المصدر: النهار
قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال خطبة عيد الاضحى في مسجد محمد الامين "الا تخشون أيها اللبنانيون ان يحدث عندنا ما حدث ويحدث في بعض دول الجوار، في ظل ضيق الآفاق وانسداداتها، إننا ومن باب حرصنا على وطننا لبنان ندعو إلى اعتماد قواعد اساسية ثابتة لحل القضايا العالقة في لبنان والتي ينوء بها كاهل الوطن، الحلول لا يمكن ان تحصل إلا من خلال الدستور، فلا حلول إلا بالحوار والتوافق في ظل المؤسسات القائمة والواجب الأول الاقدام على انتخاب رئيس للجمهورية من ضمن الروح التوافقية والانفتاح والوطنية لأن الرئيس رمز وحدة البلاد ولن يستقيم الوضع إلا بوجوده وفعاليته، وهذه الرغبة في ملء الفراغ هي رغبة عربية ودولية وقبل كل ذلك حاجة وضرورة وطنية لن تستقيم أمور بلدنا إلا بالحوار والتلاقي وعودة الثقة بيننا والابتعاد عن الخطابات النارية التي تؤثر على مجتمعنا".
واضاف "علينا ان لا نظلم الحكومة وان نقف إلى جانبها وندعمها في الظروف الصعبة وان نعد إلى رشدنا كي يبقى الوطن وتبقى الدولة".
في سياق اخر، اشار الى انه "منذ قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين بدأ الاستيلاء وبدأ التهجير والاخراج من الديار وها هم الصهاينة يضطهدوننا في ديننا فقد قاسمونا على المسجد الابراهيمي في الخليل وها هم يريدون هدم الأقصى"، معتبرا ان "العربي المسلم لا يستطيع بحكم الكرامة الانسانية ان يسلم لعصابات المتطرفين مساجده وأرضه وعلى رأس المقدسات المسجد الأقصى".
وتوجه الى المسلمين بالقول:"لا يضاهي الفرحة بأداء الفريضة إلا الاحساس بالمسؤوليات الكبار التي يضعها الدين وتضعها الأمة على عواتقنا وفي عقولنا وقلوبنا وعزائمنا وأولى تلك المسؤوليات في هذه الظروف الصعبة على الأمة والدين الانتباه والالتفات إلى ما يصيب القدس وفلسطين على ايدي الصهاينة مرة يريدون هدم المسجد الأقصى واحراقه ليقيموا الهيكل المزعوم مكانه ومرة يريدون تقاسمه مع المسلمين بالقوة والاغتصاب والارهاب والقهر والاذلال".
واشار الى انه "ظل يقال لنا ان الصراع مع اسرائيل هو صراع على الأرض وكانت النصائح منها "لا تدخلوا الدين في صراعكم مع اسرائيل ليظل حل النزاع ممكنا"، لكن ها هم الصهاينة يبادرون إلى حل الصراع صراعا دينيا ويقولون انهم يريدون فلسطين وطنا ودولة لليهود ويقولون انهم يريدون هدم الأقصى من أجل البحث عن الهيكل المزعوم، لكن تبقى الأرض عزيزة وعلى ماذا يعيش الناس ويموتون إلا على الاوطان والاديان".
ولفت الى إن الشعب الفلسطيني ينزف ويقتل منذ الثلاثينيات من القرن العشرين وقد تهجر الملايين وقتل أكثر من نصف مليون وتهدمت مساجد وكنائس كثيرة، متسائلا:"أين حق الدفاع الذي تحدث عنه القرآن في سورة الحج؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق