نشرت جريدة اليوم السابع اليوم الندوة التى عقدتها ساقية الصاوى ‘ يوم الاربعاء 7مايو الماضى ‘ وكان بطل الساقية هو الدكتور يوسف زيدان ‘ وقد خصصت الساقية ندوة له كل شهر ‘وكان موضوع الندوة الأخيرة غلطات وأخطاء تاريخية ‘ وقد تعرض للمسيحية كعادته فى هذه الندوة ‘ ليتلقى مزيد من الأضواء التى يبحث عنها بأقوال صادمة تهين الناس والدين والتاريخ ‘ ونحن نعيش فى بلد لا يعاقب المزورين ولا الطاعنين فى المسيحية ‘ وأنا شخصيا لم أفكر مطلقا أن أكتب ردا على هذا الدكتور ‘ منذ أن كتب عن تيس عزازيل ‘ ليس لأنه ألف قصة وكتاب ونسبها للدين المسيحى ‘ لأنه قد ثبت ضحالة معرفته وثقافته ‘ فلم ولن أرد عليه ‘ لعقيدتى انه سيجيئ اليوم ليعرف الجميع حقيقة مايكتبه وهنا سيتصدون له ويكسرون شوكته .
واليوم قد تعرض للمسيحية بوحشية وبجهالة وتحدى لمعارف وعقائد المسيحيين التى رسخت فى عبادتهم الفين وثمانية عشر سنة ‘ عقيدة يؤمن بها أكثر من 2 بليون نسمة على الأرض ‘ ومهما إختلفت طوائفهم لم يختلفوا فى الإيمان بالصليب فى المسيحية ‘ وعدم تعدد الزوجات ‘ وهذا ماقاله يوسف زيدان بكل تهور وبجاحة ‘ وبالمناسبة ماقاله يمكن ان يحاكم عليه ‘ لأنه ينادى بما يخالف عقيدة المسيحيين ويقرها وبالتالى يتهمنا بالتزوير وينسف وجود عقيدتنا ‘ وهذا بإختصار قال بالحرف الواحد: 1- المسيحية لم يوجد بها صليب ( والمعنى المقصود انه لا وجود للديانة المسيحية لأنها تقوم على الصليب أساسا كقول الكتاب" فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله. وأيضا" ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة." 1كو1 18 و23‘ ويقول الرسول الكارز" لانى لم اعزم ان أعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح واياه مصلوبا ." 1ك2: 2‘ أى بدون الصليب لاتكون هناك مسيحية على الاطلاق وهذا ماسنوضحه لاحقا. 2- وأدعى أيضا فى نفس الندوة ( الانجيل لم يقل بفكرة ان المسيح هو الله) وهذا لن أرد عليه لأنه فيه مضيعة للوقت فالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يتحدث عن "الرب يسوع المسيح " أى يهوه المسيح المخلص" لأن الترجمة السبعينية وضعت كلمة الرب بدلا من يهوه الذى هو اسم الله الذى عرفناه من فمه الطاهر.‘ ولإيمانى بانه لن يعترف انسان بان المسيح هو الرب إلا بالروح القدس ‘ ولهذا لن أتعرض لهذا الموضع اليوم وقد أخصص له مقالة لاحقة. 3- أيضا قال ( ان الانجيل لم يحرم تعدد الزوجات وزواج الاساقفة) ‘وفى هذا أظهر جهلة لأن أمر الاساقفة محدد بتعاليم الرسل ولم يتعرض له الانجيل كما لم يتعرض لنظام الرهبنة ‘ لأن كلاهما سلوك فى العبادة ولو ان البتولية لها جلالها فى السموات رؤ14: 3-5) . هذا أهم ماجاء بإدعاءات يوسف زيدان والتى يجب التوسع فى نشرها ليعلم الذين يمنحونه الجوائز أن كاتبهم جاهل بالأديان ويلغى وجود المسيحية لمجرد انه لم يوجد بساقية الصاوى فى المدعوين مسيحيا واحدا يرد عليه وعلى صاحب دعوته بساقية الصاوى ‘ والتى سنسمع بغلقها قريبا ‘ لأن هذه الفتاوى تقف فى صف واحد مع فتاوى أبو اسلام المسجون وكذلك ياسر البرهامى الذى إنذر بالسجن لو استمرفى فتاويه . وردى هذا لا علاقة له بشخص الزيدان ولكن عندنا نحن المخلصين كلمة الحق ونؤمن بالحق الذى هو شخص يسوع المسيح وبكلمته المقدسة .
أولا : الصليب :: لن أقول ليوسف زيدان عليك بالعودة للمستندات المكتوبة فى روما وموجودة بالفاتيكان ‘ والتى تشمل تقرير بيلاطس البنطى الوالى الرومانى الذى أمر بصلبه ‘واستمر العالم كله قرنين من الزمان يؤمن بالمسيحية على يد الملك قسطنطين حتى دحور الامبراطورية الرومانية‘ ولمستندات القسطنطينية التى كتبها الملك قسطنطين عن الصليب ‘ والذى بظهور الصليب له حول العالم كله للإيمان بالمسيحية والمسيح . وفى كلمة عامة أقول ان قانون العقيدة المسيحية لا يقوم إلا على الصليب والمسيح مصلوبا ‘ولو لم يصلب السيد المسيح لما كنا مسيحيين ‘ وان المسيحيين بدون الإيمان بالصليب لا يكونون مسيحيين ‘ لأنه على الصليب تمجد الله وبظهوره أستحق المؤمنين الفداء والخلاص الأبدى ‘ ووأيضا أستحق آبائنا فى الجحيم المنتظري رجاء المسيح أن يحملهم الله الى فردوس النعيم ‘ وعلى الصليب قال السيد للص " اليوم تكون معى فى الفردوس."مت 23: 43 ‘وقول قائد المائة الرومانى المكلف بصلب الرب وبعد رؤيته لثورة الطبيعة على الصليب قال حقا كان هذا ابن الله."مر15: 39 . فبالصليب صنع الله الفداء بدم ابنه الوحيد ليدفع صك خطايانا التى أوقعتنا تحت سلطان إبليس والعبودية له ‘وليغفر خطايانا لأن أجرة الخطية هى موت "وهكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من آمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 16‘ وأيضا كقول الكتاب ( ان أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار . وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايان فقط بل لخطايا كل العالم ايضا." 1يو2: 1و2 ‘ ودعونا نستعرض بإختصار شديد ماورد بالكتاب المقدس عن الصليب:
1- نبوات العهد القديم عن الصليب: "وهى تملأ الكتاب كله من خروج الى ملاخى النبى" ويكفينا بعضا منها" رمز موسى الى الصليب فى قول الكتاب" وكان اذا رفع موسى يده (بالعصا) ان اسرائيل يغلب ."خر17: 11‘ وفى عدد 21: 9 " فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا ونظر الى حية النحاس يحيا." وقد أشار السيد المسيح لهذه النبوة بقوله" وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الانسان .لكى لا يهلك كا من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ."يو3: 14و 15* وأيضا " فلنعط سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب فى جبعة شاول مختار الرب." 2صمو21: 6‘ وفى عدد 9 "فصلبوهم على الجبل أمام الرب.." وأيضا" كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامته امام جازيها فلم يفتح فاه. وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته." إش53: 7 و 9‘ وفى إشارة للصليب لأنه راية المسيحيين يقول المرتل" اعطيت خائفيك راية ترفع لأجل الحق.مز60: 4"
2- ما أورده الانجيل عن الصليب: 1- انجيل متى البشير" ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ..و" حينئذ صلب معه لصان.."مت 27: 35و38 ‘ وأيضا " واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا حقا كان هذا ابن الله ." مت27: 54‘ 2- انجيل مرقس الإنجيلى " وكانت الساعة الثالثة فصلبوه." و " وصلبوا معه لصين ..." لينزل الآن المسيح ملك اسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن .والذين صلبا معه كانا يعيرانه." مر15: 27 32. 3- انجيل لوقا البشير " ولما مضوا به الى الموضع الذى يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والآخر عن يساره ." لو 23 : 33. 4- انجيل يوحنا اللاهوتى - الواقف تحت الصليب – " فاخذوا يسوع ومضوا به . فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذى يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة. حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا ويسوع فى الوسط." يو19: 17 و 18. وعن قوة الانجيل لكل مؤمن مسيحى يقول الرسول: "واما من جهتى فحاشا لى ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى وانا للعالم." غل6: 14 و "فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله," 1كو1: 18‘ و " لأنه وان كان قد صلب من ضعف لكنه حي بقوة الله." 2كو13: 4‘و " هذا أخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومه وعلمه السابق وبايدى أثمة صلبتموه وقتلتموه . الذى أقامه الله ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه." أع2: 23 .
وهذا قليل جدا عما ورد فى الانجيل عن الصليب الذى ينكر البعض وروده بالانجيل ‘ وهذا هو الانجيل الذى نؤمن به وليس به أى تحريف والممسوك بيدى العالم كله ‘ ولا أعلم كيف يكون مثقف أن ينكر وجود ذلك بالانجيل ‘ ومن هنا أدعوه لقراءة الانجيل ولو من باب الثقافة ‘ فقبله كتب الاستاذ العقاد كتاب باسم عبقرية المسيح ‘ ولم ينكر فيه وجود الصليب ‘ وحتى الآية التى وردت فى القرآن عن الصليب لم تنكر وجوده ولكنها أستكثرت صلب المسيح فقالت ولكن شبه لهم.
ثانيا : تعدد الزوجات فى المسيحية: أيضا إفتراء وجهل لمن إدعى ان الانجيل لم يحرم تعدد الزوجات ‘ وأى انجيل تتحدث ‘ لا أعلم ‘ ولكننى أعرفه بالآيات التى قصرت الزواج بزوجة واحدة فى الانجيل حسب أمر الرب وتعليمات الرسل الأطهار: 1- قول الرب يسوع المسيح" فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذى خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى .وقال.من أجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الإثنان جسدا واحدا.إذ ليس بعد اثنين بل جسد واحد.فالذى جمعه الله لا يفرقه انسان." مت19: 3-6. 2- " من يحب إمرأته يحب نفسه." واما أنتم الافراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه واما المرأه فلتهب رجلها." أف28و 33. 3- "واما المتزوجون فاوصيهم لا أنا بل الرب ان لا تفارق المرأة رجلها. وان فارقته فلتلبث غير متزوجة او لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته." 1كو 7: 11.
ولساقية الصاوى أقول للمشرف عليها ‘ دع ساقيتك تلف حول الثقافة العامة والمفكرين وأصحاب الفكر الناضج والعقل المستنير ‘ تبشرون بجيل جديد يهتدى بنغمة الحرية وبموسيقى التعايش بين فئات المجتمع ‘ ولا تدعوا لساقيتك من يلوث مياهها حتى لا تثقل على الحاضرين بنير من يجر الساقية مغمض العينين ‘ فلا تسر على خطى المتعصبين والكارهين لغيرهم‘ وإلا ستكون النهاية مثل هؤلاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق