العجيبة 31 من عجائب مريم العذراء

كان في مدينة القسطنطينية جندي فاضل ورحوم جداً، يدعى لاون، ويلقب بالماكالي، فاستحق، لكثرة فضائله وحسناته، أن يصبح ملكاً على مدينته. واليكم القصة:
ذات يوم، كان الجندي لاون يسير قرب الغاب الواقع غرب القسطنطينية، فوجد هناك رجلاً أعمى قادماً من السفر، والحر الشديد يؤجج فيه لهيب العطش، فحزن عليه، وأمسكه بيده، وسارا معاً، بغية البحث عن الماء، ولكن الأعمى لكثرة تعبه وعطشه وقع أرضاً، فما كان من لاون إلا أن تركه وراح يفتّش في الغاب عن نقطة ماء يروي بها ظمأ الأعمى المسكين. وبينما هو يفتش، سمع صوتاً يقول:
ـ لا تحزن يا لاون، أنظر الى يمينك تجد ماء مقدساً، خذه واسق الاعمى، واغسل به عينيه.
ارتعد لاون لدى سماعه الصوت، وصاح بأعلى صوته:
ـ من أنت يا سيدتي، وماذا تريدين مني؟
ـ أنا تلك التي نذرت نفسك من أجلها، ورحت ترتل لها كل ليلة، وتحمل اسمها على شفتيك طوال اليوم، أنا أم يسوع المخلص. وقبل أن أتركك، أحب أن أخبرك بأنك ستصبح ملكاً على القسطنطينية، عندئذ اذكرني، وابنِ كنيسة في المكان الذي تقف فيه الآن، ليأتي إليها المحتاجون الى معونتي فأعينهم.
ولشدة فرحه، لم يعد يعرف يمينه من شماله، بل راح يصلي، وينظر في كل مكان الى أن وجد حفرة مملؤة ماء نقياً، فشرب منه، وحمله الى الاعمى، الذي وجده على آخر رمق من حياته، فسقاه وغسل وجهه، كما طلبت منه أم الرحمة والرأفة، فانفتحت عينيه، وبدأ يشاهد جمال الطبيعة، فشكر الله على نعمه، والسيدة العذراء على عجائبها الكثيرة. 
وبعد أسابيع قليلة، تحققت العجيبة الثانية، إذ اصبح لاون ملكاً، فأمر في الحال ببناء كنيسة على اسم السيدة العذراء في المكان الذي وجد فيه ماء.
وكان لهذا الملك الحكيم زوجة فاضلة، وتقية جداً، تدعى "تاوفاني"، وقد أحصيت مع القديسين، ولها تذكار في السنكسار في اليوم السادس عشر من كانون الأول، وقبل أن تتنيّح ضرب مرض حصار البول الملك لاون، فاجتمع أطباء المملكة حوله، وراح كل واحد منهم يصف له دواء مختلفاً، الى أن اعترفوا بعدم قدرتهم على شفائه، وانه سيموت لا محالة. فبدأ البلاط الملكي يستعد لجنازة الملك، إلا الملكة "تاوفاني" فلقد رفضت ذلك، وقررت ان تستعين بالطبيب السماوي، فهرعت الى كنيسة السيدة العذراء في الغابة، وارتمت أمام ايقونتها، وراحت تبكي وتطلب منها مساعدة زوجها كي يتعافى، ويسلم ابنه قسطنطين الملك، كي لا تحدث بلبلة في مملكتها. فإذا بصوت ملائكي يقول:
ـ لا تحزني يا "تاوفاني" اليوم ارسل لك عقاقير الشفاء.
فرحت الملكة عندما سمعت صوت أم المخلص، وأسرعت نحو القصر، لتجد زوجها يلفظ آخر أنفاسه، وأن الأطباء يريدون شق بطنه كي يخرجوا البول منه، فصاحت بهم:
ـ اتركوه، سيأتي طبيب آخر ليشفيه.
وما أن أكملت عبارتها هذه، حتى دخلت راهبة، اسمها "أغاتي" تخدم في كنيسة الغابة، وكانت تحمل وعاء فيه بعض الماء. فقالت للملكة:
ـ ما أن دخلت الكنيسة هذا الصباح، حتى سمعت صوتاً يقول لي: يا "أغاتي" خذي بعض الماء من ينبوعي واسقي الملك كي يبرأ من مرضه.
وما أن شرب الماء حتى شفي الملك لاون، وقام من فراشه، فانذهل كل من كان في القصر وراحوا يمجدون الله، ويشكرون سيدة العجائب أمنا مريم العذراء.
**

انا علي المسلم السنّي وهكذا نجا ابني عماد بشفاعة مار شربل

المصدر: "النهار"
فيفيان عقيقي
في الحادي والعشرين من حزيران الماضي، أصبح علي والداً للمرّة الأولى، والداً في لحظة باكرة وغير متوقّعة. دخلت نور إلى المستشفى بصورة طارئة بعد أن شعرت بآلام مفاجئة، لقد كانت حاملاً بتوأم في شهرها السادس، وكان لا بدّ من توليدها حرصاً على حياتها وحياة التوأم.

مات محمد وبقي عماد يقاوم
هكذا ولد عماد الدين (580 غراماً) وشقيقه محمد (430 غراماً) في الأسبوع السادس والعشرين، وُلِدا باكراً قبل أن يكتمل نموّهما ووظائف أجهزة الجسم، وخصوصاً الجهاز التنفسي والقلب، ما سبّب انقطاع التنفس عنهما وإعاقة حصولهما على الأوكسيجين في شكل صحيح. وضعا في الحاضنة الاصطناعيّة لإيصال الأوكسيجين والغذاء الضروري لإكمال نموهما.

بعد عشرين يوماً من المعاناة والانتظار والسهر والنوم أمام غرفة الحاضنة الاصطناعيّة، فجع علي وزوجته نور بالخبر السيئ، توفّي محمد، استسلم جسمه الصغير ولم يعد قادراً على التشبّث بالحياة. يروي علي لـ"النهار": "كنا طوال تلك الفترة متعلّقين بأمل ضئيل في إمكان تحسّن عماد ومحمد، فحيناً يقول لنا الأطباء أن علينا الانتظار ليزيد وزنهما، وحيناً آخر يقولون لنا إن الأمل ضعيف جداً، فلنصلّي لهما. توفّي محمد بعدما عجز عن المقاومة، وبقي عماد معلّقاً بأنابيب الأوكسيجين لإيصاله إلى رئتيه غير المكتملتين، وبأنبوب موصول إلى شريان القلب الأساسي لتغذيته".


مار شربل يتشفّع لعماد
عماد الذي ولد باكراً، ولد مثقوب القلب، غير قادر على التنفس، ويعاني فتقاً في بطنه، بقي يقاوم، وظلّ متمسّكاً بالحياة، يتابع علي: "بعد مرور شهرين في الحاضنة الاصطناعيّة، كان الأمل بتحسّن عماد يتراجع ولم يعد الجهاز الطبي قادراً على شيء، اتصلت بي والدتي وأخبرتني بأنها شاهدت تقريراً على التلفزيون عن أعجوبات مار شربل، وبأنه يشفي الناس، وطلبت مني أن أجلب زيتاً من الدير وأدهن جسم الصبي. سألت أحد أصدقائي المسيحيين عن كيفيّة الوصول إلى الدير وجلب الزيت، فقال لي (حظك حلو، أنا مبارح كنت بعنايا وجبت زيت معي) أخذت الزيت وذهبت إلى المستشفى، دخلت إلى الحاضنة ودهنت جسم ابني به، حتى أنني تشاجرت مع الطبيب الذي حاول منعي عن القيام بذلك، لأن عماد لا يملك مناعة وكان من الممكن أن يلتقط ميكروبات من الزيت غير المعقّم، فقلت له (الصبي رايح ورايح، ما بقى إلي غير مار شربل)".

في اليوم التالي، تلقى علي اتصالاً من المستشفى ليأتي ويأخذ ابنه، لم يصدق بداية، ذهب كالمجنون ليرى ماذا حلّ بعماد "عندما اتصلت الطبيبة المعالجة، وقالت لي حرفياً (يلا يا بابا تعا خود ابنك ع البيت ما بقا بدو أوكسيجين) لم أصدق، ظننت أنهم يريدون إخراجنا من المستشفى، ذهبت ودخلت لرؤيته، كانت الأنابيب منزوعة عنه، يتنفس من دون أوكسيجين، كشفت عليه، حتى "الفتاق" الموجود في بطنه اختفى، ومنذ ذلك الحين يعيش من دون الحاجة لأوكسيجين".

سني أؤمن بمار شربل
عاش علي ونور خوفاً دائماً ومرارة قاهرة، فحيناً يعطيهما الطبيب أملاً وحيناً آخر يقطعه عنهما. صبّرهما الله ولم يكن أمامهما سوى الصلاة، عاشا في الحاضنة وناما في المستشفى ليالٍ كثيرة، ويتابع علي: "لولا أعجوبة مار شربل، كان من المحتمل أن يعيش عماد طوال حياته على الأوكسيجين أو أن يكون مصيره مشابهاً لمصير شقيقه التوأم محمد، طلب مني الأطباء تجهيز البيت بأوكسيجين لأنه سيكون بحاجة دائمة له، صحيح أنني مسلم سنيّ، ولكن مار شربل أقرب إلى الله من كلّ الناس، وهو يسمع له ويستجيب لشفاعته، في ديننا هناك شخصيّات لها قيمتها لدى الله، ولكنه لم يمنحها قدرة الشفاء مثل مار شربل الذي نسميه ولياً. أنا لا أفقه في الدين كثيراً ولكنني رأيت ماذا حصل معي، لقد كنت مؤمناً منذ البداية أنه سيشفي عماد".

بعد خروج عماد من المستشفى، نذر علي أن يأخذه إلى مار شربل، ووفى بنذره، "ذهبنا إلى دير مار شربل في عنّايا، وصليت وشكرت مار شربل على نعمته، وسجّلنا الأعجوبة في سجلات الدير، وما زلت حتى اليوم أصلي لهذا القديس وأزور ضريحه وكنيسته، الحمد الله على نعمه، اليوم يعيش عماد حياته بصورة طبيعيّة من دون أوكسيجين ومن دون أي دواء، صحته جيّدة ووزنه 7 كيلوغرامات و800 غرام. ونموّه العقلي والجسدي ممتاز".

لقد حقّق مار شربل منذ 20 تموز الماضي 92 أعجوبة، 11 منها مع غير مسيحيين، 5 منهم سنّة، و3 شيعة و3 آخرين دروز، بحسب ما يؤكّد القيّم على الدير ومسجّل عجائب القديس الأب لويس مطر. فمن دير عنايا حيث أضاء شربل السراج بالماء لا بالزيت، وصل نوره إلى المعمورة وطالت نعمه كلّ من آمن به وتشفّع له.

الخلق/ نسيم عبيد عوض

"فى البدأ خلق الله السموات والأرض" وهذه أول حروف وكلمات سطرت فى الكتاب المقدس ‘ أملاها الروح لموسى النبى ‘ فكتب الأسفار الخمسة ‘التى سميت فيما بعد بالتوراة‘ وهنا لابد أن نتوقف أمام هذه الآية الاولى ‘ فنجد ان البدأ المقصود به هنا  زمن لا يعرفه إلا الله وحده ‘ أى الزمن الأزلى أو السرمدى ‘ عندما أراد الله ان يخلق خليقة  تتمتع معه بحبه العظيم الغير محدود  ‘ والله خلق خليقته بترتيب عجيب فى وجودها .

خلق السموات

فى البدأ خلق الله السموات  وبالطبع بكل جنودها ‘ الملائكة ورؤساء الملائكة ‘والرئاسات ‘والسلطات ‘ والكراسى ‘ والأرباب ‘ والقوات ‘وتسمى الطغمات السمائية ‘ وغير معروف عددها ‘ قد تكون بالملايين أو بالبلايين إذا قلنا أن لكل واحد منا ملاكه (انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار . لأنى اقول لكم أن ملائكتهم فى السموات كل حين ينظرون وجه أبى الذى فى السموات.مت18: 10) ‘ وهذه االصفوف السمائية  كلها تقف أمام العرش الإلهى وحول الله فى علاه‘ وأيضا طبقة الشاروبيم (الكاروبيم) فى وسط العرش وحول العرش أو حاملى عرش الله ‘ وكلمة كاروب معناها المملوء معرفة‘وجمعها كاروبيم ‘ ورآها القديس يوحنا الرائى ووصفها لنا " وفى وسط العرش وحول العرش اربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء . والحيوان الأول شبه أسد ‘ والحيوان الثانى شبه عجل والحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان والحيوان الرابع شبه نسر طائر‘والأربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها ومن داخل مملوة عيونا .رؤ4: 6-8. ‘ ورآها حزقيال النبى أيضا  وهو واقف على نهر خابور فى سبيه فى بابل ( ان السموات انفتحت فرأيت رؤى الله)  حز1: 1- 28.  ورأى عرش الله والحيوانات الأربعة حاملينه بنفس مارآه يوحنا فى رؤيته ‘ وقال بعد وصفه للحيوانات الاربعة ( وفوق المقبب على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الازرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر انسان عليه من فوق.) -26 – ‘ هذا منظر شبه مجد الرب .)28. وأيضا هناك طبقة السيرافيم (الملائكة النارية) وهى التى وصفها لنا إشعياء النبى عندما رأى  السيد المسيح جالسا فى وسط الهيكل "..رأيت السيد جالسا على كرسى عال ومرتفع واذياله  تملأ الهيكل . السيرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة .باثنين يغطى وجهه وباثنين يغطى رجليه وباثنين يطير. إش 6: 1-3) وغير معروف أيضا المدة فى خلق كل جنود السماء ‘الله وحده يعرف ‘ والمعروف أن الملاك الذى سقط وأصبح إبليسا أو شيطان كان من طبقة الكاروب المملوء معرفة ‘ وسقط وهو فى الجنة التى غرسها الله فى عدن شرقا وقال الرب عنه ( انت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال, كنت فى عدن جنة الله. .. انت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك . ..انت كامل فى طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك اثم . بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فاخطأت . فاطرحك من جبل الله وابيدك ايها الكروب المظلل من بين حجارة النار. حز28: 12-19‘ ووصف أيضا  الشيطان فى نبوة إشعياء ( كيف سقطت من السماء يازهرة بنت الصبح . كيف قطعت الى الأرض ياقاهر الامم.وانت قلت فى قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسي فوق كواكب الله ..أصعد فوق مرتفعات السحاب .اصير مثل العلى.لكنك انحدرت الى الهاوية الى أسافل الجب.إش 14: 10- 16.وسقط معه قوات ملائكية غير معروف عددها.

خلق الأرض

فى البدأ خلق الله الأرض ‘ وبترتيب غاية فى الدقة العجيبة حتى أن علماء الأرض مازالوا وسيظلوا لنهاية العالم يحاولون إكتشاف أسرار هذا الكون العجيب ...وبدأ الله الخلقه هكذا:

1- النور .. وبدون شمس ولا قمر ولاكواكب ونجوم خلق الله النور‘ وفى اليوم الأول عندما كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه . وقال الله ليكن نور فكان نور ‘ وعلى الرغم من عدم معرفة مصدر هذا النور - إلا الله وحده – وفصل الله بين النور والظلمة .ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.

2- الجلد فى اليوم الثانى ."فعمل الله الجلد – السماء – وفصل بين المياه التى تحت الجلد والمياه التى فوق الجلد.

3- المياه.. واليابسة ..والعشب وكل نباتات وأشجار الأرض .فى اليوم الثالث.

4- وفى اليوم الرابع قال الله لتكن انوار فى جلد السماء لتفصل بين النهار والليل .وتكون لآيات واوقات وايام وسنين . فعمل الله النورين العظيمين .النور الاكبر لحكم النهار- الشمس – والنور الاصغر لحكم الليل – القمر - .والنجوم .

(ونلاحظ ان الأيام الاربعة الأولى فى الخلق  قبل خلق الشمس والقمر والنجوم غير معروف مدتها ‘ أو الزمن مابين اليوم والذى يليه ‘ قد تكون قرون أو آلاف السنين أو أكثر ‘ الله وحده يعلم. وقد قالها لنا القديس بطرس الرسول أن اليوم عند الرب بألف سنة والألف سنة كيوم واحد  "2بط 3  : 8‘ ).

5- الحيوانات البحرية والأسماك والطيور فى اليوم الخامس.

6- وجاء اليوم السادس فخلق الله  الحيوانات البرية والبهائم وجميع دبابات الأرض .

هكذا جهز الرب الإله الكون بكل ركائزة وجماله الطبيعى سماء وأرضا ‘ وبكل دقة واحكام ‘ تعمل السموات والأرض بكلمة الله ‘والذى نعرفه انه ضابط الكل ‘ فهو مالئ السماء والأرض ‘ ولكن الله يريد أن يعمل إنسانا على صورته ومثاله ‘ فبعد إعداد إلاستقبال الحافل  (وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التى تدب على الارض.تك 1: 1- 26" وفى نهاية اليوم السادس خلق الله الانسان على صورته . على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم. تك1: 27. وهنا تبدأ الحياة تدب على وجه الأرض بوجود رجلا وإمراة. وهذه قصة أخرى نكملها المقال القادم إذا شاء الرب وعشنا.

صدور الجزء الاول من تاريخ ابرشية طرابلس المارونية




زغرتا.  
صدر الجزء الاول من تاريخ ابرشية طرابلس المارونية، الذي وضعه حافظ ارشيف الابرشية الخوري فريد حبقوق، والكتاب يتالف من 334 صفحة مع صور من الارشيف باللونين الاسود والابيض، وقد تعمد الخوري حبقوق ابقاء النصوص الاساسية للكتاب كما جاءت في الارشيف وبالاسلوب عينه، بناء على توجيهات من راعي الابرشية المطران جورج بو جوده.
ويقول الخوري حبقوق" ان الجزء الاول من الكتاب يحتوي على معلومات عن ابرشية طرابلس المارونية وتكوينها والويلات التي حلت بها وتقسيماتها فيما بعد".
من ثم وزع الكتاب مجانا على كهنة ابرشية طرابلس المارونية خلال اجتماع الكهنة الشهري الذي اقيم في دير مار يعقوب في بلدة كرمسده في قضاء زغرتا. 

يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم/ عبدالله بدر اسكندر

الدعوات البعيدة عن الواقع العلمي لا تستقر على أصل ثابت وإن كان المؤيدون لها تتوافر لديهم بعضاً من الحجج والدلائل التي يظنون أنها تفي بالغرض المطابق لنهجهم، علماً أن هذه الحجج لا يعتد بها أمام الحقائق المستخلصة من البيان المتكامل الذي ينظر إليه تباعاً في متفرقات القرآن الكريم، ومن الأمثلة على ما نحن بصدده تلك الدعوات المنادية بعدم اعتبار القرآن الكريم كتاباً علمياً أو تأريخياً أو بعبارة أدق يمكن القول إن وصف هؤلاء للقرآن الكريم لا يتعدى إلى أكثر من جعله كتاب عبادة ليس إلا، وعند التحقق من معرفة النتائج التي التزم بها أولئك الناس نجدها عقيمة ولا تعتمد على شيء من الأصول اليقينية للمنهج العلمي الذي تقوم عليه أسس الحياة الدنيا وما يتفرع عليها من اتجاهات فضلاً عن التغطية الكاملة للعالم الآخر الذي سوف ينتقل إليه الإنسان شاء أم أبى.
فإن قيل: ما هي الدلائل البينة التي تساعد على نقض تلك الاتجاهات؟ أقول: تكمن الدلائل البينة لنقض الأفكار القاصرة التي أشرنا إليها في الكم الهائل من الآيات التي تحتوي على مختلف التشعبات العلمية والتأريخية وما إلى ذلك من طرق المعرفة التي يحتاجها الإنسان، وهذا ما يجعل القرآن الكريم كتاباً علمياً وتأريخياً ولا أقول كتاب هداية لأن العلم متضمن لها وإلا كيف للإنسان أن يهتدي وهو بعيد عن العلم أو عن تأريخ أمته أو الأمم الأخرى المحيطة به من كل جانب، والغريب أن ما يسمى بأصحاب الحل والعقد لا يروق لهم الحديث عن هذا الاتجاه، وعند تعرضهم لموقف يحتاج إلى تحليل ظاهرة من الظواهر تراهم يدّعون أن القرآن الكريم هو كتاب هداية ولكن فيه إشارات من العلوم وما يلحق بها على حد زعمهم وهذا من الجهل الذي ليس له مثيل، وإن شئت فقل هو إثبات من حيث النفي المؤدي إلى التناقض في الكلام، أو ربما يكون لهذا المذهب بعض العلل التي يريدون من خلالها نشر الجهل بين أوساط الناس لأجل أن يحافظوا على المكانة المفقودة التي ليس لها أصل إلا في مخيلتهم.
ولا يخفى على ذوي العقول السليمة أن القرآن الكريم يقدم العلم على جميع النواحي الأخرى المتضمنة للأمور العبادية، ومنها الهداية التي يعلمها هؤلاء الناس على طريقتهم الآيلة إلى الزوال. فإن قيل: يقول تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) النحل 89. وهذا يدل على أن معنى تبياناً لكل شيء لا يعني التفصيل؟ أقول: ليس هناك ما يثبت أن معنى التبيان لا يراد منه التفصيل بل العكس هو الصحيح، ولو سلمنا بأن التبيان لا يعني التفصيل فهذا يقودنا إلى دليل آخر وهو أن التبيان إذا كان من عند الله تعالى يكون المراد منه تفصيل الأشياء على القدر الذي يصل بالإنسان إلى المباحث التي تؤهله إلى معرفة تفاصيل العلوم اليقينية وما يرتبط بها، وهذا هو المطلوب من جهة ومن جهة أخرى نكون قد فهمنا النكتة من قوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) الأنعام 38. فإن قيل: ربما يراد من الكتاب اللوح المحفوظ وليس القرآن؟ أقول: إذا ثبت هذا فالقرآن هو جزء من اللوح المحفوظ وبهذا يتم الغرض المراد إثباته باعتبار أن الأجزاء المنزلة من الأصل فيها ما يكفي الإنسان لسد حاجاته الضرورية وذلك لاستحالة جعل اللا متناهي في المتناهي، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) الحجر 21. 
من هنا يظهر أن تبيان الأشياء يعني الدخول إلى معرفة حقائقها ولا يمكن أن يتم هذا الوجه إلا عن طريق القرآن الكريم الذي يرشد الإنسان إلى معرفة كل ما يحيط به، وهذا ما يفهم من قوله تعالى: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً) الفرقان 33. فإن قيل: كيف يمكن الاعتماد على النهج القرآني إذا اختلف مع الحقائق العلمية؟ أقول: لا يختلف النهج القرآني مع الحقائق العلمية الثابتة، بل يختلف مع النظريات المتغيرة التي لا تستقر على أصل، وهذا ما يجعل الإنسان يبحث عن الحقيقة العلمية التي لا يكتب لها الاستقرار إلا بإيجاد أصولها المبينة في القرآن الكريم سواء تحقق هذا الأمر أو سوف يتحقق في قادم الأيام، كما يشير تعالى إلى هذا المعنى بقوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) فصلت 53. فإن قيل: ألا يكون هذا النهج سبيلاً لإبعاد القرآن عن كونه كتاب هداية؟ أقول: متفرقات القرآن الكريم تتضمن الهداية، أو أن الصغرى هي جزء من الموسوعة الشاملة التي يرشد إليها الحق سبحانه، ولا يمكن للإنسان أن يصل إلى مقدمات هذا الطريق ما لم يكن لديه القدرة على التفريق بين المصاديق المتشعبة وبين آثارها المحيطة به، أما إذا أخذته الغفلة عن فهم هذه الأصول فههنا تصبح الحجج والبراهين الظاهرة أمامه أقرب إلى الأشياء التي اعتاد على ممارستها، ولهذا انتشر الإلحاد بين الناس، وكان لأصحاب الحل والعقد الدور الأكبر في ذلك إلا ما رحم. 
وبناءً على ما تقدم يتضح الفرق بين الفقهاء الذين أخرجوا الهداية عن مفهومها العلمي، وبين أصحاب الاتجاه الوسطي الذين لا يرغبون بإخراجها عن ذلك المفهوم، ولهذا ترى أتباع الاتجاه الأول أشد الناس فقراً إلى التجارب الحياتية، ولا يخفى على المتأمل أن هذه التجارب لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم تمهد للإنسان دوره العلمي، وكذا معرفته بتأريخ أمته ومقارنته بتأريخ الأمم الأخرى، وهذا ما يفهم من الآيات الكثيرة التي ترشد الإنسان إلى التعرف على الأحداث التأريخية وأخذ العبر منها، كما في قوله تعالى: (قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) الأنعام 11. وقريب منه النمل 69. الروم 42. وكذا قوله: (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) الروم 9. وقوله: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) يوسف 111.
 والآيات بهذا الصدد كثيرة جداً، ولهذا امتن الله تعالى على بني إسرائيل الذين كانوا في عهد النبي (ص) بما قدم لآبائهم من نعم لا تعد ولا تحصى باعتبارهم الامتداد التأريخي لأولئك الآباء، فقال جل شانه: (وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) البقرة 49. فإن قيل: قال تعالى في آية البحث: (يذبحون أبناءكم) البقرة 49. وقال: (يقتلون أبناءكم) الأعراف 141. فما وجه الجمع؟ أقول: في هذا دليل على أن القتل تم بمختلف الطرق، وكان الذبح من بينها بل هو أشد الطرق لذا ذكر على نحو الاختصاص. فإن قيل: هل القتل وقع قبل رسالة موسى أم بعدها؟ أقول: وقع القتل بعد الرسالة، بدليل قوله تعالى: (فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال) غافر 25. وكذا قوله: (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون) الأعراف 127. فإن قيل: وماذا عن قوله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) القصص 7. ألا يدل على أن القتل كان قبل الرسالة؟ أقول: خوفها عليه كان بسبب الإيذاء وليس القتل، وهذا ما يثبت عدم صحة الرواية التي يتناقلها الناس عن رؤيا فرعون، باعتبار أن الإيذاء كان سابقاً للرسالة دون القتل، كما في صريح قوله تعالى: (قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون) الأعراف 129.
فإن قيل: لمَ قال تعالى: (وإذ نجيناكم من آل فرعون) البقرة 49. ولم يقل من فرعون؟ أقول: إذا قال من فرعون لم يدخل آله في الآية أما في حال ذكر آله يكون هو قد دخل في الآية من باب أولى، وبهذا يكون الجميع قد اشترك في جريمة القتل إلا ما أخرج بسياق منفصل كمؤمن آل فرعون الذي أشار إليه تعالى في قوله: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) غافر 28. فإن قيل: لمَ عبر تعالى عن البنات بالنساء ولم يعبر عن الأبناء بالرجال في آية البحث؟ أقول: لأن القتل حال بين الأبناء وبين انتقالهم إلى مرحلة الرجولة، أما استبقاء البنات على قيد الحياة فلا يحتاج إلى بيان نظراً إلى ما يلحق ذلك من المراحل التي ينتقلن من خلالها من الطفولة إلى الأنوثة حتى يصبحن نساء. فإن قيل: لمَ قال تعالى في آية البحث: (سوء العذاب) البقرة 49. والعذاب يتضمن معنى السوء؟ أقول: في الوصف المضاف دلالة على وصول الأمر إلى أبعد حالاته في القتل والتنكيل، وهذا ما يجعل العذاب من نوع آخر فتأمل.

                            من كتابنا: القادم على غير مثال
                                

طريق الخلاص/ نسيم عبيد عوض

1- فى البدأ :

فى وقت الصوم الكبير (55 يوما) تقرأ كنيستنا الأرثوذكسية  - فقط – أسفار العهد القديم ‘ وقبل بدأ أى طقس فى القداس – ماعدا قداس أيام السبوت والأحاد – وأيضا أيام أسبوع الآلام وفى ساعات النهار والليل(الثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشر) ‘ ويقال عنها نبوات العهد القديم  من سفر ...‘ ويقرأ مالا يقل عن 3 أسفار فى المرة الواحدة ‘وقد تكون 4 أو خمسة ‘  وبدأ من سفر التكوين الى سفر ملاخى بما فيها الأسفار القانونية التى يقال عنها المحذوفة أى 46 سفرا للعهد القديم . 

والذى تؤكده الكنيسة الرشيدة بالروح القدس أن تعلمنا ‘ أن تجسد الله الكلمة كان بداية موكب الخلاص ‘ حتى أن سمعان الشيخ عندما رأى الطفل يسوع وهو ابن 40 يوما خاطبه قائلا "الآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور اعلان للأمم ومجدا لشعبك اسرائيل." لو2: 29- 32.  وكما عرفنا القديس بولس الرسول هذا الأمر " ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."غل4: 4و5.

وقراءة نبوات العهد القديم تؤكد أن" يسوع  المسيح هو هو  أمسا واليوم والى الأبد. عب 13: 8" وإن كانت طبيعة يسوع المسيح هى طبيعة الله الكلمة المتجسد ‘ أو اللوجس المتجسد الذى جاء فى ملء الزمان ليحقق خلاص البشر ‘ إلا أنه هو " والآب واحد.  يو10: 30" وقوله لنقيديموس " ليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء. يو3: 13" وشرحها القديس بولس الرسول بأسلوب مختلف فقال" الله بعد ما كلم الآباء بالإنبياء قديما بانواع وطرق كثيرة ‘ كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثا لكل شئ الذى به ايضا عمل العالمين . الذى هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيرا جلس فى يمين العظمة فى الاعالى."عب1: 1- 3. والرب نفسه يقول لليهود    "    قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم أنا كائن ."يو8: 58 وقبلها مباشرة قال لهم " ابوكم ابراهيم تهلل ان يرى يومى فرأى وفرح." يو8: 56. وصلاة يسوع المسيح الأخيرة قبل الصلب قالها رب المجد" والآن مجدنى انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم."يو17: 5‘ ونحن نؤمن بذلك ونردده كل وقت " المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور إله حق من إله حق" ‘ ولعل تعريف القديس يوحنا الإنجيلى لأقنوم الكلمة هو الذى بدأ به انجيله" فى البدأ كان الكلمة والكلمة كان عند الله .وكان الله الكلمة. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيئ مما كان. ..كان النور الحقيقى الذى ينير كل انسان آتيا الى العالم . كان فى العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم."يو1: 10.وهذا هو أقدس تعريف لاهوتى عن اقنوم الكلمة أو ابن الله.

وشواهد وأقوال كثيرة تلزمنا بان نعود للعهد القديم حتى نعرف كيف تم الخلاص وكقول القديس أغسطينوس " العهد القديم هو مدخل العهد الجديد  والعهد الجديد مخفى فى العهد القديم"وهذا ماطلبه الرب  عندما سأله اليهود من أنت؟ قال لهم أنا هو من البدأ ما أكلمكم به.يو8: 25‘ ونلاحظ ان كلمة أنا هو تعنى اسم الله الذى قاله لموسي عندما سأله عن اسمه ليقوله لبنى اسرائيل فى مصر" أهيه الذى أهيه وايضا  يهوه ومعناها الكائن هذا اسمى الى الأبد وهذا ذكرى الى دور فدور."خر3: 14و15. أى أنا هو من الأزل‘  وفى البدأ وبه خلق الله السموات والأرض.تك1: 1. وقالهاالقديس بولس وبه خلق العالمين (البشر وكل الخليقة)وأيضا " وانت يارب فى البدأ اسست الأرض والسموات هي عمل يديك.عب1: 10. وأيضا " بالإيمان نفهم ان العالمين أتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر.عب11: 3

وفى انجيل القديس يوحنا اللاهوتى اصحاح 5 قال الرب لليهود الذين اتهموه بأنه يشهد لنفسه " فتشوا الكتب لأنكم تظنون ان لكم فيها حياة أبدية . وهى التى تشهد لى."عدد 29" ‘ وفى يوم قيامته من الأموات تقابل مع تلميذى عمواس (لوقا البشير وكليوباس ) وهم متجهين لقرية اسمها عمواس وقد أمسكت عيناهما عن معرفته ‘ وبعد أن رآهم ماشيين عابسين فسألهم عما يتطارحون فقالوا له عن يسوع " الذى كان انسانا نبيا مقتدرا فى الفعل والقول امام الله والشعب ‘وكيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. وله اليوم 3 ايام فى القبر ولكن النسوة عندما ذهبوا وجدوا القبر فارغا ‘ وقول النسوة انهن رأين منظر ملائكة قالوا انه حى. فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الانبياء . أما كان ينبغى ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده. ثم إبتدأ من موسي ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به فى الكتب." لو24: 13-26.وهذا التفسير سلمه التلاميذ للكنيسة التى تعيش بها حتى اليوم ‘ حسب وصية الرب لهم قبل صعوده "وعلموهم أن يحفظوا  جميع ماأوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر. مت 28: 19و20

السيد المسيح يعلمنا أن خلاص البشر من عبودية إبليس ومن خطايا التعدى والمعصية على الله إقتضى من الله فور سقوط آدم وحواء أن يتدبر خطة الخلاص ‘ وأنه وهو المسيح  إقنوم الكلمة والحكمة فى الثاوث الأقدس هو منذ الأزل قائم ‘ وبكلمة الله خلق الخليقة البشرية وكل الكائنات الحية وباقى الخلائق ‘ وأيضا هو يملأ الكتاب المقدس ظهورا وعملا من أجل تهيئة النفوس والعقول للخلاص الذى وعد به الله لآدم ‘ لأن السقوط  كان بحسد إبليس وغوايته للمرأة ‘ وكانت العاقبة 1- موت آدم روحيا (وأوصى الرب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها .لأنك يوم تأكل منها موتا تموت. تك216و17. وهكذا دخل الموت والفساد حياة البشر بعد ان كان متمتعا بحياة أبدية فى الجنة المغروسة فى عدن شرقا. 2- بأكل آدم وحواء من شجرة الخير والشر دخلهما الشر والخطية وبالتالى أورثوها لكل البشر. 3- حرم البشر من الفردوس بخطية آدم وحواء وطردهما الى الأرض لأنهم بعد الخطية صاروا ترابا والى التراب يعودون ‘ وهكذا كل من مات من آدم الى آخر نفس قبل الصليب ذهبوا الى الهاوية أو الجحيم ‘وعندما مات المسيح وقام صنع خلاصا وفداء أبديا لكل من يؤمن به ‘ فنزل الى الجحيم من قبل الصليب وأخذ كل من كان  بارا ومن مات فى العهد القديم على رجاء تجسده وخلاصه الى فوق ودخلوا الفردوس فى انتظار القيامة العامة وسينقلهم معه فى أورشليم السمائية حيث مسكن الله مع الناس ‘وأما الأشرار مازالوا فى الجحيم لحين مجيئه الثانى حيث سيطرحهم  فى بحيرة النار المتقدة ومعهم إبليس وكل أعوانه.

إذا وهو المهم أن طريق الخلاص بدأ منذ لحظة وعد الرب " نسل المرأة يسحق رأس الحية " ويتم الفداء والخلاص بدم المسيح المسفوك عن كل من يؤمن به ‘ وأسفار العهد القديم من التكوين الى سفر ملاخى النبى كلها تتنبأ بتدابير الله لخلاص البشر ‘ والتى تتضمن أكثر من 330 نبوة عن المخلص والخلاص ‘ فلنبدأ القصة من البدأ.


ولا يقبل منها شفاعة/ عبدالله بدر اسكندر

ترتبط القوانين الوضعية الناشئة عن الأفكار السليمة ارتباطاً وثيقاً بالأسس المنهجية التي تقوم على بناء المجتمعات التي وضعت لأجلها، وإذا ما أراد الإنسان الوصول إلى معرفة هذا الارتباط فمن الضروري أن يتحقق لديه وضوح الأمر الجامع بين السنن التشريعية وبين تفاعل المجتمع مع الفقرات الصادرة عنها، علماً أن هذا الأمر لا يتم إلا إذا حصل هناك اتفاق يجيز العمل المشترك بين الحاكم والمحكوم لدى المجتمعات التي أشرنا إليها، وأنت خبير بأن إثبات هذا العمل بين الطرفين يقضي بتفرع القوانين وما تتضمنه من فقرات على جلب المنافع ودفع المضار دون الابتعاد عن ملازمة الصفات الحسنة أو ما تشتمل عليه الكبرى بجميع مصاديقها وإن كان بعضها لا يتناسب ورغبات الناس وذلك نظراً للاعتبارات البشرية التي يتصف بها مشرع القوانين، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية إذا وضعت تلك القوانين بناءً على أسس مجانبة للصواب فمن الطبيعي أن تكون حجة من شرعها باطلة ومدخولة ولا ترتقي إلى تكامل الحياة الكريمة فضلاً عن الوصول بها إلى القيم الإنسانية، واعتماداً على هذا التشريع تكون جميع المواد القانونية غير منصفة لعامة الناس باستثناء الحاكم المستبد الذي وضع القانون لأجله، وإن شئت فقل ما عدا الحاكم الذي وضع القانون بأمر منه. 
وبناءً على ما تقدم يمكن معرفة مدى انتشار الظلم بين الناس على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم، وهذا ما يجعل المتسلط على رقاب الناس ينظر إلى المنافع وكأنها من المسلمات التي يجب أن تقتصر على فئة خاصة لا ينالها التأثير السلبي الذي وضع في فقرات القانون، ولهذه الأسباب حدث التفريق بين قانون العقاب وما يحتويه من مواد، وبين الانحرافات ومن يقوم بفعلها، ولذلك ابتعدت السنن والنظم عن الطرق المثلى وأبدلت بالوسائط الباطلة التي اتخذت دور الشفيع في تغيير رأي الحكام أو من ينوب عنهم في تسيير القضاء الذي تصدر عنه الأحكام الظالمة، ومن هنا ترى أن كثيراً من الناس الذين وقع عليهم العقاب القاضي والموافق لنوع الجرم الثابت عليهم قد انتقل بهم الأمر إلى ما يخالف المواد القانونية المعدة سلفاً وذلك بسبب شفاعة أصحاب الشأن أو إعطاء الفدية غير المشروعة، أو الانتصار للظالم من غير وجه حق وما إلى ذلك من العلل التي جعلت العقاب يصبح برداً وسلاماً على أصحاب الجرائم الكبرى، وهذا العمل بحد ذاته يأخذ الطابع الملازم للشفاعة المبنية على الباطل.
 من هنا نعلم أن هذا القانون الوضعي ما هو إلا مثالاً مصغراً للإرث الديني الناتج عن أخطاء المجتمعات ومن يقوم بإرشادها إلى الطرق الجائرة مع ملاحظة اختلاف المسميات، ولهذا نرى أن الوثنيين كانوا يعتبرون التقرب إلى الله تعالى لا يكتب له الثبات إلا إذا كان مرتبطاً مع الأصنام التي تأخذ دور الشفيع بينهم وبين الحق سبحانه، ويمكن التعرف أكثر على هذا النهج عند الرجوع إلى متفرقات القرآن الكريم، كقوله تعالى: (ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) الزمر 3. وكذا قوله: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) يونس 18. من هنا يظهر أن في الأمر نوع من الغرابة في فكرة الإله الواحد إذا ما عرضت على الوثنيين، وهذا ما يفهم من قوله تعالى: (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب... أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب) ص 4- 5. فإن قيل: إلامَ يرجع سبب هذا الاعتقاد؟ أقول: يرجع سبب هذا الاعتقاد إلى الأفكار الهدامة والمضللة التي يغرسها الأسياد في عقول أتباعهم مما يجعلهم يظنون أن للوثن منزلة الشفيع المباشر الذي يتوسط بينهم وبين الله تعالى، ولمّا طغى هذا الأمر على اتجاهاتهم جعلوا لذلك الوثن منزلة تقتضي المساواة برب العالمين، كما يشير سبحانه إلى هذا المعنى بقوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين... إذ نسويكم برب العالمين) الشعراء 97- 98. وهذا الاتجاه غير الصحيح لا يختلف كثيراً عن النهج المتبع لدى اليهود والنصارى على حد سواء.
 وقد بين الله تعالى هذا المعنى بقوله: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير) المائدة 18. وهذا يدل على تقارب المعتقد بين الفريقين، مما يجعل كل فريق منهما يذهب إلى أن اتخاذ الشريك المماثل لله في العبادة سيكون هو الشفيع المخلّص من النار، فالنصارى أمرهم لا يخفى على من له أدنى علم وذلك لاعتقادهم بأن عيسى هو المنقذ الذي يكون خلاصهم على يده هذا من جهة، ومن جهة ثانية نرى أن لهم اعتقاد آخر يقضي بشراكة مريم في العبادة مع الله، ولذلك جعلوها بمنزلة الأصنام التي يعتقد الوثنيون أن شفاعتها ترتجى عند الله تعالى، ومن هنا كانت تقدم لها الطقوس في دور العبادة الخاصة بهم، وهذا ما يفهم من الاستنكار الظاهر الموجه لعيسى في قول الحق سبحانه: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) المائدة 116.
أمّا البنوة التي يعتقد بها اليهود فقد جعلتهم بمنزلة الأبناء من الأب، وهذا يدل على تمييز أنفسهم عن عامة الناس زوراً وبهتاناً، ومن هنا كان اعتقادهم أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة، كما يتضح ذلك من قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون) البقرة 80. وكذا قوله: (ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون) آل عمران 24. وكما ترى فإن هذا الاعتقاد الباطل قد وضعهم في المرتبة التي لا يعلى عليها، ولذلك كانوا يظنون أنهم أفضل من جميع الأجناس البشرية الأخرى، وقد تجد هذا الأمر أكثر تجلياً  في آية البحث التي يشير فيها تعالى إلى تحذيرهم بقوله: (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون) البقرة 48.
فإن قيل: لمَ قال تعالى: (واتقوا يوماً) البقرة 48. علماً أن يوم القيامة لا يمكن أن يتقى لأنه سيكون مشهوداً من قبل الجميع؟ أقول: في السياق حذف أي اتقوا أهوال وشدائد ذلك اليوم، وهذا نظير قوله: (يا أيها الناس اتقوا ربكم) النساء 1. الحج 1. أمّا قوله تعالى: (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) البقرة 24. فهذا على بابه.
فإن قيل: لمَ قدم تعالى قبول الشفاعة في آية البحث وأخر نفعها في قوله تعالى: (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون) البقرة 123. أقول: يرجع الفرق إلى أن آية البحث تختص باليهود الذين يميلون إلى حب المال، دون النظر إلى كرامتهم، أما الآية الأخرى فتشير إلى الذين يقدمون كرامتهم على حب المال، ومن دأب القرآن المجيء بكلا الصنفين عند الحديث عن أمر يحتاج إلى تفريق، وقد مر عليك في البحث قوله تعالى: (أياماً معدودة) البقرة 80. وقوله: (أياماً معدودات) آل عمران 24. وهذا المعنى نظير قوله: (فألقي السحرة ساجدين... قالوا آمنا برب العالمين... رب موسى وهارون) الشعراء 46- 48. وكما هو ظاهر فإن آيات سورة الشعراء تشير إلى أهمية موسى لدى مجموعة من السحرة، أما تقديم هارون على موسى في قوله: (فألقي السحرة سجداً قالوا آمنا برب هارون وموسى) طه 70. فهذا يرجع إلى اعتقاد القسم الآخر منهم، وليس في السياق ما يدل على مراعاة الفاصلة فتأمل.  

                       من كتابنا: القادم على غير مثال                

ابن تَيِمِيَة فِكراً فَاَسِداً/ الشيخ د مصطفى راشد


وردَ إلى موقعنا على الإنترنت ،سؤال من الأستاذ \ أحمد على    يقول فيه :- إنتشرت هذه الأيام المناقشات عبر الفضائيات  بخصوص كلام وأراء وفتاوى   الفقيه ابن تيمية ، فمنهم من يرفعه لمصاف المقدس  ،ومنهم من يقول بانه سبب خراب الأمة وظهور داعش والقاعدة والإخوان والسلفيين وبوكو حرام وأنصار بيت المقدس وغيرهم من هذه الجماعات الدموية – ونحن فى حيرة فأى منهما على حق  ؟ 
إنتهى سؤال السائل ، وللإجابة على هذا السؤال :-  -
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم -------------------- اما بعد 
فأبن تيمية هو تقي الدين أحمد ابن تيمية، رجل دين إسلامي  أطلق عليه البعض لقب «شيخ الإسلام» ولد يوم الإثنين 10 ربيع الأول 661 هـ ، الموافق 22 يناير 1263م ، وهو  أحد علماء المذهب الحنبلي وقد  تحدث وكتب في مجالات عدّة أهمها : الفقه و الحديث والعقيدة وأصول الفقه والفلسفة والمنطق والفلك وقد  وردت لنا فى 37 مجلداً وهو مجهود كبير بلا شك  ، وقد ولد في حران ، وحران تقع حاليا في الأقاليم السورية الشمالية داخل الحدود التركية على مقربة من الحدود السورية. وحين استولى المغول على بلاد حران وجاروا على أهلها، انتقل مع والده وأهله إلى دمشق سنة 667 هـ فنشأ فيها ، وتلقى على أبيه وعلماء عصره العلوم المعروفة في تلك الأيام. وكانت جدته لوالده تسمى تيميَّة وعرف بها، وقد طعن البعض فى نسبه، وعدم صحة ماورد من تسلسل نسبه، قائلين بان جدته كانت من أصحاب الرايات لذلك نسب اسمه إليها – وقد  قرأ الحديث والتفسير واللغة وشرعَ في التأليف و تفسير القرآن وكان فى سن 22 ووصفه البعض بالمفكر والناقد الشجاع النادر، وقد أصدر العديد من فتاوى التكفير، وايضا كَفَرهُ الكثير من العلماء .وكان متحمسا للجهاد المسلح والحكم الشرعي حسب تفسيره , وقد كان أيضا شخصا مؤثرا في نمو حركة الإسلام السياسي ، ومن تلاميذه شمس الدين ابن قيم الجوزية وهو من أشهر تلاميذه ولازمه 16 عاما وسجن أيضا في القلعة منفردا عن شيخه ابن تيمية ، وخرج منها بعد وفاة ابن تيمية، وقد كثر ناقدى فِكرُه ومخالفوه من علماء عصره، ومن جاء بعدهم، ( منهم ابن حجر الهيتمي الذى ذكر ايضاً  تقي الدين السبكي، وتاج الدين السبكي، وبدر الدين بن جماعة ، وايضا الشيخ أبو حيان  ،والشيخ الألبانى  والشيخ زين الدين بن رجب الحنبلى  والشيخ  أبو عبد الله علاء الدين البخارى العجمى الحنفى  ، والحافظ بن حجر العسقلاني ، وغيرهم من الشافعية والمالكية والأحناف ،وانتقدوا عليه أمورا يعتقدون أنه قد خرج بها عن صحيح الدين  ومنها: القول بقدم العالم بالنوع، والنهي عن زيارة قبور الأنبياء، وشد الرحال لزيارة القبور والتوسل بأصحابها، ومسألة في الطلاق بالثلاثة هل يقع ثلاثة فى مرة واحدة . حتى اشتكوا عليه في مصر فطُلِبَ هناك ، وعُقِدَ مجلس لمناظرته ومحاكمته حضره القضاة وأكابر رجال الدولة والعلماء ، فحكموا عليه وحبسوه في قلعة الجبل سنة ونصفا مع أخويه، ثم عاد إلى دمشق ثم أعُيد إلى مصر وحبس في برج الإسكندرية ثمانية أشهر، وأُخرج بعدها واجتمع بالسلطان في مجلس حافل بالقضاة والأعيان والأمراء وتقررت براءته وأقام في القاهرة مدة، ثم عاد إلى دمشق وعاد فقهاء دمشق إلى مناظرته في ما يخالفهم فيه وتقرر حبسه في قلعة دمشق، وتوفي في سجن قلعة دمشق عن 67 عاما ، وقد عاش ابن تيمية  كل عمره ولم يتزوج ولم يحج لبيت الله ؟! ، كما قال الشيخ السقاف في تعليقته على كتاب ( بيني وبين الشيخ بكر ) ، وقد قال العلامة علاء الدين البخاري (ان ابن تيمية كافر , و ان الامام السبكي معذور بتكفير ابن تيمية لانّه كفّر الأمة الاسلامية) ، راجع كتاب( فضل الذاكرين والردّ على المنكرين لعبد الغني حمادة ص 23 )--- وقد ورد في فتاوى ابن تيمية كلمة كافر مرتد 29 مرة وكافر 917 مرة وحلال الدم 19 مرة وفإن تاب وإلا قتل 97 مرة ويقتل 849 مرة وتضرب عنقه 39 مرة ، ومن مجموع الفتاوى (( 37 )) مجلدا قد تكررت لفظة الجهاد فيها أكثر من (600) مرة  ---- ومن فتاوى ابن تيمية المستنكرة يقول ابن تيمية أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك ( كتاب مجموع الفتاوى ج 28 ص 118).والسؤال المطروح، هل هذا يقبله العقل والمنطق ؟-- أليس هذا دعوة للكراهية والبغض ضد المسيحين واليهود وغير المسلمين قاطبة؟-- ايضا ً يرى ابن تيمية على أن الكفار ليس لهم الشرعية في التصرف في أموالهم، أما المسلمون فلهم الحق في ذلك، وإن استولوا عليها غصباً، لأنها تعتبر من الغنائم، مما يعطيهم حق الشرعية وحق التصرف فيها.فيقول ابن تيمية :"الكفار لا يملكون مالهم ملكاً شرعيًا ولا يحق لهم التصرف فيما في أيديهم.والمسلمون إذا استولوا عليها فغنموها ملكوها شرعا لأن الله أباح لهم الغنائم ولم يبحها لغيرهم ( الجزء السابع ص 34 نفس المرجع السابق )، ويقول أيضاُ:" الرزق مخلوق أصلا للمؤمنين ليستعينوا به على عبادة الله، فمن دخل دار حرب بغير عقد أمان فلا عليه أن يسرق أموالهم ويستبيحها وأن يقهرهم بأي طريقة كانت، فأنفسهم وأموالهم مباحة للمسلمين سواء أكانوا مقاتلين أم لا ج29 ص 124 المرجع السابق.)؟  كما يقول ابن تيمية عن الشيعة في مجموع الفتاوى المجلد 28 صفحة 479 (:" وَقَدْ أَشْبَهُوا الْيَهُودَ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ لَا سِيَّمَا السَّامِرَةُ مِنْ الْيَهُودِ ; فَإِنَّهُمْ أَشْبَهُ بِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْأَصْنَافِ : يُشَبِّهُونَهُمْ فِي دَعْوَى الْإِمَامَةِ فِي شَخْصٍ أَوْ بَطْنٍ بِعَيْنِهِ وَالتَّكْذِيبِ لِكُلِّ مَنْ جَاءَ بِحَقِّ غَيْرِهِ يَدْعُونَهُ وَفِي اتِّبَاعِ الْأَهْوَاءِ أَوْ تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَتَأْخِيرِ الْفِطْرِ وَصَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَتَحْرِيمِ ذَبَائِحِ غَيْرِهِمْ ) وهو مايثير الطائفية بين السنة والشيعة – ايضا قول ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (28/ 108 ) ( ومن لم يندفع فساده في الأرض إلا بالقتل قتل، مثل المفرق لجماعة المسلمين والداعي إلى البدع في الدين ) ايضاً يقول ابن تيمية فى مجلد  الفتاوى الكبرى (2 /98) : (الجهر بلفظ النية ليس مشروعا.. ويجب تعريف الفاعل بالشريعة واستتابته من هذا القول فإن أصر على ذلك قتل)-- وكما أفتى ابن تيمية بقتل العلويين أفتى بقتل  كل من ينتسب الى الطائفة الدرزية حتى صُلحائهم إذ قال..." لا ‏يباح ‏أكل طعامهم وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم . فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم ؛ بل ‏يقتلون ‏أينما ثقفوا ؛ ويلعنون كما وصفوا ؛ ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ ، ‏ويجب ‏قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يضلوا غيرهم ؛ ويحرم النوم معهم في بيوتهم" ..( ‏مجموع ‏الفتاوى(9/ 222).‏ -- ونحن نتعجب من موقف الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل داعش والإخوان والقاعدة وبوكو حرام والسلفيين وانصار بيت المقدس وأنصار الشريعة وشباب المجاهدين  بالصومال وجبهة النصرة  وغيرهم وبعض من يعتبرون أنفسهم  علماء - من تقبلهم لفتاوى ابن تيمية الإجرامية ، رغم أن أكثر  شيوخ ‏عصره ‏ كانوا على تكفيره والحُكم عليه بالبدعة ، حتى ابن خلدون لم يذكره في المقدمة ‏،  بعد أن عدد فيه كبار العلماء ، رغم أن ابن خلدون جاء بعد ابن تيمية ‏بعشرات ‏الأعوام. ‏‏
فمنذ عصر ابن تيمية في القرن السابع الهجري حتى زمن ابن عبدالوهاب في القرن ‏الثاني ‏عشر الهجري ، كان أغلب شيوخ المسلمين يحكمون على ابن تيمية بالكفر والبدعة ‏والشذوذ ، ‏ولولا إحياء الوهابية لتراثه لأصبح ابن تيمية وكتبه في حكم النسيان.‏
فالدعوة السلفية الوهّابية هي التي اتخذت من المذهب الحنبلي مرجعية فقهية ، فد قاموا ‏بنسخ ‏وطباعة كتبه ونشرها وتوزيعها  في مواسم الحج وكل البلاد الإسلامية بعد طبع أكثر من 840 مليون كتاب تروج لفكر ابن تيمية  دون أن يتصدى أحد لذلك الهدم والتجريف والتخريف لعقلية المسلم إلا من بعض الأسماء القليلة التى بدورهم حاصروها وكفروها وطمسوها مع إهدار دمهم وقد ساعدهم على ذلك، أن البلاد الإسلامية دون كل دول العالم،  لا تعاقب على إهدار الدم  ، وساعدهم في ذلك أموال البترول التي لولاها ‏ما ‏كانت للسلفية قدرة على هذا  الانتشار ونشر المكتبات المتخصصة فى نشر هذا الفكر المنحرف دون محاسب وايضاً إهدائهم لمئات الكتب لكل المساجد حول العالم .‏
كما أن ابن تيمية هو من وضع الأساس لفقه الجريمة في الإسلام ، ثم ناقش فروعه بتوسع ‏وأَصَّلَ ‏لهذه المسائل بفتاوى ومناظرات عقلية وشرعية ، حتى باتت دعواته محل قبول ‏لذوي ‏الرغبات والنزعات الدموية العنيفة المتسترة بغطاء العلم والدين .‏
وهذا ضلال وانحراف ، لأن الأصل هو فقه التعايش والسلام والتسامح والعدل والمساواة ، لا الحرب والاعتداء ،لأن العنف والقتل هى شريعة الشيطان ، وعلى جامعة الأزهر التى أتشرف بالإنتساب لها ، أن تكشف ذلك للناس حماية لمستقبل الإسلام والمسلمين ، وإلا ستكون هذه الجماعات والعلماء المؤيدين لهذا الفكر الإجرامى المنحرف ، وقوداً للقضاء على المسلمين ، وقد قام بعض الاطباء النفسيين بتحليل شخصية  ابن تيمية من خلال كتاباته وقالوا عنه شخص مريض نفسى لديه نزعة وسمات إجرامية – لذا نحن نفتى بفسادِ فكره  ، وأن تأييد أفكاره على العموم  أو الأخذ بها يكون من جاهل أو ضال أو مضلل . 
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه  
الشيخ د مصطفى راشد  عالم أزهرى مصرى  وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة 
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى 
ورئيس منظمة الضمير  العالمى لحقوق الإنسان
E -  rashed_orbit@yahoo.com   
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699  
ت م 61452227517 ومكتب الكلية 61282838963  - استراليا  

فرح القيامة/ نسيم عبيد عوض

فرح قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات ‘ لا يعادله أية أفراح لا فى السماء ولا على الأرض ‘ لأنه بدون قيامته لا ما كان هناك خلاص ‘ ولا تجددت خليقة الإنسان وتغيرت طبيعته ليعود على صورة الله ومثاله ‘ ولا تحرر البشر من عبودية إبليس ‘ لأن الرب بموته داس الموت وغلب الشيطان وغلب الخطية ‘ وبالقيامة تحرر المؤمنين به من الفساد الذى ورثوة جرار خطية معصية آدم  وحواء.  ولعل التلاميذ والرسل أول الفرحين عندما تحققت قيامته ‘ لأنهم كانوا يعيشون فى خوف ورعب من اليهود ‘حتى أنهم هربوا جميعا ولم يحضروا صلبه ماعدا يوحنا الحبيب‘ ونحن كل عام نحتفل بقيامة الرب من الأموات بعد قبره ثلاثة أيام ‘ ونفرح ونتهلل لأنه أعطانا الرجاء بقيامته فى الحياة الأبدية . والرب قبل صلبه وموته أخبر الرسل والتلاميذ عدة مرات بخبر موته وتعذيبه وصلبه وقيامته ‘ حتى أنه أخبر كل القيادات الدينية فى الهيكل أمام كل الشعب بقوله عندما سألوه عن أية آية يريهم " اجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام اقيمه. فقال اليهود فى ستة وأربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت فى ثلاثة أيام تقيمه. واما هو فكان يقول عن هيكل جسده. فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه انه قال هذا فآمنوا بالكتاب والكلام الذى قاله يسوع."يو2: 18-22.

ولأن السيد المسيح يعلم بأن خلاص وفداء البشر لن يحدث بدون آلام وموت وقيامة من الأموات‘ وقد أفهم تلاميذه عدة مرات بذلك ‘ فى إنجيل لوقا 9: 22" إنه ينبغى ان ابن الإنسان يتألم كثيراويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفى اليوم الثالث يقوم." وأيضا لوقا 9: 44" ضعوا انتم هذا الكلام فى آذانكم أن ابن الإنسان سوف يسلم الى أيدى الناس ." وأيضا قال لهم بتفاصيل ماسيحدث له " وأخذ الإثني عشر وقال لهم‘هانحن صاعدون الى أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان.لأنه يسلم  إلى الأمم ويستهزء به ويشتم ويتفل عليه . ويجلدونه ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم."لو18: 31-33‘ وقوله هذا هو نص ماورد فى نبوات إشعياء النبى العديدة وأهمها ماورد بالإصحاح المشهور 53 الذى يتكلم عنه وكأنه كان يسير مع المسيح فى طريق آلامة  ويقف تحت صليبه " محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا.وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لأجل اثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا ‘ كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامته امام جازيها فلم يفتح فاه."إش 53: 3-7.

وحقيقة قيامة الرب من الأموات ورد فى الأناجيل الأربعة :

ففى إنجيل متى البشير"     

1 وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.

2 وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ.

3 وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.

4 فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ.

5 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.

6 لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ.

7 وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُماَ" مت28: 1-7.

وأكمل القديس مرقس البشير

" وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ" مر16: 9.

وكتبها القديس لوقا كذلك"          

1 ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.

2 فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ،

3 فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ.

4 وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ.

5 وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟

6 لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ

7 قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ" لو24".»

 وأما القديس يوحنا الحبيب فكتب يقول "

19 وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»

20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ.

. يو20 . 21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». 8 فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ،.

وحسب وصية الرب للتلاميذ بالكرازة لجميع الأمم يقول القديس بولس الرسول"

3 فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ،

4 وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،

5 وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ.

6 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.

"7 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ.

"1كو15";وَآخِرَ الْكُلِّ ­ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ­ ظَهَرَ لِي أَنَا.

فلتفرح الأرض لأنه قام وأقامنا معه ووهبنا الحياة الأبدية بعد أن نقلنا من الظلمة الى ملكوت ابن محبته‘ ولتتهلل السموات وملائكتها فقد أكمل الرب كل التدابير اللاهوتيه لخلاص البشر ‘ وليبتهج كل المؤمنين باسمه ونعيش "كما سلك ذاك نسلك نحن أيضا فى جدة الحياة.

ولن تكفى صفحات كتب كثيرة لتفسير أهمية القيامة من الأموات ‘ ويكفينا فرحا وبهجة بعيد القيامة المجيد ‘ ولكل مسيحى العالم أهنئهم بعيد قيامة ربنا الذى أقامنا معه وأجلسنا فى السموات ‘ تهنئة لشعبنا مصر . وكل سنة وأنتم جميعا طيبين

وأني فضلتكم على العالمين/ عبدالله بدر اسكندر

لا يفترق الأسلوب المثالي عن التوجيه الاستثنائي المستخدم من قبل الواعظ الذي يرغب بتطبيق الأسس المنهجية الثابتة من أجل الوصول إلى قلب المخاطَب، ولهذا ترى الأول يتخذ السبيل الأسلم لإثارة الفئة التي تتلقى النصح والإرشاد. فإن قيل: ما هي الصفات التي يبنى عليها السبيل الأسلم الذي أشرت إليه؟ أقول: يبنى السبيل الأسلم على الصفات الحميدة المتوارثة لدى المخاطَب، وما تتضمنه تلك الصفات من محاسن لها وقع في نفوس المخاطَبين، باعتبار أن الإنسان إذا شعر بكرامته وعلو شأنه فمن المسلّم به أن يتجه إلى جانب اللين ويصغى إلى كل ما يتلقاه من المخاطِب، وهذه هي الطريقة المثلى التي يمكن أن يلجأ إليها الواعظ، أما إذا اتخذ الثاني جانب الشدة والزجر فمن الطبيعي أن لا يصل إلى مبتغاه وفي الآخر يتبدّل لديه الحال من الوعظ إلى التجريح والتوبيخ، ثم بعد ذلك تتلاشى مهمته وتسقط قبل أن تحقق غاياتها.
فإن قيل: إذا كان المخاطَب لا يثأر لنفسه ولا يراعي المحسنات المعتمدة من قبل المخاطِب فكيف ينتفع من النصح المقدم إليه؟ أقول: المحسنات الراقية هي صفات تولد مع الإنسان ويكون لها السبق في اكتساب الأخلاق الكريمة التي هي خارج الفطرة، ولهذا فإن اتخاذ السلوك السلبي في بداية حياة الإنسان قد يطغى على أفعاله، ولا يمكن التخلص منه إلا بتكرار التذكير وتبيان الصفات الحميدة الكامنة داخل النفس والتي لا تفارق الإنسان ما لم تسلب منه بفعل فاعل، ولهذا وجب التذكير بهذه الصفات من أجل إرجاع الإنسان إلى فطرته التي فطره الله تعالى عليها، ثم بعد ذلك يمكن أن يُستحضر لديه الاستعداد على تلقي النصح والإرشاد، لا سيما إذا كان للمخاطِب فضلاً سابقاً على المخاطَب، ولا يخفى على ذوي البصائر من أن إظهار صورة الفضل تجعل استجابة الأخير للقبول أكثر وقعاً على نفسه وذلك بسبب الأسلوب الذي جعله يرجع إلى حقيقته التي ولد عليها.
من هنا تظهر النكتة في أسلوب التذكير المعتمد في القرآن الكريم والذي أشار إليه تعالى في كثير من المواضع، كقوله: (فذكر إن نفعت الذكرى) الأعلى 9. وكذا قوله: (أو يذكر فتنفعه الذكرى) عبس 4. وقوله: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات 55. ومن هنا نرى أن الحق سبحانه قد اتخذ هذا النهج مع اليهود في المواضع التي ذكّرهم فيها بالنعم التي أنعمها عليهم، مشفعاً ذلك بتفضيلهم على العالمين، كما في قوله تعالى: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) البقرة 47.
فإن قيل: يظهر أن اليهود أفضل من أمة محمد (ص) إذا ما أخذنا بمنطوق الآية دون مفهومها؟ أقول: لو ثبت ذلك لخصص عموم آية البحث بقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) آل عمران 110. وكذا قوله: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج 78.
فإن قيل: إذن ما معنى تفضيلهم على العالمين؟ أقول: أشار القرآن الكريم إلى أن هناك عدة وجوه لهذا التفضيل:
الوجه الأول: العالم يعني الجمع الكثير من الناس، وبهذا يكون تفضيلهم على مجموعة من الناس، ويشهد لهذا الوجه، قوله تعالى: (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) الأنبياء 71. وأنت خبير من أن المراد من العالمين في الآية لا يشمل جميع الناس، وكذا لا يراد من الأرض كل بقاعها وإنما في اللفظ إشارة إلى أرض معهودة فتأمل.
الوجه الثاني: فضلهم الله تعالى على العالمين بما أفاض عليهم من النعم دون غيرهم، إضافة إلى جعل النبوة والملك في أسلافهم، باعتبار أن خطابهم كان في وقت نزول القرآن الكريم، ويشهد لهذا الوجه، قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين) المائدة 20.
الوجه الثالث: تفضيلهم على عالمي زمانهم، ويمكن أن يستشف هذا المعنى من قوله تعالى: (ولقد اخترناهم على علم على العالمين) الدخان 32. ويدخل في هذا الاختيار امتيازهم بكثرة الأنبياء، وأكلهم المن والسلوى، وتظليلهم بالغمام، كما في قوله تعالى: (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) البقرة 57. وبهذا نعلم أن هذه الملازمة لا تخرج عن الإشارة إلى الوقت الذي تلاشى بسبب نقضهم للميثاق المشار إليه في قوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) المائدة 13.
فإن قيل: ما الدليل على تفضيل هذه الأمة على بني إسرائيل، إذا ما علمنا أن فيها من سلك طريق الانحراف، لا سيما أولئك الذين عاصروا النبي (ص) والآيات بهذا الشأن كثيرة؟ أقول: لا يختلف اثنان من أن بعض الصحابة قد سلك طريق الانحراف، وهذا الأمر يجري في بني إسرائيل بنفس النسبة لو لا أن يبيّن الله تعالى ما حصل لديهم من مثالب لا يمكن تعدادها في هذا البحث، ولهذا أشار سبحانه إلى بعض النتائج التي تسببت بها تلك المثالب، كما في قوله: (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل) المائدة 60. 
فإن قيل: هل مسخهم قردة كان حقيقياً أم معنوياً؟ أقول: ليس هناك مانعاً من كلا الأمرين، فإن كان المسخ حقيقياً فهذا لا يخالف العقل، لأن الله تعالى قادر على خرق العادات، كما هو الحال في إبطال خاصية الإحراق لإبراهيم، التي ذكرها في قوله: (قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) الأنبياء 69. وكذا في إبطال خاصية الإغراق لموسى، المشار إليها في قوله تعالى: (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى) طه 77. وهناك كثير من الآيات التي تشير إلى خرق العادات، ومن هنا نعلم أن المسخ إن كان حقيقياً فهذا لا يدعو إلى الغرابة، أما إن كان معنوياً، فهذا لا يحتاج إلى كثير من التأويل على ما نشاهده من الأفعال السلبية التي يقوم بها اليهود في كل وقت ومكان. ومن هنا نجد الإشارة إلى تلك الأفعال، كما في قوله تعالى: (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) الحشر 14. ومن المثير للغرابة أن اختلافهم ناتج عن إيتائهم العلم، كما في قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولو لا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب) هود 110. وكذا قوله: (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين... وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) الجاثية 16- 17.
  
                      من كتابنا: القادم على غير مثال                 

بو جوده في قداس القيامة: تاريخ لبنان هو تاريخ آلام وإضطهادات

طرابلس ـ  الغربة
تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداس عيد الفصح، وقيامة السيد المسيح من بين الاموات، في كنيسة مار مارون في مدينة طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح، بحضور النائب سامر سعاده، العميد فواز متري ممثلا وزير العدل اللواء اشرف ريفي، وحشد من المؤمنين. 
بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيه:" لماذا تبحثن عن الحيّ بين الأموات". جاءت النساء إلى القبر ليُحنّطنَ جسد يسوع، بنهاية يوم السبت، فإلتقين برَجُلين يرتديان حلّة بيضاء ناصعة قالا لهنّ: "لماذا تبحثن عن الحيّ بين الأموات... إنّه ليس هنا... إنّه قام من بين الأموات". ولمّا نقلن هذا الكلام إلى الرسل الأحد عشر، لم يصدّقوهنّ، بل قالوا أنّ ذلك هو مجرّد هذيان. إنّ موقف الرسل موقف مفهوم بشرياً. لقد تابعوا الأحداث التي جرت في الأيام الأخيرة، وعاشوها، ولو من بعيد، وقد رأوا بأيّة شراسة ووحشيّة عومل مُعلّمهم، كيف سُخِر منه، وكيف نُفّذ فيه حكم الإعدام كالمجرمين... كما رأوا كيف وُضِع في القبر... ودُحرِج على الباب حجر كبير".
وتابع بو جوده:" بالنسبة للرسل، كما بالنسبة للنساء، أصبحت الأمور واضحة وجليّة، ولم يعد عندهم أي شك: لقد فشل المعلّم الذي وضعوا كلّ ثقتهم فيه، لقد فشل وأيّما فشل... ولم يعد أمامهم سوى الإهتمام بجثمانه وتحنيطه والقيام بالواجبات الإجتماعيّة تجاهه، ثمّ العودة إلى حياتهم العاديّة. كم كانت خيبة الأمل كبيرة بالنسبة إليهم، هم الذين وضعوا ثقتهم فيه، وإعتقدوا أنّه هو الذي سوف يُخلِّص الشعب والأُمّة، كم كانت كبيرة خيبة أولئك الذين تبعوه على الطرقات وبين المدن والقرى. إعتقدوا أنّهم وجدوا المسيح المُخلّص، المسيح القائد الذي تكلّم عنه الأنبياء، المسيح المحرِّر، لكنّهم رأوا بأيّة سهولة إستسلم للجنود، وكيف أنّب بطرس ومنعه من شَهر سيفه للدفاع عنه. لذلك ليس من العجيب أن نرى خيبة أملهم تتحوّل إلى يأس وإيمانهم به يتحوّل إلى تشكيك".
وقال:" لكنّ منطق يسوع يختلف جذرياً عن منطقهم البشري. منطقه هو منطق التناقضات، تناقض التطويبات:"طوبى للمساكين، طوبى للمُضطَهَدين، طوبى للحزانى، فهؤلاء هم الذين يرثون الملكوت". إنّه منطق حبّة الحنطة التي إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى مفردة، أمّا إذا ماتت فإنّها تأتي بثمر كثير. إنّه منطق يقول: "من أراد أن يتبعني، فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، ومن كان أبوه وأمّه أحبّ إليه منّي فلا يستحق أن يكون لي تلميذاً". 
التعليم بواسطة التناقضات كان أسلوبه في التعليم. لكنّ الرسل والتلاميذ لم يفهموه، أو هم لم يريدوا أن يفهموه، ذلك أنّهم لم يحفظوا ممّا قال عنه الأنبياء إلاّ ما يتعلّق بالمسيح الملك والقائد الزمني، وأهملوا ما قالوه عن المسيح الخادم الذي سوف يموت فداءً عن الشعب. ولذا ليس غريباً أن نراهم قد إستسلموا إلى اليأس بعدما رأوه مرفوعاً على الصليب، ثمّ موضوعاً في القبر. ولكن، بعد كل ذلك، ها إنّ منطقه التناقضي قد بدأ يتحقّق، وها هو يقول لهم: يا قليلي الإيمان، وبطيئيّ الفهم، ألم يكن ضرورياً أن يتحمّل المسيح هذه الآلام ليدخل في مجده؟ فلماذا إذن ما زلتم تبحثون عنه هو الحي بين الأموات؟ إنّه قام، إنّه حيّ، لا بل إنّه الحياة".
اضاف بو جوده :"لكنّهم لم يفهموا ذلك تماماً إلاّ يوم سيحلّ عليهم الروح القدس، يومها سيتغلّبون على الخوف والفزع، على اليأس وخيبة الأمل، وسيتغيّرون جذرياً ويقفون أمام رؤساء الكهنة والحكّام ليقولوا لهم بجرأة وشجاعة، إنّه قام من بين الأموات، ونحن شهودٌ على ذلك، ولا يمكننا إلاّ أن نقول ما رأينا وما سمعنا. عند ذلك، وعند ذلك فقط سوف يفهمون أنّ الإيمان الجديد الذي إنتسبوا إليه هو إيمان مبنيّ على الرجاء، وعلى الإنتصار على الموت، وبأنّه إذا كان المسيح لم يقم فإنّهم أشقى الناس أجمعين، هم شهود زور على الله". وقال:" كم مرّة نقف الموقف ذاته الذي وقفه الرسل والنساء القدّيسات؟  كم مرّة نرى أنّ منطقنا يتناقض جذرياً مع منطق المسيح، كم مرّة نحاول أن نجد أجوبة على تساؤلاتنا المصيريّة في المنطق البشري، المبني على الأبحاث والدراسات والإختراعات والإكتشافات العلميّة، فنجدها متناقضة تماماً مع موقف المسيح، ذلك أنّ موقفه يتخطّى كلّ هذه المعطيات ويسمو عليها".
واردف بو جوده:" الأحداث الأليمة التي نعيشها، الصعوبات والمشاكل التي نلاقيها، الإضطهادات والملاحقات التي نتحمّلها في معظم الأحيان، الظروف القاسية التي تصدمنا، كلّها قد توصلنا إلى خيبة الأمل واليأس، فنبحث عن المسيح ولا نجده، لأنّنا لا نبحث عنه حيث هو موجود، نبحث عنه بين الأموات، بينما هو حيّ يرافقنا على الطريق وعلى دروب الحياة ولا نعرفه. عند ذلك نصل إلى الريبة والشّك، ننغلق على أنفسنا ونعيش في إطارنا الضيّق، ونتّهم الله بأنّه أهملنا. وعلى مثال الرسل والتلاميذ والنساء القدّيسات، نأخذ كلّ الإحتياطات حتى لا يعرفنا أعداء المسيح، فننكر معرفتنا به كما فعل بطرس أمام المجلس، ونعود إلى حياتنا اليوميّة، فنذهب إلى تحنيط جثمانه، ونعود... 
وتابع:" إنّه يرافقنا ولا نعرفه. إنّنا مرّات كثيرة نتصرّف كالنساء القدّيسات أمام الأحداث القاسية التي نعيشها. نعتبر أنّ كل شيء إنتهى بالنسبة إلينا كمسيحيّين في الشرق، فنحمل الحنوط والطيوب لنضعها على ركام بيوتنا وكنائسنا وأديارنا التي إحتّلها الغرباء وهدموها بعد أن طردوا سكّانها منها كما هو حاصل اليوم في سوريا والعراق وفي غيرها من البلدان. وكما إبتعد الرسل عن يسوع وأنكروه كما فعل بطرس ثلاث مرّات، قد نتنكّر نحن أيضاً لبلادنا ونعتبر أنّه لم يبقَ لنا منها شيء، وننسى أنّ حياة يسوع لم تنتهِ بالمرحلة الرابعة عشرة من درب الصليب، بل هناك المرحلة الخامسة عشرة التي ننساها أو نتناساها وهي مرحلة القبر الفارغ، مرحلة المسيح الذي إنتصر على الموت ووطئ الموت بالموت وأعاد الحياة للذين في القبور.
وقال:" إنّ تاريخ لبنان هو تاريخ آلام وإضطهادات دون شك، لكنّه في الوقت عينه تاريخ إنتصار على كل الذين إحتلّوه عبر التاريخ من مختلف الأُمم والشعوب. كلّهم زالوا وبادوا ولبنان بقي وسوف يبقى لأنّه بُني على دم الشهداء، وعرق الآباء والأجداد الذين حوّلوا صخوره الصمّاء إلى جنّات خضراء... وكما قال أحد آباء الكنيسة، ترتليانوس، في أحلك أيام الإضطهادات فإنّ دم الشهداء هو زرع لمسيحيّين جدد، وهذا ما يشجّعنا على القول أنّ دم الأشوريّين والكلدان وجميع المسيحيّين الذين هجّروا من بلادهم تحت ضغط مجموعات إرهابيّة لا دين لها ولا أخلاق، ومهما إدّعت بأنّها تُدافع عن الدين الذي هو منها براء، أنّ هذا الدّم سوف يعود فيُعطي للشرق الأوسط مسيحيّين ملتزمين، مسيحيّين يعملون على غرار كل الذين سبقوهم وحوّلوا وجه العالم في سنوات قليلة بعد أن أرسلهم المسيح. فيكونوا شهوداً للمسيح حتّى أقاصي الأرض".
وختم بو جوده:" إيماننا هو إيمان بالمسيح القائم من بين الأموات، وبدونه لا إيمان مسيحي، لأنّه، كما يقول بولس الرسول: "إذا كان المسيح لم يقم فباطل إيماننا وباطل تبشيرنا، ونحن أشقى الناس أجمعين. كلا! إنّ المسيح قام من بين الأموات وهو بكر الأموات وبكر القائمين من الموت. إنّه هو البكر، ومن بعده الذين يكونون خاصة المسيح عند مجيئه. فلنجدّد اليوم إلتزامنا بهذه الحقيقة الجوهريّة، ولنكن كما هو أرادنا شهوداً له، ولنتأكّد بأن مهما تعرّضنا له من مشاكل  وصعوبات ومضايقات في حياتنا اليوميّة، الشخصيّة والوطنيّة، فهي لن تكون، ولا يجب أن تكون، مدعاة للخوف واليأس والإحباط، بل مدعاة للثقة والإيمان بأنّنا إذا متنا مع المسيح فمعه سوف نقوم.

الدخول الملوكى لأورشليم/ نسيم عبيد عوض

جاءت النبوة عن هذا اليوم على فم زكرياالنبى 400 سنة قبل الميلاد قائلة" إبتهجى جدا ياإبنة صهيون.إهتفى يابنت أورشليم .هوذا ملكك ياأتى إليك هو عادل ومنصور وديع راكب على حمار وعلى جحش ابن آتان " زك9: 9"

وتحتفل اليوم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والكنائس المسيحية على وجة الأرض كلها - ماعدا كنائس الغرب- بأحد الشعانين , والشعانين كلمة عبرية معناها يارب خلص , ومنها أخذت كلمة أوصانا باليونانية ومعناها " خلصنا"

وأحد الشعانين هو العيد الرابع من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا( عيد البشارة-الميلاد – الظهور الإلهى- الشعانين- القيامة- الصعود- العنصرة أو عيد الروح القدس)

ودخول السيد المسيح لأورشليم اليوم حسب المشيئة والترتيب الإلهى هو نقطة تحول ويوم عظيم فى تاريخ البشرية , إنتظرته لأجيال وزمانا طويلا لذلك صرخت الجموع ( وكان تعدادهم فى أورشليم حسب قول المؤرخين ما يقرب من 3 مليون نسمة) فى إستقبال رب المجد:

- أوصانا لابن داود .. مبارك الآتى باسم الرب.. أوصانا فى الأعالى (مت21) 

- مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب ..أوصانا فى الأعالى(مر11)

- مبارك الملك الآتى باسم الرب .. سلام فى السماء.. ومجد فى الأعالى.(لو19)

- أوصانا .. مبارك الآتى باسم الرب ملك إسرائيل.(يو12)

وحقا قال المرتل بروح النبوة فى مزمور 118: " هذا هو اليوم الذى صنعه الرب . نبتهج ونفرح فيه. آه يارب خلص. آه يارب انقذ. مبارك الآتى باسم الرب- وقبلها يقول – من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا."

+ حقا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب منذ قراره الإلهى ووعده الخلاصى " نسل المرأة يسحق رأس الحية. تك 3:15" ومن حبه العجيب للإنسان وبعد السقوط فى خطية التعدى يشفق على آدم وحواء ويذبح لهم ذبيحة ويصنع لهم أقمصة من جلد والبسهما..  ليستر بها خزى عريهم وخطيتهم.تك:3:  20"

+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب يوم كلم نوح وبنيه قائلا" ها أنا مقيم ميثاقى معكم ومع نسلكم من بعدكم " تك9: 8" والميثاق هو ان لا يهلك الأرض والأنسان.

+ وهو اليوم الذى صنعه الرب يوم أن قال لأبراهيم " يتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض.تك22: 18"

+ كان هذا اليوم الذى صنعه الرب يوم يقول يعقوب أبى الآباء بروح النبوة لإبنه يهوذا"  لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع الشعوب. رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن أتانه . غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. لخلاصك إنتظرت يارب. " تك49: 10-11"

+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب :

يوم كلم الرب موسى وهرون فى أرض مصر قائلا: كلما جماعة إسرائيل قائلين فى العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت . تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة. ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل فى العشية. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا فى البيوت التى يأكلونه فيها. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة الهلاك."خر 12"

 وكما يقول معلمنا بولس الرسول" هكذا نحن أيضا لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من إمرأة مولودا تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."

غل4: 3و4"

وفى إنجيل قداس اليوم "يو12" ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا (أى 9نيسان) وفى الغد 10 نيسان دخل يسوع أرشليم من باب الضأن.

هكذا دخل الحمل الذى يرفع خطية العالم .. دخل أروشليم ليكون تحت الحفظ لحين الذبح على الصليب بين العشائين . كان خروف الفصح محفوظا ليوم 14 نيسان وهو الموعد المحدد لإتمام الخلاص والفداء للبشرية كلها.

وبروح النبوة على فم النبى زكريا ( 300 سنة قبل الميلاد) " إبتهجى جدا ياإبنة صهيون وإهتفى يابنت أورشليم . هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان.زك9: 9"

 والعجيب أن الرب يدخل أرشليم بإحتفال الملوك ولن يخرج منها إلا وهو مذبوحا على الصليب ليتحقق الترتيب الإلهى:

"وأنا  إن إرتفعت عن الأرض اجذب الى الجميع.يو12: 32" " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 14و15"

" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. " يو3: 16"

ودخول الرب اليوم أورشليم محاطا بموكب ملوكى ممجدا أراد أن يرفع عن ملكوته الحجاب الذى أخفاه فى حياته , وأن يعلن أنه المسيح الملك الروحى الذى يجئ لخاصته (اليهود)

_ ملكا على مستوى روحانى لا مادى _ على مستوى سماوى لا أرضى. – على طراز أبدى لا زمنى.

وفى هذا اليوم يكون قد أكمل الرب يسوع كل أعمال النبوات _ قبل الصليب- فى حياته على الأرض , ويمكث مع التلاميذ فترة حفظ الخروف ويعطيهم التعليمات والوصايا( إنجيل يوحنا ألإصحاحات من 13إلى 16 ) ثم بعد ذلك يقول للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته."يو17: 4" – الكلام الذى أعطيتنى قد أعطيتهم وهم قبلوا. "  وعلموا يقينا إنى خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتنى.يو17: 8"

وفى حياة الله الظاهر فى الجسد على الأرض أظهر للعالم أنه كاملا فى لاهوته وكاملا فى ناسوته كإيماننا الأقدس أن لا هوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.

 أولا: أعطانا من قدراته اللاهوتية:

1-    بالمعجزات والآيات التى صنعها وقد رتبها القديس يوحنا اللاهوتى ( بعض منها) فى 7 آيات:   

1-   معجزة تحويل الماء إلى خمر (يو2) وكقول الكتاب " هذه بداءة الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه. "11"

2- شفاء ابن خادم الملك ( بالكلمه) قال له يسوع إذهب ابنك حى . فآمن الرجل بالكلمة التى قالها يسوع .. وهو فى الأصل قال لرب المجد "قل كلمة" (يو4)

3- شفاء مشلول بركة حسدا (يو5) بعد 38 سنة أى قبل ميلاد الرب بالجسد.. قال له يسوع أتريد أن تبرأ..  قم إحمل سريرك وأمش."

4- إشباع الجموع من خمسة خبزات وسمكتين (يو6) ليذكرهم بالمن الذى أعطاه لبنى إسرائيل لمدة أربعين سنة فى البرية, ويقول لهم ليس موس أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء."

5- السير على الماء وإنتهار الرياح والأمواج (يو6) ويقول لتلاميذه " أنا هو لا تخافوا.

6- شفاء المولود أعمى (يو9) أو خلق عينين للمولود أعمى.. ويقول أيضا" لا هذا أخطأ ولا أبواه . لكن لتظهر أعمال الله فيه. 3"

7- إقامة لعازر من الموت (يو11) بعد أن أنتن ويقول لنا " من آمن بى ولو مات فسيحيا.25  ( ومن قبل أقام إبنة يايرس وابن أرملة نايين من الاموات)

2-أظهر للعالم إسمه : " كقوله للآب (يو17) " أنا أظهرت إسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم :

1- أنا هو   خبز الحياة" (يو6) إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.

2-أنا هو     نور العالم.(يو8)  من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة.

3- أنا هو   الباب (يو10) إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.

4- أنا  هو   الراعى الصالح (يو10) والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف.

5- أنا هو   القيامة والحياة (يو11) وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد. 26"

6- أنا هو   الطريق والحق والحياة.(يو14) ليس أحد يأتى إلى ألآب إلا بى6"

7- أنا هو   الكرمة الحقيقية وأبى الكرام )يو15) وأنتم الأغصان.

( فلما قال لهم انى .. أنا هو .."بالعبرية  يهوه اسم الله " رجعوا وسقطوا على الأرض." يو12: 6" )

ثانيا: عاش الرب بكمال ناسوته ومر بجميع المشاعر والأحاسيس الإنسانية ماعدا الخطية:

1-   تعب.. كقول الكتاب فى يو4 " فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. 6. تعب الذى يقول عنه الكتاب " الذى لا يعيا"

2- عطش.. (يو4) فقال لها يسوع أعطينى لأشرب .. وعلى الصليب يقول أنا عطشان .. عطش الذى هو ينبوع الحياة .." بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية" 14"

3- جاع.. (مر11) وفى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع فنظر شجرة تين من بعيد .. جاع الذى يقول عنه الكتاب يفتح كفية فيشبع كل حى من رضاه .

4- غضب (مر3) فنظر حوله إليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم .. وهو الذى يعلمنا ان نكون ودعاء " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب.

5- تهلل.. ( لو10) وفى تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والارض .. 21"

6- حزن.. (مت 26) فقال لهم : نفسى حزينة حتى الموت" 38"

7- أحب .. " وقالوا عن لعازر أنظروا كيف كان يحبه (يو11).. وعن التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه(يو20)

8-   بكى.. وبكى يسوع.(يو11) " وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها.(لو19)

هذا هو الذى يدخل أرشليم اليوم راكبا على جحش وتقابله الجموع بزعف النخيل وأغصان الزيتون مهللين فرحين بملك إسرائيل .. ثم بعد أيام قليلة يصرخون لبيلاطس أصلبه أصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا.. وكما يقول الكتاب " الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين . كيف لا يهبنا أيضا معه كل شئ." رو8: 32"

هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه. الحجر الذى رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية .

وكل

سنة وأنتم جميعا طيبين لنحتفل مرة أخرى بأحد السعف.

ولإلهنا المجد الدائم. أمين. 

حميد عوّاد يعايدكم بثلاث لغات: المسيح قام، حقّاً قام

 المسيح قام، حقّاً قام! 

 مسيرة الجلجلة المهيبة تلتصق بآلام عذاباتنا وفرح القيامة يطيّب جراحنا وفيض محبّة فادينا يلفّنا بالخشوع ويضخّ فينا العافية والقوّة. 

نغتسل بأنوار القيامة لتنقية الذات وإيقاد الإيمان وتمتين الرجاء وتنشيط نبضات الحياة وكشف سبل التغلّب على المصاعب. 

بمناسبة حلول وهج هذا "العيد الكبير" أتمنى لكم أصدقائي فصحاً مجيداً طافحاً بالبهجة والإلهام والبركات. 

CHRIST IS RISEN!
  
As a culmination of his immense Love for humanity,  Jesus incarnated and performed the Divine Design of Redemption through His teaching, execution of miracles, and the acceptance of His excruciating Calvary and crucifixion. 

To complete this Journey He shattered the barriers of death and rose triumphant to the Dominion of Divinity.

This Awesome and August Memory inundates our spirit with and coalesce in synergy Faith, Hope, Courage and Strength  to save us from tribulations and propel us toward achieving our righteous goals.  

Let's rejoice the bliss of the Resurrection and act as true disciples of Jesus our Savior!  

Happy Easter, Dear Friends ! 

Al Massih Qaam haqqan qaam! Il est ressuscité!

Pour prouver l'immensité de Son amour pour l'humanité, Jésus s'est incarné pour exécuter Son Dessein Divin de Rédemption: 
Il a prêché Ses sermons, accompli Ses miracles, et souffert le long de son Calvaire et sa Crucifixion.  
Comme conclusion de son séjour terrestre, Il a brisé les barrières de la mort et en est ressuscité triomphant pour retourner au Domaine Divin! 

La Commémoration de cet Act Auguste imprègne nos âmes de Foi, d'Espérance, de Courage et de Force, qui convergent en synergie pour nous sauver lors des tribulations et nous guider progressivement vers nos justes aspirations.   

Réjouissons-nous de la splendeur de la Résurrection et agissons comme vrais disciples de notre Sauveur Jésus Christ! 

Joyeuses Pâques à vous tous honorables amis! 

Hamid Aouad  

Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/