العجيبة 20 من عجائب القديسة مريم

كان لرجل ذي سيرة سيئة زوجة طاهرة، متعبّدة للسيدة العذراء، أم الطفل يسوع، وكان يكرهها كثيراً، ويفتعل معها المشاكل يومياً، ويمضي معظم لياليه مع نساء شاردات بسبب التحاق أزواجهن بالجيش، أو ذهابهم الى بلاد بعيد قصد التجارة وجمع الارباح. 
وبعد مدة، ضرب الفقر تلك المرأة الفاضلة، جراء تبديد زوجها للمال دون رادع من ضمير، فقررت أن تقبل وظيفة مربية لطفل إحدى العائلات الغنية، علها تبعد شبح الجوع عنها.
ولكن زوجها الشرير لم ترق له وظيفتها المحترمة، فراح الشيطان يؤجج نار الحقد عليها، ويأمره بأن يتخلص من الطفل. فمضى ليلاً، ودخل الى غرفتها، وذبح الطفل النائم في حضنها، ولم تنتبه المسكينة الى جريمته المروعة إلا عندما استفاقت فجراً لتطعم الطفل، فرأته مذبوحاً من الوريد الى الوريد، فراحت تبكي وتصرخ الى ان استفاق كل من في المنزل.
والدا الطفل المذبوح، لم يصدقا قصتها، فاتهماها بقتل فلذة كبدهما، وطالبا بإعدامها دون أدنى شفقة. فما كان منها إلا أن رفعت عينيها الى السماء وصاحت:
ـ يا أمي.. يا أم المخلص.. أهذا ما تريدينه لي؟، إلا تكفيني مشقّات الحياة، واضطهاد زوجي الدائم لي؟ لماذا أوقعتني في هذه التجربة؟ أرجوك يا حنونة، يا رحومة، أن تتحنني علي، وأن ترحميني، وتظهري براءتي للجميع.
وما أن أتت ساعة محاكمتها، وابتدأ القاضي بنطق حكم الاعدام عليها، حتى دخلت قاعة المحكمة امرأة فائقة الجمال، تحمل طفلاً رضيعاًً على ذراعيها، وصاحت:
ـ يا حضرة القاضي، النطق بالحكم ليس لك بل لطفلي هذا.
فقال القاضي:
ـ ولكنّ هذا الطفل الصغير لا يمكنه الكلام..
فصاحت:
ـ تكلّم يا ولدي..
وللحال تكلّم الطفل بصوت جهوري مدهش وقال:
ـ هاتوا جثة الطفل الميت، ليخبركم من قتله.
بهت القاضي من كلامه، فأمر حراس المحكمة أن يأتوه حالاً بجثة الطفل، فما أن وضعوها أمام الأم وطفلها الرضيع، حتى نفخ في فمه، وقال: 
ـ قم وانهض باسم الرب.
فانتصب الطفل الميت واقفاً، وأخبر القاضي باسم الذي ذبحه وهو في حضن تلك الزوجة البريئة. وما أن انهى كلامه حتى اختفت المرأة وطفلها، فعرف الجميع أنهما شاهدا السيدة مريم العذراء وابنها الطفل يسوع.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق