تدور أحداث اليوم فى هيكل الرب فى أورشليم حسب شريعة موسى ‘ أو حسب عادةالناموس ‘أو كما يقول الكتاب "كما هو مكتوب فى ناموس الرب ‘ وكلها مسميات واحدة للشريعة التى أملاها الرب لموسى ‘ وكتبت فى الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب وهى التوراة‘وحدث اليوم هو كما نحتفل به فى الكنيسة القبطية أحد الأعياد السيدية الصغرى ‘ عيد دخول المسيح طفلا الى الهيكل ‘لتنفيذ أوامر الناموس أو الشريعة ‘ وحسب إنجيل اليوم " ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى أورشليم ليقدموا للرب ."لو2: 22.
تطبيق الشريعة:
بنص الكتاب " وكلم الرب موسى قائلا. كلم بنى إسرائيل قائلا. اذا حبلت امرأة وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة أيام. كما فى ايام طمث علتها تكون نجسة. وفى اليوم الثامن يختن لحم غرلته. ثم تقيم 33 يوما فى دم تطهيرها .كل شئ مقدس لا تمس والى المقدس لا تجئ حتى تكمل أيام تطهيرها. .. ومتى كملت أيام تطهيرها لاجل ابن أو ابنة تاتى بخروف حولى (ابن سنة) محرقة وفرخ حمامة او يمامة ذبيحة خطية الى باب خيمة الاجتماع الى الكاهن ‘ فيقدمها امام الرب ويكفر عنها فتطهر من ينبوع دمها. ..وان لم تنل يدها كفاية لشاة تاخذ يمامتين او فرخى حمام الواحد محرقة والآخر ذبيحة خطية فيكفر عنها الكاهن فتطهر." لا12. والشريعة هنا تنسب للأم وهى هنا العذراء مريم ‘ ولذلك إهتمت بتطبيق الناموس بالحرف حتى كما قال القديس بولس "ولما جاء ملءالزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس.غل4:4. والموقف الآن أن السيدة العذراء مريم ومعها ابنها يسوع المسيح واقفين فى صفوف الفقراء الذين ليس لديهم ليقدموا شاة ولكنهم حسب الناموس ولأنهم فقراء سيقدمون فرخى حمام. وهذا بالنسبة للتطهير ‘أما بالنسبة لقول الكتاب " ليقدموا للرب"لو2: 22‘ حسب أيضا الشريعة التى تنص" وكلم الرب موسى قائلا.قدس لى كل بكر كل فاتح رحم من بنى اسرائيل من الناس والبهائم .انه لى."خر13: 2‘ ووردت الوصية نفسها فى سفر العدد" وكلم الرب موسى قائلا.لان لى بكر. يوم ضربت كل بكر فى ارض مصر قدست لى كل بكر فى اسرائيل من الناس والبهائم. لى يكونون.انا الرب."عد3: 13. إذا دخول البكر يسوع الى الهيكل هى شريعة الله وقد قدموا للهيكل لتنفيذها. وجاء اليوم 8 أمشير كتنفيذ للشريعة أيضا ‘ كان ميلاده يوم 29 كيهك ‘ والختان فى اليوم الثامن من ميلاده فنحتفل بعيد الختان يوم 6 طوبة‘ وبعد ان تم يسوع أربعين يوما يدخل الهيكل يوم 8 أمشير الذى نحتفل به اليوم ‘ حسب طقس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية.
لماذا نحتفل بدخول يسوع الطفل الى الهيكل؟ : والإجابة انه وفق التصرف الإلهى كان له أهداف حققها:
عيد دخول المسيح الى الهيكل/ نسيم عبيد عوض
1- تنفيذ الناموس والشريعة من وصية التطهير‘ كما وردت فى التوراة (لاويين) ‘ بل أيضا من جهة وصية الختان حسب قول الكتاب "ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به فى البطن."لو2: 21‘وجاءت حسب نص الشريعة" وفى اليوم الثامن يختن لحم غرلته."لا 12: 3. والذى يقرأ النص فى العهدين القديم والجديد يجد تطابقا كاملافى العهديين وهذا ماعلمنا الرب " ماجئت لأنقض بل لأكمل." مت 5: 17.فهو كلام الله وشريعته ‘ وكل مايحدث فى العهد الجديد هو اكتمال المرموز له فى العهد القديم لأن المرموز له قد جاء فبطل الرمز.
2- تقديس البكر: وهذا أيضا كان رمزا ‘فقد أمر الرب فى العهد القديم ( أن كل فاتح رحم يدعى قدوسا للرب.) خر13: 11و12 ‘وهذه نبوة عن السيد المسيح له المجد لأن ليس كل بكر فاتح رحم قدوسا للرب – فمثلا لم يكن آخاب الملك وهو بكر قدوسا للرب – وقد نفذت السيدة العذراء الناموس بدخولها بالبكر الى الهيكل.
3- لفقر عائلة يوسف ومريم وطفلهما يسوع قدموا فرخى حمام ‘ ولذلك احتسب الرب نفسه ضمن فقراء الأرض ‘ وحتى قال عنهم فى نهاية الأيام ( إخوتى الأصاغر) "فكل ماتفعلونه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم ."مت 25: 4.
سمعان الشيخ
لقد ارتبط حدث وتاريخ دخول العذراء ويسوع ابنها الى الهيكل بشخصية ظهرت أمامهم فجأة حينما وطئت أقدامهم سلالم الهيكل ‘ وهى شخص يسمى سمعان (ومعنى اسمه الله يسمع) وجاء ذكره فى الكتاب هكذا:
1- وكان رجل فى أورشليم اسمه سمعان. وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. 2- وكان قد أوحى اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب.فأتى بالروح الى الهيكل. 3-وعندما دخل بالصبى يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس. اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام. 4- وكان يوسف وامه يتعجبان مما قيل فيه. (لأنه لا يعرف أمر الطفل يسوع أحد غيرهما) وباركهما سمعان وقال لأمه....."لو2: 25- 35. وأمر هذا الرجل معروف تاريخيا وطقسيا ‘ أن الملك بطليموس الثانى ملك مصر وقد أنشأ أول مكتبة فى الأسكندرية ملأها بحوالى نصف مليون كتاب ومجلد ‘ وطلب بطليموس الثانى من العازر رئيس كهنة أورشاليم ليرسل له نسخ وأسفار العهد القديم ‘ فأرسل له وأيضا أرسل 72 عالما من العلماء‘ (6 من كل سبط) لترجمة العهد القديم من العبرية الى اليونانية ( وتسمى الترجمة السبعينية وهى من أدق الترجمات للعهد القديم)‘ وقسموهم فرقا للترجمة مكونة من فردين (36) فرقة.وكان سمعان هذا مكلفا بترجمة الجزء من إشعياء النبى الى أن وصل الى ألاية الواردة فى إشعياء 7: 14 والتى تنص " ها العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" فوقف مشدوها أمام كلمة ( العذراء ) وأراد ان يغيرها الى كلمة فتاة‘ فلم يصدق ان هناك عذراء تحبل وتلد‘ وحلم برؤية تقول له (انك لا ترى الموت قبل أن تعاين المسيح الرب وامه العذراء) ‘ وبالفعل عاش مايقرب من 300 سنه حتى أتى به الروح للهيكل والعذراء تحمل طفلها وتهم بالدخول.
ولعل ماحدث مع سمعان يعطينا قوة التمسك بالرجاء الذى إنتظره سنينا طويلة حتى يرى المسيح الرب‘ وكقول الكتاب" الرجاء الذى تعلق به الأنبياء والآباء الأول إذا أنهم من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها ."عب 11: 13‘‘ وأيضا رجاء كل عذارى بنى إسرائبل وكل منهم يترجى ان تكون هى هذه الفتاة المكتوبة فى النبوة. هذا الرجاء الذى ترقبته البشرية كلها نحو تدابير الله لخلاص وفداء الإنسان‘ وإرتبطت به كل نفس تحيا بالرجاء قبل مجئ المسيح. هذا فى المجيئ الأول ‘ ويبقى معنا الرجاء حتى المجيئ الثانى الى توعده العالم كله الذى ستراه كل عين آتيا على السحاب.
فلنحمل بركة دخول المسيح الى الهيكل فى قلوبنا وتملأ كل حياتنا بالرجاء والنعمة. أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق