زوجة السعودي رائف بدوي: عملية الجلد تستأنف قريبا
زوجة بدوي طلبت من الملك السعودي العفو عن زوجها وترحيله إلى كندا
بي بي سي
أفادت زوجة المدون السعودي، رائف بدوي، المحكوم عليه بألف جلدة و10 أعوام سجنا، بأن السلطات ستستأنف قريبا جلد زوجها.
ونقلت إنصاف حيدر، المقيمة في كندا، عن "مصادر عليمة"، قولها إن السلطات أعطت الضوء الأخضر لاستئناف جلد رائف.
وكتبت إنصاف على موقع مخصص لقضية زوجها: "الجلد سيستأنف قريبا"، في السجن الذي هو فيه.
وقد ثارت حملة استنكار عبر العالم بعد الحكم على بدوي بألف جلدة و10 أعوام سجنا، بعد إدانته بتهمة إهانته الإسلام، وهو الحكم الذي أيدته المحكمة العليا السعودية هذا العام.
وقد جلد بدوي خمسين جلدة خارج مسجد في مدينة جدة، في يناير/ كانون الثاني، ولكن تم تأجيل بقية العقوبة لوقت لاحق.
وقد أسس بدوي شبكة "الليبراليون السعوديون"، واعتقل في يونيو/ حزيران 2012، وفق قانون الجرائم الالكترونية، وأمر قاض بإغلاق الموقع، بعدما انتقد "هيئة الأمر بالمعروف" في السعودية.
وأعلنت الشبكة أيضا "يوما لليبرالية"، ودعت إلى إنهاء تأثير الدين على الحياة العامة.
وقالت إنصاف إنه من غير الواضح سبب قرار استئناف الجلد الآن.
وتوجهت إلى ملك السعودية بطلب "العفو عن زوجي وإنهاء معاناته"، والسماح بترحيله إلى كندا.
ودعت رئيس وزراء كندا الجديد، جاستين ترودو، إلى تبني قضية زوجها وتمكينه من وثائق سفر لدخول البلاد.
وكان المسؤولون في مقاطعة كيبيك رحبوا بمجئ بدوي.
سورة البقرة.. الآية 90/ عبدالله بدر اسكندر
الأصول التي تقوم عليها العقيدة الإيمانية لا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بشخص النبي أو نسبه أو ما يلحق تلك التعريفات من مميزات خارجة عن المقتضيات المصاحبة للمعارف اليقينية التي يتوجب على الناس الأخذ بها، وأنت خبير بأن هذه القياسات لا تعدو كونها اجتهادات تقليدية لا يمكن الركون إليها أو الاطمئنان بها وهذا ما جعل الصفات السلبية لدى أهل الكتاب وكفار قريش تنحو بنفس الاتجاه، والدليل على ذلك هو اعتقادهم المشترك في إظهار أهمية وعظمة الشخص المرسَل إليه بغض النظر عن الاختيار الإلهي وما يترتب عليه من حكمة لا يعلمها إلا هو جل شأنه ولذلك نرى أن المشركين كانوا أقرب إلى هذا الاعتقاد، وقد أشار سبحانه إلى هذا المعنى حكاية عنهم بقوله: (وقالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) الزخرف 31. ولا يخفى على ذوي البصائر أن قولهم هذا يدل على إخلادهم إلى الأرض ومغرياتها وما يلحق ذلك من اهتمام بشخص النبي وما يتمتع به من مزايا دنيوية كالمال والجاه وما إلى ذلك من المقامات الرفيعة التي يظنون أنها الطريق الأسلم لإيجاد الكمال سواء في الدنيا أو الآخرة، أما إذا كان النبي لا يملك المقومات المشار إليها فإنه لا يستحق القيام بمهمة الوحي، ولهذا عقب الله تعالى على ما كانوا يعتقدون بقوله: (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون) الزخرف 32. أي إن كانوا لا يستطيعون تقسيم المعيشة بينهم فكيف يريدون أن يقسموا ما هو أعلى منزلة منها وهو اختيار النبي الذي يعد من آثار رحمته سبحانه.
فإن قيل: كيف ينسب الله تعالى تقسيم المعيشة إليه ونحن نعلم أن ذلك يرجع إلى جهد الإنسان وسعيه؟ أقول: يظهر من اختلاف الأرزاق أن الأصل في التقسيم عائد إلى حكمة الله تعالى، وما سعي الإنسان وجهده إلا أحد الأسباب المؤدية إلى الحصول على الرزق دون العلة الكاملة التي يريد تعالى من خلالها جلب المنفعة للناس وهذا ما يفهم من الآية آنفة الذكر التي بينت أن هناك فروقات معيشية ترفع بعض الناس فوق بعض لأجل أن يكون بعضهم مسخراً لبعض، وإلا لم تستقم الحياة على الصورة المرادة منها، ومن هنا تظهر النكتة في قوله تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير) الشورى 27. وختام الآية فيه إشارة إلى أمر مطلق يدلل على وضع الشيء في موضعه، وكما تعلم فإن الرسالة هي إحدى مصاديق هذا المفهوم العظيم ويعضد هذا المعنى بقوله: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى) طه 13. وكذا قوله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون) القصص 68. ويظهر من آية سورة القصص أن تدخل الإنسان في الاختيار الإلهي يعد من الشرك ولذلك نزه تعالى نفسه عن اختيارهم باعتبار أن هذا الاختيار التكويني ترجع أسبابه إليه سبحانه إلا أن الإنسان يجهل كثيراً من متعلقاته، وهذا المعنى ينطبق تمام الانطباق على بني إسرائيل الذين أرادوا أن يكون اختيار شخص النبي موافقاً لرغباتهم الزائلة ما جعل حسدهم يكبر ويأخذ بعداً واسعاً وذلك بسبب تفكيرهم الذي لا يتناسب مع القيم الإنسانية أو الأحكام الموحى بها من السماء.
من هنا يظهر أن الله تعالى قد سجل عليهم هذه النزعات وبين لهم الطريق الموصل للإيمان والذي لا يرتبط بشخص النبي أو قوميته وإنما يرجع الأمر في ذلك إليه سبحانه، وهذا ما يفهم من قوله تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا) البقرة 91. وكما ترى فإن الغرض المراد من الآية يتعلق بالوحي دون الموحى إليه، وبناءً على ما تقدم نعلم أن تقييد الوحي وخضوعه للانتماء الشخصي لا يعد إلا تحكماً بأمر الله تعالى، وهذا يجعلنا على يقين بأن مقام النبي يسمو بالوحي دون شخصه، مع ملاحظة أن الاختيار الإلهي لم يكن عبثياً "وقد أشرنا إلى ذلك أكثر من مرة في كتابنا هذا" وكما أسلفنا فإن قياسات أهل الكتاب لا تثبت أمام الحقائق التي بينها تعالى لهم وألزمهم بها، وسيمر عليك هذا المعنى في تفسير آية البحث.
وقفة مع آية البحث:
قوله تعالى: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين) البقرة 90. (بئس) من الأفعال الجامدة كأختها (نعم) والأولى تدل على الذم والثانية على المدح والأصل فيهما المبالغة، وبناءً على هذا يكون المعنى بئس الشيء الذي باعوا به أنفسهم لأن الشراء والاشتراء بمعنى البيع، وإن فرق بعضهم في دلالة كل لفظ منهما إلا أن المعنى لا يخرج عن العوض سواء بالمال أو بغيره، ثم فسر تعالى ذلك الشيء الذي باعوا به أنفسهم بالكفر بما أنزل سبحانه أي القرآن الكريم. وقوله تعالى: (بغياً) معناه طلباً وفسر بالحسد أي حسداً لما أنزل الله تعالى على نبي ليس من قومهم، ولذلك ختم تعالى الآية بقوله: (فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين) وهذه الخاتمة كالنتيجة لما صدر عنهم من فعل أدى بهم إلى بيع أنفسهم ليأخذوا عوضاً يؤول بهم إلى الهلاك.
وللمفسرين في معنى قوله تعالى: (غضب على غضب) آراء كثيرة تكاد تكون متقاربة أذكر منها:
أولاً: الغضب الأول: حين قالوا: (يد الله مغلولة) المائدة 64. والثاني: تكذيبهم النبي والقرآن.
ثانياً: الغضب الأول: لاتخاذهم العجل، والثاني: لكفرهم بالنبي (ص) وما جاء به من عند الله تعالى.
ثالثاً: الغضب الأول: تكذيبهم رسول الله، والثاني: عداوتهم لجبريل.
رابعاً: الغضب الأول: تكذيبهم عيسى والإنجيل، والثاني: تكذيبهم محمد والقرآن.
خامساً: الغضب الأول: بسبب الكفر والحسد، والثاني: كفرهم بمحمد وعيسى.
سادساً: الغضب الأول: تبديلهم التوراة وتحريفها، والثاني: تكذيبهم الأنبياء وقتلهم.
وعندي: أن معنى قوله تعالى: (فباؤوا بغضب على غضب) من آية البحث. لا يراد منه ما ذكر في الآراء الآنفة وإنما يراد منه المبالغة في الغضب، كما في قوله تعالى: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) البقرة 61. وكما ترى فإن الآية جامعة لكثير من صفاتهم، من الكفر بآيات الله وقتل النبيين بغير الحق إضافة إلى العصيان الصادر منهم وما لحق به من اعتداء بغير تقييد، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم... صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فاتحة الكتاب 6- 7. وذهب الجمهور إلى أن المغضوب عليهم هم اليهود.
ودليلنا على المبالغة في الغضب يرجع إلى ما يقابله من المبالغة التي ذكرها سبحانه في إشارته للنور، وذلك في قوله: (نور على نور) النور 35. أي مبالغة في عظمة النور، وكذا قوله تعالى: (ظلمات بعضها فوق بعض) النور 40. أي مبالغة في الظلمات.
ومنه قول أبي الطيب المتنبي:
أرق على أرق ومثلي يأرق... وجوًى يزيد وعبرة تترقرق
من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
فإن قيل: كيف ينسب الله تعالى تقسيم المعيشة إليه ونحن نعلم أن ذلك يرجع إلى جهد الإنسان وسعيه؟ أقول: يظهر من اختلاف الأرزاق أن الأصل في التقسيم عائد إلى حكمة الله تعالى، وما سعي الإنسان وجهده إلا أحد الأسباب المؤدية إلى الحصول على الرزق دون العلة الكاملة التي يريد تعالى من خلالها جلب المنفعة للناس وهذا ما يفهم من الآية آنفة الذكر التي بينت أن هناك فروقات معيشية ترفع بعض الناس فوق بعض لأجل أن يكون بعضهم مسخراً لبعض، وإلا لم تستقم الحياة على الصورة المرادة منها، ومن هنا تظهر النكتة في قوله تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير) الشورى 27. وختام الآية فيه إشارة إلى أمر مطلق يدلل على وضع الشيء في موضعه، وكما تعلم فإن الرسالة هي إحدى مصاديق هذا المفهوم العظيم ويعضد هذا المعنى بقوله: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى) طه 13. وكذا قوله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون) القصص 68. ويظهر من آية سورة القصص أن تدخل الإنسان في الاختيار الإلهي يعد من الشرك ولذلك نزه تعالى نفسه عن اختيارهم باعتبار أن هذا الاختيار التكويني ترجع أسبابه إليه سبحانه إلا أن الإنسان يجهل كثيراً من متعلقاته، وهذا المعنى ينطبق تمام الانطباق على بني إسرائيل الذين أرادوا أن يكون اختيار شخص النبي موافقاً لرغباتهم الزائلة ما جعل حسدهم يكبر ويأخذ بعداً واسعاً وذلك بسبب تفكيرهم الذي لا يتناسب مع القيم الإنسانية أو الأحكام الموحى بها من السماء.
من هنا يظهر أن الله تعالى قد سجل عليهم هذه النزعات وبين لهم الطريق الموصل للإيمان والذي لا يرتبط بشخص النبي أو قوميته وإنما يرجع الأمر في ذلك إليه سبحانه، وهذا ما يفهم من قوله تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا) البقرة 91. وكما ترى فإن الغرض المراد من الآية يتعلق بالوحي دون الموحى إليه، وبناءً على ما تقدم نعلم أن تقييد الوحي وخضوعه للانتماء الشخصي لا يعد إلا تحكماً بأمر الله تعالى، وهذا يجعلنا على يقين بأن مقام النبي يسمو بالوحي دون شخصه، مع ملاحظة أن الاختيار الإلهي لم يكن عبثياً "وقد أشرنا إلى ذلك أكثر من مرة في كتابنا هذا" وكما أسلفنا فإن قياسات أهل الكتاب لا تثبت أمام الحقائق التي بينها تعالى لهم وألزمهم بها، وسيمر عليك هذا المعنى في تفسير آية البحث.
وقفة مع آية البحث:
قوله تعالى: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين) البقرة 90. (بئس) من الأفعال الجامدة كأختها (نعم) والأولى تدل على الذم والثانية على المدح والأصل فيهما المبالغة، وبناءً على هذا يكون المعنى بئس الشيء الذي باعوا به أنفسهم لأن الشراء والاشتراء بمعنى البيع، وإن فرق بعضهم في دلالة كل لفظ منهما إلا أن المعنى لا يخرج عن العوض سواء بالمال أو بغيره، ثم فسر تعالى ذلك الشيء الذي باعوا به أنفسهم بالكفر بما أنزل سبحانه أي القرآن الكريم. وقوله تعالى: (بغياً) معناه طلباً وفسر بالحسد أي حسداً لما أنزل الله تعالى على نبي ليس من قومهم، ولذلك ختم تعالى الآية بقوله: (فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين) وهذه الخاتمة كالنتيجة لما صدر عنهم من فعل أدى بهم إلى بيع أنفسهم ليأخذوا عوضاً يؤول بهم إلى الهلاك.
وللمفسرين في معنى قوله تعالى: (غضب على غضب) آراء كثيرة تكاد تكون متقاربة أذكر منها:
أولاً: الغضب الأول: حين قالوا: (يد الله مغلولة) المائدة 64. والثاني: تكذيبهم النبي والقرآن.
ثانياً: الغضب الأول: لاتخاذهم العجل، والثاني: لكفرهم بالنبي (ص) وما جاء به من عند الله تعالى.
ثالثاً: الغضب الأول: تكذيبهم رسول الله، والثاني: عداوتهم لجبريل.
رابعاً: الغضب الأول: تكذيبهم عيسى والإنجيل، والثاني: تكذيبهم محمد والقرآن.
خامساً: الغضب الأول: بسبب الكفر والحسد، والثاني: كفرهم بمحمد وعيسى.
سادساً: الغضب الأول: تبديلهم التوراة وتحريفها، والثاني: تكذيبهم الأنبياء وقتلهم.
وعندي: أن معنى قوله تعالى: (فباؤوا بغضب على غضب) من آية البحث. لا يراد منه ما ذكر في الآراء الآنفة وإنما يراد منه المبالغة في الغضب، كما في قوله تعالى: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) البقرة 61. وكما ترى فإن الآية جامعة لكثير من صفاتهم، من الكفر بآيات الله وقتل النبيين بغير الحق إضافة إلى العصيان الصادر منهم وما لحق به من اعتداء بغير تقييد، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم... صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فاتحة الكتاب 6- 7. وذهب الجمهور إلى أن المغضوب عليهم هم اليهود.
ودليلنا على المبالغة في الغضب يرجع إلى ما يقابله من المبالغة التي ذكرها سبحانه في إشارته للنور، وذلك في قوله: (نور على نور) النور 35. أي مبالغة في عظمة النور، وكذا قوله تعالى: (ظلمات بعضها فوق بعض) النور 40. أي مبالغة في الظلمات.
ومنه قول أبي الطيب المتنبي:
أرق على أرق ومثلي يأرق... وجوًى يزيد وعبرة تترقرق
من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
هذا رآه يسوع/ نسيم عبيد عوض
نحن اليوم فى الأحد الخامس من الصوم الكبير ونقترب من نهايته ‘ ومع رحلة الصوم الخلاصية التى لها هدف واحد هو حياة التوبة الصادقة ‘نجد قراءات الصوم فى الآحاد السابقة تعبر عن هذا المطلوب منا :
1- التوبة هى كنزنا السماوى ( لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا.مت6: 21)
2- فى حياة التوبة يستهدفنا العدو بالتجارب ‘ وسلاحنا فى المقاومة هو كلمة الله (لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله.مت4: 4)
3- تبدأ التوبة بالرجوع الى النفس مهما شردت وتركت بيتها ‘ وستجد الله يفتح أحضانه ليستقبلها فى فرح وحب وعطايا( لأن ابنى هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد. لو15: 24)
4- الإعتراف بالخطايا هو باب التوبة ‘ وستجد الله يقول لك حسنا لقد قلت بالصدق ‘ وفى التوبة الصادقة كالمعمودية يهبك الرب فيها ماء الحياة الابدية الذى هو الروح القدس ( بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية.يو4: 14)
وفصل إنجيل اليوم عن قصة المخلع أو المفلوج المضطجع عند بركة بيت حسدا ومعناها بيت الرحمة ‘ الذى ولمدة 38 عاما ينتظر إنسانا يلقيه فى الماء متى نزل الملاك وحرك المياه ‘ وهكذا تجسد الله وصار إنسانا مثلنا – ماعدا الخطية- لشفائنا من خطايانا ‘ وإبرائنا من عبودية إبليس‘ ويقول الكتاب " هذا رآه يسوع مضطجعا وعلم ان له زمانا كثيرا فقال له أتريد أن تبرأ." أجابه المريض ياسيد ليس لى إنسان..وهاهو الله المتجسد – الانسان- يقول له" قم. إحمل سريرك وأمش." ويقول الكتاب " فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى."يو5: 6-9.
ولهذه القصة مدلولات كثيرة تتفق ورحلة الصوم ‘ التى هى فترة روحية ثمينة نعيش فيها بكل صدق فى حياة توبة وعبادة روحية لله ‘ نخرج منها بتغيير كامل فى سلوكنا فى هذه الحياة‘ لخلاص نفوسنا ولنكون رائحة ذكية للمسيح الهنا ‘ ولنسأل أنفسنا اليوم – كيف سنجيب الرب على سؤاله" أتريد أن تبرأ؟" وقول الكتاب "وكان هناك إنسان" تعنى أى إنسان منا ‘ فالكلام موجه لنا جميعا اليوم ‘ فنحن قبل مجيئ المخلص – يسوع- كنا جميعا مضطجعين بخطايانا وآثامنا فى فساد وموت روحى ‘ فى إنتظار قدوم المخلص ليشفينا ويردنا الى رتبتنا الاولى وليدخلنا معه فى بيت رحمة الهنا‘ وهذا ماقد حدث لحياتنا المسيحية آمنا وإعتمدنا وولدنا بطبيعة وخلقة جديدة من الماء والروح ‘لنسلك فى جدة الحياة بنعمة وبركة ربنا يسوع المسيح ‘ ومن أجل ذلك فالتأمل فى قصة المخلع تعطينا أنوارا ودلائل ودروسا ترشدنا فى مشوار حياتنا:
ملامح الصليب وفضيلة الصبر
تقول القصة أنه عند باب الضأن بركة يقال لها بركة حسدا أو بيت الرحمة‘ ولعل المعنى واضح أن حمل الله الذى سيرفع خطية العالم هو الضأن أو الذبيح لفداء البشرية ‘ ومهما طال الزمن بخطايانا ولو لمدة 38 سنة فلابد من حمل الصليب ‘ والدخول من باب الضأن لنولد من جديد بدمه الكريم ‘ ونحمل سرير خطاينا الذى كان يحملنا ونمضى فى الحياة مع المسيح ‘ وتعلمنا هذه القصة ان نكتسب فضيلة الصبر فى حياتنا الروحية لأن" الضيق ينشئ صبرا "رو5: 3‘ وكقول الرسول " قدموا فى إيمانكم فضيلة ‘وفى الفضيلة معرفة ‘ وفى المعرفة تعففا ‘ وفى التعفف صبرا ‘ وفى الصبر تقوى.."2بط1: 5و6 ‘ فان إمتحان إيماننا ينشئ صبرا "يع1: 3"‘ وبقول الرب "بصبركم اقتنوا أنفسكم. لو21: 19" وفضيلة الصبر نعمة توهب لنا من الله بالصلاة فى طلبها ‘ ولأنه هو إله الصبر كقول الكتاب "ليعطيكم إله الصبر والتعزية."رو15: 5"‘ وهو الذى يتصف ب"الطويل الروح" فهو الذى يعلمنا " من يصبر الى المنتهى فهذايخلص." مت 10: 22‘ ولعل مثل سمعان الخراز الذى كان مجهولا ولكنه يحيا بصبر فى حياته الروحية ولإيمانه أن صبره عطية الهية ‘ حتى إختارته السماء لنقل جبل المقطم ‘ وكذلك القديس موسى الأسود عندما دخل الإيمان عاش حياة الصبر والتجلد أمام حروب الشيطان حتى إنتصر فى النهاية وأصبح قديسا نتبرك منه اليوم ‘والذين فقدوا هبة الصبر خسروا كثيرا مثلما فعل شاول الملك الذى لم يصبر حتى يأتى صمويل النبى ويقدم الذبيحة فى أوقاتها ‘ فتحمق وقدم هو الذبيحة فرفضة الله وبغته روح رديئ ‘ ولأن عدونا الشيطان لا ييأس أبدا من الوقوع بنا فى فخ الخطية فلابد أن نتحلى بالصبر فى إيماننا القويم ونتمسك به الى المنتهى.
قوة الإرادة
ولأن إرادة أستعادت الحياة بلا خطية هى الإرادة القوية من الانسان وبمعونة الله ذاته ‘ ولكنها متوقفة على توبة الانسان وبراءته من الخطية‘ فالله يسأل "أتريد ان تبرأ ؟" والإجابة ليست أمرا سهلا ‘ فإذا قلت نعم يارب ‘ فالسؤال من ماذا تريد أن تبرأ ‘ مرض الجسد أو مرض الروح ‘ أيضا هل عندى الإرادة القوية على قبول شفاء خطاياى وبالتالى غفرانى لخطايا الغير ‘ الله قد قال عن أولاد أورشليم أنهم رفضوا إرادته فى خلاصهم " ياأورشليم ياأورشليم ..كم مرة أردت ان أجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت أجنحتها ولم تريدوا..مت13: 34"‘ هل سنجيب الرب وننتطوى تحت جناحية ‘ يقول القديس بولس الرسول " فالله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل."أع17: 30‘ فهل لدى الإرادة القوية وقد مرنتها فى فترة الصوم على ضبط النفس ‘ على التوبة ‘ ولنتوخى الدقة أمام الله فى حياتنا الروحية ولنعلم أننا دائما نستحق ونحتاج لمعونة الله ونعمته فى حياتنا‘ ولعل مريض بركة بيت حسدا فى صبره يعطينا مثلا بالا نيأس من رحمة ربنا مهما طال الزمان ‘ فالرب يسوع ترك كل المضطجعين على البركة وجاء يسوع لهذا الرجل لتدهور حالته المرضية وخطاياه الثقيلة ‘ حتى قال له عندما رآه ثانية" هاأنت قد برأت.فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك أشر."يو5: 14. وإرادة الانسان تتمثل فى الإنجذاب نحو الرب يسوع الذى هو النصرة ‘ لأنه فيه ناموس الحياة ‘ كقول الكتاب " لأن ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت .رو8: 2‘ وبفمه الكريم يقول لنا" أتيت ليكون لكم حياة أفضل ‘ وأيضا "ولأخلص ماقد هلك".
هذا رآه يسوع
وعن بقية المضطجعين جاء يسوع لمنتظر الرب منذ 38 سنة ‘ وأما نحن وملكوت الله داخلنا ‘ ونحن هيكل لروح الله القدوس ‘ فهو دائما ينتظر منا التغيير لحياة التوبة الدائمة‘ فنحن فورا نستجيب ‘ نعم يارب أريد أن أبرأ من خطاياى أولا ثم من مرضى الجسدى حسب إرادتك أنت ‘وأتغيرلحياة أفضل ومعك لا أريد شيئا آخر‘ ولأن هذا رآه يسوع فالشفاء له كان عطية وهبة منه ‘ والعطية تحتاج منا للشكر الدائم ‘ فما حياتنا إلا عطية من الله ‘ ولكى نحافظ عليها فيجب ان نلهج فى حياة الحمد والشكر لله دائما . ومع عطية الشفاء الموهوبة لهذا المريض أعطاه الله وصية وهى " لا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر" ‘ وكقول الكتاب "ان وصاياه ليست ثقيلة ‘ فالمعنى واضح "لا تعود تخطئ" لأنه "ان أخطأنا بإختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف.عب10: 26"‘ وإن لم نلتزم بوصية الله سنفقد العطية كما يقول الكتاب" من له يعطى ويزداد اما الذى ليس له فالذى عنده يؤخذ منه."
الرجاء
كان هذا مثلا لنا فى حياة الرجاء ‘ فقد طال الزمان بهذا الرجل وطوال ذلك لم يجد إنسانا يحمله ويرميه فى البركة ‘ ولكنه لم يفقد رجاؤه فى مجيئ المخلص لينقذه ويشفيه‘ وإيماننا المسيحى يثبت فى هذه الثلاثة (الإيمان والرجاء والمحبة ) ‘ والرجاء المسيحى ليس هو الأمل فقط بل إن رجائنا هو المسيح ذاته‘ فلكل حي رجاء ‘ وانسان بدون رجاء لا يستطيع أن يكمل حياته الروحية فى المسيح يسوع‘ لأن الإيمان هو الثقة فيما يرجى ‘ وكقول القداس الإلهى " لأنك أنت هو حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا ورجاءنا كلنا" ‘ فالرجاء ركيزة أساسية فى الإيمان المسيحى ‘ لأنه يخص مستقبل خلاصنا الأبدى ‘ وكقول الكاثيلوكون اليوم من 2بط3 الذى يحدثنا عن رجائنا فى المجيئ الثانى للرب فيقول" يجب ان تكونوا انتم فى سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجيئ يوم الرب." وكما نختم قانون إيماننا كل يوم بصراخنا" وننتظرقيامة الآموات وحياة الدهر الآتى.أمين‘ ولأن الرجاء لا يخزى ‘فلتكون كلمة الله فى إنجيلة دائما فى عقلنا وقلوبنا نلهج فيها ليلا نهار ‘ لأنها هى التى تقوى رجاءنا ‘وتسندنا فى كل ضيقة أو مرض ‘ وكلمته التى هي روح وحياة تبث فينا الرجاء الذى هو مرساة لحياتنا الروحية نحو الأبدية المقدسة.
معرفة الله
يقول الكتاب " أما الذى شفي فلم يكن يعلم من هو..؟ وهذا يعلمنا أن نعرف الله لأنه كما يقول الكتاب " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته .يو17: 3‘ وكقول الرب عن هلاك شعب بنى إسرائيل " هلك شعبى من عدم المعرفة"هو4: 6 ‘ ولأن معرفة الله أساس الإيمان المسيحى ‘ المعرفة القلبية والإختبارية ‘ لأن الرسول يوصينا" ليحل المسيح فى قلوبكم" فلنحرص فى صومنا هذا على معرفة المسيح الإختبارية المعاشة ليس العقلية فقط ‘ فتبعيتنا لإلهنا تتطلب معرفة حقيقية وشخصية وإختبارية بالمسيح يسوع ‘ فهو الذى وهبنا القلوب اللحمية ليسكن فيها‘ يلزمنا ان تكون سيرة حياتنا حسب قوة معرفة الله التى ترشدنا فى عالمنا الذى نعيشه وحتى الأبدية . ونسأل الله دائما أن يفتح عيون قلوبنا لمعرفته كما إستنار المولود أعمى برؤية الله .
ونسأل الرب أن يعطينا فى أيامنا الروحية هذه فضيلة الصبر وإرادة قبول المغفرة وحياة التوبة والثبات فى الإيمان والرجاء والمحبة . هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة. ولإلهنا المجداالدائم . أمين.
1- التوبة هى كنزنا السماوى ( لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا.مت6: 21)
2- فى حياة التوبة يستهدفنا العدو بالتجارب ‘ وسلاحنا فى المقاومة هو كلمة الله (لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله.مت4: 4)
3- تبدأ التوبة بالرجوع الى النفس مهما شردت وتركت بيتها ‘ وستجد الله يفتح أحضانه ليستقبلها فى فرح وحب وعطايا( لأن ابنى هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد. لو15: 24)
4- الإعتراف بالخطايا هو باب التوبة ‘ وستجد الله يقول لك حسنا لقد قلت بالصدق ‘ وفى التوبة الصادقة كالمعمودية يهبك الرب فيها ماء الحياة الابدية الذى هو الروح القدس ( بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية.يو4: 14)
وفصل إنجيل اليوم عن قصة المخلع أو المفلوج المضطجع عند بركة بيت حسدا ومعناها بيت الرحمة ‘ الذى ولمدة 38 عاما ينتظر إنسانا يلقيه فى الماء متى نزل الملاك وحرك المياه ‘ وهكذا تجسد الله وصار إنسانا مثلنا – ماعدا الخطية- لشفائنا من خطايانا ‘ وإبرائنا من عبودية إبليس‘ ويقول الكتاب " هذا رآه يسوع مضطجعا وعلم ان له زمانا كثيرا فقال له أتريد أن تبرأ." أجابه المريض ياسيد ليس لى إنسان..وهاهو الله المتجسد – الانسان- يقول له" قم. إحمل سريرك وأمش." ويقول الكتاب " فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى."يو5: 6-9.
ولهذه القصة مدلولات كثيرة تتفق ورحلة الصوم ‘ التى هى فترة روحية ثمينة نعيش فيها بكل صدق فى حياة توبة وعبادة روحية لله ‘ نخرج منها بتغيير كامل فى سلوكنا فى هذه الحياة‘ لخلاص نفوسنا ولنكون رائحة ذكية للمسيح الهنا ‘ ولنسأل أنفسنا اليوم – كيف سنجيب الرب على سؤاله" أتريد أن تبرأ؟" وقول الكتاب "وكان هناك إنسان" تعنى أى إنسان منا ‘ فالكلام موجه لنا جميعا اليوم ‘ فنحن قبل مجيئ المخلص – يسوع- كنا جميعا مضطجعين بخطايانا وآثامنا فى فساد وموت روحى ‘ فى إنتظار قدوم المخلص ليشفينا ويردنا الى رتبتنا الاولى وليدخلنا معه فى بيت رحمة الهنا‘ وهذا ماقد حدث لحياتنا المسيحية آمنا وإعتمدنا وولدنا بطبيعة وخلقة جديدة من الماء والروح ‘لنسلك فى جدة الحياة بنعمة وبركة ربنا يسوع المسيح ‘ ومن أجل ذلك فالتأمل فى قصة المخلع تعطينا أنوارا ودلائل ودروسا ترشدنا فى مشوار حياتنا:
ملامح الصليب وفضيلة الصبر
تقول القصة أنه عند باب الضأن بركة يقال لها بركة حسدا أو بيت الرحمة‘ ولعل المعنى واضح أن حمل الله الذى سيرفع خطية العالم هو الضأن أو الذبيح لفداء البشرية ‘ ومهما طال الزمن بخطايانا ولو لمدة 38 سنة فلابد من حمل الصليب ‘ والدخول من باب الضأن لنولد من جديد بدمه الكريم ‘ ونحمل سرير خطاينا الذى كان يحملنا ونمضى فى الحياة مع المسيح ‘ وتعلمنا هذه القصة ان نكتسب فضيلة الصبر فى حياتنا الروحية لأن" الضيق ينشئ صبرا "رو5: 3‘ وكقول الرسول " قدموا فى إيمانكم فضيلة ‘وفى الفضيلة معرفة ‘ وفى المعرفة تعففا ‘ وفى التعفف صبرا ‘ وفى الصبر تقوى.."2بط1: 5و6 ‘ فان إمتحان إيماننا ينشئ صبرا "يع1: 3"‘ وبقول الرب "بصبركم اقتنوا أنفسكم. لو21: 19" وفضيلة الصبر نعمة توهب لنا من الله بالصلاة فى طلبها ‘ ولأنه هو إله الصبر كقول الكتاب "ليعطيكم إله الصبر والتعزية."رو15: 5"‘ وهو الذى يتصف ب"الطويل الروح" فهو الذى يعلمنا " من يصبر الى المنتهى فهذايخلص." مت 10: 22‘ ولعل مثل سمعان الخراز الذى كان مجهولا ولكنه يحيا بصبر فى حياته الروحية ولإيمانه أن صبره عطية الهية ‘ حتى إختارته السماء لنقل جبل المقطم ‘ وكذلك القديس موسى الأسود عندما دخل الإيمان عاش حياة الصبر والتجلد أمام حروب الشيطان حتى إنتصر فى النهاية وأصبح قديسا نتبرك منه اليوم ‘والذين فقدوا هبة الصبر خسروا كثيرا مثلما فعل شاول الملك الذى لم يصبر حتى يأتى صمويل النبى ويقدم الذبيحة فى أوقاتها ‘ فتحمق وقدم هو الذبيحة فرفضة الله وبغته روح رديئ ‘ ولأن عدونا الشيطان لا ييأس أبدا من الوقوع بنا فى فخ الخطية فلابد أن نتحلى بالصبر فى إيماننا القويم ونتمسك به الى المنتهى.
قوة الإرادة
ولأن إرادة أستعادت الحياة بلا خطية هى الإرادة القوية من الانسان وبمعونة الله ذاته ‘ ولكنها متوقفة على توبة الانسان وبراءته من الخطية‘ فالله يسأل "أتريد ان تبرأ ؟" والإجابة ليست أمرا سهلا ‘ فإذا قلت نعم يارب ‘ فالسؤال من ماذا تريد أن تبرأ ‘ مرض الجسد أو مرض الروح ‘ أيضا هل عندى الإرادة القوية على قبول شفاء خطاياى وبالتالى غفرانى لخطايا الغير ‘ الله قد قال عن أولاد أورشليم أنهم رفضوا إرادته فى خلاصهم " ياأورشليم ياأورشليم ..كم مرة أردت ان أجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت أجنحتها ولم تريدوا..مت13: 34"‘ هل سنجيب الرب وننتطوى تحت جناحية ‘ يقول القديس بولس الرسول " فالله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل."أع17: 30‘ فهل لدى الإرادة القوية وقد مرنتها فى فترة الصوم على ضبط النفس ‘ على التوبة ‘ ولنتوخى الدقة أمام الله فى حياتنا الروحية ولنعلم أننا دائما نستحق ونحتاج لمعونة الله ونعمته فى حياتنا‘ ولعل مريض بركة بيت حسدا فى صبره يعطينا مثلا بالا نيأس من رحمة ربنا مهما طال الزمان ‘ فالرب يسوع ترك كل المضطجعين على البركة وجاء يسوع لهذا الرجل لتدهور حالته المرضية وخطاياه الثقيلة ‘ حتى قال له عندما رآه ثانية" هاأنت قد برأت.فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك أشر."يو5: 14. وإرادة الانسان تتمثل فى الإنجذاب نحو الرب يسوع الذى هو النصرة ‘ لأنه فيه ناموس الحياة ‘ كقول الكتاب " لأن ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت .رو8: 2‘ وبفمه الكريم يقول لنا" أتيت ليكون لكم حياة أفضل ‘ وأيضا "ولأخلص ماقد هلك".
هذا رآه يسوع
وعن بقية المضطجعين جاء يسوع لمنتظر الرب منذ 38 سنة ‘ وأما نحن وملكوت الله داخلنا ‘ ونحن هيكل لروح الله القدوس ‘ فهو دائما ينتظر منا التغيير لحياة التوبة الدائمة‘ فنحن فورا نستجيب ‘ نعم يارب أريد أن أبرأ من خطاياى أولا ثم من مرضى الجسدى حسب إرادتك أنت ‘وأتغيرلحياة أفضل ومعك لا أريد شيئا آخر‘ ولأن هذا رآه يسوع فالشفاء له كان عطية وهبة منه ‘ والعطية تحتاج منا للشكر الدائم ‘ فما حياتنا إلا عطية من الله ‘ ولكى نحافظ عليها فيجب ان نلهج فى حياة الحمد والشكر لله دائما . ومع عطية الشفاء الموهوبة لهذا المريض أعطاه الله وصية وهى " لا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر" ‘ وكقول الكتاب "ان وصاياه ليست ثقيلة ‘ فالمعنى واضح "لا تعود تخطئ" لأنه "ان أخطأنا بإختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف.عب10: 26"‘ وإن لم نلتزم بوصية الله سنفقد العطية كما يقول الكتاب" من له يعطى ويزداد اما الذى ليس له فالذى عنده يؤخذ منه."
الرجاء
كان هذا مثلا لنا فى حياة الرجاء ‘ فقد طال الزمان بهذا الرجل وطوال ذلك لم يجد إنسانا يحمله ويرميه فى البركة ‘ ولكنه لم يفقد رجاؤه فى مجيئ المخلص لينقذه ويشفيه‘ وإيماننا المسيحى يثبت فى هذه الثلاثة (الإيمان والرجاء والمحبة ) ‘ والرجاء المسيحى ليس هو الأمل فقط بل إن رجائنا هو المسيح ذاته‘ فلكل حي رجاء ‘ وانسان بدون رجاء لا يستطيع أن يكمل حياته الروحية فى المسيح يسوع‘ لأن الإيمان هو الثقة فيما يرجى ‘ وكقول القداس الإلهى " لأنك أنت هو حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا ورجاءنا كلنا" ‘ فالرجاء ركيزة أساسية فى الإيمان المسيحى ‘ لأنه يخص مستقبل خلاصنا الأبدى ‘ وكقول الكاثيلوكون اليوم من 2بط3 الذى يحدثنا عن رجائنا فى المجيئ الثانى للرب فيقول" يجب ان تكونوا انتم فى سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجيئ يوم الرب." وكما نختم قانون إيماننا كل يوم بصراخنا" وننتظرقيامة الآموات وحياة الدهر الآتى.أمين‘ ولأن الرجاء لا يخزى ‘فلتكون كلمة الله فى إنجيلة دائما فى عقلنا وقلوبنا نلهج فيها ليلا نهار ‘ لأنها هى التى تقوى رجاءنا ‘وتسندنا فى كل ضيقة أو مرض ‘ وكلمته التى هي روح وحياة تبث فينا الرجاء الذى هو مرساة لحياتنا الروحية نحو الأبدية المقدسة.
معرفة الله
يقول الكتاب " أما الذى شفي فلم يكن يعلم من هو..؟ وهذا يعلمنا أن نعرف الله لأنه كما يقول الكتاب " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته .يو17: 3‘ وكقول الرب عن هلاك شعب بنى إسرائيل " هلك شعبى من عدم المعرفة"هو4: 6 ‘ ولأن معرفة الله أساس الإيمان المسيحى ‘ المعرفة القلبية والإختبارية ‘ لأن الرسول يوصينا" ليحل المسيح فى قلوبكم" فلنحرص فى صومنا هذا على معرفة المسيح الإختبارية المعاشة ليس العقلية فقط ‘ فتبعيتنا لإلهنا تتطلب معرفة حقيقية وشخصية وإختبارية بالمسيح يسوع ‘ فهو الذى وهبنا القلوب اللحمية ليسكن فيها‘ يلزمنا ان تكون سيرة حياتنا حسب قوة معرفة الله التى ترشدنا فى عالمنا الذى نعيشه وحتى الأبدية . ونسأل الله دائما أن يفتح عيون قلوبنا لمعرفته كما إستنار المولود أعمى برؤية الله .
ونسأل الرب أن يعطينا فى أيامنا الروحية هذه فضيلة الصبر وإرادة قبول المغفرة وحياة التوبة والثبات فى الإيمان والرجاء والمحبة . هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة. ولإلهنا المجداالدائم . أمين.
سورة البقرة من الآية 79 إلى الآية 82/ عبدالله بدر اسكندر
الأسباب الداعية إلى إنزال الكلام منزلة المقدس ترجع إلى الحجج التي تثار من قبل أصحاب الشأن الذين وجدوا أنفسهم في المكانة الرفيعة دون وجه شرعي أو استحقاق فعلي لما هم فيه من خصوصيات بعيدة عن الأحكام المشرعة من الحق سبحانه أو القانون الوضعي، ولذلك فقد تظهر النتائج أو العوامل المساعدة لاستمرار هؤلاء في نهجهم على غير المألوف، ومن هنا فقد تصاب المجتمعات بالغفلة تلو الأخرى إذا ما قيست تلك النتائج إلى ما يملى على ضعاف الناس من قوانين حافظة لحقوقهم، وأنت خبير بأن فقرات هذه القوانين لا تخرج عن كونها بيانات عرضية لا يطالها التطبيق وذلك نظراً لوجود الأرضية المناسبة التي كان يطمح إليها أولئك العلماء أو الطغاة الذين أصبح لديهم نفوذاً لا مثيل له وقدرة لا حدود لها في تجريد الناس من جميع مستحقاتهم مع نسبة ذلك إلى الله تعالى دون مراعاة لحرماته، ولهذا تجد لأفعالهم الحظ الوافر في التصديق عند بثها في نفوس العامة من الناس الذين لا يسعهم التحقق من صحة ما عرض عليهم جراء البيان اللفظي الذي لا يستند إلى دليل من الواقع المعاش أو الكلام الذي يجدونه مكتوباً بطريقة لا تقبل اللبس الذي اعتاد عليه المتسلطون على رقاب الناس
فإن قيل: ما هو الدافع المساعد لاستمرار هذا الفعل؟ أقول: الدافع الأقوى لهذا الفعل لا يتعدى إلى أكثر من إحدى الحالات التي يرى الطغاة أو العلماء من خلالها أن لهم حقاً تأريخياً أو دينياً يجعلهم في المكانة الرفيعة التي تهيئ لهم أسباب التحكم بمصير الناس أو الحصول على عرض زائل أو مطمع من مطامع الحياة الدنيا كالسيادة أو الجاه، ومن هنا كانت لديهم بعض الحجج التي تنسب إلى ما يتوافق مع نهجهم أو إلقاء عبء أفعالهم على عاتق التشريع الذي لا يكون للضعاف نصيب في فهم مقرراته، ولذلك كان اتخاذهم لفن التحريف هو المنقذ الأكبر لما هم فيه من التسلط حتى وصل بهم الأمر إلى قولهم إن هذا الفعل هو من عند الله، وهذه الكتابة الحافظة لحقوق الآخرين لا يمكن أن يكون مصدرها إلا من السماء، وهذه هي الطريقة المثلى التي اتبعوها في خداع عامة الناس، ولا يخفى على المتأمل بأن هذا الاتجاه سوف يضفي على أفعالهم صفة الشرعية التي ليس لها ما يبررها إلا التسليم الأعمى من قبل المغفلين من الناس، وهذه المنزلة تعد من المنازل التي لا تفوقها منزلة في الكذب على الله سبحانه، ولهذا كان الوعيد من سنخ أعمالهم التي قدموها للآخرين وذلك بسبب ما كتبت أيديهم وبسبب ما كسبوا من تلك الكتابة التي نسبوها للحق جل شأنه.
وهذا المثال لا ينطبق على أمة بعينها ولا على فئة خاصة بل يتعدى إلى جميع المكونات البشرية في كل وقت ومكان، وما تطرق إليه القرآن الكريم من وصفٍ لظاهرة من ظواهر أهل الكتاب ما هو إلا مصداقاً لهذا الفعل الذي تطرقنا إلى بيان تفاصيله، علماً أن لهذا المصداق خصوصية تجعله في قمة الأفعال البغيضة التي تجنى أصحابها على أحكام الله تعالى، وذلك بسبب إخفاء صفات النبي الخاتم (ص) وإيهام الناس بإظهار صفات أخرى بعيدة عن صفاته الحقيقية، وهذا ما يفهم من الوعيد الذي توعدهم به الحق سبحانه وتعالى كما سيمر عليك من خلال تفسير آيات البحث.
وقفة مع آيات البحث:
قوله تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) البقرة 79. الآية الكريمة فيها إشارة إلى قسم آخر من بني إسرائيل فبعد أن كان الحديث عن الأميين الذين كان همهم نشر الفتن والأكاذيب بين الناس دون دراية أو فهم لما يتلقونه من علمائهم، انتقل السياق إلى هؤلاء الذين يقومون بنفس الفعل الذي كان يفعله الأمييون إلا أن أفعالهم لم تأت عن عدم فهم لما ينشرونه، ولذا فهم يكتبون ما يحرفون من الحق إلى الباطل بأيديهم ثم ينسبون ذلك إلى الله تعالى، ولذا توعدهم سبحانه بتكرار الويل، وكما ترى فإن سبب هذا الفعل يرجع إلى حصولهم على الثمن الذي وصفه القرآن الكريم بأنه ثمن قليل وذلك لتحقير شأنه قياساً إلى ما عند الله تعالى من الثمن الذي وعد به عباده المؤمنين.
فإن قيل: الكتابة لا تكون إلا باليد فلمَ هذا التكرار؟ أقول: أنزل الكلام منزلة التأكيد، وهذا كثير في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: (يقولون بأفواههم) آل عمران 167. وكذا قوله: (ولا طائر يطير بجناحيه) الأنعام 38.
قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون) البقرة 80. جمع الله تعالى في هذه الآية غرورهم الذي هو سبب انحرافهم ثم رد عليهم بما يناسب أقوالهم التي يرجع سببها إلى ما كانوا يدعونه من التفوق على جميع الأجناس البشرية ولهذا السبب كان اعتقادهم بأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة لأنهم شعب الله المختار، ولذلك أمر الله تعالى نبيه (ص) بأن يخاطبهم كما في سياق الآية أي هل كان بينكم وبين الله عهد ينقذكم من النار، أم تقولون على الله أقوالاً لا تستند إلى علم، فالآية تريد أن تبين لهم عدم صدق أقوال أسلافهم، ولذا عقب سبحانه بنتيجة هذا الفعل وذلك في قوله: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة 81. وكما ترى فإن منطوق الآية يدل على إبطال قولهم السابق بأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة، والسيئة المشار إليها في الآية فيها تخصيص يناسب أقوالهم ولذلك عطف عليها إحاطة الخطيئة، وكأن الخطيئة قد أحاطت بأفعالهم فلن تترك لهم مجالاً في الرجوع إلى قول الحق، والآية نظير قوله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) الجاثية 23.
قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) البقرة 82. هذا التذييل يفيد تعقيب الإنذار بالبشارة، وهو ما دأب عليه القرآن الكريم في ذكر التحلية بعد التخلية.
فإن قيل: ما معنى الويل الذي ذكر في سياق البحث؟ أقول: ذكر المفسرون أن للويل عدة معاني منها:
أولاً: إنه جبل من نار.
ثانياً: إن الويل واد يجري بفناء جهنم ويتكون من صديد أهل النار.
ثالثاً: الويل باب من أبواب جهنم.
رابعاً: يقصد من الويل شدة الشر.
خامساً: المشقة بسبب العذاب.
سادساً: الويل يعني الحزن.
سابعاً: دعاء يقال عند الإشراف على الهلاك.
وعندي أن الويل إذا كان من الله تعالى فهو تهديد ووعيد، وإذا كان من الإنسان فهو أقرب إلى الدعاء الذي يقال عند الشدة والكرب.
ويشهد للأول قوله تعالى: (ويل لكل أفاك أثيم) الجاثية 7. وكذا قوله: (ويل يومئذ للمكذبين) المرسلات 15. سورة المطففين 10. وقوله تعالى: (ويل للمطففين) سورة المطففين 1. وكذلك قوله: (ويل لكل همزة لمزة) الهمزة 1. وقوله: (فويل للمصلين) الماعون 4.
ويشهد للثاني قوله تعالى: (ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) الكهف 49. وكذا قوله: (قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين) الأنبياء 14. وقريب منه الأنبياء 46. القلم 31. وقوله تعالى: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا) الأنبياء 97. وقوله: (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) يس 52. وكذلك قوله تعالى: (وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين) الصافات 20. وكذا قوله: (قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب) المائدة 31. وقوله تعالى: (قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً) هود 72.
ومنه قول امرئ القيس:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة... فقالت لك الويلات إنك مرجلي
وله أيضاً:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم... قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
فإن قيل: ما هو الدافع المساعد لاستمرار هذا الفعل؟ أقول: الدافع الأقوى لهذا الفعل لا يتعدى إلى أكثر من إحدى الحالات التي يرى الطغاة أو العلماء من خلالها أن لهم حقاً تأريخياً أو دينياً يجعلهم في المكانة الرفيعة التي تهيئ لهم أسباب التحكم بمصير الناس أو الحصول على عرض زائل أو مطمع من مطامع الحياة الدنيا كالسيادة أو الجاه، ومن هنا كانت لديهم بعض الحجج التي تنسب إلى ما يتوافق مع نهجهم أو إلقاء عبء أفعالهم على عاتق التشريع الذي لا يكون للضعاف نصيب في فهم مقرراته، ولذلك كان اتخاذهم لفن التحريف هو المنقذ الأكبر لما هم فيه من التسلط حتى وصل بهم الأمر إلى قولهم إن هذا الفعل هو من عند الله، وهذه الكتابة الحافظة لحقوق الآخرين لا يمكن أن يكون مصدرها إلا من السماء، وهذه هي الطريقة المثلى التي اتبعوها في خداع عامة الناس، ولا يخفى على المتأمل بأن هذا الاتجاه سوف يضفي على أفعالهم صفة الشرعية التي ليس لها ما يبررها إلا التسليم الأعمى من قبل المغفلين من الناس، وهذه المنزلة تعد من المنازل التي لا تفوقها منزلة في الكذب على الله سبحانه، ولهذا كان الوعيد من سنخ أعمالهم التي قدموها للآخرين وذلك بسبب ما كتبت أيديهم وبسبب ما كسبوا من تلك الكتابة التي نسبوها للحق جل شأنه.
وهذا المثال لا ينطبق على أمة بعينها ولا على فئة خاصة بل يتعدى إلى جميع المكونات البشرية في كل وقت ومكان، وما تطرق إليه القرآن الكريم من وصفٍ لظاهرة من ظواهر أهل الكتاب ما هو إلا مصداقاً لهذا الفعل الذي تطرقنا إلى بيان تفاصيله، علماً أن لهذا المصداق خصوصية تجعله في قمة الأفعال البغيضة التي تجنى أصحابها على أحكام الله تعالى، وذلك بسبب إخفاء صفات النبي الخاتم (ص) وإيهام الناس بإظهار صفات أخرى بعيدة عن صفاته الحقيقية، وهذا ما يفهم من الوعيد الذي توعدهم به الحق سبحانه وتعالى كما سيمر عليك من خلال تفسير آيات البحث.
وقفة مع آيات البحث:
قوله تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) البقرة 79. الآية الكريمة فيها إشارة إلى قسم آخر من بني إسرائيل فبعد أن كان الحديث عن الأميين الذين كان همهم نشر الفتن والأكاذيب بين الناس دون دراية أو فهم لما يتلقونه من علمائهم، انتقل السياق إلى هؤلاء الذين يقومون بنفس الفعل الذي كان يفعله الأمييون إلا أن أفعالهم لم تأت عن عدم فهم لما ينشرونه، ولذا فهم يكتبون ما يحرفون من الحق إلى الباطل بأيديهم ثم ينسبون ذلك إلى الله تعالى، ولذا توعدهم سبحانه بتكرار الويل، وكما ترى فإن سبب هذا الفعل يرجع إلى حصولهم على الثمن الذي وصفه القرآن الكريم بأنه ثمن قليل وذلك لتحقير شأنه قياساً إلى ما عند الله تعالى من الثمن الذي وعد به عباده المؤمنين.
فإن قيل: الكتابة لا تكون إلا باليد فلمَ هذا التكرار؟ أقول: أنزل الكلام منزلة التأكيد، وهذا كثير في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: (يقولون بأفواههم) آل عمران 167. وكذا قوله: (ولا طائر يطير بجناحيه) الأنعام 38.
قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون) البقرة 80. جمع الله تعالى في هذه الآية غرورهم الذي هو سبب انحرافهم ثم رد عليهم بما يناسب أقوالهم التي يرجع سببها إلى ما كانوا يدعونه من التفوق على جميع الأجناس البشرية ولهذا السبب كان اعتقادهم بأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة لأنهم شعب الله المختار، ولذلك أمر الله تعالى نبيه (ص) بأن يخاطبهم كما في سياق الآية أي هل كان بينكم وبين الله عهد ينقذكم من النار، أم تقولون على الله أقوالاً لا تستند إلى علم، فالآية تريد أن تبين لهم عدم صدق أقوال أسلافهم، ولذا عقب سبحانه بنتيجة هذا الفعل وذلك في قوله: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة 81. وكما ترى فإن منطوق الآية يدل على إبطال قولهم السابق بأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة، والسيئة المشار إليها في الآية فيها تخصيص يناسب أقوالهم ولذلك عطف عليها إحاطة الخطيئة، وكأن الخطيئة قد أحاطت بأفعالهم فلن تترك لهم مجالاً في الرجوع إلى قول الحق، والآية نظير قوله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) الجاثية 23.
قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) البقرة 82. هذا التذييل يفيد تعقيب الإنذار بالبشارة، وهو ما دأب عليه القرآن الكريم في ذكر التحلية بعد التخلية.
فإن قيل: ما معنى الويل الذي ذكر في سياق البحث؟ أقول: ذكر المفسرون أن للويل عدة معاني منها:
أولاً: إنه جبل من نار.
ثانياً: إن الويل واد يجري بفناء جهنم ويتكون من صديد أهل النار.
ثالثاً: الويل باب من أبواب جهنم.
رابعاً: يقصد من الويل شدة الشر.
خامساً: المشقة بسبب العذاب.
سادساً: الويل يعني الحزن.
سابعاً: دعاء يقال عند الإشراف على الهلاك.
وعندي أن الويل إذا كان من الله تعالى فهو تهديد ووعيد، وإذا كان من الإنسان فهو أقرب إلى الدعاء الذي يقال عند الشدة والكرب.
ويشهد للأول قوله تعالى: (ويل لكل أفاك أثيم) الجاثية 7. وكذا قوله: (ويل يومئذ للمكذبين) المرسلات 15. سورة المطففين 10. وقوله تعالى: (ويل للمطففين) سورة المطففين 1. وكذلك قوله: (ويل لكل همزة لمزة) الهمزة 1. وقوله: (فويل للمصلين) الماعون 4.
ويشهد للثاني قوله تعالى: (ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) الكهف 49. وكذا قوله: (قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين) الأنبياء 14. وقريب منه الأنبياء 46. القلم 31. وقوله تعالى: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا) الأنبياء 97. وقوله: (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) يس 52. وكذلك قوله تعالى: (وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين) الصافات 20. وكذا قوله: (قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب) المائدة 31. وقوله تعالى: (قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً) هود 72.
ومنه قول امرئ القيس:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة... فقالت لك الويلات إنك مرجلي
وله أيضاً:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم... قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
لماذا موسى؟/ نسيم عبيد عوض
كتب أحد الأخوة القراء تعليقا طويلا على مقالى السابق – موسى كليم الله – وجاء تعليقه بسؤال لماذا موسى ؟‘ وبمعنى ما الهدف من المقال والجميع يعرف قصته ‘ والاجابة على هذا السؤال بمنتهى البساطة هو الرجوع الى ماكتبته فى أول المقال " كان موسى النبى العظيم ضمن تدبيرات الله للخلاص العتيد ان يكون فى ملء الزمان ‘ فعلى يديه تم الخروج من عبودية فرعون التى هي رمز لعبودية إبليس ‘ وعليه اسند الله له قيادة الشعب فى البرية ليدخل به لأرض كنعان الموعودة ‘ أرض تفيض لبنا وعسلا ‘ رمزا لملكوت الله المرتقب ‘ وهو الذى تنبأ لهم بالمسيا المنتظر ...الى آخره ..وعلى الرغم من القول بان الجميع قرأ التوراة ويعرف قصة موسى ألى انه عاد وسأل سؤال استنكارى وخطير " هل حقا كان هناك موسى ؟" وتبعه بالكثير من الاسئلة التى تنكر ماذكرته التوراة من أساسها عن أحداث الخروج وماتبعها من أحداث أى إنكار مارواه موسى النبى العظيم فى أسفاره الخمسة التى بدأت بسفر التكوين وإنتهت الى سفر التثنية ‘ حتى انه وصل الى القول ان ماذكرته ماهو إلا هلوسة سمعية وبصرية أقرها الطب النفسى ‘ حتى ان البعض سماه نبى الله ‘ والى آخر التعليق الذى ينكر كل شيئ ‘ وهذا يدخل فى موجة الشك والإنكار التى تسود العالم فى زماننا هذا ‘ والتى وصلت الى الإلحاد بكل كلمة الله التى أوردها فى الكتب المقدسة ‘ ودعونا نرد بقدر الإمكان على كل هذه التساؤلات ‘من واقع إيماننا المستقيم بأن الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد ماهو إلا كلمة الله.
كلمة الله
كلمة الله المسطرة فى الكتاب المقدس لا تقرأ مثل ماتقرأ فى أى كتاب آخر ‘فما سطره موسى النبى فى أسفاره الخمسة والمسماه بالتوراه ‘ هو وحي إلهى بمعنى الكلمة ‘ وبأبسط العبارات انه كتب عن بدأ الخليقة والسقوط ووعد الخلاص وتدبيرات الله الخلاصية ‘ وفى زمن لم يكن هو أصلا موجودا على قيد الحياة ‘ ولكن المهم قول الرب يسوع المسيح فى العهد الجديد عن ماكتبه موسى (( فإنى الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.مت 5: 18" وهذا ينطبق على الكتاب المقدس كله ‘ ولكنه حدد ماكتبه موسى بالناموس ‘ وعندما كان الرب يسوع المسيح فى البرية بقوة الروح القدس يجرب من إبليس ‘ رد على الشيطان بما هو مكتوب وخص بالذكر ماورد فى سفر التثنية 8: 3" أنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان ."‘ وأيضا ماورد فى نفس السفر تثنية 10: 20 "الرب إلهك تتقى وإياه تعبد وبه تلتصق وباسمه." والتى نطقها الرب " اذهب عنى ياشيطان لأنه مكتوب : للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد,"مت 4: 10" ‘ ونحن نؤمن بقول الرب " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة." يو6: 63‘ وبإيمان القديس بطرس الرسول " يارب الى من نذهب وكلام الحياة الابدية عندك."يو6: 68. وقول الرب لبنى إسرائيل " فتشوا الكتب لأنكم تظنون ان لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى." يو5: 39 ‘ وأيضا قوله الكريم " السماء والارض تزولان ولكن كلامى لا يزول." مر 13: 31.
وحي الله لإنبيائه
كيف نقول ان الكتاب المقدس هو كلمة الله ؟‘ أو بمعنى أصح موحى به من الله ‘ وكيفية كتابة الانبياء والرسل الكتاب المقدس ووصل الينا بالصورة التى بين أيدينا ‘ وماهو دور النبى أو الرسول الذى أوحي اليه بالروح القدس ليكتب ‘ ويأتينا الرد على كل هذه التساؤلات من الكتاب المقدس نفسه ‘ ورد الآباء القديسين عن هذه التساؤلات:
1- قول القديس بولس الرسول للعبرانيين " الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما ‘ بأنواع وطرق كثيرة ‘ كلمنا فى هذه الايام الأخيرة فى ابنه." عب 1: 1و2.
2- " كل الكتاب موحى به من الله .ونافع للتعليم والتوبيخ وللتقويم والتأديب. الذى فى البر ليكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح." 2تيمو 3: 16 و17.
3- تأكيد القديس بطرس الرسول" عالمين هذا أولا ان كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص .لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس." 2بط1: 20 و21.
اذا الكتاب المقدس كله بالكلمة والحرف والنقطة هو موحي به من الروح القدس ‘ ومن محبة الله للبشر ولغتهم البشرية ترك للكاتب نبيا كان أو رسولا ان يكتب مايوحى به اليه حسب شخصيته وثقافته وتعليمه ومهارته وموهبته ‘ وأولا وأخيرا بإرشاد روح الله القدوس ‘ ولأنه ليس كباقى الكتب البشرية يحتاج من القارئ فهما روحيا قبل الفهم العقلى ‘ بمعنى طلب أرشاد روح الله للقارئ وفتح ذهنه لفهم الكلمة المكتوبة لأن لغة البشر مهما كانت تعجز عن التعبير عن لاهوت الله إلا بمعونة ونعمة إلهية.
لماذا موسى ؟
إنكار حقيقة وجود موسى النبى العظيم ‘ وإنكار كل حوادث الخروج ‘ وعدم التصديق بأنه كلمه الله ‘ يدخل تحت بند إنكار كلمة الله ‘ وهذا لا يجعلنا نرد ‘ ولكن ردنا فقط على من يقبل وبذهن متفنح ماأوحاه الله لأنبياءه بما هو مكتوب ‘ ونحن نؤمن بكل ماذكر فى الكتاب المقدس ‘ تحت إرشاد الروح القدس وبطلب المعونة ‘ وبإرشاد الآباء والقديسين الذين فسروا لنا بإرشاد الروح القدس ما هو مكتوب‘ ولذلك فشخصية موسى وكل أحداث الخروج حقيقية ‘ ولعل أقوال الرب يسوع المسيح الذى أتى فى ملء الزمان مايؤكد ذلك:
1- ماورد فى انجيل القديس لوقا أصحاح 16 عن ماقاله الرب يسوع عن الغنى ولعازر الفقير ‘ وسؤال الغنى لأبونا ابراهيم ان يرسل لعازر لأخوته الخمسة يحذرهم من الخطية حتى لا يأتوا الى موضع العذاب الذى هو فيه ‘ قال له إبراهيم: عندهم موسى والأتبياء ليسمعوا منهم‘ وقال له أيضا" إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون." لو16: 25-31
2- قول الرب يسوع لليهود ليؤكد لهم معجزة الله بأرسال المن للشعب فى البرية وإطعامه إياهم 40 سنة ‘ وأيضا بوجود موسى النبى قوله " الحق الحق أقول لكم : ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء ‘ بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء." يو6: 32.
3- قال الرب يسوع لليهود " لا تظنوا أنى أشكوكم إلى الآب . يوجد الذى يشكوكم وهو موسى‘ الذى عليه رجاؤكم. لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى ‘ لأنه هو كتب عنى. فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامى," يو5: 45-47.
4- فى حادثة التجلى المذكورة فى اناجيل الكتاب المقدس ‘ رأى بطرس ويعقوب ويوحنا شخص موسى النبى على جبل التجلى وكقول الكتاب "وظهر لهم إيليا مع موسى ‘ وكانا يتكلمان مع يسوع. فجعل بطرس يقول ليسوع" ياسيدى جيد أن نكون ههنا .فلنصنع ثلاث مظال: لك واحده ولموسى واحدة ولإيليا واحدة." مر9: 4و5.
وبالكتاب المقدس الكثير عن شخص موسى ‘ من أقوال الشهيد استفانوس فى سفر أعمال الرسل ‘ ومن كتابة القديس بولس الرسول عن موسى وبالتفصيل عن حياته فى سفر العبرانيين اصحاح الإيمان 11‘ ولكن نكتفى بما كتب على سبيل المثال وليس الحصر.
وللأخ القارئ أقول هذا هو كلام الله وكتابه المقدس ‘ إن شئت آمنت به أو أتركك لتعرف الحقيقة يوما ما ‘لأن كلمة الله راسخة وثابته ليس فيها تغيير ومنذ آلاف السنيين باقية مابقينا فى الحياة الحاضرة وحتى فى الأبدية كقول الرب" وهذه هى الحياة الأبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته,"يو17: 3. وللمؤمن نقول أمين.
أول كنيسة للقديسة فيرونيكا جولياني في لبنان بعد 288 سنة على وفاتها
باسكال أبو نادر - خاص النشرة
تعتبر القديسة فيرونيكا جولياني(1) الإيطالية الأصل من القديسات اللواتي مررن على مذبح الكنيسة، بحسب أحد الباباوات الذي وصفها بالعملاقة في القداسة.
بدأ مشوار القديسة فيرونيكا جولياني في لبنان مع جمعية أصدقائها التي لها مركز أيضاً في ايطاليا ولها هدفان، الأول إنتاج فيلم عنها، والثاني بناء كنيسة لها في لبنان. منذ حوالي الثلاثة عشر شهراً، بدأت هذه الجمعية عملية البحث عن قطعة أرض لبناء أول كنيسة للقديسة في العالم بعد إيطاليا. وهنا يشرح الشماس عمانوئيل لقلب مريم الطاهر قصة هذه القديسة والكنيسة بالتحديد، ويقول: "مشروع القديسة فيرونيكا كبير وأنا أدرك أهميته من هنا لم أسمح لنفسي بإختيار الأرض التي سنبني عليها الكنيسة، فقررت ورفاقي في الجمعية تنظيم "تساعية" علّ السماء تدلنا بطريقة ما على الأرض المناسبة، وفي حال إنتهت المدة ولم نجد جواباً سنتوجه الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ونبلغه بالموضوع ونشرح له أنه قدمت لنا قطع أرض في المروج، وفي البقاع الغربي وفي الشمال واخرى في الجنوب لبناء الكنيسة على واحدة منهم ونطلب منه هو أن يختار المكان المناسب".
للكنيسة رواية
في اليوم الأخير من "التساعية" وصل رجل يدعى جان ناكوزي وزوجته أندريه الى المكان الذي نجتمع فيه، وأبلغانا بأنهما يفتشان عنا. هذا ما يلفت اليه الشماس عمانوئيل، مشيراً الى أنه "مطلوب منهما وبحسب ابنتهما ماريا قبل وفاتها بناء كنيسة على اسم قديسة تدعى فيرونيكا جولياني على قطعة أرض في منطقة القصيبة تعود لوالد زوجته". وهي تريد تقدمتها لهذا الغرض وقد إنتظرت العذراء ثلاثمئة سنة لإنشائها.
كانت القديسة فيرونيكا وفي آخر اثني عشر سنة من عمرها تُخطف الى السماء أثناء القداس وأعطاها المطران آنذاك أمر الطاعة بكتابة كل ما رأته وسمعته واختبرته في السماء.
يروي الشماس عمانوئيل طريقة تعرّفه عليها، ويقول: "كان لي صديق سوري الأصل يدعى جلمود عطالله وعبره تعرّفت على فيرونيكا جولياني القديسة التي خلّصته في يوم عيدها من "كتيبة" لتزويجه إمرأة لا تعنيه، بعدها دخل الرهبنة وسافرنا سوياً الى إيطاليا وهناك تعرّفنا أكثر فأكثر على فيرونيكا جولياني وقررنا نشر رسالتها في لبنان"، ويشير الى أن "جلمود توفي بعدها براءة القداسة وهو بصدد كتابة كلّ قصتهما مع تلك القديسة في مذكرات ستنشر لاحقاً".
يؤكد عمانوئيل، أن "القديسة فيرونيكا نزلت الى جهنّم سبعة مرات وزارت المطهر"، ويلفت الى أن "من ضمن الأشياء المكتوبة عنها أن الرب يسوع يقول لها انتظرت ولادتك منذ الأزل".
دور القديسة فيرونيكا اليوم كشف التعاليم الخاطئة التي تسهل نتائج الخطيئة وهي الويلات، الأمراض والحروب".
في 31 تشرين الأول 2015 ستدشن الكنيسة التي انتظرت العذراء، 300 سنة لبنائها، لتضاف قديسة جديدة على لائحة القديسين الذين يعرفهم لبنان: شربل، رفقا ونعمة الله، واسطفان نعمة وغيرهم.
(1) ولدت فيرونيكا جولياني في 27 كانون الأول 1660 في ميركاتيللو في وادي ميتاورو في ايطاليا من فرنشيسكو جولياني وبينيديتا مانسيني. وهي الابنة الصغرى بين سبع أخوات دخلت ثلاث منهن الحياة الرهبانية. واسمها كان أورسولا. في السابعة من عمرها، فقدت والدتها وذهب والدها ليستقر في بياتشينزا كمراقب لجمارك دوقية بارما. في هذه المدينة، أحست أورسولا أن رغبة تكريس حياتها للمسيح تنمو في داخلها. أصبحت الدعوة أكثر إلحاحًا بحيث دخلت في السابعة عشرة من عمرها إلى دير راهبات القديسة كلارا الكبوشيات في تشيتا دي كاستيللو، وبقيت فيه طيلة حياتها. وهناك، دعيت فيرونيكا الاسم الذي يعني "صورة حقيقية". بعد انقضاء عام، نذرت رسمياً نذورها الرهبانية. وبدأت مسيرة التشبه بالمسيح من خلال أعمال كثيرة وتجارب صوفية عديدة مرتبطة بآلام المسيح. سنة 1716، وفي السادسة والخمسين من عمرها، أصبحت رئيسة الدير وظلت تؤدي هذا الدور حتى وفاتها سنة 1727 بعد نزاع مع الآلام دام ثلاثين يوماً. وفي 26 أيار 1839، أعلنها البابا غريغوريوس السادس عشر قديسة.
نتنياهو يبرئ هتلر من قتل اليهود ويلصقها بمفتي القدس
لندن - العربية.نت
ننصح القارئ بأن يتجول في مواقع التواصل، ومنها "تويتر" بشكل خاص، ويكتب في خانة البحث بالموقع كلمتي "هتلر نتنياهو" بأي لغة حية يرغبها، من دون أن يكون مالكاً لحساب فيه، ليجد كم انهالت السخريات كالمطر على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومعها أيضا سخط الغاضبين الإسرائيليين عليه، لتبرئته أدولف هتلر من تهمة إبادة اليهود ولصقها بمفتي القدس في أربعينيات القرن الماضي، الشيخ أمين الحسيني.
برأه بعبارات قصيرة وردت في كلمة ألقاها، اليوم الأربعاء، أمام المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد في القدس المحتلة، ونسمعه في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت"، يقول فيها: "هتلر لم يكن ينوي إبادة اليهود، بل طردهم من أوروبا فقط، لكن مفتي القدس آنذاك، الشيخ أمين الحسيني، أقنعه بإزالتهم من الوجود وإلا سينتقلون إلى فلسطين"، فسأله هتلر: "ماذا بإمكاني أن أفعل إذن؟"، وأجابه المفتي، والكلام لنتنياهو: "أحرقوهم"، وهكذا كان من إقناع المفتي لهتلر بثوان معدودات، علما أن اجتماعه به لم يدم إلا دقائق.
صائب عريقات يعلق أيضا
وسريعا هطل مطر غاضب على رئيس وزراء إسرائيل، أولا من زعيم المعارضة فيها إسحق هرتزوغ، بقوله عبر مشاركة له في "فيسبوك" إن ما ذكره نتنياهو "تشويه للتاريخ"، مضيفاً إليها: "حتى على ابن المؤرخ توخي الدقة التاريخية"، في إشارة إلى والد نتنياهو الراحل، بن صهيون، الذي كان متخصصا بالتاريخ اليهودي، فيما ذكرت دينا بورات، وهي كبيرة المؤرخين في مركز "ياد فاشيم" الناشط دائماً بالتذكير بالمحرقة، ومقره القدس المحتلة، أن ملاحظات نتنياهو "لا تتسم بالدقة" وفق تعبيرها.
وقالت أيضا: "رغم تبنيه مواقف متطرفة ضد اليهود، إلا أن المفتي لم يكن الموحي لزعيم النازية بإبادتهم، فالفكرة تسبق لقاء الاثنين في نوفمبر 1941 ببرلين، وتعود إلى كلمة كان هتلر ألقاها أمام الرايخشتاغ في 30 يناير 1939، ودعا فيها إلى إبادة الجنس اليهودي" على حد قولها.
وعلق الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أيضاً على كلام نتنياهو، بقوله إن "من الإيام الحزينة أن نرى رئيس الحكومة الإسرائيلية يكن من الكراهية للفلسطينيين، قدراً يدفعه إلى تبرئة أكبر مجرم في التاريخ من جريمة قتل 6 ملايين يهودي في المحرقة".
أما في مواقع التواصل، فانهال "التويتريون" العرب بسخريات متنوعة، شبيهة إلى حد كبير بما انهال عليه بلغات أجنبية، وهو ما تتركه "العربية.نت" ليطالع قراؤها تغريداته في الموقع المكتظ بها اليوم، وبعضها مرفق بصور للقاء هتلر بالمفتي.
ورد نتنياهو على العاصفة، وقال بحسب بيان أصدره مكتبه: "لم أقصد أن أعفي هتلر من مسؤوليته عن قتل يهود أوروبا، ولكن لا نستطيع تجاهل الدور الذي أداه مفتي القدس أمين الحسيني بتشجيع هتلر على إبادة يهود أوروبا".
موسى كليم الله/ نسيم عبيد عوض
كان موسى النبى العظيم ضمن تدبيرات الله للخلاص العتيد ان يكون فى ملء الزمان ‘ فعلى يديه تم الخروج من عبودية فرعون التى هي رمز لعبودية إبليس ‘ وعليه اسند الله له قيادة الشعب فى البرية ليدخل به لأرض كنعان الموعودة ‘ أرض تفيض لبنا وعسلا ‘ رمزا لملكوت الله المرتقب ‘ وهو الذى تنبأ لهم بالمسيا المنتظر " يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من أخوتك مثلى .له تسمعون ."تث18: 15‘ ثم عاد وكرر النبوة على نحو أوضح فيها ان الرب هو قائلها " قال لى الرب قد احسنوا فى ما تكلموا. اقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك واجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به. ويكون ان الانسان الذى لا يسمع لكلامى الذى يتكلم به باسمى انا أطالبه." تث18: 17-19‘ وموسى هو الذى قال الله عنه لأخوته مريم وهرون " فقال اسمعا كلامى . ان كان منكم نبي للرب فبالرؤيا أستعلن له فى الحلم اكلمه. اما عبدى موسى فليس هكذا بل هو امين فى كل بيتى . فما الى فم وعيانا اتكلم معه لا بالالغاز وشبه الرب يعاين.عدد12: 6و7" فمن هو موسى الاصل والفصل:
من نهر النيل الى قصر فرعون
على لسان الشهيد استفانوس أول شهداء المسيحية ‘ قدم لنا شخصية موسى النبى فى سطور قليلة فقال" فنزل يعقوب الى مصر ومات هو وآباؤنا. وكما كان يقرب وقت الموعد الذى أقسم الله عليه لابراهيم كان ينمو الشعب ويكثر فى مصر. إلى ان قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف .فاحتال هذا على جنسنا واساء الى آبائنا حتى جعلوا اطفالهم منبوزين لكى لا يعيشوا.وفى ذلك الوقت ولد موسى وكان جميلا جدا. فربي هذا ثلاثة أشهر فى بيت أبيه. ولما نبذ أتخذته ابنة فرعون وربته لنفسها ابنا. فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا فى الاقوال والاعمال."أع7: 15-22‘ وأكمل الشهيد استفانوس حياة موسى باختصار شديد لشعب يقف حوله ليرجمه للموت ‘ وكان هدفه ان يفسر لهم تدبيرات الله لهم بالخلاص وبالمسيا المنتظر والذى يعاقبونه على الإيمان والدعوة به لشعب بنى اسرائيل‘ وبالفعل رجموه ومات شهيدا على اسم الرب يسوع المسيح ‘ ولكن حياة موسى لها جوانب أخرى ‘ فهو ابن رجل من بيت سبط لاوى اسمه عمرام وام اسمها يوكابد التى ولدت فى مصر هرون وموسى ومريم أختهما."عدد26: 59. ووقت ولادة موسى كان فرعون ملك مصر قد امر بقتل اولاد العبرانين كما نص الكتاب" ثم امر فرعون جميع شعبه قائلا كل ابن يولد تطرحونه فى النهر. لكن كل بنت تستحيونها." خر1: 22‘ فلما ولد موسى خبئته امه ثلاثة شهور ثم بعد ذلك صنعت له سقطا من البردى ووضعته فيه ووضعته بين عيدان الحلفاء على حافة النهر‘ وأخذته ابنة فرعون كابن لها ودعت اسمه موسى بمعنى المنتشل من الماء.
دعوة موسى
كان الجميع يعرف ان موسى ابن ابنة فرعون ‘وانه سيكون عليه الدور ليصبح فرعون لمصر ولكن موسى الذى قضى مع أمه السنين الاولى من عمره وقت رضاعته وقبل ان تسلمه لإبنة فرعون ‘ أرضعته أمه انه عبرانى وانهم ينتظرون الخلاص يوما ما ليعودوا لأرض الموعد التى وعد بها الله آباؤهم ‘ ولم ينسى موسى ذلك أبدا ‘ ففى سن الاربعين ظن انه قادر على قيادة شعبه العبرانى (بدون دعوة من الله) فخرج من القصر الفرعونى لينظر أثقال أخوته ‘ وعندما رأى رجلا مصريا يضرب عبرانيا قتل الرجل المصرى وطمره فى الرمل‘ فسمع فرعون بجريمة القتل فطلب بقتل موسى ‘ فهرب موسى من وجه فرعون الى سيناء وسكن فى أرض مديان ‘ وتزوج بابنة كاهن مديان –صفورة- فولدت له ابنان الاول جرشوم بكره بمعنى النزيل فى ارض غريبه. وبالفعل عاش موسى اربعين سنة أخرى فى سيناء يرعى الغنم حتى قال عنه الكتاب " وكان الرجل موسى حليما جدا اكثر من الناس الذين على وجه الارض"‘الى يوم ساقته أقدامه الى جبل حوريب الذى يقول عنه الكتاب (جبل الله حوريب) فظهر له ملاك الرب (احدى ظهورات السيد المسيح فى العهد القديم) بلهيب نار من وسط شجرة شوكية (العليقة) وكانت العليقة تتوقد بالنار ولكنها لا تحترق ‘ وهو مالفت نظر موسى اليها ‘ فسمع صوت الله يناديه ‘ وعندما استجاب موسى قال له الله " اخلع حذاءك من رجليك .لان الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة. ثم قال انا اله ابيك اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب.فغطى موسى وجهه لانه خاف ان ينظر الى الله. خر3: 1-6. وكلفه الله بان يرسله الى فرعون ويخرج شعبه بنى اسرائيل من مصر‘ وهنا ولأول مرة يكشف الله عن اسمه عندما سأله موسى " ها انا آتى الى بنى اسرائيل واقول لهم اله آبائكم ارسلنى اليكم. فاذا قالوا لى ما اسمه فماذا أقول لهم. فقال الله لموسى .أهيه الذى أهيه (ومعناها الكائن – انا هو الكائن)‘ وقال هكذا تقول لبنى اسرائيل أهيه أرسلنى اليكم. وقال الله أيضا لموسى هكذا تقول لبنى اسرائيل – يهوه – اله آبائكم اله ابراهيم اله اسحق واله يعقوب ارسلنى اليكم.هذا اسمى الى الابد وهذا ذكرى الى دور فدور." خر3: 13- 15 ‘ وامد الله موسى بآيتين الأولى العصا التى بين يديه يمكنه تحويلها الى حيه ثم الى عصا مرة أخرى ‘ والثانية أعجوبة يده التى تتحول الى برص كالثلج وتعود الى حالتها كجسده ‘ وأوصاه الله بهرون أخوه ليكون معه كمتكلم بما يضع الله فى فمه ‘هو يكلم الشعب عنك . وهو يكون لك فما.
موسى كليم الله
ومن هنا أصبح موسى كليم الله يتكلم معه الله مباشرة ‘ وكما يقول الله نفسه فما لفم ‘ وصارت العلاقة مع الله شخصية ومباشرة فى كل أمور خلاص الشعب ‘ وقد عرف موسى الله بكل آياته وعجائبة ‘ فمن خلال الضربات العشر التى أوقعها الله على فرعون وشعبه ‘ وحتى الضربة العاشرة ضربة الأبكار وخروف الفصح واستخدام دم الفدية لعبور المهلك ‘التى كانت رمزا واضحا عن كيف سيخلص الله البشرية من عبودية ابليس ‘ عرف موسى الله عندما خرج بالشعب الذى وصل عدده بالملايين ليقودهم فى البرية ‘ والله فوقه بالسحاب نهارا وبعمود نار ليلا يسير أمامهم ‘وراى الأعجوبة الكبرى لله والتى أنشق فيها البحر بمجرد ان مد موسى قدمه على الماء ‘ وعبر بالشعب على أرض يابسة وسط المياه‘ عرف موسى الله عندما مكث معه أربعين يوما مرتين ‘ حتى قال موسى لله بعد ان توطدت العلاقة والعشرة بينهم " أرنى مجدك " فقال الله " لا تقدر ان ترى وجهى. لان الانسان لا يرانى ويعيش. ووضعه الله فى نقرة من الصخرة وستره بيده عندما أجتاز‘ ورفع يده لينظره من ورائه ‘ وعندما نزل موسى من على الجبل كان جلد وجهه يلمع حتى وضعوا برقعا على وجهه عندما يتكلم معهم ‘ وعرف موسى الله وعبادته من خلال خيمة الاجتماع التى بناها بإرادة الله وتدبيره ‘ وسمع موسى بأذنيه وجميع الشعب الله وهو يملى عليه الوصايا العشر ثم بعد ذلك جميع الوصايا التى وصلت الى أكثر من ستمائة وصية مذكورة وكتبها موسى فى الاسفار الخمسة ‘ اربعين عاما فى برية سيناء مع الله ليلا ونهارا حتى وصلوا على مشارف ارض الموعد التى اراها له الله من فوق الجبل ‘ ولأنه لن يدخلها كعقاب لموسى لأنه فى يوم شك فى قوة الله وقدرته ‘ وكما قال الكتاب" قد اريتك اياها بعينيك ولكنك الى هناك لا تعبر. "تث34: 4.
عاش موسى مع الوحى الإلهى يملى عليه التوراة أو الأسفار الخمسة التى عرفت باسمه ‘ ويملى عليه قصة الخلق العظيم للكون وتطوراتها حتى وصلت الامور بالآباء الثلاثة ابراهيم واسحق ويعقوب ‘ ومن ثم شعب بنى اسرائيل.
وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ‘ وقد دفنه الله بنفسه فى الجواء فى ارض موآب مقابل بيت فغور (جبل نبو) ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم خوفا من ان يعبده الشعب يوما ما‘ ويقول الكتاب عن موسى " ولم يقم بعد نبى فى اسرائيل مثل موسى الذى عرفه الرب وجها لوجه. فى جميع الآيات والعجائب التى ارسله الرب ليعملها فى ارض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه .وفى كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التى صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل." تث10-12.
وتتحقق النبوات بعهد النعمة والحق ‘وهاهو على جبل طابور جبل التجلى يقول الكتاب "أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين . وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور . واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معا." مت 17: 1-3 . وهاهو موسى يدخل الأرض الموعودة فى حضور المسيا المرموز به فى كل أسفاره الخمسة.
وأخبرني بأني سأصبح مسلمة إذا اغتصبني 10 دواعش
العربية ـ لندن- كمال قبيسي
قال لها إنه إذا أمسك بأي فتاة، واغتصبها 10 مقاتلين "دواعش" فستصبح مسلمة، ولكي تثق بكلامه، أطلعها على ورقة ممهورة بصورة "الخليفة الداعشي" أبو بكر البغدادي، وبراية "الدولة" وفيها قرأت ما ذكره لها تماماً.
إنها الأيزيدية "نور" كما سمت نفسها حين ظهرت أمس على شاشة CNN في تقرير مطول عن الأيزيديين، شاهدته "العربية.نت" وفيه قالت "نور" بدقائق معدودات ما خطف الأضواء من كل مهم في التقرير، ثم تحول خبراً طوى العالم بأسره أمس واليوم الجمعة.
نور التي لم يظهر وجهها، بل رأسها فقط من الخلف وهي متحجبة، روت أنها فرت من "دواعش" العراق بعد أن وقعت في الأسر، وقبل الفرار اشتراها "داعشي" واغتصبها بعد يومين، ثم قدمها إلى 9 آخرين، وزاد عليهم "داعشياً" كان الرقم 11 بين من هتكوها، وتركوها منتوفة كما الدجاجة المرمية بعد الذبح.
واستعانت "سي أن أن" بإمام مسجد لندن، أجمل مسرور، ليشرح لها حقيقة ما زعمه مقدم "نور" وليمة على مائدة الاغتصاب لزملائه، فأخبر أن احتجاز أي شخص في الإسلام وإساءة معاملته واستغلاله جنسياً وتعذيبه وقتله "أمور محرمة"، وأن القرآن شدد على أن الذين لا يستخدمون عقولهم ويتغاضون عن الاستماع إلى الحق والعمل به هم من أسوأ الناس "لذا لا مجال للنقاش في ذلك، فهو حرام ومعادٍ للإسلام، ويجب التعامل معه على هذا الأساس" كما قال.
أيزيدية ثانية اسمها "بشرى" في التقرير، وهي واحدة ممن كشفن للمحطة عن معاناة من وقعن في القبضة "الداعشية" بعد اختطافهن من منطقة جبل "سنجار" بالعراق، حين حاصره التنظيم المتطرف في منتصف العام الماضي، ذكرت أيضاً أن كل فتاة مختطفة ويتم اغتصابها وتحمل من مغتصبها "تخضع لعملية إجهاض حتى يتمكن عناصر التنظيم من استعبادها جنسياً"، وفق تعبير بشرى التي تم بيعها في سوق للعبيد، واعترفت أن واحداً من "أطباء مختصين بأمراض النساء" أجهضها بعد حملها.
وتحدثت "بشرى" البالغ عمرها 21 سنة، عن "نور" أيضاً في التقرير الذي أورد بأن لدى "دواعش" العراق حالياً أكثر من 5000 أيزيدي تم اختطافهم من سنجار، منهم نحو 500 امرأة وطفل، فكشفت أنها "كانت حاملاً بجنين في شهره الثالث" (من زوجها) حين تم خطفها، وبعد إجهاضها سألتها عما حدث معها، فأخبرتها أن الطبيب الداعشي منعها "من الحديث لأحد عما جرى" فمنعها الخوف من لفظ كلمة عما فعل.
سورة البقرة من الآية 58 إلى الآية 60/ عبدالله بدر اسكندر
الدعوات العرضية الصادرة عن أناس لا يربطهم الواقع العملي بالأسباب الإيجابية لا يمكن أن تكون وسيلة لاستخلاص المؤشرات التأريخية من ناحية ومن ناحية أخرى لا تجد السبيل الذي يقارب بين الحالات المعاشية المشهودة من قبل الحاضر، ولهذا نرى أن أصحاب تلك الدعوات لم يقفوا على دليل علمي يمكنهم الوصول من خلاله إلى التسليم المطلق بالتأريخ وكيفية التعامل معه، ولذلك أراد هؤلاء أن يضعوا حداً فاصلاً بين الحياة المعاصرة وبين الالتزامات الجزافية التي ارتضوها، وبناءً على هذا البيان يصعب على الباحث تبرئة الأخلاف من الأعمال السيئة التي قام بها أسلافهم في فترة من فترات التأريخ ولهذا كان من الضروري أن يلتحق الأحفاد بالأجداد وكذا تلتحق المسيرة الحاضرة بالتي سبقتها دون أن يكون هناك تفاضلاً في فعل كل طرف من الأطراف، ومن هنا نعلم أن كل مجتمع من المجتمعات إذا كان فاقداً للقدرة على فك الارتباط بأسلافه فهو لا بد أن يكون قد اشترك معهم في نفس الإثم الناتج عن ممارساتهم السلبية المتفرعة على الظلم والاضطهاد بحق الآخرين.
من ذلك نفهم أن للتأريخ سيادة مباشرة على ربط الأفكار بعضها ببعض على مر العصور ما لم يظهر هناك من يعمل على تصحيحها ومحاربتها والخروج بنتائج مستحدثة لا تمت للواقع الأليم بأي صلة، أما إذا استمر الحال على نفس التكرار السيء فإن العقاب الإلهي سوف لا يرحم اللاحق وإن كان بعيداً عن الأجواء التي عاصرها من سبقه وذلك بسبب القبول الصادر منه، وهذا ما حصل بالفعل لبني إسرائيل الذين كانوا في عهد النبي (ص) ومن هنا خاطبهم الحق سبحانه مذكراً إياهم بما كان يفعل أجدادهم، وذلك في قوله: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين... فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون) البقرة 58- 59.
والظاهر من سياق االآيتين أن الله تعالى قد أنعم عليهم من طريقين:
الأول: الطريق المتمثل بالنعم الدنيوية والذي من مصاديقه تظليل الغمام وإنزال المن والسلوى.
الثاني: الطريق المتعلق بالدين والذي يكفل لهم مغفرة ذنوبهم، وهذا ما يستشف من قوله تعالى: (وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) البقرة 58.
وكما هو مبين في السياق فإن التكليف فيه نوع من المشقة الكبيرة وذلك بسبب الجمع بين دخول الباب وبين السجود، وكما ترى فإن الأمر يخلو من الإباحة دون الفعل الإلزامي الصادر إليهم من الله تعالى وإن كان ثقيلاً، وهذا ناتج جرّاء الأعمال التي قاموا بها، ويؤيد هذا الوجه بقوله سبحانه: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم) المائدة 21. والأرض المقدسة هي بيت المقدس كما قيل. واختلف المفسرون في الباب على وجهين:
الأول: يدعى باب حطة من بيت المقدس.
الثاني: جهة من جهات القرية ومدخلاً منها.
وعندي أن الرأي الثاني هو الأقرب، لأن الباب يطلق على الجهة الموصلة إلى المبتغى، كما في قوله تعالى حكاية عن يعقوب: (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) يوسف 67. وكذا قوله: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين... لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) الحجر 43- 44. ويمكن الاستدلال بالكبرى وذلك في قوله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء) الأنعام 44.
فإن قيل: ما المقصود من دخول الباب سجداً؟ أقول: اختلف المفسرون في هذا المعنى على وجهين:
الأول: السجود المتعارف عليه أي وضع الجبهة على الأرض.
الثاني: المراد من السجود في هذا الأمر الموجه إليهم هو الركوع.
والوجه الثاني هو الأقرب، لأن الدخول يتحقق مع الركوع دون السجود. فإن قيل: لماذا قال سجداً ولم يقل ركعاً؟ أقول: هذا من باب تسمية الشيء باسم لازمه، وذلك لأن التواضع يظهر في السجود أكثر من الركوع، وقد يفهم هذا المعنى من قوله تعالى: (وقولوا حطة) الذي اختلف المفسرون فيه على أقوال:
الأول: أحطط عنا ذنوبنا وخطايانا.
الثاني: أي قولوا شيئاً يؤدي إلى الحط من ذنوبكم وخطاياكم.
الثالث: أمروا أن يقولوا لا إله إلا الله.
الرابع: أمروا أن يتعبدوا بهذا اللفظ ليحط عنهم أوزارهم.
وأقوى الآراء أولها: أي أحطط عنا ذنوبنا وخطايانا، وإن كانت الآراء الأخرى فيها إشارة ضمنية لهذا المعنى، ولهذا بدل الذين ظلموا هذا القول إلى قول آخر، ومن هنا فقد أنزل الله تعالى عليهم الرجز من السماء، كما هو ظاهر في قوله: (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء) من سياق البحث.
قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) البقرة 60. الاستسقاء: طلب السقيا "لأن السين للطلب" وهذا عادة ما يكون عند حبس المطر، ويظهر من السياق أن هذا الأمر قد حصل في التيه، فأمر موسى بضرب الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، أي لكل سبط عين يشربون منها، ويمكن الاستدلال من هذه المعجزة العظيمة على شيئين مهمين:
الأول: النفع الحاصل لهم في الدنيا والكيفية التي تم بواسطتها إزالة الحاجة إلى الماء.
الثاني: دلالة هذا الفعل على وجود الله تعالى مما يزيل أعذارهم عن عدم تصديق موسى.
وبهذا يكون المعنى الموجه للذين عاصروا النبي (ص) منهم فيه دلالة على ذكر النعم التي تفضل بها الله تعالى على أسلافهم، فكأنه قال: يا بني إسرائيل اذكروا تلك المرحلة العصيبة التي مر بها من كان قبلكم وقت التيه، وكيف أن الله تعالى قد من عليهم وذلك بسبب طلب السقيا الذي قام به موسى، معللاً ذلك على إنكارهم لتلك النعم، وذلك في قوله: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) البقرة 60.
فإن قيل: يظهر من سياق الآية أن الاستسقاء حصل في التيه، وهذا يباعد بينه وبين الآيات السابقة؟ أقول: لا يحمل السياق القرآني على أنه سرد للأحداث التأريخية، وإنما تراعى فيه العبر بغض النظر عن الأوقات التي يتكلم عنها الحق سبحانه فتأمل.
فإن قيل: قال الله تعالى في سياق البحث: (فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا) وقال في سياق آخر: (فانبجست منه اثنتا عشرة عينا) الأعراف 160. فكيف الجمع بين الآيتين؟ أقول: ذكر المفسرون لهذا المعنى مجموعة من الوجوه منها:
أولاً: الانبجاس والانفجار بمعنى.
ثانياً: العملية الأولى للضرب تسمى الانبجاس ثم تحدث العملية الثانية التي يطلق عليها الانفجار.
ثالثاً: الانبجاس خروج الماء من الحجر الصلب والانفجار خروجه من اللين.
رابعاً: التعبير الوارد في سورة الأعراف فيه إشارة إلى طلبهم السقيا من موسى وهذا ظاهر من قوله: (إذ استسقاه قومه) الأعراف 160. ولهذا أتى بالانبجاس الذي يدل على خروج الماء بقلة أما في سياق البحث فالمعنى ظاهر في طلب موسى السقيا من ربه بطريقة مباشرة، ولهذا اختلف التعبير في الموضعين.
ومن هنا يظهر أن الماء كان ينبجس في بعض االأحيان ثم ينفجر في أحيان أخرى وذلك حسب الحاجة إليه فتأمل.
من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
المطران بو جوده في عيد مار سركيس وباخوس: إنّ دم الشهداء هو زرع لمسيحيين جدد
زغرتا ـ الغربة
لمناسبة عيد القديسين سركيس وباخوس، تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداسا احتفاليا في بلدة بسلوقيت في قضاء زغرتا، عاونه فيه خادم الرعية الخوري حنا حنا، والكهنة مارون بشاره، طوني بو نعمه، ونعمة الله عبود، وبحضور حشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" أنّها مناسبة سعيدة أن أحتفل معكم اليوم بعيد القديسين سركيس وباخوس شفيعي رعيتكم اللذين يعتبران مثالاً لنا جميعاً في الالتزام المسيحي وفي الشهادة التي أدّياها للرب في حياتهما. فالقديسان سركيس وباخوس عاشا بالفعل وصية المسيح للرسل قبل أن يغادرهم حين قال لهم : سوف تكونون لي شهوداً في اليهودية والسامرة، وحتى أقاصي الأرض. وحين قال لهم أيضاً، ليس التلميذ أفضل من معلمه. فإن اضطهدوني فسوف يضطهدونكم ... فلا تخافوا، فأنا معكم الى منتهى الدهر".
اضاف:" لقد آمن القديسان سركيس وباخوس، الجنديان في الجيش، بالمسيح يسوع ، فصارت حياتهما بكليتها شهادة له فجابها المضايقات والإضطهادات بجرأة وشجاعة، ولم يستسلما لتهديدات السلطات وإنذاراتها لأنهما تمسكا بالحقيقة التي هي يسوع المسيح، الطريق والحق والحياة، وفضلا الموت على إنكاره فأصبحا هكذا في الوقت عينه شهوداً وشهداء. والمعروف أنّ السيد المسيح كان قد قال لتلاميذه إنّ من يريد أن يتبعني فعليه أن يحمل صليبه ويتبعني وإن كان أبوه وأُمه وإخوته وأخواته أحبّ إليه منّي، فلا يستطيع أن يكون له تلميذاً .. كما قال لهم أيضاً إنّ الطريق المؤدي إلى الهلاك واسع ورحب، والطريق المؤدي الى الخلاص ضيّق وشاق".
وتابع:" تاريخ الكنيسة مجبول بدماء ودموع وآلام القديسين، وهم الذين في نهاية الأمر سوف يخلصون العالم، لا العلماء والمفكرون والفلاسفة على ما يقول السعيد الذكر البابا بولس السادس. ولذا فعلينا، ونحن نحتفل بعيد القديسين شفعائنا أن نأخذ من حياتهم مثلاً لنا وأن نحاول الإقتداء بهم كي نستطيع أن نصل الى حياة السعادة الحقيقية التي نسعى اليها. إنّ تاريخ الكنيسة، أيّها الأحبّاء، منذ أن وجدت ولغاية اليوم هو تاريخ شهادة وإستشهاد. إنّها إقتداء بحياة السيد المسيح الشهيد الاول الذي قال لنا ليس التلميذ أفضل من معلمه، فإن اضطهدوني فسوف يضطهدونكم. والمعروف أنّ المسيحيّين، منذ العصور الاولى، وهم الذين أرادهم المسيح أن يكونوا له شهوداً حتى أقاصي الارض، قد تحوّلوا غالباً الى شهداء، وفضّلوا القبول بسفك دمهم في سبيل المسيح، على أن ينكروه ويبتعدوا عنه. ومن بين الذين قبلوا هذا الإستشهاد في سبيله القديسان سركيس وباخوس اللذان، بالرغم من المراكز المرموقة التي كانا يحتلانها في الجيش، وعندما خيّروا بين المحافظة على هذه المراكز والموت إن لم ينكروا المسيح، فضلا الموت على النكران. والمعروف أنّ القرون المسيحية الاولى كانت، كما قال عنها المؤرخ الفرنسي المعروف دانيال روبس، عصر الشهداء والرسل... لكنّ المسيحيين، بالرغم من كل ما عانوه من إضطهادات وملاحقات وعذابات بقوا صامدين في إيمانهم ثابتين فيه... وبدلاً من أن تنهار الكنيسة وتتزعزع بسبب الإضطهادات، كانت تقوى وتترسخ، على العكس، إلى درجة قال عنها أحد آباء الكنيسة: إنّ دم الشهداء هو زرع لمسيحيين جدد". وختم :" فلنرفع الصلاة اليوم اذن الى الرب، طالبين منه بشفاعتهما، نعمة الثبات والشجاعة والجرأة في تحمل مسؤوليات إيماننا، لنجعل من حياتنا شهادة دائمة له، ونكون له رسلاً في هذه البلاد وهذه المنطقة من العالم، فنحول بلادنا حقيقة الى ما قاله عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، ليس مجرد وطن بل رسالة الى الشرق والغرب".
بعد القداس بارك المطران بو جوده دسوت الهريسة التي كانت قد اعدت خصيصا للمناسبة في تقليد سنوي دأب عليه ابناء البلدة ليلة عيد مار سركيس وباخوس.
سورة البقرة.. الآية 61/ عبدالله بدر اسكندر
إذا ما أردنا المقارنة بين الأشياء المعنوية وما يقابلها من الماديات فلا جرم أن النتائج سوف تفقد الامتياز المقرر لها إن لم تكن متطابقة مع المعطيات اليقينية المرتبطة بالنهج السليم الذي ارتضاه الحق سبحانه وأنت خبير بأن اتباع النهج الرباني يقتضي أن يجعل للتفوق الإيماني ظهوراً طاغياً على جميع الأشكال المادية مما يجعلها تنحسر أمام أهون الأسباب دون أن تراعى فيها القيم المعتادة لدى الناس، ومن الأمثلة على ذلك ما نشاهده من نبذ الإنسان لأهم متطلباته المادية وإيثار المعنويات عليها وصولاً إلى الرقي المتكامل الذي يحقق له المحافظة على القدر اللازم لمعرفة السبيل القويم، وبهذا يكون أمامه مجموعة من الخيارات تشترك جميعها في إبقائه على ما هو عليه من العهد الذي قطعه في التسليم لله تعالى أو إخراجه من هذا العنوان ليصبح كالأنعام بل هو أضل، وبالتالي يحدث التباعد بينه وبين المستلزمات المعنوية التي أقرها الشرع وجعلها في منأى عن الاتجاه المادي السقيم الذي لا يكتب له الثبات أمام المغريات.
من هنا نرى أن القرآن الكريم قد بين مجموعة من الصور التي يرتقي الإنسان بواسطتها إلى المكانة التي يجب أن يكون عليها نابذاً كل الاهتمامات التي يجعلها بعض الناس ضمن أولويات حياتهم، ولذلك نلاحظ أن الإيثار قد ظهر بأبهى صوره لدى أصحاب الكهف عند تفضيلهم للطعام الطاهر على الرغم من حاجتهم الماسة لأي نوع من أنواعه ولهذا كان اتفاقهم على أزكى أنواع الطعام دون المذاق الحاصل منه، وقد أشار تعالى إلى هذا المعنى حكاية عنهم بقوله: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً) الكهف 19. والإشارة بالزكاة إلى الطعام تقيد حليته على الرغم من الجوع الحاصل لديهم بسبب انقطاعهم عن الأكل مدة طويلة، وهذا المعنى يجعلنا نصل إلى موقف آخر يتمثل في إيثار أولياء الله تعالى للطعام وهم بأمس الحاجة إليه، وقد بين تعالى ذلك في قوله: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً... إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً) الإنسان 8- 9.
وإذا ما تأملنا هذه الصور المعنوية نجد أن هناك ما يقابلها من الصور المادية التي تنحدر بأصحابها إلى أسفل دركات الأرض، وعلى رأس هذه الصور تلك الصورة السيئة لبني إسرائيل الذين تفضل الله تعالى عليهم بأرقى أنواع الطعام إلا أنهم أرادوا استبدال ذلك الطعام بما هو أدنى منه، ولهذا رسم القرآن الكريم هذه الصورة بأسمى بيان وذلك في قوله تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) البقرة 61.
فإن قيل: الرغبة إلى اختيار الطعام من متطلبات الحياة التي اعتاد الإنسان عليها، وهو بطبيعته لا يستطيع الإبقاء أو الصبر على نوع واحد من الطعام وهذا يبين أن طلباتهم كانت مشروعة فلماذا قرعهم الله تعالى؟ أقول: قد يمر الإنسان في مرحلة من المراحل لم يكن أمامه إلا الاختيار الأصعب إذا ما حصل تزاحم بين الأهم والمهم، ولهذا كان لزاماً على بني إسرائيل أن يصبروا على الطعام الذي أنزله الله تعالى عليهم وذلك تزامناً مع المرحلة التي مروا بها حيث لم يكن أمامهم إلا التضحية بالطعام المعتاد لديهم وذلك لأجل إنجاح المهمة التي كلفوا بها أما خلاف ذلك فإن الرغبة إلى اختيار نوع الطعام غير مذمومة ولهذا السبب كان تقريعهم.
فإن قيل: الذائقة في الطعام تختلف بين إنسان وآخر فقد نرى بعض الناس يميل إلى البصل دون العسل إضافة إلى ذلك لو أردنا تبيان القيمة الغذائية للطعام الذي ذكروه في معرض حديثهم مع موسى قبال ما أنزل عليهم، نجد أن ما ذكر على لسانهم يحتوي على كثير من الفوائد التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها خلافاً لما كان يقدم إليهم، فلماذا وصف الله تعالى ما أرادوه من الطعام بأنه أدنى من المن والسلوى في قوله: (اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) من آية البحث؟ أقول: الإشارة إلى خيرية الطعام لا ترجع للقيمة الغذائية المتعارف عليها، وإنما ذكر التفاضل في هذا الموضع لأجل إظهار الفرق بين الرزق النازل عليهم من الله تعالى دون توسط الأسباب الطبيعية وبين الرزق الذي تتدخل فيه الأسباب ولهذا تعتبر الأرزاق المباشرة أهم وأرقى وذلك نظراً للإعجاز الظاهر فيها، وهذا الأمر يكاد يتقارب مع الرزق الذي كانت تتلقاه مريم بطريقة غير مألوفة مما جعل زكريا يتساءل عن مصدر ذلك الرزق المنزل إليها، وقد صور الحق سبحانه هذه الواقعة بقوله: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) آل عمران 37.
فإن قيل: هل كانت حاجتهم لاستبدال الطعام هي الداعي لهذا الطلب أم أن هناك أشياء أخرى مجهولة؟ أقول: لم يكن الطلب المشار إليه هو الجوهر الذي تسبب في اعتراضهم على نوع الطعام المنزل إليهم وإنما يرجع السبب في ذلك إلى استخفافهم بالأوامر الملقاة على عاتقهم، وذلك لتمكن حب المادة في نفوسهم حتى أصبحوا لا ينظرون إلى الأشياء الخارقة إلا من طرف خفي، وهذا الطلب يكاد يتقارب مع طلب رؤيتهم الله تعالى جهرة، كما في قوله سبحانه: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) البقرة 55. ولذلك أراد هؤلاء أن يكون الطعام الذي يسد حاجتهم فيه بعض المشقة التي دأبوا عليها في طريقة عيشهم منذ أن كانوا في مصر ولغاية إخراجهم منها، ومن هنا كان اعتقادهم أن كل ما يحدث أمامهم فيه شيء من الخديعة من قبل موسى، ظانين أن هذه الأفعال قد تقودهم إلى مصير مجهول يؤدي إلى نهايتهم ولذلك تراهم في عناد مستمر إزاء كل الأوامر التي تصدر إليهم، حتى وصل بهم الأمر إلى عدم الامتثال إلا إلى اقتراحاتهم اللا معقولة فتأمل.
فإن قيل: هل المقصود من مصر التي أمروا بالهبوط إليها هي مصر فرعون؟ أقول: للمفسرين في هذا الباب مجموعة من الآراء أهمها:
أولاً: مصر فرعون وإن شئت فقل البلد المعروف بهذا الاسم، وهذا يدل على أن في إجابتهم نوع من التقريع، أي اهبطوا إلى أدنى المستويات وارجعوا إلى ما كنتم عليه من الذل والاستعباد وبالتالي يتوفر لكم ما سألتم من الطعام الأدنى.
ثانياً: أمرهم الله تعالى بالهبوط إلى الأرض المقدسة، وبهذا تكون محاربتهم لأعدائهم ثمناً للحصول على نوع الطعام الذي سألوه.
ثالثاً: أمر الله تعالى موسى بأن يبين لهم أن ما أرادوه من الطعام لا يمكن الحصول عليه في الصحراء ولكن قد يتوفر لهم في المدن، وبهذا يكون معنى قوله تعالى: (اهبطوا مصراً) من آية البحث. فيه دلالة على إرادة المفهوم العام للمدينة دون مصر المعهودة.
وعندي أن الرأي الأخير هو الصواب وذلك بسبب عدم منعها من الصرف في آية البحث، بخلاف المواضع الأخرى التي أشارت إلى مصر ممنوعة من الصرف، كما في قوله تعالى: (وقال الذي اشتراه من مصر) يوسف 21. وكذا قوله: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) يوسف 99. وقوله: (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر) الزخرف 51. وكذلك قوله تعالى: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً) يونس 87.
فإن قيل: إذا كان قتل الأنبياء بغير الحق أمر لا ريب فيه فما معنى الزيادة الحاصلة في السياق؟ أقول: قيامهم بهذا الفعل يدل على علمهم ببطلانه ولهذا كان تصرفهم أقرب إلى الجحود مع الاستيقان، أو أن هذا من باب التأكيد والكلام البليغ لا يخلو من ذلك، كما في قوله تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الحج 46. وكذا قوله: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به) المؤمنون 117. وقوله: (قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) الأنبياء 112. وكما ترى فإن المعنى قد ظهر في الكبرى بصورة أكثر جلاءً فتأمل.
من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
بابا الفاتيكان يفتتح المجمع الكنسي وسط جدل بشأن رجال الكنيسة المثليين جنسيا
بي بي سي
افتتح البابا فرانسيس بابا الفاتيكان المجمع الكنسي للروم الكاثوليك في كنيسة القديس بطرس والذي يركز على قضايا الأسرة.
ويأتي ذلك وسط جدل كبير أثاره اعتراف قس بارز في الفاتيكان قبل يوم من افتتاح المجمع بأنه مثلي الجنس.
وقال القس البولندي المولد كريستوف شارمسا (43 عاما) إنه يريد تحدي موقف الكنيسة "الرجعي" تجاه المثلية الجنسية.
وجرد الفاتيكان القس من منصبه الكهنوتي في الفاتيكان والذي كان يلزمه بالدفاع عن عثيدة الروم الكاثوليك.
وقال متحدث باسم الفاتيكان إن إعلان شارمسا عشية انعقاد المجمع الكنسي كان أمرا "خطيرا وغير مسؤول" وسيضع البابا فرانسيس تحت "ضغط إعلامي لا مبرر له".
وفي مقابلة مع صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، قال القس شارمسا "لقد حان الوقت لأن تفتح الكنيسة أعينها وأن تدرك أن حرمان المؤمنين المثليين كليا من حياة الحب هو شيء غير إنساني".
وتقول مراسلة بي بي سي للشؤون الدينية كارولين وايت إن هذا الجدل يمهد الطريق لما يخشى البعض أن يكون 3 أسابيع مزعجة.
المجمع الكنسي
يقول القس كريستوف شارمسا (43 عاما) إنه يريد تحدي موقف الكنيسة "الرجعي" تجاه المثلية الجنسية
وسيناقش نحو 300 من قادة الكنيسة الكاثوليكية وبعض المسيحيين العوام قضايا تشمل التعامل مع الكاثوليك المثليين وكيفية التعامل مع الشركاء الذين يعيشون معا دون زواج أو الذين يريدون استعادة زواجهم بعد طلاق سابق.
وتقول مراسلتنا إن الكنيسة على الأرجح ستغير من معتقداتها، لكن بعض التقليديين يخشون من أن المجمع الكنسي سيخلق حالة من البلبلة بشأن المبادئ المثلى للمعتقدات الكاثوليكية.
ودعا البابا إلى وجود نهج أكثر تفهما للقضايا المتعلقة بالجنس.
وبعد انتخابه لكرسي البابوية عام 2013، أكد البابا فرانسيس مجددا على موقف الكنيسة الكاثوليكية بأن علاقات المثلية الجنسية آثمة لكن التوجهات المثلية ليست كذلك.
وقال: "إذا كان هناك شخص مثلي ويريد التقرب من الله ولديه النية الحسنة، فمن أكون أنا لأحكم عليه"؟
وكان هناك اهتمام أيضا بقضية المثليين جنسيا خلال زيارة البابا إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وأجرى البابا اجتماعا سريا مع طالب سابق مثلي وصديقه في مقر بعثة الفاتيكان بواشنطن.
والتقى البابا أيضا مع كيم ديفيز وهي مسؤولية محلية في كنتاكي أثارت الاهتمام مؤخرا لرفضها إصدار تصاريح لزواج المثليين.
سورة البقرة.. الآية 57/ عبدالله بدر اسكندر
التقديس الوهمي للأماكن التي يجتمع فيها الناس يعد من الأفعال الزائفة التي ارتبطت بأسماء اعتبارية ليس لها أصل إلا في مخيلة من اصطلح عليها أو اعتقد بها وإن كان بعض الناس يسلم اضطراراً بتصديق هذا المعنى الذي ما أنزل الله تعالى به من سلطان. فإن قيل: ما هو الفعل الذي يمكن أن يقوم به الإنسان بعد أن استشرى هذا الأمر وأصبح حقيقة لا يمكن الخروج عن القوانين الموضوعة لها؟ أقول: على المرء أن يفرق بين التقديس المصطنع الذي أشرنا إليه وبين الاجتماع التكويني الذي ترجع أسبابه إلى التعارف المشار إليه في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات 13. وإذا ما حصل الاطمئنان بهذا النهج فمن الطبيعي أن يباعد الإنسان بين النظرة الأولى وبين المقررات التكوينية المرتضاة من قبل الله تعالى، وعند ذلك يعلم أن الأرض التي أنشأها الله سبحانه لعباده لا يمكن تقسيمها، وإن شئت فقل إنها وجدت لجميع المخلوقات وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (والأرض وضعها للأنام) الرحمن 10.
من ذلك يظهر أن التقسيمات التي وضعها الإنسان لهذه الأرض لا يمكن الاعتماد على بقائها إلى نهاية الأمر وإن أراد بعضهم تبديل المسميات إلى دار حرب ودار سلام، لأن الأخيرة من وضع الإنسان أيضاً ولا يمكن الركون إليها في جميع الأوقات، ومن هنا أخذت هذه التقسيمات تخضع في غالب الأحيان إلى سلطة الطغاة، وما نشاهده من ترك الناس لأماكنهم والانتقال إلى غيرها إلا أحد المصاديق التي تدل على أن الهجرة المقدسة هي أسمى من البقاء في تلك الأماكن أو بالأحرى هي هتك لشرعيتها التي قدست من قبل أتباع الباطل، ومن هنا تظهر نكتة أخرى في سؤال الملائكة للناس الذين يعتقدون أن الاستضعاف قد حال بينهم وبين اتباع دين الله تعالى، وذلك في قوله: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً) النساء 97.
من هنا نعلم أن الهجرة الجماعية قد تكون حلاً للناس الذين استضعفوا في الأرض، وهذا ما حدث لبني إسرائيل كما سيمر عليك. وبناءً على ما بينا نستطيع تقريب المعنى من وجه آخر وذلك عند الإشارة إلى أن الانتقال من عصر إلى آخر لا يمكن أن يكون سبباً للتغيير المفاجئ إلا إذا حصلت هناك حالات استثنائية ولذا نجد أن الناس الذين يكتب لهم التحرر من أيدي الطغاة واستعبادهم لا يجدون العلل التي تساعد على تبديل ما هم عليه في فترة قصيرة ولهذا كان لا بد من ظهور جيل آخر يعمل على تدارك الآلام والصدمات السابقة التي عاشها سلفه، وذلك لأجل إيجاد حياة أفضل من تلك التي قضاها أجداده تحت سياط الظلم والطغيان وهذه الحالات قد تكون مستطردة بين الأمم، وما نشاهده اليوم من مظاهر مشابهة لما نتكلم عنه يدل على تبيان المعنى بأتم وجه، وهذا ما جرى بالفعل لبني إسرائيل، باعتبار أن الفترة التي سبقت إخراجهم من سلطة فرعون كانت فترة قاسية بما في الكلمة من معنى وذلك بسبب الظلم الذي لحق بهم ومن هنا كان لزاماً أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة، وهذه الفترة كفيلة بتبديل الصفات السيئة المترسبة من العهد القديم كما بينا.
من ذلك نفهم أن أسلافهم الذين عاصروا المراحل الأولى من التيه لم يحدث في صفاتهم أي نوع من التغيير وهذا ظاهر في عصيانهم لموسى وكيف تمردوا على الأوامر الملقاة على عاتقهم، ولهذا رفض القسم الأكبر منهم الدخول إلى الأرض المقدسة وذلك بسبب الخوف الذي لحق بهم من القوم الجبارين وقد بين سبحانه ما حدث بينهم وبين موسى بقوله: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين... قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) المائدة 21- 22. وكان هذا أحد أسباب تخبطهم وتيههم في الأرض أربعين سنة دون أن يجدوا المخرج الذي يكفل لهم الخلاص من هذا السجن الكبير أو العقوبة التي جعلها الله تعالى أشبه بالتأديب الانتقالي المصاحب للرعاية الإلهية التي لا زالت ترفدهم بالأسباب المؤدية إلى بقائهم على قيد الحياة وهذا ما يفهم بالضرورة من تظليل الغمام عليهم وكذا إنزال المن والسلوى، وقد عد هذا التظليل نعمة من الله تعالى لما فيه من وقاية لهم من حر الشمس.
فإن قيل: كيف يعتبر تظليل الغمام نعمة من الله تعالى؟ أقول: يعتبر الغمام نعمة إذا علمنا أنه ليس من الأنواع المتعارف عليها والتي تزول بزوال المؤثر الطبيعي لها، أو يمكن القول إنه من نوع خاص هيأه الله تعالى لهم رحمة منه، إضافة إلى نوع الطعام الخاص الذي أنزله عليهم، ولهذا جمع الحق سبحانه هذه النعم في قوله: (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) البقرة 57.
فإن قيل: ما المقصود من المن والسلوى اللذين تفضل بهما الله تعالى عليهم؟ أقول: ذكر المفسرون أن للمن والسلوى كثير من المعاني التي تكاد تختلف في المصاديق وإن تشابهت في المفاهيم ومنها:
أولاً: المن: شبيه بالطل الذي يسقط على الأشجار ويكون له مذاق عذب ممزوج بشيء من الحموضة.
ثانياً: السلوى: هو طائر لا يزال يطلق عليه السماني.
ثالثاً: المن: نوع من أنواع العسل يمزج بالماء ثم يشرب.
رابعاً: السلوى: العسل بلغة كنانة.
خامساً: المن: هو جميع ما أنعم الله تعالى به على بني إسرائيل.
سادساً: السلوى: نوع من المواهب التي لها دور في تسليتهم وإذهاب الحزن عنهم.
وهذه الآراء وإن كان بعضها يحتمل الصواب إلا أن الرأي الأخير فيه مخالفة ظاهرة لصريح القرآن الكريم الذي أشار إلى الصنفين بقوله تعالى: (كلوا من طيبات ما رزقناكم) من آية البحث. ويعضد هذا المعنى بقوله: (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) الأعراف 160.
فإن قيل: إذا كان مصدر المن والسلوى من الأرض فما معنى الإنزال؟ أقول: يطلق الحق سبحانه مصطلح الإنزال على جميع المخلوقات سواء كان مصدرها الأرض أو السماء وذلك نظراً إلى ظهورها من الأصل الثابت، المشار إليه بقوله تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) الحجر 21. وهذه هي الكبرى التي تفرعت منها مجموعة من الآيات، كقوله تعالى: (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) الزمر 6. وكذا قوله: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً) آل عمران 154. وقوله: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشا) الأعراف 26. وكذلك قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) الحديد 25. وهناك آيات كثيرة بهذا المعنى.
فإن قيل: آية سورة النساء التي بينت فيها النكتة الثانية يظهر من سياقها أن سؤال الملائكة للذين ظلموا أنفسهم كان عن حالتهم التي ابتعدوا بسببها عن الدين ولكن المطلوب لم يظهر في إجابتهم؟ أقول: كان جوابهم من وضع السبب موضع المسبب، وذلك تفادياً لتبيان الأعذار على وجهها الحقيقي الذي يسبب لهم الإحراج، وهذا نظير قوله تعالى: (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون) فصلت 21.
من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
إليك أيها المختال الفخور/ عبد القادر كعبان
في سلك التعليم نسمع الكثير من الأسئلة والكثير من الأجوبة في آن واحد، وآخر شيء لفت انتباهي قول أحدهم: من هو المختال الفخور؟ فجاءت إجابة شخص آخر كالآتي: هو ذلك الثري المعجب بنفسه من يدوس على المستضعفين من حوله حيث يكسب سيارة فخمة وهاتف نقال آخر موديل ووو...
يجدر بنا قبل كل ما سبق ذكره الرجوع إلى القرآن الكريم لنجيب عن ذلك السؤال بقوله تعالى: "إن الله لا يحب كل مختال فخور" (سورة لقمان، الآية 18). والمختال هو المتكبر الذي يباهي بما أوتي، وللأسف هذه الفئة من الناس موجودة بكثرة في آخر الزمان الذي نعيشه اليوم من نساء ورجال، حيث نرى من يفتخر بماله وحسبه ومركزه الاجتماعي بل وينظر إلى من هو أدنى منه بإحتقار وسخرية متناسيا قوله عز وجل: "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد" (سورة فصلت، الآية 64).
قصة المختال الفخور تذكرنا بوصايا "لقمان" الحكيم لإبنه، فهو لم يكن نبيا أو رسولا لكن ذكره القادر عز وجل لحكمة إلهية بالغة في القرآن العظيم فأثنى عليه وحكى لنا من كلامه فيما وعظ به ولده ومن ذلك ما قال: "ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور" وهنا يغلب النهي على ذلك حيث يجعلنا نتذكر قوله تعالى: "وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع" (سورة الرعد، الآية 26) أين نرى اليوم الكثير من الأغنياء الذين أعطاهم عز وجل من الدنيا ما لا يمكن إحصاؤه لكنهم منشغلون بذلك عنه، بل يلهثون كالكلاب حول ملذات الدنيا ويبيعون أعمارهم بثمن بخس في سبيل ذلك، بل ويسعون لتربية أبنائهم وبناتهم على نفس المنهج للأسف الشديد.
ما يفزع الموتى في قبورهم هو أن هذه الفئة تسعى لإرساء "معالم السلام" في وطننا العربي اليوم بخطاب أو أغنية مصورة أو فيلم سينمائي أو تصوير الإعلانات وغيرها، فتتولد في نفوسهم حالة تسمى الفرح والسرور لكن كل ذلك مبني على نفاق اجتماعي فهم تناسوا قوله تعالى: "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون" (سورة الأنعام، الآية 44).
المختال الفخور مريض قلبه لا محالة بل هو كقبر الميت ظاهره الزرع المخضر وباطنه الجيف، وهذا يذكرنا بحديث المصطفى صلى الله عليه و سلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم"، فلا عبرة إذن بحسن الظاهر مع خبث الباطن.
إليك أيها المختال الفخور: فلا المال ينفع ولا العمل يشفع، بل المفتاح الحقيقي للإنسان سلامة قلبه لذا كان غرض كل العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج في شريعة الإسلام الوصول إلى القلب السليم وهذا ما قاله نبينا الحبيب عليه أزكى الصلاة والتسليم: "التقوى ها هنا" مشيرا إلى صدره، علامة على أن مكان التقوى هو القلب والله أعلم.
اعياد الصليب/ لطيف شاكر
منذ نشأة المسيحية استخدم المسيحيون علامة الصليب ... هذه حقيقة يؤكدها جميع العلماء والباحثين ..فعلامة الصليب تراث تقليدى يتغلغل فى حياة المؤمنين بتسليم رسولى
وتعلم الكنيسة أبناءها المؤمنين أن يرسموا علامة الصليب على ذواتهم عند بدء الصلوات وفى ختامها . عند النوم وحال اليقظة . فى دخولهم إلى بيوتهم وخروجهم منها . فى أكلهم وشربهم . عند بدء كل عمل ، وعند ارتداء ثيابهم .. وبالجملة فإن علامة الصليب تتخلل حياتهم اليومية .. لقد صاحبت كل عمل دينى أو دنيوى فى حياة المسيحى من اليقظة فى الصباح حتى رقاد النوم فى الليل..
وحين يرسم المؤمنون الصليب على جباههم ، أو حين يرسمه الكهنة على المؤمنين أو على أوانى الكنيسة يذكرون كل المعانى التى تشتمل عليها الديانة المسيحية
وإعلانا لإيمانهم المسيحى وافتخارا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به تم فداؤنا وخلاصنا وانفصالنا عن الشيطان والعالم ، وانطلاقنا من أسر اجحيم وعبودية إبليس " أما أنا فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به صلب العالم لى وأنا صلبت للعالم " ( غلاطية 6 : 14 ) .
فيذكرون عمل المسيح الفادى وخلاصه العظيم ، وجميع البركات الخلاصية النابعة من الصليب .. ويذكرون أنهم ليسوا بعد لأنفسهم ، بل للذى مات لأجلهم وقام ( 2 كو 5 : 15 ) .. ويذكرون أنهم اشتروا . بدم ثمين ، فعليهم أن يمجدوا الله فى أرواحهم وفى أجسادهم التى هى له ( 1 كو 6 : 20 ) .. وعندما يذكرون تلك المعانى تضطرم فيهم محبة الله ، ويزدادون تعلقا به ورجاء فيه
وليبرهنوا على تبعيتهم للمسيح المصلوب .. فالصليب هو العلامة المميزة للمؤمنين بالمسيح ، المنضمين تحت لوائه ، لأنه علامة مخلصهم الفادي .
والكنيسة القبطية تعيد للصليب فى 17 توت (27 سبتمبر) يوم ظهوره للملك قسطنطين، و فى 10 برمهات (19 مارس) يوم عثور الملكة هيلانة على خشبة الصليب المقدسة سنة 326م حيث بحثت عنه كثيراً وعثرت عليه بمعونة الله بعد أن ضيقت على شيخ يهودي بالتعب والجوع
ويذكر المؤرخ الكنسي سقراط (380-450م) أن السبب في اختفاء المكان يعود الي تغطيته بالتراب على شبه هضبة أقيم فوقها هيكل وثني لاله فينوس , وقد أمرت الملكة بهدمه ورفع الأتربة من فوقه فوجدت ثلاثة صلبان على رمية حجر من مكان القبر المقدس وقد وجدت صليب الرب وعليه العنوان الذي كتبه بيلاطس وللتأكد اختبرته في عمل معجزة عجيبة فبنت كنيسة أسمتها أورشليم الجديدة (سميت بكنيسة القيامة بعد ذلك) ووضعت فيها علامة الصليب.
والجدير بالذكر أن الملكة هيلانة وجدت في القبر المقدس المسامير التي سُمرت بها يد المخلص وأرسلتها إلى ابنها الذي ثبت مسماراً منها على الخوذة الملكية التي يخوض بها المعارك هذا ما يفسر تقليد الملوك بعد ذلك في وضع قطعة حديد على هيئة مسمار في خوذاتهم وتيجانهم. ومن المعروف أن الملك قسطنطين أمر بتوزيع قطع من خشبة الصليب إلى كافة كنائس العالم وقتئذ، وقد احتفظت كنيسة روما بقطعة كبيرة منه
وفي عهد الحاكم بأمر الله (996 م 1021 م) امر بهدم كنيسة القيامة واطلق عيها كلمة القمامة وكانت السبب في قيام الحروب الصليبية .
قال كتاب أحداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنين للدكتور عبد السلام الترمانيني طباعة دار طلاس في دمشق :
.....ثم حدثت أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية تراخت فيها قوتها وانتهت إلى الزوال. وقد بدأ هذا التراخي في عهد الحاكم بأمر الله لسوء تصرفاته , ومنها إقدامه على هدم كنيسة القيامة في القدس وكان هدمها من أسباب قيام الحروب الصليبية. "
وقال كتاب المرقصات والمطربات لابن سعيد الاندلسي : أمر خليفة مصر الحاكم بهدم كنيسة قيامة بيت المقدس : وقد خرج أمر الإمامة في هدم كنيسة القيامة على أن يصير سقفها أرضاً وطولها عرضاً. "
وقال كتاب الوافي بالوفيات للصفدي الصفحة 959 : "وقد خرج أمر الإمامة، بهدم كنيسة القمامة، حتى يصير سقفها أرضاً، وطولها عرضاً".
هجرية: وقال المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار صفحة 1277 - عن ما حدث في سنة 325 : "
وفي أيامه ثار المسلمون بالقدس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وحرّقوا كنيسة القيامة ونهبوها وخرّبوا منها ما قدروا عليه.
وقال جاك تاجر في كتابه أقباط ومسلمون
"ولا بد أن يكون هذا الإجراء أحد الأسباب الهامة لقيام الحروب الصليبية
والصليب سوف يظهر مرة أخرى فى السماء كالعلم الذى يتقدم أمام الملك (وليس لكسره كما يقولون !!!) .. وحينئذ ينظر إليه الذين طعنوه والذين استهزأوا به . وإذ يعرفونه ( المسيح ) من الصليب يندمون حيث لا زمان للتوبة . أما نحن فنفتخر بالصليب ونعظمه عابدين الرب الذى أتى وصلب عليه
وصليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها .. حوله يدور كل فكر العهد الجديد ، وفيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيحية وشعارها ومجدها .. هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول" اكو 18:1" إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله
إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد المسيح الذى علق عليه .. وحينما نتحدث عن الصليب فإنما نشير حتما إلى موت المسيح .. لذا فلا غرابة إن رأينا أسفار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالحديث عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب
ان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب 1 كو 15 : 3 ، 4
وبعد ان كان الصليب رمز قديم لوحشية الإنسان صار بالسيد المسيح المصلوب عليه تجديدا للخليقة الجديدة وذا تأثير حضارى واسع واصبح موضع الحب الالهي للبشرية حيث أظهر الله قمة محبته لنا فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية يو 3 : 16
والمسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام كنيسة المسيح أو شعب المسيح . ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها
لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ، والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر.
والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال ..و للصليب وجهين : وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالفرح ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالالم مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين الصليب والقيامة ,الحزن والفرح , الالم والمجد.
و الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .... فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " عب 12 : 2 ، 3
ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستحقوا أفراح القيامة والانتصار . نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " 1 كو 1 : 23 ، 24
كان وسيظل الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .
هناك مفاهيم كثيرة يمكن ان تدخل تحت عنوان" الكنيسة والصليب "هل هو موضوع يصف حقبة من حياة الكنيسة مضت وانتهت ام هو موضوع الحاضر المعاصر ..ان المعني يشمل الامرين الحاضر والمستقبل علي ضوء الماضي ..وما نعنيه كيف حملت الكنيسة الصليب ؟ كيف احبته فاحتضنته ..كيف تعاملت معه ؟ وكيف حملته ؟ وكيف تصرفت ازاء الضيقات وكل قوي الشر التي تصدت لها في العالم وكيف علمت ابنائها حمل الصليب بافتخار وعدم انكاره ..وكيف صارت شاهدة للصليب وسط عالم وضع في الشرير .... اننا من اجلك نمات كل النهار ....ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا ( رو37:8) ويقول بطرس الرسول :لانكم لهذادعيتم فان المسيح ايضا تألم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته 1بط21:2
توت/سبتمبر