بي بي سي
أمر مسؤولون في مدينة فينيسيا (البندقية) الإيطالية بإغلاق مسجد، أعد في موقع كنيسة سابقة، ليكون مقرا لجناح ايسلندا في الدورة 56 لبينالي فينيسيا للفن المعاصر.
واغلق الجناح الايسلندي، الجمعة، بعد أن سحب مسؤولون في بلدية مدينة فينيسيا التخويل الذي منحوه للجناح لوجود ما وصفوه بتجاوزات على الاتفاق المبدئي، ومن بينها استخدام الجناح كمحل للصلاة والعبادة.
وقالت إدارة بينالي فينيسيا في بيان أصدرته إنها تأمل في التوصل إلى حل يعيد فتح الجناح من جديد.
وصمم المسجد الفنان الايسلندي، سويسري المولد، كريستوف بوشيل.ويعد أول مسجد في هذه المدينة التاريخية الإيطالية.
ووصف بوشيل مشروعه هذا بأنه أحد أكثر المشاريع اثارة للجدل وجذبا للانتباه في البينالي، وجاء بناء على علاقة فينيسيا التاريخية مع الشرق.
وقال بوشيل في تصريحات صحفية إن فينيسيا كانت هي المدينة التي طبعت فيها أول نسخة للقرآن في القرن السادس عشر كما أن قصر "فونداكو دي توركي" الأنيق المطل على القناة الكبرى في المدينة كان ذات يوم نزلا للتجار العثمانيين.
وزار الجناح /المسجد أكثر من 7000 زائر، سواء من المسلمين الذين قدموا للصلاة فيه، أو اولئك الذين جاءوا لمشاهدة الأعمال الفنية التي يحتويها والتقاط صور فوتغرافية فيه.
واستند بوشيل في عمله الى أن سياق الحضارة الإسلامية كان له تأثير عميق في فينيسيا التي كانت نقطة تقاطع بين الشرق والغرب، فضلا عن التضمينات الاجتماعية والسياسية التي تفرضها الهجرة في عالمنا المعاصر.
وعلى الرغم من أن فينيسيا ظلت لقرون مركزا للتجارة بين الشرق والغرب، وتأثرت بالفن العربي الإسلامي والعمارة واللغة، الا أنها لم تسمح ببناء مسجد فيها.
وثمة إشارات إلى أن هناك قاعة لصلاة المسلمين (وليس مسجدا) كانت أسست في عام 1621 في قصر يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر يعرف اليوم باسم "فونداكو دي توركي".
وتقول مراسلة بي بي سي سيلفيا سميث إن اعداد المسجد ظل مصدر جدل في ايطاليا، وإن وضع "المسجد" (العمل الفني) في هذا المكان لفت الانتباه إلى قضية خلافية.
وتقول وزارة التعليم والعلوم والثقافة الايسلندية إنها تأمل أن يقدم هذا العمل الفني مساهمة إيجابية، ويؤكد المعماري ورئيس تجمع الجالية المسلمة في المدينة محمد أمين الأهدب إن ذلك ما حدث بالفعل.
ويقول "إن العمل الفني قد جلب عددا متنوعا من الناس إلى هذا المكان للصلاة وفي سياق حواري محترم".
واستغرق العمل في إعداد المسجد نحو سبعة شهور وافتتح مع افتاح البينالي في 8 مايو/أيار الجاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق