومع خليقته:   1- قبل الخطية كان يتمتع بسلطانه على كل الخليقه كقول الرب " وباركهم الله وقال اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض. تك 1: 28 ‘ واصبح عليه ان يتعب ليأكل خبزا ولعنت الأرض بسببه لتعطيه شوكا وحسكا.    2- كان الإنسان يعيش فى أحضان الله سعيدا بالمحبه الإلهيه " واخذ الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن .."تك2: 15.    3 - وأعطى الله آدم حواء لتعينه فى الحياة فصنع له معينا نظيرة.تك2: 18-25.   4 -  وبعد الخطية عرف قلب آدم الخوف حتى انه إختبأ من مواجهة الله الذى كان سعيدا بالحياة معه ‘فاصبح لا يستطيع الإقتراب منه " فاخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الارض التى أخذ منها. فطرد الانسان .." تك3: 23-24.   5- أثرت الخطية على وجود الإنسان وحياته ككائن حى  يحمل صورة الله ويستمد حياته ووجوده منه (ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية.تك2: 7) ‘ وبمعرفته الشر طرد من الجنة كقول الرب لعله يمد يده وياخذ من شجرة الحياة ايضا وياكل ويحيا الى الأبد.تك 3: 22‘ ولأن دخول الشر فى جسم الإنسان أورثه الفساد و الموت وفقد الحياة الأبدية الموعودة له مع الله فقال الله لا يدين روحى فى الإنسان الى الأبد. تك6: 3 ‘ فحزن الرب الإله أنه عمل الانسان فى الارض وتأسف فى قلبه فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الانسان الذى خلقته."تك6: 6و7

وحتى بعد ان أغرق الله الأرض ومن عليها وأبقى فقط نوح وامرأته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم كبداية لحياة جديدة صالحة‘ ولم يحدث بل إستشرى الشر فى النفس البشرية وإمتلأت الارض بالصراعات والخراب والدمار والإنحرافات الجنسية فى كل مكان على مستوى الافراد والشعوب ‘ فماذا فعل الإنسان لعلاج هذه الشرور؟ لدينا قوات البوليس ‘ القانون ‘ القضاة‘ الحكومات وماتفرضه من عقوبات ‘ السجون ‘ المستشفيات العلاجية للجسد والعقول ‘ ومع ذلك فشلت المجتمعات فى علاج المصابين بالشر ‘ فقد ظل الشر كامنا داخل الإنسان ‘ ولماذا؟ لان ضمير البشر فسد بالشر ولا شيئ بشرى يستطيع معالجة الضمير ولا شيئ يستطيع أن يحل محل ضمير الإنسان .

وعلى مدار العصور الماضية قام المصلحين الاجتماعيين والفلاسفة بتقديم علاج للمشاكل التى ظنوا أنها تقضى على الجرائم مثل الفقر ‘ ولكن كما نرى فان الفساد يستشرى والاخلاق تنهار والشر يتزايد ‘ فشلت كل القوانين الوضعية فى إستئصال الشر ‘ لان الشر كامنا فى داخل الإنسان‘ ولا يمكن إنتزاعة بالقوة المادية‘ فالشر يصيب كل قوى الإنسان الروحية والفكرية والجسدية ‘ واضبح المرض العضوى لا علاج له إلا بإستئصال سبب المرض ‘ وحتى عرف الإنسان الأديان وعبادتها وكانت جميعها تحث البشر على الطاعة لله مهما كانت صورته ‘ وأيضا لم يستأصل الشر من الإنسان.

" ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."غل4: 4‘ وهكذا أتى السيد المسيح أو (الرب يسوع المسيح ومعناها يهوة المخلص) أتى ليخلص ماقد هلك ويحقق وعد لله بالخلاص منذ بداية السقوط ‘ كقوله للحية القديمة التى دخلها إبليس وأغوى آدم وحواء على السقوط وعدم طاعة الله  " وهو يسحق رأسك" تك 3: 15‘ اتى السيد المسيح ليعرف البشر ان الخطية والشر هو مرض الروح ‘ وأن الإنسان بدون الله الوحيد لا علاج له " لا يحتاج الإصحاء الى طبيب بل المرض ."مت9: 12‘  وهكذا أتى الله الطبيب الحقيقى للإنسان يسأله أتريد أن تبرأ؟‘ فالله يسعى اليه دون أن يطلبه ‘تحقيقا للنبوة التى قالت" وجدت من الذين لم يطلبونى ‘ وصرت ظاهرا للذين لم يسألوا عنى.." رو10: 2 ‘ ففى معجزة تفتيح عينى المولود أعمى (يو 9)لم يطلب الرجل أن يشفيه أحد ولكن ذهب اليه السيد المسيح وشفاه مؤكدا ان ذلك الرجل ولد بهذه العلة الخلقية لكى تظهر أعمال الله فيه يوح9: 3‘ وهذا كان مرضا عضويا ولكن الرب أيضا ذهب للمريض روحيا وسعى اليه وهو رئيس العشارين زكا ‘ ولمجرد وجود المسيح فى حياة زكا صرخ وقال " ها أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين وان كنت قد وشيت باحد أرد له 4 أضعاف ‘ وقال الرب عنه " اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن ابراهيم. لأن ابن الانسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ماقد هلك." لو19: 1-10.

كانت البشرية بكل شرورها تشبه انسانا ينزف دما غزيرا ويحتاج الى نقل دم ‘ من نفس فصيلة دم المريض حتى يستمر حيا ‘ وبدأ الله فى العلاج فور سقوط الإنسان ‘ فأعد البشرية للعلاج الحقيقى والناجح أى العلاج الروحى والعودة لأحضان الله كما كانت البداية‘ فأرسل لهم الأنبياء ورؤساء الأنبياء والمبشرين ‘ كقولنا فى القداس الغريغورى " أنت الذى أرسلت لى الأنبياء من أجلى أنا المريض.‘ وطوال بشارة أنبيائه كان يهيئ لهم مبعث النور القادم ليمحوا الظلمات من حياتهم ويعيد خلقتهم من جديد وهو بالتجسد الإلهى ‘ ولكن نجح الأنبياء فى شيئ واحد وهو تشخيص المرض ‘ مرض البشرية ‘ فعرفوهم بفظاعة خطاياهم‘ وان مسواهم الهاوية كعقوبة لها ‘ وهذا ما إستطاعوا القيام به. فبالوصايا التى أعطاها الله لموسى النبى على الجبل ومابعدها من فرائض ‘ حفظوها وعجزوا تماما عن الإستفادة منها ‘ وبها عرفوا الخطايا ولكن لم ينجحوا فى التوبة والعودة لله ‘ وكما قال الرسول العظيم بولس " لأن بالناموس معرفة الخطية ..فالجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله" رو3: 2 " وأما الناموس فدخل لكى تكثر الخطية رو5: 20 ‘ فلم يكن للناموس قدرة على إصلاح وعلاج العيوب والخطايا‘ لأن المشكلة لم تكن فى الناموس ذاته بل فى الإنسان نفسه "لأن الناموس مقدس والوصية مقدسه وعادلة وصالحة. رو7: 7 ‘ كانت المشلة الحقيقية داخل الإنسان ‘ حتى صرخ الرسول " ويحى أنا الإنسان من ينقذنى من جسد هذا الموت" رو7: 14‘ إذا السؤال الأزلى كيف ننزع هذا الشر داخل النفس البشرية ‘ أو بمعنى أصح كيف تتجدد الخليقة ‘ وهذا كان السبب الرئيسى فى قدوم الله على الأرض  ليأخذ جسدا ويحل بيننا ..ومن ملئه نحن جميعا أخذنا . ونعمة فوق نعمة .لأن الناموس بموسى أعطى.أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره أحد قط الأبن الوحيد الذى هو فى حضن الأب هو خبر."يو1: 14-18.

وكقول معلمنا القديس بولس الرسول " إذا كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا.." 2كو6: 17‘ وكقول الوحى الإلهى" وأما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون  باسمه . الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل. بل من الله ." يو1: 12-13 (خليقة جديدة) ‘ وكقول الرب بفمه الكريم لنقيديموس" الحق الحق أقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله." يو3: 3 ‘ وأيضا" ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله ." (الميلاد الثانى بتجديد الخليقة)- يو3: 5 – ‘ المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح." يو3: 6‘ وقررها يوحنا المعمدان لليهود " الذى يؤمن بالأبن له حياة أبدية . والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله ( وهو الموت)يو3: 26‘ وختاما يفسر لنا معلمنا القديس بطرس كيف أصبحنا خليقة جديدة فى المسيح يسوع

" مولدين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الأبد."1بط1: 23. أمين.

أكثر من 10 آلاف لبناني يشاركون في الحدث التاريخي: بابا السلام والبابا الطيب قديسان

المصدر: "النهار"
رين بوموسى

في السابع والعشرين من شهر نيسان عام 2014، سيؤرخ العالم ذكرى اعلان قداسة بابوين تركا أثراً كبيراً في الكنيسة الكاثوليكية والعالم المسيحي: البابا يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرون. سيتوافد في هذا اليوم الآلاف من محبي البابوين اللذين ورغم الاختلاف الكبير في حقبات حبريتهما وخلفيتهما،تشاركا سمات طيبة كثيرة وساهما في نهضة الكنيسة الكاثوليكية.

في هذا اليوم المجيد للعالم المسيحي أجمع، سيشارك المسيحيون بالقداس الاحتفالي الذي يقام بحضور آلاف المؤمنين في حضرة الفاتيكان، حيث بدأت منذ اعلان البابا فرنسيس الأول قداسة يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين، الاستعدادات لهذا الحدث التاريخي المقدس.
اللبنانيون، مسيحيون ومسلمون، يظهرون حماساً كبيراً تجاه هذا الاعلان، خصوصاً رفع البابا يوحنا بولس الثاني الى مصاف القديسين، بعد تطويبه عام 2011. حب اللبنانيين لهذا القديس الذي بارك لبنان خلال زيارته في الـ 10 و11 من أيار عام 1997، والذي خص لبنان بسينودس ووقع الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، سينعكس من خلال الصلوات التي ستقام في الكنائس والشموع التي ستضاء في المنازل والوفود الكبيرة التي توجهت الى روما للمشاركة في مقدمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

واكب يوحنا بولس الثاني، البابا الرابع والستون بعد المائتين منذ 1978، الحرب اللبنانية. وفي كل فرصة أتاحت له التحدث عن "هالكم أرزة العاجقين الكون"، أكد ان لبنان بلد "التعايش"، وكانت مقولته الأشهر خلال زيارته عام 1997: "لبنانهوأكثرمنوطن... إنهوطنرسالة للشرق والغرب".
شعبية البابا البولوني كبيرة عالمياً ولبنانياً لكنها ليست بكثافة شعبية "البابا يوحنا الطيب"، فرغم أن الأخير حمل للبنان حباً كبيراً واعتبره "بلداً مهماً"، قلة تعرف انه زار هذا البلد قبل سيامته حبراً أعظماً عام 1958، وذلك في العام 1954 للمشاركة في اختتام المؤتمر المريمي. واللافت أن زيارة هذا البابا الى لبنان انتهت بتكريم تمثال العذراء الخشبي الموجود حالياً في كنيسة سيدة لبنان في حريصا.
يعد البابوان من أكثر الشخصيات المؤثرة في الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة. ويرىالمراقبون أن اعلان قداستهما في الوقت عينه،هو بمثابةمسعى لردم الهوة بين اليسار واليمين في الكنيسة. فلكل منهما مسيرة حياة مختلفة الا انهما في النهاية "بابوان قديسان".

"البابا الطيب"

سيم البابا يوحنا الثالث والعشرون عام 1958، واستمرت حبريته حتى العام 1963. ينتمي انجيلو غيسيبي رونكالي المولود في 25 تشرين الثاني 1881، الى عائلة متواضعة تمتهن الزراعة في بلدة سوتو ايل مونتي شمال ايطاليا.وفي السابعة والسبعين من عمره، انتخب يوحنا الثالث والعشرون الذي كان بطريركا للبندقية، على رأس الكنيسة الكاثوليكية في 1958 اثر وفاة البابا بيوس الثاني عشر. وكان آنذاك معروفا بميوله المحافظة.
واحدث يوحنا الثالث والعشرون الذي اعتبر بابا انتقاليا، مفاجأة كبيرة باعلانه في 25 كانون الثاني 1958 عن المجمع الفاتيكاني الثاني الذي افتتحه في 11 تشرين الاول 1962 في حضور اساقفة العالم اجمع.
وقال آنذاك: "اريد ان افتح نافذة الكنيسة حتى نرى ما يحصل في الخارج ويرى العالم ما يحصل عندنا".

يوحنا بولس الثاني "بابا السلام"

استمرت حبرية البابا يوحنا بولس الثاني  27 سنة، زار خلالها  معظم بلدان العالم. ولد كارول جوزيف فوتيلا عام 1920 في بولندا، سيم كاهناً عام 1946 وأصبح أسقفاً عام 1958 وكاردينالاً عام 1967 وحبراً أعظم للكنيسة الكاثوليكية خلفا للبابا يوحنا بولس الأول. وعند تصاعد الدخان الأبيض عام 1978 كان يوحنا بولس الثاني البابا غير الإيطالي الأول منذ عهد البابا إدريان السادس كما كان البابا البولندي الأول في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. عانى كارول الكثير من المآسي من وفاة أخته ووالدته وأخيراً أخيه خلال طفولته. أكمل دراسته الجامعية وتعلم ما يصل إلى 12 لغة أجنبية.

وفي 13 أيار 1981، تعرض "بابا السلام" لمحاولة اغتيال نفذها التركي محمد علي أغا في ساحة القديس بطرس في الذكرى السنوية لظهور العذراء في بلدة فاطمة في البرتغال. وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة؛ وبعد يومين من عيد الميلاد عام 1983 زار البابا يوحنا بولس الثاني أغا في السجن، وتكلم معه لمدة 20 دقيقة، وقال يوحنا بولس الثاني: "ما تحدثنا عنه يجب أن يبقى سرًا بيني وبينه، تحدثت معه باعتباره شقيق، وقد عفوت له ولي كامل الثقة في ذلك". اعتبر محافظًا، ولعب دوراً بارزاً في إسقاط النظام الشيوعي في بلده بولندا وفي عدد من دول أوروبا الشرقية.

"عرس قداسي" في روما

يعتبر الأب بولس قزي أن حدث اعلان البابوين قديسين "حدث فوق العادة"، ويؤكد أن هذين البابوين "بابواتنا" و"قديسينا". ويشير الأب الى مدى حب هذين البابوين للبنان، وقد ترجم ذلك من خلال زيارة البابا يوحنا الثالث والعشرين الى لبنان قبل سيامته حبراً أعظم وتكريس تمثال العذراء الخشبي من خشب الأرز الموجود في كنيسة سيدة حريصا، ومن خلال زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان وتكريس سينودس خاص به، موضحاً أن السينودس عادة ينشأ من أجل قارة ولا يخصص من اجل دولة واحدة. ويلفت الى ان أكثر من 10 الاف لبناني سيتوجهون للمشاركة في هذا الحدث التاريخي في روما حيث سيقام "مهرجان فرح" و"عرس قداسي".

طريق القداسة

ويؤكد الأب قزي أن البابوين كانا رجلا صلاة وايمان ومحبة وكانت القداسة تظهر جلياً من خلال مسيرة حياتهما، لافتاً الى أن البابوين عاشا "بطولة الفضائل" و"شهرة القداسة". ففي المرحلة الأولى لطريق القداسة يرفع "ملف رجل الله" وينالان لقب "مكرّم". أما المرحلة الثانية "الشفاعة"، وهي تترجم بالشفاءات.
خلال جنازة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005، طالب المشيعونباعلانه قديساً، مما دفع الفاتيكان الى التعجيل في اجراءات اعلان القداسة التي تبدأ عادة بعد الوفاة بخمس سنوات.وتم تأكيد الاعجوبة الاولى ليوحنا بولس الثاني بعد وفاته بستة أشهر، عندما قالت راهبة فرنسية انها شفيت من مرض "باركينسون" الذي عانى البابا منه أيضاً، بالصلاة.واعجوبته الثانية كانت لسيدة من كوستاريكا قالت انها شفيت من مرض خطير في الدماغ بالصلاة لشفاعة يوحنا بولس الثاني في اليوم نفسه الذي طوب فيه عام 2011.
ويحتاج اعلان القداسة عادة الى أعجوبتين رغم ان البابا فرنسيس وافق على تطويب يوحنا الثالث والعشرين عام 2010 بعد أعجوبة شفاء من نزيف لراهبة، ويشير الأب قزي الى أن مؤسس المجمع الفاتيكاني الثاني أعلن قديساً على أساس "ملف القداسة".
البابا يوحنا بولس الثاني والبابا يوحنا الثالث والعشرون سيعلنان غداً قديسين، ليصبحا نجمين في سماء الكنيسة وشفيعين على لائحة القديسين... مبروك للعالم واللبنانيين!

قداس احتفالي في كنيسة مار جرجس في المقر الصيفي لمطرانية طرابلس المارونية في بلدة اجبع


زغرتا ـ  
لمناسبة عيد مار جرجس الشهيد، تراس رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداسا احتفاليا، في كنيسة مار جرجس في المقر الصيفي لمطرانية طرابلس المارونية في بلدة اجبع في قضاء زغرتا، بمشاركة لفيف من كهنة الابرشية، وحضور حشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة تحدث فيها عن مسيرة القديس جرجس الشهيد، وقال:" كان هدف القديس جرجس الأول الدفاع عن الكنيسة وعن المؤمنين بإسم المسيح، ولذلك طارت شهرته وشهرة إستشهاده في الآفاق شرقا وغربا ولقب بالشهيد اللابس الظفر، ورسم له المصورون صورة رمزية تمثله طاعنا برمحه شيطان الوثنية الممثل بالتنين، الحيوان الأسطوري، رمز العنف والقوة والوحشية، مدافعا عن معتقد الكنيسة الممثلة بإبنة الملك السماوي. ومن هنا جاءت الأسطورة الأمثولة التي تقول بأن هذا التنين كان يطلب كل يوم ضحية من بنات المدينة، وبصورة خاصة بنت الملك. وكلمة أسطورة لا تعني شيئا خرافيا وخياليا، بل على العكس فإنها تحمل في طياتها أمثولة تستخلص منها. ولذلك فعندما نتكلم عن أسطورة القديس جرجس، فنحن لا نعني أنه هو أسطورة ولا وجود له، بل أن علينا أن نستخلص من حياته وتصرفاته وموته وإستشهاده أمثولة لنا في حياتنا الإيمانية. فكما كان القديس جرجس بطلا في الدفاع عن الإيمان وشاهدا له، فتحول إلى شهيد في سبيل هذا الإيمان، هكذا نحن أيضا مدعوون لنكون شهودا للمسيح وإذا إقتضى الأمر شهداء من أجل إسمه".
وختم بو جوده:" فلنصلي اليوم ولنطلب من الرب، بشفاعة القديس جرجس أن يعطينا روح الشهادة والمحبة والتضحية كي نجعل من حياتنا شهادة حية للمسيح فنحمل إسمه إلى أقاصي الأرض ونجسد وجوده ومحبته ونكرر كالرسل عندما تعرضوا للملاحقة والإضطهاد، ومنعوا من التكلم بإسم المسيح، ما كانوا يقولونه نحن نؤمن بأن المسيح هو حقا إبن الله، وبأنه مات على الصليب لفدائنا، وقام من بين الأموات، إننا شهود على ذلك ولا يمكننا إلا أن نقول ما رأينا وما سمعنا وما نؤمن به".
بعد ذلك تقبل المطران بو جوده تهاني المشاركين في القداس في الباحة الخارجية لدار المطرانية المارونية الصيفي في اجبع. 

عيد مار جرجس في بلدة عشاش

زغرتا ـ 
احتفل رهبان وجمهور دير مار جرجس في بلدة عشاش في قضاء زغرتا، بعيد شفيع الدير القديس جرجس الشهيد، وذلك خلال قداس تراسه الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمه، يعاونه امين سر الرهبنة الاب كلود ندره، ورئيس دير مار جرجس عشاش الاب ميشال دكان. وشارك في القداس رئيس مدرسة مار جرجس الاب كليم التوني الى لفيف من الرهبان والراهبات وكهنة من المنطقة والجوار. 
حضر القداس رئيس بلدية عشاش خريستو نفاع، مخاتير البلدة، الى عدد كبير من افراد الهيئة التعليمية في المدرسة التابعة للدير، وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى الاب نعمه عظة في المناسبة استهلها باعطائه البركة للمشاركين في الذبيحة، ومرحّبا بالحاضرين من آباء وفعاليات المنطقة، ثم تحدّث عن معاني العيد فقال:" نحتفل بعيد الشهيد جرجس قاتل التنين على ما يُعرف، ولعل هذا العيد يتلاقى مع قيامة السيد المسيح الذي قتل تنين الخطيئة الكامنة في نفوسنا بقيامته من الموت، فالمسيح الذي احتمل الآلام الطويلة وصولاً إلى الصلب ثمّ القيامة مات ليرينا أنّ السبيل لخلاص النفوس هو أن تموت الخطيئة فينا، لننتصر بعدها ونحيا بالمسيح إلهنا".
واشار في عظته إلى " الفضائل التي تحلّى بها القديس جرجس والمطلوبة منا جميعًا أن نحياها. فكم نحن بحاجة (على ما قال) لأن نتخلّى عن كل ما يبعدنا عن ربّنا من شهوات وملذّات وما أكثرها في عصرنا الحالي". ولم ينسى الاب نعمه ان يشكر رئيس دير مار جرجس، مع الإخوة الرهبان، الذين يعيشون الشهادة للمسيح من خلال تحويلهم دير مار جرجس محجّة لأبناء المنطقة، وأثنى على الدور الذي يلعبه رئيس المدرسة كليم التوني والذي استطاع بجهده، وبتعب ووفاء الأداريين والأساتذة لرسالتهم، أن يحوّلوا المدرسة إلى صرح علميّ فريد في المنطقة، وبارك عملية الدمج الذي استحقّته المدرسة مع اليونيسكو  ما يشير إلى عمليّه تفوقها وتقدّمها في المجال العلمي والتربويّ، متنيًّا أن يتم افتتاح قسم الحضانة الجديد في أقرب وقت ممكن.

عيد الفصح المجيد في كنيسة مار مارون في طرابلس


الغربة ـ طرابلس ـ 
تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداس منتصف الليل لمناسبة عيد الفصح المجيد في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح. بحضور المقدم عبد الناصر غمراوي ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وحشد من المؤمنين. 
 بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :" يسرّني أن أتقدّم منكم بأطيب التمنيات بمناسبة هذا العيد المجيد، عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات وأن أنطلق معكم في تأمّلي بهذه الكلمات من بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنثية التي هي شهادة حياة وفيها تحذير وتنبيه للذين آمنوا وتبعوا المسيح كي لا ينسوه ويعودوا إلى حياتهم الماضية.  إنّها شهادة حياة لأنّ بولس الرسول يعطيهم فيها خبرته التي عاشها بنفسه، وهو لا يكتفي بإعطائهم تعاليم إستمدّها من غيره، ولا هي مجرّد نظريات فكريّة وفلسفيّة وإيديولوجيّة كتلك التي يعطيها الفلاسفة والمفكرون وتأتي غالباً عصارة تفكير ونتيجة لتأملاتهم الشخصيّة.
اضاف:" بولس الرسول يتكلّم عن حدث واقعي إختبره هو بنفسه، لأنّه، بعد أن كان عدوّاً لدوداً للمسيح، تزعّم المجموعة التي قتلت أحد المؤمنين به، الشمّاس إستفانوس، رجماً بالحجارة، أخذ أمراً من الرؤساء والمسؤولين بملاحقة المؤمنين بإسم يسوع حتى أقاصي الأرض. وبينما هو في طريقه من أورشليم إلى دمشق، إذ به يفاجأ بنور عظيم أعمى باصريه وبصوتٍ من السماء يقول له: يا شاول لماذا تضطهدني، فسأله شاول من أنت يا سيّد، فأجاب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده... لكن صعبٌ عليك أن ترفس المهماز".
شاول بولس لم يعرف المسيح بالجسد أي أثناء حياته العلنيّة، بل إلتقاه بعد موته وقيامته من بين الأموات. ولذلك فإنّ إيمانه يستند على حدث واقعي. رآه وسمعه وتعرّف عليه بصورة مختلفة وهو يقول أنّ المسيح قد إستولى عليه لكي يجعل منه رسولاً مميّزاً ويرسله بين الأُمم والشعوب ليُبشّر بإسمه، ولذلك لُقّب برسول الأُمم. هذا هو الحدث الذي نحتفل به اليوم، أيها الأحباء، فالمسيح بموته وقيامته أعاد إلينا الحياة التي فقدناها يوم قرّرنا أن نستغني عن الله ونرفضه ونبني حياتنا بدونه. فشوّهنا صورته فينا دون أن نصل إلى مبتغانا كما وعدنا بذلك الشيطان، بل إكتشفنا عرينا ومحدوديتنا وحكمنا على نفسنا بالموت، وذكّرنا بذلك الرب عندما قال لنا أنّنا من التراب أُخذنا وإلى التراب نعود.
يقول النبي حزقيال في الفصل السابع والثلاثين من نبوءته "إنّ روح الرب أخذني ووضعني في وسط السهل وهو ممتلئ عظاماً وأمرّني عليها من حولها، فإذا هي كثيرة جداً على وجه السهل، وإذا بها يابسة جداً. فقال لي: يا إبن الإنسان، أتُرى تحيا هذه العظام؟ فقلتُ: أيها السيّد الرب، أنت تعلم. فقال لي: تنبّأ على هذه العظام، وقل لها: أيتها العظام اليابسة، إسمعي كلمة الرب... فتنبّأتُ كما أُمرت، وإذا بإرتعاش، فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه ونظرت فإذا بالعصب واللحم قد نشأ عليها وبُسط الجلد عليها ولم يكن فيها روح. فقال لي تنبّأ للروح وقل هلم أيها الروح، فتنبّأتُ فدخل فيهم الروح، فعاشوا وقاموا (حزقيال: 37/1-11).
ويقول القديس يوحنا في إنجيله أنّ يسوع، عندما أبلغوه أنّ صديقه لعازر قد مات، قال أنّه رقد، ثمّ قال إنّه مات، ويسرّني ذلك، من أجلكم، كي تؤمنوا. وعندما وصل إلى بيت عنيا، ذهب إلى القبر وصاح بأعلى صوته: يا لعازر، هلمّ فاخرج، فخرج الميت ملفوف الوجه مشدود اليدين والرجلين بالعصائب. فقال لهم يسوع، حلّوه ودعوه يذهب" (يوحنا11).
وإستناداً إلى هذا الحدث قال يسوع ما قاله لمرتا أخت لعازر: أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا. إقامة يسوع للموتى كما حصل مع لعازر ومع إبن أرملة نائين ومع إبنة قائد المئة هي البرهان الساطع على أُلوهيّة يسوع التي ستتجلّى بالواقع عندما سيقوم هو بنفسه من بين الأموات. بقيامة المسيح كان الله يعيد خلقنا من جديد فيجمع عظامنا البالية لنعود إلى الفردوس، إلى حياة لا نهاية لها مع الرب فيصبح بإمكاننا أن نقول: لقد إبتلع النصر الموت، فأين نصرك يا موت وأين شوكتك يا جحيم (1قور: 15/54-55).
إنّ إحتفالنا اليوم بقيامة الرب هو إحتفال بقيامتنا نحن أيضاً، أيها الأحباء، فالله قادر أن يعيد جمع عظامنا البالية ويعيد إليها العصب ويكسوها باللحم والجلد كما حصل مع العظام البالية التي تنبّأ عليها حزقيال. وإنّنا مدعوون للتبشير بهذا الحدث ولدعوة إخوتنا البشر للإيمان بالمسيح سيّد الأحياء، والأموات، كي نذهب مع الرسل، وكما فعلوا، ونعلن للناس هذا الحدث ونقول المسيح قام من بين الأموات، ونحن شهود على ذلك، ولا يمكننا إلاّ أن نقول ما رأينا وما سمعنا، لأنّ هذا هو الحدث وهذه هي الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك.
وقال:" إنّنا نعيش في هذه البلاد، كما تعيش بلاد أخرى كثيرة في هذا العالم وفي عالمنا العربي والشرق أوسطي منذ زمن طويل، مرحلة الموت، تساقط ويتساقط فيها الأموات بالأُلوف وكأنّنا مع المسؤولين عنّا، نبني حضارة الموت لا حضارة الحياة. يسعى كل واحد منا إلى مصالحه الشخصيّة وينسى أنّ الله يدعوه للسعي إلى مصلحة الجميع كي يقود القطيع إلى مرعاه الأمين. لكنّهم جميعاً، على مثال أولئك الرعاة الذين تكلّم عنهم حزقيال: يرعون أنفسهم بدلاً من أن يرعوا الخراف. يأكلون الألبان ويلبسون الصوف ويذبحون السمين لكنّهم لا يرعون الخراف، فصارت مشتّتة من غير راع وصارت مأكلاً لجميع وحوش الحقول، وهي مشتّتة. لذلك ها أنذا أطلب خرافي من أيديهم وأكفّهم عن رعي الخراف، فلا يرعى الرعاة أنفسهم بعد اليوم لأنّي سأنقذ خرافي من أفواههم، فلا تكون لهم مأكلاً (حزقيال 24)".
وختم :"ألا يصحّ في معظم حكّامنا والمسؤولين عنا اليوم، أيها الأحباء، وإنّنا ولو كان كلامنا قاسياً، نتوجّه إليهم بإسم الشعب لندعوهم للعودة إلى ضمائرهم ويفهموا أنّ الشعب إختارهم ليقودوه إلى المرعى الخصيب وليؤمّنوا له مقومات الحياة، لا ليبشّروا بالمظالم وعظائم الأمور. إنّه يريد أن يعيش في النور لا في الظلام مصغياً إلى كلام المسيح الذي يقول أنا نور العالم، من يتبنعي ويسمع كلامي لا يمشي في الظلام. شعبنا يريد الحياة التي وعده بها المسيح، فلا تحكموا عليه أيها المسؤولون بالموت لا الموت السريع ولا الموت البطيء. فالمسيح القائم من بين الأموات يقول إنّه جاء ليُعطينا الحياة وتكون هذه الحياة وافرة.  ونحن اذ ندعو في هذه الفترة من السنة وفي هذا العيد المجيد الى ان يعي حكامنا والمسؤولين عنا خطورة الاوضاع في لبنان، نسال الله ان يلهم نوابنا الى التوصل لاختيار رئيس للجمهورية، في الجلسة المقبلة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الاربعاء في الثالث والعشرين من الجاري، سائلين الرب يسوع في ذكرى قيامته المجيدة من بين الاموات، ان تواكبها قيامة للوطن من الصعوبات التي يعاني منها".

حميد عوّاد يقول: المسيح قام بثلاث لغات


المسيح قام، هلّلويا!

تنبلج أنوار فجر القيامة في أفئدتنا موقدة الايمان بسرّ الفداء الخلاصيّ مفجّرة ينابيع المحبّة

 ورجاء الانبعاث ويقين الانتصار.
  
 حلول عيد الفصح المجيد يسرّب إلى وجداننا شحنات طهر وخشوع ووهج إنبهار لجلل عظمة محبة الله فادينا ويضخّ

في قلوبنا نبضات قويّة لا تخور مهما ابتلتنا المحن.
 نستخلص من هذه المحبّة طيباً لبلسمة جراح أهلنا وترياقاً لإبراء العلل وخميرة لتخصيب التفاهم ونور هدايةً
 لاستدلال سبل خلاص وطننا.
يسعدني بمناسبة هذا "العيد الكبير" أن أعبّر عن تمنيّاتي الطّيّبة لكم أصدقائي الأعزّاء
 واثقاً أنّ زخّات من البهجة والإلهام والبركات ستنصبّ على احتفالاتكم الفصحيّة.
حميد عوّاد  
CHRIST IS RISEN! HALLELUJAH!

 The Son of God fulfilled the Divine Design to redeem us through a humble earthly journey of inspiring exhortation, virtuous culture and judicious guidance that culminated in an excruciating Calvary and Crucifixion vanquished by His Resurrection from the dead.

Fathoming the depth and dimensions of this Majestic and Loving Sacrifice constantly rekindles the Faith in the spirit and irrigates the soul with Hope, Courage and Strength. 

It's this coalescence and synergy of these inspiring influxes that protects us from tribulations and secures a steady advancement toward righteous goals.  

May the jubilation emerging from the Resurrection of Jesus our Saviour fill and exhilarate your hearts!  

Happy Easter!   
Hamid Aouad 


 Christ est ressuscité! Alléluia!

Le Fils de Dieu a accompli le Dessein divin conçu pour notre salut à travers un sejour terrestre humble propageant un exhortation vivifiante, une culture vertueuse et une orientation judicieuse pour culminer en un calvaire atroce et une crucifixion vaincus par Sa Résurrection d'entre les morts.

Explorant les ramifications de ce sacrifice Majestueux ranime constamment la foi dans l'esprit et irrigue l'âme avec l'espoir, le courage et la force.

C'est la coalescence synergique de ces flux stimulants qui nous protège des tribulations et assure une progression soutenue vers des buts justes.

Que la réjouissance émergeant de la résurrection de Jésus notre Sauveur comble et vivifie vos cœurs! 
  
Joyeuses Pâques à vous tou(te)s honorables ami(e)s! 

Hamid Aouad

-- 
Compassion, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/

بابا الفاتيكان يغسل قدم مسلم ليبي وينحني ويقبّلها

العربية ـ لندن - كمال قبيسي
قام البابا فرنسيس الأول، رأس الكنيسة الكاثوليكية وبطريرك الكرسي الفاتيكاني، بإثارة الجدل مجدداً، أمس الخميس، حين غسل قدم ليبي عمره 75 سنة، ثم انحنى برأسه عليها وقبّلها بشفتيه، متخذاً من طقس "غسل الأرجل" المستمد من ممارسات السيد المسيح شخصياً، كما وردت في الأناجيل "وسيلة للتعبير عن قبوله للآخر"، على حد تعبير "الوكالة الكاثوليكية للأنباء" وغيرها من الوكالات.
ومن قام بابا الفاتيكان بغسل وتقبيل أرجلهم هم 12 شخصاً متنوعو الجنسيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، بينهم 3 أفارقة مسيحيين، وآخر ليبي لم تذكر الحاضرة الفاتيكانية اسمه، لكنها أوردت أن أعمارهم بين 16 و86 سنة، وأن المسلم الليبي اسمه حامد.

وكان البابا فعل الشيء نفسه في عيد الفصح العام الماضي، وبطريقة غير معهودة، فقد زار أحد سجون ضواحي روما للأحداث، وفيه أقدم على غسل وتقبيل أقدام شباب معتقلين أعمارهم بين 14 و21 سنة، ومن بينهم فتاتان، إحداهما مسلمة صربية، "وذلك لأول مرة في التاريخ الفاتيكاني"، طبقاً لتعبير إذاعة الفاتيكان ذلك الوقت؛ لأن القوانين الكنسية تقضي بإقامة تلك الشعائر على أرجل الرجال فقط، لذلك لم يسبق لحبر أعظم أن غسل أقدام نساء وقبّلها من قبل.
وطقس غسل الأرجل، المعروف باسم "يوم السر العظيم" أو "سر الأفخارستيا" كنسياً، يجري الخميس قبل يوم من الفصح، حيث تذكر الأناجيل أن المسيح غسل أقدام تلامذته الاثني عشر وقبّلها، تواضعاً منه؛ لأن العادة في فلسطين القديمة كانت أن يغسل العبيد أرجل سادتهم قبل عشاء ذلك اليوم.

"سرقتُ وكنت حارساً لملهى ليلي"

والبابا فرنسيس مثير للجدل دائماً في دورة حياته اليومية، فقد تخلى عن معظم الامتيازات الممنوحة للباباوات، بينها الحذاء الأحمر الملكي والسيارة الفخمة والجناح الملكي في الحاضرة الفاتيكانية، لكن أكثر ما أثار به الجدل حتى الآن هو ما فعله يوم 10 أبريل الجاري، وفاجأ به العالم.
في ذلك اليوم تقدم إلى "كرسي الاعتراف" في الفاتيكان، وركع على ركبتيه أمام أحد الكهان، طالباً منه "سر المصالحة" وبأن يعترف عن آثام وخطايا ارتكبها في حياته، ومنها سرقة قام بها، وعمله كحارس ليلي في أحد الملاهي، وهو "اعتراف" لم يقم به أي بابا سابق، باعتبار أن الباباوية معصومة، والبابا هو مَنْ يمنح البركة الرسولية، ويتلقى سر الاعتراف.
كما اعترف البابا بأنه خالف أحد تعاليم المسيح، وهي "مَنْ ضربك على خدّك الأيمن، أدر له الأيسر" فقال إنه "لم يدره دائماً"، وقال إنه قبل أن يصبح راهباً اشتغل بأعمال عدة من ضمنها العمل كحارس لصالح نادٍ ليلي في بوينس آيرس، وفيها حين كان طالباً موّل دراسته من خلال العمل في مسح الأرضيات وفي أحد مختبرات الكيمياء.

المطران بو جوده: لا تستطيعون ان تعملوا لله والمال

زغرتا ـ
وجه رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده الرسالة الراعوية التاسعة لمناسبة الفصح المجيد الى ابناء ابرشية طرابلس المارونية اكليروسا وعلمانيين، والتي حملت عنوان "اسمعوا ما يقوله الروح القدس"، وذلك خلال لقاء مع كهنة الابرشية في دير مار يعقوب في كرمسده قضاء زغرتا. اعقب اللقاء قداس في كنيسة مار يعقوب في الدير حيث القى المطران بو جوده عظة من وحي رسالته الراعوية اشار فيها الى "ان الصوم بالنسبة لنا نحن المسيحيين ليس هدفا بحد ذاته، بل هو وسيلة نسعى من خلالها الى اعطاء الاولوية لامور الروح، معتبرين ان المادة ليست الاولوية بالنسبة الينا بل هي في خدمتنا، كما ارادها الله. لكننا غالبا ما نعطيها الاولوية المطلقة في حياتنا فنستعبد لها، وقد حذرنا من ذلك السيد المسيح عندما قال لنا " ان ما من احد يستطيع ان يعمل لسيدين، لانه اما ان يبغض احدهما الاخر ويحب الاخر، واما ان يلزم احدهما ويزدري الاخر، لا تستطيعون ان تعملوا لله والمال". وتطرق بو جوده في رسالته الى عدة عناوين هي "المجمع الابرشي وارتباطه بالمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وبالمجمع البطريركي الماروني، طبيعة المجمع الابرشي، الروح القدس هو محرك الرسالة الاولى". 
ولفت بو جوده الى" ان للصوم المسيحي، بعدا اجتماعيا لا يمكننا ان ننساه او ان نتناساه، والا فقد معناه الحقيقي، وهذا ما يشير البه النبي اشعيا في الفصل الثامن والخمسين من نبوءته حيث يقول" الصوم الذي اريده ان تحل قيوده الظلم وتفك مرابط النير ويطلق المنسحقون احرارا وينزع كل نير عنهم، ان تفرش للجائع خبزك وتدخل المسكين الطريد بيتك، ان ترى العريان فتكسوه ولا تتهرب من مساعدة قريبك، وبذلك ينبثق كالصبح ثورك وتزهو عافيتك سريعا. تسير في طريق الاستقامة ويجمع الرب بمجده شملك، تدعو فيستجيب لك". 

المطران بو جوده: ليكن هذا الاسبوع مناسبة لدفن الحقد والضغينة

الغربة ـ طرابلس . 
تراس رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداس احد الشعانين في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح، بحضور المقدم عبد الناصر غمراوي ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، الى حشد من المؤمنينن.
بعد الانجيل المقدس القة المطران بو جوده عظة قال فيها :" اليوم تبلغ حياة يسوع العلنيّة وبشارته ذروتها قبل دخوله مرحلة الآلام والموت والقيامة. ذروة هذه البشارة والحياة العلنيّة هي اعتراف الشعب كلّه بيسوع المسيح على أنّه ابن داود، وهو الآتي باسم الربّ، وهذا ما ردده الأطفال الذين استقبلوه، وما ردّده الكبار معهم قائلين: "هوشعنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الربّ". على لسان الأطفال والرضّع، أسست لك مجداً أيّها الربّ، يقول المزمور. والأطفال والأولاد ببراءتهم يعلنون هذه الحقيقة، وليس في موقفهم وصراخهم وهتافهم أيّ رياء أو مواربة. إنّهم شهود الحقيقة لأنّهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة المراوغة والازدواجيّة في حياتهم . وإنّهم على خلاف الكبار يقولون ما يفعلون ويفعلون ما يقولون، بينما الكبار المدّعون والمتكبّرون والذين يدّعون غالباً بأنّهم نوعاً من آلهة لأنفسهم إلى جانب الإله الحقيقي، وغالباً هذه، فهم في معظم الأحيان يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون".
اصاف بو جوده :" ولأنّ الأطفال يتمتّعون بالبراءة، فإنّ هتافهم هو الحقيقة وإذا هم لم يستطيعوا الهتاف، فإنّ الحجارة سوف تهتف وكأنّهم، على ما يقول السيّد المسيح. اليوم يدخل المسيح أورشليم دخول الفاتحين والملوك، وهو ملك على كلّ حال، لكنّ مملكته ليست في هذا العالم كما يقول. مملكته ليست مملكة زمنيّة، ولا هو ملك سياسيّ وعسكري، كما كانت الفكرة سائدة عند أبناء جيله وعند الرسل والتلاميذ. وليس هو الذي سيعيد المُلك الزمني إلى إسرائيل كما طرح عليه الرسل السؤال لحظات قبل صعوده إلى السماء. مملكة المسيح هي في قلوب البشر، مبنيّة على المحبّة والتضحية لا على الهيمنة والتسلّط كما كلّ هذا العالم. المسيح جاء ملكاً كي يحرّر الإنسان من العبوديّة الحقيقية، عبوديّة الخطيئة، لأنّه، كما قال، من صنع الخطيئة صار عبداً للخطيئة. والإقرار بملوكية المسيح لا تكون باتّخاذ موقف سياسي مبني على المواربة والإزدواجيّة، بل على الصدق والشفافيّة. وهو إقرار يجب أن يختلف تماماً عن إقرار الكبار واعترافهم يوم الشعانين، وفي الأيام التي تلته".
وقال بو جوده :" يوم الشعانين، كانوا يهتفون ويقولون: "مبارك الآتي باسم الربّ، هوشعنا لابن داود"، وبعد أيام قليلة، كانوا هم بأنفسهم، يقولون أمام بيلاطس: "لا ملك لنا سوى قيصر، أما هذا فارفعه على الصليب". في يوم الشعانين هذا، أيها الأحباء، فلنرفع الصلاة إلى الربّ كي يعطينا نعمة البرأة، كبرأة الأطفال، ونعمة الصدق والشفافيّة في حياتنا، كي نكون شهودا حقيقيين له، لا شهود زور، وكي نعترف به حقيقة على أنّه هو إبن الله، وهو الآتي ليخلّص الإنسان ويفتديه من براثن الخطيئة والشيطان. ولنصلِ، بصورة خاصة من أجل لبنان، بلد الحضارة والرسالة والشهادة، ومن أجل المسؤولين فيه، كي يعملوا على نشر المحبّة والوئام والسلام، وكي ينبذوا عنهم روح الحقد والأنانيّة والسعي إلى المصلحة الشخصيّة، فيعملوا على المصالحة بين جميع اللبنانيين، ويتخطّوا وينبذوا عنه روح الإزدواجيّة والرياء ويجعلوا من السياسة فناً لقيادة الشعب نحو برّ الأمان لا وسيلة لترسيخ الضغينة والحقد بين أبناء الشعب".
وختم بو جوده :" ليكن هذا الأسبوع العظيم الذي نبدأه اليوم، مناسبة لدفن الحقد والضغينة فنسير فيه مع المسيح درب الجلجلة ونحن نسيرها منذ عشرات السنين، في الواقع، كي نبلغ معه في نهاية هذا الأسبوع، إلى القيامة والإنتصار على الموت، ويصبح بإمكاننا القول مع بولس الرسول: "أين شوكتك يا موت، وأين ظفرك يا جحيم... فالحمد لله الذي آتانا الظفر على يد ربّنا يسوع المسيح"، فلنبقى راسخين ثابتين، مواصلين تقدّمنا في عمل الربّ، عالمين أن جهدنا في الربّ لا يذهب سدى". 
بعد القداس اقيم زياح الشعانين في الباحة الخارجية للكنيسة مرورا بشارع عزمي، بمشاركة الاطفال الذين رفعا على الاكتاف حاملين الشمةع واغصان الزيتون بمواكبة مجموعة من التراتيل الدينية. 

هل حقا قام المسيح؟/ أنطوني ولسن

تحتفل الكنائس المسيحية هذا الأسبوع بأسبوع الألام ، لأنه الأسبوع الأخير من وجود الرب يسوع على الأرض بين الناس ويسير في طريق الجلجثة حيث تم صلبه
أمام من وقف منهم وقت المحاكمة وصرخوا أمام الحاكم الروماني طالبين صلبه والأفراج عن برابس .
هذا الحدث الجليل دائما وأبدا يشدني ويستوقفني عند الصليب وأسأل " هل حقا صُلب المسيح ؟ يليه سؤال آخر " هل حقا قام المسيح ؟ وأترك لنفسي عنان التفكير وإيجاد الأجابات لتساؤلاتي ، وتساؤلات الغير .
سأبدأ بعدم مناقشة أي عقيدة أو دين حول صلب وقيامة الرب يسوع المسيح . إنما أقدم حوارا شخصيا بيني وبين نفسي حول حقيقة قيام الرب يسوع المسيح متسائلا هل حقا قام المسيح ؟
كأنسان عادي أرفض فكرة أو نظرية الصلب . بل أرفض أصلا الميلاد الألهي . وأرفض أيضا الأله المتجسد أو الأله الأنسان . لأنني أؤمن وأعتقد بأن الخلق لا بد وأن تتواجد له عوامل مادية لأتمامه . وما من مخلوق على الأرض إنسانا كان أو حيوانا أو طائرا إلا وتمت لخلقه عملية المادة الجسدية . أي لابد وأن يتواجد عنصرا الخلق ، الذكر والأنثى  ، ومن العوامل الجسدية يتم التلقيح ثم الحمل وبعدها الولادة .
ميلاد الرب يسوع المسيح قد تم بوجود عنصر واحد جسدي مادي ملموس  ومعروف ، ألا وهو جسد القديسة الطاهرة المطوبة الى أبد الأبدين ودهر الداهرين العذراء مريم . اما العنصر الآخر الأساسي للأنجاب فلم يكن أبدا جسديا ملموسا يراه الناس ويتأكدون أنه هو الآب واضع إخصاب المولود . ونعرف أن روح الله القدوس قد حل عليها وحبلت منه بالمولود المسمى يسوع .
وتسألني نفسي . وهل هذا معقول أن تحبل إمرأة أي إمرأة دون توافر عنصري الحمل من ذكر وأنثى ؟ وأرد على نفسي بسؤال أطرحه عليها . من الذي أوجد الذكر والأنثى في بداية الخلق ؟ هل هما جاءا عفويا بمجرد تواجد بالصدفة بين ذكر وأنثى ؟ وإن كان ذلك كذلك من الذي دلهما على الإخصاب والإنجاب ؟ ومن أنجبهما كل على حدة قبل أن يلتقيا !.
أجد نفسي ترد عليّ قائلة :
الأنسان جاء من مادة أو عنصر آخر من البحار له شكل ثم تطور. أو أنه كان حيوانا ثم ارتقى الى أن وصل  إلى هذا الشكل المعروف والوضع الجسدي والنفسي الذي يعيش عليه الآن .
 جميل جدا أرد على نفسي قائلا جميل جدا ما تفضلتي وأجبتيني به . لكن لماذا الأنسان دون مخلوقات البحرهو الذي تطور آخذا هذا الشكل الذي نحن عليه ؟ ولماذا الأنسان دون مخلوقات البر الذي تطور من حيوان الى هذا الشكل الذي نحن عليه ؟ لماذا لم يتطور الدرفيل ، والحوت أو سمك القرش إلى شكل آخر ولو قريب الى هيئة وشكل الأنسان ؟ ولماذا لم يتطور الأسد أقوى الحيوانات أو الفيل أذكاها  ، أو القرد الذي يقولون عنه انه جدنا الذي انحدرنا منه " أصل الأنسان قرد " ، وبقي كل حيوان منهم على ما هو عليه منذ أن عرف الأنسان ما يدور حوله وسماه بأسماء تنم عنه ؟ واجد انه لا إجابة . ببساطة لأن لكل مخلوق من هذه المخلوقات وجودا خاصا به يتفاعل مع الوجود الكوني الذي اوجدته قوة قادرة استطاعت ان تخلق وتوجد ما هو على الأرض وماهو في قاع البحار وما هو في السماء بسلطات عظيمة وسمى الناس هذه القوة تسميات عديدة عن طريق رسل أو مفكرين وأنبياء ، وعرف الأنسان ان هذه القوة هي الله  .
لم تجد نفسي ردا على هذا الحوار . لكنها سألتني :
 لماذا تحبل امرأة معينة من الروح القدس ؟ ولماذا يكون مولودها هو الله ولا يكون انسانا مميزا عن بقية البشر ويبقى بشرا مثلنا ؟
أقول لها يا نفسي لم تكن المرأة هذه إمرأة عادية . كانت صاحبةايمان قوي وخوف عظيم من الله . وكانت في عين الرب هي المختارة لحمل الخلاص . الخلاص الذي لا يستطيع مولود إمرأة أن يقوم به . لأنه مولود الخطيئة ، مولود معرفة الخير والشر. مولود اللعنة التي حلت على آدم وحواء يوم اكلا من تلك الشجرة المحرمة.
لذا لكل مولود امرأة نقائصه حتى ولو كان مرسلا نبيا أو رسولا من الله . ويستطيع من ضلل أول قديسين ، آدم وحواء ، أن يضلل نسلهما . فكان يجب على المخلص ان يكون أقوى من المضلل . وطريق الخلاص هو طريق الآلام الذي لا يستطيع تحمله مولود إمرأة .
ولهذا قد حل روح الله في الطاهرة البتول جسدا بيننا وصار طريق الآلام مكرزا مبشرا ومعلما . فسألتني نفسي أيضا :
لو وافقتك على التجسد الألهي ، أجد نغسي مترددة في الصلب والموت للأله !. ألا توافقني في هذا ؟ فأجبت نفسي بما جاء في الكتاب المقدس عندما تقدمت إليه إمرأة معها قارورة طيب باهظة الثمن فسكبته على رأسه وهو متكيء . عندما رأى التلاميذ ذلك إغتاظوا قائلين لماذا هذا الأتلاف !. فجاء رده عليهم " .. فأنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدي إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني " إنجيل متى 26 : 7 - 12 . هذه إشارة الى موته . كما أنه جاء في نفس الإصحاح من إنجيل متى 26 : 26 – 28 .
" وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلواهذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا  إشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " . وهنا إشارة أخرى الى الجسد والدم . إلى موت وسقك دماء . وهذا ما حدث على الصليب.
ولا تتوقف نفسي عن سؤالي ، فسألتني هذه المرة هذا السؤال :
هل فعلا مات فوق الصليب ؟ أم أنه عندما عطش بلل له مريدوه وتلاميذه قطعة قماش أو سفنجه بمخدر وعندما ادنوها من أنفه أُغميّ عليه وفقد الوعي فأدعوا أنه مات وأخذوا جسده وهربوه خارج البلاد وعاش هو وأمه الى أن ماتا كأي بشر ؟
قلت لنفسي : أيتها اللعينة ، الشك وعدم الأيمان هما آفة الأنسان وهما عنصرا موته . هل نسيتِ الأحداث والمناسبات التي كانت وقت صلبه ؟ عيون اليهود ساهرة لأنه مكتوب في إنجيل متى الأصحاح 27 : 62 – 66 " وفي الغد الذي بعد الأستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس قائلين، يا سيد قد تذكرنا ان المضلل قال وهو حي أني بعد ثلاثة أيام أقوم . فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الأموات . فتكون الضلالة الأخيرة أكثر شرا من الأولى " . 
فقال لهم بيلاطس عندكم حراس . اذهبوا واضبطوه كما تعلمون . فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر " .
فهل يا نفسي وجدتِ فيما هو مكتوب اجابة على شكك وعدم إيمانك ؟ !. من كان أكثر حرصا على التأكد من موته بعد صلبه ودفنه والسهر على قبره طيلة الثلاثة أيام التي أشار إليها هو بنفسه عنها غير اليهود ؟ وقد قرأنا ذلك واضحا . أما موته المؤكد على عود الصليب وما تبعه من علامات نجده في إنجيل متىالأصحاح 27 : 50 – 52 . فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح . وإذ حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى أسفل والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين . وفي إنجيل مرقس نجد تأكيدا لهذا الكلام في الأصحاح 15 : 27 – 29 " فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح . وأنشق حجاب الهيكل الى اثنين من فوق الى أسفل . ولما رأى قائد المئة الواقف مقابلة انه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا الأنسان ابن الله " . ونقرأ أيضا في إنجيل يوحنا الأصحاح 19 : 30 – 33 " فلما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل . ونكس رأسه وسلم الروح . ثم إذ كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيما سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا . فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه . وأما يسوع فلما جاؤوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات " .أما عن حقا قام فيا نفسي ارتاحي واهدأي وآمني . لأنه مكتوب في إنجيل لوقا الأصحاح 24 : 1 – 6 " ثم في أول الأسبوع أول الفجر آتين الى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر . فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع . وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة . وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الأرض قالا لهن . لماذا تطلبن الحي بين الأموات . ليس هو ههنا لكنه قام " .
إهدئي يا نفسي وآمني أن المسيح حقا قام من بين الأموات ووهب الحياة لمن في القبور . لأنه قال في إنجيل يوحنا الأصحاح 11 : 25 – 27 " قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة . من آمن بي ولو مات فسيحيا . وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد . أتؤمنين بهذا . قالت له نعم يا سيد قد آمنت أنك المسيح ابن الله الأتي إلى العالم " .
نعم حقا وصدقا قام المسيح
أخريستوس آنستي .. آليثوس آنستي
المسيح قام بالحقيقة قام
كـــل عـــام وأنتــم بخيــر والعــالم بخيــر وســلام وبلادنا في أمان ومحبة . أمين

العجيبة 15 من عجائب القديسة مريم


   بعد آلام وصلب ربّنا ومخلصنا يسوع المسيح بألف وخمسمئة وسبع سنوات، وفي شهر أيار بالذات، هدم زلزال عظيم معظم بيوت وحوانيت مدينتيْ "اقريطش" و"خزواكا الكبيرة" التي تدعى الآن "خانيا"، وكان خارج السوق حانوت بقربه سور رسمت عليه أيقونة العذراء مريم والدة الاله، وكان جميع عمّال الحانوت يشعلون لها الشموع ويبخرونها يومياً قبل الذهاب الى منازلهم.
   وذات ليلة تركوا في الحانوت شابين، وأقفلوا عليهما الأبواب، بغية السهر وحماية الحانوت من السرقة. وفي هذه الليلة وقع الزلزال الرهيب، فأسرع رئيس البنائين الى الحانوت لاخراج الشابين، فوجده ركاماً على الارض، فظن ان الشابين قد ماتا، فأمر بالحفر بحثاً عنهما، وبينما هم يحفرون سمعوهما يقولان بثقة تامة:
ـ نحن بألف خير لا تخافوا.
وعندما سحبوهما من تحت الركام، وجدوا أن ثيابهما لم تتغبّر، فسألوهما عن السبب، وكيف بقيا سليمين تحت أطنان من الحجارة. فقال أحدهما:
ـ عندما أحسسنا بالزلزال، ركعنا أمام أيقونة العذراء مريم ونحن نبكي، ونستنجد بها، فإذا بستر خرج من الأيقونة ولفّنا من كل جانب، وحين سقط سقف الحانوت علينا، حمانا الستر المقدس من أي ضرر. وفجأة ظهرت لنا سيدتنا وأمنا العذراء، كما هي مرسومة على السور، وقالت لنا: لا تخافوا، ولم يغب وجهها المقدس عن عيوننا إلا حين وصلتم لانقاذنا.
   وحين سمع ايرونيموس دوق "اقريطش" بما حصل، أمر ببناء كنيسة قرب سور الأيقونة العجائبية، التي ما زالت مشعة في مكانها حتى يومنا هذا، والناس يحجون اليها من كل حدب وصوب في التاسع من أيار بغية نيل بركتها، واحتفاء بتلك العجيبة، وقد أطلقوا على تلك الكنيسة اسم: سيدة السوق.
**

عيد الشعانين/ نسيم عبيد عوض

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس المسيحية على وجة الأرض كلها اليوم بأحد الشعانين , والشعانين كلمة عبرية معناها يارب خلص , ومنها أخذت كلمة أوصانا باليونانية ومعناها " خلصنا"
وأحد الشعانين هو العيد الرابع من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا( عيد البشارة-الميلاد – الظهور الإلهى- الشعانين- القيامة- الصعود- العنصرة أو عيد الروح القدس)
ودخول السيد المسيح لأورشليم اليوم حسب المشيئة والترتيب الإلهى هو نقطة تحول ويوم عظيم فى تاريخ البشرية , إنتظرته لأجيال وزمانا طويلا لذلك صرخت الجموع ( وكان تعدادهم فى أورشليم حسب قول المؤرخين ما يقرب من 3 مليون نسمة) فى إستقبال رب المجد:
- أوصانا لابن داود .. مبارك الآتى باسم الرب.. أوصانا فى الأعالى (مت21) 
- مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب ..أصانا فى الأعالى(مر11)
- مبارك الملك الآتى باسم الرب .. سلام فى السماء.. ومجد فى الأعالى.(لو19)
- أوصانا .. مبارك الآتى باسم الرب ملك إسرائيل.(يو12)
وحقا قال المرتل بروح النبوة فى مزمور 118: " هذا هو اليوم الذى صنعه الرب . نبتهج ونفرح فيه. آه يارب خلص. آه يارب انقذ. مبارك الآتى باسم الرب- وقبلها يقول – من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا."
+ حقا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب منذ قراره الإلهى ووعده الخلاصى " نسل المرأة يسحق رأس الحية. تك 3:15" ومن حبه العجيب للإنسان وبعد السقوط فى خطية التعدى يشفق على آدم وحواء ويذبح لهم ذبيحة ويصنع لهم أقمصة من جلد والبسهما..  ليستر بها خزى عريهم وخطيتهم.تك:3:  20"
+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب يوم كلم نوح وبنيه قائلا" ها أنا مقيم ميثاقى معكم ومع نسلكم من بعدكم " تك9: 8" والميثاق هو ان لا يهلك الأرض والأنسان.
+ وهو اليوم الذى صنعه الرب يوم أن قال لأبراهيم " يتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض.تك22: 18"
+ كان هذا اليوم الذى صنعه الرب يوم يقول يعقوب أبى الآباء بروح النبوة لإبنه يهوذا"  لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع الشعوب. رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن أتانه . غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. لخلاصك إنتظرت يارب. " تك49: 10-11"
+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب :
يوم كلم الرب موسى وهرون فى أرض مصر قائلا: كلما جماعة إسرائيل قائلين فى العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت . تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة. ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل فى العشية. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا فى البيوت التى يأكلونه فيها. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة الهلاك."خر 12"
وكما يقول معلمنا بولس الرسول" هكذا نحن أيضا لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من إمرأة مولودا تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."
غل4: 3و4"
وفى إنجيل قداس اليوم "يو12" ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا (أى 9نيسان) وفى الغد 10 نيسان دخل يسوع أرشليم من باب الضأن.
هكذا دخل الحمل الذى يرفع خطية العالم .. دخل أروشليم ليكون تحت الحفظ لحين الذبح على الصليب بين العشائين . كان خروف الفصح محفوظا ليوم 14 نيسان وهو الموعد المحدد لإتمام الخلاص والفداء للبشرية كلها.
وبروح النبوة على فم النبى زكريا ( 300 سنة قبل الميلاد) " إبتهجى جدا ياإبنة صهيون وإهتفى يابنت أورشليم . هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان.زك9: 9"
والعجيب أن الرب يدخل أرشليم بإحتفال الملوك ولن يخرج منها إلا وهو مذبوحا على الصليب ليتحقق الترتيب الإلهى:
"وأنا  إن إرتفعت عن الأرض اجذب الى الجميع.يو12: 32" " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 14و15"
" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. " يو3: 16"
ودخول الرب اليوم أورشليم محاطا بموكب ملوكى ممجدا أراد أن يرفع عن ملكوته الحجاب الذى أخفاه فى حياته , وأن يعلن أنه المسيح الملك الروحى الذى يجئ لخاصته (اليهود)
_ ملكا على مستوى روحانى لا مادى _ على مستوى سماوى لا أرضى. – على طراز أبدى لا زمنى.
وفى هذا اليوم يكون قد أكمل الرب يسوع كل أعمال النبوات _ قبل الصليب- فى حياته على الأرض , ويمكث مع التلاميذ فترة حفظ الخروف ويعطيهم التعليمات والوصايا( إنجيل يوحنا ألإصحاحات من 13إلى 16 ) ثم بعد ذلك يقول للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته."يو17: 4" – الكلام الذى أعطيتنى قد أعطيتهم وهم قبلوا. "  وعلموا يقينا إنى خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتنى.يو17: 8"
وفى حياة الله الظاهر فى الجسد على الأرض أظهر للعالم أنه كاملا فى لاهوته وكاملا فى ناسوته كإيماننا الأقدس أن لا هوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.
أولا: أعطانا من قدراته اللاهوتية:
1-    بالمعجزات والآيات التى صنعها وقد رتبها القديس يوحنا اللاهوتى ( بعض منها) فى 7 آيات:   
1-   معجزة تحويل الماء إلى خمر (يو2) وكقول الكتاب " هذه بداءة الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه. "11"
2- شفاء ابن خادم الملك ( بالكلمه) قال له يسوع إذهب ابنك حى . فآمن الرجل بالكلمة التى قالها يسوع .. وهو فى الأصل قال لرب المجد "قل كلمة" (يو4)
3- شفاء مشلول بركة حسدا (يو5) بعد 38 سنة أى قبل ميلاد الرب بالجسد.. قال له يسوع أتريد أن تبرأ..  قم إحمل سريرك وأمش."
4- إشباع الجموع من خمسة خبزات وسمكتين (يو6) ليذكرهم بالمن الذى أعطاه لبنى إسرائيل لمدة أربعين سنة فى البرية, ويقول لهم ليس موس أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء."
5- السير على الماء وإنتهار الرياح والأمواج (يو6) ويقول لتلاميذه " أنا هو لا تخافوا.
6- شفاء المولود أعمى (يو9) أو خلق عينين للمولود أعمى.. ويقول أيضا" لا هذا أخطأ ولا أبواه . لكن لتظهر أعمال الله فيه. 3"
7- إقامة لعازر من الموت (يو11) بعد أن أنتن ويقول لنا " من آمن بى ولو مات فسيحيا. 25
2-أظهر للعالم إسمه : " كقوله للآب (يو17) " أنا أظهرت إسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم :
1- أنا هو   خبز الحياة" (يو6) إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.
2-أنا هو     نور العالم.(يو8)  من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة.
3- أنا هو   الباب (يو10) إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.
4- أنا  هو   الراعى الصالح (يو10) والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف.
5- أنا هو   القيامة والحياة (يو11) وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد. 26"
6- أنا هو   الطريق والحق والحياة.(يو14) ليس أحد يأتى إلى ألآب إلا بى6"
7- أنا هو   الكرمة الحقيقية وأبى الكرام )يو15) وأنتم الأغصان.
( فلما قال لهم انى .. أنا هو .. رجعوا وسقطوا على الأرض." يو12: 6" )
ثانيا: عاش الرب بكمال ناسوته ومر بجميع المشاعر والأحاسيس الإنسانية ماعدا الخطية:
1-   تعب.. كقول الكتاب فى يو4 " فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. 6. تعب الذى يقول عنه الكتاب " الذى لا يعيا"
2- عطش.. (يو4) فقال لها يسوع أعطينى لأشرب .. وعلى الصليب يقول أنا عطشان .. عطش الذى هو ينبوع الحياة .." بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية" 14"
3- جاع.. (مر11) وفى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع فنظر شجرة تين من بعيد .. جاع الذى يقول عنه الكتاب يفتح كفية فيشبع كل حى من رضاه .
4- غضب (مر3) فنظر حوله إليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم .. وهو الذى يعلمنا ان نكون ودعاء " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب.
5- تهلل.. ( لو10) وفى تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والارض .. 21"
6- حزن.. (مت 26) فقال لهم : نفسى حزينة حتى الموت" 38"
7- أحب .. " وقالوا عن لعازر أنظروا كيف كان يحبه (يو11).. وعن التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه(يو20)
8-   بكى.. وبكى يسوع.(يو11) " وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها.(لو19)
 هذا هو الذى يدخل أرشليم اليوم راكبا على جحش وتقابله الجموع بزعف النخيل وأغصان الزيتون مهللين فرحين بملك إسرائيل .. ثم بعد أيام قليلة يصرخون لبيلاطس أصلبه أصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا.. وكما يقول الكتاب " الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين . كيف لا يهبنا أيضا معه كل شئ." رو8: 32"
هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه. الحجر الذى رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية . من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا. ولإلهنا المجد الدائم. آمين.  

العجيبة 14 من عجائب القديسة مريم

    حدث في أيام الملك تاودوسيوس الكبير في مدينة القسطنطينية أن رجلاً غنياً جداً، وفاضلاً في سيرته منذ صباه، جارت عليه الأيام، وضربه الفقر عند كبره وشيخوخته، وكان له ابن وحيد اسمه تاوفيلوس، فقال له ذات يوم:
ـ ها أنا كما تراني يا بني، قد ساءت أحوالي المادية، ولم يعد بإمكاني أن أطعمك وأطعم نفسي، لذلك أرجوك أن تنفّذ ما سأطلبه منك دون ممانعة، فتحصل على الملكوت السماوي بسبب طاعتك لي.
فقال له ابنه متعجباً:
ـ قل لي يا ابي ماذا ستريد، وأنا طوع بنانك، سأنفذ كل ما تأمرني به.
فقال الوالد:
ـ ابراهيم أبو الآباء كان له ابناً وحيداً، أراد أن يقدمه ذبيحة للرب، فلم يلتفت ابنه اسحق الى الوراء بل سار خلف والده وهو يحمل الحطب بفرح وشوق. وغيره الكثير ممن أطاعوا آباءهم. هكذا أريدك أن تفعل، وأن تسمع وصيتي، وتقبل بأن أجعلك عبداً لي وليس ابناً، لأبيعك وأقتات بثمنك طوال شيخوختي.. لأنني أربأ بنفسي أن أدور من حي الى حي كالفقراء والبائسين من أجل أن أطلب الصدقة، والله رحوم يا بني، سيجعلك أعلى مقاماً وأرفع شأناً من أجل طاعتك لي وإحسانك عليّ. ولكن لي وصية ثانية أحب أن تحفظها الى ساعة موتك، فإن أرسلك سيدك، الذي سأبيعك اليه، بخدمة ما، أن لا تفعلها قبل أن تزور الكنيسة وتحضر القداس، وأن تكرّم السيدة العذراء دائماً وأبداً، وتأكد من أن الله سيسدد خطاك وينقذك من تهم باطلة.
فأجابه ابنه:
ـ اصنع يا أبي ما تريد.. وأنا تحت أمرك.
   وفي اليوم التالي باع ابنه لرجل من أهل البلاط الملكي اسمه قسطنطين، فأحب الشاب كثيراً لكثرة طاعته وتفانيه في خدمته، أضف الى ذلك عفته وتواضعه، ومعرفته القراءة والكتابة. وكان يأخذه معه أنّى ذهب.
   وذات يوم خرج سيده بزيارة الى قصر الملك دون أن يأخذ شيئاً هاماً للملك، كان قد نسيه في بيته، فأرسل عبده الأمين للإتيان به بأقصى سرعة ممكنة، وعندما دخل المسكين بيت سيده، وجد زوجته تمارس الفحشاء مع عبد آخر، ومع ذلك لم يهتم للأمر، لأنه كان على عجلة من أمره، كي يلحق بسيده.
   ولكن الشيطان أبى إلا أن يوقع به، فقررت الزوجة أن تتهمه بالتحرش بها جنسياً، وعند المساء همست في أذن زوجها عبارة أغضبته جداً:
ـ عبدك الجديد، حاول أن يندس في سريري، ويفسق بي، لولا صراخي ومساعدة عبدك الأمين هذا. وأدلت على عشيقها.
   فقرر التخلص منه حالاً، فاجتمع مع وزير المدينة، وقال له:
ـ غداً، سأرسل لك عبدي، فاقطع رأسه، وضعه في قطعة قماش واختمها، وارسله لي.
   فرفض الوزير تنفيذ طلبه، قبل أن يأتيه بثلاثة شهود، يشهدون أمامه أن ذلك العبد حاول ممارسة الفحشاء مع زوجته. فجاءه بالشهود الذين أقسموا انهم شاهدوا العبد يحاول اغتصاب سيدته. عندئذ رضي الوزير بتنفيذ عملية القتل.
   وعند صياح الديك، نادى السيد عبده الأمين، وأمره بأن يذهب الى الوزير ويقول له: سيدي يهديك سلامه.
   وبينما هو ذاهب الى موته، مر بكنيسة السيدة العذراء، عملاً بوصية والده، فحضر القداس، وتناول القربان المقدّس، وطلب من أم الاله أن تحفظه من أي ضرر. 
   في هذه الأثناء، كان العبد النجس، عشيق الزوجة، يترقب وصول رأس العبد الأمين، ولما تأخر وصوله، طلب من سيده أن يذهب بنفسه الى قصر الوزير للاستفسار عن سبب التأخير، فقال له: اذهب. وما أن سمع كلمة "إذهب" حتى ركض بسرعة هائلة، وكأنه يسابق الخيل، وعندما وصل الى القصر، دخل ليسلم على الوزير، فما كان من السيّاف إلا أن قطع رأسه بالسيف، وبينما هو يلفّه بقطعة من القماش، دخل العبد الأمين، فأعطاه الوزير "الهدية" مختومة، ليأخذها لسيده، دون أن يعرف ما بداخلها.
   وحين رجع الى بيت سيده سلّمه الهدية، ففكّ ختمها، فإذا بداخلها رأس العبد الفاسق. وحين شاهدت زوجته ما حدث لعشيقها، ارتعدت بشدة، وأصابها ذهول شديد، وخافت من غضب الله عليها، وراحت تبكي وتقول:
ـ أنا الشقية يا سيدي، أنا السبب في موت هذا العبد، الذي كنت أخونك معه لسنوات طويلة، دون أن تشعر بذلك، وعندما رآنا عبدك الجديد نزني معاً، خفت أن يفضحني أمامك، فألبسته تهمة باطلة، وها هو الله ينقذه من الموت، ليقتص من الفاعل الحقيقي. أرجوك سامحني واغفر خطيئتي.
   لم يصدق السيّد ما حصل، فطلب من عبده الأمين أن يخبره قصته كاملة دون نقصان، من هو؟ فأخبره أنه ابن حسب ونسب، وأن أباه باعه كي لا يمد يده ويستعطي الناس، وأنه أوصاه أن يزور الكنيسة قبل أن يقضي أية حاجة يأمره باتمامها، وهذا ما أنقذه من الموت.
   وما أن انتهى من سرد قصته، حتى قرر السيد أن يتخذه ابناً وليس عبداً، وأمر له بالميراث كاملاً.
**

كنت أعمى والآن أبصر/ نسيم عبيد عوض

معجزة تفتيح عينى المولود أعمى وردت فقط فى انجيل القديس يوحنا الإنجيلى ‘ وتضمنها الإصحاح التاسع ‘ وقبل الدخول فى تأمل أحداث ومعانى هذا الحدث ‘ نعود لإصحاح 8 لنرى مقدمة لإصحاح 9‘ فبعد ماحدث للمرأة الممسوكة وهى تزنى فى ذات الفعل وقول الرب لها ولا أنا أدينك أذهبى ولا تخطئي أيضا. قال الرب " ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا: أنا هو نور العالم .من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة .بل يكون له نور الحياة.فقالوا له من أنت؟ فقال لهم يسوع أنا من البدأ ما أكلمكم أيضا به." يو8: 12و25‘ وايضا إمتلأت نبوات العهد القديم الكثير عن هذه المعجزة : إشعياء :  - 29: 18"ويسمع فى ذلك اليوم الصم اقوال السفر .وتنظر من القتام والظلمة عيون العمى. " – 35: 5" هو يأتى ويخلصكم . حينئذ تنفتح عيون العمى وآذان الصم تتفتح."  - 42: 6."أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم." 7." لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين فى الظلمة."  - ومز146: 8 "الرب يفتح أعين العمى."

زمن هذه الآية: وبناء على ماورد بالإصحاحين التاسع والعاشر هو زمن عيد التجديد فى أورشليم ‘أو عيد الأنوار ولمدة 7 أيام الإحتفال تنار كل أنوار الهيكل وكل أورشليم لأنه عيد الأنوار‘ وهو ذكرى تجديد المذبح والهيكل ‘وذكرى إنتصارات المكابيين لمدة 3 سنوات (167-164 ق.م.) فقد طرد يهوذا المكابى السوريين الذين نجسوا مذبح المحرقة وأقاموا صنم بعل(شاميم) فى الهيكل ‘ والمعتبر رجسة الخراب التى وردت فى نبوة دانيال النبى (9: 27) ‘وقد بنى المكابى بعد إنتصاره المذبح من جديد وتم تدشين الهيكل حسب الطقوس ‘ وصار يعيد كل سنة تذكارا لذلك . وكان قد مضى حوالى 3 سنوات على خدمة الرب ‘ والذى كان  خلالها يجول يصنع خيرا كما قال معلمنا بطرس فى أعمال 10: 38. وكان رمزا جميلا وله معانى رائعه ان تنفتح عينى المولود أعمى فيرى هذه الأنوار.

ويقرأ هذا الإنجيل فى ألأحد السادس من الصوم الكبير أو احد التناصير (المعمودية) بكونها إستنارة للبصيرة الداخلية ولإمتلاء المعمد بنور الله ‘ويقرأ نفس الفصل فى الأحد الرابع من شهر طوبة بعد عيد الغطاس لإرتباطه أيضا بالعماد ‘  وقد بدأ الفصل " وفيما هو مجتاز رأى انسانا أعمى منذ ولادته."  وهو الذى رأى بدون رأى أحد وبدون أن يسأله احد لشفاء الأعمى ‘ وتحقيقا لنبوات الكتاب:  "أصغيت الى الذين لم يسألوا.وجدت من الذين لم يطلبوننى .قلت ها أنذا لأمة لم تسمى باسمى."اش65: 1‘ وفسرها القديس يوحنا ذهبى الفم " انه هو الذى رأى الأعمى ولم يأت الأعمى إليه." وكذلك القديس أغسطينوس" هذا الأعمى هو الجنس البشرى .لأن هذا الأعمى وجد له موضعا فى الإنسان الأول بالخطية . عدم الإيمان هو العمى ‘والإيمان استنارة ‘ فان كان الشر قد وجد له جذور فينا ‘ فان الإنسان ولد أعمى ذهنيا ويحتاج الى أحد يقوده وينير طريقه." وفى القداس الغريغورى يقول " وهبت النظر للعميان." ‘وفى الكيرلسى" يامن فتح أعين العميان إفتح عيون قلوبنا‘  وفى سفر الخروج يقول الرب لموسى " من صنع للإنسان فما أو من يصنع أخرس أو أصم أو أعمى .أما هو أنا الرب." خر4: 10و11‘ ويقرر أيوب هذه الحقيقة" روح الله صنعنى ونسمة القديرأحيتنى .." أي33: 4.

ان الرب يجتاز فى وسط شعبه دائما وكما يقول الوحى الإلهى " فى كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم بمحبته ورأفته."اش63: 9‘ وكما يقول المرتل" ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم." مز34: 7 ‘ وأيضا" كثيرة هى بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب." مز34: 19.  وقد رد الرب على سؤال التلاميذ من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى حسب إعتقاد اليهود بأن سبب أمراض الإنسان هو خطاياه ‘ وقد تورث من الآباء ‘ ولكن الرب قد أجاب على هذه التساؤلات فى سفر حزقيال النبى عندما قال" الابن لا يحمل من إثم الأب . والأب لا يحمل من إثم الإبن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ‘ ولكن هناك أصول طبيعية ترتبت عليها دخول الخطية فى البشر وبالتالى الأمراض ‘ مثال ذلك أ-فقد الإنسان لوضعه الروحى وعشرته مع الله فأصبح فريسه لكل الشرور. ب- عوامل الزمن. ج- عوامل البحث عن المعيشة وما يستلزمه من تعب وجهد.  د- عوامل كونية (زلازل وسيول وغيرها من ثورات الطبيعة). هه- وهناك أنواع امراض يجرها الإنسان على نفسه وعلى غيره ويتحمل عواقبها مثل أكلات ومشاريب معينة وتعاطى مايضره ‘ وهناك العلاقات الشاذه جنسيا التى تسبب أمراضا وغيرها. 

" أجاب يسوع : لا هذا أخطأ ولا أبواه . لكن لتظهر أعمال الله فيه." مثلما قال تماما فى مرض لعازر وموته" هذا المرض ليس للموت.بل لأجل مجد الله .ليتمجد ابن الله به." يو11: 4‘ والذى يقصده الرب أنه من حكمة الله التى سمحت بولادة هذا الإنسان أعمى ‘ لكى تظهر قوة الله ليستنير جسديا ونفسيا وروحيا ‘ ويكون شفائه سببا فى خلاص كثيرين‘ فحكمة الله التى سمحت بحصول العمى لتكون الرحمة فى شفاءه هى العلة فى ظهور أعمال الله فيه‘ كما يقول القديس أغسطينوس " المسيح هو المخلص وبعمل الرحمة صنع مالم يصنعه فى الرحم".

" مادمت فى العالم فأنا نور العالم." يتحدث الرب عن كونه فى العالم بالجسد ‘ لأنه هو الذى قال" ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر."مت28: 20‘ وهاكذا النبوة" وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم لتفتح عيون العمى .." اش42: 6‘ وعند خروج بنى اسرائيل من مصر كان الرب يسير أمامهم نهارا فى عامود سحاب ليهديهم فى الطريق وليلا فى عامود نار ليضيئ لهم لكى يمشوا نهارا وليلا."خر13: 21 ‘ونحن المؤمنين علاقتنا أقوى بالنور لأنه هو نور حياتنا "من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل تكون له نور الحياة." يو8: 12 ‘ "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس."يو1: 4‘ ونحن عند خروجنا من جرن المعمودية نصير أبناء النور كقول القديس بطرس يوم الخمسين" توبوا وليعتمد كل واحد  منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس." أع2: 28‘ وهو نفسه قول الرب " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله." يو3: 5‘ وقد أصبحنا ابناء النور بقول الرب " مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور." يو12: 36 ‘ وهكذا أصبحنا هيكل لله وروح الله يسكن فينا(1كو3: 16).

تفتيح عينى المولود أعمى بتفل الطين لها سابقة فى حالة الأصم الأعقد ..أخذه من بين الجمع على ناصية ووضع أصابعه فى أذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع عينيه نحو السماء وقال إنفثأ أى انفتح وللوقت انفتحت آذانه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما (مر7: 33‘ وأيضا اعمى بيت صيدا " فأخذ بيد الأعمى وأخرجه الى خارج القرية وتفل فى عينيه ووضع يديه عليه .." مر8: 22‘ ولكن نحن هنا امام عملية خلق عضو ناقص فى جسم الإنسان ‘ الذى جبله الرب على صورته ومثاله واستخدم طين الأرض كما ورد فى تك 2: 7" وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصار نفسا حية." وكقول اشعياء النبى" والآن يارب أنت أبونا ونحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك." اش64: 8.

والله هنا يعطينا الدرس : 1- أنه يتمم عمله حسب فكره الإلهى وليس حسب رغبات ووسائل البشر. 2- أن مايشغله هو ان يهب للأعمى البصر بعينيه والبصيرة لقلبه وروحه. 3- لم ينتظر حتى يعبر السبت لكى يعلمنا الا نؤجل عمل الخير للغير. 4- ونحن نتعلم ان نعمته وبركته هو سر القوة. فهنا الإغتسال فى بركة سلوام له معنى بأن الإغتسال بالمياه المقدسة هو المعمودية ‘ والمعمودية فى العهد الجديد بالماء والروح ‘ وهو فعل الميلاد الجديد ‘ واسمها الروحى أو السرائرى هو الإستنارة فالمعمودية هى سر الإستنارة .

عندما سال الفريسيون الرجل الذى كان أعمى عن كيف انفتحت عيناه  قال شيئا واحدا كل ما أعرفه اننى كنت أعمى والآن أبصر ‘ ولكن فعل الإستنارة فيه كانت واضحه فى تعريفه لمخلصه ‘ فقال " إنسان يقال له يسوع (المخلص) ‘ وقال عنه أنه "نبى" عندما سألوه ماذا تقول أنت من حيث فتح عينيك؟ ‘ وقال عنه أيضا " منذ الدهر لم يسمع أن أحد فتح عينى مولود أعمى ‘ لو لم يكن هذا من الله لا يقدر أن يفعل شيئا."  وعندما تقابل وجها لوجه بيسوع المسيح الذى سأله أتؤمن بابن الله .أجاب ذاك وقال من هو ياسيد حتى أؤمن . فقال له يسوع قد رأيته والذى يتكلم معك هو  هو." فقال أؤمن ياسيد وسجد له."

وكما قال الرجل كنت أعمى والآن أبصر ‘ كذلك نحن كنا فى الظلمة وبالإيمان نبصر النور ونستنير بالميلاد الجديد بالماء والروح الذى يعطينا عربون الحياة الأبدية ونهارا أبديا.

انتخاب رئيس غير مسلم على المسلمين جائز شرعاً/ الشيخ د مصطفى راشد

                       
وردَ إلى موقعنا على الإنترنت سؤال من الأستاذ \عمرو موسى     يسأل فية عن حكم الشرع الإسلامى فى ولاية غير المسلم على المسلم مثل انتخاب رئيس من أهل البلد غير مسلم على المسلمين ، وهل تقع حرمة على من يصوت من المسلمين لغير المسلم  حتى لو كان الأقدر والأكفأ ؟  
وللإجابة على هذا السؤال : - 
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد  
فقضية ولاية غير المسلم على المسلم قد تكلم فيها العديد من  رجال الدين ،وكان الرابط بين الغالبية منهم،  هو الأخذ بظاهر النصوص القرآنية التى تتكلم عن الولاية مثل قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا  تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النساء 144 .                                               
دون النظر لمقاصد الشريعة الكلية من خلال مجمل الشريعة ، دون إجتزاء لجزء بغية  الوصول لما تميل له نفسه  ، فوجدنا الكثير منهم يحرم ولاية غير المسلم على المسلم مستنداً للنصوص القرءانية التى تتكلم عن الولاية ، دون أن يدركوا أن الولاية المقصودة بالآيات هى الولاية الدينية مثل الصلاة وسائر العبادات  ولا تقصد أبداً إلى الولاية فى الحكم والمعاملات الدنيوية  --  وإلا لماذا أمر الرسول (ع) الصحابة بالهجرة مرتين  للحبشة ، كانت أولها فى  السنة الخامسة من البعثة ، ليعيشوا تحت ولاية حاكم نصرانى مسيحى ، وهو الملك النجاشى الذى قال عنه الرسول أنه حاكم لا يُظلم عنده أحد ( فهل كان الرسول  - حاشا له - لا يدرك ما أدركه هؤلاء الجهابذة دعاة التحريم ،  أم أن فّــهم هؤلاء للآيات كان أفضل من فهم الرسول (ع) !!!! 
وكلنا يعلم كيف لاقى المسلمون  أفضل الرعاية تحت ولاية الحاكم غير المسلم النجاشى ملك الحبشة -- فكان عدد المهاجرين إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثلاثا وثمانين شخصا، من كبار صحابة الرسول . وقد أرسل كفار قريش بعثة إلى نجاشي الحبشة، تحمل الهدايا الثمينة لرشوته ورشوة حاشيته، كي يتخلى عنهم ويسلمهم لقريش ، لكن الحاكم المسيحى العادل ، لم تأخذه الرشوة والهدايا ورفض تسليمهم  وأعلن حمايتهم ، وهكذا، فشل كفار قريش في مسعاهم،لأعادة المهاجرين إلى مكة ، بسبب  عدل وحكمة  ولاية حاكم غير مسلم على المسلمين  ، وقد ظل المسلمون بالحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة أى لمدة 15 عام تحت ولاية حاكم غير مسلم بأمر من الرسول (ع) . 
كما أن من قال بتحريم ولاية غير المسلم على المسلم   إستناداً إلى إجماع الفقهاء – --- نقول له هذا كلام غير صحيح ولم يحدث ، لأنه لم يجتمع الفقهاء فى أى عصر ليقرروا ذلك أى لا يوجد إجماع من الفقهاء على التحريم  بل هو رأى الغالبية وهو رأى بشرى ولا يملك أحد غلق باب الإجتهاد للتصحيح والتجديد .
لذا نحن نفتى بقلب مطمئن صادق مع النفس أمام الله -- بأن ولاية غير المسلم على المسلمين جائزة شرعاً ، طالما كان هو الأفضل وأجمع على إختياره الشعب ، لأنه من غير المعقول أن يكون مقصد الشارع الألهى  تفضيل حاكم مسلم حتى لو كان ظالماً ، على حاكم غير مسلم حتى لو كان عادلاً ، لمجرد أن الظالم مسلم  يحمل ورقة تقول أنه مسلم ( حاشا لله )  
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة  العالمية  لحقوق الإنسان    
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699