كتبت لكم فى الأسبوع الماضى مقال " الحياة بعد الحياة" عن كتاب الدكتور جيفرى ‘ وهيئته العلمية التى إنشئت بهدف جمع معلومات عن الذين إقتربوا من الموت ‘ ولكنهم عادوا لأجسادهم ‘ وطبعا هذا ليس موتا ‘ ولا يسمى حياة بعد حياة ‘ وهذا عنوان مغلوط ‘ وقد وعدتكم بالرد على الذين يجهلون حياتهم بعد الموت ‘ وخصوصا للمؤمن المسيحى ‘ والذى قدم له الكتاب المقدس كل تفاصيل حياته بعد الموت ‘ وهذه تعتبر حقائق إيمانية عن الموت وما بعده ‘ ونلخصها فى النقاط التالية:
1- خلقنا الله لنحيا معه حياة أبدية : وكقول الكتاب " وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا."تك1: 26". فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم." تك 1: 27" ‘ الله هو الحياة " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس.يو1: 4" وهو حى فلم يكن هناك ذكر للموت عندما خلق الله الانسان ‘ بل غرس له شجرة الحياة وسط الجنة التى تمنح الحياة الأبدية للساكنين فيها.
جاء أول ذكر للموت عندما قال الرب لآدم " وأخذ الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن ليعملها ويحفظها. وأوصى الرب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لأنك يوم تأكل منها موتا تموت.تك2: 15-17‘ وبسقوط آدم فى خطية المعصية والتعدى طرد الانسان من الجنة وسكن الأرض التى قد لعنها الرب الإله حيث لحق بالجسد البشرى الفساد وكتب على الجميع الموت ‘ بل أصبحت حياة الانسان مرتبطة بعناصر ثلاثة طول حياته ‘ يمر بها كل البشر وهى الألم والخطية والموت.
2- الجميع يموتون:كقول المرتل"أى إنسان يحيا ولا يرى الموت.مز89: 48‘ ويفسرها لنا معلمنا القديس بولس الرسول فى رو5: 12" من أجل ذلك كإنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم ‘وبالخطية الموت. وهكذا إجتاز الموت الى جميع الناس إذ أخطأ الجميع."وهكذا أصبحت "أجرة الخطية هى موت". رو6: 22 ‘فى زمن "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله"رو3: 12‘ ويقرر أيضا ضرورة الموت" وكما وضع للناس أن يموتوا مرة واحدة ثم بعد ذلك الدينونة."عب9: 27. وقد وصف لنا الكتاب مشهد لا يوصف فى موت أول رئيس كهنة على الأرض - هرون –" وكان هرون ابن مائة وثلاث وعشرين سنة حين مات فى جبل هور. عدد33: 39" ‘ وكلم الرب موسى وهرون فى جبل هور على تخم أرض آدوم قائلا. يضم هرون الى قومه لانه لا يدخل الارض....واخلع عن هرون ثيابه والبس ألعازر ابنه اياها. فيضم هرون ويموت هناك. ...فمات هرون هناك على رأس الجبل. فلما رأى كل الجماعة ان هرون قد مات بكى جميع بيت اسرائيل على هرون 30 يوما." عدد20: 22-29"‘ وعن موت موسي العظيم يقول الكتاب" وقال الرب لموسى اصعد الى جبل عباريم هذا وانظر الارض التى أعطيت بنى اسرائيل. ومتى نظرتها تضم الى قومك انت ايضا كما ضم هرون أخوك. عدد27: 12و 13, وتثنية 32: 48-51" ووصف يشوع موت موسى قائلا" فمات هناك موسى عبد الرب فى أرض موآب حسب قول الرب. ودفنه (الرب) فى الجواء فى ارض موآب مقابل بيت فغور(جبل نبو) ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات.." تث 34: 5-7.
3- لكل انسان أجل محدد فى الحياة وحتى موته: كقول الكتاب فى حديث أيوب للرب الإله" الانسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعبا . إن كانت أيامه محدودة وعدد أشهره عندك وقد عينت أجله فلا يتجاوزه." أي 14: 1‘ ويوحنا الرائى يصف لنا مشهد عظيم فى السماء " ورأيت الاموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله . وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الاموات مما هو مكتوب فى الاسفار بحسب أعمالهم. رؤ20: 12‘ ويقول موسي فى مز 90: 10و 12" أيام سنينا هى سبعون سنة .وان كانت مع القوة فثمانون سنة. وأفخرها تعب وبلية‘لأنها تقرض سريعا فنطير. ..أحصاء أيامنا هكذا .." ‘ ويقول صموئيل النبى عن شاول الملك" وقال داود حي هو الرب ان الرب سوف يضربه أو يأتى يومه فيموت." 1صمو26: 10‘ وذهب إشعياء النبى لحزقيا الملك برسالة من الله" هكذا يقول الرب أوص بيتك لأنك تموت ولا تعيش."اش 38: 1.
4- يوم وساعة الموت غير معروفة للبشر: وهذا ماقرره الكتاب المقدس" فاسهروا إذا لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها ابن الانسان.مت25: 13‘ وأيضا" انظروا .اسهروا وصلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت." مر13: 33‘ ولو انه هنا يكلمنا عن المجيئ الثانى ولكنه أيضا يتحدث عن الموت .
وبعد أن اغلق الرب الإله الفردوس الذى كان مغروسا شرق عدن ورفعه الرب الى السماء كقول الكتاب" وقال الرب الإله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر . والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا الى الابد. فأخرجه من جنة عدن ليعمل الأرض التى أخذ منها. فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة." تك3: 22- 24 . وهكذا كان يذهب كل موتى العهد القديم وكل البشر الى حتى موت السيد المسيح على الصليب الى الهاوية أو الجحيم.
وجاء العهد الجديد عهد النعمة والحق ‘وأشرق نور للساكنين فى الظلمة وظلال الموت‘ وقدم لنا الرب يسوع المسيح معنى جديدا للموت والحياة بعد الموت ‘حقائق إيمانية يؤمن بها كل مسيحى ‘وفوجئت البشرية بمن يقول للص اليمين "اليوم تكون معى فى الفردوس" وذهب وبشر الذين فى الحبس (الجحيم)‘ ويقول "من آمن بى ولو مات فسيحيا .وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد ‘ ويعرف الموت بأنه نوم أو رقاد ‘موت الجسد ‘ الموت الأول ‘ ويعرف رسله الموت بانه هدم للخيمة الأرضية ‘ خلع مسكنى ‘ الخروج .." واصبحنا نردد فى كنائسنا كل يوم فى أوشية الراقدين " أنه ليس موت لعبيدك بعد بل هو إنتقال " وبدأ الناس يرون القديسين يأتون لهم على الأرض ‘ وهذا ماسنتكلم عنه فى مقال قادم إذا شاء الرب وعشنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق