العلامة الحسيني: بولادة‌ رسول‌ الله محمد (ص) ولدت‌ معه‌ الا´مال‌ الكبار،وولدت‌ بميلاده‌ حياة‌ الإنسان‌، وفتحت‌ صفحات‌ وفصول ‌جديدة‌ في‌ تاريخ‌ البشرية‌ .

أيها الأحبة
:اننا نهنأ المسلمين بالمولد النبوي الشريف ونقول بهذه المناسبة نبذة من ظروف ولادته حيث كانت‌ جاهلية‌ العرب‌ ووثنيّتها واُميّتها ووحشيتها تعبث‌ بربوع‌ الجزيرة‌، وتدنِّس‌ أنحاء مكّة‌ والبيت ‌الحرام‌؛ ومجوسيّة‌ الفرس‌ وسلطانها تعبث‌ في‌ مشرق‌ الدّنيا فساداً، والنار تُعبَد من‌ دون‌ الله، ودولة‌ الرّوم‌ تسوم‌الناس‌ في‌ مغرب‌ الدُّنيا سوء العذاب‌؛ والعالم‌ يضج‌ّ، وكَيل‌ُ الارض‌ يطفح‌ بالجرائم‌، وحياة‌ الغاب‌ المتوحشة‌ تسيطر على سلوك‌ الإنسان‌ . 
وفي‌ عام‌ الفيل‌ الذي‌ دهم‌ فيه‌ مكّة ‌خطر الغزو الحبشي‌ لهدم‌ الكعبة‌ .
وإذا بأصنام‌ الكعبة‌ تتساقط‌ على وجوهها، وخروج‌ نورأضاء مساحة‌ واسعة‌ من‌ الجزيرة‌ العربية‌، وانكسر ايوان ‌كسرى‌، وسقطت‌ أربعة‌ عشر شرفة‌ منه‌، وانخمدت‌ نار فارس‌التي‌ كانت‌ تُعبد، وجفَّت‌ بحيرة‌ ساوة‌، كل‌ُّ هذا كان‌ في‌ عام‌(571) للميلاد  حيث‌ شع‌ ضياء ولادة‌ منقذ البشرية‌، خاتم ‌الانبياء والرسل‌، محمّد بن‌ عبد الله بن‌ عبد المطَّلب ‌بن‌ هاشم‌ بن‌ عبد مناف‌ صلوات‌ الله عليهم‌ أجمعين‌ (روحي‌فداهم‌)، المنحدر من‌ ذريّة‌ إسماعيل‌ (ع) بن‌ ابراهيم‌(ع) وفي ‌السَّابع‌ عشر من‌ شهر ربيع‌ الاوّل‌  قبل‌ هجوم‌ جيش ‌الفيل‌ بخمسين‌ ليلة‌.
ولدته‌ أمّه‌ آمنة‌ بنت‌ وهب‌ (روحي‌ لها الفداء) في‌ مكّة‌،في‌ منزل‌ أبيه‌ عبد الله بن‌ عبد المطلب‌ (ع) في‌ شعب‌ أبي‌ طالب‌، وكانت‌ ولادته‌ قبل‌ وفاة‌ أبيه‌ بشهرين‌ .
ويروي‌ أنَّه‌ لمّا حملت‌ السيِّدة‌ آمنة‌ بنت‌ وهب بالنبي‌ّ (ص) قالت‌: سمعت‌ قائلاً يقول‌ لي‌: انَّك‌ قد حملت‌ بسيِّد هذه‌ الامة‌، وخير البرية‌، فإذا ولدته‌، فقولي‌: اُعيذُك ‌بالواحد من‌ شرّ كل‌ِّ حاسد، وسميه‌ مُحمَّداً، فان‌َّ اسمه‌ في‌التوراة‌ حامد، وفي‌ الإنجيل‌ أحمد، يحمده‌ أهل‌ السَّماوات ‌والارض‌، واسمه‌ في‌ القرآن‌ مُحمَّد.
فسمَّاه‌ جده‌ عبد المطلب‌ (ع) محمداً (ص)، وأدخله ‌الكعبة‌ ودعا الله وشكره‌ لما اعطاه‌، ولمَّا مضي‌ له‌ سبعة‌ أيام‌،أولم‌ جده‌ عبد المطلب‌ (ع) وليمة‌ً عظيمة‌، وذبح‌ الاغنام‌ ونحر الإبل‌، وأكل‌ أهل‌ مكَّة‌ والقادمون‌ من‌ الناس‌ ثلاثة‌ أيّام‌.
فبولادة‌ رسول‌ الله محمد (ص) ولدت‌ معه‌ الا´مال‌ الكبار،وولدت‌ بميلاده‌ حياة‌ الإنسان‌، وفتحت‌ صفحات‌ وفصول ‌جديدة‌ في‌ تاريخ‌ البشرية‌ .
العلامة السيد.محمد علي الحسيني. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق