الأزهر يدعو لعدم الانتقام من المسلمين في البلدان الغربية ردا على هجمات باريس

نص فرانس 24  

دعا شيخ الأزهر السبت في كلمة بالقاهرة إلى عدم ربط الإسلام بهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" وإلى عدم الرد عليها بهجمات ضد المسلمين في البلدان الغربية. وتابع أن مرتكبي الهجمات "قلة قليلة لا تمثل عموم المسلمين المسالمين" المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا".

قال شيخ الأزهر أحمد الطيب اليوم السبت إن من الخطأ الربط بين الإسلام وهجمات أطلق مرتكبوها شعارات إسلامية وطالب أبناء الغرب بألا يردوا على الهجمات بشن اعتداءات على المسلمين في بلدانهم.

وفي كلمة بالقاهرة قال أحمد الطيب إن الإرهاب "ليس إفرازا لدين سماوي أيا كان هذا الدين بل هو مرض فكري ونفسي يبحث دائما عن مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان وتأويل المؤولين ونظرات المفسرين."

وأضاف "الدرس الذي يجب أن يعيه الجميع وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم أن الإرهاب لا دين له ولا هوية له. و"من الظلم البين بل من التحيز الفاضح نسبة لما يحدث الآن من جرائم التفجير والتدمير التي استشرت هنا أو هناك، إلى الإسلام، لمجرد أن مرتكبيها يطلقون حناجرهم بصيحة الله أكبر وهم يقترفون فظائعهم التي تقشعر منها الأبدان."

وتابع أن مرتكبي الهجمات "قلة قليلة لا تمثل رقما واحدا صحيحا بالنسبة إلى مجموع المسلمين المسالمين المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا."

وتعرضت مساجد كما تعرض مسلمون لهجمات انتقامية "محدودة" في أكثر من دولة غربية بعد هجمات باريس. وقال الطيب "على الذين أقدموا على ارتكاب جريمة حرق المصحف وحرق بيوت الله في الغرب أن يعلموا أن هذه الأفعال هي الأخرى إرهاب بكل المقاييس بل هي وقود للفكر الإرهابي الذي نعاني منه."

وأضاف "لا تردوا على الإرهاب بإرهاب مماثل وليس من المنتظر أبدا ممن يزعمون التقدم والتحضر إهانة مقدسات الآخرين على مرأى ومسمع من الناس."

وقال الطيب الذي كان يتحدث في اجتماع لمجلس حكماء المسلمين الذي تأسس العام الماضي "علينا أن نسير في اتجاه التصدي للفكر الإرهابي بكافة صوره وأشكاله ودعوة النخب العربية والإسلامية كل في مجال تخصصه لتجفيف ينابيع هذا الفكر من خلال منظومة متكاملة تشمل التعليم والثقافة والشباب والإعلام وخطابا دينيا معبرا عن حقيقة الإسلام وشريعته."

ويقول مجلس حكماء المسلمين في موقعه على الإنترنت إنه هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وإنه يضم "ثلة من علماء الأمة الإسلامية وخبرائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية." وقال المجلس إن مبعوثين منه سينطلقون اليوم في 16 قافلة تجوب العالم لنشر ولتصحيح ما قال إنها مفاهيم مغلوطة عن الإسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق