العلامة الحسيني: نظام ولاية الفقيه لاتأمن من شروره القبور

لم يکن بمستغرب ولا مستبعد من نهج و أخلاق و أفکار نظام ولاية الفقيه ان يصدر الاوامر الى أدواته و رموزه و أتباعه في العراق ولاسيما الى الميليشيات التابعة له قلبا و قالبا بالقيام بالهجوم على قبور المتوفين من اللاجئين الايرانيين في مقبرة مرفاريد بمعسکر أشرف في العراق و العبث بها بطريقة و اسلوب تدل و بصورة واضحة على الاستهانة و التشفي بها.
هذا التصرف الشائن و المرفوض بمقتضى الشرع الاسلامي والاخلاق والفطرة الانسانية، يعتبر شهادة عملية جديدة أخرى على مدى إيغال نظام ولاية الفقيه في طريق الضلالة والوحشية و الغي و لجوئه لکل مايدعو ليس للتشکيك به و بنهجه و قوانينه وانما حتى لرفضه مع کل ممارساته رفضا قاطعا، ذلك أن الله جعل حرمة المسلم-حيا وميتا- من أکبر المحرمات و أوجب صونها على المسلمين في کل أنحاء العالم الاسلامي، وقد أکد على ذلك العلماء و المراجع و الثقاة.
سکان أشرف و ليبرتي، اولئك المجاهدون الاوفياء لدينهم و شعبهم و وطنهم، کان لموقفهم البطولي الجرئ الذي سجله التأريخ لهم بأحرف من نور وهم يعلنون رفضهم لنظام ولاية الفقيه و لم يقبلوا بأن ينتقل الشعب الشعب الايراني من دکتاتورية و إستبداد النظام الملکي الى دکتاتورية و إستبداد الملالي المتاجرين و المزايدين بالدين، ولذلك فقد واجهوا منتهى الشر و الطغيان و دفعوا ثمنا باهضا جدا لموقفهم هذا الذي أکدوا من خلاله أيضا رفضهم لتجيير و إستخدام الدين لأغراض و أهداف مشبوهة.
مراجعة تأريخ المواجهة بين هؤلاء المجاهدين الاحرار المؤمنين بإسلام وسطي معتدل کما هو في واقع أمره، وبين نظام ولاية الفقيه الذي سعى و يسعى الى نشر التطرف الديني و الارهاب في العالمين العربي و الاسلامي بصورة خاصة و في العالم بصورة عامة، أثبتت على الدوام رجاحة الکفة للأشرفيين و نجحوا دائما ليس في الصمود فقط بوجه الهجمات الشرسة لهذا النظام وانما حتى قلبوا الطاولة على رأسه و فضحوه و کشفوا کذبه و زيفه و دجله و بفضلهم عرف العالم کله حقيقة هؤلاء المتاجرين بالدين، وان إجتراع نظام ولاية الفقيه لکؤوس الهزائم المرة أمام المجاهدين وهم أحياء، دفعه للتشفي بهم و الانتقام منهم وهم أموات وهو مافضح هذا النظام و خزاه أکثر أمام الامة الاسلامية کلها و أوضحت الى أي مدى قد وصل حقد هذا النظام على سکان أشرف و ليبرتي کي لايترکهم لسبيلهم حتى وهم في قبورهم.
ليس بجديد ولاطارئ على نظام ولاية الفقيه تجسيد ممارسات و افعال منافية و مخالفة للإسلام، ذلك أن الحصار الظالم المفروض على سکان أشرف و ليبرتي منذ أعوام عديدة قد کان أساسا بطلب خاص من جانب نظام ولاية الفقيه وان هذا النظام الدجال الذي يدعي بأنه يسير على نهج أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب"ع"، يتناسى و يتجاهل من فرط حقده و کراهيته للمجاهدين من أن أمير المؤمنين قد ضرب الله سبحانه و تعالى به مثلا في تعامله و خلقه الرفيع مع الاسير کما جاء في الآية الکريمة(ويطعمون الطعام على حبه مسکينا و يتيما و اسيرا، انما  نطعمکم لوجه الله لانريد منکم جزاءا ولاشکورا)، وان سکان أشرف و ليبرتي الذين يعتبرون حاليا في مصاف و وضعية أسرى، فإنه ليس من الجائز شرعا ولا قانونا فرض الحصار عليهم من مختلف النواحي بل و الايعاز للسلطات العراقية حتى بتشديد ذلك الحصار بين کل فترة و اخرى.
ماإرتکبه نظام ولاية الفقيه بحق قبور الاشرفيين من عبث على يد عملائه، يثبت مرة أخرى و بأنصع صورة أن الاشرفيين حتى وهم في قبورهم قد هزموا النظام و فضحوه و کشفوه على حقيقته مرة أخرى أمام العالم کله وهم بذلك يثبتون حقانية و عدالة قضيتهم و حتمية إنتصارهم بعون الله و مشيئته.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني
الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق