شهادة نبي العلي/ نسيم عبيد عوض

وهو يوحنا المعمدان الذى قالت عنه النبوة على فم زكريا الكاهن أبوه" وأنت ايها الصبي نبي العلي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه. لتعطى شعبه معرفة الخلاص بمغفرة الخطايا." لو1: 76.

ماذاقالت النبوات والكتب عن نبي العلي:

1- من العهد القديم : أ- كما كتب إشعياء النبى بالوحي الإلهى" صوت صارخ فى البرية اعدوا طريق الرب . قوموا فى القفر سبيلا لالهنا. كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة ينخفض ويصير المعوج مستقيما والعراقيب سهلا. فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر معا لأن فم الرب تكلم." إش40: 3-5. وتحققت هذه النبوة بالحرف وبالتمام بعد750 عاما‘أو فى ملء الزمان حسب تدابير الله لخلاص البشرية.

ب- وقبل حوالى 300 سنة على ميلاد يوحنا المعمدان تقول النبوة على فم ملاخى النبي" هانذا ارسل إليكم إيليا النبي قبل مجئ يوم الرب اليوم العظيم والمخوف.فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتى وأضرب الأرض بلعن." ملا4: 5و6.

2- من العهد الجيد: أ- قال جبرائيل الملاك الواقف قدام الله  لزكريا أبوه عن يوحنا" ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس .ويرد كثيرين من بنى إسرائيل الى الرب إلههم. ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء الى الأبناء والعصاة الى فكر الأبرارلكي يهيئ للرب شعبا مستعدا." لو1: 15-17‘ و الملاك جبرائيل وكما أمر من الله يصف لنا مهمة نبي العلي ‘يوحنا المعمدان على الأرض.

ب- وعندما بدأ مهمته التى أرسله الله لها قالت عنه الأناجيل وأولهم متى البشير" وفى تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز فى برية اليهودية. قائلا توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات.فان هذا هو الذى قيل عنه بأشعياء النبي القائل صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب.إصنعوا سبله مستقيمة."مت3: 1- 3. وقد بدأ مار مرقس البشير إنجيله هكذا. بدء انجيل يسوع المسيح إبن الله.كما هو مكتوب فى الأنبياء, هاانا أرسل امام وجهك ملاكى الذى يهيئ طريقك قدامك . صوت صارخ فى البرية...وكان يوحنا يعمد فى البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا."مر1: 1- 8‘ وهكذا فى انجيل لوقا البشير 3: 4-6‘ و يهمنا هنا ماكتبه القديس يوحنا البشير والإنجيلى عن يوحنا المعمدان ‘ لأنه كان أحد تلاميذه ثم تبع المسيح ‘ فقد عاشريوحنا المعمدان  فى كرازته وفى حياته  وقبل قتله من هيرودس الملك بفترة بسيطة ‘ فهو يعرف عنه مالم يعرفه باقى التلاميذ ‘ ولذلك نعرف حقيقة يوحنا المعمدان أكثر تفصيلا من فم معلنا يوحنا الحبيب.

شهادة نبي العلي :

يهتم القديس يوحنا البشير بموضوع الشهادة للسيد المسيح أكثر من غيره حتى أن لفظة الشهادة تكررت كثيرا فى انجيله قبل أن يذكرها العرب ب600 سنة على الأقل‘ حتى انه يكتب عن نفسه" فى ختام إنجيله" هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق. يو21: 24‘ وقال عن السيد المسيح " الذى شاهدناه" و " وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا." و" والروح هو الذى يشهد لان الروح هو الحق." فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الأرض ...فشهادة الله أعظم لان هذه هى شهادة الله التى قد شهد بها عن ابنه." 1يو اصحاحات 1و5.

وهكذا قدم لنا شخصية يوحنا المعمدان وشهادته عن يسوع المسيح:

1- كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور.  يو1: 7و8

2- " وهذه هى شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت؟. فاعترف ولم ينكر واقر انى لست أنا المسيح."يو1: 19.

3- وعندما سألوه فما بالك تعمد ان كنت انت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي. فرد يوحنا عليهم يعرفهم بشخص المسيح كشهادة منه موثوقة من الله الذى أرسله " أجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء. ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه. هو الذى ياتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق ان احل سيور حذائه .يو1: 26و27.

4- وعندما نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه شهد بصوت صارخ" هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم. هذا هو الذى قلت عنه يأتى بعدى رجل صار قدامى لانه كان قبلى. يو1: 29و30.

5- " وشهد يوحنا قائلا انى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وانا لم أكن اعرفه. ( لأن يوحنا تربى فى البرارى طوال حياته ويسوع تربى فى الناصرة)  لكن الذى أرسلنى لاعمد بالماء ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس. "يو1: 33و32

       6- وجاءت شهاة يوحناالمعمدان ثابتة قاطعة عندما شهد وقال   " وانا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله."يو1: 34

ويكمل القديس يوحنا " وفى الغد ايضا كان يوحنا (المعمدان) واقفا هو واثنان من تلاميذه (يوحنا  واندراوس) . فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم (ان يسوع هو حمل الله‘ بعد أن قال شهادته انه ابن الله) فتبعا يسوع. يو1: 35-40‘ وهكذا نطق اندراوس أخو سمعان بطرس بالحقيقة لأخوة" هذا وجد اولا أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا. الذى تفسيره المسيح.يو1: 41.

ومن هنا بدأت الكرازة بابن الله تخرج للعالم كله بشهادة هؤلاء المرسلين والأنبياء والرسل والمبشرين ‘ ومن أجل ذلك طوبنا السيد المسيح فى صلاته الأخيرة "ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضا من اجل الذين يؤمنون بى بكلامهم."يو17: 20 ‘ " وطوبى للذين آمنوا ولم يروا."يو20: 29.

طوباك يايوحنا المعمدان نبي العلي والشاهد الأمين . آمين.


العجيبة 30 من عجائب مريم العذراء

كان لأحد السلاطين الرومانيين امرأة شريفة الحسب والنسب، طاهرة، كريمة، صالحة ومتعبدة للسيدة العذراء. 
وذات يوم قرر زوجها السلطان زيارة قبر المسيح وباقي الأماكن المقدسة، فودّع زوحته العفيفة، وأمر أخاه بتنفيذ كل رغباتها لحين عودته من السفر.
وبعد أيام معدودة، اشتعل الأخ بحبها، وراح يتقرّب منها، ويبوح لها برغبته الجنسية الشيطانية، ولكنها كانت تصده بقوة، وهو يلح عليها بالمجامعة دون أن يردعه ضمير، الى ان ضجرت منه وقررت أن تهمد ناره المشتعلة، فطلبت منه أن يلاقيها في مكان ما ستحدده له لاحقاً، كي لا يراهما أحد.
وللحال، طلبت من خدّامها أن يبنوا برجاً حصيناً عالياً، دون أن تذكر لهم سبب بنائه. وفي اليوم المحدد اصطحبت سلفها الى البرج، وطلبت منه أن يدخل قبلها، فشكرها على ذلك، ولعابه يسيل من شدة الفرح. ولكنه ما أن دخل حتى أغلقت الباب عليه، ورجعت الى قصرها، كي تدير شؤون مملكتها بغياب زوجها الحبيب.
وما أن بشّر أحد الجنود بوصول زوجها الى مشارف المدينة، حتى طلبت من الجميع ملاقاته بالزغاريد والموسيقى، ولكي لا تحرم سلفها من ملاقاة أخيه، فتحت باب البرج وأطلقت سراحه.
وقفت الزوجة الطاهرة على باب القصر استعداداً لملاقاة زوجها بعد غياب طويل، دون أن تعلم أن سلفها السافل سوف يخبر زوجها قصة مغايرة تماماً لما حصل معهما، فلقد أخبره أن زوجته طلبت منه أن يضاجعها عدة مرات، وأنه رفض ذلك بسبب اللحم والدم الذي بينه وبين أخيه السلطان، وطلب منه التخلص منها، لأن كرسي الملك لا يليق بقحبة، على حد تعبيره، ولم ينتهِ من كلامه الكاذب، إلا عندما وصل السلطان الى حيث تقف زوجته القديسة، وبدلاً من ان يقبلها، صفعها صفعة قوية رمتها أرضاً، وأمر خادمين أن ينزعا عنها ملابسها الملوكية، وأن ويرمياها في احدى الجزر البعيدة، الخالية إلا من الحيوانات المفترسة.
هناك، لعب الشيطان بعقلي الخادمين، وقالا لبعضهما البعض، لماذا لا نغتصبها نحن، ونتلذذ بجمالها الفتان، وهل ستأتينا فرصة ثانية كي نضاجع ملكة؟
علمت المسكينة بما يضمران لها من شر، فصاحت بأعلى صوتها:
ـ أيتها العذراء مريم، البريئة من دنس الخطيئة الأصلية، لا تسمحي بتدنيس شرفي. يا أم الرحمة إرحميني. يا سيدة السماء والأرض، أنقذيني.
ولشدة ما كان صوتها عالياً سمعها أحد التجار الميسورين المارين صدفة من هناك، فأسرع لإنقاذها، فما كان منها إلا أن ارتمت أمامه قائلة:
ـ أشكرك يا سيدي، واعدك بأن أكون لك خادمة مطيعة ما حييت.
وعندما وصل التاجر الى بيته، أخبر زوجته بما حصل له مع تلك المرأة، وأنه قرر أن يوكل اليها خدمة طفله الصغير، كي تتفرغ هي الى أعمال أخرى، فوافقت دون تردد. ولكن الشيطان الرجيم لا يترك الناس الصالحين، فأوقع الخادمة المسكينة بما وقعت به في مملكة زوجها، إذ تاه في غرامها أخو التاجر، وراح يتودد لها دون فائدة، وعندما يئس من صدها له، قرر التخلص منها، فدخل ليلاً الى غرفتها، وذبح ابن أخيه النائم في حضنها، وليس هذا فحسب بل راح يشتمها ويتهمها بذبح أحب الناس الى قلبه، ابن أخيه الطفل:
ـ أيتها السافلة المجرمة، لقد قدم لك أخي المأوى والمأكل، فكيف طاوعك ضميرك على قتل طفله البريء. والله والله سأذبحك كما ذبحته، إن لم يذبحك أخي قبلي.
ولكن الأخ الوالد لم يأخذ بكلام أخيه المجرم، بل قال:
ـ كلا لن نقتلها، لأن الله لا يسمح بقتل أحد، أليس هو القائل: اتركوا يترك لكم. لذلك قررت أن أرسلها مع أحد البحارة الى بلاد بعيدة، والله وحده هو الذي يتدبر أمرها.
وما أن ابتعدت عن الشاطىء، حتى بدأت تصرخ بأعلى صوتها:
ـ أيتها القديسة الجميلة، يا سيدتي وشفيعتي، يا أم يسوع المسيح، لماذا تعذبينني هكذا، ساعديني أرجوك، فليس لي أحد سواك.
وما أن سمع البحّار صرختها، حتى أنزلها على صخرة مرتفعة مشرفة على شاطىء البحر، وقال لها وهو يركب سفينته:
ـ اذا كنت حقاً متعبدة لمريم العذراء فلن تتركك، وإلا ستموتين جوعاً فوق هذه الصخرة.
ولكثرة بكائها وتضرعها، أشفقت عليها السيدة العذراء، وظهرت لها وهي تقول:
ـ ابتهجي يا ابنتي وافرحي، فلن يهينك أحد بعد اليوم، فلقد حافظت على طهارتك ببطولة نادرة، واحتملت المصائب دون أن يتزعزع ايمانك بربك، فانهضي، وخذي كمية من الحشائش التي تحت رأسك، واشفي بها المرضى.
وما هي الا دقائق حتى مرت من قربها سفينة، كأنها مرسلة لخلاصها، فحملها البحارة معهم، وأوصلوها الى ميناء احدى المدن. هناك التقت برجل أبرص يهرب منه المارة، فاقتربت منه، وسقته من زوم تلك الحشائش، فشفي من برصه حالاً، وراح يرقص ويزغرد فرحاً، فتعجب الحاضرون وراحوا يخبرون بما فعلت، وانها تشفي المرضى باسم يسوع المسيح، فوصل خبرها الى مدينة ذلك التاجر الذي اتهمها بقتل طفله، فأرسل اليها كي تأتي وتنقذ أخاه الشرير من مرضه الشديد، فوافقت، شرط أن يعترف المريض بكافة خطاياه المميتة، ولكن الأخ القاتل رغم اعترافه بخطاياه الكثيرة، أخفى عنها وعن الموجودين، خطيئة ذبح ابن أخيه، فما كان منها الا أن حملت حشائشها وهمت بمغادرة الغرفة، وهي تقول:
ـ هناك خطيئة مميتة لم يعترف بها، فكيف لي أن أشفيه؟
فطالبه كل من حوله بالاعتراف بها كي يبرأ من سقمه، فقال:
ـ أنا من ذبح ابنك يا أخي في حضن تلك الخادمة الفاضلة، لأنها رفضت أن تمارس الجنس معي، فيا ليتني ألتقيها مرة ثانية لأقبل رجليها وأطلب منها المغفرة.
فصاح أخوه، والعرق البارد يتصبب من جبينه:
ـ لست متأسفاً على خسارة ابني قدر تأسفي على خسارة تلك المرأة الشريفة التي كانت تخدمنا بإخلاص وتقوى.
فقالت له المرأة:
ـ لا تتأسّف يا سيدي ولا تحزن البتة. أنا هي تلك المرأة.
وللحال برأ الأخ الشرير من مرضه، وطلب منها أن ترضاه زوجاً لها، ولكنها رفضت، وسافرت الى مدينة روما، حيث شفي على يدها المئات من المرضى. ولكي يكمل الله عجائبه، مرض أخو السلطان "زوجها" مرضاً لا شفاء له، فطلبوا منها أن تشفيه من مرضه، فوافقت، شرط أن يعترف بخطاياه المميتة كاملة. فأبى أن يعترف بما فعله من رذيلة مع امرأة أخيه السلطان، ولكنه، وبناء على الحاح الجميع، أعترف بما فعله مع امرأة أخيه، وأنها أشرف امرأة على وجه الأرض، وأنها قديسة في زي امرأة.
وما أن سمع أخوه اعترافه حتى راح يبكي ويصيح:
ـ أين أنت يا حبيبة عمري، وتاج رأسي، وفرحة بيتي، فلقد ظلمتك حين صدّقت ما قيل لي عنك، فكيف سيسامحني الله.. وكيف سأستردك لأسترد سعادتي، والله والله لن يحلو لي عيش بعد اليوم، وسأطلب الموت من ملك الموت.
فما كان من زوجته إلا أن قالت:
ـ ولكن زوجتك التي كانت تحبك لا تريدك أن تموت.
ـ وكيف لي أن أحيا بدونها.. انها حياتي التي ضاعت.
ـ افتح عينيك جيداً وستراها أمامك.
عندئذ أدرك أن المرأة التي تكلّمه هي زوجته، فارتمى عند رجليها وطلب منها السماح، وأمر أن تنحر الأضاحي احتفاء بعودة الملكة الى عرشها.
قبـّلت الملكة رأس زوجها وهمست في أذنه:
ـ ألم تسمع ما قلت لك سابقاً: زوجتك التي كانت تحبك.. أما الآن فحبي الأبدي سيكون لرجل واحد اسمه يسوع المسيح.. فاسمح لي أن أترهب، وأخدم دير أمي العذراء ما تبقى لي من عمر.
**

النبي الأشرف/ محمد محمد علي جنيدي


يا مغلق العينين عن غيث الشفا
تبت يداك أيا عدو المصطفى
ما ضر خير الخلق حقد الشامتِ
والله قد أولاه نصرا واصطفى
النار تأكل قلب كل مكابرٍ
ونبينا المعصوم بالله اكتفى
لا تعجبن لصبر من خلق الورى
فلسوف يأتي حكم ربك منصفا
إن يمهل القهار يوما ظالما
ليعيش ذعرا ثم يبعث خائفا
يا سيدي حسب الأنام شهادةً
من رب هذا الكون عنك معرفا
لك رفعة الأخلاق ما نزل الحيا
ولها الثنا، فبكم تعيش تشرفا
يا سيدي ما نال منك مخربٌ
دأب السباب فكان قلبه مُدْنَفا
قلنا سلاما للجهول وللذي
ما كان منه سوى المسبة والجفا
فمحمد وكذا لآل محمدٍ
خلق السماء ونحن بِرٌّ مِن صَفا
بك يا بن عبد الله ينقشع الدجى
ما عشت يوما عابثا ومعنفا
خلق عظيم في الكتاب ومن لهُ
مثل الذي أعطاك ربك عاطفا
سمح كريم ذاك أمرك كلهُ
والحق سيفك حين يقطع عاصفا
فسلام قلب قد تسابق شوقهُ
سعيا لنوركم البهي فهل وفَى؟
وصلاة رب الكون خير هديةٍ
هو يصطفيك بها فكنت الأشرفا
 - مصر


عيد الظهور الإلهى/ نسيم عبيد عوض

عيد الغطاس المعروف للمسيحيين ب "عيد الظهر الإلهى" هو ثالث الأعياد السيدية الكبرى ‘ لكونها تتعلق بالسيد المسيح ‘ وتبدأ الأعياد بعيد البشارة ثم عيد الميلاد المجيدين ‘ ويقال مجيد لأنه عيد لمجد وبمجد الله. وعيد الغطاس الذى يحتفل به كل مسيحي العالم ماعدا بعض الطوائف ‘ من الأعياد الغاية الأهمية فى الإيمان والخلاص المسيحى ‘ لإرتباطه بالعماد الذى بدأ يوحنا يقدمه لليهود التائبين(والرب غير محتاج له أساسا لأنه عماد بالمياه للتوبة والرب لا خطية فيه تستحق التوبة وحتى بعد حلول الروح القدس عليه فى صورة حمامة(المسحة المقدسة- عماد لحساب المؤمنين بإبن الله يسوع المسيح).

ولنبدأ بما قاله الكتاب المقدس عن الغطاس أو عيد الظهور الإلهى:

يعرفنا  القديس لوقا البشير  بهذا الحدث الباهر والمجيد فيقول:  1- كانت معمودية يوحنا بأمر إلهى كقول الكتاب "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا فى البرية. فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا."لو3: 2و3. 2- ويوحنا ككاهن ونبى " وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا أولاد الأفاعى من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتى.فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة ...والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار."لو,7-10.  وواضح تماما أن هذا لا يتعلق ولا يخص الرب يسوع بدليل قوله عن المسيح عندما علم انهم يفكرون بأنه المسيح‘  3-  " اجاب يوحنا الجميع قائلا انا أعمدكم بماء ولكن يأتى من هو أقوى منى الذى لست أهلا ان احل سيور حذائه . هوسيعمدكم بالروح القدس ونار. الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع القمح الى مخزنه . واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ."16و17‘ وهنا يعترف ويشهد بأنه ليس المسيح ‘ وأن المسيح سيعمد بالروح القدس ونار ‘ وأول مرة يسمع اليهود عن نار الروح القدس التى سيعمد بها المسيح ‘وهذا إعتراف من نبى العهد القديم عن اللاهوت‘ وفى قوله أيضا ان المسيح سيحرق التبن بنار لا تطفأ ‘ أيضا هو الله الذى ناره على الأشرار لا تطفأ.

 4- وبعد شهادة المعمدان مباشر ينقلنا القديس متى البشير عن قدوم السيد المسيح ليعتمد "حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا لعتمد منه. ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان أعتمد منك وانت تأتى الي. فأجاب وقال له اسمح الآن. لانه يليق بنا ان نكمل كل بر . حينئذ سمح له." مت3: 13-15. والآباء يفسرون قول الرب " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر" بأن الرب وهو عالم بأن مايقوم به يوحنا أمرا سماويا ‘ فعلى المعمدان أن يكمل بر الطاعة كما نفذه الرب بنفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب‘ نوال بر العماد من يد المسيح ليعطيه مجانا لكل من يؤمن ويعترف به.لأن بإعتمادنا معه نلنا بر اتضاعه والاغتسال من خطايانا. المسيح لا يعتمد لنفسه ولا يقبل  ويكمل بر العماد لذاته‘ ولكن الموضوع متضمن سر تقديسه لذاته من أجلنا " ولأجلهم أقدس أنا ذاتى." يو17: 19‘

وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى."يو17: 22‘ وهذا هو مدخل اللاهوت بالفداء والخلاص ونوال بر المسيح.

الغطاس أى العماد بغطاس الجسد تحت الماء وهو طقس تنفذه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية‘ومصدره الرب نفسه الذى إعتمد بالغطاس كقول الكتاب " فلما أعتمد يسوع صعد للوقت من الماء."مت3: 16. وفى إعتمادنا بالتغطيس يشرح لنا كيف قال القديس بولس الرسول " أنتم الذين إعتمدتم للمسيح قد متم وقمتم معه ولبستم المسيح"

الظهور الإلهى : هذا منظر سماوى رأيناه على الأرض ومن هنا تأتى أهمية هذا العيد أنه أستعلان الله للبشر ويقول الكتاب فى ذلك" فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" وإذا السماء قد انفتحت له‘ فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه ‘ وصوت من السموات قائلا: هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت." مت16و17 ‘ ويفسر القديس يوحنا الإنجيلى  الظهور الإلهى للثالوث القدوس كما رآه الشاهد يوحنا المعمدان فيقول"وانا لم أكن أعرفه . لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء. وشهد يوحنا قائلا انى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم اكن أعرفه . لكن الذى ارسلنى لاعمد بالماء ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله . " يو1: 31-34.  وهنا تفسير حقيقى وعملى لأقانيم الله كما نؤمن نحن المسيحيين بالله الآب وبكلمته وروحه القدوس‘ فقد أظهر لنا الثالوث الأقدس (الآب والإبن والروح القدس)..الآب من السموات (هذا هو ابنى الحبيب)  ‘والإبن وهو صاعدا من الماء ‘ والروح القدس نازلا عليه شبه حمامة"مت 3: 17. ظهور إلهى كامل بالصوت والصورة لإعلان نزول الله لأرضنا للفداء والخلاص الموعود.

كيف قدم يوحنا المعمدان يسوع المسيح للعالم:

1- " وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ." يو1: 29‘ وقال يرفع بصيغة الحاضر ولم يقل سيرفع ‘ بصيغة المستقبل لأن وجود المسيح يعنى تحقيق الخلاص الموعود والذى سيتم على الصليب ‘ وهذا مافعلة سمعان الشيخ عندما حمل الطفل يسوع على يدية "لأن عينى أبصرت خلاصك."لو2‘ والمعنى هذا هو الحمل الذى سيذبح على الصليب الذى بدمه سيفدى ويخلص كل من يؤمن به.

2- قدم يوحنا المعمدان المسيح  لتلاميذه لشغفهم به فأرسل اثنين من تلاميذه للسيد المسيح يسألانه "أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟‘ فأجاب يسوع وقال لهم " اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن يعثر في."مت11: 3و4‘ وهذا تحقيقا لكل النبوات فى العهد القديم عن المخلص.

3- قدمه لهم أنه العريس " أنى قلت لست أنا المسيح بل انى مرسل امامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس إذن فرحى هذا قد كمل."مت3: 28و29. وأيضا " ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص."يو3: 30‘ وأيضا" قدمه أنه من فوق وهو فوق الجميع."يو3: 31.

4- قدم لنا يوحنا المعمدان حقيقة العبادة لله عندما سجد له وهو فى بطن أمه كما شهدت إليصابت بالروح القدس" حين صار صوت سلامك فى أذنى أرتكض الجنين بأبتهاج فى بطنى." لو1: 44‘ وشهادته عنه " فهذا قد جاء للشهادة ليشهد للنور."يو1: 7.

وكرمه الرب يسوع وهو بعد حي عندما قال لتلاميذه" لكن ماذا خرجتم لتنظروا أنبيا نعم أقول لكم وأفضل من نبى..الحق أقول لكم لم يقم من بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان."مت 11: 7-11. وهذه هى رسالة يوحنا المعمدان الذى اشترك مع المسيح فى تكميل البر. وكل عام وجميعكم بخير لنعيد مرة أخرى بعيد الغطاس المجيد - ولنستمتع بالقلقاس والقصب - الذى هو عيد الظهور الإلهىى أمين. 

خطيب المسجد الحرام: أمة ضعفت محبتها للنبي جديرة بالذل والهوان وتسلط الأمم عليها

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)--
قال خطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة سعود الشريم "إن ارتفاع شأن الأمة وقوتها وعزتها وانتصارها على أعدائها كل ذلك مرهون بمدى محبتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم قولا وعملا ظاهرا وباطنا." بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية.

وأضاف إن "من قرأ سجل الأمة الحافل بالنصر والتمكين والرفعة بين الأمم سيوقن صحة هذا الأمر فإنما ما ضعفت الأمة واستكانت إلا لضعف محبتها له وبعدها عن نهجه وعدم نصرته ونصرة سنته، حتى طغى تقديم النقل على الوحي الذي نطق به، ما سبب ازدياد الجرأة على السنة النبوية المفضية إلى القدح في مبلغها، وإن أمة ضعف فيها محبة النبي لهي الجديرة بالذل والهوان وتسلط الأمم عليها.

وقال الشريم في خطبة الجمعة بمكة المكرمة "إن من كرم الله جل وعلا ومنته على عباده أن منحهم قلوبا تحمل عاطفة دينية يرتقون بها إليه سبحانه وتعالى، إن هم استثمروها بحبه وحب رسوله ولم يفصلوا بين المحبتين قولا وعملا وتصورا فإنها محبة حقة لله ولرسوله " مبينا أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله ومن بايعه فإنما بايع الله.

وأوضح "أن العزة والرفعة والتمكين تتمثل في أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب للمسلم من كل شيء من ماله وولده والدنيا كلها وحبه مقدم على كل شيء، فمتابعة الرسول صلوات الله وسلامه عليه في أقواله وسنته وأفعاله تزيد من المعزة والكفاية والنصرة وتكون الهداية والفلاح والنجاة، فالله سبحانه وتعالى علق سعادة الدارين بمتابعة سنته صلى الله عليه وسلم وجعل شقاوة الدارين في مخالفته."

النازية الاسلامية والحضارات/ لطيف شاكر

عندما قام  عدد من الاسلاميين المغرر بهم  الذين يعيشون عالة علي المجتمع الفرنسي ويرفلون برحابة العيش في بلد النور والحرية  بالهجوم الدموي علي  جريدة شارلي ابدو بفرنسا  التي تدأب علي نقد الاديان  بالكلمة والرسوم الكاريكاتورية ولقى 17 شخصا مصرعهم  منهم ثماني من امهر الرسامين , فإن هذا  العمل  البربري المشين لاينسحب علي تهديد الشعب الفرنسي فقط بل علي شعوب وحضارة اوربا  بأكملها وعلى الديمقراطية في كل مكان.

ان هذا الهجوم  المشين  علي اصحاب القلم , يمثل هجوما على كل الاعلام  والاعلاميين  ,وفي مخيلتهم ان بهذا العمل السافل  سيقصفوا اقلامهم  ويذعنوا   للتخلف الفكري والرجوع القهقري الي ثقافة البدو .

لم تكن جريدة شارلي ابدو اول  من  قاموا بهذا العمل فقد سبقهم صحف عديدة في بلاد  مختلفة  ولغات  متباينة وباشكال متعددة  بل الاكثر  أن بعض المتاحف والمكتبات تضم صورا لمحمد منذ العصور الوسطى. أي أنه ليس في ذلك شيء موجه ضد المسلمين حتي يقوموا بهذا الهجوم التتاري وعملهم الخسيس وهو مجرد ذريعة  لاظهار الحقد علي الحضارة الاوربية الراقية .
وتدور اسئلة حائرة  في ذهني :

  هل الارهابيون  يتحدثون باسم القرآن؟
وهل القرآن يحث علي هذه المجازر ؟
هل بهذا التصرف الاحمق سيجفف مداد الاقلام ام سيزيده انسيابا  ؟
وما تاثير هذه الجريمة الحقيرة علي المواطنين الاوربيين ؟
وما اثرها  علي المسلمين الذين يتمتعون بمزايا عديده لاينالوا شعرة منها  في بلادهم ومن عرق الاوربيين ؟

اما السؤال الهام الذي يفرض نفسه :لماذا انتم هناك في بلاد الكفار في نظركم الاعمي وخيالكم المجنون؟ لماذا لاتعودون الي بلادكم حيث  تكوموا  الاعلون  ولا ينطق احد ببنت شفاه علي اسلامكم ونبيكم وتكونوا في مأمن ولا تسمعوا مايضايقكم ...ارحلوا  الي بلادكم بتتمرمغوا في الفقر والجوع والمرض والفساد ....المستقبل  ليس في جانبكم  الآن او علي رصيفكم فأنتم اصرتم  ك براقش (كلب) التي جنت علي أهلها .

حتي لو ظهر الحكام بمظهر التسامح امام العالم لتهدئة الاجواء فالشعوب لن تتسامح معهم  او معكم  ,بل ربما يحدث صدام بين الشعوب وحكامها وينتهي بفوز اليمينيين المتشددين  وبالأكيد  سيؤثر هذا علي  المعيشة الحياتية   للمسلمين  المعتدلين , وسيحد من هجرتهم الي اوربا لانهم اصبحوا قنابل موقوتة , والاكثر خطورة ان الاوربيين  لايميزون بين الارهابيين المتطرفين  والمسلمين المسالمين الذين  تشبعوا بالثقافة الغربية , وقد تنشب حربا ليس بين المسيحيين والمسلمين بل بين  المسلمين  الذين يعشقون الغرب ويريدون العيش بسلام وبين الاسلاميين المتشددين , ولاننسي في هذا الزخم دور اسرائيل والصهيونية التي تغذي المشاعر وتسعر نيران التعصب  حتي لاتخمد نيران  الكراهية و يحقن  الدماء انها  دائما المستفيدة من  هذه المواقف  الملتهبة .
ان الاسلاميين لايبالوا بالدماء التازفة من الاوربيين فهذا جهاد مقدس  وطريق  الجنة   المخضبة  بدماء الكفار    ,والاوربيون لن يتوقفوا عن تكرار الرسوم والكتابة في نقد الاسلام  والاديان وهذه ثقافة اوربية وحضارة غربية .
ان الاوربيين لايعتبرون النقد بالحروف او الرسوم  الكاريكاتورية سخرية بل حقا للتعبير عن المخزون الثقافي , فالحرية التي  يرفلون بها تعطيهم استحقاقا  لنقد كل شئ حتي الله نفسه مرورا بالاديان كلها .
لقد  سخرت الصحيفة سابقا من البابا، والكاثوليك والمسيحيين وغيرهم، ولم يتعرض احد لهم ولم يستخدم المسيحيون المتشددون ولو بالتهديد الشفهي او الوعيد الابدي  ,ليس  لانهم لايحبون ديانتهم او لايغيروا عليها  بل بالعكس,فصمتهم ازاء هذه الرسوم جعلت المجلة  في موقف مخزي حتي كادت المجلة تشهر افلاسها وانخفض توزيع اعدادها , وبهذه المذبحة صارت  الجريدة  الآن لها شأن كبير ويشار لها بالبنان .
يقول احدهم  أن الاسلام، كسائر الديانات، مندمج مع غيره وجزء من كل. فعدم الاحترام او التبجيل، كما هو الحال مع الآخرين، يعني ببساطة أننا أحياء وأننا نقوم بعمل ثقافي وسنستمر .
الارهابيون سينتصرون  لو توقف الرسامون عن الرسم. والقلم عن  النقد,  وبالرغم ان ثمانية من الرسامين  ماتوا. والعدد الكلي للناس الذين ماتوا 17 شخصا. بما فيهم اليهود  ,فهم مستمرون في  النقد والسخرية  وكسبوا تضامن العالم معهم ,ضد ما يصل إلى حد نازية العصر الحديث او فاشية  الوقت الراهن,  ولسان حال  الصحفيين والرساميين  الاوربيين  اننا هنا وسنفعل  ذلك , ، ليس فقط   في مقر جريدة شارلي إبدو، بل في كل مكان وفي كل بلد في العالم

 وفي سابقة تاريخية للمجلة، أصدرت اليوم، أولى أعدادها بعد الحادث في ثلاثة ملايين نسخة، بخمسة لغات، وزعت في  20 بلدا، بدلا من 60 ألف نسخة وهو الكمية المعتاد طبعها في الصحيفة، وتصدرت رسوم لرسول الإسلام في الصفحة الأولى وهو "يدمع"  وهو يحمل بين يديه لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي".
ومن خلال قراءة مابين السطور سيشن العالم الحر حربا خفية  ضد هذا الارهاب الدموي والتخلف الفكري , ولن يقف مداد الاقلام عن التعبير بشجاعة ودون خوف , واصدار  العدد الحالي بنفس الرسوم الكاريكاتورية  بهذا العدد الضخم دلالة علي   تحدي الجريدة  بشجاعة لهذا الارهاب  البدوي  , وانهم  وامثالهم  قادرون على الاستمرار لخلق عالم أفضل يتسم  بحرية الكلمة .

العجيبة 29 من عجائب مريم العذراء

جيرونيموس، راهب يتقن فن التصوير، وكان يتلذذ برسم السيدة مريم العذراء، فيغدق على أيقونتها أجمل الألوان، كي تبدو بهية كالقمر، ومشرقة كالشمس، يجثو تحت قدميها الشيطان بأبشع صورة. لذلك قرر "الخبيث" محاربته، بغية الانتقام منه، فكان يأتيه بخيالات وأوهام شتى، وكان الراهب يحاربه بالصلاة والتعبد لأم الطفل يسوع.
وذات ليلة ظهر له بشكل امرأة جميلة جداً، وراح يشبعه لمساً وتقبيلاً إلا أن ثارت غريزته الجنسية، وقرر أن يطفىء نار شهوته، ولكن ابليس ـ المرأة رفض أن يجامعه ما لم ينفـّذ كل طلباته. فوافق الراهب دون تردد. فقال له الشيطان:
ـ أنت قندلفت الدير، ومعك المفاتيح، فعندما ينام الرهبان، انزل الى الكنيسة، وضع كل الأواني الفضية والذهبية المقدسة في كيس، بعد أن تحطمها، وانتظرني خارجاً كي أمضي معك الى بلاد بعيدة، حيث نقطف اللذة الجسدية ساعة نشاء.
فعل الراهب المسكين كما أمره الشرير، ولكنه قبل أن يخرج من الكنيسة بدأ الشيطان بالصراخ:
ـ أيها الرهبان، أسرعوا الى الكنيسة، القندلفت جيرونيموس يسرق الأواني المقدسة، أوقفوه قبل أن يهرب.
بهت الراهب المغشوش عندما وجد رفاقه يحيطون به من كل جانب، ولم يستطع أن ينبث بكلمة واحدة. فأمر الرئيس أن يربطوه على عمود الحبس، إلى أن ينقشع الظلام، وتشرق شمس نهار جديد.  
وبعد أن جرده من وظيفته كقندلفت، وأعطاها لغيره، عاد الرئيس وباقي الرهبان الى غرفهم، وحده "اللعين" بقي مستيقظاً، فاقترب من جيرونيموس وراح يهزأ منه ويقول:
ـ كما أنا سعيد أيها الراهب الأبله، عندما أراك مصلوباً كسيدك المسيح على عمود. فمن الآن وصاعداً لن تقدر على رسمي بأبشع صورة، فلقد شوهت وجهك كما كنت تشوّه وجهي. سيعذبونك ويحرقونك كلص. فأين تلك السيدة التي كنت تتباهى بتصويرها؟ تأكد من أنها لن تأتي لمساعدتك.
فما أن سمع كلامه هذا حتى صاح:
ـ أيتها الأم الحنونة، سامحيني. يا ملجأ الخطأة، أعينيني. كوني لي أماً رحومة، وان كنت لا أستأهل ذلك، ولكن أملي برحمتك كبير، فلا تخذليني، وساعديني كي أصد حيل هذا الشيطان اللئيم، وامنحيني الفوز عليه، كي أدوسه برجلي، وأمجد اسمك الى أبد الآبدين.
وما أن انهى كلامه حتى ظهرت أم الرحمة، وأمرت الشيطان أن يتحول الى شكل انسان، ثم التفتت الى جيرونيموس وقالت:
ـ اياك، يا ولدي، أن تقع في شرك ابليس مرة أخرى، فها أنا أحل قيودك وأطلق سراحك لكثرة الدموع التي ذرفتها.
وبعد أن حلّته من الأغلال، أمرته أن يربط الشيطان مكانه، فراح يسخر منه ويقول:
ـ لما كنت أرسمك، أيها الشيطان الرجيم، بأبشع صورة، وأبصق عليك وانت تتلوى كالأفعى تحت أقدام أمي العذراء، كنت أفعل الصواب. وها أنا الآن أبصق عليك وجهاً لوجه ألف مرة. وأبشرّك بأنني ذاهب الى الكنيسة لممارسة وظيفتي كما كنت سابقاً.
وفي الوقت المعين، أضاء جيرونيموس الكنيسة، وأشعل الشموع، وراح يوقظ الرهبان كي يأتوا لصلاة الفجر. وكان أول الواصلين الى الكنيسة ذاك الراهب الذي أوكل اليه الرئيس وظيفة القندلفت، فوجد المصابيح مضيئة، وكل الأواني المقدسة سليمة كما كانت من قبل، فأصابته الحيرة، وراح يتساءل: من أضاء المصابيح؟ من سرق مني وظيفتي؟ وبينما هو يدور بناظريه على كل أرجاء الكنيسة، لمح أخاه جيرونيموس راكعاً في مكانه المعتاد يصلي، فأسرع الى رئيس الدير وأخبره بما رأى.
تجمّع الرهبان حول رئيسهم، وبيد كل واحد منهم صليباً وماء مقدساً، خشية أن يكون الشيطان قد تجسّد بأخيهم، وعندما اقتربوا منه، صاح الرئيس:
ـ باسم الاله الحي، وباسم يسوع المسيح، أخبرني من تكون؟
التفت جيرونيموس إليه وقال:
ـ أنا قندلفت الكنيسة، وقد أمرت البارحة أن يربطوني على عمود الحبس، ولكن أمي وشفيعتي مريم العذراء فكت قيودي، وربطت مكاني من كان السبب في اذلالي، انه الشيطان بصورة انسان.
وما أن بدأ الرهبان برش المياه المقدسة على الانسان المربوط على العمود، حتى بدأ يصرخ ويتلوى ويتعذب عذاباً شديداً، الى أن اضمحل واختفى، فراحوا يرتلون بصوت واحد: 
ـ يا أم الرحمة.. ارحمينا.
**

ومن مصر دعوت إبنى/ نسيم عبيد عوض

فصل انجيل الأحد الأول من شهر طوبى ‘ من الفصول التى تشرح قلوبنا وتذكرنا دائما ‘ نحن الشعب القبطى ‘ بأن إلهنا قدم لمصر وعاش بين شعبها مدة حوالى أربع سنوات ‘ ولم يستقر فى مكان واحد لحين عودته للناصرة ‘ ولكنه طاف مصر من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ‘ فشملت بركته كل أرض بلادى مصر ‘ ولذلك عندما كان يحدث إضطهاد وضيق وآلام لشعبنا يحلو لنا أن نقرأ هذا الفصل من الإنجيل ومعه نبوات إشعياة وهوشع النبيين ‘ فتعطينا إطمئنانا وسلام ‘ بأن الرب لن يتركنا أبدا طالما جاء لبلدنا مصر ‘ وباركنا بركة خاصة عندما قالت النبوة على فم إشعياء النبى قبل 750 سنة على الميلاد "بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبى مصر" إش19: 25 ‘وكلمة شعبي خصتنا نحن ‘ وأصبحنا فعلا خاصته فى أرضنا مصر. وفصل إنجيل اليوم جاء هكذا من بشارة مار متى البشير إصحاح 2: 13-23‘ على النحو التالى بعد إنصراف المجوس عائدين لبلادهم فارس وبابل" اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا قم وخذ الصبي وأمه واهرب الى مصر وكن هناك حتى أقول لك .ن هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف الى مصر."مت2: 13و14‘ والمتأمل فى قول الوحى الإلهى هنا: 1-  يجده يذكر السيدة العذراء مريم ب "أمه" مرتين ولم يقل إمرأة يوسف ليعرفنا انه والتجسد قد تم من أحشائها ‘ فهى بتول وظلت لوفاتها بتول. 2- يوضح تماما طاعة يوسف الشيخ لقول ملاك الرب ‘ فعندما خاف واندهش من حبل مريم العذراء البنت الصغيرة ‘ ظهر له الملاك وطمأنه وقال له" يايوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم إمرأتك . لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس."

مت1: 20‘ وكذلك هنا عندما قال له ملاك الرب خذ الصبى وأهرب الى مصر ‘ لم يعترض ولا ناقش ‘طول السفر وهو شيخ عجوز ‘ ولا المجهود الذى يثقل عليه فى بلد لا يعرفها ‘  قد عمر الإيمان قلبه فسلم حياته لله ‘ وكان مثالا لإبراهيم عندما أمره الرب بان يترك أرضه وعشيرته وأملاكه ويخرج الى أرض سيعرفه بها الله فى حينه‘ واما مريم فكانت تتأمل كل شيئ متفكرة به فى قلبها وهى صامته أمام إرادة ومشيئة الله ‘ فهى تعرف أنها ستتألم ‘ وتذكر نبوة سمعان الشيخ الذى أنبأها" وانت أيضا يجوز فى نفسك سيف. "لو2: 35‘

لماذا إختار الرب مصر ليهرب إليها؟

لأسباب كثيرة نذكر منها:

1- كانت مصر فى فكر الرب دائما منذ أن وجه يوسف العفيف لمصر ويصبح رئيسا لها ‘ وتصبح مصر على يديه مخزن القمح الذى سيغذى العالم من الهلاك ‘ ولعل قدوم الرب هنا وهو "الخبز الحي النازل من السماء " تشير لهذا المعنى ‘فغذى يوسف أجساد البشر ‘ وهاهو الرب سيغذى أرواح البشر من جسده الطاهر(الذى يعطى خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يأكل منه) : كما نصلى فى القداس الإلهى.

2- كان قدوم يعقوب أبى الآباء لمصر ومعه 75 نفسا ‘ وبقاؤهم فى مصر 430 عاما وخرجوا بأكثر من 2 مليون ‘ كان ذلك فى تدبيرات الله  لخلاص البشرية.

3- كانت مصر فى ذلك الوقت من أعظم البلاد الأممية بعدخفوت ضياء بابل‘ وكانت محط أنظار العالم بحضارتها وعلمها وعلمائها ‘ وكثيرا ماإعتمد ملوك إسرائيل على مصر فى حروبهم مع الآراميين والبابليين‘ وكانت مصر هى السند لشعب بنى إسرائيل فى حروبها مع الدول الأخرى. وأيضا كانت بداية دخول الأمم للإيمان المسيحى.

4- لا ننسى زواج سليمان الحكيم الملك العظيم لإسرائيل من بنت فرعون ‘ فكانت مصاهرته لمصر سبب سلام بلاده طوال عهده لم يتعرض فيها لقتال دول أخرى ‘ بل أنه كان قبلة كل ملوك ورؤساء العالم.

5- كانت مصر كما سبق وقلنا رائدة العالم الأممى ‘ فكانت بفرعونها تشير فى العهد القديم الى العبودية‘ وكذلك كانت خصوبة أرضها سببا رفاهيتها وحياة الترف والبذخ التى كان تعيش فيه ‘ فكان ممكن للرب أن يختار بلدا أخرى ليلتجئ اليها ‘ لكنه أراد أن يقدس أرض مصر ‘ليقيم فى وسط الأرض الأممية مذبحا له فى وسطها‘ والمذبح الوحيد المذكور فى الكتاب المقدس(الموجود اليوم فى ديراعذراء بالمحرق بأسيوط) 

6- كان قدوم الرب لمصر إهتماما خاصا بها‘ فأصبحت مصر مركز إشعاع إيمانى حى ‘ ظهرت فيها مدرسة الأسكندرية التى نشرت للعالم الإيمان المسيحى ‘ وظلت مصر المسيحية تقود العالم المسيحى حتى مجمع خلقيدونية عام 451 م الذى قسم الكنائس المسيحية ‘ وقدمت مصر للعالم الرهبنة القبطيةالتى ألهبت العمل الكرازى للبشر جميعا.

7- يحدثنا القديس يوحنا ذهبى الفم عن هذه الزيارة المباركة لمصر لتقديسها" إذ كانت مصر وبابل أكثر بلاد العالم التهابا بنار الشر‘ أعلن الرب أنه يرغب فى إصلاح البلدين لحسابه‘ ليأتى بهما اليه والى ماهو أفضل حتى تتمثل بهما كل الأرض‘ فتطلب عطاياه‘ لهذا أرسل لواحدة المجوس والأخرى ذهب هو اليها بنفسه مع أمه مريم .

8- صارت مصر بهذه الزيارة الإلهية مركزا للإشعاع الروحى والكرازى‘ من أكثر بلاد العالم التى قدمت داء شهدائها من أجل حب كلمة الله ‘ حتى أنه فى أيام قليلة قدمت الأسكندرية 30 ألف شهيد بخلاف باقى الشهداء من نيرون الرومانى وعلى مدى كل العصور حتى يومنا هذا ‘وكل يوم  يضم السنكسار كتاب الشهداء اليه دماء شهداء المسيحية التى تروى تراب بلادنا مصر‘ ولا ننسى ان إختبارات الإيمان المسيحى بالحقيقة قدمها الأقباط أمام عيون وبصر العالم كله عندما نقلوا جبل المقطم بصلوات القديسين وشعب مصر المسيحى ‘ أيضا لا ننسى كيف أصبحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منارة إلهام ونور فى العالم كله ‘ قدمت آباء عظماء وقديسين يملؤن السموات وقبلها كرزوا باسم المسيح على وجه  الأرض كلها‘ وهم الآن مراجع على لسان كل المبشرين بالسيد المسيح. واليوم تغطى كنائسهم كل أنحاء المسكونة بالتقريب.

نبوات الكتاب المقدس عن مصر ومجيئ الرب لها:

1- ذكر أسم مصر فى الكتاب المقدس بعهديه أكثر من 611 مرة فى 558 آية.

2- أمر الرب شعب بنى إسرائيل بحب شعب مصر لكرمها وإحتضانها لهذا الشعب مئات السنين وخروجهم منها وهم يحملون كل حكمة المصريين ‘ ولهذا أود أذكر آية مهمة ذكرت فى التوراة من الرب على لسان موسى"" لا تكره مصريا لأنك كنت نزيلا فى أرضه.""تثنية 23: 7.

3- قبل 750 سنة قبل ميلاد السيد المسيح يقول الوحى الإلهى على فم إشعياء النبى"هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة‘ وقادم الى مصر ‘ فترتجف أوثان مصر من وجهه‘ ويذوب قلب مصر داخلها....فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر ...فيعرف الرب فى مصر‘ ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ‘ ويقدمون ذبيحة وتقدمة ‘ وينذرون للرب نذرا ويوفون به ..مبارك شعبى مصر"إش19‘ وعلى ذكر دخول رئيس مصر عبد الفتاح السيسى لأول مرة فى تاريخ مصر الكتدرائية ليهنئ الأقباط بعيد ميلاد المسيح ‘ وفرح الشعب به‘ قال أحد الآباء عما حدث بأنه نبوة وردت فى إشعياء نفس الإصحاح 19‘ " لأنهم يصرخون الى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم."إش 19: 20.

4- أيضا قبل ميلاد السيد المسيح بحوالى 400 سنة قال الوحى الإلهى  نبوة عجبية " لما كان اسرائيل غلاما احببته ومن مصر دعوت ابنى." هو11: 1.

5- نبوة المرتل الملك داود فى المزمور 80" كرمة من مصر نقلت .طردت أمما وغرستها.هيأت قدامها فأصلت اصولا فملأت الارض. ياله الجنود ارجعن اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة. والغرس الذى غرسته يمينك والابن الذى إخترته لنفسك." 

مقدمة الموكب للرب فى مصر:

1- مصرنا هى أرض الآباء والأنبياء والرسل ‘ جاءها إبراهيم ويوسف ويعقوب والأسباط الأثنى عشر‘ وموسى وهارون‘ ويشوع ودانيال‘ أليشع وإرميا وحزقيال ‘ وجاءها القديس بطرس مع القديس مرقس (الذى كتب إنجيله فى بابليون قبل ان يدخل الأسكندرية)والقديس لوقا‘ كما نزل جنوب مصر القديس سمعان القانوى وبرتلماوس (نثنائيل).

2- مصر بأبنائها كانت رمزا للحكمة والعلم والمدنية‘ ومنهم من قدم للبشرية خدمات جليلة‘ مثل فرعون بانى الحضارة التى يتباهى بها المصريين حتى يومنا هذا‘ أكثر من ملكة‘ اسماعيل ابن هاجر  المصرية التى تزوجت إبراهيم‘ وزوجة إسماعيل ‘ وأسنات زوجة يوسف والتى أنجبت له منسى وإفرايم ‘ وصفورة زوجة موسى‘ وإبنة فرعون زوجة سليمان الحكيم.

رحلة الرب داخل أرض مصر:

1- دخول مصر- من بيت لحم لمصر القديمة - : مرت رحلة العائلة المقدسة بأغلب بلاد مصر ‘ ولم تكن تستقر طويلا فى أية موقع ‘ ماعدا المكان فى دير المحرق المبنى علية كنيسة للعذراء وبه حجر نام عليه يسوع المسيح ‘ وكانت الفترة حوالة ستة أشهر ‘ وكانت تحركاتهم السريعة بسبب ان كل بلد تطأها أقدام الرب الطاهرة كانت تتساقط فيها الأوثان فكان أهلها يطردونهم ‘ أو هم يرحلون منها بنفسهم ‘ وسأحاول مختصرا أن أذكر هنا البلاد التى دخلها الرب قادما من بيت لحم:من بيت لحم لأشقلون(عسقلان)على ساحل البحر المتوسط‘ ثم الى حبرون (الخليل)‘ ثم غزة‘ الى نيس(خان يونس)فالعريش ‘ وبيلوزيوم (الفرما)‘ عبروا المضيق بين القنطرة وبحيرة المنزلة‘ الى أرض جاسان (الشرقية) ‘ثم بسطة(تل بسطا القريب من مدينة الزقازيق-صان الحجر) ‘ الى المحمة(مسطرد)ثم بلبيس‘ وفى الدقهلية مروا بدقادوس بميت غمر‘ثم عبرت الى سمنود‘ثم سخابكفر الشيخ‘ثم لقرية شجرة التين ثم الى قرية المطلع.عبرت العائلة المقدسة فرع رشيد غرباالى وادى النطرون‘ ثم الى أون(عين شمس)‘المطريةو حي الزيتون و حارة زويلة (بالغورية) والدرب الواسع بكلوت بك‘ ثم منطقة أبو الريش‘ ومنها الى مصر القديمة(الفسطاط) وبابليون وسكنت فى مغارة بها كنيسة القديس سرجيوس(ابو سرجة).

2- من مصر القديمة لمصر العليا:من حى مصر القديمة اتجهت للمعادى ‘ وعبرت الى منف(ممفيس) وهى المنطقة التى تضم البدرشين والحوامدية وأم ختان وطموه وميت رهينة‘ ثم الى أهناسيا فى بنى سويف‘ثم البهنسا مركز بنى مزار بالمنيا‘ قرية دير الجرنوس غرب مغاغة ثم عبروا الى جبل الطير‘ شرق سمالوط‘ ثم الى جبل قسقام (حيث دير العذراء الشهير بالدير المحرق)‘ وفى طريق عودتها جبل درنكة وبه دير للعذراء.

3- العودة للناصرة: عندما جاء الملاك فى حلم ليوسف" قم وخذ الصبي وأمه واذهب الى أرض اسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى‘فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء الى أرض إسرائيل." مت2: 19-21.

خرج الرب يسوع من أرض مصر وعمره 5 سنوات ‘ وأيضا بارك أرضها وهو يتخذ الطريق الذى دخلوا اليه ‘ ومروا بكل البلاد حتى وصلوا الى أرض فلسطين وذهبوا ليستقروا فى الناصرة حتى دعى ناصريا. ترك لنا بركاته فى أرضنا مصر والتى هى سندنا كل يوم فى حياتنا على أرض وطننا الحبيب الذى لا أشك ان أرض مصر الأن تعتبر الأرض المقدسة ‘ التى على أرضها مشى عليها السيد المسيح. الذى له المجد الدائم أمين. 

ولد لكم اليوم المخلص/ نسيم عبيد عوض

هذا هو اليوم الذى تفرح فيه وتبتهج به البشرية كلها ‘ لأنه كما قال الملاك منذ أكثر من ألفين عاما للرعاة حسب قول الكتاب المقدس" وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما.فقال لهم الملاك لا تخافوا. فها انا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا فى مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السموى مسبحين الله وقائلين .المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة."لو2: 8-14. وكقول المرتل قبل الميلاد بحوالى الفين وخمسمائة سنة " فلتفرح السموات ولتبتهج الأرض وليتحرك البحر وكل ملؤه ‘ يبتهج كل شجر الغاب قدام وجه الرب لأنه جاء."مز96: 11-13‘وأيضا" هلم لخلاصنا .ياألله ارجعنا وانر بوجهك فنخلص."مز80: 3.

التدبير الإلهى للخلاص:

يقول القديس الأنبا أثناسيوس الرسولى البابا العشرون للكنيسة القبطية فى كتابه الخالد التجسد" لقد كان فى علم الله السابق إمكانية سقوط الانسان ونتائجة‘ كذلك أيضا عملية التجسد وحتميتها ‘ فقد خلق العالم بالكلمة وأيضا لابد أن يخلصه بالكلمة الذى به خلق العالم أولا‘ولأن صفات الله لا تتغير ولا تتبدل ‘ لا تسمح بأن يؤخذ قرار التجسد والخلاص بعد سقوط الانسان. إن نتائج السقوط هى موت الانسان الذى ابتعد عن الله مصدر الحياة‘ وفقده لكل معرفة عن الله ‘ لذلك كان لائقا بصلاح الله أن يتدخل لإصلاح ماأفسده الانسان‘ فلأجل قضيتنا تجسد لكى يخلصنا‘ وبسبب محبته للبشر ارتضى ان يتأنس ويظهر فى جسد بشر.

لماذا كان التجسد حتميا؟:

لم يكن ممكن لله التراجع عن قراره بموت الانسان إن أخطأ‘ ولم يكن ممكنا أيضا أن يهمل الله ولا يبالى بهلاك البشرية وفنائها‘ فعدم الاهتمام كان سيظهر الله وكأنه غير صالح أو كأن طبيعة الله غير ثابتة.لذلك كان الموت حتميا وتجسد كلمة الله وحده ضرورة للخلاص. ولماذا كان لائقا أن يتخذ الكلمة جسدا بشريا كأداة ليخلص بها الانسان ؟ ‘ أسباب كثيرة ونلخص منها:

1- التوبة عن الخطية لم تكن كافية لكى يعود الانسان الى عدم الفساد  والخلود(لأن الانسان الذى خلقه الله تعدى وسقط فى المعصية فحكم بالموت كقول الله الصادق)‘ ولا تقدر التوبة أن تغير طبيعة الانسان ‘بل كل ما تستطيعة أن تمنعه عن أعمال الخطية. لأن سقوط الانسان كان عمل خاطئ تبعه الموت والفساد ‘ وبالتعدى نزعت منه نعمة مماثلة صورة الله فى القداسة والبر‘ هذه النعمة التى كانت تمكنه البقاء فى شركة الحياة وعدم الفساد.

2- الانسان المخلوق الموجود فعلا وكان منحدرا الى الفساد والهلاك هو الذى كان محتاجا الى ان  يأتى الكلمة بالتجسد لخلاصه.

3- لا البشر ولا الملائكة كانوا قادرين على تجديد خلقة الانسان على مثال صورة الله‘ لأن الانسان مخلوق على مثال الصورة وليس الصورة نفسها‘ وكذلك الملائكة ليست لهم صورة الله.

4- كى يعرف كلمة الله مرة أخرى بين البشر وبه يعرف الله الآب.

النتيجة الحتمية:

1- لم يكن ممكنا أن يحول الفاسد الى عدم فساد  إلا المخلص نفسه ‘ الذى خلق كل شئ منذ البدء من العدم.

2- وأيضا لم يكن ممكنا أن يعيد خلق البشر ليكونوا صورة الله إلا الذى هو صورة الآب.

3- لم يكن فى الاستطاعة ان يجعل الانسان المائت غير مائت إلا ربنا يسوع المسيح الذى هو الحياة ذاتها.

4- لم يكن مستحقا ان الذى يعلم البشر عن الآب ويقضى على عبادة الأوثان إلا الكلمة الذى يضبط الأشياء وهو وحده الابن الوحيد الحقيقى.

وإذا كنا نحتفل اليوم  بميلاد المخلص فى بداية عام جديد‘ نبدأه بقلب جديد وبعقل وفكر جديدين ‘ نترك سيئات الماضى كله ‘ ولنتذكر قول الرسول" الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا." 2كو 5: 17. وهذا مايريده الرب منا اليوم القلب الجديد والروح الجديدة‘ قلب لحم حي يؤمن بالمخلص والفادى وليس بحرف الوصية المكتوبة على لوحي الحجر. وينادينا اليوم القديس بولس الرسول" أنها الآن ساعة لنسيقظ من النوم فأن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا‘ قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ." رو13: 11و12.

وكل عام وحضراتكم وعائلاتكم وأولادكم طيبين ‘ وفى عيد ميلاد الرب المجيد نهنئكم بالنور الذى أنار قلوبنا بالمحبة والتوبة وأنقذنا ونقلنا  من سلطان الظلمة الى ملكوت ابن محبته.

أزهريون: ثورة على الاجتهادات في تفسير النصوص

العربية ـ القاهرة - أشرف عبدالحميد
بعد أن طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بثورة دينية على النصوص والمفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، خرجت تصريحات وأغلبها إخوانية منددة، تتهم السيسي بالخروج على ثوابت الدين ومقدساته، بينما خرجت تصريحات أزهرية مؤيدة ومطالبة بثورة إصلاحية على النصوص التي لا تناسب العصر، وليس لها نص قاطع ومانع من القرآن والسنة النبوية الشريفة.
وأكد علماء أزهريون لـ"العربية.نت" أن السيسي، ولأول مرة يفعلها حاكم مصري، أظهر جرأة ونزعة إصلاحية كانت مطلوبة لتصحيح المفاهيم، ولكن نظراً للخوف الشديد والتردد، ووجهت بثورة عارمة من أصحاب الفكر المتطرف والمتجمد الذين يستغلون الإسلام لتبرير أفعالهم المرفوضة، مؤكدين أن السيسي قصد النصوص الاجتهادية والتراثية التي وصفها بأنها تعادي العالم كله وأدت إلى تمزيق الأمة وتفتيتها وتدميرها ومعاداة العالم للإسلام والمسلمين.
وكشف علماء الأزهر لـ"العربية.نت" عن ماهية النصوص القديمة والتراثية التي قصدها السيسي، وطالبوا بالعمل على إزالة الشوائب منها خلال الفترة المقبلة، خاصة مع انتشار دعاة التكفير والتشكيك في المعتقدات والتي تستغلها التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" لارتكاب جرائمهم البشعة المنافية للإسلام كما رسخت لمفاهيم العنف والقتل وقهر المرأة.
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أكد أن السيسي يقصد الكتب التراثية التي تتضمن مفاهيم ومعتقدات ليس لها نص صريح أو قاطع من القرآن الكريم والسنة، بل إنها قائمة على الاجتهاد البشري من جانب فقهاء وعلماء في العصور القديمة، وكانت ظروف حياتهم وعالمهم تختلف كلية عن ظروف عالمنا المعاصر، مضيفاً أن هذه الكتب للأسف يتم تدريس بعضها في الأزهر مثل أحكام الجزية والعبيد والرق والسبي والغنائم والجهاد والفوارس والخيول وبعض أحكام المرأة.
وأكد أن السيسي عندما طالب بثورة دينية فهو يقصد ثورة على الأفكار المتطرفة التي ليست من صحيح الدين ولا تتوافق معه، وجاءت كلمته ودعوته الإصلاحية في الوقت المناسب، بسبب ما نشاهده من أفكار متشددة ومتطرفة وفتاوى شاذة من جماعات تدعي الإسلام وهو منهم براء.
وقال كريمة إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 عام من يجدد لها دينها والقاعدة الفقهية تقول "لا يُنكر تغير الأحكام بتغير الأزمان"، موضحاً أن التعليم والإعلام الديني بحاجة إلى إحلال وتجديد بقيادات مؤهله لذلك.
الشيخ فوزي الزفزاف، وكيل الأزهر السابق، أكد وجود جمود في الفكر الديني، وقال: "إذا كنا جادين في النهوض بالأمة الإسلامية فعلينا أن نعترف بأنها تعيش جموداً في الفكر الديني ولا يريد البعض أن يستعمل العقل لتغيير فهمه للنصوص الدينية مع العلم أن تجديد الفهم أمر مطلوب لكي نواكب العصر وتطوراته، ونحن كمسلمين نعترف بأن الدين الإسلامي خاتم الرسالات السماوية، وأن القرآن الذي نزل به جبريل على رسول الله صلي الله عليه وسلم فيه ما تحتاجه البشرية إلى أن تقوم الساعة من علاج لحل مشاكلها".
وقال إن الإسلام يحتوي على كل ما من شأنه أن يصلح أحوال العالم ولكل أصحاب الديانات الأخرى.
وقال إنه إذا كانت هناك بعض النصوص التي اجتهد فيها العلماء في سابق الزمان وتغيرت وفق ظروف العصر فهذه يجب أن تكون أول من يشملها لغة تجديد الخطاب، وأن تُراجع من جانب لجنة من علماء الأزهر والمسلمين طالما أنها من اجتهاد البشر ولا تمس نصاً قاطعاً مانعاً من القرآن والسنة باعتبارهما المصدرين الأساسيين للتشريع.
وأضاف أن السيسي يقصد بدعوته الإصلاحية غربلة التراث واستبعاد ومراجعة ما قد لا يواكب ظروفنا الحالية والابتعاد عن الجمود لأن الاجتهاد متغير وقد يتخلف عن مواكبة العصر، بينما النص القرآني والنبوي ثابت ويناسب كل العصور وهو ما يدفعنا لتجديد الخطاب الديني.
الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، قال إن الثورة الدينية التي يقصدها السيسي مرتبطة ببعض الآراء والاجتهادات الموجودة في كتب التراث والتي يضفي عليها البعض قداسة خاصة، في حين أنها تحتمل الخطأ والصواب وقد تحوي فتاوى تكون مرتبطة بحدث معين وبسياق تاريخي معين.
وأضاف أن هناك فرقاً كبيراً بين الآية القرآنية في كتاب للقرطبي أو البخاري، وبين رأي كل من القرطبي والبخاري في تفسير الآية نفسها، فالمقدس هو النص القرآني، أما آراء المفسرين غير مقدسة وكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام.

العلامة الحسيني: بولادة‌ رسول‌ الله محمد (ص) ولدت‌ معه‌ الا´مال‌ الكبار،وولدت‌ بميلاده‌ حياة‌ الإنسان‌، وفتحت‌ صفحات‌ وفصول ‌جديدة‌ في‌ تاريخ‌ البشرية‌ .

أيها الأحبة
:اننا نهنأ المسلمين بالمولد النبوي الشريف ونقول بهذه المناسبة نبذة من ظروف ولادته حيث كانت‌ جاهلية‌ العرب‌ ووثنيّتها واُميّتها ووحشيتها تعبث‌ بربوع‌ الجزيرة‌، وتدنِّس‌ أنحاء مكّة‌ والبيت ‌الحرام‌؛ ومجوسيّة‌ الفرس‌ وسلطانها تعبث‌ في‌ مشرق‌ الدّنيا فساداً، والنار تُعبَد من‌ دون‌ الله، ودولة‌ الرّوم‌ تسوم‌الناس‌ في‌ مغرب‌ الدُّنيا سوء العذاب‌؛ والعالم‌ يضج‌ّ، وكَيل‌ُ الارض‌ يطفح‌ بالجرائم‌، وحياة‌ الغاب‌ المتوحشة‌ تسيطر على سلوك‌ الإنسان‌ . 
وفي‌ عام‌ الفيل‌ الذي‌ دهم‌ فيه‌ مكّة ‌خطر الغزو الحبشي‌ لهدم‌ الكعبة‌ .
وإذا بأصنام‌ الكعبة‌ تتساقط‌ على وجوهها، وخروج‌ نورأضاء مساحة‌ واسعة‌ من‌ الجزيرة‌ العربية‌، وانكسر ايوان ‌كسرى‌، وسقطت‌ أربعة‌ عشر شرفة‌ منه‌، وانخمدت‌ نار فارس‌التي‌ كانت‌ تُعبد، وجفَّت‌ بحيرة‌ ساوة‌، كل‌ُّ هذا كان‌ في‌ عام‌(571) للميلاد  حيث‌ شع‌ ضياء ولادة‌ منقذ البشرية‌، خاتم ‌الانبياء والرسل‌، محمّد بن‌ عبد الله بن‌ عبد المطَّلب ‌بن‌ هاشم‌ بن‌ عبد مناف‌ صلوات‌ الله عليهم‌ أجمعين‌ (روحي‌فداهم‌)، المنحدر من‌ ذريّة‌ إسماعيل‌ (ع) بن‌ ابراهيم‌(ع) وفي ‌السَّابع‌ عشر من‌ شهر ربيع‌ الاوّل‌  قبل‌ هجوم‌ جيش ‌الفيل‌ بخمسين‌ ليلة‌.
ولدته‌ أمّه‌ آمنة‌ بنت‌ وهب‌ (روحي‌ لها الفداء) في‌ مكّة‌،في‌ منزل‌ أبيه‌ عبد الله بن‌ عبد المطلب‌ (ع) في‌ شعب‌ أبي‌ طالب‌، وكانت‌ ولادته‌ قبل‌ وفاة‌ أبيه‌ بشهرين‌ .
ويروي‌ أنَّه‌ لمّا حملت‌ السيِّدة‌ آمنة‌ بنت‌ وهب بالنبي‌ّ (ص) قالت‌: سمعت‌ قائلاً يقول‌ لي‌: انَّك‌ قد حملت‌ بسيِّد هذه‌ الامة‌، وخير البرية‌، فإذا ولدته‌، فقولي‌: اُعيذُك ‌بالواحد من‌ شرّ كل‌ِّ حاسد، وسميه‌ مُحمَّداً، فان‌َّ اسمه‌ في‌التوراة‌ حامد، وفي‌ الإنجيل‌ أحمد، يحمده‌ أهل‌ السَّماوات ‌والارض‌، واسمه‌ في‌ القرآن‌ مُحمَّد.
فسمَّاه‌ جده‌ عبد المطلب‌ (ع) محمداً (ص)، وأدخله ‌الكعبة‌ ودعا الله وشكره‌ لما اعطاه‌، ولمَّا مضي‌ له‌ سبعة‌ أيام‌،أولم‌ جده‌ عبد المطلب‌ (ع) وليمة‌ً عظيمة‌، وذبح‌ الاغنام‌ ونحر الإبل‌، وأكل‌ أهل‌ مكَّة‌ والقادمون‌ من‌ الناس‌ ثلاثة‌ أيّام‌.
فبولادة‌ رسول‌ الله محمد (ص) ولدت‌ معه‌ الا´مال‌ الكبار،وولدت‌ بميلاده‌ حياة‌ الإنسان‌، وفتحت‌ صفحات‌ وفصول ‌جديدة‌ في‌ تاريخ‌ البشرية‌ .
العلامة السيد.محمد علي الحسيني.