إيمان ساراى/ نسيم عبيد عوض

ساراى أو سارة فيما بعد هى زوجة إبرام ‘ والتى يطلب الآن من الزوجات ان  يتمثلوا  بها ‘ويوافقن على التشبه بها فى حفل زفافهم ‘ لأن ساراى كانت مثلا فى طاعة واحترام زوجها ‘ وكانت تدعوه سيدها ‘ ولكن هناك الجانب المهم فى سراى وهو إيمانها بإلاه ابرام ‘ فعندما صدرت الدعوة من الله لإبرام " بالخروج من ارضه ومن عشيرته ومن بيت أبيك الى الارض التى اريك" يقول الكتاب "فأخذ ابرام ساراى امرأته وذهبوا الى حاران على طريق دمشق ‘ ثم أتوا الى ارض كنعان"تك12: 5"‘ وهنا يظهر إيمان ساراى بإلاه ابرام لأنها لم تعترض بل وافقت على الخروج هى أيضا من الارض والعشيرة وبيت ابيها ‘ بعكس أمنا حواء فرغم ان آدم أخبرها بقول وصية  الرب يوم ان تاكل من هذه الشجرة موتا تموت‘ تجاهلت الوصية واطاعت الحيه‘ واسقطت البشر معها ‘ ولكن ساراى سارت مع زوجها كما سار‘  لأن هذا أمر الرب الإله كما أخبرها ابرام ‘وساروا الى مكان مجهول لا يعلمون عنه شيئا‘ وتكرر الترحال حتى وصلوا الى ارض كنعان ‘ وهنا قال الرب الإله لإبرام " لنسلك اعطى هذه الارض"وبنى ابرام مذبحا للرب الذى ظهر له ‘ وبطبيعة الحال ان ساراى امرأته على علم بكل ذلك وآمنت  به.

ساراى فى مصر 

آمنت ساراى بالرب الإله الذى يكلم زوجها ابرام ويظهر له ‘وعاشت حياتها مطيعة له ‘ ولكنها مرت بتجربة قاسية ومؤلمة فوق طاقتها ‘ فقد توجه زوجها الى مصر بدون سؤال الرب الإله ‘ لانه وجد فى مصر الطعام الذى يقيه شر الجوع ‘ واطاعت ولم تعترض ‘ ولكنها واجهت الطامة الكبرى فهاهو ابرام يسألها أمرا غريبا وشاذا حتى لوكان حقيقة" وحدث لما قرب ان يدخل مصر قال لساراى امرأته"انى علمت انك امرأة حسنة المنظر" فيكون اذا رآك المصريون انهم يقولون : هذه امراته فيقتلوننى ويستبقونك." قولى انك أختى ليكون لى خير بسببك وتحيا نفسى من اجلك ." تك12: 11-13‘وهي بالفعل اخته غير شقيقته‘  وهذا ماحدث رآها المصريون انها امرأة جميلة واخبروا فرعون الذى ضمها لحاشيته وسراريه ‘ وفى كل ذلك لم تنطق سراى بأى كلمة اعتراض ‘ وكأن لسان حالها يقول أنها مؤمنة بان إله ابرام سينقذها من هذه الورطة فى الوقت المناسب ‘ وحدث  كما هو إيمانها‘ وكقول الكتاب" فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراى امرأة ابرام."فقال فرعون لابرام هوذا امراتك خذها واذهب.



ساراى وهاجر المصرية

عندما قال ابرام للرب " انك لم تعطنى نسلا وهوذا ابن بيتى وارث لى. فاذا كلام الرب اليه: لا يرثك هذا بل الذى يخرج من احشائك هو يرثك." "فآمن بالرب فحسبه له برا. "تك15: 3-6.وبالقطع ابلغ ابرام امرأته ساراى بوعد الرب بان يكون له ابن من احشاءه ودمه‘ وقد يكون ان ساراى فهمت الامر على انها كبرت على ان تلد له ابنا وان الرب امسكنى عن الولاده‘ وهذا ايضا ايمان ان الرب هو الذى يعطى او يمسك الولاده‘ ففكرت ان تعطى جاريتها المصرية هاجر ليتزجها ابرام وينجب منها ولدا يكون لهما ‘ وهذا كان أمرا شائعا فى ذلك الزمان ‘ ولا غرابة فيه‘ ولكن الجارية تكابرت على ساراى فغضبت على ابرام ومع ان هذا لم يكن له دخل به ‘ ولكنها قالت" يقضى الرب بينى وبينك"وولدت هاجر ابنها وسمي اسماعيل.

ابراهيم ووعود الله

بعد 13 عاما على ولادة اسماعيل ‘ اى عندما كان ابرام ابن 99 سنة ظهر الرب لابرام وقال له : انا الله القدير ( وهذا اسم من اسماء الله) سر امامى وكن كاملا. ووعده الله ان يكون ابا لجمهور من الأمم ولا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم ‘ وايضا اعطى عهدا بين الرب ونسل ابراهيم بالختان لكل ذكر‘ ابن ثمانية ايام يختن ‘ وغير الرب اسم ساراى " كقوله " ساراى امرأتك لا تدعو اسمها ساراى بل اسمها سارة .(اسم ساراى معناه – أميرتى – واسم سارة معناه أميرة ‘ وكأن الرب يقول لم تعد لك فقط أميرتك بل تكون أميرة لكل المؤمنين‘ كما صار ابرام ابراهيم اى ابا لجمهور كثير )‘  واباركها واعطيك ايضا منها ابنا اباركها فتكون امما وملوك شعوب منها يكونون.وكانت سارة وقتها بنت 90 سنة ‘ فلما تعجب ابراهيم وظن انه يخبرة بابنه اسماعيل قال له الرب" بل سارة امراتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق .واقيم عهدى معه عهدا ابديا لنسله من بعده.

سارة تسمع صوت الله

عند ظهور الرب لإبراهيم عند بلوطات ممرا ‘ وبعد اسضافته للثلاث رجال وبكل كرم الضيافة ‘ فوجئ ابراهيم بسؤالهم عن سارة" وقالوا له " اين سارة امرأتك فقال هاهى فى الخيمة " فقال "انى ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن" وكانت سارة سامعه فى باب الخيمةوهو وراءه‘ فضحكت سارة فى باطنها قائلة: افبالحقيقة الد وانا قد شخت؟ فقال الرب لابراهيم " لماذا ضحكت سارة ؟ هل يستحيل على الرب شئ؟ ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن" فانكرت سارة قائلة" لم اضحك – لأنها خافت- فقال " بل ضحكت". كانت سارة موضع اهتمام الرب فباركها واعطاها اسم جديد ووعدها بابن يسمى اسحق. وكما قال الوحى الإلهى" وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم‘ فحبلت سارة وولدت لابراهيم ابنا فى شيخوختها فى الوقت  الذى تكلم الله عنه. وايضا الرب يساند سارة فى نقاشها مع ابراهيم حول ابنها اسحق وابن الجارية ‘لأنها قالت لأن ابن الجاية لا يرث مع ابنى اسحق ‘ فقبح الكلام جدا فى عينى ابراهيم لسبب ابنه ‘ فقال الله لابراهيم " لا يقبح فى عينيك من اجل الغلام ومن اجل جاريتك ‘ فى كل ماتقول لك سارة اسمع لقولها لانه باسحق يدعى لك نسل."تك 21" وكان هذا ضمن تدبيرات الله لخلاص البشر فى ملء الزمان

وكانت حياة سارة 127 سنة سني حياة سارة‘ وماتت فى قرية اربع التى هى حبرون فى ارض كنعان ‘ فاتى ابراهيم ليندب سارة ويبكى عليها. وبعد ذلك دفن ابراهيم سارة امرأته فى مغارة حقل المكفيله امام ممرا فى حبرون.  وستظل ذكرى سارة أمام كل الأجيال حقيقة واقعية عن أمرأة فاضلة آمنت بربها وأطاعت زوجها فباركها الله وأعطاها ابنا  وجعلها امما وملوك لشعوب كثيرة ‘ فوجب اسمها ام المؤمنين. وابنها اسحق ابن الموعد‘  لأن من نسلها اسحق يأتى المخلص الموعود به. أمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق