العلامة الحسيني: ولادة السيد المسيح (ع) كانت الخلاص والفرج للمستضعفين يجب الحفاظ على التعايش الاسلامي اليهودي المسيحي

أيها الأحبة: إننا نتوجه بالتهنئة والتبريك إلى المستضعفين عموما والمسيحيين خصوصا بمناسبة ميلاد السيد المسيح {ع} وهي مناسبة للانسانية جمعاء لإحقاق الحق، وبسط العدالة والمساواة والتسامح‌ والإنصاف في العالم؛ فالنبي عيسى بن مريم{ع} رسول الله، ورابع أنبياء أولي العزم. 
ومن أعظم معجزاته ولادته، فقد اصطفاه الله على العالمين- كما اصطفى والدته - في أن يكون أوحديا في ولادته من دون أب مع وجود ام.

حمل السيد المسيح (ع) رسالة التوحيد والمحبة والسلام والخلاص للعالم، وللمستضعفين الذين أوذوا وعذِّبوا بسبب إيمانهم ونصرتهم له، فكانت الشريعة المسيحية مشعل المبادئ الإنسانية، ولَبِنَة أخرى في البنيان الأخلاقي الإيماني، تدعو إلى طاعة الله والى المحبة بين الناس وثقافة السلام والتسامح واللاعنف، إلى أن جاء النبي المصطفى محمد(ص) ليكمل ما بناه أسلافه من الأنبياء قائلا: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وهكذا كان المسيح (ع) والمسيحية صراط نور إلى الشريعة المحمدية، فالسلام على روح الله وكلمته يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيًّا.

أيها الأحبة: ان لذكرى ميلاد سيدنا عيسى ( ع ) في منطقتنا ، ارض الرسالات السماوية معنى خاص حيث يتعايش المسلمون واليهود والمسيحيون منذ قرون في بيئة واحدة ، يقدمون للعالم انموذجا من التعايش وحوار الأديان والحضارات .
ولكن التدخلات الخارجية السياسية أوقعت الفرقة بين أبناء البلد الواحد والوطن والواحد ، فنشبت صراعات وحروب بين اتباع الاديان السماوية من دون وجه حق ، ومن دون اي مبرر . 
لقد أمرنا الرسول الاعظم بالحفاظ على ابناء الديانات التوحيدية في مجتمعنا الاسلامي ورعايتهم وحمايتهم .
وما يفعله اليوم اصحاب الفكر التكفيري من اعمال قتل عشوائي بحق المسيحيين في العراق ومصر وسوريا وغيرها ، لايمت الى الاسلام بصلة ، فديننا دين التسامح والانفتاح والتعايش والمحبة والسلام.

 ومن هنا دعوتنا ، من موقعنا الإسلامي إلى أبنائنا في مختلف ارجاء الامة الحفاظ على التعايش الاسلامي اليهودي المسيحي ، كما أمرنا رسولنا الكريم ، وكما تقتضيه طاعة الله عز وجل الدعوة إلى كلمة سواء.
العلامة السيد محمد علي الحسيني.
الامين العام للمجلس الاسلامي العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق