التطبير يقسم الشيعة مشوِّهاً إسلام الرحمة


المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله

ذلك ليس نقاشاً حيال حقّ الفرد في انتهاج أيٍ من الشعائر، أو تهكُّماً على سلوكٍ متوارَث بات التطرُّق إليه، استفهاماً أو استنكاراً، كمَسّ الذات الإلهية. لمُواسي مصاب أهل بيت النبوّة، وفق النهج الشيعي، طقوسٌ، منها الإجهاش أو اللطم، أما التطبير، أو إدماء الرأس، فحوله جدل. يُجمِع المسلمون الشيعة المتمرّسون في إحياء واقعة الطفّ على أشكال الحزن، كالزيّ الأسود، والمواظبة على حضور المجالس، وحرمان النفس، غالباً، مباهج الحياة من ترفيه ينقض هول مَشاهد كربلاء. أما في اليوم العاشر، حيث السِير تنقل مصرع الإمام الحسين في العام 60 للهجرة، فمنهم مَن لا يرى نفسه مواسياً، عن حق، إلا بآلة حادة يصوّبها في اتجاه الرأس، فيغدو منظره دموياً يبعث في الآخرين الذعر. تتكرر ظاهرة التطبير سنوياً، خصوصاً بمدينة النبطية الجنوبية، كما تشهد مناطق، يتبع سكانها، كما يُشاع، توجّه حركة "أمل"، تجمعات شبابية من مختلف الأعمار، فيها تُشطَب الرؤوس بواسطة موسى حادة، وتنزف جروحٌ على وقع هتافات "حيدر، حيدر، حيدر".

دموية الحال وإثبات الولاء بالجَلد
تطفح شهوة "داعش" توقاً للدم والجُرح والفجيعة، وكي يُقال "إننا في المرصاد"، يُعمَد اليوم، أكثر من وقتٍ مضى، الى إعلانٍ صريح للفداء بالنفس. ليس التطبير سلوكاً طارئاً على بعض المجتمع الشيعي، فعُمره، وفق المراجع، نحوٌ من 100 عام. منشأ الظاهرة بلدان الشرق الأدنى، وأديانٌ غيرها السموية، تفترض عقاب النفس بالجَلد والإدماء، بُغية التطهّر والارتقاء. عرفت إيران التطبير من منشأه في الهند تحديداً، ومنه انتقل الى العراق، وتجذَّر في بُنية السلوك العاشورائي عند الشيعة هناك، لفائضٍ في حبّ إمامهم مظلوم كربلاء. استعار بعض شيعة لبنان من شيعة العراق أسلوبهم في الولاء الحسيني، وراحت في النبطية تحديداً، حيث الموعد السنوي مع مراسم خاصة لتجديد بيعة العاشر من محرّم، تُرفَع شعارات الحسين مصحوبةً بدماءٍ تسيل من رأس المُطبِّر. بلغ الواقع من الدموية حداً يُخرِج المرء عن طوره، وأصبح لا بدّ من المزايدة في إعلان الولاء. يُجدَّد، كل سنة، عهدٌ بأن "الحرارة لن تبرد أبداً"، ومع فتح المنطقة على حرب المصير، لم يعد ثمة فارق ما بين تجديد العهد بالقبضات والحناجر، أو بدماءٍ تُفارق أبدانها قبل الأوان.

نقاش حول التطبير شرعاً: الشيعة منقسمون
مرجعيتان شيعيتان تحرّمان التطبير، وتجزمان بأنه لا يجوز للنفس والإسلام معاً: السيد علي الخامنئي في إيران، والسيد محمد حسين فضل الله في لبنان. مراجع أخرى، كالسيدين أبي القاسم الخوئي وعلي السيستاني في العراق، لم يجزما بالحرمة، ولم يقطعا، في المقابل، بكون السلوك محلّلاً. فيما تُعتَبر الشيرازية مثلاً، (نسبة الى السيد محمد الشيرازي، وبعده صادق الشيرازي في العراق)، من أبرز دعاة تعذيب النفس توكيداً للولاء الكربلائي، وقد تختلف على مستوى الممارسة العاشورائية مع مذاهب شيعية أخرى، تسهل، عبر فضائيات الشيرازيين، ملاحظة الاختلاف.

* مرجعية فضل الله
يجزم مدير المعهد الشرعي الإسلامي الشيخ حسين الخشن بأنّ التطبير "دخيلٌ على الإسلام، ليس من صُلبه، فلم يُعهَد بمثل هذا الفعل في زمن أهل البيت، ولا وقْع له في السِير". يعيدنا الى السيد محسن الأمين، أحد أبرز المجاهرين برفض التطبير في الفكر الشيعي، إذ "بحسب تقديره، بدأت الظاهرة قبل نحو 100 عام في جبل عامل، وامتدّت في شكل محدود الى النبطية". يحوط التطبير رأيان فقهيان: الأول يرى عدم وجود دليلٍ الى الحرمة، فـ"كلّ شيء حلال حتى تعلم بأنه حرام"، والثاني يفتي بالحرمة انطلاقاً من مستندين، أحدهما أنّ "الإضرار بالنفس غير مسموح به شرعاً"، والآخر أنّ التطبير "يتضمّن التوهين وهتك الخط الإسلامي الأصيل كونه يبعث على النفور والاشمئزاز". هنا النقطة الخلافية كون تقدير الضرر يخضع للنسبية. ينفي الخشن ربطاً ما بين التطبير وشبان "أمل" تحديداً، فـ"فكر السيد موسى الصدر واضحٌ في عقلنة الأمور، ولم يُعهَد عنه أنه يقبل"، داعياً المطبِّرين الى "توفير الدماء للجبهة، أو التبرّع بها، فلا يكون التعبير عن العواطف فرصة للقول إنّ المسلمين غارقون في الدماء".

* مرجعيتا الخوئي والسيستاني
لم يدلِ السيستاني بموقف حاسم من التطبير، وظلّت فتواه ملتبسة. وفق رئيس المجمع الثقافي الجعفري الشيخ محمد حسين الحاج، "لا إفتاء واضحاً" عن المسألة. يشرح: "إذا كان ثمة ضررٌ على النفس، فلا يجوز، وإن انتفى الضرر، فلا مانع"، من غير أن يفته اعتبار إدماء الرأس "مظهراً من مظاهر الحزن". يضرب التدخين مثالاً أو الخضوع لجراحة، "فإن تضمّنتا ضرراً، وَجَب تفاديهما، وفي حال عدم وجود الضرر، فلا بأس بذلك. يخبرنا أن الخوئي حين سُئِل عن التطبير، أجاب: "إذا أمِن الضرر، فلا إشكال"، ضارباً مثالاً ثالثاً: "إذا وُجِد خطرٌ جراء الوضوء بالماء، فلا ضير من التيمّم".

للخوئي والسيستاني، تقريباً، رأيٌ واحد، وإلا ما الفارق؟ "فتوى الخوئي أكثر وضوحاً: إذا أمِن الضرر، فلا إشكال. وبالنسبة الى السيستاني، فكل ما يُسبِّب ضرراً، شأنٌ غير جائز". بكلام آخر، يتابع: "الفتوى واحدة على المستوى الفقهي، لكنّ الخامنئي وفضل الله وجدا في التطبير ضرراً، فرُدَّ عليهما بانتفاء الضرر، فعقّبا بالقول إنّ الضرر لا يقتصر على البدن، بل يطاول أصل المذهب [صورة الإسلام الشيعة]، فكان ردٌ على الردّ: "لو أردنا التفكير وفق هذا المنطق، لجزمنا بالقول إننا لا نزال قابعين في العام الستين للهجرة، نلطم على الصدور، بما ينمّ عن تخلّفٍ في الظاهر". يختم مؤكداً أنّ "لكلّ مذهب خصوصيته، وليس من المنطق التصدّي لخصوصية المذاهب". يستدرك بآية: "ومَن يعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب". (الحج، 32).

* مرجعية الخامنئي
يؤكّد مدير مكتب الوكيل الشرعي للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد المقداد، الضرر، كون الإنسان معرَّضاً لخطر الموت أو المرض. يعرِّج الى "الرحمة في الإسلام"، مشدِّداً على أنّ "الأساليب العنيفة خارج أصل الدين، ولم يرد جواز استعمالها في خبرٍ أو روايةٍ أو نصّ". يتابع بالقول إنّ "الأحكام الشرعية لا تحضّ إنساناً على ضرر، فالبكاء واللطم واردان، والتطبير لا، وإن لم يصلنا أنّ أحدهم مات حين طبَّر". يعلل أسباب استمرار الظاهرة على رغم بعض التحريم، ونسأله عن يدٍ لمرجعيات بتفشيها، عوض أن تكون لها إجماعاً بالرفض، فيعزو أحدها لـ"مراعاة الناس". فسِّر يا مولانا. كيف تحدث المراعاة؟ يعيدنا الى السيد محسن الأمين الحازم في هذا الشأن، ويخبرنا بأنه حورِب و"بعضهم تهجَّم على مقامه، والقصد بالمراعاة عدم تأليب الناس، وأن ليس ثمة صلة ما بين التطبير والإيمان، فلا المطبِّر ملتزم دينياً ولا رافض التطبير مخلٌ بالشرع".
سرعان ما يغدو التطبير "عادة بصرف النظر عن رأي المراجع". ثمة المتمسّكون بالممارسة، يُقدِمون عليها في اليوم العاشر "بغرض المواساة، لكنّ المواساة ليست كذلك". يعيد الى الأذهان: "نحن نحارب التكفيريين، فكيف نرضى بسفك الدماء، والإمعان في تكريس الإسلاموفوبيا، والحضّ على النفور منه والمجاهرة إزاءه بالسخط؟".

مطبِّران يرويان الشعور: لا يوصَف!
لمحمد عجمي (مُجاز في هندسة الديكور) سبعة وعشرون عاماً، أمضى عشرين منها مواظباً على التطبير كلّ سنة. يتّخذ من السيستاني مرجعية، ومن النبطية مكان سكن. قِصَّ علينا التجربة، يا محمد: "منذ عمر السنتين، اعتدتُ التطبير بصحبة الأهل. ذلك حوارٌ بين الإنسان وربّه، أعجزُ عن التعبير عنه أو ملامسته. قاصى الإمام الحسين ألوان المصائب والشدائد، فكيف أستكثر عليه جُرحاً في الرأس؟ يا لبساطة ما أنا فاعلٌ أمام ما شاهد". نناقشه بانطواء الفعل على ألمٍ وأذية ونسب الدم الى الإسلام، وأنّه عُرضة لتحريم بعض المرجعيات. يجيب بوضوح: "في إمكانكِ عدم الإقدام عليه، وفي إمكان رافضيه البقاء على مسافة من التجربة، أما أنا فكلّي بها اقتناعٌ. التطبير شأنٌ آخر يتخطّى الحلال والحرام. طالما حوربنا نحن المطبِّرين من المجتمع والمراجع. أنا حين أمارس إدماء الرأس أعجز عن وصف مشاعر تختلجني. أبكي، لا بل أجهش. أغدو في عالم آخر قوامه لحظة تضحية. ليتني أتألم مقدار ذرّة من مصاب أهل البيت، لكان الألم مدعاة فخرٍ وسعادة".
كذلك هيثم زهري (27 سنة، ماجستير محاسبة)، اعتاد التطبير منذ 7 سنوات، وفي عاشوراء ما قبل العام الفائت، لم يشارك في المراسم لقولٍ بأنّ الإدماء محرَّمٌ، فكيف شَعَر؟ "كان شعوراً غريباً لا أملك وصفه. كأنّ احتكاكاً يشتعل في الرأس"، ثم يعقِّب: "المهم عدم المبالغة. مجرّد الحضور وسط "الضرِّيبة" يمنحك إحساساً بالاختلاف. جميعنا في العائلة "نضرب حيدر"، جدّي وأبي وأعمامي، لكنني لا أمارس التطبير كفرْضِ مُتوارَث، بل لاقتناعي التام بقضية عاشوراء". وإذا نسأله عن الوجع، يجيب ضاحكاً: "ليس ثمة أوجاع! هي اللحظات الأولى فقط، ويُخدَّر الرأس. ثم، أي وجع نتحدّث عنه في حضرة مصاب الطفّ؟".

في نقد السلوك واختراق خصوصيته
لكلٍّ أن يتبنّى المعتقد الذي يشاء. شأن الشباب المطبِّر أن يجاهر فخراً بإدماء رأسه، وأن يُقدِّم وجع النفس قرباناً لمن يشاء. القابل للنقد، حضٌ مبطَّن على سفك الدم، وإسقاط الممارسة "الطارئة" على كنه الدين وأصله. كأنها سلسلةٌ أن يُعمَد الى ترسيخ مفعول الأداة الحادة على الأبدان، وأبرز تجلياتها حزّ الأعناق. يُفسِح بعضهم المؤِّثر في الشبان العاطفي مجالاً ليُرمَى الدين بأوهامٍ وحقائق.
fatima.abdallah@annahar.com.lb
Twitter: @abdallah_fatima

العجيبة 28 من عجائب مريم العذراء


كان في بلاد الشرق رجل وثني لا يحلو له إلا أن يشتم المسيح وأمه مريم كل يوم تقريباً، وكان له صبي عمره سبع سنوات، كثيراً ما رافق اصحابه الاطفال المسيحيين الى الكنيسة، وكان كلما تقدّموا للمناولة تقدّم معهم، الى أن علم والده بالامر، فاستشاط غضباً، وقرر إلقاءه في فرن النار الذي يستعمله لطبخ الزجاج.
حاول الطفل الهرب، وهو يصرخ:
ـ أبي، أرجوك لا ترمني في النار، أنا أحبك.
ولكن والده كان أسرع منه، فحمله بين يديه، ورماه في أتون النار، دون شفقة أو رحمة، وهو يقول:
ـ أيها الطفل المغفل، بما أنك تتناول القربان المقدس كل يوم، دعني أرى كيف سيخلصك مسيحك الدجّال وأمه مريم من الموت حرقاً.
ورغم كثرة الأخشاب التي أوقدها في الفرن، ليزيد من لهيبه، بقي الطفل واقفاً في وسطه، ينظر الى والده نظرة تأنيب وشفقة، دون أن تقترب منه النار، أو أن يصيبه أذى.
ركضت والدته نحو الفرن، وركض خلفها العديد من المسيحيين بغية إنقاذ الطفل، فوجدوه يقف وسط اللهيب وكأنه في بستان ورود. فسألوه إن كان بإمكانه الخروج، فهز رأسه علامة الايجاب، وخرج والبسمة تعلو شفتيه، ليرتمي في حضن أمه وهو يقول:
ـ المرأة التي تحمل طفلها في الكنيسة، كانت معي في الفرن، ولقد لفتني بمشلحها الأزرق، وأبعدت عني اللهيب، ولم أشعر أبداً بالخوف. ولكني، ما زلت لا أدري، لماذا رمى بي والدي في الفرن؟.
وأتاه الجواب من أبيه:
ـ لأنني وثني ضال، شتمت من أنقذتك مئات المرات، ومع ذلك أشفقت علي ولم تحرمني طفلي، ولكي أرد جميلها، سأتقبّل سر المعمودية قبلك وقبل والدتك، لتعلم السيدة العذراء أنني أول من سيشكرها من عائلتي على عجيبتها هذه.
وكان الجمع الموجود هناك، قد قرروا رميه بالنار مثلما رمى ابنه، ولكنهم غفروا له خطيئته بعد الذي سمعوه منه. وراحوا يمجدون الله.
**

مجنون أعمى وأخرس/ نسيم عبيد عوض

يقرأ صباح اليوم الأحد الثالث من شهر بابة‘ فى جميع الكنائس القبطية فى مصر والعالم كله‘ فصل من بشارة الإنجيل للقديس متى البشير اصحاح 12 : 22- 28 ‘ ويبدأهذاالفصل هكذا: " حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس. فشفاه حتى ان الأعمى الأخرس تكلم وأبصر." فلنعش فى كلمة الله الحية الفعالة ونتأمل فيها بنعمته التى يمنحها لنا:

قيل " حينئذ " لماذا؟  لأن الرب فى يوم السبت ذهب مع تلاميذه بين الزروع ‘ولما جاع التلاميذ ابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون ‘ فجاء اعتراض الفريسيون على ان هذا لا يصح فعله فى يوم السبت ‘ فجاءهم رد السيد المسيح : 1- " انى أريد رحمة لا ذبيحة. ولو علمتم هذا لما حكمتم على الابرياء . 2- فان ابن الانسان هو رب السبت أيضا. "مت12: 7و8. ثم فى مجمعهم إذا بانسان يده يابسة فسألوه من هل يحل الإبراء فى السبوت؟  لكى يشتكوا عليه‘ فرد عليهم ان الانسان كم هو أفضل من الخروف ( لأنهم كانوا يحللون لأنفسهم إنقاذ خروف سقط فى حفرة يوم السبت) إذا يحل فعل الخير فى السبوت  ‘ ثم قال للإنسان مد يدك. فمدها فعادت صحيحة كالأخرى."مت12: 12و13. وهنا تشاور عليه الفريسيون لكى يهلكوه . فلما علم يسوع انصرف من هناك .ولكن تبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا..من جميع أمراضهم واسقامهم.. إلهنا يجول يصنع خيرا  ومن القابه الشافى .. فهو من قال لتلميذى يوحنا " تعالوا وانظروا‘ العمؤ يبصرون والعرج يمشون والبرص يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون." مت11: 5‘ وهى نفس النبوة التى قيلت على فم اشعياء النبى           " قولوا لخائفى القلوب تشددوا لا تخافوا .هوذا الهكم . هو يأتى ويخلصكم. (حينئذ ) تتفتح يون العمى وآذان الصم تتفتح. (حينئذ) يقفز الاعرج كالأبل ويترنم لسان الأخرس.  لانه قد انفجرت فى البرية مياه وانهار فى القفر."اس35: 1-6.

حينئذ أحضر اليه مجنون أعمى وأخرس : وأول مانتأمل هنا انه أحضر للرب بمعرفة آخرين كما هو حال المفلوج الذى حمله الأربعة وأحضروه أمام السيد المسيح ‘ فنتعلم أن نكون مثل هؤلاء الآخرين نخدم غيرنا ‘ نعطى لمحبة الآخرين معنى البذل والتضحية التى يطالبنا بها ربنا ‘ نحضر المحتاجين لشفاء الجسد والروح لعرش الرحمة والمعونة ‘ توجد نفوس بعيدة عن الله ولا تفكر فى التقدم أو الرجوع له ‘ فهل نقدم لهم يد المعونة ونصلى أولا من أجلهم ‘ونقربهم الى الله لتعمل نعمته فيهم ‘ حتى يقول الرب من أجل إيمان هؤلاء الآخرين يشفيه روحيا وجسديا.(طلبة البار تقتدر فى فعلها"  كقول القديس يوحنا " أن رأى احد أخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة."1يو5: 16. وهكذا أيضا علمنا القديس يعقوب الرسول" أيها الأخوة ان ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد. فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه يخلص نفسا من الموت ويستر كثرة من الخطايا ..يع5: 19و20‘ فالآخرين الذين أحضروا هذا المجنون الأعمى والأخرس تكبدوا أتعابا شاقة حتى يستطيعون السيطرة علية وإحضارة أمام رب المجد يسوع ‘ هؤلاء  تحلوا بالإيمان والمحبة والرحمة والحنان ‘ الإيمان والثقة فى شفاء الرب له ‘ والحنان الذى دفعهم للجهاد حتى تخلص هذه النفس وتشفى روحيا وجسديا .

مجنون..أعمى .. وأخرس:                                                                                  
هذه صورة أى انسان منا قد استولى عليه شيطان الخطية..
1- - فيغلق ويعمى عينيه حتى لا يبصر ولا ينظر نعمة وبركات الله ‘ولا يبصرعدل ومراحم الله‘ وحتى لا ينظر بشاعة خطيته ويعميه حتى لا يرى نتائج تصرفاته وأعمال خطيته ‘ يغلق عينيه عن طريق الخلاص فيظل سجينا فى شبكة الشيطان يوجهه كيفما شاء ‘ انسان يصبح عضوا فى مملكة الشيطان ‘ لأن الإنسان الذى لا يسخدم عينيه لقراءة كلمة الله هو انسان أعمى ولو كان مبصرا كقول الحكيم" الحكيم عيناه فى رأسه وأما الجاهل فيسلك فى الظلام.جا2: 14" ولعلنا قد فهمنا من ان العمى المقصود هنا نتيجة عمل شيطان الخطية ليس البصر بالعينين الخارجيه ولكنها العينان الداخلية أو البصيرة الروحية ‘ لأن هناك من لهم العينين تبصران وهم فى الحقيقة عميان ولهؤلاء قال لهم الرب يسوع" لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية . ولكن الآن تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية."يو9: 41.  ولنا قديسين كثيرون كانوا عميان البصر ولكنهم كانوا يحلقون فى السماويات مع الله والملائكة والقديسين ومنهم من عاش مع كلمة الله وعلم بها كثيرين ‘ ولعلنا نذكر القديس كليمندس الأسكندرى الذى كان رئيسا لمدرسة الاسكندرية المسيحية .                                                                                                    
2-  شيطان الخطيه يصم أذن الانسان حتى لا يسمع كلمة الله ‘ حتى لا يسمع انذارات روح الله فى داخله‘ وحتى لا يتمتع بسماع صلوات ووعظات خدام الكلمة من أجله‘ ولذلك دائما مايخاطب الكتاب" من له أذنان للسمع فليسمع" الأذن الداخليه الروحية التى تتقبل كلمة الله فتعيش فيها وداخلها وتعمل بها بل وتعظ بها الآخرين.                                                  
3- تخرس الخطية لسان الانسان حتى لا يحتج على عمل الخطية ويتمرد عليها فيقع تحت سطوة الشيطان وسيطرته ‘ بل ويكون مطيعا له حيث يقوده ‘ وتخرس الخطية اللسان حتى لا يسبح بحمد الله ويقدم له الشكر والعرفان ‘ ويحمد الله على نعمته وعطاياه ‘ حتى لا يرفع صوته ويتوسل لله لطلب مراحمه .                                                                          
4- أما الجنون فهو قمة سيطرة الشيطان على الخاطئ ‘ يقيدة بسلاسل الخطية ويجره بها الى قاعها ‘ وأيضا أمام جنونة  يقيد بسلاسل حتى لا يؤذى الآخرين وبالتالى إتقاء شره وخطرة وأذاه بدل أن يقدم المعونة للآخرين . الإنسان الخاطئ تجره خطاياه الى سلسلة من الخطايا المتعددة التى تبعده عن الحياة الحرة الكريمة بل يعيش فى مملكة الشيطان التى حرره الله منها‘ وقول الرب " كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم."تك 6: 5 ولهذا أغرق الله هؤلاء الأشرار فى الطوفان حتى يطهر الأرض منهم ولكن هيهات . فقال القديس بولس الرسول لتلميذه تيطس" كل شيئ طاهر للطاهرين ‘ وأما النجسين وغير المؤمنين فليس شيئ طاهر بل قد تنجس ذهنهم أيضا وضميرهم.تيطس1: 15.

والخاطئ كالمجنون الأعمى والأخرس بخطياه  يعزل نفسه عن شركة المؤمنين فى الحياة الطاهرة والمقدسة‘ ولذلك يعمنا القديس بولس الرسول ان" إعزلوا الخبيث من بينكم لأنه لا شركة للنور مع الظلمة ولا إتفاق للبر مع الإثم ولا الله مع بليعال.1كو5: 13. وعزلة جنون الخطية لا تعزلنا وتحرمنا من شركة المؤمنين على الأرض فقط بل عن شركة القديسين فى السماء بل وتحرمنا رؤية ملكوت الله ومن الحياة الأبدية التى وعدنا بها الله .                      
ولعل مثل الابن الضال الذى قاده جنون محبة العالم وشهواته الى خروجه عن طاعة أبيه وحرمته من روحانية النفس الطاهرة ورمته الى الدنس والنجاسة ‘ ولما رجع الى نفسه رأى أن حياته فى الخطية كانت جنونا ‘ وعلى الفور عاد الى أبيه يقول له أخطأت الى السماءوقدامك ‘ والأب الحنون  يحب ان يرجع الخاطئ الى التوبة ‘والجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون.

وحتى لا نكون مثل هذا الخاطئ المجنون الأعمى والأخرس‘ علينا أن نطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين قداستنا فى مخافة الله. ةهو طريق واحد للخلاص لأن الله لا يسر بموت الخاطئ مثلما أن يرجع ويتوب فيحيا ‘ لأن هذا هو إرادة الله.فهو الذى" يقدر ان يخلص الى التمام الذين يتقدمون به الى الله. عب7: 25. هو الوحيد الذى يخلص من الدينونة بما يمنحه من غفران الخطايا فى استحقاق دمه الكريم الذى أحبنا ويغسلنا به وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه."رؤ1:5و6.

هل نسأل ان تمتد تلك اليد وأصابعها الشافيه القادرة العطوفة التى إمتدت الى ذلك البائس فأبرئته ‘ أن تمتد الى قلوبنا فتمسها وتشفيها من كل شر وشبه شر‘ وتنقيها بالتوبة الخالصة ‘ فنعاين الله ونقبله بروحه القدوس داخلنا ليقودنا فى موكب نصرته لحياتنا الأبدية معه فى السموات. أمين. 

مؤتمر صحفي للاعلان عن اللقاء الجامع لاعلان ثوابت طرابلس الوطنية

الغربة ـ  طرابلس
عقد في دار المطرانية المارونية في طرابلس، مؤتمر صحفي خصص للاعلان عن اللقاء الجامع لاعلان ثوابت طرابلس الوطنية شارك فيه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، راعي ابرشية طرابلس الكورة وتوابعهما للروم الاتودوكس المطران افرام كرياكوس، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الملكيين المطران ادوار ضاهر، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار. 
بداية تحدث المطران بو جوده فقال:" يطيب لي أن أُرحّب بكم في هذه الدار، التي تُعتبر كغيرها من المراكز الدينيّة، المسيحيّة والإسلاميّة، داراً لجميع اللبنانيّين، وهذا ما يؤكّده الجميع عند زيارتهم لنا في مختلف المناسبات. نلتقي اليوم، نحن المسؤولين الدينيّين في هذه المدينة، في دار المطرانية المارونية في طرابلس، وبمبادرة كريمة من صاحب السماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، لنعلن عن عقد لقاء جامع يؤكّد ثوابت طرابلس الوطنيّة، التي نعيشها منذ زمن طويل، وذلك يوم السبت المقبل، في الخامس والعشرين من تشرين الأوّل، في فندق الكواليتي إن، آملين أن يكون هذا اللقاء فاتحة لقاءات أخرى دوريّة تجمع شرائح المجتمع المدني الطرابلسي بجميع فئاتها وبصورة خاصة الشباب الذين يتعرّضون لحملة تأثير واسعة، يُستعملون فيها لنقل الأفكار الهدّامة. ولعل هذا اللقاء يكون مناسبة لنعمل معاً على تخطّي الصعوبات ومعالجتها. والتي لن تستطيع أيّة قوّة أن تزعزعها، لأنّها مبنيّة على صخرة "الوطنيّة" الحقيقيّة".
تابع بو جوده:" يعيش المسيحيّون بمختلف طوائفهم، والمسلمون بمختلف مذاهبهم، في طرابلس، منذ أكثر من ألف وأربع مائة سنة، وقد أصبحت هذه المدينة، كما كل لبنان، مثالاً وقدوة للكثير من البلدان إلى درجة أنّ البابا القديس يوحنا بولس الثاني قال: "أنّ لبنان ليس مجرّد وطن كغيره من الأوطان، بل هو رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع".  ففي المسيحيّة في لبنان نفحة من الإسلام، وفي الإسلام نفحة من المسيحيّة، تظهر في كل العادات والتقاليد التي يعيشونها مع محافظتهم على كل مقوّمات إيمانهم إذ يبقى فيه المسلمون مسلمين، والمسيحيّون مسيحيّين بكل ما للكلمة من معنى. يبقون كلّهم ثابتين، صامدين، ومترسّخين في مبادئهم الدينيّة، جاعلين منها مادة للحوار، متحاشين دائماً أن يجعلوا منها، مادة للخصام والعداوة. فالمسلمون في طرابلس مسلمون أصيلون وأصليّون، والمسيحيّون فيها أصيلون وأصليّون. وهنالك ثوابت يتقيّدون بها جميعهم ويسعون دائماً للحفاظ عليها وتنميتها كي يصح فيها القول أنّها في الحقيقة رسالة لكل البلدان مسلمة كانت أم مسيحيّة.
وقال:" يحاول البعض، خاصة في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها شرقنا العربي، وتعيشها البلدان المجاورة، أن يزعزع هذه الثوابت ويهدمها، بتأثير أكيد من قوى خارجيّة، ومن مؤامرة تُحاك خيوطها منذ فترة من الزمن، ساعية إلى تفتيت هذه البلدان من أجل خلق دويلات طائفيّة، تبرّر قيام الدولة الصهيونيّة الغاصبة التي عبّرت صراحة، وبعد فترة طويلة من المواربة، أن تجعل من نفسها دولة يهوديّة، تفرض وجودها وسيطرتها على دويلات أخرى ذات طابع طائفي ومذهبي، تتصارع وتتحارب مع بعضها البعض، بينما تحاول هي أن تُثبت وجودها وتبرّره أمام الدول الأخرى. وما يحصل في بعض البلدان من تجاوزات، وتطرف طائفي مذهبي، ضد أبناء البلد الواحد، يشكّل خطراً كبيراً على المنطقة العربية والشرق أوسطيّة بمجملها. وما نسمعه من تهديدات وتحذيرات على لسان بعض القوى الخارجيّة قد يدخل في هذا الإطار، إذ أنّ تصرفات بعض الفئات التي تسيطر على مناطق واسعة من عدد من البلدان وتطرد منها سكانها الأصليّين كما هو حاصل في سوريا والعراق يثير القلق والخوف عند الكثيرين منّا، مسيحيّين ومسلمين.
وختم:" إنّنا كمسؤولين ورؤساء دينيّين في طرابلس نلتقي بصورة دوريّة للبحث في هذه الأمور ونحن نتدارسها بعمق، فنجد أنّ هنالك ثوابتاً في تاريخ هذه المدينة لا بدّ لنا من إعلانها صراحة، وأن نرفض تصرفات أقليّة من الدخلاء على تاريخ هذه المدينة الذين يحاولون خلق جو من الفتنة والصراع بين أبنائها دون أن يعوا خطورة ما يقومون به. فأهلاً وسهلاً بكم أيها الإعلاميّون الأعزّاء فلكم الدور الكبير في المساهمة بهذا المشروع الوطني الحيوي لأنّكم تعبّرون عن تطلعات كل المواطنين وتنقلونها إلى الجميع كي يساهموا كلّهم في بناء هذا الوطن الحبيب على الأُسس والمبادئ الوطنيّة والأخلاقيّة الصالحة.  
ثم تحدث مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار فقال:"  : الوطن بالنسبة لنا ليس  مجرد أرض يعيش الإنسان عليها ، أو بيت يؤويه وجنسية تحميه ، بل هو حيث يجد فيه نفسه ، وتحفظ فيه كرامته ، وتصان فيه حريته ، حينها يشعر بالإنتماء ، ويناضل من أجل الحفاظ على ما هو إمتياز له . ولبنان بالنسبة لنا ، نحن اللبنانيين : مسلمين ومسيحيين ، هو ذلك المكان الذي نجد فيه حريتنا وكرامتنا وأنفسنا ، لذلك نحن معنيون بالحفاظ عليه كياناً وطائفاً لأن الطائف هو الذي جعله ترجمة عملية لرسالة المحبة والتآلف والعيش الآمن  والمطمئن .
اضاف:" من هنا واجبنا في مواجهة كل محاولات الإلغاء لهذا الكيان الذي تتعرض فيه إمتيازاتنا للمصادرة ، وبخاصةً مع الحملة الإعلامية الظالمة التي تصوره على غير حقيقته ، وتلبسه ثوباً ليس له ، وبالأخص في طرابلس مدينة العلم والعلماء ، مدينة العقل والعقلاء ، مدينة العروبة والإباء .. هذه المدينة التي قدمت للكيان اللبناني منذ نشأته الكثير الكثير ، وتحملت في سبيل ذلك ما أصابها من نسيان وإهمال وتقصير . هذه المدينة التي كانت منذ تأسيسها حتى اليوم عنواناً للعيش الإنساني الراقي في علاقاته المختلفة والمتنوعة ، حتى في أحلك الأيام التي مرت على لبنان في الحرب الأهلية ، يوم كان القتل والتهجير  على الهوية ، لم يتعرض أحد في طرابلس لأحد بسبب دينه وطائفته ، ولم تحدث تعديات من أبناء البلد على بعضهم البعض إلا بعد أن تدخلت السياسة الغريبة عن ثقافة البلد وتاريخها ، فأغرت بين أبناء المنطقة الواحدة ، بل والطائفة الواحدة ،  العداوة والبغضاء ، الى أن أيقن الجميع أنه لا مناص من نبذ الفرقة والخلاف لحساب الآخرين ، والعمل الجاد على حماية البلد ونسيجه من مطامع الآخرين ، وتشويهات المشوهين ، فمدينة تختزن هذا الألق من القيم الإنسانية لا يمكن أن يكون فيها إرهاباً، ولا يمكن أن تحتضن إرهاباً وإرهابيين ، وما وجد فيها من ردات فعل أمنية كانت غالبها بأيد خارجية عن طرابلس ، وبعضها سببه الظلم الذي يمارس على شريحة من أبنائها فيما بات يعرف بالموقوفين الإسلاميين .
وختم:" من هنا كان العمل على هذا اللقاء الطرابلسي الجامع لإعلان ثوابتنا الوطنية ، وبيان الصورة الحقيقية الناصعة لأبناء طرابلس بنسيجها الملون المختلف الذي يكسبها رونقاً وبهاءً تماماً كبستان زها بأزهاره ورياحينه فشكلت ألوانها المختلفة وأنواعها المتعددة لوحة جمالية تسر الناظرين . وردا على سؤال قال:" تلطف الشيخ اسد عاصي رئيس المجلس العلوي معتذرا عن المشاركة بسبب موعد مرتبط به ربما خارج البلد، لكن ذكر لي من الكلام ما يطمئن من الكلام، وتمنى علينا ان نبلغ الجميع تحياته ورغبته ومشاركته بالحضور مع اخوانه اصحاب السيادة المطارنة". 

العجيبة 27 من عجائب مريم العذراء


بينما كان أحد الأثرياء الوثنيين يتنقل في أرجاء مدينة روما بغية التجارة، قبض عليه اللصوص، وعروّه من ثيابه، كي يتقاسموا كل ما يحمله من مال وثياب وبضائع. ولكي لا يهرب كبّلوه بالأغلال، بعد أن رموه في سجن معتم نتن.
ومن كثرة خوفه، راح يبكي وينتحب كالاطفال الصغار، ويطلب من اللصوص أن يقتلوه كي يخلصوه من عذابه.
ولما لم يستجب لطلبه أحد، راح يفكّر بالناس الذين التقاهم في سفره وترحاله، وكيف أن الكثيرين منهم قد مدحوا أمامه السيدة العذراء، لكثرة عجائبها ورحمتها على المعذبين في الأرض.
وبدون وعي منه، ركع على ركبتيه، وراح يصلي بصوت عالٍ:
ـ أيتها السيدة أم الرحمة، يا ملكة السموات والارض، ارحميني أنا الوثني الشقي، وانعمي علي بعجيبة واحدة من عجائبك الكثيرة، فلقد أخبرني أبناء المسيح كم أنت رحومة وشفوقة ومحبة لبني البشر. 
أرجوك يا أمي أن تفكي أسري، وأن تعيدي لي حريتي، لكي أؤمن بك وبابنك الإله يسوع، وأخبر العالم أجمع عن أفضالك علي، وإن كنت لا أستحقّها أنا الوثني الضال.
وما أن أنهى صلاته، حتى غالبه النعاس، فأبصر في منامه ملكة رائعة الجمال، نور وجهها أبهى من نور الشمس، وحولها من كل جانب رهط من الملائكة، الذين فكّوا قيوده، بناء على طلبها، ولشدة فرحه استيقظ ليجد أن حلمه أصبح حقيقةً، فتطلع في عيني العذراء وقال:
ـ من أنت؟ ما اسمك؟
فأجابته أم يسوع:
ـ أنا التي استنجدت بها، ولقد فككت قيودك، فقبل أن تخلص نفسك من اللصوص، انقذها من نار جهنم، وآمن بمن صلب من أجلك.
وبينما هي تتكلّم، حمله الملائكة فوق هوة عميقة، كريهة الرائحة، مليئة بالنفوس الخاطئة. ولشدة خوفه سقط على الارض، فقالت له العذراء:
ـ هؤلاء هم الكفّار الذين لم يؤمنوا بتجسّد ابني يسوع المسيح.
ثم، حملوه الى مكان جميل جداً، تفوح منه رائحة العطر، وتلفه الأزهار من كل جانب، وتعيش فيه نفوس تصلي دون ملل، فقالت له العذراء:
ـ هؤلاء هم الذين أنقذهم ابني الحبيب بدمه الطاهر، فاختر لنفسك أحد المكانين حتى أرميك فيه.
فاختار، دون أدنى تردد، المكان الثاني، عندئذ صعدت الى السماء، ليجد نفسه خارج منزله، وللحين آمن بيسوع المسيح، وقبل سر المعمودية، ودخل الرهبنة، بعد أن وزّع ثروته على الفقراء.
**

سيد ولد آدم/ محمد محمد علي جنيدي

( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ) رواه الإمام مسلم في صحيحه.
ولا شك إذا كان سيدنا رسول الله ( ص ) هو سيد ولد آدم يوم القيامة، فالأحرى أنه ( ص ) كذلك في الدنيا هو سيد ولد آدم، ولكن إثباته السيادة على بني آدم في الآخرة، ذلك لأنه من استطاع أن ينكر سيادته عليه في الدنيا حسدا وجهلا وكبرا فليس بوسعه أن ينكر عليه ما سبق أن أنكره في الدنيا وهو بين يدي الله يوم القيامة، لأن الذي اصطفاه خاتما للنبيين والمرسلين وسيدا على بني آدم أجمعين هو الله رب العالمين.
أخي المسلم أدعوك إذا ذكرت النبي باسمه ( لا تنس ) أن يكون مسبوقا بسيدي فتقول سيدنا محمد ( ص )، فهو حقا وعدلا كذلك سيدي وسيدك وسيد ولد آدم.. عسي الله أن يحشرني وأياكم تحت لواء الحمد الذي سيحمله بتلك يديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم.

m_mohamed_genedy@yahoo.com

أساقفة الكنيسة الكاثوليكية يجهضون مقترحات بشأن قبول المثليين جنسيا

بي بي سي
البابا لا يزال يرى ضرورة نشر التقرير الأصلي المتضمن مقترح الانفتاح على المثليين جنسيا رغم الاعتراض عليه.
تعرض فرانسيس، بابا روما، إلى لانتكاسة عندما فشلت مقترحات بشأن قبول المثليين جنسيا في كسب تأييد ثلثي الأصوات في مجمع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، المعروف بالسينودس.
فقد أعد كبار الأساقفة مشروعا يدعو إلى مزيد من انفتاح الكنيسة على المثليين جنسيا، والمطلقين الكاثوليك الذي يعيدون الزواج.
ولكن الفقرتين اللتين تنصان على الانفتاح حذفتا من الوثيقة النهائية التي صدقت عليها الكنيسة في مجمع الأساقفة المعروف باسم السينودس.
وقال البابا إن مشروع الوثيقة التي تضم الفقرتين المحذوفتين ستنشر على الرغم من عدم اعتمادها.
وقال مراسلون إن النص الذي يحتوي فقراتين عن الموقف من المثليين جنسيا والكاثوليك الذين أعادوا الزواج عُدل في الصيغة النهائية التي عرضت للتصويت.
"مفاجأة الله"
وقال البابا عقب التصويت إنه كان سيشعر "بالقلق والحزن" لو لم يكن "النقاش حماسيا"، ولو أن الجميع وافقوا أو التزموا الصمت".
وحذر أيضا من "التزمت العدائي" الذي يدفع نحو التقيد بالنصوص، بدل فسح المجال للمفاجأة الإلهية.
وجاء في النص الأصلي أن المثليين جنسيا يتمتعون "بمواهب وخصال" يستفيد منها المجتمع المسيحي، أما النسخة المعدلة فجاء فيها "ضرورة" تجنب التمييز ضد المثليين جنسيا.
ويقول مراسل بي بي سي، ديفيد ويلي إن اجتماع الأساقفة في السينودس كشف عن انقسام الآراء داخل الكنيسة بشأن التعامل مع الحياة الجنسية للإنسان في القرن 21.
وكان البابا فرانسيس دعا التقليديين إلى عدم حبس أنفسهم في النصوص وحرفيتها، ولكن التيار المحافظ هو الذي انتصر في النهاية.
وحضر السينودس نحو 200 من الأساقفة لمناقشة قضايا الأسرة في الفاتيكان.
ووصفت جماعة من الكاثوليك المثليين التوصيت بأنه "مخيب للآمال، إذ لم يحتفظ الأساقفة بالفقرة التي ترحب بالمثليين رجالا ونساء، مثلما جاء في مشروع الوثيقة الأصلية".
"لغة جديدة"
وقال كريستوفر لام، من صحيفة تابليت الكاثوليكية لبي بي سي إن مناقشة القضية في السينودس "إنجاز في حد ذاته".
وأضاف أنه علينا أن نتذكر أن الكثير من الأساقفة الذين حضروا السينودس جاءوا من بلدان تعد فيها المثلية الجنسية أمرا مخالفا للقانون.
وتابع يقول: "هناك توافق في الكنيسة اليوم على أننا بحاجة إلى لغة جديدة للحديث عن العلاقات بين المثليين وعن المثلية الجنسية عموما".
ووصف المحافظون في الكنيسة مشروع الوثيقة الأصلية بأنه "خيانة".
شارك القصة حول المشاركة

ابعد الى العمق/ نسيم عبيد عوض

فى الأحد الثانى من شهر بابة يقرأ انجيل القداس من بشارة معلمنا لوقا البشير اصحاح 5: 1-11‘ والمتابع لقراءة كلمة الله ‘ يلاحظ ان القديس لوقا الإنجيلى يتتبع حياة السيد المسيح على الأرض خطوة بخطوة ‘ من بداية البشارة  الى القيامة ثم الصعود فى سفر اعمال الرسل. وفى الإصحاح الرابع نقلنا من بعد التجربة فى البرية 40 يوما يجرب من ابليس ‘ بإختباراتها الثلاثة – الخبز ‘ المجد الدنيوى الباطل‘ إختبار ابن الله – وبعد أن رجع يسوع بقوة الروح الى الجليل بدأ الكرازة وخدمته اللاهوتية للبشرية.

بدأ فى الناصرة كقول الكتاب( واتى وسكن فى مدينة يقال لها ناصرة. لكى يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا. مت 2: 23) ‘ وقرأ عليهم فى المجمع ماورد عنه فى نبوة اشعياء النبى 61: 1-.." روح الرب علي لأنه مسحنى ...‘ ثم طوى الكتاب وقال لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب فى مسامعكم ‘أنه هو المسيا المنتظر. وفى كفر ناحوم وداخل المجمع أيضا عرفه الشيطان وقال " انا أعرفك من انت قدوس الله."  لو4: 34‘ ثم بعد ذلك دخل بيت سمعان وشفى حماته من الحمى المميتة بمجرد ان انتهر الحمى فتركتها فى الحال وقامت تخدمهم‘ ‘ وشفى كل المرضى الذين قدموا لبيت سمعان ‘ وبدأ فى الصباح بشارته للمدن والقرى الأخرى ‘ ثم جاء الى بحيرة جينسارت (وهى بحيرة متفرعة من بحر الجليل وتسمى بحيرة طبرية أيضا)  ومن هنا بدأ القديس لوقا يكتب لنا ماحدث :

1- وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله: وهذه هى دعوة الله لنا أن نجتمع دائما حول كلمته ‘ لأنه هو كلمة الله ويخاطبنا بها مباشرة بدون وسيط كما كان يحدث من الإنبياء ‘ ويعلمنا القديس بولس الرسول عن كلمة الله أنه " كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ‘ ومميزة أفكار القلب ونياته. وليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيئ عريان مكشوف لعيني ذلك الذى معه أمرنا."عب4: 12 ‘ والله نفسه بفمه الطاهر عرف كلمته لنا" الحق الحق أقول لكم ان من يسمع كلامى ويؤمن بالذى ارسلنى فله حياة أبدية ولا يأتى الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة." يو5: 24‘ كلمة الله هى روح وحياة.

2- وصار يعلم الجموع من السفينة : ودخل سفينة سمعان وسأله ان يبعد عن البر قليلا‘ إلهنا يريدنا ان نسمع كلمته من داخل كنيسته - رمزها السفينة – ففى سفينة نوح إجتمعت البشرية المؤمنة تحت قيادته للسفينة ‘ وكل من كان خارجها قد هلك فى طوفان العالم. وربنا يريدنا ان نخرج من برية هذا العالم وشروره ‘ وندخل بيته ‘ حائط السلام والأمان والعبادة. ونلاحظ أن الرب كان يعلم الجموع وعينه على سمعان الذى ينظف شبكته ويسمع كلمة الله. ولعل سمعان قد انجذب مما سمعه بالأمس من السيد فى كلمته التى شفى بها حماته ‘ وكلمته التى شفت كل مرضى المدينه ‘ فالرب دائما هو الذى يجذبنا اليه ‘ يطرق على قلوبنا بصفة دائمة وبكل الوسائل ‘ حتى نفتح قلوبنا له ‘ فتدخل كلمته فينا فنشبع بعد جوع ونرتوى بعد عطش الى بر الله. " طوبى للجياع والعطاش الى البر ‘ لأنهم يشبعون . فالذى يقبل اليه لن يجوع ولا يعطش الى الأبد." كان الرب يرتب لسمعان ماهو مزمع ان يكلفه به" لستم أنتم الذين أخترتمونى بل انا الذى اخترتكم ..ولعل هذا كان بداية دعوته لتلاميذه ال12.

3- ابعد الى العمق وألقوا شباككم للصيد: الله دائما يريد منا أن نأخذ كلمته لعمق قلوبنا لتنقيها حتى يتحقق فينا قول الرب" طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله .. ‘فعمق كلمة الله تأخذنا بعيدا عن شباك العالم التى يحاربنا بها ابليس ويجول يريد أبتلاعنا ‘ ولكننا فى عمق كلمة الله وبه حصلنا على السلطان أن نصير أولاد الله ‘ فوهبنا الميراث المتضمن السلطان ان ندوس الحياة والعقارب وكل قوات العدو. ومع الرب الذى يحيا فينا يأخذنا لعمق حياة التوبة والحياة الأبدية وملكوته داخلنا ‘ وهذه هى ساعة الدخول فى العمق مع الله" الحق الحق أقول لكم انه تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون ."

4- يامعلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا.ولكن على كلمتك القى الشبكة: الحياة الدنيا هى تعب وشقاء وسنخرج منها بلا شيئ كقول ايوب الصديق" عريان خرجت من بطن أمى وعريانا أعود الى هناك ‘ الرب أعطى والرب أخذ  فليكن اسم الرب مباركا." أي 1: 21‘ يلفت الرب فكرنا الى حقيقة إيمانية عميقة ‘ قد يئن الإنسان فى هذه الارض من تعبها وأمراضها وشقائها وهمومها‘ ولكن ان القيت شبكتك إتكالا على كلمة الله فالصيد سيكون أكثر مما تتوقعه ‘ نعمة وبركات من الله لا تحسب ولا تعد ‘ فالله لا يعطى بكيل ‘ الله يفتح كوى وشبابيك السموات فتعطينا نعم وبركات لا تحصي ‘ كقول المرتل " جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع.مز16: 8. فعلى كلمة الرب التى أطاعها سمعان وقال له " يامعلم" امسكوا سمكا كثيرا .

5- أخرج من سفينتى يارب لأنى رجل خاطيئ: هنا القديس لوقا بالوحي الإلهى يقول" سمعان بطرس" مع ان الرب أسماها بطرس (الصخرة) فيما بعد ولكن الحدث إلهى فائق للطبيعة ‘ ولذلك خر سمعان بطرس وسجد له وقال أخرج يارب من سفينتى لأنى رجل خاطئ ‘ اننى لا أستحق وجود قدوسك فى سفينة رجل خاطئ ‘ تماما عندما رأى إشعياء النبى الرب وصرخ ويل لى انى قد هلكت لانى انسان نجس الشفتين وانا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد رأتا الملك رب الجنود ."اش6: 5‘ ولكن سمعان بطرس بقوله هذا قد ظهر له إستعلان لاهوت يسوع المسيح بسجودة وقوله يارب‘ والمعنى لقوله أخرج ولانه بطبيعة وجود السفينة وسط البحر تعنى أنه رجل خاطئ ولا يستحق وجود القداسه معه فى نفس المكان ‘ هو استعلان لاهوتى بالخلاص ‘ وإشراقه روحية من بطرس ‘ تماما عندما سأل الرب وانتم من تقولون انى انا"مت16: 17" فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي." وكان هذا أول إعتراف علنى بوجود المسيا  المنتظر " الله ظهر فى الجسد." قال بطرس فى الأول يامعلم ولكن وقد انفتحت بصيرته فقال يارب.

6- قال يسوع لسمعان. لا تخف: الله الحي فينا والذى أعطانا سلطانا أن نصير أولاده وآياته تتبعنا ‘ دائما وأبدا يقول لنا " لا تخف" فعندما جاءهم ماشيا على الماء قال لهم لا تخافوا‘ وهنا قول الرب لسمعان لا تخف لأنه قد انفتحت بصيرته لإستعلان الله ‘ وهم يؤمنون أن الإنسان لا يرى الرب ويعيش كما قال لموسى. وهنا معنى العمق الذى يقصده الرب فينا ‘ عمق كلمته المقدسه فى كتابه المقدس وبها سنرى الله ونسمع كلمته فهو الذى قال " وأظهر له ذاتى"

7- ولما جاءوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيئ وتبعوه: وهذا كان اول ترتيب الرب  لإختيار تلاميذه الأثني عشر ‘ لقد تبعوه لأنهم رأوا ملكوت الله أمامهم ‘ وهم تبعوه ليرثوا الملكوت المعد لهم ‘ وكما قال لهم بعد ذلك " بالحرى تفرحون لأن اسماءكم قد كتبت فى السماء..فى سفر الحياة." لو10: 20‘ تركوا كل شيئ ولم يهتموا بماذا تركوا ‘ سفينة وكميات سمك تغنيهم ‘ لقد أشرقت روح الله عليهم ‘ فكان الإنجذاب له ووراءه أمرا طبيعيا ‘ كلمة الله فتحت عيونهم وجذبتهم اليه ‘ فإستهانوا بكل شيئ - وأعتبروه نفاية كقول الرسول - من أجل معرفة المسيح ‘ وأين هم اليوم؟  معه فى عرشه فى السموات‘ وهم الذين قال لهم" طوبى للعيون التى تنظر ماتنظرونه . لأني أقول لكم ان انبياء كثيرين وملوكا أرادوا ان ينظروا ماأنتم تنظرون ولم ينظروا‘ وان يسمعوا ماأنتم تسمعون ولم يسمعوا ‘ فطوبى لعيونكم ولآذانكم.." دخلوا فى العمق مع كلمة الله ‘ فأحبوا الحياة معه ‘ ولم يخرجوا الى برية هذا العالم إلا ليستشهدوا على اسم الرب ويكونون شهودا له.

اللهم امنحنا القدرة على ان ندخل معك فى عمق كلمتك الحية لتثمر فى قلوبنا ‘ حتى مانترك كل شيئ ونتبعك كل أيام حياتنا ‘ وحتى عندما تحين ساعة لقاءك نكون مستعدين ساهرين لنرتفع معك للفردوس المعد لنا. آمين.


بو جودة ترأس قداسا احتفاليا في عيد مار منصور

الغربة ـ عكار
ترأس رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة القداس الاحتفالي الذي اقيم في عيد مار منصور دي بول في دار ابرشية طرابلس المارونية قيد الانشاء في بلدة القبيات بحضور حشد من المصلين من القبيات والبلدات والقرى المجاورة ولفيف من الكهنة والراهبات. 
بعد الانجيل المقدس القى بو جودة عظة قال فيها: "يطيب لي أن أرحب بكم في هذا البيت الذي سيكون مركزا ثانويا لأبرشية طرابلس المارونية في هذه المنطقة العزيزة من لبنان والذي سوف نحتفل بتدشينه قريبا، إن شاء الله، عندما يسمح الوقت والظروف لغبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بذلك. وكنا قد قررنا مع غبطته أن نحتفل بذلك في الثالث من تشرين الأول القادم، لكن إضطراره للذهاب إلى الفاتيكان للمشاركة في مجمع الأساقفة حول موضوع العائلة، دعانا إلى تأجيل هذا الإحتفال إلى مناسبة أخرى نتمنى أن تكون قريبة".
واضاف: "لقد إخترنا القديس منصور شفيعا لهذا المركز لأنه سيكون مركزا رعويا ورسوليا وليس مجرد مركز إقامة للمطران عندما يتواجد في عكار. كما أننا أردنا من إختيارنا لهذا القديس كشفيع له تعبيرا عن شكرنا وإمتناننا لجمعية الآباء اللعازريين التي أسسها القديس منصور الذين يقومون بأعمال الرسالة في هذه الأبرشية منذ العام 1783، تاريخ وصولهم إلى لبنان والشرق الأوسط، وقد كلفهم أساقفة الأبرشية رسميا القيام بأعمال الرسالة فيها منذ ذلك التاريخ".
وتابع: "عرف القديس منصور بأنه كان في الوقت عينه رجل الأعمال الرسولية والمشاريع الإجتماعية في ظروف كانت تعيش بلاده ، فرنسا، فيها ظروفا شبيهة بالتي نعيشها في لبنان منذ عشرات السنين. ويمكننا إختصار رسالة القديس منصور دي بول بكلمات قليلة، أنه رجل المحبة المتجسدة الذي عاش تعليم السيد المسيح الذي قال إنكم إذا إهتممتم بالفقراء والمعوزين فإنكم بي أنا بالذات تهتمون، لأنكم كل ما فعلتم ذلك مع أحد إخوتي هؤلاء الصغار فمعي أنا قد فعلتموه. وهو الذي قال كذلك أنه لا يكفيني أن أحب الله لوحدي، إذا لم يحبه قريبي أيضا ولذلك فلتكن محبتنا لله محبة عاطفية وفاعلة في الوقت عينه، ولتتم بعرق جبيننا وتعب زنودنا". 

واردف: "إنه كذلك رجل التبشير الجديد، الذي عاش هذه الحقيقة من خلال خبرته الشخصية عندما إكتشف كيف أن الكثيرين من أبناء الشعب يجهلون أهم مبادئ الإيمان المسيحي، كما أنه في سبيل ذلك كان من أول الذين فتحوا وأسسوا الإكليريكيات من أجل تنشئة الكهنة وجعل من ذلك هدفا أساسيا من أهداف جمعية الرسالة، ونظم ما سمي بلقاءات الثلاثاء ليدرب الكهنة والإكليريكيين المستعدين للكهنوت على الوعظ والإرشاد. وإننا بإحتفالنا بعيده اليوم، وبشفاعته، نطلب من الله أن يعطينا شيئا من روحه لنكون من المساهمين في التبشير الجديد لعالمنا ومجتمعنا الذي هو بأمس الحاجة لسماع كلمة الله والعمل بمقتضاها، في زمن أصبح الكثيرون منا يعيشون ويتصرفون وكأن الله غير موجود، وإذا كان موجودا فليس له أي تأثير في حياتهم وتصرفاتهم وأعمالهم". 

الإيمان العامل بالمحبة/ نسيم عبيد عوض

نقرأ من إنجيل قداس أحدنا اليوم المبارك فصل من بشارة القديس مرقس الرسول ‘ الإصحاح 2 والأعداد من 1إلى 12 ‘ وهو الجزء الخاص بشفاء المفلوج ‘ ولكن الإصحاح أيضا مقسم الى أربعة أجزاء تعليمية وخلاصية وإيمانية لاهوتية  عميقة ‘ وفيها يكشف لنا المقاومين لله فى كل زمان ومكان ‘ويمثلهم هنا الكتبة والفريسيون ‘ الذين كشف لهم الرب يسوع أنه عارف بأفكار قلوبهم .         أول جزء: يعلمنا  أ- " ان الأيسر عند الله هو شفاء أمراضنا الجسدية  مهما كانت ‘ ولكن لابد أن نتنبه أن مغفرته لخطايانا هذا يكون الهدف الأهم فى حياتنا ‘ فإذا الله وهو الذى ليس غيره فى يده مغفرة خطايانا ‘ فلماذا لا نهتم بها أكثر من الإهتمام بشفاء الجسد؟. "ولكن لكى تعلموا ان لابن الإنسان  سلطانا على الأرض ان يغفر الخطايا .قال للمفلوج لك أقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك." فقام هذا المشلول كلية ‘ومشى أمامهم حاملا سريره‘وهنا مجد الشعب الله ‘لأنهم لم يروا مثل هذا قط.  " وهذا أول الدروس فى حياتنا حياة التوبة الدائمة فمهما كنا أصحاء " فإن لم تتوبوا فجميعكم أيضا تهلكون.لو13: 3و4‘ وكقوله الكريم " لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى. لم آت لأدعوا أبرارا بل خطاة الى التوبة.مر2: 17.    ب- يقدم لنا هذا الجزء أشخاص أربعة بعد سماعهم لخطاب الرب وكلمته الحية الفعاله وآمنوا بها‘ " وجاءوا اليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة" وهؤلاء الأربعة كان عندهم هدف واحد أن يضعوا المفلوج أمام الرب فقط ‘ وهم متأكدون من شفائه ‘ وبالفعل كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلوا السرير الذى كان المفلوج مضطجعا عليه . فلما رأى يسوع ايمانهم غفر خطاياه وشفاه من مرضه‘ هؤلاء الاربعة لم نسمع منهم كلمة واحدة بل عملوا فقط ‘ كشفوا السقف فأزالوا كل مايعوقهم من الأقتراب من رب المجد يسوع ‘ وقبل ان يشفيه الرب من خطاياه وشلله قال " ولما رأى الرب إيمانهم" وهل إيمان الأربعة يرى؟ ‘ نعم بأفعالهم ويقينهم وثقتهم فى قدرة وإرادة الله ‘ قد رأى الرب إيمانهم وبالطبع إيمان المريض لأنه لم يعترض على مايفعلونه به ‘ ولكن مالابد أن نتأمل فيه ليس إيمانهم فقط بل محبتهم ‘كقول الكتاب " وان كان لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لى محبة فلست شيئا.1كو13: 2" وقد رأى الرب فى هؤلاء الأربعة الإيمان العامل بالمحبة والذى هو الطريق الى الله ‘  فمحبة الغير والجار والقريب وكل البشر طريق وحيد لمحبة الله ‘ ولذلك يقول الكتاب "فلما رأى يسوع إيمانهم" الذى هو ظاهر فى عظم محبتهم للمفلوج ‘ والذين هم بإيمانهم البسيط ومحبتهم كانوا رائحة ذكية للمسيح يقدمون الخاطئ والمرضى لله دائما بكل محبة تعبر عن إيمانهم بكلمة الرب التى خاطبهم بها ‘ ولأنه هو نفسه كلمة الله المحييه. فمهما كان لى كل الإيمان الذى يعطينى القدرة على نقل الجبال ولكن بدون محبة فلن نستطيع أن ننقل قشة واحدة ‘ ولكن بالإيمان اليقينى البسيط  وبالثقة الممنوحة للمؤمنين وبالمحبة أستطيع أن أنقل ليس الجبال فقط بل  يهش العالم ومادياته جميعها من أمامى. وصادق قول الرسول "اما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة .هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة."  1كو13: 13"                   ج- الله عارف خفايا الأفكار والقلوب" وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون فى قلوبهم . لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا إلا الله وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا فى انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم."مر2: 7و8‘ فلنحترس ياإخوتى ونؤمن أن إلهنا عارف خفايا الفكر والقلب‘ وماأفظعها خطايا الفكر والقلوب ‘ التى تنجس الجسد وتشوش العقل وتملأ القلب ببغضة وكراهية وحقد وحسد وشهوة ‘ فالخطية تبدأ تنمو فى الفكر  وترسلها الى القلب فتتوجها بإحاسيس وشعور فتنخدع النفس بالشهوة فتخرج بإرادة النفس لحيز التنفيذ ‘ وهكذا قال الرب لملاك كنيسة افسس" انا عارف أعمالك وتعبك وصبرك.."رؤ2: 2‘ ولملاك كنيسة سميرنا " انا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك.."رؤ2: 9‘ وأخبر كل ملائكة الكنائس بانه عارف أعمالهم ويخبرهم بها ‘ وليكن هذا هو إيماننا مثل يوسف العفيف ‘ كان مؤمنا بوجود الله فى داخله وانه يعرف فكره وقلبه  فقال كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله." تك39: 9‘ وكان إيليا التشبى النبى النارى العظيم دائما يردد " حي هو الرب الذى وقفت أمامه."  ومع أن هؤلاء الكتبة قد إعترفوا بفمهم رغم اتهامهم له بالتجديف ‘ انه هو الله غافر الخطايا بقولهم ‘ لا يغفر الخطايا إلا الله وحده ‘ فقال لهم الرب لكى تعرفوا هذا قال للمفلوج قم أحمل سريرك وأمشى الى بيتك ‘ فمجد الشعب الله. ولكنهم لقساوة قلوبهم لم يتعلموا الدرس ولا رأوا الرب المسيا المنتظر .ولكن   " بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لانه يجب ان الذى يأتى الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازى الذين يطلبونه."عب11: 6.           

    الجزء الثانى:  والخاص بدعوة لاوى بن حلفى الذى هو متى من مكان الجباية ليتبعه ‘والذى قام وتبعه فى الحال ‘ ليعلمنا ان لا نتلكأ عندما يدعونا الله ‘ فكما فعل لاوى هكذا نفعل فى حياتنا الروحية أن نسلك بالدعوة التى داعانا الله بها بكل وداعة ومحبة وطول أناة‘ ولكن أهم مافى هذا الجزء هو قول الرب "لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى‘ لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة الى التوبة ردا على إعتراض الكتبة والفريسيين عندما رأوه يجلس ويأكل مع العشارين والخطاة. فلتكن إستجابتنا سريعة كما فعلها لاوى وأصبح  بالوحي الإلهى كاتبا لبشارة عظيمة كرز بها فى العالم كله ‘ ومازالت وستظل مورد وينبوع حقيقى لأقوال ووصايا الله.

الجزء الثالث:  من اصحاح 2 خاص بالصوم لأعتراض الفريسيين على عدم صوم تلاميذ المسيح ‘ فأعطاهم درسا عميقا لم يفهموه أيضا ‘ بأن الصوم هو فرح ومحبة للعريس السماوى ‘ وطالما هو فى وسطهم فهو مصدر الفرح والمحبة ‘ وأيضا عندما يصعد العريس عنهم سيصومون , وأيضا بكل فرح ومحبة ‘ وهذا هو عهدنا الجديد فى المسيح يسوع وليس كما كان فى العتيق ‘ فالجديد يوضع على الجديد ‘والفرح الجديد فى زقاق محبة العهد الجديد. فصومنا اليوم بعد ميلادنا الجديد أساسه المحبة والفرح فى الرب. 

الجزء الأخير: من الإصحاح عن تقديس السبت للراحة او يوم للرب ‘ والمقصود به صار راحة لله فى الإنسان وراحة للإنسان فى الرب ‘ وبعد القيامة أصبح يوم الرب هو يوم الأحد  كما عدله الرب نفسه ليكون هو قيامة الرب فى حياتنا فننعم به وملكوته داخلنا فى راحة معه ولنا ‘ ننعم فيها بالله ليكون بداية الأسبوع وبداية طريق الحياة الأبدية.  أمين.                                                 


البشرية الخاطئة/ نسيم عبيد عوض

الجزء الأخير من الإصحاح السابع الأعداد من 36الى 50 ‘  من إنجيل معلمنا القديس لوقا البشير ‘هو إنجيل قداس اليوم ‘ والمتضمن " وسأله واحد من الفريسيين  أن يأكل معه‘ فدخل بيت الفريسى واتكأ. وإذا إمرأة فى المدينة كانت خاطئة ‘إذ علمت أنه متكئ فى بيت الفريسى ‘ جاءت بقارورة طيب. ووقفت عند قدميه من ورائه باكية ‘ وابتدأت تبل قدميه بالدموع‘ وكانت تمسحهما بشعر رأسها ‘ وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. ..."

والإصحاح السابع هذا مليئ بالأحداث نذكر منها:                                          
 ألأول: فى كفر ناحوم وفيها تم شفاء عبد قائد المائة الذى قال للرب" قل كلمة فيبرأ غلامى ..وقال الرب عنه " لم أجد ولا فى اسرائيل ايمان بمقدار هذا "9"! لتعطينا قوة كلمة الله الشافية.                                                                
  الثانى : تحننه على أرملة نايين وبكائها على ابنها وحيدها المحمول على الأعناق ‘ فى طريقه للقبر ‘فقال اولا للأرملة لا تبكى‘ ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون ‘ فقال ايها الشاب لك أقول قم "14" وهو هنا الحياة الذى يهرب من أمامه الموت‘ كقول الكتاب " لأنه كما ان الآب يقيم الأموات ويحي ‘ كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء.يو5: 21"                                                              
 الثالث : تحننه على يوحنا المعمدان عندما أرسل اثنين من تلاميذه وسألوه أنت هو الآتى ام ننتظر آخر ؟ ورسالة يوحنا أن يتأكد تلاميذه من نبوته أنه ابن الله الوحيد الجنس وحمل الله الذى يرفع خطية العالم"‘وأيضا قال " ومن ملئه نحن جميعا أخذنا ‘ ونعمة فوق نعمة" ولذلك رد الرب عليهم "فاجاب يسوع وقال لهما(إذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما :إن العمى يبصرون ‘ والعرج يمشون ‘ والبرص يطهرون ‘ والصم يسمعون ‘ والموتى يقومون‘ والمساكين يبشرون.) وهذا نفس نبوة أشعياء النبى عنه قبل ميلاده ب 750 عاما ‘ إش35: 5" وقد وصف الرب يسوع المسيح   للجموع شخصية يوحنا 1- أنه أفضل من نبى.   2- أنه الملاك المرسل قدامى ليهيئ له شعبا مستعدا.  3-أنه من بين المولدين من النساء ليس نبى أعظم من يوحنا. وهو هنا الله الذى يكرم خدامه وملائكته.

ثم دخل بيت الفريسى ليأكل معه ‘ وفى هذه الحادثة ثلاث شخصيات رئيسية :        
1-: شخصية الرب يسوع المسيح المخلص المنتظر.                                    
2-: شخصية المرأة الخاطئة التى هي مثال للبشرية الخاطئة.                          
3-: شخصية الفريسى وهو مثال أناس هذا الزمان الذين يحضهم الشيطان على التشكيك فى شخص المسيح وصنع العثرات ‘ ويشككهم -وهذا هو المهم - فى كلمة الله نفسها ‘ يحرفونها كما يشاؤون ‘ وهذه لعبة ابليس الأخيرة حتى ينزع منا الخلاص ويحرمنا من الأبدية.  ولنقترب من هذه الشخصيات فى مضمون هذا الحدث( فقط ) لأن شخصية المسيح كتب فيها- مثلا -  المستشار ذكى شنودة كتاب من اكثر من الف صفحة‘ وكذلك الشخصيتين الأخرتين التأمل فيهما بإستفاضة يجرنا الى مئات الصفحات:              
 أولا : شخصية الرب يسوع فى هذه الجزئية – فقط - بعد أن جال يصنع خيرا ‘من شفاء عبد قائد المائة ‘ وإقامة ابن أرملة نايين من الموت ‘ بخلاف شفاء العرج والعمى وكما يقول الكتاب " وفى تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة ووهب البصر للعميان.21"‘ نتعرف على شخصية المسيح فى أجمل صورها " أنه الإله الغفور‘ عندما قال للمرأة " مغفورة لك خطاياك." وتماما مثلما قال للمفلوج "ثق يا بني .مغفور لك خطاياك .مت9: 2‘ وأيضل قال للذين قالوا عنه أنه يجدف لأنه لايغفر الخطايا غير الله وحده قال لهم" ولكن لكى تعلموا أن لأبن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا . مت9: 6‘  كقول الكتاب " له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا. أع10: 43" وأيضا وصف الكتاب له" الذى ‘ وهو بهاء مجده ‘ ورسم جوهره (الله) وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ‘ بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا ‘ جلس فى يمين العظمة."عب1: 3 " .                            وغفران خطايا العالم هو رسالة المسيح على الأرض والتى تمت بدمه الفادى على الصليب‘ كقول الكتاب " وإذ نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ‘ بدمه الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" وهذا ماقاله أنبياء العهد القديم على سبيل المثال وليس الحصر:            أ-  " أنا أنا هو الماحى ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها.إش43: 25"        
ب- وهذا نفس ماورد بعب8: 12" لأنى أكون صفوحا عن أثامهم ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم فيما بعد."                                       ج- "هلم نتحاجج يقول الرب ‘إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج‘ إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف. إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض.إش !: 8" 
ثانيا: المرأة الخاطئة: وهى هنا ليست المرأة المذكورة فى مت 26 فى بيت سمعان الأبرص‘ وهى التى سكبت الطيب على رأس المسيح لتؤكد إيمانها برائحة المسيح الذكية التى تعم بالخلاص لكل من يتقدم إليه‘ أما المرأة الخاطئة هنا وفى بيت سمعان الفريسى ‘ هى مثل لكل نفس بشرية خاطئة ‘ قدمت لنا طريق التوبة لمغفرة الخطايا:                                                                                       1- قدمت دموعها لغسل قدمي الرب: فلا يقدر إنسان أن يغسل ضميره مالم يتقبل ماء المسيح ‘وهو ماء المعمودية ‘ ومياه الدموع هو توبة صادقة ‘ تهبنى ميلادا جديدا‘ تعطينا مثلا للكنيسة ( العذراء العفيفة) التى تقدم لنا مياه المعمودية ‘ وتقدم لنا التوبة الحقة بدموع تنسكب بكاء بإنسحاق ‘ على خطايا ‘فالدموع تمثل رد فعل وحساسية مشاعر جديدة فى المعمودية وحياة التوبة فنصير إنسانا جديدا.     2- "تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها : متناسية تماما مجد شعر رأسها ‘ فانكرت ذاتها تحت أقدام المسيح‘ وحسب شريعة – النذير – "يطيل شعره طوال نذره" فهى تمثل النفس البشرية الخاطئة التى تريد الخلاص من الخطايا ولو قدمت مجدها الدنياوى لتقبل غفران الخطايا من المخلص المسيح .                    
3- قبلت قدميه:  رمزا وعلامة الحب والعواطف الجياشة من النفس البشرية نحو صانع الخيرات المحب لجميع البشر ‘ وهى رمز للكنيسة التى تعيش فى محبة المسيح وتقول لعريسها " ليقبلنى بقبلات فمه.نش1: 2"                                
4- دهنت قدمى الرب بالطيب: وهى هنا خلاف مريم أخت لعازر المذكورة فى يو 12: 3‘ فهى تقدم طيبا مسكوبا على قدمى الرب سلوكا عمليا فى طريق التوبة ‘ طيب التوبة الصادقة الممتلئة رجاء خلال الدم المقدس المنسكب من الجنب المطعون ‘ فكانت رائحة المسيح الذكية لكل من حولها‘ فمع أنها خاطئة فقد كان لديها طيب تملكه بمالها ولم تبخل ان تسكبه على قدمى مخلصها . كقول القديس بولس الرسول أنه ترك كل الأشياء ويحسبها نفاية من أجل محبة معرفة المسيح.    ثالثا : الفريسى .. عالم اللاهوت ومن طبقات المجتمع الرفيع ‘ والعالم بكل نبوات الكتاب ‘ لم ينتفع بلقاء المخلص بسبب قساوة قلبه وكبريائه ‘ وفقط عاش حياة الإدانة للمرأة والتشكيك فى قدرة السيد وإنكار نبوته. وهو مثال لإنسان اليوم الذين لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها‘ المشككين حتى فى كلمة الله يخلطون حقيقة كلمة الله بهدف التشويش على إلإيمان المسيحي ‘ ودفعهم للخروج من الإيمان المستقيم ‘ ويبشرون بتفاسير خادعة ليس لها مصدر إلا قلوب غاشة وضمير ملتوى يغوى المجد الشخصى ‘ بهدف ضياع الإنسان عن الحق والحقيقة ‘ هم كثيرون جدا فى زماننا هذا ‘ ( وأنا حاليا أتعرض لبعض الأشخاص يقول أنه دكتور وله أتباع يوافقونه على كل كلمة يقولها لدرجة أنهم يشتموننى ‘ويبشر هذا الشخص بتعاليم لم نسمع عنها من قبل مثلا أن موتى العهد القديم لم يذهبوا للهاوية او الجحيم ولكنهم صعدوا للسموات مباشرة واننى ليس لدى إثبات عن وجود الهاوية ‘رغم العديد من أقوال الكتاب المقدس التى ذكرتها ‘ ولكن الهرطقة الكبرى عندما قلت ان المسيح نزل الى الجحيم من قبل الصليب ولها شواهد عديدة من العهدين وهذا هو إيماننا ‘فأتهمنى بالكذب والحقيقة عنده أن المسيح نزل الى طبقات الأرض السفلى لكى يعذب من الله ويقع تحت الدينونة ‘وهذا معنى البار من أجل الأثمة عنده ‘ وعندما صححت له بأن الذى نزل الى الجحيم من قبل الصليب ليصعد بالأبرار من آدم الى يوحنا المعمدان واللص اليمين كان الله نفسه‘ الله قادر ان يرحمنا منهم ولكنه قد حذرنا منهم فلا نخافهم مت 24: 24-26‘ وللعجب له أتباع يوافقون على مايقوله حتى لو لم يقرؤا مايكتبه)  وهؤلاء قد ذكرهم معلمنا بولس الرسول – الناس فى الأيام الأخيرة -  لتلميذه تيموثاوس ليعرض عنهم (2تيمو 3: 1- 6. وفى وقتنا اليوم نرى منهم كثيرين يعتلون المنصات والمسارح وصفحات الصحف والمجلات ‘ ينشرون بدع وهرطقات ولذك نرى تفشى الإلحاد والخروج عن كلمة الله بتعيين نساء كهنة ولو كانوا شواذا جنسيا ‘ وأقاموا كنائس للشواذ  ويزوجونهم ‘ يرحمنا إلهنا من مبتدعى ومهرطقى شريعته ‘ ولنكن صاحيين وساهرين حتى لا نقع فى شباكهم ‘ ولتكن المرأة الخاطئة مثالا لنا وليس كسمعان الفريسى ‘ أحبت كثيرا فغفر لها كثيرا ‘ والفريسى فقد الفرصة للتوبة بكبرياءه ‘ ولننحنى عند قدمى المخلص بكل تواضع وإنسحاق مقدمين محبة لله ولباقى البشر فننال محبة المخلص وليهبنا مغفرة الخطايا ويثبتنا فى توبة صادقة  قبل أن يدخل العريس ويغلق الباب. 

الكعبة تلبس الثوب الجديد

العربية ـ مكة المكرمة - خميس الزهراني
تم استبدال ثوب الكعبة، كما جرت عليها العادة في كل يوم عرفة.
وجرت عملية استبدال الثوب بحضور منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومصنع كسوة الكعبة المشرفة، حيث قاموا بنقل الثوب الجديد إلى الحرم الشريف والمكون من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث تم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة ثم فردها على الجنب القديم وتثبيت الجنب من أعلى بربطها من العراوي وإسقاط الطرف الآخر من الجنب .
وبعد أن تم حل حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة بعدها أزيح الجانب القديم من أسفل وبقى الجانب الجديد، وتم تكرار العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن اكتمل الثوب، إثر ذلك تم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته.

وبدأت هذه العملية أولاً من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب وبعد أن تم تثبيت كل الجوانب تم تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله. وبعد الانتهاء من ذلك تم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل، بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود، التي تقدر بحوالي 30ر3 متر عرضاً حتى نهاية الثوب، ومن ثم تم فتحت ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً تم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب .
الجدير بالذكر أن التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة تبلغ 22 مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ ارتفاع الثوب14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول47 مترا والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.

العجيبة 26 من عجائب مريم العذراء

عاش في مدينة "لومجاردياس" رجل وامرأته، وكانا فاضلين ومتعبدين للسيدة مريم العذراء، ولكثرة حبهما لها، قررا أن يرسما صورتها، كأيقونة كبيرة، على حائط بيتهما، وكانا يسجدان أمامها كل يوم، ويصليان سلام الملاك جبرائيل، فأرسلت إليهما النعمة والفرح، حتى أن جيرانهما كانوا ينادونهما بأهل السلام والتقوى.
وكان لهذين الوالدين الفاضلين طفل عمره ثلاث سنوات، وكان، رغم صغر سنه، يراقب والديه وهما يسجدان ويصليان أمام الأيقونة، فراح يتشبّه بهما، ويفعل كما يفعلان، فإن ركعا ركع، وإن رسما إشارة الصليب رسمها دون تردد.
ولكثرة سجود والديه أمام الأيقونة، كان يعتقد أن تلك السيدة الجالسة على الكرسي، هي صاحبة المنزل، لذلك كان يخافها كثيراً، ويعمل المستحيل كي يرضيها، مخافة أن تطرده من المنزل.
وذات يوم، وبينما هو يلعب مع رفاقه صبيان الحارة، رماه الشيطان في النهر، بطريقة حسبها رفاقه زلّة قدم، فأسرعوا ليخبروا أمه بالفاجعة. فأسرعت المسكينة الى النهر وهي تبكي وتندب حظها العاثر، وتنادي بأعلى صوتها:
ـ أنقذوا ابني.. لقد وقع في النهر.
خلع بعض الرجال ثيابهم وراحوا يسبحون ويفتشون عنه دون فائدة، فأسرعت الوالدة الى الجهة الثانية من النهر، فرأت ابنها طافياً على سطح الماء، وكأنه جالس على كرسي، فما أن رآها حتى صاح:
ـ لا تخافي يا أماه، صاحبة الأيقونة تحملني.
وعندما وصل الى اليابسة، حضنته أمه، وراحت تقبله، وتشكر أم المخلص، على أنقاذ ابنها من الغرق.
وكم كانت دهشة الحاضرين عظيمة عندما راح الطفل يخبرهم كيف حملته السيدة العذراء بين يديها لحظة سقوطه في النهر، وكيف كانت تهمس في أذنه:
ـ لا تخف يا بني.. أنا جارتك التي تتعبّد لها.
ـ إذا كنت صاحبة المنزل الذي نسكن فيه، أرجو أن لا تطردينا منه، فأبي فقير وأمي تحبك كثيراً.
ـ لا لن أطردك من منزلك، فمنزلك هو قلبي. أنظر ها هي أمك على ضفّة النهر تنتظر وصولك اليها سالماً. قل لها بأني أحبها أيضاً.
كان الناس يستمعون اليه، ويتعجبون من فصاحة طفل لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات، وأدركوا للحال أن االسيدة مريم العذراء، قد أظهرت لهم إحدى عجائبها، فصاحوا بصوت واحد:
ـ ممجدة أنت يا أم الخالق.
**