البابا يشيد بإيمان مريم يحيى السودانية ويستقبلها في الفاتيكان

روما  إم سي إن
وصلت السيدة مريم يحيي السودانية، اليوم الخميس، إلى روما، على متن طائرة حكومية إيطالية بصحبة لابو بيستيلي، نائب وزير الخارجية الإيطالي، وهي السيدة التي كان قد تم إتهامها بالردة عن الإسلام واعتناق المسيحية مما أدى إلى صدور حكم عليها بالإعدام شنقا، وهو الحكم الذي أدى إلى ردود أفعال دولية غاضبة، لم تتوقف حتى حكمت محكمة الاستئناف ببرائها يوم 23 يونيو الماضي.

وشوهدت السيدة السودانية، اليوم، وهي تنزل من الطائرة وتحمل رضيعها في سعادة بالغة، واستقبلها البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، لمدة نصف ساعة، كما استقبلها رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي.

وكانت مريم يحي إبراهيم إسحق، وعائلتها، قد استقلت طائرة إيطالية حكومية مع لابو بيستيلي، نائب وزير الخارجية الإيطالي، ونشر بيستيلي صورة له مع مريم وأولادها، في الطائرة وهم يهمون بالهبوط في روما.

واستقبل البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، السيدة مريم في دار القديسة مارتا، حيث دام اللقاء حوالى نصف ساعة تقريبا، شكر البابا خلاله مريم على شهادة الإيمان التي قدّمتها، رغم كل الظروف التي عانتها في السجن، وكل المضايقات التي تعرّضت لها.

وأكد الأب فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بالفاتيكان، أن المرأة وعائلتها شكروا بدورهم البابا على قربه وصلواته ودعم الكنيسة لقضيتهم، كما تحدثوا أثناء الاجتماع، الذي اتسم بالهدوء والمحبة، عن مستقبل المرأة السودانية مريم.

وأوضح الأب لومباردي أن "البابا يعبّر عن قربه من كل من يعانون بسبب إيمانهم ويعيشون في ظل ظروف صعبة وتحت الحرمان، وهذه لفتة تمّ التعبير عنها في هذا الاجتماع البسيط".

ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتّيو رينتزي، عن "سعادة الحكومة الإيطالية"، التي عملت مع نظيرتها السودانية للحصول على تأشيرة دخول إلى إيطاليا لمريم، الأمر الذي تحقق الليلة الماضية.

وقال رئيس الحكومة الإيطالية إن "اليوم هو يوم الاحتفال"، وذلك أثناء استقباله مريم وزوجها وأطفالها الاثنين في مطار تشامبينو (قرب روما)، برفقة زوجته أنييزي، ووزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني، ونائبها لابو بيستيللي، الذي رافق مريم وأسرتها في رحلتها من السودان.

وأضاف رينتزي "نحن سعداء بحمل اسم أوروبا"، مشيدا بـ"العمل الاستثنائي لنائب الوزيرة بيستيللي"، وكرر كلماته في خطاب افتتاح الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي، عندما قال إنه "دون رد فعل في قضية مريم، لا نستحق أن ندعو أنفسنا أوروبا"، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أن محكمة سودانية كانت قد أمرت، يوم 23 يونيو الماضي، بإطلاق سراح السيدة المسيحية مريم يحيي، التي كان قد صدر الحكم عليها، يوم 15 مايو الماضي، بالإعدام بتهمة الردة عن الإسلام واعتناق المسيحية، رغم أنها وُلدت من أم مسيحية وتربت تربية مسيحية، بعد اعتناق والدها الإسلام، كما تنازلت عائلتها عن توجيه الاتهامات لها، وهو الأمر الذي أدى إلى قيام المحكمة بتبرئتها.

وكان الحكم بالإعدام قد أثار ردود أفعال غاضبة من قبل عدة دول ومنظمات حقوقية، والتي طالبت الحكومة السودانية بإلغاء عقوبة الإعدام شنقا بحق مريم يحيي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق