سورة البقرة من الآية 87 إلى الآية 89/ عبدالله بدر اسكندر

 الرسالة التي نزل بها القرآن الكريم لم تأت للقضاء على الرسالات السابقة أو نسخها بالكامل وإنما جاءت لتكون مكملة لها وهذه سنة متوارثة لدى الأنبياء لا سيما أصحاب الرسالات المؤيدة بالكتب كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام) وقد أشار تعالى إلى هذا المعنى بقوله: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الشورى 13. وهذا يدل على أن شريعة النبي محمد (ص) هي مجموع وصايا الله تعالى للأنبياء الذين ورد ذكرهم في الآية، وهذه السنة لا يمكن أن يتم لها البقاء والاستمرار إلا بتصديق اللاحق للسابق وبشارة السابق باللاحق، وهذا الأمر لا يقتصر على أولي العزم بل يتعدى إلى جميع الأنبياء وإن تدارس بسبب طول الأمد، ولذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يرسل الأنبياء إلى جميع أنحاء الأرض وبكثرة عددية حتى وصفهم بعض المحققين بأنهم جم غفير لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
ومما تقدم يظهر أن الهدف من مجيء الرسل يتمثل في البشارة والإنذار لكي يتم نشر دين التوحيد في الأرض، فإذا طال الأمد بعد فترة إرسال النبي فمن الطبيعي أن يسلك الناس سلوكاً آخر لا يتفق مع الأهداف التي بعث من أجلها الأنبياء، مما يجعل الفساد يعم الأرض مرة أخرى والعبادة تأخذ منحى آخر وتتشعب إلى طرق مختلفة، وبهذا يتلاشى الإنذار ويذهب أثر الوعظ والإرشاد وتحرف الكتب إلى تأويلات باطلة لا تمت لدين الله بصلة.
فإن قيل: هل تسقط الحجة عن الناس في هذه الفترة؟ أقول: هذه المرحلة لا تكون خالية من النذير ولكن ينتابها الضعف باعتبار أن النذير لا يحمل نفس التعاليم المراد نشرها بين الأمم كما هو الحال في بعثة الأنبياء مع ملاحظة إتمام الحجة على الناس، وهذا يدل على أن الأمم التي يرسل الله تعالى إليهم أنبياء أكثر من غيرهم لا بد أن يكون القابل عندهم ضعيفاً ما يباعد بينهم وبين التسليم لأمر الله تعالى، وهذا ما حدث بالفعل لبني إسرائيل الذين كانوا يزعمون أن تفضيلهم ناتج عن كثرة ما أرسل إليهم من أنبياء وأنت خبير بأن العكس هو الصحيح.
فإن قيل: ما سبب إطناب القرآن الكريم في ذكر الوقائع والأحداث التي مر بها بنو إسرائيل؟ أقول: الوقائع المختلفة التي مرت على بني إسرائيل لم تذكر في القرآن الكريم جزافاً وكذا لا يمكن تصنيفها ضمن الأحداث التأريخية التي لا طائل من وراء سرد مجرياتها، وإنما ذكرت لغاية أسمى باعتبارها من المناهج التي لا تمحى آثارها ولا تخلق على مر الدهر مهما اختلفت المراحل التي تمر بها البشرية أو اتخذت ما تشاء من الأهواء والفتن، ومن هنا كان التطرق إلى ذكر تفاصيل حياتهم قد أخذ مساحة واسعة في القرآن الكريم، ولا يخفى على المتأمل بأن هذا النهج قد مهد للمسلمين الأخذ بأسباب التمسك بشريعتهم والرجوع إلى الحق الثابت الذي يكفل لهم تصحيح مسيرتهم بعيداً عن الخط المنحرف الذي انتهجه أهل الكتاب في تعاملهم مع الأنبياء من خلال رحلتهم الشاقة التي أثرت فيهم الأثر السلبي حتى وصل بهم الأمر إلى الاعتراف بعدم تلبية نداء الحق وذلك في قولهم قلوبنا غلف كما سيمر في تفسير آيات البحث، ولذلك حذرنا القرآن الكريم عن عدم المساس بالمصلحين والهداة كما كان يفعل بنو إسرائيل في تكذيب الأنبياء أو قتلهم، ولهذه الأسباب نرى أن الحق سبحانه قد أرسل رسله تترا يقفو بعضهم إثر بعض نتيجة لانحراف اليهود عن المنهج الذي كلفوا به من جهة وبسبب الأمراض الخلقية التي لا تكاد تفارقهم من جهة أخرى، وسيمر عليك هذا المعنى من خلال البحث.
وقفة مع آيات البحث:
قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون) البقرة 87. الكتاب المشار إليه هو التوراة الذي توارثه جمع من الأنبياء، وقفينا أي أتبعنا ونظير هذه الآية قوله تعالى: (ثم أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً وجعلناهم أحاديث فبعداً لقوم لا يؤمنون) المؤمنون 44. وفي هذا دليل على تواتر الرسل ومجيء بعضهم في إثر بعض على نهج واحد مأخوذ من التوراة، حتى وصل الأمر إلى بعثة عيسى الذي اختصه الله تعالى وأيده بروح القدس، وقيل في معنى روح القدس مجموعة من الأقوال أهمها:
أولاً: هو القوة الغيبية التي أيدت عيسى فكان بواسطتها يحيي الموتى ويشفي الأكمه والأبرص.
ثانياً: هو جبرائيل وإضافة الروح إليه فيها إشارة إلى طهارته وقداسته.
ثالثاً: قال بعضهم هو الإنجيل، والأول أقرب لاختصاص عيسى بما ذكرنا.
فإن قيل: لمَ خص الله تعالى عيسى بالذكر دون سائر الأنبياء؟ أقول: السبب في ذلك يرجع إلى توبيخ اليهود وتقريعهم لأنهم كانوا يكذبونه ويكفرون به لذا ناسب ذكره في هذا المقام علماً أنه لم يأت بشرع جديد أو رسالة مخالفة لما في التوراة، والمراد من التأييد إشارة إلى تقويته وهذا اللفظ مشتق من اليد لأن فيها معنى القوة، كما في قوله تعالى: (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) ص 17. أي صاحب القوة والمراد من القوة هنا قوة معنوية وهي قوة الرسالة، أما البينات فهي المعجزات التي أيد الله تعالى بها عيسى ومعنى بما لا تهوى أنفسكم أي بما لا يتفق مع اتجاهاتكم، ولهذا فرع على هوى أنفسهم ذكر استكبارهم أي استكبرتم عن الإجابة احتقاراً للرسل، وههنا إشارة للأنبياء الذين كذبوهم ومنهم عيسى ومحمد (ص) وفي الوقت نفسه تطرق سبحانه إلى الأنبياء الذين قتلوهم ومنهم زكريا ويحيى.
قوله تعالى: (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون) البقرة 88. ههنا صدر ادعاء منهم بأن قلوبهم مغلفة أي لا يدخلها شيء من الإنذار أو الهداية، ونظير هذا المعنى قوله تعالى: (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون) فصلت 5. والدليل على أن هذا ادعاء منهم هو رده تعالى عليهم بقوله: (بل لعنهم الله بكفرهم) من سياق البحث. أي ليس الأمر كذلك وإنما هذا الادعاء كان سبباً في لعنهم وطردهم من رحمته سبحانه وذلك بسبب جحودهم بالله تعالى وبرسله.
قوله تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) البقرة 89. الآية تشير إلى أن اليهود كانوا يستفتحون على كفار العرب أي يطلبون الفتح عليهم ببعثة النبي، إلا أن الأمر اختلف اختلافاً كلياً عند بعثة النبي (ص) وذلك بسبب استكبارهم الذي نتج عنه كفرهم، وذكر في أسباب النزول أنهم هاجروا إلى يثرب من أجل انتظار النبي الذي بشرت به التوراة كما كانوا ينتظرون الفتح والنصر على الذين كفروا إلا أنهم سرعان ما أعرضوا عن تأييد الرسالة علماً أن تعاليمها تتطابق مع نهجهم وتصدق ما في كتابهم، ولهذا ذيل تعالى السياق بلعنهم المتفرع على كفرهم بما عرفوا من الحق.
فإن قيل: ما المقصود من قوله تعالى: (فقليلاً ما يؤمنون) الذي ورد في سياق البحث؟ أقول: في هذا التعبير إشارة إلى أن إيمانهم كان في الجملة لا بالجملة فتأمل. 
  من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن 

الطريق/ نسيم عبيد عوض

إطلق على المؤمنين المسيحيين فى القرن الميلادى الأول إسم "الطريق" نسبة الى قول الرب لتوما الذى سأله " ياسيد لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق. قال له يسوع انا هو الطريق والحق والحياة."يو14: 5و6‘ وجاء هذا الرد ضمن إصحاح 14 من إنجيل القديس يوحنا البشير ‘الذى يبدأ ب" لا تضطرب قلوبكم " وهو إنجيل القداس فى الأحد الخامس من الخمسين المقدسة‘ وصية قالها السيد المسيح لتلاميذه فى اواخر أيامه على الأرض وقبل الصلب ‘ وعلى الصليب وقد أكمل كل شيئ قال بفمه الطاهر "قد أكمل" ‘ فقد دفع الدين عنا كقول معلمنا بولس الرسول " اذا لا شيئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح."رو8: 1‘ أيضا دفن الموت بموته كقول الكتاب" تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة..اين شوكتك ياموت..أين غلبتك ياهاوية ."1كو15: 16‘ وأظهر القيامة بقيامته .." ان كان لنا فى هذه الحياة فقط رجاء فى المسيح فإننا أشقى جميع الناس‘ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين."1كو15: 21 ‘ ليؤكد لنا رجاءنا فيه والقاعدة الإيمانية التى قالها لمرثا" أنا هو القيامة والحياة .من آمن بى ولو مات فيسحيا . وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد. يو11: 25و26.

طريق الأبدية
عندما قدم لنا السيد المسيح نفسه حيا من الأموات قدم لنا الطريق للأبدية:

1- أعطانا ذاته خبزا حيا.. ‘ وأقر هذه الحقيقة الإيمانية لنا" أنا هو الخبز الحي الذى نزل من السماء ‘إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد ."يو6:.51‘ وقبلها قال " فقال لهم يسوع انا هوخبز الحياة .من أقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا."يو6: 34.

2- ودمه الكريم ..حسب قوله للمرأة السامرية" ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش الى الأبد . بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية." يو4: 14‘ وأيضا " من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة ابدية وانا أقيمة فى اليوم الأخير." يو6: 54.

3- أعطانا نور الحياة الجديدة ومنحنا ان نكون نورا للعالم " مادام لكم النور .آمنوا بالنور. لتصيروا أبناء النور."يو12: 36. وفى فصل البشارة من إنجيل معلمنا يوحنا البشير إصحاح 14 ‘ والذى يقرأ يوم الأحد الخامس من الخمسين المقدسة .

 ثلاث حقائق إيمانية :
فى هذا الفصل من الكتاب يقدم لنا الرب نحن المؤمنين به ثلاثة حقائق إيمانية:

1- العالم يمضى وكل شيئ معه وليس لنا فيه إقامة دائمة.

2- منزلنا الحقيقى فى السماء مع المسيح.

3- بطريق واحد وهو إبن الله.
والرب قبل صعوده للسماوات قال لنا "لا تضطرب قلوبكم" والإضطراب معروف فى علم النفس انه حالة فكرية تأتى للإنسان بسبب الخوف من المجهول أو بسبب الحزن الشديد أو الشك الكثير‘ وعكسه تماما الإطمئنان الذى هو السلام وهدوء النفس ‘ والإضطراب الذى يقصده الرب هنا هو الذى يتملك الانسان إذا تخلخلت رباطات الإيمان بالله ‘ وبإبن الله ‘ وهذا هو الذى حدث للقديس بطرس (مت 14: 30-31 )..فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتى الى يسوع . ولكن لما رأى الريح شديدة خاف..وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا..يارب نجنى.. فقال له الرب بعد أن أمسك بيده ونجاه" ياقليل الايمان لماذا شككت." ‘ فالإيمان بالله هو الثبات فى الحق الذى هو الله ‘ فالذى يؤمن بالله يثبت فيه ولا يتطرق اليه أى شك أو إضطراب لأنه كما قالت نبوة إشعياء " فالله هو صخرة الدهور." اش26:4.

طريق إبليس
وعكس ذلك تماما هى خطة الشيطان الدائمة تصيبك بالإضطراب القلبى ليبعدك عن الله وطريقه بوسائل كثيرة:
1- بالشك ..يشكك فى كلمة الله وصلاحيتها.

2- يفحمك بالإحباط ليجعلك تعيش مشاكلك الشخصية بإستمرار فلا تنظر نحو الله.

3- بالتضليل ..يجعل الأشياء المضلة جذابة فى الأعين حتى تشتهيها أكثر من التى تقربك من الله. وفى هذا سأل إرميا النبى قديما: " أبر أنت من أن أخاصمك ‘لكن أكلمك من جهة أحكامك‘ لماذا تنجح طريق الأشرار؟ إطمأن كل الغادرين غدرا." إر12: 1‘ وبعدما عرف أرميا الحقيقة وقالها" عرفت يارب أنه ليس للإنسان طريقه .ليس لإنسان يمشى أن يهدى خطواته."إر10: 23.

4- الهزيمة ..الشيطان يجعل الإنسان يشعر دائما بالفشل حتى لا تفكر أو محاولة التقرب من الله. 5-التأجيل ..يصيبك بالكسل ويضع حياتك كلها فى تأجيل مستمر حتى لا تنجز شيئا أبدا. ولكل هذا يأتى الإضطراب والقلق النفسى.والرب يوصينا " لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." سلامى أترك لكم . سلامى أعطيكم. ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا." يو14: 27.

 مكاننا الأبدى
ويقول الرب لنا حتى لا تضطرب قلوبنا " فى بيت أبى منازل كثيرة. والا فانى كنت قد قلت لكم.والمعنى واضح:

1- الله قادر أن يعد مكانا لأى عدد من البشر.

2- فى بيت الله مقرنا الأبدى منازل ومنزلة لكثيرين حسب رحمته.

3- رجاءنا فى رحمة الله لأن الى الأبد رحمته.

4- لأن نجما يمتاز عن النجم فى المجد فقد رتب لنا منازل حسب الأجر السماوى‘ وحسب الجهاد ‘ فهو مثلا يعطى مرتبة عظيمة فى السموات ويطوب " طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين. افرحوا وتهللوا . لأن أجركم عظيم فى السموات ." مت5: 11و12.
وقول الرب " وان مضيت واعددت لكم مكانا آتى ايضا وآخذكم إلي حيث اكون أنا تكونون انتم ايضا." يو14: 3‘ هو هنا يستعلن لاهوته : 1- أنا هو الطريق والحق والحياة. 2- ليس أحد يأتى الى أبى الا بى. 3- لو كنتم عرفتمونى لعرفتم أبى أيضا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه. 4- الذى رآنى فقد رأى الآب. 5- الآب الحال في هو يعمل الأعمال. وما أعظم قول الرب " أنا هو الطريق والحق والحياة" وكما فسرها معلمنا بولس الرسول" لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول الى الأقداس بدم يسوع طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أى جسده." عب10: 19-20 ‘ وطريق المسيح هو طريق الحب كقوله " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 16‘ وهو طريق التواضع والطاعة" فهو الذى أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس ‘ وأطاع حتى الموت موت الصليب." في2: 7و8‘ وهو الطريق الوحيد الى السماء بتجسده وصلبه وموته وقيامته لنا فيه الفداء ‘ طريقا كراسه لخلاص البشر. وطريقه هو وصاياه المقدسة وكقول معلمنا بطرس الرسول "جعلنا شركاء الطبيعة الإلهية " فى القداسة وروح الحق. وأيضا بنعمته وهبنا الإيمان به وعطيته روحه القدوس فجعلنا هيكلا له وروحه القدوس يسكن فينا.

 هدف الإستعلان
جوهر رسالة السيد المسيح تقوم على فعلين أساسيين هما :

1- استعلان الآب السماوى لنا‘ من خلال تجسده وبنوته الطبيعية للآب.."من رآنى فقد رأى الآب ..ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه "‘ وأيضا قول الكتاب " الله لم يره أحد قط ..الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر."يو1: 18. 2- حمل الرب يسوع جسدنا البشرى وصعد به للآب وذلك من خلال قوة قيامته كقول الكتاب " لأنه من عند الله خرج والى الله يمضى." يو13: 3‘ وكقول الرسول " دخل مرة واحدة الى الأقداس فوجد فداء أبديا." عب9: 12‘ وإذا قال الكتاب " وليس بأحد غيره الخلاص ." لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص." أع4: 12 . فيكون السيد المسيح هو وحده  الطريق والحق والحياة. وهذا هو إيماننا المستقيم.أمين.

إني ألوذ/ محمد محمد علي جنيدي


إنِّي ألوذُ بنورِ حسنِك أحمدُ
أرجو وصالاً والوصالُ مُسدَّدُ
هذا حنينٌ والحنينُ بقدرِهِ
لا يأسَ في حبٍّ رعاه الأوحدُ
إن شاء ربُّك للقلوبِ أمانَها
تحيا بهِ إن الأمانَ محمَّدُ
أو شاء ربُّك أن يجيبَ سؤالَكُم
فاسألْْ بحبٍّ عند ربِّك يُحمدُ
إن المحبَّةَ للنَّبيِّ كرامةٌ
تَروي كجَوْدٍ والحيا متجدِّدُ
صلِّ على الهادي البشيرِ بأمرِها
يُغنيك ربُّك والصَّلاةُ تَعبُّدُ
إن الصَّلاةَ بذاتِ أحمدَ تُرتَجى
كلُّ الهمومِ بسرِّها تتبدَّدُ
صلَّى عليك اللهُ يا بدرَ الدُّجى
وهو الحميدُ وأنت عنده أحمدُ
- مصر
m_mohamed_genedy@yahoo.com

احد السعف ورموزه في العهد القديم/ لطيف شاكر

كان  اليهود في العهد القديم يحتفلون بعيد المظال أو السوكوت أو عيد العُرش يبدأ هذا العيد في الخامس عشر من شهر تشري حسب التقويم العبري و يستمر ثمانية أيام ويأتي بعد عيد الغفران , وهو إحياء لذكرى خيمة السعف التي آوت اليهود في العراء أثناء خروجهم من مصر. وفي نهايته يحتفل باستلام التوراة وتسمى فرحة التوراة  وحسب لاويين  23: 40 ( وتأخذون لانفسكم في اليوم الاول ثمر أشجاربهجة وسعف النخل وأغصان أشجارغبياء وصفصاف الوادي وتفرحون امام الرب الهكم  سبعة أيام)
وكان يتوقف العمل في اليوم الأول والذي يعتبر عطلة رسمية وكذلك الأخير من العيد ، وخلال الأيام الخمسة تقام المظلات قرب البيت أو على السطح وشرفات البيوت المفتوحة ، وفي اليوم الثامن تبدأ صلوات طلب المطر  وكانوا يهتنفون: هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل
واستعمال  النخيل يعود إلى زمن المكابيين. عندما دخل اليهود (إلى القلعة) في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني... بتسابيح الحمد وسعف النخل...   . إذن سعف النخل يدل  على الانتصار. وكانت زينة الملك العائد من الحرب منتصرا
ويسمى هذا اليوم  "أحد السعف" والسعف في اللغه العربيه هي اغصان النخيل ,وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بهذا اليوم أيضا باسم "يوم السباسب" وهو مذكور في عدة مصادر وهو العيد الذي ذكره النابغة الذبياني حيث قال : "رقاق النعال طيب حجزاتهم‏... يحيون بالريحان يوم السباسب‏" ويوم السباسب كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين، والسباسب جمع سبسب : شجر يتخذ منه السهام .
لقد دخل يسوع أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وكان أعلن: "لايمكن ان يهلك نبي خارجا عن  أورشليم" ( لو33:13)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي  (الثيئوقراطي) . وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع  اولادك ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم  تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. لاني  أقول لكم  لا ترونني  من  الآن حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" ( مت37:23)
 وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة  بالهناف  من الشعب  والاطفال: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة
سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم
هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية
كانت أورشليم تكتظ بالملايين في ذلك الوقت، جاءوا يشترون خرافًا يحتفظون بها لتقديمها فِصحًا عنهم، أمّا السيِّد المسيح - حَمَل الله - فتقدّم بنفسه متَّجهًا نحو أورشليم ليقدّم نفسه فِصحًا عن البشريّة بإرادته. إنه ليس كبقيّة الحملان التي تُذبح فتؤكل وتُستهلك، إنّما يقدّم جسده ذبيحة حبّ قادرة أن تقيم من الموت وتهب حياة أبديّة لمن ينعم بها. إنه الكاهن والذبيحة في نفس الوقت الذي يتقدّم إلى الصليب، ليقدم نفسه فدية عن كل البشرية فهو الفادي والفدية .
و دخل اورشليم رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان: كان لركوبه دابة هذه المرة عن  قصد. ولقد كشف النبي زكريا في نبوءته سر هذا الأمر بقوله: اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.
نجد الرب داخلاً هنا على "جحش" وليس على "فرس" لأن هنا دخول الاتضاع وليس دخول المجد وليس علي  الفرس رمز الحرب والكبرياء  ,يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم:"لقد شبّه البشر بهذين الحيوانين لوجود مشابهات معهما... فالحمار حيوان دنس (حسب الشريعة) وأكثر الحيوانات المستخدمة للحمل غباءً، فهو غبي وضعيف ودنيء ومثقّل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوّثوا بكل شهوة وعدم تعقل، كلماتهم لا تحمل رقّة، أغبياء بسبب تجاهلهم لله، فإنه أيّة غباوة أكثر من احتقار الشخص للخالق وتعبُّده لعمل يديه كما لو كان خالقه؟! كانوا ضعفاء في الروح، أدنياء، إذ نسوا أصلهم السماوي وصاروا عبيدًا للشهوات والشيّاطين. كانوا مثقّلين بالأحمال، يئنّون تحت ثقل ظلمة الوثنيّة وخرافاتها
والأتان ترمز إلى الأمة اليهودية، وإلى أورشليم اليهودية (أرميا2: 24)، ولعل وجه الشبه بين الأتان وبين أمة اليهود أن الأتان تمرست على الركوب، وتعودت عليه، كما تمرست الأمة اليهودية على نير الشريعة ونداءات الأنبياء. أما الجحش فهو لطياشته يرمز إلى الأمم الوثنية من غير اليهود، الذين لم يخضعوا لشريعة الله. كما أن الجحش في نظر اليهود نجسًا. لأنه لا يجتر وهو غير مشقوق الظلف. وكذلك الأمم غير اليهودية كانت في نظر اليهود نجسة.  
واستقبله اهل اورشليم  باغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية
اما  فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو"   عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة وذلك سنة 175 قبل الميلاد
وقال المقريزي : كان عيد الشعانين من مواسم النصارى بمصر التي تُزين فيها كنائسهم، فلمَّا كان لعشر خلون من شهر رجب سنة (378هـ) فالأعياد الكبار عندهم هى‏:‏ عيد البشارة وعيد الزيتونة وعيد الفصح
ويُعرف عندهم‏‏ بعيد الشعانين ويكون في سابع أحد من صومهم (الصوم الكبير)، وسُنّتهم في عيد الشعانين أن يُخرجوا سعف النخل من الكنيسة، ويرون أنَّه يوم ركوب المسيح العنو وهو الحمار في القدس، ودخوله إلى صهيون وهو راكب والناس بين يديه يُسبّحون، وهو يأمر بالمعروف، ويحث على عمل الخير، وينهي عن المُنكر ويباعد عنه
 وكان عيد الشعانين فمنع الحاكم بأمر الله أبو علي منصور بن العزيز بالله النصارى، من تزيين كنائسهم وحملهم الخوص على ما كانت عادتهم، وقبض على عدة ممن وجد معه شيئاً من ذلك، وأمر بالقبض على ما هو محبس على الكنائس من الأملاك وأدخلها في الديوان، وكتب لسائر الأعمال بذلك، وأُحرقت عدة من صلبانهم على باب الجامع العتيق والشرطة ‏*
 وقد كتب  المؤرخ القبطي ابن العسال  :ليُعيّدْ عيد الزيتونة، هذا العيد هو أحد الشعانين، الذي دخل فيه المسيح أورشليم راكباً على جحش كملك، لأنَّ الجمع الأكثر فرشوا ثيابهم في الطريق " وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ متي 8:21
والسيد المسيح  هو ملك السلام ومملكته ليست من هذا العالم. وبقيامته من بين الأموات صار  ملكاً على جميع البشر
ونحن نقول للسيد المسيح  الان " اوصنا  لابن  داود ومبارك انت الاتى باسم الرب . تعال ايها الرب واملك على أورشليم عقلى وقلبى وليكن عملك تخليص روحى من قيود جسدى وتخليص عقلى من افكارى الدنسة وتخليص كلى من كل ما يعوقنى على ان اكون معك. تعال ايها الرب فانا ماسكا باغصان الزيتون ومعى سعف النخيل وارتل هتافا أوشعنا فى الاعالى

برمودة/ابريل  

هـنـيـئــاَ لـــكـم يـــا شـــهـداء الـكـشــــح/ ناهد فاروق شاروبيم

فى ذكرى موقعة غزوة الكشح الستة عشر عاماََ اقدم لشهدائها ما يلى
+ لكى لا نـنـسـا.. الـيـوم يـوافـق الـذكـرى ال 16 لـشـهـداء الـكــشــح +
طـوبـاكـم يـا من تحملتم الـعـذاب والأنـيـن
وتركتم احبائكم وضحيتم بكل غالى وثمـيـن
لكى تنضموا لصفوف الـشـهـداء والـقـديسين
دمائكم تصرخ من ارض الـكـشـح لـتـقـول:
انتقم يارب لنا..ولكل من مات ظلماَ مثلنا ..مقتول
انت الديان العادل..وحكمتك فاقت كل الـعـقـول
دمـائـكـم الـطـاهـرة غـالـيـة عـنـد الـلـه
ذبـيـحـة مـحـبـة .. صـعـدت الى سماه
ربـحـتـم بـهـا أجـمـل وأعـظـم حـيـاه
يـــا شـــهـداء الـكـشــــح.......... هـنـيـئــاَ لـــكـم
لأنكم انضممتم لصفوف الشهداء اللذين استشهدو قبلكم
اذكرونا وانتم فى حضن المسيح الذى ضمد جراحكم وضمكم
الشاعرة ناهد فاروق شاروبيم

انتقادات دولية للحكم بإعدام شاعر فلسطيني بتهمة الردة بعد محاكمة غير عادلة بالسعودية

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)--
انضم المئات من الكتّاب حول العالم إلى جماعات حقوق الإنسان في دعوة المملكة العربية السعودية لإطلاق سراح الشاعر الفلسطيني المقيم في المملكة، أشرف فيّاض، البالغ من العمر 35 عاماً، والذي يواجه عقوبة الإعدام بتهمة "الردة"، وإهانة "الذات الإلهية"، والنبي محمد، والسخرية من القرآن ونشر الإلحاد.

وحُكم على الشاعر الفلسطيني بالإعدام من قبل محكمة في مدينة "أبها" السعودية، في وقت سابق من هذا الشهر، بسبب سلسلة من تهم التجديف، وفقا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان، التي اطلعت على وثائق المحاكمة.

وكان قد حُكم على فيّاض بالسجن لمدة أقل من أربع سنوات و800 جلدة، بتهمة "إقامة علاقات غير ملائمة مع أعضاء من الجنس الآخر"، وقالت المنظمة إن المحكمة رفضت طلب النيابة العامة بعقوبة الإعدام بتهمة الردة، بسبب إعلان فياض "توبته"، وشهادة تُشير إلى العداء بين فياض والطرف المتقدم بالشكوى، حسبما قالت السلطات السعودية.

ولكن المدعي العام استأنف الحكم، وفقاً لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان، وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، رفض قاض جديد القرار السابق، قائلاً إن توبة فياض لم تكن كافية لتجنب عقوبة الإعدام بتهمة الردة، مستندا إلى أبيات من الشعر التي كتبها فياض.

وكان قد اعتُقل فياض في بداية عام 2013 بعد خلاف شخصي مع رجل في مقهى في مدينة أبها فيما يتعلق بشعره، وفقا للمنظمة وجمعية الكتّاب "PEN" الدولية. ويقال إن الرجل اشتكى إلى الشرطة الدينية في المملكة، واتهم فياض بالإساءة للإسلام في كتاب قصائه وإهانة الدولة السعودية.

وأثار حكم المحكمة السعودية إدانة من جماعات حقوق الإنسان وشخصيات ثقافية ووسائل الإعلام الاجتماعية، مستخدمين الهاشتاق # FreeAshraf أو "حرروا أشرف" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وقال سيفاغ كيتشيتشيان، باحث منظمة العفو الدولية في شؤون المملكة العربية السعودية، إن "الحكم على أشرف فياض بالإعدام بعد محاكمة غير عادلة يُظهر العيوب الجسيمة في نظام العدالة الجنائية السعودي ومثال مروع آخر لمخالفة السلطات الالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان."

وقد واجهت المملكة العربية السعودية انتقادات متزايدة للعقوبات الصادرة عن النظام القضائي، بما في ذلك قطع الرؤوس والجلد. في حين أعربت وزارة الخارجية السعودية في الأشهر الأخيرة، عن استغرابها واستنكارها الشديدين إزاء التصريحات والبيانات التي صدرت من بعض الدول والمنظمات الدولية، حول قضية "المواطن السعودي"، رائف بدوي، التي أثارت اهتماماً إعلامياً واسعاً.

وبينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن المحكمة العليا في السعودية، أصدرت حكماً في وقت سابق، بتأييد معاقبة "المدون" رائف بدوي بالسجن لـ10 سنوات، والجلد 100 جلدة، فقد ذكرت الخارجية السعودي أنه "لم يصدر أي تصريح بشأنه من القضاء أو من أي جهة رسمية في الدولة."

نور العالم/ نسيم عبيد عوض


الأحد السادس من الصوم الكبير يسمى بأحد التناصير‘ وقراءات صباح هذا اليوم تحدثنا عن الإستنارة القلبية والروحية التى ينالها كل من يؤمن ويعمد من الماء والروح ‘ والمثل على ذلك أعطاه الرب يسوع بتفتيح عينى المولود أعمى‘وفصل إنجيل هذا الصباح المبارك يقرأ أيضا فى الأحد الرابع من شهر طوبة‘ من بشارة معلمنا يوحنا البشير إصحاح 9ويبدأ هكذا" وفيما هو مجتاز رأى انسانا أعمى منذ ولادته. فسأله تلاميذه قائلين يامعلم من اخطأ هذا ام أبواه حتى ولد أعمى.اجاب يسوع لا هذا اخطأ ولا ابواه لكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغى ان أعمل اعمال الذى أرسلنى مادام نهار .يأتى ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل. مادمت فى العالم فانا نور العالم."يو9: 1-5
ومعجزة تفتيح عينى المولود أعمى لم يحدث مثلها فى العهدين القديم والجديد سوى فى هذا الحدث الذى يتحدث عنه هذا الإصحاح ‘ولم يرد ذكره سوى فى هذا الإنجيل فقط  كقول المولود الأعمى نفسه" منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمى." يو9: 22‘ ولكن فقط نبوات كثيرة  وردت فى أنبياء العهد القديم أن عطية النظر للعميان هى أحد أعمال المسيا المنتظر"ويسمع فى ذلك اليوم الصم أقوال السفر‘ وتنظر من القتام والظلمة عيون العمي."اش29: 18‘ وأيضا " حينئذ تتفتح عيون العمي وآذان الصم تتفتح." اش35: 5‘ ومثلها" أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم ‘لتفتح عيون العمى ."أش42: 6 و 7. وفى شخص المولود أعمى تحققت النبوات خلال شخص المسيح المسيا المنتظر‘ هو الرب الذى يفتح الأعين الداخلية للقلب مع العيون الجسدية ‘حيث أنها أعمال لا يمارسها إلا الله نفسه أو بإسم الرب.
وهذا الفصل من الكتاب كما يقرأ اليوم ليلحق بالأحد الرابع من شهر طوبة عقب العماد المقدس ليسوع المسيح المسمى بعيد الغطاس أو عيد الظهور الإلهى‘ يقرأ أيضا فى الاحد السادس من الصوم الكبير وهو عيد التناصير ومعناه الإستنارة كقول الأعمى" كنت أعمى والآن أبصر." ‘لأن المعمودىة هى الميلاد الثانى للمؤمنين حتى يولدوا من الروح ويكتسبون الأبدية ‘ ويستعلن طبيعة المسيح فيهم كقول الرسول" شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور . الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت إبن محبته." كو1: 12و13‘ وكقول القديس بطرس "كما الى سراج منير فى موضع مظلم الى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح فى قلوبكم." 2بط1: 19. ولذلك نتأمل اليوم فى نور الله وإستنارة المؤمنين:
مادمت فى العالم فأنا نور العالم
نعم يارب نحن نؤمن بذلك. وفى البدء خلقت النور الطبيعى فى المسكونة المظلمة وقت أن كانت الأرض خالية وخربة وعلى وجه الغمر ظلمة ."تك1: 1‘ ولكن روح الله يرف على على وجه المياه‘ وقال الله ليكن نور فكان نور . ورأى الله النور أنه حسن . وفصل الله بين النور والظلمة .ودعي الله  النور نهارا والظلمة دعاها ليلا. " تك1: 3-5‘وفى اليوم الرابع " وقال الله لتكن أنوار فى جلد السماء لتفصل بين النهار والليل. وتكون لآيات واوقات وايام وسنين .وتكون انوارا فى جلد السماء لتنير على الارض."تك1: 14و15.
مادمت فى العالم فأنت نور العالم ‘ نعم يارب جسديا فأنت نور العالم ‘ وأيضا نورك الإلهى مستعلن فى قلوبنا  وحتى بعد تركك للعالم حيث قلت " أنا معكم كل الأيام والى إنقضاء الدهر." وأيضا لتحذرنا طوال وجودنا على الأرض فى الجسد فلنسهر ونحرص على حياة التوبة والإستنارة ‘فنحتفظ بنورك الإلهى ‘ لأنه بعد الموت لن يكون هناك فرصة للتوبة ‘ فظلمة الخطية تبعدنا عن نورك المستعلن فينا. مادام يمكننا ان نتمتع بأعمالك الخلاصية حتى ينتهى النهار أى عمرنا على الأرض‘ ويحل ليل القبر ولا يمكن الإنتفاع باعمالك ‘ فقد مضى نهار حياتنا وقت أن كان يشرق علينا نورك الألهى.
وفى السماء ايضا أنت نورها وسراجها ‘ فسنحيا معك فى الأبدية فى نورك وليس نور أية كواكب كقول الكتاب"ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون الى سراج أو نور الشمس لأن الرب الإله ينير عليهم وهم سيملكون الى أبد الآبدين." وفى مدينة الله أورشليم السمائية" والمدينة لا تحتاج الى الشمس ولا الى القمر ليضيئا فيها لان مجد الله قد انارها والخروف سراجها."رؤ20: 33و 34. نعم يارب نؤمن بيقين أنك أنت النور الساطع فى قلوبنا وأرواحنا ‘ وجعلتنا أبناء النور من يوم ميلادنا الثانى ‘ وحتى حياتنا معك فى الأبدية نعيش فى نورك الإلهى. وكوعدك المقدس" أنا هو نور العالم من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة."يو8: 12. وكقول الكتاب" فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس . كان هو النور الحقيقى الذى ينير كل  انسان آتيا الى العالم." يو1: 4و9.
هبة الإستنارة
ومعجزة تفتيح عينى المولود أعمى هى الرسالة التى يوجهها لنا الرب اليوم ‘ فالنور الطبيعى هو خالقه  وقد وهبه للمولود أعمى ‘ وهبة الإستنارة أو النور الحقيقى الذى هو نور المسيح ‘ الذى أعطى الإستعلان للأعمى حتى إستنار فكره وعقله وقلبه فى معرفة ابن الله ‘ وقد تم الخلاص لهذا الانسان بعد ان أستنار وتفتحت بصيرته فى معرفة شخص المسيح :
1- قال عنه أنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني وقال إذهب الى بركة سلوام وأغتسل‘ فمضيت وأغتسلت وأبصرت."
2- عندما سألوه ماذا تقول انت عنه من حيث فتح عينيك فقال على الفور انه نبي.  3- عرفه أيضا" انه انسان من عند الله ‘ لو لم يكن هذا من الله لا يقدر ان يفعل شيئا.
 4-  قال للرب يسوع أؤمن ياسيد أنك ابن الله.
5- فقال أؤمن يسيد وسجد له ‘ وهكذا تحققت النبوات عن شخص المسيح كقول النبوة " واجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين‘ من بيت السجن ‘ الجالسين فى الظلمة." أش 42: 6و7 .


النور الحقيقى
الكتاب المقدس يقدم لنا تطبيق عملى على النور الحقيقى فى حياة المؤمن كقول الرب" وقال لهم يسوع النور( الحقيقى) معكم زمان قليلا بعد فسيروا مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذى يسير فى الظلام لا يعلم إلى اين يذهب." يو12: 35.  فالانسان الذى يسير بعيدا عن المسيح (النور) تداهمة الخطية ويستولى عليه إبليس ويسقطه فى فخاخة ‘ وقيمة النور الحقيقى هنا ‘ فضح الخطية وتبدديها‘وإنتقال الانسان من الظلمة الى النور.
النور الحقيقى هو نور لانهائي وغير محدود ‘ ولكنه يعطى لفرصة محدودة جدا زمنيا وهى حياة الانسان على الأرض" النور معكم زمانا قليلا بعد." ويمنحنا فرصة لا تعوض" مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور." يو12: 36‘وكنتيجة للإستنارة يحدث تحول فى حياة المؤمن وسلوك جديد يبعده عن خطايا العالم كما يقول القديس  بولس فى رسالته الى كولسى الذى يقرأصباح اليوم  "وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ‘.
لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ،لَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ،"كو3: 8-10
كيف نرى ونؤمن بالمسيح كنور ؟
فى قراءة الكاثوليكون هذا الصباح  أيضا يقرر الكتاب"ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق.ونحن فى الحق فى ابنه يسوع المسيح.هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية."1يو5: 19و20‘ ويبقى سؤال يتردد فى ذهن القارئ كيف نرى ونؤمن بالمسيح كنور وإستنارة؟ والإجابة : الإيمان بالنور هو إدراك روحى صافى بوجود المسيح فى حياتنا‘ وذلك بالوعى المسيحى الذى نلناه بالإيمان والميلاد الثانى ‘ وبالروح القدس الذى يعقد شركتنا مع السيد المسيح النور‘ ليس على شكل محدود ولكن كيان يحل فى القلب فيملأه فرحا ونعيما وبهجة قلبية وسرور ‘ والعلامة على ذلك هو استعلان خفايا أقوال المسيح ووصاياه وفهمها فهما روحيا عميقا مؤثرا‘ وهذا بحد ذاته فعل النور فى القلب‘ ومثلا كقول الرسول" لا يستطيع أحد أن يقول ان يسوع المسيح رب إلا بالروح القدس. فالإيمان بذلك هو من ثمار الروح القدس. وهذا الإيمان عطية من الله تجعلنا نورا للعالم كقول الرب " أنتم نور العالم .. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ."مت5: 16..
الكتاب المقدس والنور الإلهى
يقول القديس مار يعقوب السروجى ( ينير الكتاب أعين النفس ‘ فأقرأ أيها العاقل ‘ وأمتلئ من حبه ‘ فمن قراءة الأسفار المقدسة تشرق الشمس على العقول التى تتغذى منها بتمييز. لقد قدم الله الأسفار المقدسة فى العالم كسراج نور يضيئ فى ظلمته . فالذى يحب نفسه يستنير بالقراءة ‘ ويسير على هداها.)
ظهور النور هو حكم إعدام ضد الظلمة‘ يضع لنا إختيار إجبارى ‘ الإيمان أو رفض الإيمان‘ والذى يختار الظلمة سببها أعماله الشريرة التى لا يستطيع العيش بدونها" أحب الناس الظلمة أكثر من النور لان أعمالهم شريرة ."يو3: 19‘ " ولا يأتى الى النور لئلا توبخ أعماله." يو3: 20.
النور الحقيقى وهو المسيح هو الوحيد الذى يستعلن الحقائق الإلهية " الله لم يره أحد قط ‘الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر." يو1: 18‘ وبمعنى آخر ان عمل السيد المسيح الاساسى هو إلقاء نور الاستعلان فى قلب المؤمن لكى يدرك الحق كل الحق ‘ كقول الرب نفسه" أنا قد جئت نورا للعالم حتى كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلمة." يو12: 46 ‘فالظلمة هى جهالة الخطية وعمى الروح ‘ والنور هو استعلان معرفة الله للقداسة. ووصف الله بالنور ليس أنه نور مرئ بالنظر ‘ بل هو طبيعة الله غير المدركة بالعقل بل بالروح‘ والسيد المسيح هو شعاع وبهاء مجد الله فهو النور الذى جاء الى العالم ليستعلن طبيعة الله غير المدركة " من رآنى فقد رأى الآب."
الله قادر ان يرسخ كلمته النور والحياة فى قلوبنا ويجعلنا نسلك كأبناء نور للمسيح .أمين.

أبناء النور/ نسيم عبيد عوض

" فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد. فسيروا مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذى يسير فى الظلام لا يهلم الى اين يذهب. مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا ابناء النور. تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم." يو12: 35-50.         
 اليوم هو الأحد الرابع من الخمسين يوما المقدسة‘ منها أربعين يوما قضاها رب المجد يسوع مع تلاميذه بعد القيامة ‘ مع قادة كنيسة العهد الجديد ‘ وقبل صعوده للسموات قال لهم " هاأنا معكم كل الأيام والى إنقضاء الدهر." مت28: 20 ‘ ولذلك تصلى الكنيسة يوميا فى القداس الإلهى" كما كان هكذا يكون ‘ من جيل الى جيل ‘والى دهر الدهور. آمين" . والملاحظ أن جميع فصول انجيل قراءات الآحاد المقدسة السبعة فى الخمسين المقدسه جميعها من انجيل القديس يوحنا الإنجيلى ‘ لأنه يقدم للعالم الله الكلمة ‘ "والكلمة صار جسدا وحل بيننا.." يو1: 14‘ وهو الذى يبدأ انجيله " فى البدء كان الكلمة .والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة الله. هذا كان فى البدأ عند الله . كل شيئ به كان وبغيرة لم يكن شيئ مما كان . فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس . والنور أضاء فى الظلمة ‘ والظلمة لم تدركه. كان النور الحقيقى الذى ينير كل انسان آتيا الى العالم." يو1: 1-9‘ وهكذا نتتبع انجيل القديس يوحنا البشير:  1- فى الأحد الأول يجيئ الرب بعد القيامة ويقف وسط تلاميذه ‘ ويطلب منهم أن يجسوه حتى يثبت إيمانهم ويطوب الذين آمنو ولم يروا..ويظهر لهم جسده النورانى بعد القيامة..   2- فى الأحد الثانى يعطيهم خبز الحياة النازل من السماء الذى هو جسده ودمه الأقدسين .    3- وفى الأحد الثالث يهبنا عطية الله وهو ماء الحياة ويعلمنا ان الساجدين لله بالروح والحق يسجدون.  واليوم وبفاعلية الجسد والدم الكريمين يكون هو نور العالم . فمن يأكل هذا الخبز فلا يجوع ‘ ومن يشرب من هذا الماء الحي  فلا يعطش ‘ وهكذا ينبثق منه نور الحياة. لأن فى المسيح كانت الحياة والحياة كانت نور الناس ‘ والنور أضاء فى الظلمة‘ كما قال الكتاب.

نور الله

من هو هذا ابن الانسان؟   كان هذا سؤال الجمع للرب يسوع " فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد. فسيروا فى النور لئلا يدرككم الظلام. والذى يسير فى الظلام لا يعلم الى أين يذهب."- وبالفعل عندما صلبوه صارت ظلمة على الأرض - كقول الكتاب" وكان نحو الساعة السادسة .فكانت ظلمة على الأرض كلها الى الساعة التاسعة . واظلمت الشمس. "لو23: 44‘ ومن أجل ذلك قال لهم الرب" مادام لكم النور .آمنوا بالنور. لتصيروا ابناء النور." يو12: 36. سيروا فى النور مادام لكم النور ‘ والمعنى واضح ان بداية عمل الله  فى الخلقة كان النور‘ "وقال الله ليكن نور فكان نور .ورأى الله النور أنه حسن."تك1: 3و4‘ وهذا هو النور الطبيعى للكون كله ‘ أما النور الحقيقى هو السيد المسيح ‘ لأنه نور لا نهائي‘ غير محدود ‘ هو النور الحقيقى الذى يستعلن طبيعة الله فى قلب الانسان‘ كما قال المرتل" بنورك نرى نورا." مز36: 9 ‘ وعندما نولد ثانية من الماء والروح تنبثق فينا الاستنارة ‘ فهو الذى وهب النور للخليقة الجديدة ‘ ونور الحياة الأبدية للمولدين ثانية أو المعتمدين بأسم الآب والإبن والروح القدس.

الإيمان بالنور

وكيف نعرف أو نؤمن أو نرى المسيح كنور؟    لأنه كما قال " بنورك نرى نورا." قال أيضا" من التصق بالرب فهو روح واحد."1كو6: 17‘ ولأن الله الذى قال أن يشرق نور من ظلمة ‘ هو الذى أشرق فى قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله فى وجه يسوع المسيح." 2كو4: 6‘ وهذا الإستعلان هو النور الحقيقى. وأصدق ما قيل عن استعلان الله النور فينا قول النبوة عن المسيح فى إشعياء النبى 9: 1و2" الشعب الجالس فى الظلمة أبصر نورا عظيما. الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور ." ‘ والرجل المولود أعمى عندما إستنار رأى نور الله ‘لأنه كان يعيش فى ظلمة.

الإيمان بالنور هو إدراك روحى صافى بوجود المسيح فى حياتنا ‘بالوعى الروحى الذى يقوده الروح القدس الساكن فينا ‘ والنور الإلهى ككيان يحل فى القلب فيملأه فرحا ونعيما وسرورا "ففرح التلاميذ عندما رأوا الرب"‘ وبإستعلان أقوال السيد المسيح ووصاياه وفهمها فهما روحيا عميقا ومؤثرا هو إستعلان فعلا لنوره فى قلب الإنسان. فعندما نتطهر من كل نجاسات العالم هذا هو نور المسيح فينا ‘ وعندما نعيش فى إتضاع القلب ونغلب الكبرياء فينا هذا هو فعل النور فى حياتنا ‘ وبغلبتنا للطمع ومحبة المال ونحيا فى قناعة كاملة إعتمادا على ستر الله لنا نكون فى نور للعالم وأبنار النور يضيئون للناس حوالينا. لذلك فالإيمان بنور المسيح هو تفعيل النور بالظهور الحقيقى لنور الله فى حياتنا‘ لأن الله نور وليس فيه ظلمة البتة كقول الكتاب" ان سلكنا فى النور كما هو فى النور . فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية." 1يو1: 5‘ ويقول المرتل داود" الرب نورى وخلاصى ممن أخاف."مز27: 1 ‘وقال أيضا " سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى"مز119: 105 لأن كلمة الله مضيئة فيها روح وحياة تنير البصيرة ‘ وتنير الطريق فى الحياة مع الله ‘لكى نسلك فى النور ولا نسير فى ظلمة الخطية.

السير فى النور أو سلوكنا فى النور يعنى ملازمة وإطاعة الوصية المقدسة ‘والتمتع بإنجيل الرب وكلمته كل وقت وفى كل الظروف تسيربنا فى نور طريقة وتلزمنا بالسير المضيئ لحياتنا بعيدا عن الظلمة. ويقول الكتاب فى سفر العدد (11: 1-3)‘ وكان الشعب كأنهم يشتكون شرا فى أذنى الرب وسمع الرب فحمى غضبه ‘ وأشتعلت فيهم نار الرب وأحرقت فى طرف المحلة .. فدعى اسم ذلك الموضع تبعيرة لان نار الرب اشتعلت فيهم. " لأنهم كانوا بعيدين عن مصدر النور الله الساكن فى وسط شعبه ‘ ونسوا أنه كما هو نور هو أيضا نار آكلة.

السلوك فى النور

آمنوا بالنور ...الإيمان بالنور معناه التصديق المطلق والثقة فى مواعيد الله كثقة النور أمام الظلمة ‘ وهذه هى الترجمة الحقيقية العملية بإيماننا بالنور " وهذه وصية" فليضيئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات." مت5: 16‘ ولذلك الإيمان بالنور ليس كلاما ولكنه حقيقة لأنه هو الرفض الكامل لأعمال الظلمة‘ فإختيار الظلمة هو نتيجة مباشرة للأعمال الشريرة كقول الكتاب"أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة."يو3: 19 ‘ وأيضا" كل من يعمل السيئات يبغض النور ولا يأتى الى النور لئلا توبخ أعماله." يو3: 20‘ والترجمة الحقيقية لذلك قول الكتاب" من قال أنه فى النور وهو يبغض أخاه فهو الى الآن فى الظلمة." ومن يحب أخاه يثبت فى النور وليس فيه عثرة ." واما من يفعل الحق فيقبل الى النور لكى تظهر اعماله انها بالله معمولة."يو3: 21.وكما ان " الله نور "1يو1: 5‘ ف "الله محبة."1يو4: 16‘ والنور والمحبة طبيعة واحدة فى الذات الإلهية.

أبناء النور

لتصيروا أبنار النور..   يقول الكتاب " كان النور الحقيقى الذى ينير كل انسان آتيا الى العالم. الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله‘ واما الذين قبلوه أعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله ..أى المؤمنون باسمه."يو1: 9-12‘ ويقول أيضا " الحق  الحق أقول لكم ان كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله ." يو3: 3‘ وبالمعمودية الميلاد الثانى نولد من فوق ‘ ويستعلن نور الله فينا فنصير أبناء النور ‘ وكقول الرسول" جميعكم بنى النور وبنى النهار ..لسنا من ليل ولا من ظلمة " ويكمل القديس بولس الرسول " لكى تكونوا بلا لوم ..بسطاء أولاد الله بلا عيب فى وسط جيل معوج وملتو..تضيئون بينهم كأنوار فى العالم."

فلستيقظ جميعنا اليوم ..نعود للحب الإلهى الذى فينا ..نشعل نار روحه القدوس الساكن فينا بالصلاة المستديمة وبالتضرع والخشوع وطاعة وصايا الله.. نرجع الى أنفسنا ونتطهر من خطايانا ‘حتى يشع نور السيد المسيح داخلنا وينير بنا للآخرين فى العالم. وليكن فى فكرنا دائما قول الرب" أنا قد جئت نورا للعالم حتى كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلمة." وما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا ابناء النور ."والمجد لله دائما أبديا.أمين.      

نساء داود/ نسيم عبيد عوض

عندما تصدى الغلام الصغير داود للبطل العملاق الفلسطينى جليات وهزمة وضربه فى مقتل بصغير الحجارة‘ وأحضر رأسه لشاول الملك ‘ إهتزت مدن إسرائيل جميعها لهذا النصر العظيم ‘ فقد هددت القوات الفلسطينية قوات شاول الملك ‘ وفى تحدى قدموا لهم العملاق جليات ‘ ولكن الله أرسل عبده داود ليغلبه ويقطع رأسه ‘ ويقول الكتاب " حسن داود فى أعين جميع الشعب" وخرجت النساء من جميع مدن  إسرائيل بالغناء والرقص بدفوف وبفرح وبمثلثات (آلات موسيقية)‘ وغنت النساء اللاعبات وقلن ضرب شاول ألوفه وداود ربواته أى عشرات آلألاف ‘ وقد أحبت النساء داود وخصوصا انه كان رجلا جميلا قيل عنه أنه اشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر‘ فكان مشتهى لكل بنات إسرائيل ‘ ولأنه كان البطل الذى خلصهم من جليات العملاق ومن قوات الفلسطينيين ‘ وقال الكتاب" وكان جميع إسرائيل ويهوذايحبون داود لأنه كان يخرج ويدخل امامهم".
بنات شاول الملك
عندما رأى شاول الملك كيف أفلح داود جدا ‘ وانه محبوب للشعب جميعه ‘ وكان يخافه لأن الرب كان معه ‘ عرض على داود إبنته الكبرى ميرب ‘وقال له أعطيك اياها امرأة ‘ ولكن بشرط ان يبقى داود لشاول الملك ذا بأس ويحارب حروب الرب‘ ولكن داود فى تواضع القلب إستكثر ان يكون صهرا لملك اسرائيل وان يتزوج ابنته‘ فقال داود لشاول" من انا وماهي حياتى وعشيرة أبى فى اسرائيل حتى أكون صهر الملك."1صمو18: 18‘ وكانت – ميكال –إبنة شاول الصغرى تحب داود وكانت مغرمة به وهو لا يعلم ‘ وقد علم شاول بان إبنته ميكال تحب داود فحسن الامر فى عينيه وزوج إبنته – ميرب- لرجل آخر.
ميكال الحب الأول
أحبت ميكال داود وأحبها داود وكان ثمن الأقتران بها غاليا‘ فعندما علم شاول بحب إبنته لداود حسن ذلك فى عينيه " وقال شاول أعطيه اياها فتكون له شركا وتكون يد الفلسطينيين عليه" ‘ لأنه كان يريد التخلص من داود حقدا وحسدا منه ‘ وحدد شاول الملك مهر إبنته ميكال مئة غلفة من الفلسطينيين للإنتقام من أعداء الملك ‘ وكان شاول أيضا يريد بقتل المائة فلسطينى أن يوقع داود فى يدهم ويتخلص منه‘ وقبل داود ذلك وحسن فى عينيه لحبه لميكال وانه يصاهر ملك اسرائيل ‘ وكما يقول الكتاب " ولم تكمل الايام حتى قام داود وذهب هو ورجاله وقتل من الفلسطينيين مئتي رجل ...بدلا من مئةحسب طلب الملك" وهنا أعطاه شاول ميكال إبنته التى كانت تحب داود  امرأة . وكان شاول فى غيرته من داود يتحين الفرصة حتى يقتله وخصوصا أن داود كان دائما منتصرا على قوات الفلسطينيين ويضربهم ضربة عظيمة ويهربون أمامه فى كل موقعة حربية ‘ ولكن قصة الحب بين داود وميكال لم تدم طويلا‘ فقد عرفت ميكال حبيبة قلب داود أن أبيها قد أرسل رسلا الى بيت داود ليراقبوه ويقتلوه فى الصباح ‘ فأخبرت ميكال داود قائلة "ان كنت لا تنجو بنفسك هذه الليلة فانك تقتل غدا ‘ وصنعت ميكال حيلة لخلاص داود ‘ ان قامت بتهريب داود وأنزلته من الكوة فذهب هاربا ‘ ووضعت على فراشه ملابس ولبدة ماعز وغطاء وكأن داود نائما فى سريره‘ وعندما أرسل شاول ليحضروا داود لقتله قالت للرسل أنه مريض ‘ فأمر شاول بالهجوم عليه فى سريره وقتله ‘ وعندما جاؤا لقتله لم يجدوه وعرف الملك بحيلة إبنته بتهريب داود فغضب منها وقال لها " لماذا خدعتينى فاطلقت عدوى حتى نجا "‘ ولم ترى ميكال داود لسنيين طويلة بعد ذلك وتزوجت بآخر‘ وهو ايضا تزوج بأخريات فى حبرون ‘ولم يخطر ببالها أن داود مازال عاشقا لها ‘ وأنه سيجيئ يوما ويطلبها ‘ وهذا ماحدث بالفعل ‘ فبعد ان قتل شاول الملك وابنه يوناثان فى الحرب مع الفلسطينيين ان قام أبنير قائد جيش اسرائيل بتولية ابن شاول (ايشبوشث) مكان ابيه ‘اما داود فأستشار الرب الذى قال له أذهب الى حبرون ‘ فرسمه الشعب هناك ملكا واستمر هناك سبعة سنين ونصف ‘ وكانت له زوجات فى حبرون هم – أخينوعم اليزرعيلية   وابيجايل أمرأة نابال الكرملى ‘ ومعكة بنت ملك تلماى ملك جشور‘ وأخيرا امرأة اسمها عجلة ‘ هؤلاء تزوجهم داود خلال السبعة سنين ونصف فى حبرون قبل ان ينتقل لأورشليم ليرسم ملكا على جميع اسرائيل ‘ ولكن عندما ارسل له أبنير قائد جيش اسرائيل ان يرد له جميع أسرائيل أى يملك على كل اسرائيل وان يدخل ويسكن أورشليم لأنها عاصمة البلاد ‘ كان لداود شرطا واحدا حتى يقطع عهدا معه ‘ وقال كما ورد بالكتاب المقدس " أنا أقطع معك عهدا الا انى أطلب منك امرا واحدا وهو ان لا ترى وجهى  مالم تأت اولا بميكال بنت شاول حين تأتى لترى وجهى‘ وارسل داود رسلا الى ايشبوشث بن شاول يقول اعطينى امرأتى ميكال التى خطبتها لنفسى بمئة غلفة من الفلسطينيين‘ فأرسل ايشبوشث وأخذها من عند  رجلها واعادها لداود  " 2صمو3: 13-16. وعادت ميكال الى حبيبها الآول داود وعاشت معه فى أورشليم التى سميت مدينة الملك العظيم ‘ ولكن حدث منها أمر أغضب الله وداود ‘ فعندما أعاد الملك داود تابوت عهد الله ودخل به أورشليم فى إحتفال وزفة كبيرة حتى أن داود كان يرقص أمام تابوت عهدا الله وهو داخل أورشليم ‘ وكانت ميكال تشاهد الحفل من بيتها وكقول الكتاب" ولما دخل تابوت الرب مدينة داود اشرفت ميكال بنت شاول من الكوة ورات الملك داود يطفر ويرقص امام الرب فاحتقرته فى قلبها . .. فخرجت ميكال بنت شاول لاستقبال داود وقالت ماكان اكرم ملك اسرائيل اليوم حيث تكشف اليوم فى اعين إماء عبيده كما ينكشف السفهاء.فقال لها داودانا امام الرب الذى إختارنى دون أبيك ودون كل بيته ليقيمنى رئيسا على شعب الرب اسرائيل. فلعبت امام الرب.وانى أتصاغر دون ذلك واكون وضيعا فى عيني نفسي واما عند الاماء التى ذكرتى فأتمجد. " 2صمو6: 20- 22‘ وعوقبت ميكال لفعلتها هذه ويقول الكتاب " ولم يكن لميكال بنت شاول ولد الى يوم موتها".
بتشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثى
وعرفها داود فى أورشليم ويقول الكتاب " وكان فى وقت المساء  ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم .وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فأرسل داود وسأل عنها فقيل له أنها بتشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثى. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها. ثم رجعت الى بيتها. " 2صمو11: 2-4‘ بسبب الشهوة الجنسية لبتشبع ارتكب داود جريمة وخطية الزنا لعلمه انها امرأة لرجل بطلا مجندا فى جيش اسرائيل تحت قيادته ‘ وارتكب جريمة قتل زوجها ايضا فى سبيل ان تكون إمرأته وخصوصا بعد علمه أنها حامل منه ‘ فذهب وأمر بقتل أوريا الحثى زوجها ‘ وعاقب الرب داود على ذلك عقابا شديدا ومؤلما ‘ ولكن هذه المرأة بتشبع كانت أهم النساء فى حياة داود ‘ فمنها أنجب ابنه سليمان ‘ والتى وضعها الوحى الإلهى فى سلسلة نسب الرب يسوع المسيح حيث يقول عنها الكتاب" وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا ."مت1: 6‘ وكأن الوحي الإلهى يصر على تذكيرنا بخطية زنا داود معها فذكر اسم زوجها‘وهي التى قال عنهاالكتاب ان ابنها سليمان عندما دخلت اليه " فقام الملك للقائها وجلس على كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه."1ملو 2: 19 ‘وكان هذا الفعل نبوة عن أم الملك المسيح التى تجلس عن يمينه دوما‘  وكانت بتشبع لها حب خاص عند داود فاحب ابنه سليمان ابنها فوق كل أولاده الكبار ‘ حتى ان ابنه ابشالوم الثالث من اولاده قاد حربا شرسه وطويله ضد داود ابيه انتهت بمقتله بسبب ذلك  ‘ ومع ذلك " حلف الملك لبتشبع وقال حي هو الرب الذى قد فدى نفسى من كل ضيقة.انه كما حلفت لك بالرب اله اسرائيل قائلا ان سليمان ابنك يملك بعدى وهو يجلس على كرسي عوضا عنى كذلك أفعل هذا اليوم." 1ملو1: 29و30 ‘ وبالفعل رسمه الملك داود ملكا على اسرائيل وهو مازال حيا حتى يضمن ملك ابنه سليمان ‘ وقال لشعبه قولوا ليحي الملك سليمان. 
ابيجايل امرأة نابال الكرملى
يصفها الكتاب انها امرأة جميلة الصورة وجيدة الفهم ‘ وفى الحقيقة إضافة الى جمالها كانت حكيمة وصانعة سلام ‘ وصنعت نقطة تحول فى حياة داود ظل يذكرها لها‘  وقصتها انها كانت زوجة لرجل غنىى وعظيما جدا فى الكرمل ‘ وكان داود يرسل رجاله لحراسة أغنام وماعز الرجل واملاكه ‘ وعندما ارسل داود رسلا للرجل فى موسم الحصاد ان يقولوا له " ان يعط ما وجدته يدك لعبيدك ولابنك داود" مقابل رعاتهم لأغنامه ومعيزه ‘ ولكن الرجل أبى ان يعطيهم شيئا ‘ وكما قال الكتاب " كان الرجل قاسيا وردى الاعمال" ورد على عبيد داود بالرفض لطلبهم وقال لهم "من هو داود ومن هو ابن يسى؟" وقد أغضب داود ذلك وجهز جيشا من 400 رجل بسيوفهم فى طريقهم لينقضوا على الرجل وأملاكه ‘ وعندما علمت ابيجايل الحكيمة ‘ بادرت وأخذت مئتي رغيف خبز وزقي خمر وخمسة خرفان وخمسة كيلات من الفريك ومئة عنقود من الزبيب ومئتى قرص من التين ‘ وذهبت لتقابل داود ‘ وماذا فعلته ابيجايل مع داود يعطى مثلا للحكمة التى تصنع سلاما وتوقف الحرب والقتل‘ "سقطت على رجلى داود وقالت علي انا ياسيدى هذا الذنب ودع أمتك تتكلم فى اذنيك واسمع كلام أمتك. وقالت له أن لا يفكر فيما فعله هذا الرجل اللئيم نابال زوجها لأنه احمق ‘ وقدت له النصيحة " حي هو الرب وحية هى نفسك ان الرب قد منعك عن اتيان الدماء وانتقام يدك لنفسك‘ لان سيدى يحارب حروب الرب ولم يوجد فيك شر كل ايامك . ويكون عندما يصنع لك الرب ويقيمك رئيسا على اسرائيل ان لا تكون لك هذه صدمة ومعثرة بسفك دما وانتقامك لنفسك.وقد مجدها داود وقال لها" مبارك عقلك ومباركة انت لانك منعتنى اليوم من اتيان الدماء وانتقام يدى لنفسى ."1صمو25. وبعد نحو عشرة أيام ضرب الرب نابال فمات‘ ولما سمع داود ارسل عبيده لابيجايل ليتخذها له امرأة‘ فكان ردها ان سجدت على وجهها الى الارض وقالت هوذا امتك جارية لغسل ارجل عبيد سيدى ‘ وصارت لداود امرأة .
ابيشج الشونمية
آخر النساء فى حياة داود‘ وجاء ذكرها فى الكتاب المقدس فى سفر ملوك أول ‘ انه لما شاخ الملك داود كانت الملابس التى يدثرونه بها لا تكفى لتدفئته ‘ فقال عبيده لنبحث عن فتاة عذراء تقف امام الملك ولتكن له حاضنة "ولتضطجع فى حضنك فيدفأ سيدنا الملك"‘ ففتشوا على فتاة جميلة فى كل تخوم اسرائيل فوجدوا أبيشج الشونمية فجاؤوا بها للملك ‘ وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها‘ والعجيب فى الأمر ان أودونيا ابن داود من امرأة اسمها حجيث بعد موت داود ‘ تقدم لبتشبع أم سليمان ليأخذ أبيشج هذه  امرأة له على إعتبار ان داود لم يعرفها كزوجة ‘ ان سليمان اعتبر ذلك الطلب اهانة لأبيه داود وأمر بقتل أودونيا لمجرد طلبه ابيشج. 


آية يونان النبى/ نسيم عبيد عوض

شهد الرب يسوع المسيح عن يونان وأهل نينوى عندما قال لقوم من الكتبة والفريسيين جاءوا اليه يسألونه       " يامعلم نريد ان نرى منك آية" "فأجاب وقال لهم "جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبى" ‘ ولو سألنا لماذا يارب؟ ‘ يجئ الجواب على فمه الكريم " لانه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان فى قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال." وعن أهل نينوى قال رب المجد " رجال نينوى سيقومون فى الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا."مت12: 38 – 41‘ وأيضا أعاد القديس لوقا البشير نفس كلام الرب بأسلوب آخر عن جيل بنى إسرائيل الواقف أمامه" هذا الجيل شرير‘يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبى‘لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل" لو11: 29-30.

آية يونان النبى

ماجاء على فم الرب يسوع المسيح عن آية يونان النبى تحمل معانى متعددة :

1- كلام الرب يسوع فى العهد الجديد يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن شخص يونان شخص حقيقى ‘ وان الحوادث المذكورة فى السفر كلها حقيقية ‘ وليست رمزية كما إدعى البعض ان ماورد فى هذا السفر فكر رمزى تكرارا لما ورد فى أسفار أخرى (إرميا وهوشع ) وكذلك ردا على من شككوا فى إمكانية بقاء إنسان فى بطن الحوت ثلاثة  أيام ‘ وجاء الجانب العلمى فى العصر الحديث ليؤكد إمكانية ذلك وخصوصا أن الكلمة المترجمة الى حوت تعنى حقيقة سمكة كبيرة.

2- ما أشار اليه الرب يسوع لقصة يونان كقصة حقيقية وليست رمزية بدليل ان اليهود لم يعترضوا عليه ‘ ولم يرفضوا حقيقة توبة أهل نينوى على يد يونان النبى ‘ وان شخصية يونان شخصية حقيقية وخصوصا ذكره لإسمه واسم والده (يونان بن أمتاي) وهم شخصين معروف مكان نشأتهما كما ورد فى سفر 2مل 14: 25 " هو رد تخم اسرائيل من مدخل حماة الى بحر العربة حسب كلام الرب اله اسرائيل الذى تكلم به عن يد عبده يونان بن أمتاي النبى الذى من جت حافر." 

3- وضع السفر بين الاسفار النبوية وليس الاسفار التاريخية لا ينفى وقائعة التاريخية ‘ فالواقعة تحمل جانبا نبويا ‘ وخصوصا ماورد فى تسبحة يونان التى تعلن عن الخلاص المنتظر على يد يسوع المسيح‘ والاعتراض على أن توبة أهل نينوى جاءت سريعة بمجرد دعوة يونان لهم بالتوبة مستحيلة ‘ ولكن الرد على ذلك بسيط للغاية هو شهادة الرب بتلك التوبة بكونهم يدينون إسرائيل.

4- ماورد فى واقعة توبة أهل نينوى على يد يونان النبى تتفق مع الفكر الإنجيلى الذى يفتح باب الرجاء أمام الأمم ‘ وقد ظهر ذلك فيما فعلة النوتية الأمميين بالصلاة والصراخ لآلهتهم قبل ان يقذفوا بالأمتعة من السفينة ‘ وكذلك استعداد ملك نينوى الوثنى لقبول محبة الله الفائقة للبشر ‘ وهذا ماحدث بالفعل ‘ فقد روى لنا سفر الأعمال بداية إيمان الأمميين بإيمان قائد المائة الرومانى(كرنيليوس) فى قيصرية ‘ والذى فتح الباب أمام كنائس الأمم.

يونان

كلمة يونان أو "يونا" فى اللغة العبرية تعنى "حمامة" ولذا يرى أن السفر يشير الى الروح القدس الذى ظهر على شكل الحمامة التى جاءت واستقرت على الرب يسوع المسيح فى عماده فى نهر الاردن‘ وأيضا تعنى المسيح المتألم الذى دخل القبر كما الى جوف الحوت ثلاثة أيام وقام من الاموات ليقيمنا معه‘ ووهبنا روحه القدوس ليعمل فينا. ويونان بن أمتاي تنبأ فى أيام يربعام الثانى ملك المملكة الشمالية (2ملو14: 25)عاش فى بلدة جت حافر التى من الناصرة‘ وكانت نبوته هو خلاص اسرائيل من ظلم الآراميين‘ وجاءت نبوته بعد عودته من نينوى. وقد جاء فى التقليد اليهودى ان يونان هو ابن ارملة صرفة صيدا التى أعالت إيليا النبى وقت المجاعة ‘ وهو نفسه ولدها الذى أقامه إيليا من الموت كما ورد فى سفر ملوك الاول18: 10 – 24. ويعرفنا الله بشخصية يونان أن الأنبياء ليسوا من طبيعة أخرى غير طبائع البشر ‘بل هم أشخاص تحت الآلام مثلنا ‘ كما قال يعقوب الرسول عن إيليا النبى " كان إيليا إنسانا تحت الالام مثلنا.يع5:17"‘ لهم ضعفاتهم ونقائصهم وعيوبهم ‘ ويمكنهم السقوط كباقى البشر‘ ولكنهم ينالون نعمة الله التى تعمل فيهم ‘ فتعطيهم قوة الروح القدس العامل فيهم‘ وهكذا كان يونان من ضعفاء العالم الذين إختارهم الله ليخزى بهم الأقوياء ‘ وفى نفس الوقت كان يونان له فضائله وكان نبيا قديسا عظيما .

نينوى

هى عاصمة الإمبراطورية الآشورية فى ذلك الزمان ‘ والتى أعتبرها سنحاريب الملك عاصمة له(2ملو 19: 36) ‘وهى المدينة التى شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة ‘ ومدينة الموصل اليوم تقع على نصف مدينة نينوى كما كانت من قبل‘ وأهل نينوى بابليون الأصل (تك 10: 11) وكانوا يعبدون الآلهة عشتاروت‘ وكانت مدينة معروفة بغناها وثرائها وعظمتها وجمالها ‘ وقد سمى ناحوم النبى نينوى "مدينة الدمار" الملآنة كذبا وخطفا‘ كما تنبأ صفنيا النبى بخرابها ‘ وقد تحولت المدينة الى أطلال وأسطورة بعد فيضان نهر دجلة وغرقه شوارعها وبيوتها. وهى  المدينة الأممية الوحيدة التى وجه لها الله نبية يونان كرمز عن قبول الأمم للكرازة واعلان توبتهم ورجوعهم الى الله. وجاءت سرعة توبة أهل نينوى ملكا وشعبا مثلا يحتذى ويضرب به المثل ‘ فقد قال لهم يونان عبارة واحدة قصيرة " بعد اربعين يوما تنقلب نينوى." والذى قصده النبى إنذارهم بالتوبة والرجوع لله ‘ وفرصتهم أربعين يوما والعقاب لو لم يتوبوا خراب ودمار المدينة بكل مافيها‘ وجاءت إستجابتهم سريعة بعكس أهل سدوم ‘ قال لهم لوط "ان الرب مهلك المدينة فقالوا انه مهزار.(تك19: 14) فحرقها الرب بالنار والكبريت ‘ وأيضا أنذر نوح أهل الارض بالتوبة والدخول فى الفلك ولم يستمع اليه أحد فكان الطوفان الذى أهلك كل ماكان على الارض من انسان وحيوان ونبات‘ وحتى أبونا آدم أنذره الله بعدم أكله من شجرة الخير والشر ويوم تأكل منها موتا تموت ‘ ولم يطيع آدم فأسقط البشرية كلها‘ وسرعة توبة أهل نينوى نتعلم منها الكثير:

1- قوة الاستعداد الداخلى فى القلوب لطاعة وصية الله ‘ ولعل النوتية على السفينة كانوا مثلا أيضا ( فقالوا ليونان قم أصرخ الى الهك  عسى ان يفتكر الإله فينا فلا نهلك."يو1: 6‘  وكانوا مثل أبونا ابراهيم الذى أطاع دعوة الله بالخروج من أرضه وعشيرته تك 12:1.

2- استعداد روحى لسماع كلمة الله فورا إنذارهم بمعرفة نبيه يونان ‘ وهو نفس إيمان المرأة الشونمية بالنبى إليشع التى إعتبرته رجل الله الذى سيقيم ابنها من الموت.

3- كانوا يملكون إرادة قوية مستعدة لتنفيذ وصية الرب  بالتوبة والرجوع اليه " فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم ‘ وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد وناد جميع شعبه وحيواناتهم بالصوم ‘ والصراخ الى الله بشدة ويرجعا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذى فى ايديهم."3: 5- 8.

سقطات يونان

1- المخالفة والعصيان.. وهى نفس سقطة آدم " فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب."يون1: 3

2- سقطة الكبرياء المتمثلة فى إعتزازه بكلمته" آه يارب أليس هذا كلامى إذ كنت بعد فى أرضى‘ لذلك بادرت الى الهروب الى ترشيش لانى علمت انك اله رءوف ورحيم بطئ الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر."يو4: 2.

3- الجهل وقلة الإيمان لقيامة وذهابه ليهرب من وجه الله ‘ وهو غير قول المرتل " أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب. ان صعدت الى السموات فانت هناك ‘ وان فرشت فى الهاوية فها أنت ‘ إن أخذت جناحي الصبح وسكنت فى أقاصي البحر .."مز139: 7

4- فى الوقت الذى نال فيه نعمة الله بالإرسالية الخلاصية لأهل نينوى ‘ ذهب ودفع أجرة الخطية " ووجد سفينة ذاهبة الى ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم الى ترشيش  من وجه الله." يون1: 3 .

وعلى العكس كان النوتية وركاب السفينة لديهم فضائل أفضل من نبى الله :

1- كانوا رجال صلاة" فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد لإلهه." فصرخوا الى الرب وقالوا آه يارب لا نهلك من اجل نفس هذا الرجل ولا تجعل علينا دما بريئا .."

2- كانوا يبحثون عن الله ..يصرخون اليه ويقولون " لأنك يارب فعلت كما شئت." وأيضا" فخاف الرجال من الرب خوفا عظيما وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورا."يو1: 14-16.

3- يتسمون بالبساطة فى الإيمان..فلم يكتفوا بالصلاة بل القوا قرعة ليعرفوا بسبب من حدثت تلك البلية ‘ لإيمانهم بان هناك مايغضب الرب ‘ وقولهم ليونان" قم اصرخ الى الهك عسى ان يفتكر الاله فينا فلا نهلك." يون1: 6.

الله يستخدم الكل للخلاص:

كقول الكتاب " يخرج من الآكل أكلا ومن الجافى حلاوة ."قض14: 14‘ فالله يستخدم كل خليقته فى سبيل خلاص الانسان ‘ لأنه إله لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا ‘ ولذلك فى آية يونان نجد الله يستخدم كل شيئ :

1- الأمميون ركاب السفينة " فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد الى الهه وطرحوا الأمتعة التى فى السفينة الى البحر ليخففوا عنهم." يون1: 5.

2- الريح.. فأرسل الرب ريحا شديدة الى البحر فحدث نوء عظيم فى البحر حتى كادت السفينة تنكسر." يون1: 4.

3- البحر ..الذى حمل السفينة وحمل الحوت.

4- الحوت.." وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان ‘ فكان يونان فى جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال‘ ثم أمر الرب الحوت فقذف يونان الى البحر." يون2: 10.

5- الشمس .." فضربت الشمس على رأس يونان فذبل وطلب لنفسه الموت." يون4: 8.

6- اليقطينة.."فأعد الرب الإله يقطينة فأرتفعت فوق يونان لتكون ظلا على رأسه لكى يخلصه من غمه."  يون4: 6.

7- الدودة.." ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجر فى الغد فضربت اليقطينة فيبست ..يون4: 7.

من آية يونان النبى كما حدثت ورواها لنا الوحي الإلهى تعلمنا الكثير ‘ واهم مانتعلمه كما قال يونان عن إلهنا " انك إله رؤوف ورحيم بطئ الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر"‘ وهذا هو إيماننا المستقيم الأكيد ‘ فلنطيع الوصية ونستظل بإلهنا ومخلصنا ‘فهو إله الوعود الصادقة الإله العادل الذى يعطى لكل واحد حسب أعماله‘ ونتعلم من سقطات يونان ولا نقع فيها ‘ ونتعلم من فضائل النوتية وركاب السفينة الذين اتسموا بالعدل ‘ وكانوا يتصفون بالرحمة والشفقة ‘ والمهم كانت قلوبهم مستعدة لعمل الله فيها. أمين.

شهادة المعمدان/ نسيم عبيد عوض

لم يكن اليهود يعرفون طقس المعمودية بالتغطيس التى كان يمارسها يوحنا المعمدان ‘ ولكنهم كانوا يمارسون التطهير بالماء  قبل ممارسة الصلوات ‘ ولم يكن يوحنا يعمدهم فقط بل كان يكرز أيضا قائلا" توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات."ويقول الكتاب " حينئذ خرج اليه اورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالاردن. واعتمدوا منه فى الاردن معترفين بخطاياهم ."مت3: 2و5‘ وكان المعمدان يقول لكل من يأتى اليه من الفريسيين والصدوقيون قبل معموديتهم" يااولاد الافاعى من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتى . فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة ‘ ولا تفتكروا ان تقولوا فى انفسكم لنا ابراهيم ابا‘ لانى أقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم‘ والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر ‘فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار." ثم كان ينبأهم بالمسيا المنتظر الذى كان سيظهر لهم وهو الموجود فى وسطهم الآن " انا اعمدكم بماء للتوبة‘ ولكن الذى يأتى بعدى هو أقوى منى الذى لست اهلا ان احمل حذاءه ‘ هو سيعمدكم بالروح القدس ونار‘ الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع قمحه الى المخزن واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ."مت3: 7-11.

   هذا جاء للشهادة

يقول الكتاب المقدس عن يوحنا المعمدان " كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا‘ هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكى يؤمن الكل بواسطته."يو1: 6و7‘ ويكمل الوحى الإلهى " وهذه هى شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت‘ فاعترف ولم ينكر واقر انى لست انا المسيح‘ فسألوه اذا ماذا‘ ايليا انت‘ فقال لست انا. النبى انت. فاجاب لا. فقالوا له من انت لنعطى جوابا للذين ارسلونا‘ ماذا تقول عن نفسك‘ قال انا صوت صارخ فى البرية قوموا طريق الرب كما قال أشعياء النبى."يو1: 19-23‘ وهذه النبوة وردت فى نبوات أشعياء النبى عن يوحنا بالنص الذى قاله وهم يعرفونه جيدا فى أشعياء 40: 3-5‘ وهذه النبوة أضافت " فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر معا لان فم الرب تكلم "‘ وهذا ماكان يوحنا يريد ان يوضحه لهم.

من هو الذى يؤمن الكل بواسطته؟

كقول الكتاب " هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته."يو1: 7‘ فلم يكن يعمد فقط ولكن كان يكرز بالتوبة وبالشهادة عن المسيح كما قال عنه جبرائيل رئيس الملائكة فى بشارته لزكريا أبوه" ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكى يهيئ للرب شعبا مستعدا."لو1: 17‘ وكما قالت أيضا النبوة على فم زكريا أبوه " وانت ايها الصبى نبى العلى تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه.لتعطى شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم‘ باحشاء رحمة الهنا التى بها افتقدنا المشرق من العلاء‘ ليضيئ على الجالسين فى الظلمة وظلال الموت لكي يهدى اقدامنا فى طريق السلام."لو1: 76-79 .

اسماء يوحنا المعمدان

1- انه الملاك.. كقول الكتاب : هاأنذا أرسل ملاكى فيهيئ الطريق امامى ويأتى بغتة الى هيكله السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به هوذا يأتى قال رب الجنود.ملا 3: 1"

 2- النبى ..وقالها أبوه زكريا الممتلأ من الروح القدس" وانت ايها الصبى نبى العلى تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه." لو1: 76. فهو نبى العهدين ووصلة الهمز بين عهد الناموس وبين عهد النعمة ‘كان خاتما لأنبياء العهد القديم.

 3- المعمدان ... أول من مارس المعمودية بالتغطيس للتوبة ومغفرة الخطايا وختاما للعهد القديم وبدء العهد الجيد. وكقول الكتاب" قد خرج اليه كل اليهودية معتمدين منه ومعترفين ومقرين بخطاياهم. مت3‘ ولعل أعظم شرف ناله يوحنا وبسماح من الله انه عمد السيد المسيح ‘ والذى لا يستحق العماد لآنه ليس بخاطئ حتى يتوب ‘ ولكن كقول الرب ليكتمل كل بر ويعلمنا الرب كيف تكون المعمودية المعمودية.

    4- الصابغ والسابق...الصابغ لأن معنى كلمة التغطيس فى اللغة اليونانية الصبغ ‘ ولأننا بعد خروجنا من جرن المعمودية نصطبغ بطبيعة وخلقة جديدة‘ والسابق لأنه سبق الرب يسوع فى الميلاد بستة شهور ‘ وكقول الكتاب ليهيئ للرب شعبا مستعدا ويتقدم أمام وجه الرب.  

     5- الصوت الصارخ...كقول النبوة أش 40: 3و4 وكقوله عن نفسه " أنا صوت صارخ فى البرية قوموا طريق الرب .يو1: 23" فكانت برية اليهود الفاسدة تحتاج لأن يصرخ فيهم للتوبة.

6- السراج الموقد المنير...وهذه تسمية الرب يسوع له " كان هو السراج الموقد المنير وانتم أردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة." يو5: 35.

7- كان قائدا للنسك والبتولية والرهبنة ..كقول الكتاب " اما الصبى فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان فى البرارى الى يوم ظهوره لاسرائيل." لو1: 80.


شهادات المعمدان

1- المسيح بالنسبة للمعمدان: لقد أقريوحنا بطبيعة السيد المسيح فقال" انا أعمد بماء .ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه . هو الذى ياتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق ان احل سيور حذائه.يو1: 26و27‘ وقال أيضا" وانا لم أكن أعرفه .لكن الذى أرسلنى لاعمد بالماء ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى سيعمد بالروح القدس.يو1: 33.

2- هذا هو ابن الله : كشهادة  المعمدان  " وانا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله."ي1: 34‘ والمعمدان هو الوحيد الذى شاهد الروح القدس نازلا ومستقرا على الرب يسوع وكقول الكتاب" فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء‘ واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه ‘ وصوت من السموات قائلا هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت.يو1: 16و 17."

3- حمل الله: وهذا تحديدا هو سبب تجسد الله الكلمة وقد اعلنها يوحنا لتلاميذه كقول الكتاب" وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم."يو1: 29‘ وقد كررها المعمدان مرة أخرى وهو واقف مع إثنين من تلاميذه  (يوحنا واندراوس) "فنظر يسوع ماشيا فقال هذا هو حمل الله. حتى ان التلميذان تبعا يسوع ‘ وقال اندراوس لأخيه بطرس (قد وجدنا المسيا) الذى تفسيره المسيح.يو1: 41 ".

4- من السماء: قالها يوحنا المعمدان عن الرب يسوع عندما حدثت مباحثة من تلاميذه حول ان المسيح يعمد (المسيح لم يعمد أحد بل تلاميذه) فقال لهم" لا يقدر انسان ان يأخذ شيئا ان لم يكن قد أعطئ من السماء."يو3: 27‘ وفى هذا يعلن يوحنا أن المسيح هو النازل من السماء والذين انتم وكل الاجيال تنتظرونه‘ فقد قال " الذى يأتى من فوق هو فوق الجميع والذى من الارض هو أرضى ومن الارض يتكلم‘ الذى يأتى من السماء هو فوق الجميع.يو3: 31"   

5- العريس: وهى صفة التصقت بالله طوال الكتاب المقدس فى كل النبوات بالنسبة لإسرائيل كعريس وعروس ويعرفها اليهود ‘ فمثلا فى هوشع     2:   19 " وأخطبك لنفسى إلى الأبد وأخطبك لنفسى بالعدل والحق والإحسان والمراحم." وكذلك فى سفر حزقيال‘ وأيضا يمتلأ سفر نشيد الاناشيد بهذا المعنى ‘ وحتى الرب نفسه قال عن نفسه انه العريس ‘ عندما قال الفريسيون ان تلاميذ يوحنا يصومون وتلاميذك لا يصومون فقال لهم "يصومون عندما يرفع العريس عنهم"مر 18 ‘وأكدها القديس بولس الرسول فى قوله" خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفى للمسيح." ولهذا قال المعمدان" من له العروس فهو العريس ‘ وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس ‘ إذا فرحى هذا قد كمل." يو3: 29.

6-  "ينبغى أن ذلك يزيد وأنى أنا أنقص." يو3: 30‘ فقد انتهى دور الانبياء والنبوات بظهور  الذى تركزت فيه كل النبوات‘ وكأنه يختم نبوات العهد القديم كله بهذا القول النبوى.

7- " ومن قبل شهادته ‘فقد ختم أن الله صادق."يو3: 33‘ والمعنى ان ختم الله هو الحق وكل من هو من الله مختوم بختم الحق ‘ وكقول الرب لتلاميذه" اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى للحياة الابدية (جسد الرب ) الذى يعطيكم ابن الانسان لأن هذا الله الآب قد ختمه."يو6: 27. ‘  فمن يقبل المسيح كمن قبل الحق من الله كقوله" الذى أرسلنى هو حق وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم.يو8: 26" ‘ وهكذا شهد يوحنا أيضا" لأن الذى أرسله الله يتكلم بكلام الله . لأنه ليس بكيل يعطى الله الروح."يو3: 34‘ اى الذى فيه كل ملء اللاهوت جسديا ‘ الروح الذى أعطى للمسيح لم يكن بكيل كباقى البشر ‘ بل الى كل ملء الروح والله ‘لأنه من جوهر وصلب الآب.

8- " الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله.يو3: 36"‘ وهذ هو خاتمة نبوات يوحنا المعمدان ‘ ومكملا لنبوة موسى النبى عندما قال" ويكون أن النفس التى لا تسمع لذلك النبى تباد من الشعب." أع 3: 22‘ فهذ هو ابن الله ‘ وكل من يؤمن به قد ختم بصدق أقوال الله ‘ وان الايمان به هو حياة ورفضه هو بقاء الانسان فى دائرة غضب الله على الذين لا يطيعون الوصية.

البشرية كلها مدينة للمعمدان يوحنا خاتم أنبياء العهد القديم بشهاداته عن الرب يسوع المسيح ابن الله الحي ‘ وكل شهاداته هى الإيمان الحقيقى للمسيحيين فى كل العالم‘ لأنها تضمنت رؤيا وسمع وطاعة لله الآب الذى أرسله ليهيئ له الطريق لخلاص البشرية . أمين.

 

سورة البقرة.. الآية 83/ عبدالله بدر اسكندر

يخضع الإنسان لمجموعة من العوامل المؤثرة في سلوكه سلباً أو إيجاباً ولذلك فهو يتأرجح بين الصبر والجزع، فإن صبر على ضر مسه وأظهر خلاف ما يبطن كان من الذين يجزون على هذا الفعل لأن الله تعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا في حالات خاصة، كالظلم الواقع على النفس عند نفاد صبرها، وقد أشار سبحانه إلى هذا المعنى بقوله: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً) النساء 148. وكما هو ظاهر فإن الآية مسوقة لتعليم الإنسان مدى صبره على كتمان الأقوال السيئة التي يواجه الآخرين بها، إلا أن الاستثناء الوارد في قوله تعالى: (إلا من ظلم) النساء 148. هو استثناء منقطع أي أن هناك رخصة للإنسان بأن يجهر بالسوء من القول بحق من ظلمه دون الاعتداء السافر، وفي الآية ما يبيح حق إظهار الظلم وإن كان العفو هو الملاك، ولذلك عقب سبحانه بعد هذه الآية بقوله: (إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً) النساء 149. وفي منطوق الآيتين تأكيد على سمو الصفات الحميدة والتي من أهمها العفو عند المقدرة، ولهذا وضع تعالى السبب موضع المسبب في قوله: (فإن الله كان عفواً قديراً) النساء 149.
وبناءً على ما تقدم يظهر أن حق الإنسان في الكلام لا يمكن أن يلازمه في جميع أحواله وتصرفاته، أو أن يتلفظ بما يشاء من القول لأن ذلك يفسد الروابط الاجتماعية بين الناس وبالتالي تحل الصفات الذميمة محل الصفات الحميدة، ومن هنا نستطيع معرفة السبب الذي من أجله أشار القرآن الكريم إلى اجتناب الظن أو التجسس والاغتياب، ووصف هذه الأفعال بأجزل بيان وذلك في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) الحجرات 12. ولهذا نرى أن القرآن الكريم يجمع بين الإحسان الفعلي وبين ما يرادفه من الإحسان القولي، فإن كان الأول يشق على الإنسان وجب عليه التستر في القول وإظهار ما يسر الآخرين، لأن التعامل بين الناس يعتمد على الظاهر في أغلب الحالات، وقد ورد عن النبي ما يبين هذا المعنى وذلك في قوله (ص) "لو تكاشفتم ما تدافنتم" وهذا يؤكد أن هناك مواقفاً كثيرة قد تسوء الإنسان في علاقاته مع الآخرين إلا أن اتخاذه الأسلوب الحسن في التعامل يجعله في المنزلة الرفيعة، أو بعبارة أخرى يمكن القول إذا تعذر عليه الفعل فمن المناسب أن يظهر الإحسان بالقول، وقد ورد هذا المعنى عن أبي الطيب المتنبي في قوله:
لا خيل عندك تهديها ولا مال... فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وروي إن لم تسعد الحال لأن الحال يذكر ويؤنث، ويشهد لتأنيثه قول عمر بن أبي ربيعة:
فبتنا بتلك الحال إذ صاح ناطق... وبين معروف الصباح فصدقا
من هنا نعلم أن الميثاق الذي أخذ على بني إسرائيل كان متضمناً للإرشادات الفعلية والقولية في آن واحد كما سيمر عليك في تفسير آية البحث.
وقفة مع آية البحث:
قوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون) البقرة 83. فصل القرآن الكريم الميثاق مع بني إسرائيل وبينه بطريقة أشمل بعد أن تطرق إليه في الآيات السابقة بصورة مختصرة، وقد علمت من خلال كتابنا هذا أن الميثاق يتضمن القواعد الثابتة للدين وهي نفس القواعد التي نزل بها القرآن الكريم إلا أنهم تنكروا لها وتركوها وراء ظهورهم، ولو تأملت تلك القواعد ستجد أنها لا تخرج عن النداء الإيماني الذي يدعو إلى توحيد الله تعالى وما يترتب على ذلك التوحيد من استقرار المبادئ الإنسانية المشتملة على العلاقات والمعاملات بين أبناء البشر على اختلاف مللهم ونحلهم وهذا ما أقره الدين وبنى عليه الروابط  الاجتماعية، ومن هنا نرى أن الحق سبحانه قد فرع هذه الروابط على عبادته، ولذلك وجه الأمر الإرشادي إلى بني إسرائيل بطريقة أكثر تفصيلا كما هو ظاهر في التعاليم التي ذكرت في الميثاق والمتضمنة للإحسان بالوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين وصولاً إلى خطاب الناس بالقول الحسن المترتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بعد ذلك أشار إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة باعتبارهما المقوم الأهم في الجمع بين الخضوع والتسليم لله تعالى.
من هنا يظهر أن بني إسرائيل لم يراعوا هذا الميثاق حق رعايته ولهذا وجه الحق سبحانه الخطاب إلى المؤمنين وذلك بسبب الإعراض الصادر عنهم ولم يلتفت إليهم إلا في الحالات التي تحتاج إلى التوبيخ والتقريع، كما في قوله: (ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون) من آية البحث.
فإن قيل: إذا كان إيجاد الولد لا يعتمد على علة فعلية وإنما يحصل ذلك بسبب مجموعة من الدوافع التي تنشأ من الوالدين وأغلب تلك الدوافع لا تخضع لإرادتهما كالشهوة الجنسية، إضافة إلى أن هناك من لا يرغب بالإنجاب إلا أنه يحدث لديه دون إرادته فكيف يأمر الله تعالى الأولاد بالإحسان للوالدين؟ أقول: السبب الرئيس الذي يقضي بوجوب الطاعة للوالدين يعتمد على إبقاء الرابطة الأسرية على تمامها دون الميل إلى ما يعكر صفوها، ولما كان الوالدان هما السبب المباشر في تربية الأولاد بعد إيجادهم وفي حالة ضعفهم وكذا المراحل الأخرى التي لا يملكون فيها القدرة على رعاية أنفسهم فمن الطبيعي أن يوجه الأمر بالإحسان إليهم، ولا يخفى عليك بأن هذه الأسباب كفيلة برد الجميل إلى أهله بغض النظر عن الرابطة الدموية فتأمل.
فإن قيل: وماذا عن الحنان الفطري المتبادل بين الآباء والأبناء وما يلحق بهما؟ أقول: ما نشاهده من الحنان المتبادل بين الآباء والأبناء أو بين الإخوة نزولاً أو صعوداً يخضع للتسخير الطبيعي الذي أودعه الله تعالى في الفطرة التي أنشأها وذلك لأجل استمرار الحياة دون إفراط أو تفريط، علماً أن هذا الحنان لا يقتصر على الإنسان بل يمتد ليشمل جميع الكائنات الأخرى، ولما كان هذا الحب الفطري طاغياً أكثر لدى الآباء نجد أن الأمر الإلهي بالإحسان لم يوجه إليهم لأنه تحصيل للحاصل وإنما وجه للأبناء، وهذا ظاهر من ارتقاء النص مباشرة من الوالدين إلى ذي القربى واليتامى والمساكين دون الإشارة إلى الأولاد.
فإن قيل: لمَ جمع الله تعالى بين توليهم وإعراضهم ألا يوحي هذا السياق بالتكرار باعتبار أن من يتولى عن أمر معين يكون معرضاً عنه؟ أقول: قد يتولى الإنسان عن شيء ما مع الأخذ بالاحتياط في حالات خاصة إلا أن المشار إليهم في سياق البحث لم يكونوا بهذا المستوى الذي يؤهلهم للرجوع عن الإعراض بعد توليهم ولذلك جمعوا بين الأمرين دون التمكن من الرجعة الاختيارية، ولهذا السبب كان توبيخهم فتأمل ذلك بلطف.
  من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن

أوصانا فى الأعالى/ نسيم عبيد عوض

جاءت النبوة عن هذا اليوم على فم زكرياالنبى 400 سنة قبل الميلاد قائلة" إبتهجى جدا ياإبنة صهيون.إهتفى يابنت أورشليم .هوذا ملكك ياأتى إليك هو عادل ومنصور وديع راكب على حمار وعلى جحش ابن آتان " زك9: 9"

وتحتفل اليوم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والكنائس المسيحية على وجة الأرض كلها - ماعدا كنائس الغرب- بأحد الشعانين , والشعانين كلمة عبرية معناها يارب خلص , ومنها أخذت كلمة أوصانا باليونانية ومعناها " خلصنا"

وأحد الشعانين هو العيد الرابع من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا( عيد البشارة-الميلاد – الظهور الإلهى- الشعانين- القيامة- الصعود- العنصرة أو عيد الروح القدس)

ودخول السيد المسيح لأورشليم اليوم حسب المشيئة والترتيب الإلهى هو نقطة تحول ويوم عظيم فى تاريخ البشرية , إنتظرته لأجيال وزمانا طويلا لذلك صرخت الجموع ( وكان تعدادهم فى أورشليم حسب قول المؤرخين ما يقرب من 3 مليون نسمة) فى إستقبال رب المجد:

- أوصانا لابن داود .. مبارك الآتى باسم الرب.. أوصانا فى الأعالى (مت21)

- مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب ..أوصانا فى الأعالى(مر11)

- مبارك الملك الآتى باسم الرب .. سلام فى السماء.. ومجد فى الأعالى.(لو19)

- أوصانا .. مبارك الآتى باسم الرب ملك إسرائيل.(يو12)

وحقا قال المرتل بروح النبوة فى مزمور 118: " هذا هو اليوم الذى صنعه الرب . نبتهج ونفرح فيه. آه يارب خلص. آه يارب انقذ. مبارك الآتى باسم الرب- وقبلها يقول – من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا."

+ حقا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب منذ قراره الإلهى ووعده الخلاصى " نسل المرأة يسحق رأس الحية. تك 3:15" ومن حبه العجيب للإنسان وبعد السقوط فى خطية التعدى يشفق على آدم وحواء ويذبح لهم ذبيحة ويصنع لهم أقمصة من جلد والبسهما..  ليستر بها خزى عريهم وخطيتهم.تك:3:  20"

+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب يوم كلم نوح وبنيه قائلا" ها أنا مقيم ميثاقى معكم ومع نسلكم من بعدكم " تك9: 8" والميثاق هو ان لا يهلك الأرض والأنسان.

+ وهو اليوم الذى صنعه الرب يوم أن قال لأبراهيم " يتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض.تك22: 18"

+ كان هذا اليوم الذى صنعه الرب يوم يقول يعقوب أبى الآباء بروح النبوة لإبنه يهوذا"  لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع الشعوب. رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن أتانه . غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. لخلاصك إنتظرت يارب. " تك49: 10-11"

+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب :

يوم كلم الرب موسى وهرون فى أرض مصر قائلا: كلما جماعة إسرائيل قائلين فى العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت . تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة. ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل فى العشية. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا فى البيوت التى يأكلونه فيها. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة الهلاك."خر 12"

وكما يقول معلمنا بولس الرسول" هكذا نحن أيضا لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من إمرأة مولودا تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."

غل4: 3و4"

وفى إنجيل قداس اليوم "يو12" ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا (أى 9نيسان) وفى الغد 10 نيسان دخل يسوع أرشليم من باب الضأن.

هكذا دخل الحمل الذى يرفع خطية العالم .. دخل أروشليم ليكون تحت الحفظ لحين الذبح على الصليب بين العشائين . كان خروف الفصح محفوظا ليوم 14 نيسان وهو الموعد المحدد لإتمام الخلاص والفداء للبشرية كلها.

وبروح النبوة على فم النبى زكريا ( 300 سنة قبل الميلاد) " إبتهجى جدا ياإبنة صهيون وإهتفى يابنت أورشليم . هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان.زك9: 9"

والعجيب أن الرب يدخل أرشليم بإحتفال الملوك ولن يخرج منها إلا وهو مذبوحا على الصليب ليتحقق الترتيب الإلهى:

"وأنا  إن إرتفعت عن الأرض اجذب الى الجميع.يو12: 32" " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 14و15"

" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. " يو3: 16"

ودخول الرب اليوم أورشليم محاطا بموكب ملوكى ممجدا أراد أن يرفع عن ملكوته الحجاب الذى أخفاه فى حياته , وأن يعلن أنه المسيح الملك الروحى الذى يجئ لخاصته (اليهود)

_ ملكا على مستوى روحانى لا مادى _ على مستوى سماوى لا أرضى. – على طراز أبدى لا زمنى.

وفى هذا اليوم يكون قد أكمل الرب يسوع كل أعمال النبوات _ قبل الصليب- فى حياته على الأرض , ويمكث مع التلاميذ فترة حفظ الخروف ويعطيهم التعليمات والوصايا( إنجيل يوحنا ألإصحاحات من 13إلى 16 ) ثم بعد ذلك يقول للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته."يو17: 4" – الكلام الذى أعطيتنى قد أعطيتهم وهم قبلوا. "  وعلموا يقينا إنى خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتنى.يو17: 8"

وفى حياة الله الظاهر فى الجسد على الأرض أظهر للعالم أنه كاملا فى لاهوته وكاملا فى ناسوته كإيماننا الأقدس أن لا هوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.

 أولا: أعطانا من قدراته اللاهوتية:

1-    بالمعجزات والآيات التى صنعها وقد رتبها القديس يوحنا اللاهوتى ( بعض منها) فى 7 آيات:  

1-   معجزة تحويل الماء إلى خمر (يو2) وكقول الكتاب " هذه بداءة الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه. "11"

2- شفاء ابن خادم الملك ( بالكلمه) قال له يسوع إذهب ابنك حى . فآمن الرجل بالكلمة التى قالها يسوع .. وهو فى الأصل قال لرب المجد "قل كلمة" (يو4)

3- شفاء مشلول بركة حسدا (يو5) بعد 38 سنة أى قبل ميلاد الرب بالجسد.. قال له يسوع أتريد أن تبرأ..  قم إحمل سريرك وأمش."

4- إشباع الجموع من خمسة خبزات وسمكتين (يو6) ليذكرهم بالمن الذى أعطاه لبنى إسرائيل لمدة أربعين سنة فى البرية, ويقول لهم ليس موس أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء."

5- السير على الماء وإنتهار الرياح والأمواج (يو6) ويقول لتلاميذه " أنا هو لا تخافوا.

6- شفاء المولود أعمى (يو9) أو خلق عينين للمولود أعمى.. ويقول أيضا" لا هذا أخطأ ولا أبواه . لكن لتظهر أعمال الله فيه. 3"

7- إقامة لعازر من الموت (يو11) بعد أن أنتن ويقول لنا " من آمن بى ولو مات فسيحيا.25  ( ومن قبل أقام إبنة يايرس وابن أرملة نايين من الاموات)

2-أظهر للعالم إسمه : " كقوله للآب (يو17) " أنا أظهرت إسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم :

1- أنا هو   خبز الحياة" (يو6) إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.

2-أنا هو     نور العالم.(يو8)  من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة.

3- أنا هو   الباب (يو10) إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.

4- أنا  هو   الراعى الصالح (يو10) والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف.

5- أنا هو   القيامة والحياة (يو11) وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد. 26"

6- أنا هو   الطريق والحق والحياة.(يو14) ليس أحد يأتى إلى ألآب إلا بى6"

7- أنا هو   الكرمة الحقيقية وأبى الكرام )يو15) وأنتم الأغصان.

( فلما قال لهم انى .. أنا هو .."بالعبرية  يهوه اسم الله " رجعوا وسقطوا على الأرض." يو12: 6" )

ثانيا: عاش الرب بكمال ناسوته ومر بجميع المشاعر والأحاسيس الإنسانية ماعدا الخطية:

1-   تعب.. كقول الكتاب فى يو4 " فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. 6. تعب الذى يقول عنه الكتاب " الذى لا يعيا"

2- عطش.. (يو4) فقال لها يسوع أعطينى لأشرب .. وعلى الصليب يقول أنا عطشان .. عطش الذى هو ينبوع الحياة .." بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية" 14"

3- جاع.. (مر11) وفى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع فنظر شجرة تين من بعيد .. جاع الذى يقول عنه الكتاب يفتح كفية فيشبع كل حى من رضاه .

4- غضب (مر3) فنظر حوله إليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم .. وهو الذى يعلمنا ان نكون ودعاء " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب.

5- تهلل.. ( لو10) وفى تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والارض .. 21"

6- حزن.. (مت 26) فقال لهم : نفسى حزينة حتى الموت" 38"

7- أحب .. " وقالوا عن لعازر أنظروا كيف كان يحبه (يو11).. وعن التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه(يو20)

8-   بكى.. وبكى يسوع.(يو11) " وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها.(لو19)

 هذا هو الذى يدخل أرشليم اليوم راكبا على جحش وتقابله الجموع بزعف النخيل وأغصان الزيتون مهللين فرحين بملك إسرائيل .. ثم بعد أيام قليلة يصرخون لبيلاطس أصلبه أصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا.. وكما يقول الكتاب " الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين . كيف لا يهبنا أيضا معه كل شئ." رو8: 32"

هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه. الحجر الذى رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية .

وكل سنة وأنتم جميعا طيبين لنحتفل مرة أخرى بأحد السعف.

ولإلهنا المجد الدائم. أمين.     

الفاتيكان: اتهام 5 أشخاص، بينهم صحفيان وقس كبير، بتسريب وثائق سرية

بي بي سي
وجه الفاتيكان لخمسة أشخاص، بينهم صحفيان وقس كبير، تهمة تسريب وثائق سرية ونشرها.
ونشرت الوثائق في كتابين للصحفيين، إيمليانو فيتيبالدي وجيانلويجي نوزي، يتحدثان فيهما مزاعم بتبديد الأموال والفساد في الفاتيكان.
وينفي الصحفيان ممارسة الضغوط للحصول على المعلومات.
واتهم في القضية أيضا عضوان في الهيئة الاستشارية للإصلاح الاقتصادي في الفاتيكان، ومساعد لهما.وقد اعتقل المونسينيور لوتشيو فاليجو بالدا وزميلته في الهيئة، خبيرة العلاقات العامة، فرانتشيسكا شوقي، في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويتضمن الكتابان، "تجار في المعبد" لمؤلفه نوزي، و "جشع" لمؤلفه فيتيبالدي تفاصيل عن مزاعم الفساد والسرقة والإنفاق غير المراقب في الفاتيكان.
وجاء في بيان صادر عن الفاتيكان أن القضاة "اخطروا المتهمين ومحاميهم بالتهم الموجهة لهم، وهي تسريب معلومات بطريقة غير قانونية، ونشر وثائق سرية".
وأفرج عن فرانتشيسكا شوقي بعد فترة وجيزة من اعتقالها، لأنها تعهدت بالتعاون من السلطات، بينما بقي المونسينيور بالدا في سجن بالفاتيكان.
ويتهم وهو ومساعده نيكولا مايو "بإنشاء عصابة أشرار" وسرقة وثائق، حسب بيان الفاتيكان.
أما الصحفيان فتهمتهما ممارسة ضغوط للحصول على معلومات.
وعبر فيتيبالدي، لوسائل الإعلام المحلية، عن "اندهاشه" لهذا القرار.
وقال: "ربما أنا ساذج، ولكن يبدو أن عليهم أن يحققوا مع الأشخاص الذين نددت بنشاطاتهم الإجرامية، وليس مع الشخص الذي كشف الجرائم".
وأضاف: "أتفهم الحرج الذي وقعوا فيه في الفاتيكان بشأن ما جاء في كتابي، خاصة أنهم لا يستطيعون نفي أي جزء فيه، ولكن لم أتوقع أبدا ملاحقة جنائية".
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن نوزي قوله: "لم أمارس أي ضغط علي أي أحد"، وأنه سيناقش مع محاميه قرار حضور جلسة المحاكمة.
وأصدرت منظمة مراسلون بلا حدود بيانا تقول فيه إن "الصحفيين مارسا حقهما في إيصال المعلومة بما يخدم الصالح العام، ولا ينبغي أن يعاملا معاملة المجرمين في بلد يفترض أنه يحترم حرية الصحافة".
وإذا أدين الخمسة، فإنهم يواجهون عقوبة بالسجن تصل 8 أعوام.

تفسير جديد للقرآن في أمريكا لاستعادة الدين من المتشددين

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—
المسلمون المتشددون يستندون إلى القرآن لتبرير أعمالهم من القتل والتعذيب وحتى الاغتصاب في عمليات توصف بأنها أكبر سرقة في تاريخ الدين الإسلامي.

نسخة جديدة من القرآن (المترجم للإنجليزية) بحسب ما وصفه محرروه باعتبار أنه يفسر المفاهيم بصورة جديدة وواضحة، تسمى قرآن الدراسة أو "Study Quran" متوفرة بالولايات المتحدة الأمريكية وتسعى لاستعادة القرآن من المتشددين حيث تم تبنيها من قبل لائحة طويلة من المسلمين في البلاد ويحتوي على تفاسير وإيضاحات من علماء ينتمون إلى الطائفتين السنية والشيعية وهو الأمر الذي يعتبر "سابقة."

بالنسبة للمسلمين فإن كل كلمة وكل حرف في القرآن تعتبر مقدسة بعد أن أوحاه الله إلى النبي محمد الذي وصفه بسلم بين الأرض والسماء، حيث أن القرآن يوفر توجيها حول العديد من القضايا مثل الروحانيات والأخلاق وحتى قواعد الاشتباك بالحروب.

النبي محمد لم يكن يسعى لبناء مجتمع ديني فقط بحسب علماء مسلمين بل كان يبني دولة وفي بعض الأحياء فإن بناء الدولة قد يشمل عنفا، ومن هنا استغلت جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" هذا الجانب لتبرير عنفهم ومن هنا يأتي "قرآن الدراسة."

العديد من الترجمات للقرآن تحتوي على القليل من التعليق والتوضيح فقط النصوص دون ملاحظات، وعلى سبيل المثال الآية التي تقول: "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ" (سورة محمد الآية 4) حيث استخدمها داعش لتبرير أعمال قطع رؤوس رهائنهم، وهذه الآية في القرآن الجديد يتم إيضاحها بأنها مقتصرة على ساحات الحرب وليست أمرا مستمرا وعلى كل المسلمين الانصياع لها في كل الأوقات.