رعية سيدة الحارة في التبانة اختتم الشهر المريمي بقداس احتفالي

الغربة ـ فريد بو فرنسيس
لمناسبة اختتام الشهر المريمي، اقيم في كنيسة سيدة الحارة في منطقة التبانة في طرابلس، قداس احتفالي تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، عاونه النائب العام المونسنيور بطرس جبور، وخادم الرعية الخوري جورج جريج، بحضور لفيف من كهنة الابرشية. حضر القداس قائد اللواء الثاني عشر في طرابلس العميد سعيد الرز، العقيد يوسف معوض، وعدد من ضباط اللواء، مدير عام مدارس ابرشية طرابلس المارونية الخوري خالد فخر، مدير تكميلية قبة النصر الخوري عبود جبرائيل، قيم المطرانية الخوري حنا حنا، ولفيف من الكهنة، الى حشد من ابناء الرعية ومدينة طرابلس. وقد خدمت للقداس جوقة اكليريكية كرمسده.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" بكل فرح وسرور نحتفل اليوم في ختام الشهر المريمي الذي نكرم فيه امنا العذراء مريم، ليس فقط من الناحية العاطفية، بل اكثر بكثير نظرا للدور الذي لعبته من خلال اختيار الرب لها كي تكون اما للمخلص. في احد مقاطع من كتابات الرسل يقول لوقا " بان الرسل بعد صعود الرب الى السماء كانوا يجتمعون في العلية ويصلون وكان برفقتهم النساء القديسات ومريم ام يسوع لان مريم تخطى دورها كام بالجسد لليسوع بل كانت ايضا رفيقته في العمل الخلاصي". اضاف بو جوده يقول :" العذراء سمعت كلام الرب منذ ان تم تبشيرها بانها ستكون اما للمخلص، وهي اجابت ها انذا امة للرب، وكانت الرفيقة الدائمة ليسوع في حياته العلنية منذ ان بدا بشارته حيث تدخلت في قانا الجليل بعدما حول الماء الى خمر بناء على طلبها، وقد كلفها على اقدام الصليب ان تكون اما للبشرية بشخص يوحنا الحبيب".
وقال "مطلوب منا نحن كمسيحيين ان نسمع كلام الله ونكون كما ارادنا المسيح شهودا حتى اقاصي الارض، وتكريم العذراء مريم لا يقتصر على المسيحيين فقط، فعيد بشارة العذراء يحتفل به الاسلام والمسيحيين، ووجود هذه الكنيسة في هذه المنطقة، وهي اقدم كنيسة في طرابلس، هو تاكيد على هذه الحقيقة، وكما تلاحظون انه بالرغم من كل الاحداث التي مرت على هذا الحي، وهذه المنطقة، بقيت هذه الكنيسة محمية، لان العذراء هي التي حمتها، وبقيت وستبقى موجوده تاكيدا على ايماننا وعلى عيشنا المشترك".
وتابع " انتهز هذه المناسبة لاوجه كلمة تقدير وشكر الى جيشنا الباسل الذي ضحى بالكثيرين من ابنائه، في سبيل الحفاظ على الامن والسلام واعادته الى المدينة، ونامل ان يستمر هذا الامن ليس فقط في طرابلس انما في كل لبنان، بينما السياسيون يتنافسون على مصالحهم، فنرى صراعاتهم بين بعضهم البعض حتى بين الطائفة الواحدة، وحده الجيش يحمي الوطن من خلال القيم الذي تربى عليها". وختم " نصلي من اجل السلام والامان بين كل ابناء مدينتنا طرابلس، بين ابناء هذه المنطقة العزيزة، بين اهل التبانة وجبل محسن، نصلي من اجل الجيش اللبناني وسائر القوى الامنية في لبنان كي يعطيهم الرب الشجاعة كي يتابعوا مسيرة ترسيخ الامن في هذه المنطقة من لبنان".
بعد القداس اقيم كوكتيل في المناسة في ساحة الكنيسة شارك فيه جميع المومنين الحاضرين، وقد قطع قالب من الحلوى، بعدها اقيمت لقمة محبة في الباحة الخارجية للمدرسة المارونية الملاصقة للكنيسة تحدث في خلالها خادم الرعية الخوري جورج جريج فشكر الحضور على مشاركتهم وقال:" نجتمع اليوم بعد جولات الحرب التي لم توفر احدا من ابناء هذه المنطقة العزيزة على قلب الابرشية، وما بقاؤنا هذا واستمرارنا والتزامنا بالقداس الاسبوعي ولو احيانا بوجود شخص او شخصين، الا ايمانا بان الله ما وضعنا صدفة في هذه المنطقة من العالم، وعملنا يتعدى الشكليات الخارجية لنذهب الى العمق كي نرى بوضوح ان الله يريد منا ان نبقي هذا التواصل فيما بيننا لنعطي اجمل صورة عن العيش المشترك، واننا نستطيع ان نعيش سوية لا بل ان هذا العيش هو حاجة حياتية وكيانية لنساعد بعضنا بعضا على تحقيق ذواتنا، خاصة زان مدرستنا تجمع مختلف الافرقاء وتفتح امام الاهل والتلاميذة مساحة للحوار في عز ايام الحرب والتقاتل".
ثم تحدث العميد الرز فقال:" نتمنى ان تكون هذه المناسبة خطوة لازالة التشنجات واثار الحرب العبثية، منذ تسلمت قيادة اللواء في هذه المنطقة كان الوضع سيء جدا، وسالت الخوري جريج عن وضع المدرسة فقال لي سوف نكمل العام الدراسي، وهذا الكلام اعطاني زخما جديدا في امرين هما ارادة العيش المشترك والارادة على الصمود، في كل منطقة ومهما كانت الظروف صعبة فيها يكفي اهلها ان يصمدوا فيها كي يتعزز وضعهم المعيشي". وقال "كانت الحرب عبثية نامل ان تكون قد انتهت وهذه المدرسة كانت رمزا للتعايش والصمود. كان دائما عندنا امانة في اعناقنا ليس فقط المدرسة فكل انسان بريء هو امانة وهذا واجبنا ودورنا". وختم يقول:" نامل ان تعود مدينة طرابلس مدينة العلم والعلماء ومدينة للتعايش والمحبة"، وشكر المطران بو جوده على زيارته الى المنطقة "كأول شخص مسؤول يحمل صفة رسمية".

في الختام تحدث المطران بو جوده فشكر الحضور وقال :" اخص بالشكر حماة الوطن ضباط وافراد الجيش اللبناني الذين بفضلهم بدا الامن والاستقرار بالعودة الى ربوع هذه المنطقة". وقال " طرابلس عرفت منذ القدم ان المسيحيين والمسلمين يعيشون فيها بالمحبة والالفة، ويتبادلون الزيارات بين بعضهم البعض خاصة في مناطق الاصطياف المسيحية، وهو ما نعمل على ترسيخه عمليا مع سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار". في الختام سلم المطران بو جوده الى ضباط الجيش اللبناني الذين شاركوا في القداس دروعا تذكاريا حملت شعار المناسبة". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق