لا تضطرب قلوبكم/ نسيم عبيد عوض

" لا تضطرب قلوبكم " وصية قالها السيد المسيح لتلاميذه فى اواخر أيامه على الأرض وقبل الصلب ‘ وعلى الصليب وقد أكمل كل شيئ قال بفمه الطاهر "قد أكمل" ‘ فقد دفع الدين عنا كقول معلمنا بولس الرسول " اذا لا شيئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح."رو8: 1‘ أيضا دفن الموت بموته كقول الكتاب" تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة..اين شوكتك ياموت..أين غلبتك ياهاوية ."1كو15: 16‘ وأظهر القيامة بقيامته .." ان كان لنا فى هذه الحياة فقط رجاء فى المسيح فإننا أشقى جميع الناس‘ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين."1كو15: 21 ‘ ليؤكد لنا رجاءنا فيه والقاعدة الإيمانية التى قالها لمرثا" أنا هو القيامة والحياة .من آمن بى ولو مات فيسحيا . وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد. يو11: 25و26. 

وعندما قدم لنا نفسه حيا من الأموات:     1- أعطانا ذاته خبزا حيا.. ‘ وأقر هذه الحقيقة الإيمانية لنا" أنا هو الخبز الحي الذى نزل من السماء ‘إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد ."يو6:.51‘ وقبلها قال " فقال لهم يسوع انا هوخبز الحياة .من أقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا."يو6: 34.      2- ودمه الكريم ..حسب قوله للمرأة السامرية" ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش الى الأبد . بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية." يو4: 14‘ وأيضا " من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة ابدية وانا أقيمة فى اليوم الأخير." يو6: 54.  3- أعطانا نور الحياة الجديدة ومنحنا ان نكون نورا للعالم " مادام لكم النور .آمنوا بالنور. لتصيروا أبناء النور."يو12: 36. وفى فصل البشارة من إنجيل معلمنا يوحنا البشير إصحاح 14 ‘ والذى يقرأ يوم الأحد الخامس من الخمسين المقدسة ‘ يقدم لنا رب المجد ثلاث حقائق إيمانية :    1- العالم يمضى وكل شيئ معه وليس لنا فيه إقامة دائمة.      2- منزلنا الحقيقى فى السماء مع المسيح.      3- بطريق واحد وهو إبن الله.

والرب قبل صعوده للسماوات قال لنا "لا تضطرب قلوبكم" والإضطراب معروف فى علم النفس انه حالة فكرية تأتى للإنسان بسبب الخوف من المجهول أو بسبب الحزن الشديد أو الشك الكثير‘ وعكسه تماما الإطمئنان الذى هو السلام وهدوء النفس ‘ والإضطراب الذى يقصده الرب هنا هو الذى يتملك الانسان إذا تخلخلت رباطات الإيمان بالله ‘ وبإبن الله ‘ وهذا هو الذى حدث للقديس بطرس (مت 14: 30-31 )..فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتى الى يسوع . ولكن لما رأى الريح شديدة خاف..وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا..يارب نجنى.. فقال له الرب بعد أن أمسك بيده ونجاه" ياقليل الايمان لماذا شككت." ‘ فالإيمان بالله هو الثبات فى الحق الذى هو الله ‘ فالذى يؤمن بالله يثبت فيه ولا يتطرق اليه أى شك أو إضطراب لأنه كما قالت نبوة إشعياء " فالله هو صخرة الدهور." اش26: 4.

وعكس ذلك تماما هى خطة الشيطان الدائمة تصيبك بالإضطراب القلبى ليبعدك عن الله وطريقه بوسائل كثيرة:

   1- بالشك ..يشكك فى كلمة الله وصلاحيتها.     2- يفحمك بالإحباط ليجعلك تعيش مشاكلك الشخصية بإستمرار فلا تنظر نحو الله.      3- بالتضليل ..يجعل الأشياء المضلة جذابة فى الأعين حتى تشتهيها أكثر من التى تقربك من الله.  وفى هذا سأل إرميا النبى قديما: " أبر أنت من أن أخاصمك ‘لكن أكلمك من جهة أحكامك‘ لماذا تنجح طريق الأشرار؟ إطمأن كل الغادرين غدرا." إر12: 1‘ وبعدما عرف أرميا الحقيقة وقالها" عرفت يارب أنه ليس للإنسان طريقه .ليس لإنسان يمشى أن يهدى خطواته."إر10: 23.       4- الهزيمة ..الشيطان يجعل الإنسان يشعر دائما بالفشل حتى لا تفكر أو محاولة التقرب من الله.             5-التأجيل ..يصيبك بالكسل ويضع حياتك كلها فى تأجيل مستمر حتى لا تنجز شيئا أبدا. ولكل هذا يأتى الإضطراب والقلق النفسى.والرب يوصينا " لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." سلامى أترك لكم . سلامى أعطيكم. ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا." يو14: 27.  

ويقول الرب لنا حتى لا تضطرب قلوبنا " فى بيت أبى منازل كثيرة. والا فانى كنت قد قلت لكم.والمعنى واضح:    1- الله قادر أن يعد مكانا لأى عدد من البشر.     2- فى بيت الله مقرنا الأبدى منازل ومنزلة لكثيرين حسب رحمته.     3- رجاءنا فى رحمة الله لأن الى الأبد رحمته.     4- لأن نجما يمتاز عن النجم فى المجد فقد رتب لنا منازل حسب الأجر السماوى‘ وحسب الجهاد ‘ فهو مثلا يعطى مرتبة عظيمة فى السموات ويطوب " طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين. افرحوا وتهللوا . لأن أجركم عظيم فى السموات ." مت5: 11و12.

وقول الرب " وان مضيت واعددت لكم مكانا آتى ايضا وآخذكم إلي حيث اكون أنا تكونون انتم ايضا." يو14: 3‘ هو هنا يستعلن لاهوته :       1- أنا هو الطريق والحق والحياة.   2- ليس أحد يأتى الى أبى الا بى.       3- لو كنتم عرفتمونى لعرفتم أبى أيضا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه.      4- الذى رآنى فقد رأى الآب.       5- الآب الحال في هو يعمل الأعمال.   وما أعظم قول الرب " أنا هو الطريق والحق والحياة" وكما فسرها معلمنا بولس الرسول" لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول الى الأقداس بدم يسوع طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أى جسده." عب10: 19-20 ‘ وطريق المسيح  هو طريق الحب كقوله " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 16‘ وهو طريق التواضع والطاعة" فهو الذى أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس ‘ وأطاع حتى الموت موت الصليب." في2: 7و8‘   وهو الطريق الوحيد الى السماء بتجسده وصلبه وموته وقيامته لنا فيه الفداء ‘ طريقا كراسه لخلاص البشر. وطريقه هو وصاياه المقدسة وكقول معلمنا بطرس الرسول "جعلنا شركاء الطبيعة الإلهية " فى القداسة وروح الحق.  وأيضا بنعمته وهبنا الإيمان به وعطيته روحه القدوس فجعلنا هيكلا له وروحه القدوس يسكن فينا.

جوهر رسالة السيد المسيح تقوم على فعلين أساسيين هما :    1- استعلان الآب السماوى لنا‘ من خلال تجسده وبنوته الطبيعية للآب.."من رآنى فقد رأى الآب ..ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه "‘ وأيضا قول الكتاب " الله لم يره أحد قط ..الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر."يو1: 18.      2- حمل الرب يسوع جسدنا البشرى وصعد به للآب وذلك من خلال قوة قيامته كقول الكتاب " لأنه من عند الله خرج والى الله يمضى." يو13: 3‘  وكقول الرسول " دخل مرة واحدة الى الأقداس فوجد فداء أبديا." عب9: 12‘ وإذا قال الكتاب

" وليس بأحد غيره الخلاص .لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص." أع4: 12 . فيكون السيد المسيح هو الطريق والحق والحياة. أمين.

رعية سيدة الحارة في التبانة اختتم الشهر المريمي بقداس احتفالي

الغربة ـ فريد بو فرنسيس
لمناسبة اختتام الشهر المريمي، اقيم في كنيسة سيدة الحارة في منطقة التبانة في طرابلس، قداس احتفالي تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، عاونه النائب العام المونسنيور بطرس جبور، وخادم الرعية الخوري جورج جريج، بحضور لفيف من كهنة الابرشية. حضر القداس قائد اللواء الثاني عشر في طرابلس العميد سعيد الرز، العقيد يوسف معوض، وعدد من ضباط اللواء، مدير عام مدارس ابرشية طرابلس المارونية الخوري خالد فخر، مدير تكميلية قبة النصر الخوري عبود جبرائيل، قيم المطرانية الخوري حنا حنا، ولفيف من الكهنة، الى حشد من ابناء الرعية ومدينة طرابلس. وقد خدمت للقداس جوقة اكليريكية كرمسده.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" بكل فرح وسرور نحتفل اليوم في ختام الشهر المريمي الذي نكرم فيه امنا العذراء مريم، ليس فقط من الناحية العاطفية، بل اكثر بكثير نظرا للدور الذي لعبته من خلال اختيار الرب لها كي تكون اما للمخلص. في احد مقاطع من كتابات الرسل يقول لوقا " بان الرسل بعد صعود الرب الى السماء كانوا يجتمعون في العلية ويصلون وكان برفقتهم النساء القديسات ومريم ام يسوع لان مريم تخطى دورها كام بالجسد لليسوع بل كانت ايضا رفيقته في العمل الخلاصي". اضاف بو جوده يقول :" العذراء سمعت كلام الرب منذ ان تم تبشيرها بانها ستكون اما للمخلص، وهي اجابت ها انذا امة للرب، وكانت الرفيقة الدائمة ليسوع في حياته العلنية منذ ان بدا بشارته حيث تدخلت في قانا الجليل بعدما حول الماء الى خمر بناء على طلبها، وقد كلفها على اقدام الصليب ان تكون اما للبشرية بشخص يوحنا الحبيب".
وقال "مطلوب منا نحن كمسيحيين ان نسمع كلام الله ونكون كما ارادنا المسيح شهودا حتى اقاصي الارض، وتكريم العذراء مريم لا يقتصر على المسيحيين فقط، فعيد بشارة العذراء يحتفل به الاسلام والمسيحيين، ووجود هذه الكنيسة في هذه المنطقة، وهي اقدم كنيسة في طرابلس، هو تاكيد على هذه الحقيقة، وكما تلاحظون انه بالرغم من كل الاحداث التي مرت على هذا الحي، وهذه المنطقة، بقيت هذه الكنيسة محمية، لان العذراء هي التي حمتها، وبقيت وستبقى موجوده تاكيدا على ايماننا وعلى عيشنا المشترك".
وتابع " انتهز هذه المناسبة لاوجه كلمة تقدير وشكر الى جيشنا الباسل الذي ضحى بالكثيرين من ابنائه، في سبيل الحفاظ على الامن والسلام واعادته الى المدينة، ونامل ان يستمر هذا الامن ليس فقط في طرابلس انما في كل لبنان، بينما السياسيون يتنافسون على مصالحهم، فنرى صراعاتهم بين بعضهم البعض حتى بين الطائفة الواحدة، وحده الجيش يحمي الوطن من خلال القيم الذي تربى عليها". وختم " نصلي من اجل السلام والامان بين كل ابناء مدينتنا طرابلس، بين ابناء هذه المنطقة العزيزة، بين اهل التبانة وجبل محسن، نصلي من اجل الجيش اللبناني وسائر القوى الامنية في لبنان كي يعطيهم الرب الشجاعة كي يتابعوا مسيرة ترسيخ الامن في هذه المنطقة من لبنان".
بعد القداس اقيم كوكتيل في المناسة في ساحة الكنيسة شارك فيه جميع المومنين الحاضرين، وقد قطع قالب من الحلوى، بعدها اقيمت لقمة محبة في الباحة الخارجية للمدرسة المارونية الملاصقة للكنيسة تحدث في خلالها خادم الرعية الخوري جورج جريج فشكر الحضور على مشاركتهم وقال:" نجتمع اليوم بعد جولات الحرب التي لم توفر احدا من ابناء هذه المنطقة العزيزة على قلب الابرشية، وما بقاؤنا هذا واستمرارنا والتزامنا بالقداس الاسبوعي ولو احيانا بوجود شخص او شخصين، الا ايمانا بان الله ما وضعنا صدفة في هذه المنطقة من العالم، وعملنا يتعدى الشكليات الخارجية لنذهب الى العمق كي نرى بوضوح ان الله يريد منا ان نبقي هذا التواصل فيما بيننا لنعطي اجمل صورة عن العيش المشترك، واننا نستطيع ان نعيش سوية لا بل ان هذا العيش هو حاجة حياتية وكيانية لنساعد بعضنا بعضا على تحقيق ذواتنا، خاصة زان مدرستنا تجمع مختلف الافرقاء وتفتح امام الاهل والتلاميذة مساحة للحوار في عز ايام الحرب والتقاتل".
ثم تحدث العميد الرز فقال:" نتمنى ان تكون هذه المناسبة خطوة لازالة التشنجات واثار الحرب العبثية، منذ تسلمت قيادة اللواء في هذه المنطقة كان الوضع سيء جدا، وسالت الخوري جريج عن وضع المدرسة فقال لي سوف نكمل العام الدراسي، وهذا الكلام اعطاني زخما جديدا في امرين هما ارادة العيش المشترك والارادة على الصمود، في كل منطقة ومهما كانت الظروف صعبة فيها يكفي اهلها ان يصمدوا فيها كي يتعزز وضعهم المعيشي". وقال "كانت الحرب عبثية نامل ان تكون قد انتهت وهذه المدرسة كانت رمزا للتعايش والصمود. كان دائما عندنا امانة في اعناقنا ليس فقط المدرسة فكل انسان بريء هو امانة وهذا واجبنا ودورنا". وختم يقول:" نامل ان تعود مدينة طرابلس مدينة العلم والعلماء ومدينة للتعايش والمحبة"، وشكر المطران بو جوده على زيارته الى المنطقة "كأول شخص مسؤول يحمل صفة رسمية".

في الختام تحدث المطران بو جوده فشكر الحضور وقال :" اخص بالشكر حماة الوطن ضباط وافراد الجيش اللبناني الذين بفضلهم بدا الامن والاستقرار بالعودة الى ربوع هذه المنطقة". وقال " طرابلس عرفت منذ القدم ان المسيحيين والمسلمين يعيشون فيها بالمحبة والالفة، ويتبادلون الزيارات بين بعضهم البعض خاصة في مناطق الاصطياف المسيحية، وهو ما نعمل على ترسيخه عمليا مع سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار". في الختام سلم المطران بو جوده الى ضباط الجيش اللبناني الذين شاركوا في القداس دروعا تذكاريا حملت شعار المناسبة". 

لا يوجد حَد للرَجم فى الإسلام/ الشيخ د مصطفى راشد


وصلنا على موقعنا الإلكترونى عبر الإنترنت سؤال من الأستاذ \ عمرو خالد   ----  يقول فيه :  ماسند حد الرجم للزانى والزانية فى الإسلام شرعاً ، ومن له حق تطبيق هذا الحد    ؟   ------
نشكر الأستاذ صاحب السؤال وللإجابة علية نقول :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلباً للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد  
فعقوبة الزانى والزانية فى الإسلام قد  وردت على سبيل الحصر والدلالة القطعية  فى القرآن الكريم فى قوله تعالى فى سورة النور آية 2 (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ص ق  ولا يطبق حد الجلد إلا بعد ثبوت الزنا بأربع شهود عدول شهادة واضحة قاطعة على أنهم رأو بالعين  كالقلم في المحبرة والعود في المكحلة؟ وإلا تكون شهادة زور فيقام الحد على الشهود كما فعل الخليفة عمر وهوماورد فى كتاب السنن الكبرى ورواه علي بن زيد ،  عن  عبد الرحمن بن أبي بكرة   : أن أبا بكرة  ، وزيادا  ، ونافعا  ، وشبل بن معبد  ، كانوا في غرفة ، والمغيرة  في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ، ورفعت الستر ، فإذا المغيرة  بين رجليها فقال : بعضهم لبعض قد ابتلينا . فذكر القصة ، قال : فشهد أبو بكرة  ، ونافع  ، وشبل  ، وقال زياد   : لا أدري نكحها أم لا . فجلدهم عمر   - (ض)- إلا زيادا   . فقال أبو بكرة   - (ض)- : أليس قد جلدتموني ؟ قال : بلى . قال : فأنا أشهد بالله لقد فعل  . فأراد عمر  أن يجلده  ثانية فقال علي (ض)   : إن كانت شهادة أبي بكرة  شهادة رجلين فارجم صاحبك ، وإلا فقد جلدتموه - يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف  . وفى رواية اخرى أن عمر (ض) سأل الشهود هل رأيتم  بالعين  كالقلم في المحبرة والعود في المكحلة؟ مما يعنى إستحالة الشهادة  ----- ولا توجد آيات أخرى بالقرآن تتحدث عن رجم الزانى أو الزانية إلا أن المتشددين عاشقى الدم سَعَوٌ على مر التاريخ الإسلامى لإثبات أن آية الرجم كانت موجودة للمحصن والمحصنة  أى المتزوجين  إلا أن الله نسخها بهذه الآية ،ولأنهم يرغبون فى إيقاع حد الرجم الدموى لإشباع رغباتهم العنيفة ،  قالوا بأن آية الرجم رغم نسخها ظل حكمها سارى-- وهو كلام لايقبله عقل ولا منطق  ، فكيف يمكن تطبيق حد يذهق النفس بهذا الشكل الدموى ، لمجرد نص منسوخ لا وجود له – فى حين أن القوانين المدنية التى وضعها البشر لا تعاقب إلا على نص مكتوب ومنشور ومعلوم مسبقاً  -- أليس قولهم هذا إستخفافاً بشرع الله وتسطيحاً له ( حاشا لله ) ---- ثم أتو بأحاديث غير متواترة منقطعة السند لا تقيم حكما بهذا الحجم  ليدمغوا إستدلالهم حتى يصلوا لغرضهم الدموى ، مثل ما أخرجه  البخاري  عن  جابر  (ض):  :أن رجلاً من أسلم أتى النبي (ص) وهو في المسجد فقال: إنه قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشقه الذي أعرض فشهد على نفسه أربع شهادات فدعاه فقال هل بك جنون؟ هل أحصنت؟ قال نعم فأمر به أن يرجم بالمصلى فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدرك بالحرة فقتل 
ونلاحظ هنا النص يقول رجلاً من أسلم ولم يذكر إسمه لأن الواقعة ليس لها وجود ولكنها من إختلاق فقهاء الدم . 
1.   ايضاً حديث  أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني  قال عليه السلام: واغْدُ يا أنيس إلى    امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها، قال فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله (ص) فرجمت .          وكلنا يعلم كم الأحاديث التى وضعت تحت اسم أبى هريرة  وثبت أنها غير صحيحة ، لذا نحن نقول لمن يقول بحد الرجم ألم تقرأوا  عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه (ص) 
" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " متفق عليه. 
فيادعاة الدم:- الله برىء منكم ومن إختراع شريعة لا تتفق مع المنطق والعقل والتصرف الربانى مع خلقه وَأخْشَوْا يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
 ونحن على إستعداد لمناظرة من يجد فى نفسه الإستطاعة والعلم والمعلومة والمنطق .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة 
ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية والمنظمة  العالمية  لحقوق الإنسان    
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699  

البابا بالأردن: ندعو لحل سلمي بسوريا.. وعادل بفلسطين

العربية ـ عمان - فرانس برس
وصل البابا فرنسيس، اليوم السبت، إلى الأردن، أولى محطات رحلته إلى الأراضي المقدسة والتي ستقوده أيضا إلى بيت لحم والقدس تحت شعار الحوار بين الأديان والحركة المسكونية في منطقة تشهد اضطرابات.
وحطت طائرة البابا التابعة للخطوط الجوية الايطالية "أليتاليا" عند الساعة 12:50 بالتوقيت المحلي (9:50 بتوقيت غرينتش) في المطار، وكان الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك عبدالله الثاني للشؤون الدينية، على رأس مستقبلي الحبر الأعظم، بالإضافة إلى العديد من المسؤولين ورجال الدين.

ثم قدم طفلان يلبسان الزيّ التقليدي الأردني باقتين من زهور السوسنة السوداء، التي تعد بمثابة الوردة الوطنية للأردن، للبابا في حين اصطف حرس الشرف الأردني على مدرج المطار.
وبعد استراحة قصيرة تناول خلالها فنجان قهوة في صالة استقبال الضيوف، توجه البابا فرنسيس مباشرة إلى قصر الحسينية في عمان ليلتقي بالملك عبدالله الثاني والملكة رانيا بحضور كبار المسؤولين الأردنيين وقيادات دينية، إسلامية ومسيحية، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المملكة.
وبعد اللقاء عقد البابا والملك عبدالله الثاني مؤتمراً صحافياً، وجّه فيه البابا فرنسيس دعوة إلى إيجاد "حل سلمي للنزاع في سوريا وحل عادل للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني".
وقال البابا: "أشجع سلطات المملكة على متابعة التزامها في البحث عن السلام المرجو والدائم من اجل المنطقة بأسرها"، مضيفاً: "من هذا المنظور يصبح أمراً ضرورياً وطارئاً التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، وإلى حل عادل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني".

كما اعتبر البابا أن مسيحيي الشرق الأوسط يشعرون بأنهم مواطنون يتمتعون بمواطنة كاملة ويريدون المساهمة في بناء المجتمع مع مواطنيهم المسلمين.
من جانبه، قال الملك عبدالله في كلمته: "يجب أن نساعد سوريا على استعادة مستقبلها، ووضع نهاية لإراقة الدماء وإيجاد حل سياسي سلمي هناك".
وأضاف: "أتمنى أن نواصل العمل معاً في الأيام المقبلة لتعزيز الوفاق ومواجهة التحديات، فعندكم من حب البشرية والحكمة ما يمكن أن يساهم بشكل خاص في تخفيف أزمة اللاجئين السوريين والعبء على البلدان المضيفة المجاورة مثل الأردن".
وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، قال الملك عبدالله موجهاً كلامه للبابا: "هناك حاجة أيضاً لخطوات تتخذونها ودعم تقدمونه لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على إيجاد حل لصراعهم الطويل".
وأضاف أن "الوضع الراهن الموسوم بحرمان الفلسطينيين من العدل والخوف من الآخر ومن التغيير يحمل وصفة للدمار المتبادل، وليس الاحترام المتبادل المنشود".
وخلص: "معاً يمكننا مساعدة القادة في كلا الجانبين على اتخاذ الخطوات الشجاعة اللازمة لتحقيق السلام والعدل وتعزيز التعايش".
وسيتوجه البابا إلى استاد عمان الدولي، في وسط العاصمة، ليترأس قداسا بحضور حوالى 30 ألف شخص.

ويتوقع أن يحضر القداس الذي يستمر ساعتين وربع الساعة لاجئون مسيحيون سوريون وفلسطينيون وعراقيون. ويعقب القداس جولة للبابا بين الجماهير على متن سيارته الجيب المكشوفة.
ثم يتوجه البابا إلى "المغطس"، وهو الموقع الذي قام فيه يوحنا المعمدان بتعميد السيد المسيح على بعد 50 كلم غرب عمان، ليلتقي نحو 600 معوق ولاجئ جاء كثير منهم من سوريا والعراق المجاورتين. وستكون مناسبة للتحدث عن هجرة مسيحيي الشرق والصلاة من أجل المصالحة في سوريا وكذلك من أجل لبنان والعراق.
رابع حبر أعظم يزور الأراضي المقدسة
ورحلة البابا إلى مهد المسيحية، والتي تستمر 55 ساعة وستقوده إلى بيت لحم بالضفة الغربية والقدس، هي الرابعة لحبر أعظم يزور الأراضي المقدسة، بعد زيارة البابا بولس السادس عام 1964 والبابا يوحنا بولس الثاني عام 2006 والبابا بنديكتوس السادس عشر عام 2009.
و"هذه الرحلة محض دينية"، كما قال البابا حتى لو اعترف وزير دولة الفاتيكان بيترو بارولين بأنها ستأخذ طابعا "سياسيا" لأنها تأتي في وقت تشهد حربا بشعة في سوريا، وجمودا في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتصاعدا للتطرف في المنطقة.
وستتضمن رحلة البابا 20 محطة و14 خطابا باللغة الإيطالية، إلا أنه سيتجنب المناسبات البروتوكولية خلال زيارة ماراتونية ستجرى في إطار تعقيدات سياسية ودينية وسط تدابير أمنية مشددة لمنع تعرض هذا البابا الذي يحب الاتصال بالجماهير، لأي اعتداء. يذكر أنه لن يكون للبابا سيارة "بابا موبيل" مصفحة.
ودعماً لندائه للحوار بين الاديان، سيرافق البابا في رحلته صديقاه القديمان، حاخام مدينة بوينوس ايرس الأرجنتينية، ابراهام سكوركا، والبروفسور المسلم عمر عبود، رئيس معهد الحوار بين الأديان في العاصمة الأرجنتينية.
وحشدت السلطات الامنية في المحطات الثلاث التي يزورها البابا، الآلاف من رجال الشرطة. وقامت السلطات الإسرائيلية بإبعاد 15 يهودياً متطرفاً من الذين يمكن أن يثيروا البلبلة أثناء زيارة البابا.

بإذن من صلاح الدين يدخل البابا الأحد إلى أهم كنيسة

العربية ـ لندن - كمال قبيسي
يوم الأحد يزور البابا فرنسيس الأول "كنيسة القيامة" داخل أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، وهي الأهم للمسيحيين والأكثر قداسة، لكنه لا يدخلها إلا بعد أن يفتحوا بابها الوحيد بمفتاح أعطاه صلاح الدين الأيوبي لعائلة مسلمة حين استعاد القدس من الصليبيين قبل أكثر من 8 قرون، مرفقا بإذن منه أن يكون لها وحدها حق فتحه وإغلاقه بالمفتاح الذي يحتفظ به الآن سليل هذه العائلة، الفلسطيني أديب جواد جودة.
الكنيسة بنتها الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، بدءا من العام 325 ميلادية "على التلة التي صلبوا عندها المسيح، وفوق المغارة التي دفنوه فيها" لأنها عثرت حين زيارتها للقدس "على خشبة الصليب الذي علقوه عليه، لذلك قررت بناءها هناك" طبقا لتواترات مسيحية كتبوها عبر الزمن عن الكنيسة التي تحدثت "العربية.نت" إلى مالك مفتاحها منذ وصل إليه متناقلا كميراث عن أجداده طوال قرون.
والكنيسة هي الأكثر قداسة، لأن بناءها تم أيضا فوق المكان الذي "قام فيه المسيح من الموت وارتفع وهو حي إلى السماء" لذلك سموها كنيسة القيامة، وفيها سيقيم البابا قداسا قصيرا مساء الأحد، من ضمن جولته التي تشمل الأردن، حيث يزور "المغطس" ليلة اليوم السبت.
و"المغطس" هو موقع أردني مائي من نهر الأردن، زاره المسيح وفيه قام النبي يحيى، المعروف انجيليا باسم يوحنا المعمدان، بتعميده عبر غطس ورش رأسه بمياهه، كما فعل مع مئات قبله، وقبل أن يقطع الملك هيرودس رأسه الذي يقال إنه مدفون في قبر داخل الجامع العمري بدمشق، طبقا لتواترات كنسية أيضا.
"لا أبيعه في أي مزاد، ولو بملايين الدولارات"

كنيسة القيامة في القدس المحتلة: الباب إلى اليمين مغلق منذ صلاح الدين
والمتأمل بصورة "كنيسة القيامة" سيرى بابيها الوحيدين: الأول إلى اليمين، مغلق منذ 827 سنة بأمر من صلاح الدين الأيوبي. أما الثاني إلى اليسار، وهو بارتفاع 5 وعرض 3 أمتار، فبأمره التاريخي أيضا يتم فتحه وإغلاقه بالمفتاح الذي نراه في صورة تنشرها "العربية.نت" لأديب جودة مع فرمان من أحد الحكام العثمانيين في الماضي البعيد.
روى جودة أن صلاح الدين "خشي من عودة الصليبيين متنكرين برهبان لدخول الكنيسة الشهيرة، فأغلق أحد بابيها وأبقى الثاني للفتح والإغلاق بمفتاح حديدي سلمه عام 1187 لأجدادي من عائلة جودة، لأنهم كانوا شيوخ المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ووجد أن أفضل طريقة لحماية القدس منهم هي أن يعطي مفاتيحها للمؤتمنين عليها، وهي عائلتنا" وفق ما ذكر عبر الهاتف من بيته في المدينة المحتلة حين اتصلت به "العربية.نت" صباح اليوم السبت ليحدثها عن الكنيسة ومفتاحها.
وذكر جودة، وهو صاحب محل لبيع الملابس في القدس الشرقية ومتزوج عمره 49 وأب لثلاثة أبناء، أن المفتاح الذي أعطاه صلاح الدين لأجداده موجود لديه داخل خزنة بالبيت، لكنه مكسور "ولا أبيعه في أي مزاد، ولو بملايين الدولارات. أما المفتاح الذي أحتفظ به في الخزنة أيضا، وبه نفتح كل يوم باب الكنيسة الوحيد، فتاريخه من عام 1149 وورثته عن أبي بعد أن تنقل وراثة في عائلتنا منذ ذلك العام" كما قال.
بواب مسلم يفتح الأقفال

ويمسك أحد أفراد عائلة نسيبة بالمفتاح من يد أديب جودة، ثم يصعد السلم ليفتح قفله الأعلى
وللكنيسة بواب، هو أيضا فلسطيني مسلم من عائلة نسيبة، يأخذ المفتاح يوميا من أديب جودة في الرابعة فجرا، أو من أحد أبنائه فيما لو كان على سفر أو حال أي مانع آخر من وجوده بالقدس، ويمضي إلى الباب فيضع عنده سلما ليصعد ويفتح قفلا في أعلاه، ثم آخر أسفله، وبذلك تستقبل الكنيسة الأشهر في العالم المسيحي زوارها، وفي الثامنة مساء يفعل الشيء نفسه صعودا على السلم ونزولا لإغلاقها.
ويملك أديب جواد جودة في بيته أيضا 165 فرمانا، أو مرسوما، وصلت إليه بالورثة عن أجداده، وهي من 27 سلطانا عثمانيا حكموا القدس منذ استعادها صلاح الدين، وجميعها تؤكد حق عائلته بحراسة المفتاح "ومعترف بها من الكنائس في القدس" وفق تعبيره.
وسألت "العربية.نت" أديب جواد جودة الذي زودها بوثائق وصور عدة تؤكد كل ما ذكر، عما ستكون عليه ردة فعله إذا ما تقدم منه البابا فرنسيس حين يراه الأحد مع آخرين يستقبلونه عند باب الكنيسة، ويطلب المفتاح ليحتفظ به الفاتيكان مثلا، أو ليعطي مهمة فتح وإغلاق الباب للكنائس المعتمدة في المدينة المحتلة.
تنهد جودة وقال: "لا أعتقد أن البابا سيطلب المفتاح مني، وأنا على أي حال لا أسلمه لأحد، حتى لو طلبته الدنيا بأسرها. هذا حق تاريخي وشرفي للمسلمين يتناقلونه عبر عائلتنا منذ مئات السنين" وأكد أنه لا يتسلم أي راتب أو أتعاب عن المهمة التي يقوم بها، بل لا يريد راتباً على الإطلاق.

يهود لبنان يكسرون عزلتهم بإعادة فتح كنيس ماغن أبراهام

يعد يهود لبنان العدة للعودة إلى الضوء بعد عزلة ذاتية طالت أكثر من أربعة عقود، اختبأوا خلالها وراء هويات مزورة، ومارسوا في العلن طقوس ديانة مختلفة عن حقيقة ما ينتمون إليه من دين وما اتبعوه من عرف. فخلال بضعة أسابيع، يعيد يهود لبنان فتح كنيس "ماغن أبراهام" القائم في وسط بيروت، بعد عمليات ترميم أعادت إصلاح ما دمرته سنوات الحرب الأهلية.

ومن المخطط له أن يفتح الكنيس (وهو الكنيس الرئيس في العاصمة اللبنانية والوحيد حاليا) أبوابه على وقع صلوات يترأسها حاخام يهودي لبناني، وبحضور من بقي من أبناء الطائفة وانتظروا هذه اللحظة منذ أكثر من 40 سنة.

ووفق ما كشفت عنه مصادر يهودية لبنانية لـ”الشرق الأوسط”، ستبدأ عملية تجهيز قاعة الكنيس بالمقاعد والثريات والسجاد، على أن تكتب أسماء جميع المتبرعين لإعادة إعمار الكنيس على لوحة ستعلق على الباب الخارجي.

المصادر ذاتها أوضحت أن افتتاح الكنيس قد يعلن عنه بشكل رسمي، لكن القرار لم يحسم بعد لناحية حضور حشد كبير، نظرا للأوضاع الراهنة والتطورات في المنطقة، مرجحة أن يقتصر الافتتاح على حفل صغير يجمع عددا ضئيلا من أبناء الطائفة.

الجدير بالذكر أن يهود لبنان عاشوا قبل سنوات عديدة حياة طبيعية، شأنهم شأن بقية الطوائف اللبنانية، إلا أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب، بعد قيام إسرائيل واندلاع الحروب العربية الإسرائيلية، فباتوا خلال العقود الأربعة الأخيرة يمشون والخوف صديقهم، يتلفتون يمينا ويسارا تحسبا لأي اعتداء يعتقدون أنهم قد يتعرضون إليه.

ورغم اعتراف الدولة اللبنانية رسميا بوجودهم كطائفة يتمتع أفرادها بحقوقهم المدنية والسياسية، فهم واقعيا محرومون من الحقوق الاجتماعية فور معرفة هويتهم الحقيقية. هكذا، يصف أغلب اليهود في لبنان واقعهم كونهم أقلية يسميها الدستور اللبناني بـ”الطائفة الإسرائيلية” ويعترف بها بين الطوائف الـ18 المنصوص عليها في الدستور.

يعود وجود اليهود في لبنان إلى أيام العثمانيين (1516 – 1918م). وخلال سنوات الانتداب الفرنسي، اضطر الفرنسيون إلى الاعتراف الرسمي بوجودهم كطائفة “إسرائيلية” بتاريخ 13 مارس (آذار) 1936، بسبب تكاثرهم، إذ وصل عددهم في ذلك الوقت إلى خمسة آلاف شخص، فترجموا اسم النبي يعقوب بن إسحق من الفرنسية إلى العربية حرفيا “إزرائيل” أي “إسرائيل” وأطلقوها على الطائفة.

ويقول رئيس الطائفة الإسرائيلية في لبنان إسحق أرازي لـ”الشرق الأوسط” في لقاء معه: إننا نعاني مشكلة في التسمية نظرا لما تمثله من حساسية عند عدد كبير من اللبنانيين، ونحن نتفهم ذلك، وأردف: «حاولنا التعاون مع الوزير السابق زياد بارود عند توليه منصب وزارة الداخلية لتغيير التسمية إلى اليهودية، لكننا لم نستطع، ولا نزال نحاول حتى اليوم.

ويوضح أرازي أن جهودا تبذل لإعادة إنهاض الطائفة من جديد عبر ترميم كنيس (ماغن أبراهام)، الكنيس الوحيد المتبقي لنا الذي تعرض للتدمير خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في عقد السبعينات بحي وادي أبو جميل في وسط بيروت، الحي الذي احتضن العدد الأكبر من اليهود. ثم أوضح: لقد نجحنا بجمع التبرعات من الجالية اليهودية في الخارج، وجميعهم يهود لبنانيون (يشدد على كلمة لبنانيين)، بل إن مسيحيين ومسلمين ساهموا معنا في إعادة إعمار كنيسنا.. وساهمت حتى شركة (سوليدير) التي تتولى إدارة وسط بيروت، بنسبة خمسة في المائة، وفقا للقانون الذي ينص على مساهمة الدولة اللبنانية في ترميم المعابد والكنائس ودور العبادة.

وفي حين تثير علاقة اليهودي بدولته وانتماؤه إلى وطنه إشكالية كبرى لدى عدد من اللبنانيين، فإن أرازي يتناول بنبرة غاضبة هذه النقطة كما لو أنه يعاني مشكلة كبيرة مع نوع مماثل من الأسئلة: ليتأكد الجميع أنه لو كان انتماؤنا صهيونيا إسرائيليا لما بقينا لحظة واحدة في لبنان، نافيا أي علاقة لنا بمن أرادوا العيش على أرض فلسطين وقتل الأبرياء. وأنهى كلامه ساخرا: ماذا بإمكان طائفة من 200 شخص أن تفعل؟ ليس كل اليهود صهاينة، فهويتنا لبنانية وانتماؤنا لبناني مائة في المائة.

انفعال أرازي يقاطعه تعليق صديق يهودي كان جالسا إلى جواره، وهو رجل خمسيني طويل القامة، قال لنا: حتى الشأن السياسي لا نتعاطى معه، في ظل وجود نائب عن الأقليات لا يأبه لأحوالنا، وحالنا كحال بقية اللبنانيين. إننا نعاني مثلهم من السياسيين والمسؤولين الذين ينحصر همهم الوحيد في تعبئة جيوبهم بأموالنا. وتابع بنبرة عالية: في الماضي، كان عدد الناخبين من أبناء الطائفة أكثر من سبعة آلاف شخص، وشغل لبنانيون يهود مناصب كبيرة حتى في الشرطة اللبنانية، منهم ضابط من عائلة بصل، وكنا نصوت للنائب الراحل جوزيف شادر (وهو أرمني كاثوليكي)، وكان محبوبا لدى الطائفة، في حين أن مساهمة اليهود في الانتخابات انخفضت اليوم إلى اثنين في المائة فقط.

من ناحية أخرى، يختلف رأي سونيا، وهي سيدة يهودية ستينية، عن رأي أرازي وصديقه؛ فهي توضح لـ”الشرق الأوسط” بصراحة، حسب رأيها، أنه لا يوجد صهيوني أو يهودي، فاليهود جميعهم واحد ولا يمكنهم التنصل من هويتهم، وتابعت سونيا: حرمني أهل زوجي من أولادي بسبب ديانتي اليهودية، بعد نشوء العداوة الكبرى بين العرب واليهود، وحاربوني بشتى أدوات التعذيب النفسي.. لقد تركت عائلتي، التي اختارت الذهاب إلى إسرائيل للعيش هناك، واخترت البقاء في لبنان إلى جانب زوجي وأولادي. لكن رواسب حرب العرب مع إسرائيل لم ترحم وجودي كإنسانة.

تستعيد سونيا محطات من سنوات خلت، مستذكرة كيف كانوا في كل جلسة يقولون لي (أنت يهودية).. هل تحولت كلمة يهودية إلى شتيمة. ثم عبرت عن حبها لـ”أرض إسرائيل” التي تصفها بأنها “أرض اليهود المقدسة”، لكنها شرحت سبب رفضها المغادرة للعيش هناك بالقول: جعلوني أكره لبنان وهويتي العربية، وأصبحت أتمنى الذهاب إلى إسرائيل للعيش فيها، لكن وجود أولادي منعني من الذهاب إلى أي بلد آخر، كما أنني تقدمت في العمر، ولا أجيد اللغة العبرية.

لا تبالي سونيا بالعزلة المفروضة على الطائفة، وتنهي حديثها غير مبالية: إذا مت لا أريد أن أدفن إلا في مقبرة يهودية، وأريد أن يصلي عليّ حاخام يهودي، فالتوراة كتابي المقدس، وديانتي هي اليهودية، ولن أتنازل عن ذلك أبدا.

ثم تدافع هذه المرأة الستينية عن امرأة أخرى دخلت التاريخ كإحدى أشهر الجاسوسات الإسرائيليات في المنطقة العربية، هي شولا كوهين. تقول سونيا بسخط وغضب كبيرين: ليست بجاسوسة، إذ كانت تهرب اليهود من لبنان والبلاد العربية إلى بلدهم إسرائيل، بعد موجة الاضطهادات التي تعرضنا لها بسبب خسارة العرب في الحرب ضد إسرائيل خلال الستينات.

لُقّبت شولا كوهين (اسمها الحقيقي “شولاميت”) بـ”لؤلؤة الموساد الإسرائيلي”، وهي من مواليد القدس، لكنها تزوجت يهوديا لبنانيا من عائلة كيشيك، وانتقلت للعيش معه في حي وادي أبو جميل ببيروت عام 1936. وبدأت شولا، التي كانت تسكن في بناية الشويري الواقعة بنزلة المدرسة الأهلية في وادي أبو جميل، وتعمل في أحد المصارف اللبنانية، نشاطها لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية عام 1948، وتولت مهمة تهريب اليهود من لبنان. كذلك تولى “النادي المكابي” ومنظمة “بن تسيون” في وادي أبو جميل المهمة ذاتها، أي تهريب اليهود الآتين من سوريا بمساعدة عدد من اليهود وغير اليهود من اللبنانيين، وفق ما تؤكده تقارير عدة.

وقد تمكنت شولا كوهين من تجنيد شبكة من الجواسيس قبل اعتقالها عام 1961، وحُكم عليها بالإعدام، ولاحقا خُفِّض الحكم إلى السجن 20 سنة. وعام 1967، أطلق سراحها لقاء الإفراج عن جنود لبنانيين كان اعتقلهم الجيش الإسرائيلي قرب بلدة العديسة الحدودية بجنوب لبنان. وكان بين الأسماء التي حامت حولها شكوك بالتجسس المغنية آمال شوقي، التي كانت تعمل في الإذاعة اللبنانية، وزوجها الملحن سليم بصل، الذي صار اسمه سليم شوقي، والاثنان هاجرا إلى إسرائيل.

في المقابل، اشتهرت شخصيات يهودية كثيرة في مجالات الطب والتجارة والسلك الأمني في لبنان، فعرف الدكتور شمس الملقب بـ”طبيب الفقراء”، نظرا لاستقباله الزبائن من الطوائف كافة، وليس اليهودية فقط، مقابل أجر زهيد، وكان مقر عيادته داخل كنيس “ماغن أبراهام” إلى جانب جمعيات اليهود في وادي أبو جميل. أما المصرفي السوري – اللبناني الملياردير أدمون صفرا (حمل لاحقا الجنسية البرازيلية، وتوفي قبل سنوات في موناكو)، فقد تميز بذكائه وحنكته في مجال إدارة الأعمال، فأسس سلسلة مصارف صفرا من وسط بيروت.

أغلب اليهود في لبنان اليوم ضائعون بين هويتين؛ الأولى هويتهم اللبنانية، والثانية هوية إسرائيلية فرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين واليهود جميعا منذ لحظة إعلان دولة إسرائيل، التي أدت إلى نكبة عام 1948. منذ ذلك التاريخ، تغيرت أحوال عدد كبير من اللبنانيين اليهود الذين فضلوا الاختباء وراء ديانات أخرى، مثل إبراهيم الملقب بـ”خياط الأمراء”.

يحيط بمكتب إبراهيم، اليهودي السبعيني، آيات قرآنية معلقة على جدران المتجر، وصور تبدد تماما أي شك لدى الزائر حول هوية الرجل وديانته. يجلس إبراهيم على كرسي جلدي بني اللون، ويضع نظارات إطارها بني، وبيده يحمل عدة الخياطة التي رافقته منذ أكثر من 25 سنة؛ إبرة وخيط وبنطال يحتاج إلى ترقيع.

وبلهجة حلبية، يرحب إبراهيم بزبائنه الذين اعتادوا زيارته في كل مناسبة لشراء البدلات والقمصان من متجره، نظرا لجودة ملابسه وسمعته الحسنة في الحي الذي يسكنه.

قال إبراهيم لـ”الشرق الأوسط”: على الأوراق الرسمية أنا مسلم. بدلت ديانتي لأبعد المشاكل والسخافات حولي، فبعض اللبنانيين لا يتقبلون وجودنا معهم، وبات لدينا هاجس من العيش كيهود في العلن، ثم يستعيد بغصة أيام عز اليهود في لبنان قائلا: كان لنا مدارسنا في وادي أبو جميل وجمعياتنا، وصل عدد كنسنا إلى 15 كنيسا في بيروت وفي بلدات دير القمر وعاليه وبحمدون. واشتهرنا بالتجارة في القماش والخياطة والذهب والنحاس وغيرها من المهن.

ويتوقف لحظة ليشعل سيجاره الفاخر، وينفض الغبار عن قميصه الأبيض، ويكمل سرده تفاصيل من الصعب نسيانها (على حد وصفه): مهنة الخياطة هي عائلتي، أحيك ثيابا للأمراء والوزراء والسفراء من كل الجنسيات العربية، وأحمل جوازا دبلوماسيا، وأتلقى الدعوات من أعيان عرب لأرافقهم في مناسباتهم وأهتم بلباسهم الرسمي.

يضحك إبراهيم لدى سؤاله عن طريقة عيشه كيهودي في لبنان. ويعلق بكلمات بطيئة: يتشارك اليهود في لبنان مع باقي اللبنانيين الظروف الاجتماعية الصعبة نفسها، ويتقاسمون معهم همومهم الموحدة في بلد أمنه على شفير الهاوية.. والانقسامات السياسية تكاد تقتله». ثم يقول: أصدقاؤهم محدودون ويحتفظون بسرهم أنهم (يهود)، وأنا واحد من هؤلاء.

وفي شارع مقابل لمتجر إبراهيم، تعيش سيدتان في منزل مرت عليه سنوات من العمر. ديكوره على الطراز القديم، وجدران البيت تزينها لوحات فنية تدل على ذوق رفيع، وبداخله بيانو كبير نظيف ومرتب، ودفتر نوتات موسيقية مركون على جانب الكرسي، ومجسمات دينية صغيرة مثل شمعدان من تسع شموع، تضاء كل يوم سبت وفق طقوس اليهود الدينية، وضعت على طاولة تتوسط غرفة الضيوف.

تتحدث أستاذة الموسيقى الثمانينية ببطء شديد، وهي ترتشف القهوة الممزوجة مع الحليب ويداها ترتجفان، تعتني بشقيقتها المقعدة التي تكبرها بسنة واحدة. وتسترجع بحزن كبير ذكريات طفولتها في وادي أبو جميل: كنت أستاذة موسيقى، أدرس الطلاب نوتات الموسيقى وأعزف بشغف على آلة البيانو التي أعشقها. توفي والداي وبقيت وحدي مع شقيقتي في لبنان بعدما سافر أقرباؤنا وأصدقاؤنا إلى بلاد الغربة تاركين وراءهم أملاكهم وبيوتهم، وما زالوا يحلمون بالعودة يوما ما إلى بلدهم الأول والأخير لبنان.

وتضيف، متحدثة باللغة الفرنسية، التي اعتادت تكلمها على حد قولها: لا يتجاوز عدد اليهود اللبنانيين اليوم الـ200 شخص، تتراوح أعمارهم بين 50 و70 سنة، وعدد النساء المتزوجات بينهم قليل بسبب الهجرة الكبرى التي أفرغت البلد من رجاله اليهود. ومن ثم بات من الصعب على المرأة اليهودية ارتباطها برجل من ديانة أخرى لا يتقبل فكرة أن يحمل الولد (ذكرا أو أنثى) هوية والدته الدينية التي تنقلها لأولادها مباشرة عند الولادة، وفقا للديانة اليهودية. فتركنا بلا عائلة.

تصف أستاذة الموسيقى، كما تحب مناداتها، لبنان بـ”البلد المنفتح” وناسه بـ”المثقفين”، نافية تعرضها لأي اعتداء أو إهانة من أحد بسبب ديانتها. وهي تربطها مع جيرانها صداقة وحب واحترام متبادل. وتقول: في السبعينات، عرض أشخاص كثيرون مساعدتنا للسفر إلى إسرائيل وبعروض مغرية، لكن الفكرة كانت مرفوضة بشكل جازم.

وتضطر إلى إنهاء كلامها بعدما نادتها شقيقتها المقعدة لتساعدها على النهوض من السرير. وعادت لتقول: «قد ينشغل بعض السخفاء بإصدار الأحكام المسبقة علينا، ولكن ليتذكروا قبل أي شيء أننا بشر».

على صعيد آخر، كان ليهود لبنان 17 كنيسا، أشهرها كنيس المن، والكنيس الإسبانيولي، وكنيس دانا، وكنيس دير القمر وكنيس صيدا، بالإضافة إلى وجود عدد من المقابر، ما زالت رفات اليهود تدفن فيها حتى اليوم، ولكن في الليل إذ تقام الصلوات سرا في الظلام، خوفا من انفضاح أمرهم.

ولقد أدى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 إلى أعمال انتقامية عدة ضد الطائفة اليهودية اللبنانية، كما حاولت إسرائيل اجتذاب يهود لبنان ليهاجروا إليها. غير أن فكرة الهجرة إلى إسرائيل بقيت فكرة مرفوضة رغم تعرض الطائفة للكثير من الاعتداءات، أبرزها اختطاف 11 يهوديا من أعيان الطائفة اليهودية اللبنانية وإعدامهم، بحسب مصادر يهودية لبنانية. وقبل عدة سنوات، اتخذ رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الراحل رفيق الحريري قرارا بإعادة افتتاح الكنيس وإحاطته بالحدائق، لكن القرار لم يُنفّذ.

وبعيدا عن الكنس ودور العبادة، كانت لليهود في لبنان حياة اجتماعية متكاملة الحلقات الثقافية والأكاديمية والاقتصادية. وكانت لهم ثلاث مدارس تدرس اللغة العبرية والفرنسية إضافة إلى العربية، هي مدرسة سليم طراب المعروفة بـ”التلمود تورا”، ومدرسة الآليانس، ومدرسة الحلبية، وجميعها كانت موجودة في حي وادي أبو جميل ببيروت. لكن هذه المدارس دمرت خلال الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، باستثناء المدرسة التلمودية. أما بالنسبة للمدرسة التلمودية المجاورة لكنيس “ماغن أبراهام”، فقد هدمت لكي لا تحجب منظر شاطئ البحر على أبنية حديثة مجاورة، مع أن ملكية الأرض ما زالت لليهود اللبنانيين، وفق ما يؤكده أحد أبناء الطائفة في بيروت.

كذلك نشطت حركة اليهود ثقافيا قبيل إعلان دولة إسرائيل، فكانت لهم في لبنان صحيفة هي “العالم الإسرائيلي” لمؤسسها سليم آلياهو، الذي أصدرها عام 1921، وكتبت فيها مقالات سياسية شجعت الخط الصهيوني، ودعمت دولة إسرائيل، وحرضت الشعب اليهودي على احتلال فلسطين.

ووفق إحصاءات رسمية عام 2003. يوجد في لبنان حاليا 1500 يهودي، لكن 60 منهم فقط مسجلون كيهود، بينما تحول الباقون إلى ديانات أخرى. ونظرا لعددهم الكبير في الماضي، كان لكل منطقة مختار (عمدة) يهتم بشؤون الطائفة لتسهيل معاملاتهم الرسمية وإصدار الوثائق الرسمية لهم، كجوازات السفر وإخراجات القيد التي يدون عليه اسم الطائفة، ومن أشهر مخاتير اليهود في لبنان وآخرهم المختار سعد المن، الذي كان يمثل منطقة ميناء الحصن، التي تشمل وادي أبو جميل.

* مقبرة اليهود في حي “السوديكو”

* أول من دُفن في هذه المقبرة الحاخام موسى يديد ليفي عام 1829. وخلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، كانت المقبرة اليهودية على خط تماس ميداني، فزرعت فيها الألغام، كي لا يعبر خصومهم منها إلى الجانب الآخر. وفي وقت لاحق، أزال الجيش اللبناني كل الألغام التي زُرعت في هذه المقبرة. وتضررت عدة قبور من التفجيرات والصواريخ. وحسب رئيس الطائفة اليهودية، فإن عمليات الترميم للمقابر بدأت مع بدء عملية ترميم كنيس “ماغن أبراهام”.

* زعماء الطائفة اليهودية في لبنان

* منذ عام 1910. قاد عدة زعماء المجتمع اليهودي اللبناني، ومنهم:

عزرا أنزروت يرور 1910 يوسف د. فارحي 1910 – 1924 يوسف ديشي 1925 – 1927 يوسف د. فارحي 1928 – 1930 سليم هراري 1931 – 1934 يوسف د. فارحي 1935 – 1938 إسحق ساسون 1977 – 1985 راؤول مزراحي 1985 – 1986 يوسف مزراحي 1986 – 2005 إسحق أرازي 2005 – 2014.

* كنيس “ماغن أبراهام”

* يعد كنيس “ماغن أبراهام”، أو كنيس “ماغين (أو مجن – أي درع باللغة العربية) إبراهيم”، الأقدم والوحيد في بيروت. ولقد شيد الكنيس عام 1925، وأطلق عليه اسم ابن أبراهام ساسون. وساعد يوسف فارحي، زعيم الطائفة اليهودية في لبنان، في إكمال البناء الداخلي، وذلك لنقص التمويل. واستعملت “الحركة الصهيونية” الكنيس في أربعينات القرن الـ20 محطة مؤقتة للمهاجرين غير الشرعيين إلى فلسطين.

وفي عام 1976؛ بعد عام على بداية الحرب الأهلية اللبنانية، نقل يوسف فارحي أسفار التوراة الخاصة به إلى جنيف بسويسرا، حيث استودعها لدى المصرفي الملياردير الراحل إدمون صفرا الذي حفظها بدوره في خزائن مصرفه. ولقد جرى نقل غالبيتها لاحقا إلى كنس لليهود الشرقيين في إسرائيل.

* حاخامات اليهود في لبنان

* بين أعوام 1908 و1978، قاد عدة حاخامات كنس اليهود في المجتمع اللبناني، ومنهم:

الحاخام دنون 1908 – 1909 يعقوب مسلاتون 1910 – 1921 سليمان تاجر 1921 – 1923 شبطاي باحبوت 1924 – 1950 بنزيون ليشتمان 1932 – 1959 يعقوب عطية 1949 – 1966 شحود شريم 1960 – 1978

امرأة سودانية أمام مهلة حتى الخميس.. العودة عن المسيحية إلى الإسلام أو احتمال الإعدام

الخرطوم، السودان (CNN)—
تواجه امرأة سودانية احتمال الحكم عليها بالإعدام من قبل محكمة سودانية اذا لم تعود عن اعتناقها الديانة المسيحية والرجوع إلى دينها الأصلي وهو الإسلام، حيث أمامها مهلة حتى الخميس بحسب ما أوردته تقارير محلية.

المرأة واسمها مريم يحي إبراهيم وتبلغ من العمر 27 عاما صدر بحقها حكم بـ"الردة" او الارتداد عن الدين الإسلامي وعقوبته الإعدام بحسب الشريعة الإسلامية، من محكمة في العاصمة السودانية، الخرطوم، إلى جانب اتهامها بـ"الزنا" لزواجها من رجل مسيحي، وهو الأمر الذي يعتبره الإسلام "حراما."

مريم الآن وهي حامل بشهرها الثامن محتجزة وطفلها الآخر الذي يبلغ من العمر 20 شهرا، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية "آمنستي،" وتعتبر سجينة رأي.

وبحسب جمعية الوحدة المسيحية الدولية فإن مريم ولدت لأب مسلم وأم أثيوبية مسيحية، تركها والدها وهي بعمر ست سنوات لتتربى مع أمها على أنها مسيحية، وبسبب كون والدها مسلما فإن المحكمة اعتبرتها مسلمة.

سقطة الساقية/ نسيم عبيد عوض

نشرت جريدة اليوم السابع اليوم الندوة التى عقدتها ساقية الصاوى ‘ يوم الاربعاء 7مايو الماضى ‘ وكان بطل الساقية هو الدكتور يوسف زيدان ‘ وقد خصصت الساقية ندوة له كل شهر ‘وكان موضوع الندوة الأخيرة غلطات وأخطاء تاريخية ‘ وقد تعرض للمسيحية كعادته فى هذه الندوة ‘ ليتلقى مزيد من الأضواء التى يبحث عنها بأقوال صادمة تهين الناس والدين والتاريخ ‘ ونحن نعيش فى بلد لا يعاقب المزورين ولا الطاعنين فى المسيحية ‘ وأنا شخصيا لم أفكر مطلقا أن أكتب ردا على هذا الدكتور ‘ منذ أن كتب عن تيس عزازيل ‘ ليس لأنه ألف قصة وكتاب ونسبها للدين المسيحى  ‘ لأنه قد ثبت ضحالة معرفته وثقافته ‘ فلم ولن أرد عليه ‘ لعقيدتى انه سيجيئ اليوم ليعرف الجميع حقيقة مايكتبه وهنا سيتصدون له ويكسرون شوكته .

واليوم قد تعرض للمسيحية بوحشية وبجهالة وتحدى لمعارف وعقائد المسيحيين التى رسخت فى عبادتهم الفين وثمانية عشر سنة ‘ عقيدة يؤمن بها أكثر من 2 بليون نسمة على الأرض ‘ ومهما إختلفت طوائفهم لم يختلفوا فى الإيمان بالصليب فى المسيحية ‘ وعدم تعدد الزوجات ‘ وهذا ماقاله يوسف زيدان بكل تهور وبجاحة ‘ وبالمناسبة ماقاله يمكن ان يحاكم عليه ‘ لأنه ينادى بما يخالف عقيدة المسيحيين ويقرها وبالتالى يتهمنا بالتزوير وينسف وجود عقيدتنا ‘ وهذا بإختصار قال بالحرف الواحد: 1-  المسيحية لم يوجد بها صليب ( والمعنى المقصود انه لا وجود للديانة المسيحية لأنها تقوم على الصليب أساسا كقول الكتاب" فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله. وأيضا" ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة." 1كو1 18 و23‘ ويقول الرسول الكارز" لانى لم اعزم ان أعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح  واياه مصلوبا ." 1ك2: 2‘ أى بدون الصليب لاتكون هناك مسيحية على الاطلاق وهذا ماسنوضحه لاحقا. 2-  وأدعى أيضا فى نفس الندوة ( الانجيل لم يقل بفكرة ان المسيح هو الله) وهذا لن أرد عليه لأنه فيه مضيعة للوقت فالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يتحدث عن "الرب يسوع المسيح " أى يهوه المسيح المخلص" لأن الترجمة السبعينية وضعت كلمة الرب بدلا من يهوه الذى هو اسم الله الذى عرفناه من فمه الطاهر.‘ ولإيمانى بانه لن يعترف انسان بان المسيح هو الرب إلا بالروح القدس ‘ ولهذا لن أتعرض لهذا الموضع اليوم وقد أخصص له مقالة لاحقة.  3- أيضا قال ( ان الانجيل لم يحرم تعدد الزوجات وزواج الاساقفة) ‘وفى هذا أظهر جهلة لأن أمر الاساقفة محدد بتعاليم  الرسل ولم يتعرض له الانجيل كما لم يتعرض لنظام  الرهبنة ‘ لأن كلاهما سلوك فى العبادة ولو ان البتولية لها جلالها فى السموات رؤ14: 3-5) . هذا أهم ماجاء بإدعاءات يوسف زيدان والتى يجب التوسع فى نشرها ليعلم الذين يمنحونه الجوائز أن كاتبهم جاهل بالأديان ويلغى وجود المسيحية لمجرد انه لم يوجد بساقية الصاوى  فى المدعوين مسيحيا واحدا يرد عليه وعلى صاحب دعوته بساقية الصاوى ‘ والتى سنسمع بغلقها قريبا ‘ لأن هذه الفتاوى تقف فى صف واحد مع فتاوى أبو اسلام المسجون وكذلك ياسر البرهامى الذى إنذر بالسجن لو استمرفى فتاويه . وردى هذا لا علاقة له بشخص الزيدان ولكن عندنا نحن المخلصين كلمة الحق ونؤمن بالحق الذى هو شخص يسوع المسيح وبكلمته المقدسة  .

أولا : الصليب :: لن أقول ليوسف زيدان عليك بالعودة للمستندات المكتوبة فى روما وموجودة بالفاتيكان ‘ والتى تشمل تقرير بيلاطس البنطى الوالى الرومانى الذى أمر بصلبه ‘واستمر العالم كله قرنين من الزمان  يؤمن بالمسيحية على يد الملك قسطنطين حتى دحور الامبراطورية الرومانية‘  ولمستندات القسطنطينية التى كتبها الملك قسطنطين عن الصليب ‘ والذى بظهور الصليب له حول العالم كله للإيمان بالمسيحية والمسيح . وفى كلمة عامة أقول ان قانون العقيدة  المسيحية  لا يقوم إلا على الصليب والمسيح مصلوبا ‘ولو لم يصلب السيد المسيح لما كنا مسيحيين ‘  وان المسيحيين بدون الإيمان بالصليب لا يكونون مسيحيين ‘ لأنه على الصليب تمجد الله وبظهوره أستحق المؤمنين الفداء والخلاص الأبدى ‘ ووأيضا  أستحق آبائنا فى الجحيم المنتظري  رجاء المسيح أن يحملهم الله الى فردوس النعيم ‘ وعلى الصليب قال السيد للص " اليوم تكون معى فى الفردوس."مت 23: 43 ‘وقول قائد المائة الرومانى المكلف بصلب الرب وبعد رؤيته لثورة الطبيعة على الصليب قال  حقا كان هذا ابن الله."مر15: 39 .   فبالصليب صنع الله الفداء بدم ابنه الوحيد ليدفع صك خطايانا التى أوقعتنا تحت سلطان إبليس والعبودية له ‘وليغفر خطايانا لأن أجرة الخطية هى موت "وهكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من آمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 16‘ وأيضا كقول الكتاب  ( ان أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار . وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايان فقط بل لخطايا كل العالم ايضا." 1يو2: 1و2  ‘ ودعونا نستعرض بإختصار شديد ماورد بالكتاب المقدس عن الصليب:

1- نبوات العهد القديم عن الصليب: "وهى تملأ الكتاب كله من خروج الى ملاخى النبى" ويكفينا بعضا منها" رمز موسى الى الصليب فى قول الكتاب" وكان اذا رفع موسى يده (بالعصا) ان اسرائيل يغلب ."خر17: 11‘ وفى عدد 21: 9 " فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا ونظر الى حية النحاس يحيا."  وقد أشار السيد المسيح لهذه النبوة بقوله" وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الانسان .لكى لا يهلك كا من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ."يو3: 14و 15* وأيضا " فلنعط سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب فى جبعة شاول مختار الرب." 2صمو21: 6‘ وفى عدد 9 "فصلبوهم على الجبل أمام الرب.." وأيضا" كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامته امام جازيها فلم يفتح فاه. وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته." إش53: 7 و 9‘ وفى إشارة للصليب لأنه راية المسيحيين يقول المرتل" اعطيت خائفيك راية ترفع لأجل الحق.مز60: 4"

2- ما أورده الانجيل عن الصليب:  1- انجيل متى البشير" ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ..و" حينئذ صلب معه لصان.."مت 27: 35و38 ‘ وأيضا " واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا حقا كان هذا ابن الله ." مت27: 54‘   2- انجيل مرقس الإنجيلى " وكانت الساعة الثالثة فصلبوه." و " وصلبوا معه لصين ..." لينزل الآن المسيح ملك اسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن .والذين صلبا معه كانا يعيرانه." مر15: 27 32.  3- انجيل لوقا البشير " ولما مضوا به الى الموضع الذى يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والآخر عن يساره ." لو 23 : 33.  4- انجيل يوحنا اللاهوتى - الواقف تحت الصليب – " فاخذوا يسوع ومضوا به . فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذى يقال له موضع  الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة. حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا ويسوع فى الوسط." يو19: 17 و 18. وعن قوة الانجيل لكل مؤمن مسيحى يقول الرسول: "واما من جهتى فحاشا لى ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى وانا للعالم." غل6: 14 و  "فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله," 1كو1: 18‘ و " لأنه وان كان قد صلب من ضعف لكنه حي بقوة الله." 2كو13: 4‘و " هذا أخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومه وعلمه السابق وبايدى أثمة صلبتموه وقتلتموه . الذى أقامه الله ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه." أع2: 23 .

وهذا قليل جدا عما ورد فى الانجيل عن الصليب الذى ينكر البعض وروده بالانجيل ‘ وهذا هو الانجيل الذى نؤمن به وليس به أى تحريف والممسوك بيدى العالم كله ‘ ولا أعلم كيف يكون مثقف أن ينكر وجود ذلك بالانجيل ‘ ومن هنا أدعوه لقراءة الانجيل ولو من باب الثقافة ‘ فقبله كتب الاستاذ العقاد كتاب باسم عبقرية المسيح ‘ ولم ينكر فيه وجود الصليب ‘ وحتى الآية التى وردت فى القرآن عن الصليب لم تنكر وجوده ولكنها أستكثرت صلب المسيح  فقالت ولكن شبه لهم.

ثانيا : تعدد الزوجات فى المسيحية:  أيضا إفتراء وجهل لمن إدعى ان الانجيل لم يحرم تعدد الزوجات ‘ وأى انجيل تتحدث ‘ لا أعلم ‘ ولكننى أعرفه بالآيات التى قصرت الزواج  بزوجة واحدة فى الانجيل حسب أمر الرب وتعليمات الرسل الأطهار:  1- قول الرب يسوع المسيح" فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذى خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى .وقال.من أجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الإثنان جسدا واحدا.إذ ليس بعد اثنين بل جسد واحد.فالذى جمعه الله لا يفرقه انسان." مت19: 3-6.    2- " من يحب إمرأته يحب نفسه." واما أنتم الافراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه واما المرأه فلتهب رجلها." أف28و 33.     3- "واما المتزوجون فاوصيهم لا أنا بل الرب ان لا تفارق المرأة رجلها. وان فارقته فلتلبث غير متزوجة او لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته." 1كو 7: 11.

ولساقية الصاوى أقول للمشرف عليها ‘ دع ساقيتك تلف حول الثقافة العامة والمفكرين وأصحاب الفكر الناضج والعقل المستنير ‘  تبشرون بجيل جديد يهتدى بنغمة الحرية وبموسيقى التعايش بين فئات المجتمع ‘ ولا تدعوا لساقيتك من يلوث مياهها حتى لا تثقل على الحاضرين بنير من يجر الساقية مغمض العينين ‘ فلا تسر على خطى المتعصبين والكارهين لغيرهم‘ وإلا ستكون النهاية  مثل هؤلاء. 

يَجوزُ للحَاكِم تأجيل الحج لمَنعِ الضرر/ الشيخ د مصطفى راشد

وصلنا على موقعنا الإلكترونى عبر الإنترنت سؤال من السيدة \ إيمان احمد  ----  تقول فيه :  هل يجوز للحاكم  أن يأمر بوقف الحج لأى سبب من الأسباب  ؟   ------
نشكر ابنتنا  صاحبة السؤال وللإجابة علية نقول :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلباً للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد  
فللحاكم تأجيل الحج لعام أو لأعوام آخرى ، لسببين شرعاً :-  هما وجود فقر وإحتياج  شديد لأهل البلد لمال الحج  -- والثانى الخوف من هلاك النفس  ---  إستنادا إلى قوله تعالى فى الآية 177 من سورة البقرة (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ) وفى الآية 195 من سورة البقرة  (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ومن نفس السورة الآية 215 قوله تعالى  (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ )  ومن نفس السورة الآية 286 قوله تعالى  (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا  ) ص ق ----  وقول الرسول  ( ع ) ( لا ضرر ولا ضرار ) وقوله ايضا( إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ").رواه البخاري ( 1867 ) أما بالنسبة للسبب الأول 
فعندما شَرَع الله الحج كان الهدف الرئيسى تجميع المسلمين لذكر الله وقضاء مصالح لهم ، ولم يُلزم الشارع الإلهى غير الغنى المقتدر بالحج ، لأن قصد الشارع الإلهى الرئيسى هو العدالة والكفالة الإجتماعية ، لذا قدم الشارع الإلهى فرض الزكاة على فرض الحج لأن هدف الشارع هو صالح الخليقة ، و لأن الله غير محتاج وفى غنى عن كل المخلوقات ،والشارع الإلهى عندما جعل فرض الزكاة مقدم على الحج لم يكن هباء، ولأن حق العبد على العبد يُقدم على حق الرب لأن الرب ليس فى احتياج للعبد ولاٌن الكفالة الاجتماعية هى من اولى مقاصد الشارع الإلهى---- وايضا لنا أسوة فى مافعلهُ الصحابى الجليل عبدالله ابن المُبارك عندما كان يتجه من المدينة الى مكة للحج ورأى طفلة يتيمة تبحث فى الزبالة عن طعام فأعطاها مال الحج وقال هذا حجنا ،فأرسل الله ملائكته تحج عنه ، لأن الحج معنى روحى والله موجود فى كل مكان--- ومَن مِن حجاجنا ومعتمرينا لايرى أطفال الشوارع ومن يأكلون من الزبالة ، وطوابير الخبز ، وعنوسة الشباب ،والأطفال الذين يموتون لعجز أهاليهم عن توفير الغذاء والعلاج ،ومن يموتون فى مراكب الهجرة غير الشرعية هرباً من الفقر والموت ، بخلاف المحتاجين من أسرته وأقاربه وجيرانه وأهل بلده -- لذلك نرى ان اللة لن يقبل حجة مواطنى الدول الفقيرة وعمرتهم لمخالفتهم قصد الشارع الاٌلهى الذى جعل أكثر من 80 % من رسالته لتعاون الناس وتكافلهم ، ويجوزُ للحاكم تأجيل الحج لدعم الفقراء بمال الحج .  
أما بالنسبة للسبب الثانى    وهو الخوف على النفس من الهلاك ، كما يحدث الأن من تفشى لمرض فيروس كورونا بالسعودية ، مما يعطى الحاكم الحق فى وقف الحج لحماية الناس من الهلاك وإنتشار المرض بين الناس بطريق الإنتقال من الحجاج ، لأن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة ، حتى لو عطلنا أو أوقفنا ركن أوفرض كما فعل الخليفة عمر عندما أوقف حد السرقة فى عام الرمادة  لأن الضرورة تبيح المحظور.
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة 
ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية والمنظمة  العالمية  لحقوق الإنسان    
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699  

يوبيل ذهبي لكل من المونسنيور يوسف الطحش والخوري يوحنا الحاج


زغرتا ـ 
احتفلت ابرشية طرابلس المارونية، باليوبيل الذهبي لكل من المونسنيور يوسف الطحش، والخوري يوحنا الحاج، واليوبيل الفضي لكل من الخوراسقف انطوان مخائيل، والكهنة جورج خطار، جورج خليل، ادوار الشالوحي. وذلك خلال قداس احتفالي تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة مار يوحنا المعمدان في بلدة كرمسده في قضاء زغرتا، بمشاركة النائب البطريركي على جبة بشري المطران مارون العمار، والنائب البطريركي على رعية اهدن ـ زغرتا المطران جوزيف معوض، النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، رئيس المحكمة الابتدائية المارونية المونسنيور نبيه معوض، الى لفيف من كهنة الابرشية. 
حضر القداس رئيس بلدية سبعل الشيح حبيب طربيه، رئيس بلدية عينطورين البير ابي انطون الى حشد من مخاتير القضاء وابناء الرعايا المنتشرين في قضاء زغرتا، وجموع من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :" لا شك، ايها الاخوة، ان كل واحد منكم، يردد كلمات المزمور "بماذا اكافىء الرب عن كل ما اعطاني "، لمناسبة مرور خمسين سنة في خدمة الرب والكنيسة، بالنسبة الى المونسنيور يوسف الطحش، والخوري يوحنا الحاج. ومرور خمس وعشرين سنة بالنسبة الى الخوراسقف انطوان مخائيل والكهنة جورج خليل، جورج خطار، وادوار الشالوحي. كل واحد منكم يردد اليوم هذا الكلام، بصورة مميزة وخاصة لان نعم الرب عليكم ميزت كل واحد منكم خلال خدمته الكهنوتية، هذه الخدمة التي ترتكز على مقومات ثلاث هي: خدمة التعليم، خدمة التدبير، وخدمة الصلاة، وهي الصفات المميزة للكهنوت. 
اضاف بو جوده :" كنت يا حضرة المونسنيور يوسف الطحش في التعليم لفترة طويلة في مدرسة مار انطون البادواني التكميلية، وفي الاكليريكية التي ساهمت فيها في تهيئة عدد كبير من الاكليريكيين لدرجة الكهنوت والذين يذكروك دائما بالخير لما تميزت به من روح محبة وبال طويل، فاحببتهم واحبوك، وما زالوا حتى اليوم يترددون الى الاكليريكية ليزوروك. اما في خدمة التدبير فقد تميزت بامانتك واهتمامك بالامور المادية التي كانت تهيء لهم كل ما يلزم ليتفرغوا للدراسة، بصفتك القيم على الامور المادية في الاكليريكية. 
وتابع بو جوده :" اما انت ايها الحبيب الخوري يوحنا الحاج فقد تميزت بخدمتك الرعوية في سبعل حيث كنت الحاضر الدائم والخادم الامين حتى في الظروف الصحية الصعبة التي كنت تعاني منها في الايام الاخيرة. اما انتم ايها الكهنة المحتفلين اليوم بيوبيلكم الفضي، فقد عرفتكم ايضا جميعا بروحكم الكهنوتية في الرعايا التي خدمتموها وما زلتم تخدمونها، وبصورة خاصة في الاكليريكية البطريركية المارونية بالنسبة الى حضرو الخوراسقف انطوان مخائيل، المعلم بكل ما للكلمة من معنى، الى درجة اصبحت فيها مرجعا في الامور الللاهوتية العقائدية في جامعة الروح القدس في الكسليك، بصفتك المرشد الثقافي لفترة طويلة. وان ما تقوم به الان من مهمات يغني الابرشية ويساعد الكهنة على القيام برسالتهم على اكمل وجه، من خلال مركزك كنائب اسقفي لشؤون الكهنة، والامين العام للمجمع الابرشي الذي هو في مرحلة التحضير، وان من خلال اهتمامك مع لجنة خاصة بالتنشيط الرعوي". 
وختم متوجها للخوري ادوار الشالوحي، جورج خطار، وجورج خليل، قائلا:" عرفتم جميعا بما قمتم، وتقومون به، من خدمات رعوية تنشط الرعايا التي تخدمونها، وتساعدون ابناءها على الالتزام بمتطلبات ايمانهم المسيحي. وفي هذه المناسبة السعيدة يحق لكم جميعا ان ترفعوا نشيد الشكر للرب على كلام المزمور الذي يقول "بماذا اكافيء الرب عن كل ما اعطاني، اخذ كاس الخلاص، وادعو باسم الرب واشيد لاسمه مدى الدهور". 
ثم القى الخوراسقف انطوان مخائيل كلمة باسم المكرمين قال فيها :" لقد شرّفني إخوتي الكهنةُ المكرّمين وكلّفوني بأن أقولَ كلمةً باسمِهم في هذا اليومِ المباركِ، اليوم ِ الذي فيه نحتفلُ بذكرى رسامتِنا الكهنوتيّة، ذكرى عهدِنا للربِّ الفادي، والتزامِنا بخدمةِ كنيستِه المقدّسة. البعضُ منّا يعيش هذهِ الذكرى بلونِ الزمنِ المذهّبِ الخالص، والبعضُ الآخرُ بلونِه ِالفضيِّ المصفّى؛ ولكنَّ لسانُ حالِ جميعِنا يردّد مع صاحِبِ المزامير: "إنَّ ألف سنة في عينيك كيوم الأمس العابر" (مز 90: 4). فالزمنُ الذي نعيشُه معَ اللهِ وفي حضرتِه هو زمنٌ لا يعبرُ ولا يزول. إنّهُ زمنٌ مقدّسٌ ومبارك يملأُه الربُّ يحضورِه". 
اضاف :" إخوتي، في هذا اليوبيل، نحنُ نحتفِلُ بزمنِ اللهِ يغمُرُ مساحةَ حياتِنا المتواضعة. نحتفلُ بنعمةِ اللهِ التي ملأت وجودَنا، وأغنت مواهبَنا، وعضَدت ضعفَنا، وشدّدت من عزائِمِنا، وكمّلت نقصَ خدمتِنا، وجعلت كهنوتَنا ينمو ويثمرُ في ديار بيت الربّ. في هذا اليومِ المقدّس، لا بدّ لنا من أن نستذكِرُ اللحظاتِ الأولى من خدمتِنا المباركة، لحظةَ وقفنَا برهبةٍ للمرّةِ الأولى على مذبحِ الربِّ نحتفِلُ بسرِّ الخلاص، فنعلِنُ كلمتَه كلمَةَ حياة، ونكسِرُ خبزَه غذاءً للنفوسِ والأجساد. كم كنّا متحمّسينَ يومَها. وكم كانَ قلبُنا ممتلأً حبًّا، وإرادتُنا اندفاعًا، ورجاؤنا كبيرًا. كم كانت أحلامُنا كبيرة... ومشاريعُنا طموحة... ربّما كنّا نعتقدُ أنّ بإمكانِنا تغييرُ العالم، وإصلاحُ الكنيسة، وتحسينُ الأمور. ربّما لم نكن نحسَب حسابًا لوهنِ الجسد، ومحدوديّةِ الطبيعة، وصعوباتِ الحياة، وألمِ الخدمة.
وتابع :" إخوتي، لقد اختبرنا، من دونِ أدنى شكّ، جمالَ خدمتِنا وبهاءَها، وذقنا طعمَ الربِّ الطيّب وعذوبَة نيرِه، وحصدنَا النجاحات، وحقّقنا المشاريع؛ ولكنّنا أيضًا اختبرنا ثقلَ صليبِ الكهنوت، وعرفنا الإخفاقات، ولوعّنا الفشل، وآلمَنا الإحباط... على كلّ ذلك، نشكُرُ الربَّ ونحن أكيدينَ أنّه من دونِ نعمتِه ومعونةِ روحِه القدّوسِ لم يكن باستطاعتِنا أن نستمرَّ في جهادِنا لنصلَ إلى هذا اليومِ المبارك. لذا نهتف جميعنا: "ماذا أردّ للربِّ عن جميعِ ما أعطاني؟ آخذُ كأسَ الخلاصِ وأدعو اسمَ الربّ" (مز 116: 12).  وجوهٌ كثيرةٌ لأشخاصٍ أحبّةٍ، من أهلٍ وأقاربَ وأصدقاء، وأساقفةٍ وكهنةٍ، التقينا بهم على دروبِ هذهِ الحياة، وفي حقلِ العملِ الكهنوتيّ. بعضُهم سبقَنا إلى بيتِ الآب، ومن هناك يصلّي معَنا في هذا الوقت وينتظرُ عودتَنا نحنُ أيضًا. أحداثٌ كثيرةٌ طبعت مسيرتَنا، بعضُها مفرحٌ نريدُ أن نستذكرَه، والبعضُ الآخرُ مرٌّ نريدُ أن ننساهُ. ذكرياتٌ عديدةٌ وخبراتٌ متنوّعةٌ ميّزت رسالتَنا، وطبعتها بطابعٍ خاصّ، جعلَ من كلّ واحد منّا فريدًا في عينيّ الربّ، وابنًا حبيبًا له". 
واردف:" كثيرونَ لا يزالونّ يطرحونّ علينا السؤال: "يا أبونا لو ما عملت خوري شو كنت بتعمل؟". فنجيبُهم كلُّنا من دون تردّد: "بنعمة الله برجع بعمل خوري". نعم إخوتي هذا هو الجوابُ الصحيحُ الذي على كلّ واحدٍ منّا أن يعطيه. فهذا هو خيارُ حياتِنا الأوحد، حبُّنا الأوّل والأخير. والربّ يسوع ينبّهُنا: "كلّ من وضعَ يدَه على المحراثِ والتفتَ إلى الوراءِ لا يستحقَّني" ( لو 9: 62). لنتذكّر إخوتي شعارَنا الكهنوتيّ، الشعارَ الذي أتخذناهُ يومَ رسامتِنا، ولنجدّد  من خلالِه عهدَنا للربِّ بأن نبقى حتى الرمقِ الأخيرِ أوفياءَ له، عمّالاً نشيطينَ في كرمِه، ووكلاءَ أمينينَ على قطيعِه".  
  وختم:" في هذهِ المناسبة، نودُّ أن نشكرَ صاحبَ السيادةِ المطران جورج بو جودة السامي الاحترام الذي أرادَ بمحبّتِه الأبويّةِ أن يقيمَ لنا هذا الاحتفالَ المهيب. نشكرُ صاحبي السيادة على حضورهِما العزيزِ والمبارك. نشكر حضرة المونسنيور النائبَ العامّ، وإخوتَنا الكهنة، رفاقَ الدربِ وشركاءَ الرسالة. نشكرُ أخواتِنا الراهبات. نشكرُ الأهلَ والأصدقاءَ وأبناءَ رعايانا المباركين، وكلَّ من ساهمَ في نجاحِ هذا الاحتفالِ خاصّينَ بالذكرِ رعيّةَ مار يوحنّا المعمدان المباركةَ كرم سدّة بشخصِ خادمِها الخوري سليم منّاع، وجوقةَ الأبرشيّةِ بقيادةِ الخوري أنطونيو نفّاع، وطلاّبَ إكليريكيّة مار أنطون البادواني – كرم سدّة. في الختام لنسلّم ذواتَنا وكهنوتَنا وجميعَنا إلى عنايةِ تلك الأمِّ الحنونِ التي لا تخيّبُ أملَ كلِّ من التجأَ إليها وطلبَ شفاعتَها. 

العجيبة 16 من عجائب القديسة مريم

   كان أحد الرسامين في بلاد "فلندريا"، متعبداً لمريم العذراء عبادة لا يمكن وصفها، وكان ماهراً جداً في فن الرسم. ومن عاداته الدائمة أن يتفنن برسم أم الاله بأجمل الألوان، وبإتقان رائع، ليعبّر عن حبه الشديد لها.
   وفي نفس الوقت، كان يرسم الشيطان بأبشع الألوان، ليراه الناس بشكل مخيف جداً، فيجفلون منه، ويبتعدون عن الخطيئة.
   لهذا السبب، غضب الشيطان منه غضباً شديداً، وقرر معاقبته، فجاءه في الحلم وقال له:
ـ ما ذنبي أيها الرسام كي ترسمني شنيعاً ومخيفاً الى درجة تفوق الحد؟
فأجابه الرسام:
ـ لأنك أسقطتني بتجاربك المخزية مرات عديدة.. وما زلت تحاربني حتى الآن.
فصاح الشيطان بغضب شديد:
ـ ان لم تتوقّف عن عملك، لا تلم إلا نفسك.
   قال هذا، واضمحل في دخان كثيف، دون أن يخيف الرسام، أو يثنيه عن عمله.  ولكي يغيظه أكثر، قرر أن يرسم السيدة العذراء على حائط عالٍ فوق باب الكنيسة، فبنى لذلك "تختاً" مرتفعاً من الأخشاب، وراح يرسمها بشكل رائع جداً، والشيطان اللعين يتلوى كالأفعى تحت رجليها المقدستين، اللتين تدوسان رأسه، وتخمدان أنفاسه.
   وما أن رأى الشيطان الخبيث صورته الشنيعة هذه، حتى جن جنونه، وقرر القضاء على الرسام، فهز "التخت" الخشبي الواقف عليه، كي يرميه على الأرض من علو شاهق، ويميته أبشع موتة أمام أعين المئات من الناس الذين تجمهروا هناك لمشاهدة تلك الصورة الرائعة.
   وبينما كان الرسام يتهاوى نحو الأرض صاح بأعلى صوته:
ـ ساعديني يا أمي.. يا أم الرحمة، وسلطانة السماء والأرض.
   فمدت العذراء يدها من الصورة وجذبته نحوها، فتمسك بيدها جيداً، الى أن أوصلته الى الارض سالماً.
   فما كان من الحاضرين إلا أن بدأوا بالتصفيق الحاد، والكل يرتل بصوت واحد: إليك الورد يا مريم، يهدى من أيادينا.
**