تذكية إبراهيم الخليل/ نسيم عبيد عوض

آمن إبراهيم بوعود الرب المستقبلية له وكقول الكتاب " فآمن بالرب فحسبه له برا"تك15: 6‘ وقطع الرب ميثاقا مع إبراهيم ووعده بابن الموعد اسحق الذى من نسله تتبارك جميع قبائل الأمم( المسيح)‘ وأصبحت مكانة ابراهيم عند الرب عظيمة  جدا حتى انه يقول عنه " هل أخفى عن ابراهيم ما انا فاعله" ؟(تك18: 17و18‘ وابراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع قبائل الارض‘ وسمح الرب لإبراهيم ان يتشفع عنده عن أهل سدوم وعمورة من أجل لوط ابن أخيه ‘ وسمح له يدالته عنده ان يقول للرب" أفتهلك  المكان ولا تصفع عنه ...‘ حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار مع الاثيم ‘ أديان كل الارض لا يصنع عدلا"تك18: 33-35‘ وقد عاد ابراهيم وقال " انى شرعت أكلم المولى وانا تراب ورماد ‘ وظل ابراهيم قائما امام الرب يتشفع والرب يسمع له ويجاوبه ‘ هكذا كانت لإبراهيم دالة عند المولى فاستحق ان يسمى خليل الله.

الإمتحان القاسى

ولكى يتذكى ابراهيم امام الله ويثبت فى الإيمان بقوة نهائية ‘ حدث ان الله امتحن ابراهيم امتحانا صعبا لا يستطيع بشر اجتيازه ‘ قال له الرب " خذ ابنك وحيدك الذى تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذى أقول لك."تك22: 1 ‘ ولا يستطيع بشر وصف مشاعر ورد فعل واحاسيس ابراهيم فى تلك اللحظة ‘ ولكن الوحى الإلهى يقول لنا" فبكر ابراهيم صباحا وشد على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطبا لمحرقة وقام وذهب الى الموضع الذى قال له الله."تك22: 2 ‘ ولذلك يقسم الله بذاته لإبراهيم ويجدد العهد معه بكل قوة " بذاتى أقسمت يقول الرب . انى من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك . اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذى على شاطئ البحر.ويرث نسلك باب اعدائه .ويتبارك فى نسلك جميع أمم الارض من أجل انك سمعت قولى." تك22: 15-18.

بدأ تكوين شعب بني اسرائيل

وشاخ ابراهيم وتقدم فى الايام كقول الكتاب (تك24: 1)‘ وارسل وأخذ رفقة بنت بتوئيل الارامى ابن ناحور أخ ابراهيم زوجة لإبن الموعد اسحق وهو فى الاربعين من عمره   ‘ وقد تزوج ابراهيم قطورة فولدت له زمران ويقشان ومدان ويشباق وشوحا ‘ وهؤلاء الخمسة هم آباء جميع القبائل الموجودة فى شرق الاردن وشمال الجزيرة العربية وسيناء ‘ وعاش ابراهيم 175سنة ‘ وقد اهتم الوحي الإلهى ان يقول عن ابراهيم "واسلم الروح ومات بشيبة صالحة شيخا وشبعان أياما وانضم الى قوله."تك 25: 8 وولد لإسحق عيسو ويعقوب ‘ ومن يعقوب جاء شعب بنى إسرائيل.

ظهور الرب ليعقوب

بارك اسحق ابنه يعقوب قبل ان يرسله الى فدان ارام عند بتوئيل ابى أمه ‘ وباركه مباركة خاصة ‘ " والله القدير يباركك ويجعلك مثمرا ويكثرك فتكون جمهورا من الشعوب. ويعطيك بركة ابراهيم لك ولنسلك معك . لترث الارض ارض غربتك التى اعطاها الله لإبراهيم.تك28: 3و4. فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران ‘ وصادف مكانا وبات هناك‘ واخذ حجرا ووضعه تحت رأسه ونام‘ "ورأى حلما  وإذا سلم منصوبة على الارض وراسها يمس السماء.وهوذا ملائكة الله ضاعده ونازله عليه. وهوذا الرب واقف عليها فقال انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحق . الارض التى انت مضطجع عليها اعطيها لك ولنسلك."وها انا معك واحفظك حيثما تذهب واردك الى هذه الارض . لانى لا اتركك حتى أفعل ما كلمتك به.تك28: 10-15. ودعا يعقوب اسم المكان بيت إيل أى بيت الله.

أسباط بنى اسرائل الأثنى عشر

تزوج يعقوب من بنات لابان خاله فأخذ "ليئة" وانجب منها رأوبين وشمعون ولاوى ويهوذا ويساكر وزبولون ‘ ومن جاريتها زلفة انجب جاد واشير‘ ومن جارية راحيل أنجب دان ونفتالى ‘ ومن راحيل أنجب يوسف وبنيامين ‘هؤلاء هم الأسباط الأثنى عشر الذى من نسلهم تكون شعب بنى إسرائيل ‘ وكقول الكتاب دخل يعقوب مصر ومعه 75 فردا وخرج منها بعد 430 سنة وعددهم يفوق  ال 600 ألف ماشيا فقط ‘ وقال عنهم الله يكونون لى شعبا وأكون لهم إلها. وهكذا كانت هذه بداية رحلة الله مع شعبة ليقيم تدبيراته الإلهية لخلاص البشرية ‘ وهذا أخذ طريقا طويلا ‘ فأظهر الرب الرموز لإبراهيم وليعقوب حفيدة‘ فظهر السيد المسيح جليا فى حياة القطبين الكبيرين.

الرمز والمرموز له

1- فى حلم يعقوب رأى سلما منصوبة على الارض وراسها يمس السماء .وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها وهوذا الرب واقف عليها..ويجيئ الرب يسوع المسيح ويقول لنثنائيل " هل آمنت لانى قلت لك انى رأيتك تحت التينة . سوف ترى اعظم من هذا . وقال له الحق الحق اقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان ."يو1: 50و 51. فكان هو الرب الواقف على رأس السلم وهو السلم ذاته بإعتباره ابن البشر الذى تصعد وتنزل عليه ملائكة السماء‘ والتى رآها يعقوب ليعلن له ان السماء ستتصالح مع الارض ويتحقق الفداء والخلاص للبشر.وكقوله لنيقيديموس" ليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الانسان الذى هو فى السماء."يو3: 13.

2- فى ظهور الله لإبراهيم ضمن ثلاثة ملائكة وقبوله استضافة إبراهيم وأكله وشربه ‘ كان رمزا لتجسده الإلهى ‘ ففى ملء الزمان يرسل الله ابنه مولودا من امرأه ليفدى الخليقة ويعتقها من عبودية إبليس. أيضا يقول الرب يسوع المسيح لليهود " "ابوكم ابراهيم تهلل ان يرى يومى فرأى وفرح" يو8: 56 ‘ لأنه كان المرموز له باسحق وبالكبش الذى قدمة الله محرقة ليخلص العالم من خطاياهم ويعيد لهم صورة الله ومثاله ويجدد الخليقة. ثم يعلن الرب بكل دقة  " قبل ان يكون ابراهيم انا كائن."يو8: 58.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق