العجيبة 22 من عجائب القديسة مريم

راهب، في أحد الأديرة، كان وكيلاً عن الخمر الذي يشرب منه باقي الرهبان. وكان متعبداً ورعاً للسيدة مريم العذراء، ولم يغب يوماً عن الصلوات في الكنيسة، وكان نشطاً جداً في عمله، الذي أوقعه في آفة السكر، وبما أنه الوكيل عن الخمر كان يشرب أضعاف ما يشرب باقي الاخوة.
وذات ليلة، تعشّى وسكر ونام في فراشه، وعند السحر، سمع الجرس، فهبّ من فراشه، كعادته، لكي لا تفوته الصلاة، ولكن رجليه لم تقدرا على حمله، وألم السكر الشديد في رأسه لا يحتمل، فتحمّل ألمه وهو يصيح:
ـ سأذهب الى القداس كي لا تفوتني صلاة من أجلك يا أم المخلّص.
وما أن خرج من غرفته، ومشى عدة أمتار نحو الكنيسة، حتى ظهر له ثور ضخم أراد أن ينطحه كي يمنعه من الصلاة، ويعيده الى فراشه. وللحال رسم اشارة الصليب المقدس، وهرب الثور.
بعده مباشرة ظهر له كلب أسود، حاول منعه من دخول الكنيسة، فرسم الصليب وهرب الكلب.
وما وصل الى باب الكنيسة حتى جن جنون الشيطان فتحوّل الى أسد كاسر يريد القضاء على هذا الراهب المسكين، فإذا بسيدة رائعة الجمال تقف بوجهه وتوبخّه وتطرده عنه.
وبعد رجوع الراهب الى غرفته وجد تلك السيدة بانتظاره، فقالت له:
ـ إذا أردت خلاص نفسك، لا تسكر بعد اليوم، كما يجب ان تعترف بخطاياك لأبيك الرئيس، وأن تحفظ القانون الذي سيسلمك اياه.
فسألها والدمع في عينيه:
ـ ومن أنت يا سيدتي، التي صنعت معي كل هذا الاحسان؟
ـ أنا هي مريم أم يسوع.
وما أن سمع ذلك، حتى سقط على الارض مغشياً عليه. وفي الحال اختفت السيدة العذراء.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق