الحياة الأبدية/ نسيم عبيد عوض

الحياة هى الله ‘لأنه مصدر الحياة فبعد أن جبل الله الإنسان من تراب نفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية ‘وقد خلقنا الله لنعيش معه فى حياة أبدية خالدة لا تعرف الموت ‘لأن الموت دخل الى العالم بحسد إبليس فأسقط آدم فى خطية التعدى فحكم عليه بالموت وعلى كل نسله.

ولذلك أصبح سؤال البشرية الأبدى كيف أرث الحياة الأبدية ؟ أو ماذا أعمل حتى أرث الحياة الأبدية ؟ وهو السؤال الذى أورده انجيل مرقس البشير 10: 17-31 "وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله ايها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟". ويتصف صاحب السؤال بأنه شاب مت19: 20 ‘ذو أموال كثيرة ورئيس فى مجمع اليهود لو18: 18‘ مستقيما يحفظ الوصايا ‘جاء راكدا يبحث عن مايوصله للحياة الأبدية ‘ أنسان على خلق وأدب لسجوده إجلالا وإحتراما للمعلم الصالح‘ أيضا متواضعا لسجوده أمام جموع الشعب. ولكن مهما كانت صفات هذا الشاب ‘فسؤاله يهم البشرية كلها ‘ ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ وهذا سؤال يختلف من مؤمن العهد الجديد عن مؤمن الناموس الموسوى مثل هذا الشاب ‘ كقول الكتاب " لأن الناموس بموسى أعطى . أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا.يو1: 17‘ فأن المؤمنين بالمسيح يسوع ولدوا ولادة جديدة بخلقة جديدة بالماء والروح ‘ وأعطاهم الله سلطانا أن يصيروا أولاد الله.وبالتالى وارثين للحياة الأبدية ‘ فكيف تكون الإجابة على السؤال اليوم ‘ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟

مامعنى الحياة الأبدية؟

1- كلمة الحياة فى الإنجيل عامة وفى العهد الجديد خاصة هى الحياة غير القابلة للموت (لأن الموت عقوبتة الخطية ‘فأجرة الخطية هى موت أما هبة الله حياة أبدية.

2- الحياة فى الله والتى يمنحها الله بروحه القدوس هى وحدها تسمى الحياة ‘ وهى تختلف عن الحياة الجسدية التى مآلها الموت ‘ أما الحياة فى الله فهى الحياة الحقيقية أو الحياة الأبدية.

3- الحياة الأبدية أو الحياة الحقيقية هى الحياة التى نكتسبها الآن لحساب مابعد الموت‘ كوصف القديس الرسول بولس أنها تقترن بالحاضر والمستقبل ‘ فيقول لتلميذه تيموثاوس (1تيم4: 8 ) ولكن التقوى نافعة لكل شيئ إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة.."فالحياة فى الكتاب المقدس هى الحياة الأبدية . ويقول الكتاب المقدس " لأنه كما ان الآب له الحياة فى ذاته . كذلك أعطى الأبن أيضا أن تكون له حياة فى ذاته."يو5: 26 ‘ أى ان له سلطان الله فى هبة الحياة الأبدية .ولذلك يقول الرب يسوع " من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية .ولا يأتى (فى المستقبل)الى دينونة .بل (الآن )قد أنتقل من الموت الى الحياة." يو5: 24‘والمعنى هنا أن الحياة الأبدية تخلصت نهائيا من الموت فأصبحت بالنسبة لنا (خلاصا).

4- المولود الجديد يرث الحياة الأبدية فى عالمه الحاضر على أساس الرجاء الحى الذى نعيشة بالإيمان.كقول الكتاب" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى برحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل فى السموات لأجلكم.1بط1: 3و4.

5- روح الله القدوس هو الذى يقوم الآن بإعطاء الحياة فى الله كقول الرسول بولس"لأن الحرف يقتل لكن الروح يحيي.."2كو3: 6.

6- كلمة الله التى بها تهب رياح النعمة التى هى رائحة المسيح التى فى الكلمة لتحيي من يسمعها ويؤمن بها.كقول الكتاب " متمسكين بكلمة الحياة . في2: 16‘ ومن فم رب المجد " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة."يو6: 63‘ ويقول الملاك للرسل " إذهبوا قفوا وكلموا الشعب فى الهيكل بجميع كلام هذه الحياة.أع5: 20

7- الحياة الأبدية هى أسم استخدمه السيد المسيح للتعبير عن ذاته ونفسه" أنا هو القيامة والحياة." يو11: 25.وهو يمنح الحياة للذين يلتصقون به ويتبعونه من كل قلوبهم ‘ ولأنه له الحياة فى ذاته  فهو يحيي من يشاء مثل الآب‘ فيقول" خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى.وأنا أعطيها حياة أبدية .ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى.."الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية ولا يأتى الى دينونة بل قد إنتقل من الموت الى الحياة.. ولهذا يقول عن نفسه أنه "هو الحياة" كقوة ألهيه فعاله ومحييه " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور أضاء فى الظلمة والظلمة لم تدركه."يو1: 4و5.

وفى حياة غربتنا على الأرض ونحن ورثة الملكوت ‘ أعطانا الله الوسائل التى إستودعها سر الحياة لكى نقر بها ونحيى:

1- سر المعمودية "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ."يو3: 5

2- فى سر الشكر (بكسر الخبز وشرب الكأس بعد البركة -الأفخارستيا-"أنا هو الخبز الذى نزل من السماء .إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.يو6: 51.

3- كلمة الله "الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة.يو6: 63‘ لأن كلمة الله فى كتابة المقدس وهى وحيه الإلهى : - هو قانون الحياة الحاضرة.مز19: 7‘ ناموس الرب يرد النفوس‘ هى إعلان الحياة العتيدة ‘ هى إعلان عن ذات الله وعن قصده الإلهى نحو البشر‘ الذى شمل الماضى والحاضر والمستقبل‘ كقول الكتاب" الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية.وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل."1تيمو1: 9و10.

الحياة الأبدية هى المقابل الإيجابى لغفران الخطايا والتوبة الصادقة لأن مقابل الخطية موت.‘ كقول الكتاب" لأن ناموس روح الحياة يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت ."رو8: 10‘ فالحياة الأبدية تنمو وتزدهر فينا بقدر مايقع علينا من ضيق وتجارب قاسية وإضطهادات " فإنى أحسب أن آلام الزمن الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا." رو8: 18 ‘ لأن لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح." في1: 21. وهذا مايؤكده القديس يوحنا أن حياتنا الأبدية هى فى المسيح" وهذه هى الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هى فى إبنه .ومن له الأبن فله الحية .ومن ليس له إبن الله فليست له حياة." 1يو5: 11و12.

ولكى نظل وارثين ومحتفظين بالحياة الأبدية لآبد أن نستمر متحدين مع الله ‘كقول الرسول " لا أحيا ما أنا بل المسيح يحيا في." كقول الرب فى صلاته الختامية فى يوحنا 17" ليكون الجميع واحدا ‘كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك.ليكونوا هم أيضا واحدا فينا."يو17: 21 ‘لأن هذه الوحدة  هى التى تسوقنا للحياة الأبدية. وتتحقق الوحدة مع الله بعنصرين أساسيين هما:

أولا : معرفة الله كقول الرب " وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته" .يو17: 3‘ والحياة الأبدية التى نعرفها على الأرض هى حياة معاشة وإختبار يومى ‘ولذلك يجب أن ننفصل عن الحياة الأرضيى بمفهومها المادى والتى نهايتها الموت‘ ونتعايش مع ورث الحياة الأبدية التى لا يوجد فيها موت. فالحياة الأرضية بكل متغيراتها – فرح ينقلب الى حزن وسلام ينتقل الى قلق وإضطراب ‘ حب يصير كراهية وبغضة ‘ أمل ورجاء الى يأس وقنوط. أما الحياة الأبدية فى معرفة الله فكل صفاتها وأحوالها دائمة وغير قابلة للتغيير للضد ‘ بل هى دائما الى الأفضل.

ثانيا: بالإيمان .. وهو الإيمان التصديقى بالروح –بدون برهان- "تؤمنوا بى" " فى ذلك اليوم تعلمون انى أنا فى أبى وأنتم في وأنا فيكم." يو14: 20‘"  والذى يحبنى يحبه أبى وأنا أحبه وأظهر له ذاتى. "

وللإجابة على سؤال  البشر نسألكم جميعا هل ورثنا الحياة الأبدية ونعيشها على الأرض قبل أن نصعد للسموات؟ وكل شخص له أن يجيب على السؤال لنفسه بكل صدق حتى يختبر حياته‘ ويعضدها حتى لا يهلكها .الرب مع جميعكم.   

البشارة. الميلاد. القيامة/ نسيم عبيد عوض

تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بتذكار البشارة والميلاد والقيامة فى كل يوم 29 من الشهر القبطى ‘ ولسبب أن عيد البشارة يوم 29 برمهات‘ وعيد الميلاد يوم 29 كيهك  ‘وأيضا عيد القيامة يوم 29 برمهات ‘ وهذه أعياد خالدة لدى قلوب الشعوب المسيحية ‘ وإذا جاء تاريخ 29 القبطى  يوم أحد يقرأ فى القداس الإلهى فصل البشارة  من إنجيل القديس لوقا البشير 1: 26- 38 ‘ وهو الخاص ببشارة جبرائيل رئيس الملائكة للسيدة العذراء مريم بقوله لها " سلام لك أيتها المنعم عليها.الرب معك. مباركة أنت فى النساء. لاتخافى يامريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وهاأنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع."لو1: 28-31‘ وهذه آيات يعشقها الشعب المؤمن المسيحى ‘لأن هذا يوم إنتظرته البشرية كلها منذ سقوط آدم وحواءفى خطية معصية الله ‘ ومنذ وعد الله لفداء الإنسان ‘فهى البشارة بتحقيق وعد الله بالخلاص" أن نسل المرأة يسحق رأس الحية" تك3: 15‘ لأنه على حد قول سمعان الشيخ عندما حمل الطفل يسوع على ذراعية " لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجد لشعبك اسرائيل."لو2: 30-32 ‘ وكذلك يوم ميلاد المخلص ‘فالتجسد الإلهى كان محبة من الرب الإله للبشرية ليصنع الفداء والخلاص بدمه الكريم ‘ فحتمية التجسد كانت ضرورة لصنع الفداء ‘ وكذلك القيامة المجيدة التى بها نقض الرب يسوع الموت بموته وقيامته ‘ وأعطانا الإستحقاق بالحياة الأبدية  وبقيامة  الأجساد المائته يوم القيامة العامة ‘ وأصبح هذا هو رجاء كل مسيحى مات على إيمانه بقيامته من الأموات والدخول للأمجاد السمائية.

عمل الروح القدس فى العذراء مريم

ومن أجمل الآيات التى وردت فى هذا الفصل من الإنجيل ‘عندما سألت القديسة مريم الملاك المبشر بولادة إبن الله منها " كيف يكون هذا وانا لست أعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله . "لو1: 34و35‘ فعمل الروح القدس فى العذراء هو:   1- طهر مستودعها حتى لا تورث منها خطية أصلية. 2- وكقول الكتاب " وجدت حبلى من الروح القدس."مت1: 18‘ وكما قال الملاك ليوسف " لان الذى حبل به فيها هو من الروح القدس."مت1: 20‘ وحسب قانون الإيمان " من الروح القدس ومن مريم العذراء تجسد. وتأنس."  ومع القارق فى التشبيه هو نفس عمل الروح القدس فينا: 1- ولدنا من الماء والروح "فغسلنا من خطايانا ‘وولدنا طبيعة جديدة وخليقة جديدة ‘ كقول الرب" الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح ."يو3: 5و6‘  2- وكقول معلمنا بولس الرسول " إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذى هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده.أف 1: 13و14‘ وأيضا "..إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح."أف 1: 5.

عمل الروح القدس فى أولاد الله

بالميلاد الثانى من الروح القدس يقول معلمنا بولس الرسول" أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم‘ الذى لكم من الله‘ وأنكم لستم لأنفسكم .لأنكم أشتريتم بثمن. فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هي لله."1كو6: 19و20‘ وإذا عمل الروح القدس فينا يعطينا النعم التالية : محبة ‘فرح ‘ سلام ‘ طول أناة ‘ لطف ‘صلاح ‘ إيمان ‘ وداعة ‘ تعفف."غل 5: 22 و 23‘ والسلبيات التى تحرمنا من ثمار عمل الروح القدس داخلنا :        1- إطفاء الروح 2- إحزان الروح 3- مقاومة الروح 4- التجديف على الروح القدس ‘ وهو ماحذرنا منه القديس بولس الرسول عندما طلب منا - لا تطفئوا الروح ولا تحزنوا الروح و لا تقاوموا الروح ‘ ولماذا القول " لا تطفئوا الروح." لأسباب كثيرة منها: 1- روحنا نفخة من الله الذى هو نور ونار فأصبحنا نفسا حية يلتهب فيها نور ونار الله. 2- وإذا إنطفأ النور والنار إنطفئ الروح وأبعدنا عن نعم وثمار الروح فينا.3- مع ملاحظة أن الروح فينا لا يلغى حرية إراتنا ‘ فأنا الذى يطفئها وأنا الذى ينيرها ويشعلها‘ وكقول الكتاب بعيدا عنكم " إذا كان النور الذى فيكم ظلاما فالظلام كيف يكون؟".  و إنطفاء الروح داخلنا له معنيين : 1- إنطفاء الشعلة المقدسة التى فى روحنا البشرى التى خلقت على صورةالله ومثاله.  2- إنطفاء عمل الروح القدس فى القلب اللحمى نتيجة لرفض إرادتنا له بالإشتراك معه فى العمل. والمعنى هنا أن الروح داخلنا يحثنا على عمل الخير كقول الكتاب " لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق فأعدها لكي نسلك فيها ‘ فهو يرشدنا للخير ‘ ويعمل معنا فى عمل الخير ‘ لا يرغمنا كما قلت ولكنه ينخس قلوبنا فإذا عملنا الخير فمعناه أن نور الله مشتعل داخلنا والعكس صحيح ‘ وايضا بالإستفادة من ثمار الروح القدس فينا تزداد حرارته فى قلوبنا إشتعالا‘ ويزداد نوره إشراقا فى الفكر والعقل والإرادة‘ وبهذا تلتهب فينا محبة الله‘ التى بدونها لا نحب الآخرين‘ كذلك على الجانب الآخر فالفتور الروحى ينقص الحرارة الروحية ‘ والبرودة الروحية تطفئ الحرارة‘ ومن هنا الخطورة لأنها تكون بداية السقوط فى الخطية ‘ وتفتح الباب للشيطان ليجد مكانا مظلما يتسلل اليه.

كيف ننير ونفرح روح الله داخلنا ؟

1- الحياة بصفة دائمة فى طاعة وصايا الله ‘ وهذا يتمشى مع نور الله داخلنا ‘ ولأنه هو عالم وصاياه ‘ وبفعلها فى تسليم كامل يفرح بنا الله ويزداد نوره فى القلب ‘ فنكون نورا للعالم.

2- بالتمثل بالمسيح فى كل شيئ ونقول مع القديس بولس الرسول" أما نحن فلنا فكر المسيح ‘ والمثل على ذلك إستفانوس أول الشهداء الذى وهو يرجم تمثل بسيده على الصليب ‘ فصرخ وطلب من الرب" لا تقم لهم هذه الخطية" فرأى السموات مفتوحه ورأى المسيح أمامه .

3- الأمانة فى الحياة الروحية والهرب الدائم من الخطية كقول الكتاب " كن أمينا الى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" وأيضا قول يوسف العفيف الهارب من الخطية" كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطأ الى الله.

4- حياة التوبة اليومية الصادقة التى هى ميلاد جديد مثل المعمودية  تماما.

5-  لنعطى كل الكرامة والمجد لله فى أعمالنا وخدمتنا ..ولنتذكر قول الرب لتلاميذه" إفرحوا أن اسماؤكم مكتوبة فى السماء".

6- الخروج من الذات والأنانية ومن الأنا .. وليكن إيماننا دائما " مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ‘ وأن لا نحب بالكلام بل بالعمل والحق‘ ومن يقدر ان يعمل حسنا ولا يعمل فهذا خطية له ‘ نكون نورا للعالم وملحا للأرض ‘ فيمجدوا أباكم الذى فى السموات ‘ ولتكن بيوتنا بيوت صلاة بيوت طهارة وسنسمع قول الرسول" سلم على الكنيسة التى فى بيتك."

نعمة الروح القدس فلتكن مع جميعكم. ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد.أمين.   

فصل من تعاليم المسيح/ نسيم عبيد عوض

الفصل من إنجيل معلمنا متى الإنجيلى والبشير الإصحاح 18 ‘ تضمن فصل من تعاليم السيد المسيح والتى تخص سلوك المؤمن المسيحى فى هذه الحياة ‘ وكيف يعد نفسه لملكوت السموات ‘ حتى وهو على الأرض ‘ فالبداية من هنا ‘ وكل وصايا الله فى الكتاب المقدس  سواء العهد القديم أو الجديد واحدة لا تغيير فيها ‘ ولكن فى عهد النعمة والحق أي العهد الجديد ‘ عهد الميلاد الجديد من الماء والروح أعطاها الرب طعم الملكوت ‘ فيقول هاملكوت الله داخلكم ‘ فالتغيير واجب والسلوك المسيحى ضرورى فى حدود تعاليم الرب لنا.

من هو الأعظم؟

وفى الأحد الثانى لشهر أبيب يقرأ هذا الفصل من الإنجيل (إصحاح 18والأعداد من 1الى 9 ), ويبدأ الإصحاح هكذا" وفى تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو الأعظم فى ملكوت السموات . فدعا يسوع اليه ولدا واقامه فى وسطهم وقال.الحق أقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات."

والسؤال معناه من هو الأعظم  والمستحق فينا حتى يدخل ملكوت السموات؟ أو من هو الأعظم فينا فى ملكوت السموات ؟ ولعل الرب له المجد فى إجابته المختصرة عليهم قد صحح المفهوم بأنه عليكم أن  تسألوا من فينا يستحق أن يدخل ملكوت السموات ؟ بدل البحث عن الأعظم وكأنهم ضمنوا الملكوت .

والحقيقة أن هذا السؤال هو محور مأساة البشرية ,  لأن أغلب الناس  تبحث عن عظمتها أولا , الكل يبحث عن مجده الدنيوى ووضعه الإجتماعى والأدبى‘ فالكل يتصارع فى هذا الزمان عن تعضيد ماليته وتكبيرها , من أجل توطيد أقدامه فى المجتمع حوله ,  فيعمل الكثيرين حسابه فى الدخول والخروج , وفى المناصب البعض يبيع إلهه من أجل منصب رفيع.

وكلمة الأعظم تعبير عن الكبرياء والإستكبار , والتلاميذ رغم تلمذتهم للرب , أصابهم هذا الداء أبضا , وهم يعلمون ان الكبرياء سبب سقوط الملاك العظيم ليصبح شيطانا , عندما قال فى قلبه" اصعد الى السموات ارفع كرسى فوق كواكب الله واجلس على جبل الإجتماع فى اقاصى الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب . اصير ممثل العلى."إش14: 13و14   

والإستكبار أسقط آدم وحواء عندما صدقا الشيطان بقوله " فقالت الحية للمرأة لن تموتا . بل  الله عارف انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر."تك3: 4و5

وهكذا سقطت البشرية كلها وورثنا الخطية والفساد والموت ‘ حتى وعد الرب الإله بخلاصنا فى وعده "بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية ."تك 3: 15, وهو الوعد الذى تحقق فى شخص السيد المسيح الجالس بين صفوف تلاميذه الآن يستمع لسؤالهم وكأنهم لم يتعلموا شيئا ‘ ولكن ليفهم القارئ أن هذا حدث لأسباب:

1- هم بشر فى المقام الأول.

2- أشياء كثيرة كانت مخفية عنهم لحين القيامة.

  3- لم يكن قد إمتلأوا بالروح القدس بعد , بدليل أن القديس متى البشير وكان من ضمن من سألوا الرب ,قد أفرد إصحاح 13 بالكامل من إنجيله  جمع فيه أقوال الرب عن ملكوت السموات .

كان الرب يعلم مايدور فى أذهان التلاميذ , ففى إنجيل معلمنا مرقس البشير يقول الكتاب " وجاء الى كفر ناحوم وإذ كان فى البيت سألهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم فى الطريق. فسكتوا لأنهم تحاجوا فى الطريق بعضهم مع بعض فى من هو أعظم. مر9: 33و34

وأيضا فى إنجيل معلمنا  لوقا " ودخلهم فكر من عسى أن يكون الأعظم فيهم ." لو9: 16 , والعجيب بعد أن افهمهم الرب عن الطريق الموصل للملكوت ‘ يذكرلنا معلمنا متى فى إصحاح 20 الحدث التالى:

" حينئذ تقدمت أم ابنى  زبدى(يعقوب ويوحنا) مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا. فقال لها ماتردين .قالت له قل أن يجلس ابناى هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار فى ملكوتك. مت20: 20و21  , " فلما سمعا العشرة اغتاظوامن أجل الأخوين.مت20: 24 " , وأيضا نرى القديس بطرس بعد قيامة الرب من الأموات وتأكيد الله له على بحيرة طبرية , بان يرعى غنمة 3 مرات , يقول الكتاب فى يوحنا 21 : 21 وقد نظر يوحنا الحبيب يتبعهما " فلما رأى بطرس هذا قال ليسوع يارب وهذا ماله ؟." سؤال واسلوب غريب عن بطرس تلميذ الرب .

فى تلك الساعة

لماذا قال الكتاب فى تلك الساعة , أى ماسبب هذا التحديد  :

1- قبل ذلك مباشرة فى نهاية إصحاح 17 : 24.. " عندما سأل الذين يأخذون الدرهمين بطرس ألا يدفع المعلم الضريبة ‘ ولما حاول بطرس التملص من الرد عليهم , قال له الرب  لئلا نعثرهم (البنون الأحرار) اذهب الى البحر وألق صنارة والسمكة التى تطلع اول خذها ومتى فتحت فاها تجد إستارا فخذه واعطهم عنى وعنك(قيمة الإستار 4 دراهم) ربما تسائل التلاميذ ولماذا بطرس.

2- قبلها فى أول اصحاح 17 يقول الكتاب " ..أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين  ...وعندما حدث التجلى بطرس كان هو الذى قال " يارب جيد ان نكون ههنا. فان شئت نصنع 3 مظال."مت17: 1و4

3- وفى مت 16 كان بطرس أيضا هو الذى أخذ الإستعلان الإلهى من الآب السماوى بأن يسوع هو ابن الله الحى , ونال عن ذلك تطويب الرب , كما أعطاه الوعد بأن إيمانه هذا سيكون الصخرة التى سيبنى عليها كنيسته " فلماذا بطرس أيضا؟

4-  عندما تحدث الرب فى مت 15 عن التطهير بقوله ان الخارج من الفم هو الذى ينجس الإنسان أى الأفكار الشريرة التى تخرج من القلب , كان بطرس هو الذى سأل الرب بأن يفسر لهم هذا المثل , أيضا بطرس .

5- كان بطرس كما ورد فى مت 14 هو التلميذ الذى سأل الرب ومشى معه على الماء.

تعليم المسيح

الآن قد جائت الساعة للسؤال ‘ وقد أجابهم الرب يسوع عن هذا الفكر بكل صراحة فى مت 20":

أ- بل من أراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما .

ب- ومن أراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا.

ج- لا تكونوا مثل رؤساء الأمم الذين يسودونهم والعظماء  يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم.

إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات :

واستخدم الرب لفظة لن بالجزم كما قال لنقيديموس فى يوحنا 3:  5 من نفس الإصحاح" ..ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله."

إذا وصية الله لهم واضحة وقاطعة بالنسبة لدخول ملكوت السموات ‘ ولكن الرب وهو علم فكرهم أراد أن يقطع الشك باليقين فى أذهانه, فأقام ولدا وقال لهم "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات , فالأمر ليس خاصا ببطرس لأنه كان أول من أنكره أمام جارية ‘ ولكن الأمر يتعلق بنقاوة فكر وعقل وقلب الولد ‘ فلا بد لنا جميعا ان نرجع عن خطايانا ونتوب عنها فيتنقى العقل والقلب ونصير فى فضائل وقامة هذا الولد , فنجد السموات مفتوحة أمامنا.

فضائل الأولاد التى يريدنا الرب ان نصير مثلها:

1- فضيلة التسليم  فالولد يعيش فى حضن أباه وأمه , يلعب هنا وهناك مطمئنا لوجود أبوه وأمه يقبل منهم الطعام الذى يأكلونه ولا يسأل كوصية الرب ان لا نهتم بماذا نأكل ونشرب ونلبس , أبوه يعطيه كل هذا بلا سؤال. كذلك الولد بمجرد ان تجلسه أمه  فى كرسيه فى العربية وتسوق به , ينام نوما عميقا ولا يسأل الى أين ولا يعرف القلق , أبوه وأمه سيوصلانه الى الأمان‘ وهكذا يجب يكون إيماننا.   

2- الولد لايعرف الكبرياء , لايفرق بين غنى وفقير , لا يشغله مجد العالم, عنده البساطه , كله محبه لا يعرف غيرها.

3- يكون حياته بالتعليم والتلمذه ولا يتوقف عن كلمة ليه إلا إذا إكتمل تعليمه , ويقول العلماء اليوم بأن أحسن سن للتعليم إعتبارا من 3 سنين.

4- الولد لديه فضيلة الوداعة والطاعة والتسامح بأقصى سرعة , والإيمان بكل ثقة , فلو قلت له تعال نصلى لله من أجل سقوط المطر سيحضر لك ومعه شمسية.

كل هذه الفضائل فى قامة ملء المسيح

1- هو الذى قال " تعلموا منى فإنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم.مت11: 29

2- وهو الذى قيل عنه " لا يصيح ولا يخاصم ولا يسمع احد فى الشوارع صوته . قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ. إش42 ومت 12: 19

3- وقالت عنه النبوة " ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه . كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه. إش53: 7

4-و قال الكتاب عنه" الذى اذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله . لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس .وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب ."فيبى2: 6-8

فالفضائل التى تملئ قامة السيد المسيح هى التى تملئ قامة الولد ‘ولذلك وجب علينا التمثل بربنا يسوع المسيح فى كل فضائله ‘ ولا ننسى قول النبى عنه" لأنه يولد لنا ولد .ونعطى إبنا وتكون الرئاسة على كتفيه ."إش9:6

هل أجاب الرب عن السؤال المحير؟ ‘ وهل عرفنا من هوالعظيم الذى سيدخل ملكوت السموات؟

فى هذا الزمن الفاسد علينا ان نرجع ونصير فى مثل فضائل الأولاد حتى يكون لنا مكان فى ملكوت الله. ولربنا المجد الدائم الى الأبد. آمين

النعمة والبركة/ نسيم عبيد عوض

المؤمن المسيحى الذى يعيش حياة روحية حقيقية يحيا بنعمة وبركة الرب يسوع المسيح ‘ فالإيمان والفضائل المسيحية كلها ممنوحة لنا بنعمة الرب يسوع ‘ وسلوكنا فى هذا العالم ومصدره الإيمان الحقيقى أيضا هبة بالنعمة ‘ ومعيشتنا الحياتية كلها مظلتها البركة الموهوبة لنا ‘ولذلك يعيش المؤمن وحياته كلها شكر لله‘ والشكر منبعه اننا نرى صدق وعود الله ‘ وعنايته بنا ليل نهار ‘ وأننا نسكن فى ستر العلي ‘ وكقول الكتاب" الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيئ. رو8: 35"‘ وان الرب يرعانى فلا يعوزنى شيئ "‘ وكل شيئ يعمل معا للخير للذين يحبون الله ‘ والإيمان اليقينى بصدق مواعيد الله يجعلنا نعيش دائما فى حالة شكر لله كقول المرتل" حسن هو الحمد للرب."مز92: 1‘ ويحثنا الكتاب" شاكرين كل حين على كل شيئ فى اسم ربنا يسوع المسيح.أف 5: 20‘ والشكر والبركة وجهان لعملة واحدة هى الحياة الإيمانية الحقيقية بحكمة ومواعيد الرب الصادقة ‘ وبركات الرب الروحية التى تملأ النفوس وتغطى أيضا احتياجاتنا الجسدية ‘ وحتى ينصحنا الرب بطلب ملكوت الله وبره أولا وكلها تزاد لكم ‘ أما إحتياجات الجسد من أكل وشرب وملبس فهذه تطلبها الأمم‘ وهذه يوفرها لنا ‘ كما يوفرها لطيورالسماء وزنابق الحقل.

حياة الشبع

وحياة الشكر والبركة نابعة من حياة الشبع الروحى‘ ويطوب الرب الجائعين لبر الله فيقول " طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون.مت 5: 6‘ والشبع الجسدى هو كفيل به وبفيض كقول الرب بفمه الكريم" وأما انا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل.يو10: 10 ‘" وهو الذى يفتح يده فيشبع كل حي من رضاه"‘ وهو الذى أشبع مئات الألوف من بنى إسرائيل لمدة أربعين عاما وهم يعيشون فى برية سيناء ‘ فعندما تذمر بنى اسرائيل " فتذمر كل جماعة بنى اسرائيل على موسى وهرون فى البرية‘ وبكل جحود  قال لهما ليتنا متنا فى ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع . فانكما اخرجتمانا الى هذا القفر لكى تميتا كل هذا الجمهور بالجوع ." خر16: 2و3‘  وجاء تذمر بنى اسرائيل والرب فى وسطهم يحرسهم بسحابة نهارا وبعمود نار ليلا‘ والله بحنانه ورحمته أعطاهم الشبع كما طلبوا " فقال الرب لموسى ها أنا أمطر لكم خبزا من السماء. فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها. وقال موسى .ذلك ان الرب يعطيكم فى المساء لحما لتأكلوا وفى الصباح خبزا لتشبعوا لاستماع الرب تذمركم الذى تتذمرون عليه." وبالفعل كلم الرب موسى من السحاب كقول الكتاب  " واذا مجد الرب قد ظهر فى السحاب . فكلم الرب موسى قائلا: سمعت تذمر بنى اسرائيل .كلمهم قائلا فى العشية تاكلون لحما وفى الصباح تشبعون خبزا.وتعلمون انى انا الرب الهكم. خر16: 4-12. وعاش بنى اسرائيل مدة الاربعين عاما فى ضيافة الله لا يعوزهم شيئ ‘ ولكنهم حتى فى وجود الرب يسوع المسيح الذى هو معطى شبعهم الحقيقى يقولون له " ماذا تعمل .آباؤنا اكلوا المن فى البرية. كما هو مكتوب انه أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا . فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء بل ابى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء.لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم." يو6: 30 -32.

المسيح يشبع الجموع

قام الرب يسوع المسيح بإشباع الجموع خمسة الاف رجل ماعدا النساء والاطفال بخمسة خبزات وسمكتين  ‘ وجمعوا بعد إشباعهم إثنتى عشر قفة من الكسر ‘ وهذه المعجزة ذكرت فى الاربعة أناجيل ( مت14: 13-21كقول الكتاب " ثم أخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع." ‘وفى  مر 6: 30-44 كقول الكتاب" وقسم السمكتين للجميع. فاكل الجميع وشبعوا." ‘ ووردت فى أنجيل لو 9: 10-17كقول الوحي الإلهى" فابتدأ النهار يميل. فتقدم الاثنا عشر وقالوا له اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لاننا ههنا فى موضع خلاء. فقال لهم اعطوهم انتم ليأكلوا‘ فقالوا ليس عندنا اكثر من خمسة أرغفة وسمكتين..فأخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجمع.فاكلوا وشبعوا جميعا."  ‘  وفى يو6: 1-15 كقول الكتاب" وأخذ يسوع الارغفة وشكر ووزع على التلاميذ والتلاميذ اعطوا المتكئين ‘وكذلك من السمكتين بقدر ماشاءوا." ‘ وصنع الرب معجزة أخرى لإشباع الجموع (اربعة آلاف رجل ماعدا النساء والاطفال) بسبعة خبزات وقليل من صغار السمك كما وردت فى مت 15: 32-39 كقول الكتاب" فاكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا مافضل من الكسر سبعة سلال مملوءة." مت 15: 37‘ وفى مر 8: 1-10‘ كقول الكتاب " وأخذ السبع خبزات وشكر وكسر واعطى تلاميذه ليقدموا الى الجمع."مر8: 6. وهكذا يعلمنا الرب ان نشكر فنحوز كل بركة ‘ ونتبارك فنشكره على عطاياه. وليعلمنا الرب كما شكروبارك ان نحيا فيه فى حياة الشكر والبركة.

خبز الحياة

بعد معجزة إشباع الجموع من الخمسة خبزات والسمكتين تبع الجموع الرب يسوع ‘ فقال لهم "انتم تطلبوننى ليس لانكم رأيتم آيات بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم .اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى للحياة الابدية الذى يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الآب قد ختمه." يو6: 36,37‘ ولم يفهم هؤلاء قول الرب هذاحتى انهم ذكروا له المن النازل السماء ‘ فقال لهم الرب صراحة" انا هو خبز الحياة .من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا. ...الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فله حياة أبدية.أنا هو خبز الحياة. انا هو الخبز الحي الذى نزل من السماء .ان أكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذى أنا اعطى هو جسدى الذى ابذله من أجل حياة العالم ‘ وقال أيضا ردا على تساؤلهم "كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لنأكل.؟ " فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة ابدية وانا أقيمه فى اليوم الأخير."يو 6: 35-55. وخبز الحياة الذى هو الرب يسوع المسيح تقدمه لنا الكنيسة جسده ودمه الآقدسين المرفوعين كل صباح على مذبحه المقدس ‘ فالمسيحى الحقيقى هو الذى لا يحيا بذاته بل يحيا بالمسيح كقول القديس بولس " لا أحيا لا انا بل المسيح يحيا في" ولى الحياه هى المسيح ‘ وهى جدة الحياة فليست كالحياة القديمة قبل قيامة الرب بل الحياة الجديدة بالنعمة والحق‘ وهكذا تتجدد حياتنا كل يوم فى موت وبذل ثم قيامة بقوة عظيمة لنتحد بالله ونصير واحدا معه ‘ ولهذا سمى سر الشركة( الافخارستيا) الذى يعطى حياة أبدية لمن يتناول منه ‘ وكقول القديس أمبرسيوس" كيف يموت من كان طعامه الحياة؟" وحقا قال الرب" جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق.من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت في وانا فيه." يو6: 55و56‘ فلتكن حياتنا الروحية الحقيقية حياة الشكر والحمد على بركات الله ‘ ولنثبت فى مسيحنا ليثبت فينا ويعطينا هبة الحياة الابدية وقوة الغلبة فى هذا العالم وهو يقودنا فى موكب نصرته التى تسيرنا تحت إرادته ومشيئته السماوية ‘ الذى يعيش فى تسبيح الحمد والشكر يهبه الله كل البركات الروحية التى تجعله رائحة ذكية للمسيح يسوع ‘ لتعطر على كل من هو حوالينا ليمجدوا آبانا الذى فى السموات.آمين.   

لهذا نؤمن/ نسيم عبيد عوض

إحتفلت جميع الكنائس القبطية الأرثوذكسية الخميس الماضى بعيدالصعود المجيد ‘ وكقول الكتاب : لوقا 24: 51 " وفيما هو يباركهم إنفرد عنهم وأصعد إلى السماء." ‘ وفى مر16: 19 " ثم أن الرب بعدما كلمهم إرتفع الى السماء وجلس عن يمين الله." ‘ يو 16: 5-7" وأما الآن فانا ماض الى الذى ارسلنى . ولكن لأنى قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. لكنى أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى لكن إن ذهبت أرسله إليكم." ‘ وهو يتكلم عن حلول الروح القدس الذى حل على التلاميذ يوم الخمسين‘  وفى مت 28: 20 وقبل الصعود قال" وها أنا معكم كل الايام الى إنقضاء الدهر.آمين." وهكذا صرنا هيكلا لروحه القدوس.

خلال الألفين سنة الماضية أو أكثر لم توجد حقيقة ساطعة مؤكدة وأكثر إثباتا فى التاريخ القديم والحديث من حقيقة قيامة المسيح ‘ ومكث  الرب معهم أربعين يوما بعد القيامة وقبل الصعود ‘ ولم تكن هذه الأربعين يوما على الأرض لكى مايثبت حقيقة قيامته ولكن بالأكثر لتعزية تلاميذه‘ ويمسح دموعهم التى ذرفوها بسبب موته الذى تم تحقيقا لكل النبوات ووعد الله بخلاص البشر وفدائها‘ وتلقينهم تعليماته ووصاياه لكنيسته على الأرض‘ لذلك صرخ التلاميذ إذ إنفتحت أذهان عقولهم على القائم من الأموات وقالوا" لهذا نؤمن انك من الله خرجت ."يو16: 30
التجهيز للصعود

فى إنجيل قداس اليوم يو16: 23-33 ‘ نجد الرب يكلمهم كثرا عن صعوده باسلوب يخفف من حزنهم فيما لو رأوه صاعدا عنهم ‘ وبمعنى آخر يجهزهم لحزن آخر بعد تركهم ‘ وقال لهم بالتحديد فى يو16: 5-7" واما الآن فانا ماض الى الذى ارسلنى وليس احد منكم يسألنى اين تمضى. لكن لأنى قلت لكم هذا ملأ الحزن قلوبكم .لكنى أقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق .لأنه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزى.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم." ‘وايضا فى عدد 20" انتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول الى فرح. وفى 22 " وانتم كذلك عندكم الآن حزن .ولكنى سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم." وفى عدد 28 يقول لهم" خرجت من عند الآب وقد أتيت الى العالم وايضا اترك العالم واذهب الى الآب."ولما قالوا له لهذا نؤمن انك من الله خرجت.قال لهم الآن تؤمنون .30و31". لقد سما بعقولهم ورفع من روحانيتهم حتى قال الكتاب " فسجدوا له ورجعوا الى أورشليم بفرح عظيم.لو24: 51.

لاتضطرب قلوبكم

فى إنجيل قداس الأحد الماضى يو14 قال الرب لتلاميذه" لا تضطرب قلوبكم .أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى .فى بيت أبى منازل كثيرة وإلا فأنى قد قلت لكم انا أمضى وأعد لكم مكانا .وإن مضيت وأعددت لكم مكان آتى أيضا وأخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا."1-4‘ ولكى يفرحنا الرب بصعوده قال فى انجيل قداس الجمعة الماضى" سلاما أترك لكم ‘سلامى أعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا‘ لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب."يو14: 27‘ ولهذا نلاحظ فى القداس الإلهى يكثر الكاهن بقوله" السلام لجميعكم" إشارة الى هذه النعمة التى منحنا الله بموت إبنه الوحيد ليجعل السلام والصلح بيننا وبين الله الآب.

سلاما أترك لكم

أجمل كلمة تسمعها كلمة السلام ‘ الذى هو من الرب يسوع المسيح نفسه ‘ وعطيته هولكل من يؤمن به‘ سلاما ليس من العالم ولكن من السماء‘ ففى ميلاد السيد المسيح رتلت جموع الملائكة" المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام." السلام النازل من السماء‘  لأنه بدون سلام يضحى العالم جحيما ‘ وبغير سلام يصبح البيت عذابا ‘ وبلا سلام يصبح القلب أتونا. لا يستريح قلب الانسان ولو امتلك كل خيرات العالم وملذاتها ‘ بل فقط يستريح فى السلام الممنوح من الله ‘ السلام هو راحة للنفس المثقلة بالأتعاب ‘ وسعادة للقلب الممتلئ هموما ‘ إئتلاف بين النفوس والقلوب. ولذلك: - لقب الرب برئيس أو أمير السلام فى نبوة إشعياء النبى من قبل مولده ب750 عاما " أبا أبديا رئيس السلام"اش9: 6. – وفى ميلاده سبحت الملائكة "المجد لله فى الاعالى وعلى الأرض السلام."  - فى الموعظة على الجبل قال " طوبى لصانعى السلام .لانهم ابناء الله يدعون. مت 5: 9. وهاهو قبل صعودة الى حيث كان أولا يوهبنا سلامه لكى نتمتع به بل وننشرة بين الناس فى مكان.

الفرح الكامل

وفى فصل انجيل اليوم (يو16) يطالبنا" اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ..سلام وفرح كامل‘ والرب يقصد بطلباتنا ليست الطلبات المادية العالميه ‘ بل الطلبات التى تمنحنا السلام والفرح الدائم: أ- طلب الرب نفسه.. كما رنم داود" تحيا قلوبكم ياطالبى الرب .طلبت الرب فاستجاب ومن كل مخافى أنقذنى." مز34. ب- نطلب الحكمة كقول سليمان "قلب الفهيم يطلب حكمة."ام 15: 14. ج- نطلب الملكوت.. كقول الرب " اطلبوا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم.لو12: 31. الروح القدس المعزى هو المصدر الوحيد للفرح فى وسط ضيقات هذا العالم. وقد علمنا الآباء ان طلباتنا وصلواتنا لها مفعول أكيد فى السلام والفرح النفسى والقلبى وأيضا:

1- تحول القلوب اللحمية الى قلوب روحانية.

  2- القلوب الفاترة الى قلوب غيورة.

  3- القلوب البشرية الى قلوب سماوية.

4- الصلاة هى دعامة الانسان فى واجبات ثلاثة: أ- صلته بالله  ب- واجبه نحو نفسه.  ج- نحو القريب أو الغير. وكل ماطلبتم من الآب بإسمى يعطيكم. يو16: 23.

الألم فى حياتنا

أن كان الألم قد دخل عالمنا كثمرة من ثمار العصيان على الله‘ لكن الله فى حبه لهذا العالم سمح لإبنه الحبيب أن يتأنس ويتألم كذبيحة حب مقدمة عن كل البشرية‘ هكذا حول الله الألم فى حياتنا من ثمرة للخطية الى علامة حب ‘وصار من حقنا أن نتألم معه لكى نتمجد معه. ندرك مفهوم الوعد الإلهى أنه" يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان." أى5: 18 ‘ وفى تثنية 32: 39 " أنا أميت وأحيي. سحقت وأنى أشفى." ولذلك الرب وهو عالم أن تلاميذه سيعانون من آلام فراقه وعدهم بإرسال الروح القدس المعزى الذى سيهبهم تعزياته الإلهية. لأن النفس تحتاج الى سراج إلهى ..الروح القدس ‘  الذى ينير البيوت المظلمة. نحتاج الى شمس البر الساطعة التى تشرق فى قلوبنا ككوكب الصبح المنير ‘ ويهبنا الإيمان الذى نغلب به العالم الموضوع فى الشرير.

الآب نفسه يحبكم

كما ورد عدد 27 على فم الرب "لأن الآب نفسه يحبكم" لأنكم أحببتمونى وآمنتم إنى من عند الله خرجت." وسر حب الآب للمؤمنين  هو ايمانهم العامل بالمحبة (غلا5: 6" لأنه فى المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرله بل الايمان العامل بالمحبة." كقول الرسول بولس" ان كان لى كل الايمان حتى انقل الجبال ولكن ليس لى محبة فلست شيئا ."1كو13: 2‘ وبحبنا لإبن الله نتمتع بحب الآب لنا‘ لأن علة حبنا أننا محبوبون من الله ‘ لأنه أحبنا أولا.وكما علمنا القديس بولس" والرجاء لا يخذى لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس. رو5: 5 ". وكما علمنا القديس يوحنا ذهبى الفم: بالإيمان العامل بالمحبة : - إذن لنغلب العالم.  – لنركض نحو الخلود.   – لنتبع الملك المسيح.  – لنعد النصب التذكارى للغلبة "ثقوا أنا قد غلبت العالم." - لنستخف بملذات الدنيا.  – لنحول نفوسنا الى سماء فنهزم كل ماديات العالم..الذى إذ لا تشتهيه تغلبة وإن سخرت به تقهره.

ليحل السيد المسيح بروحه القدوس فى قلوبنا ليحولنا الى رائحة ذكيه له بين كل الناس. ولإلهنا المجد الدائم. آمين.

الإيمان المسيحى/ نسيم عبيد عوض

من إنجيل مارى معلمنا يوحنا البشير نقرأ فى  يو 8: 24-29  : قول رب المجد لليهود الذين جاؤوا يحاورونه :
"  فقلت لكم أنكم تموتون فى خطاياكم .لأنكم إن لم تؤمنوا انى أنا هو تموتون فى خطاياكم."
فقالوا له من انت . فقال لهم يسوع أنا من البدء ماأكلمكم أيضا به . ""
الله هنا يتكلم عن الإيمان به ‘ولذلك يحذرنا معلمنا بولس الرسول فى 2كو 13: 5 " جربوا أنفسكم هل أنتم فى الإيمان . إمتحنوا أنفسكم . أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم.. إن لم تكونوا مرفوضين."

الله وكتابه يتكلم عن الإيمان !فلنا أن نتعمق فى التأمل فى الإيمان ‘ وفى إنجيل معلمنا يوحنا البشير وردت كلمة الإبمان بصيغة الفعل أكثر من 90 مرة وفى رسائل معلمنا بولس الرسول أكثر من 50 مرة ‘ بل ان القديس بولس يخصص إصحاح كامل فى رسالته للعبرانيين (11)من  (40عددا) عن الإيمان .

ماهو الإيمان ؟

-        ليس هناك من بين جميع ماوهب الله للإنسان مثل هبة الإيمان ‘ ولا توجد على الأرض قوة

-        شريرةأو معاندة تستطيع أن تقف أمام قوة الإيمان المعان بالصلاة ‘ والمعروف بالتجربة أن الإيمان الثابت مع الصلاة ينقل الجبال.

والرب يسوع المسيح دائما يتطلع إلى قدر من الإيمان فى الإنسان حتى يستطيع أن يتمم فيه معجزة ‘ فكان يسأل دائما  أتؤمن؟

بل إذا إنعدم الإيمان توقفت المعجزة كقول الكتاب " ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم ."

مت 13: 58

ونحن فى أيامنا الصعبة هذه فى حاجة ضرورية لنجرب أنفسنا هل نحن فى الإيمان؟
وقبل أن نعرف الإيمان تعالوا نتعرف كيف آمن آبائنا ؟
+ أول شخص يظهر لنا الإيمان فى بدايات الحياة على الأرض هو هابيل الذى بالإيمان قدم ذبيحة أفضل من أخيه قايين ‘ فنال الجزاء من الله ‘ شهد له أنه بار إذ شهد لقرابينه وقال الرب عنه –وبه إن مات يتكلم بعد‘ آمن بما سلم له من أبيه آدم عن رضاء الرب عن الذبيحة الحيوانية.

+ وجدنا أخنوخ الثامن من آدم لم يوجد لأن الله نقله معه ‘ لكى لا يرى الموت ‘وبالإيمان شهد له أنه أرضى الله . وكقول الكتاب "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ‘ وان الذى يأتى إلى الله يؤمن بأنه موجود ‘ وأنه يجازى الذين يطلبونه.

+ ثم وجدنا نوح "لما أوصى اليه عن أمور  لم ترى بعد خاف ‘ فبنى فلكا لخلاص بيته وفيه – دان العالم . – صار وارثا للبرالذى حسب له بالإيمان.

+ وعن أبونا إبراهيم الذى يعتبر رئيس الإيمان فى الكتاب كله ‘ جاء أول ذكر لكلمة الإيمان " فآمن بالرب فحسبه له برا.تك15: 6 ‘ – بالإيمان إبراهيم لما دعى أطاع . – بالإيمان تغرب فى أرض الموعد ‘ لأنه كان بنتظر المدينة التى لها الأساسات التى صانعها وبارئها الله.

+ بالإيمان سارة نفسها أخذت قدرة على إنشاء نسل ‘إذ حسبت الذى وعد صادقا.

+ وموسى وشعب بنى إسرائيل نفسه فى خروجه من أرض مصر ...والكتاب ملئ بحياة آبائنا فى الإيمان.

يعرف معلمنا بولس الرسول الإيمان بأنه "الثقة بما يرجى " والذى يرجى هو (الله ‘مغفرة الخطابا‘ الرحمة  ‘ الحياة الأبدية )

و"الإيقان بأمور لا ترى" أى غير المنظورة نراها ليس بالعيان بل بالإيمان  ‘ وشهداء المسيحية آمنوا بالثقة والرجاء فنالوا الأكاليل.

+ الإيمان فى اللغة العبرية بمعنى الثقة والرجاء معا. والعهد الجديد عهد النعمة والحق يعنى بكلمة الإيمان التصديق والإعتقاد والثقة.

إذا منشأ الإيمان فى الإنسان هو حاجته الشديدة الى الله ‘ والإيمان ليس معرفة عقلية بحته‘ ولكن ثقة وتسليم كامل لله‘ ويقول لنا القديس أوغسطينوس " آمن ثم تعقل فيكون الفهم جزاء الإيمان.

فالإيمان قبل العقل ‘ولكنه ليس ضد العقل وليس ضد العلم ‘ والقديس يوحنا فى إنجيله يعرفنا أن الإيمان يرتفع فوق مخصصات العقل البشرى وقياساته الزمنية المحدودة ‘ فهو من مخصصات الوعى الروحى. " الله روح والذين يسجدون له (أى يعبدونه)فبالروح ينبغى أن يسجدوا.يو4: 24

ولذلك الإيمان القويم يحتاج الى بصيرة داخلية أسماها الرب يسوع (من له أذنان للسمع فليسمع) فالسمع هنا سمع قلبى .

ومثلنا على هذا نيقوديموس والمرأة السامرية ‘قمة العلم وأمرأة جاهلة :

عندما قال رب المجد للعالم الشيخ "ان كان أحد لا يولد من فوق لايقدر ان يرى ملكوت الله".

قال له نيقوديموس كيف يمكن لإنسان ان يولد وهو شيخ ؟يو3: 4

أما المرأة السامرية الجاهلة علميا عندما كلمها الرب عن الماء الذى يعطيه هو قالت على الفور بدون تردد" ياسيد أعطينى هذا الماء لكى لا أعطش ولا آتى هنا لأستقى يو4: 15.

الإيمان نعمة وهبة إلهية  وثمرة من ثمرات الروح القدس غل5: 22‘ والإيمان الحقيقى الراسخ يزحف ويتعمق داخل النفس بمفعول الهبة الروحيةالإلهية:
ونحمد الله بإيماننا جميعا ولكن نلتزم بأن لا نكون مثل هؤلاء:

+ الذين يشككون فى عناية الله بهم (تأملوا زنابق الحقل فإذا كان عشب الحقل يلبسه الله هكذا فليس بالحرى يلبسكم ياقليلى الإيمان )

+ لا يكن ذهننا دائما للأرضيات والماديات حتى لا يقول لنا الرب "ياقليلى الإيمان " كما قال للتلاميذ الذين بعد معجزة الخمس خبزات والسمكتين قكروا انهم نسوا أن يأخذوا معهم خبزا عندما كلمهم الرب عن خمير الفريسيين.

وكبطرس وهو يكاد يغرق بعد أن كان ماشيا على البحر قال له الرب (لماذا شككت ياقليل الإيمان)

+ وللتلاميذ قوله(مابالكم خائفين ياقليلى الإيمان )

+ لنتعلم من  والد الطفل المصروع عندما قال له الرب  أتؤمن . قال الرجل أؤمن يارب .أعن إيمانى.
الإيمان هبة النعمة الإلهية لنا:
+ فالإيمان شرط للحياة الأبدية :كقول الكتاب " الذى يؤمن بالأبن له حياة أبدية . والذى لا يؤمن بالأبن لن يرى حياة. بل يمكث عليه  غضب الله. يو3: 36

+ لأن بالمسيح غفران الخطايا وبدون المسيح لا غفران قط. والذين تحت عبودية الخطية هم واقعين بإرادتهم تحت غضب الله.

+الإيمان هو بدء الطريق الموصل الى الله ‘ ولأنه كيف تثبت فى الله والله يثبت فيك ‘ وكيف يمكنك ان تسير مع الله وتحفظ وصاياه إن لم تؤمن بوجوده وبصفاته الإلهية ‘ وتؤمن بكلامه .

+ الإيمان أول شروط الخلاص: "من آمن وأعتد خلص.مر16: 16

        "لكى لا يهلك كل من بؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16

       وكقول بولس الرسول لحافظ السجن فى فيليبى " آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك. أع 16

+ اذا الإيمان هو بدء الحياة مع الله ورفيق الطريق طول حياتنا معه ‘ "وكل شيئ مستطاع للمؤمن"مر9: 23
كيف أقوى إيمانى :
+ لا يكون إيمانك ميتا ‘ وهو أخطر أنواع الإيمان ‘ لأن الإيمان بدون أعمال ميت ‘ولأن هذا الإيمان لا يقدر ان يخلص صاحبه ."يع2: .14 فليكن إيماننا عاملا بالمحبة.

+بالصلاة المستديمة لأنها إيمان بوجود الله فى حياتك . 0 الحياة فى كلمة الله الحية الفعاله فى كتابه المقدس لأن كلامه هو روح وحياة. 0 حياة التسليم 0 إتضاع القلب والفكر لبستقبل الإيمان كطاقة واعية روحية.0 عيناك على الله فقط(لأن البار بالإيمان يحيا وان إرتد لا تسر به نفسى).

عب 10: 28

+ الثقة المستمرة فى صفات  الله وصدق مواعيدة لأن الإيمان بستمد قيمته من الله.

+ الإيمان حياة وليس عقيدة كقول الكتاب "من ثمارهم تعرفونهم ‘هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة ‘ وأما الشجرة الردية فتصنع اثمارا رديه.

ولنقل جميعا مع بولس الرسول  القديس العظيم: "فما أحياه الآن فى الجسد فإنما أحياه فى الإيمان ‘ إيمان إبن الله الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى ."غل2: 20

ولنصلى لإلهنا" إحفظنا فى إيمانك".أمين

عيد الظهور الإلهي/ لطيف شاكر

 كانت  تحتفل  الكنيسة حتي القرن الرابع الميلادي بعيدي الميلاد والغطاس معا في عيد واحد وكانت تسميه " الابيفانيا " أي الظهور الإلهي علي أساس أن الميلاد  والعماد يؤديان معا مضموناً واحداً وهو :  " إعلان لاهوت السيد المسيح " 

  فكان الاحتفال بعيد القيامة يستقطب كل شيء، وقد استمر يوم الأحد بمثابة عيد فصح أُسبوعيّ، ثم ظهرت بعد ذلك رغبة شديدة، في الاحتفال بواحد من آحاد السنة بطريقة مُميَّزة كونه عيداً للقيامة

  وكانت الكنيسة ترى أن الاحتفال بأعياد الميلاد هى عادة وثنية يجب نبذها، وقد صرّح أوريجانوس في أوائل (ق3)، بأنَّ الكنيسة لا تنظر بعين الرضى إلى مثل هذه العوائد، وأشار إلى أنَّ الكتاب المُقدَّس لم يذكر إلاَّ عيد ميلاد فرعون وهيرودس، فأحدهما في نظره وثنيّ والثانيّ كافر*

أما السبب الثالث فهو روحيّ فقد رأت الكنيسة، أنَّ عيد ميلاد القديس الحقيقيّ يوم نياحته ودخوله السماء، ولهذا عندما بدأت تُكرم الشهداء والقديسين في القرن الثالث ، صارت تحتفل بذكراهم في يوم استشهادهم

لكنَّ الفكر المسيحيّ بدأ يتطور، وأدرك المسيحيون أنَّ المسيح يمتاز عن الرسل والشهداء والقديسين بكونه مُخلّصاً وفاديّاً.. ولهذا فكل حدث تاريخيَّ في حياته له معنى لاهوتيّ وقيمة خلاصيّة لا يُستهان بها وبالتالي لا يجوز تجاهلها.. ولأنَّ التجسّد هو أول حلقة في سلسلة الفداء، فكان ولابد أن تبحث الكنيسة عن يوم ميلاد المسيح ولو على وجه التقريب
وإنَّ عيد الميلاد أُدخل لأول مرّة في كنيسة مصر بالإسكندرية عام (430م) كما جاء في دائرة المعارف الدينية والأخلاقية

  وقد عيدت الكنيسة القبطية الارثوذكسيه في 29 كيهك بعيد ميلاد رب المجد يسوع المسيح وفي  11 طوبه تعيد الكنيسة بعيد الظهور الالهي  "الغطاس المجيد " منفصلين

عيد الظهور الإلهي "
وعيد تأسيس سر المعمودية المقدس .وقد أمرت الكنيسة بالاحتفال بهذا العيد العظيم فأمرت في الدسقوليه " تعاليم الآباء الرسل " : ( فليكن عندكم جليلا عيد الظهور الذي هو الغطاس لان الرب بدأ يظهر فيه لاهوته في معموديته في نهر الأردن من يوحنا، وعيده في اليوم السادس من الشهر العاشر للعبرانيين واليوم الحادي عشر من الشهر الخامس " طوبه "للمصريين ، ولا تشتغلوا في عيد
الحميم لان فيه ظهرت لاهوتية السيد المسيح وشهد له الأب في العماد ، ونزل عليه الروح القدس بشبه حمامة وقد قال القديس يوحنا ذهبي الفم " أن عيد الظهور الإلهي هو من الأعياد إلهامه عندنا وقد تعين تذكاراً لظهور الإله علي الأرض .
والمعمودية هي ميلاد جديد للإنسان وبواسطة المعمودية يعود الإنسان إلى رتبته مره أخري بفضل دم المسيح . ولكن السيد المسيح لم يكن محتاجا لمغفرة الخطايا حيث هو الوحيد في العالم اجمع بلا خطيه وهو الذي قال : " من منكم يبكتني علي خطيه " (يو 8 : 46 ). وقال عنه بيلاطس " لست أجد فيه عله واحده "(يو 18 : 38 ).

فاعتمد السيد المسيح في نهر الأردن وهو غير محتاج إلى المعمودية ولكنه اعتمد لانه هو الذي أسس سر المعمودية في نهر الأردن

ولان المعمودية هي ميلاد جديد ويأخذ الإنسان من خلال المعمودية نعمه التبني ( رو 8 : 15 ،23)  & ( اف 1 : 5) لذلك في نهر الأردن أثناء معمودية السيد المسيح أعلن الله الأب عن لاهوت الابن وانه في الابن ننال نعمه التبني . قال السيد المسيح " كما انك أنت إليها الأب في وأنا فيليكون هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني ( يو 17 : 21 )
اعتمد السيد المسيح أيضا لكي يقدس الماء ويفتح أبواب السماء لقد قدس الماء  بعماده ليعد لنا التقديس والتبني بالنعمة ، لقد ظهر عنصر الماء باصطباغه في نهر الأردن ، واعد لنا الروح القدس لتطهيرنا وتبريرنا باعتمادنا باسمه القدوس .

فماء المعمودية قبل عماد رب المجد يسوع لم يكن له الفاعلية في تجديد النفس ، لذلك نسمع يوحنا المعمدان يقول " أنا أعمدكم بماء التوبة ، يأتي بعدي من هو أقوي مني الذي لست مستحقاً أن انحني واحل سيور حذائه هو يعمدكم بالروح القدس ونار " . أما بعد عمليه عماد الرب صار للماء قوته وفاعليته النارية لذلك يقول القديس غريغوريوس النزينزي" كما أن في أحشاء  الأم قوه لمنح الحياة الجسدية ، هكذا ماء المعمودية قد نال قوه لمنح الحياة الروحية ".

ويقول القديس بولس الرسول : " الآن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح " ( غلا 3 : 27 )

فبالمعمودية  تفتح أبواب السماء للمعتمدين بعد أن كان مغلقا بسب معصية أدم التي تورثت من خلال الدم حتى أن داود النبي قال : " ها أنا بالإثم صورت وبالخطيه ولدتني أمي " ( مز 51 : 5 )

فالمعمودية تطهرنا من آثامنا لذلك احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها واسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطية الجسدية والروحية " كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب " (أف 5 :27 ) .

اعتمد ليظهر لنا لاهوته في نهر الأردن أعلن الله الأب أبوته للابن ولاهوتية الابن اذ قال :" هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"
  أن بنوه المسيح لله ليست بنوه مادته ولا جسميه ، بل هي ولاده روحيه وعقليه ، كولادة الفكر من العقل ، والنور من النور . وهي بنوه أزليه وليست زمنية " المسيح ابن الله الحي بمعني انه من طبيعة الله وجوهره وهو ضياء مجده وصوره جوهره " ( عب 1 : 20 ) . أي لم تمر لحظه من الزمن كان فيها الأب ولم يكن الابن معه فهو كائن معه وفيه منذ الأزل .

يقول اثناسيوس: " كما أن الماء ينبع من النبع ، وكما أن أشعه الشمس متصلة بالشمس نفسها ، ولا يمكن أن نتصور النور دون ان تكون أشعه منه منذ ان كان نور ، هكذا أيضا لا يمكن ان نتصور لحظه من الزمان كان الله فيها كائنا ولم يكن الكلمة كائنا فيه ، أو يكون هذا معناه أن الله كان في لحظه من اللحظات بغير عقل حاشـــا ، وهو ما لا يمكن نتصوره إذ ان الله هو العقل الأعظم منذ الأزل أما لقب المسح ابن الله فهو لقب خاص به لا يشاركه فيه أحد ففي نهر الأردن أوضح الله  طبيعته مثلث الاقانيم واحد في الجوهر

فالابن كان متجسداً وقائما في نهر الأردن 
والأب ينادي من السماء
والروح القدس بشكل حمامه أتي واستقر عليه .
مع ملاحظة ان الروح القدس لم يتجسد في شكل حمامة ولكنه حل علي هيئه حمامه  ليكون ظاهرا ، لان الحمامة وديعة وهي رمز السلام ( تك 8 :11) . " الروح  الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن (1 بط 3 : 3،4 )

علامة الظهور الإلهي ( انشقاق السمـاء)

قد تنبأ أشعياء النبي عن هذا الظهور فقال في نبوته " ليتك تشق السماء وتنزل " ( اش 61 : 1 ) وقد عبر عن انشقاق السماء كل من القديس متي والقديس لوقا في بشارتهما . وقد عاين بعض التلاميذ انشقاق السماء في ظروف مختلفة ، فالقديس اسطفانوس رآها مفتوحة ورأي مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله " ( اع 7 :55) . ورآها يوحنا في جزيرة بطمس ( رؤ 19 : 11 ) . والقديس بطرس الرسول في رؤياه رأي السماء مفتوحة ( أع10 :11 ). وكل أولئك دليل علي ان الطريق بين السماء والأرض مفتوحة بمجيء السيد المسيح له المجد الذي قال " الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون علي ابن الإنسان .ولما انشقت السماء كان هذا الصوت " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت " (مت 3 : 17) . وجاء هذا الصوت ثلاث مرات المرة الأولى عند العماد ( مر 1 : 11). والمرة الثانية فوق جبل التجلي ( مت 17 : 5) . والمرة الثالثة قبل آلامه ( يو 12 : 28 ) كل عام والجميع بخير
يناير /طوبة

المونسنيور اسطفان أسعد الدويهي خالَف الكنيسة.. صلّى على جثمان جبران.. ومات اختناقاً على باب كنيسة الأرز

صورة نادرة من مأتم جبران خليل جبران في بوسطن، ويبدو نعشه ملفوفاً بالعلم اﻷميركيّ والمونسنيور إلى يسار الصورة
نقلا عن المهاجر
بين جبران وإهدن علاقتان وطيدتان: اﻷولى علاقته بمي زياده اﻷديبة اللبنانيّة اﻹهدنيّة اﻷصل، والذي أشار بنفسه في رسائله إليها وفي أكثر من مكان، أنها جارته ابنة إهدن ونبع مار سركيس. والثانية علاقته بالمونسنيور إسطفان أسعد الدويهي.

 وُلد  المونسنيور اسطفان أسعد الدويهي في  لبنان في أواخر القرن التاسع عشر، درس اللاهوت في روما، ثم أصبح كاهناً عام 1905، هاجر بعدها إلى الوﻻيات المتحدة، وتحديداً إلى بوسطن.

هناك أسّس كنيسة اﻷرز حيث شحن خمسة أطنان من حجارة إهدن إلى بوسطن بالباخرة لبناء الكنيسة بمساعدة شقيقه سركيس الدويهي.  وكون الكنيسة تقع الى جانب منزل جبران في بوسطن حيث كان يعيش مع عائلته قبل الإنتقال الى نيويورك، جمعت بين جبران والمونسنيور صداقة قويّة تبادﻻ خلالها الزيارات واﻻحترام وكان جبران يحترم رجل الدين المارونيّ ويبدي إعجابه به لأنّه "ذو أخلاق عالية وعلوم عالية وزاهد في المال" .

في كنيسة الأرز- بوسطن صورة مؤسس كنيسة الأرز المونسنيور اسطفان أسعد الدويهي - مرسومة بقلم الرصاص معلّقة في البهو وموقّعة بإسم جبران، والرجل الذي تمثّله هو المونسنيور الدويهي.

وبما أنّه كان من المعروف عن جبران مواقفه من رجال الدين، ومخالفته للديانة في العديد من كتاباته العلنيّة، واتّهامه بالماسونيّة من قبل الكنيسة، رفض وهو على سرير الموت أن يتمّم واجباته الدينيّة، فكاد يُحرَم من رتبة الدفن، إﻻّ أنّ صديقه المونسنيور الدويهي أقام له الرّتبة في كنيسة اﻷرز في بوسطن، مُعتبراً أنّ قرار الكنيسة بحرمان جبران قرار خاطىء، فطلب من أسرته ومعارفه أن ينقلوا جثمانه من نيويورك إلى بوسطن حيث صلّى عليه وأشاد بمزاياه، ثمّ تقدّم المونسنيور وفداً كبيراً إلى مرفأ بوسطن لتوديع جثمان جبران إلى لبنان. وفي عظته التي ألقاها في الكنيسة قال المونسنيور الدويهي:

"إذا كنّا نؤمن بالمحبّة الواردة في إنجيل يوحنّا، وإذا كنّا نؤمن بالتوبة والغفران وموت وقيامة المسيح، نتساءل: مَن منّا يضمن أنّ هذا الرجل الكبير(أي جبران) لم يطلب المغفرة قبل موته؟ والذي يرفض الصلاة (أي الكاهن) عليه يقع هو في الخطيئة."

هذا الرجل الذي لم يرضَ بأن يموت جبران كما يموت الكافر المرذول، يعتبر ثائراً على الكنيسة، والكنيسة لم تحاسبه على ثورته... وقد مات شهيداً عندما اندلعت النار في كنيسة الأرز فأصرّ على الدخول إليها لتخليص كأس القربان، وبينما هو خارج منها والكأس في يده سقط ميتاً على الباب.

فرنسا تحظر ثلاث جمعيات إسلامية بتهمة التحريض على الجهاد في سوريا والعراق

فرنسا (CNN)— 
أعلنت فرنسا عن حظر ثلاث جمعيات إسلامية بشكل نهائي، ويتعلّق الأمر بجمعيات تسيّر مسجدًا كانت وزارة الداخلية قد أغلقته بداية ديسبمر/كانون الأول 2015 في بلدة لانيي، بمبرّر التحريض على الجهاد وإرسال أفراد إلى سوريا والعراق للجهاد.

ووقع الوزير الأول، مانويل فالس، ووزير الداخلية بيير كازنوف، قرارًا بحظر جمعيات "عودة إلى الأصول" و"عودة إلى الأصول الإسلامية" و"جمعية مسلمين لانيي-مار"، وذلك بناء على مادة من قانون الأمن الداخلي، تنصّ على حظر الجمعيات أو التجمعات الناشطة فوق التراب الفرنسي، التي يتم التأكد من أن أنشطتها تحرّض على أفعال إرهابية داخل فرنسا أو في الخارج.

ووفق بلاغ صادر عن الداخلية الفرنسية اليوم الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2015، فإن قرار الحظر تم تبيلغه إلى الجمعيات الثلاثة، دون أن تقدم هذه الأخيرة أيّ ملاحظات، لافتًا إلى أن الجمعيات، "تهدف، تحت غطاء ديني، إلى نشر إيديلوجية راديكالية تحرّض على الجهاد وعلى السفر إلى سوريا والعراق عبر المرور من مصر".

وذكّرت وزارة الداخلية الفرنسية بمجموعة من الإجراءات التي اتخذتها في علاقة مع إغلاق المسجد، منها "مصادرة ممتلكات الجمعيات الثلاثة ورئيسها، ومنع أعضائها من مغادرة التراب الفرنسي، واكتشاف وجود مدرسة قرآنية غير مرّخص لها تعمل على ترويج أنشاد دينية تحرّض على الجهاد والانضمام إلى جبهة النصرة".

وشنّت السلطات الأمنية منذ هجمات باريس يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حملات إيقاف في حق مجموعة من الأشخاص المشتبه في ارتباطهم بالعمليات الإرهابية أو في تبنيهم لأفكار متشددة، وذلك في إطار فرضها حالة طوارئ أثارت تخوفات الكثير من الجمعيات من إمكانية مصادرة حريات الفرنسيين تحت غطاء الحذر الأمني.

مساجد فرنسا تستقبل غير المسلمين في مبادرة أخوية

بي بي سي
وجهت مساجد في فرنسا دعوة إلى غير المسلمين لزيارتها من أجل التوصل إلى فهم أعمق للإسلام في الدولة الأوروبية.

وتُقدّم المساجد لزوارها مشروبات ساخنة ومعجنات بالإضافة إلى إقامة عروض للخط العربي وإجراء مناقشات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ويسعى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية - وهو الهيئة الإسلامية الرئيسة في فرنسا - إلى النأي بالإسلام عن الهجمات التي يشنها جهاديون.

وجاءت المبادرة فيما تسري حالة الطوارئ في فرنسا منذ هجمات نوفمبر/ تشرين الثاني التي شنها مسلحون مرتبطون بما يُعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأسفرت عن مقتل 130 شخصا.

كما تأتي المبادرة بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الدامي على مقر مجلة شارلي ايبدو الساخرة في العاصمة باريس.

وقتل مسلحون جهاديون 17 شخصا في عدة مواقع في باريس، بينها مكاتب شارلي ايبدو ومتجر يهودي.

وفي إطار إحياء الذكرى، افتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نصبا تذكاريا لشرطية كانت بين ضحايا الهجمات.

وتُشارك مئات المساجد في الحدث المفتوح الذي أُطلق عليه "فنجان شاي أخوي".

وقال أنور كبيبش رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية "الهدف هو إيجاد مجال يجتمع فيه الناس سويا، ويلتقون مسلمين عاديين وجميع أخواتنا المواطنين".

وأوضح كبيبش، في حديث لوكالة فرانس برس للأنباء، أن المجلس يسعى إلى استغلال ذكرى هجمات شارلي ايبدو في "تسليط الضوء على القيم الحقيقية للإسلام، لتصحيح الأفكار التي تربط (الديانة) بالعنف والإرهاب".

بالصور إحتفالات نجع حمادى بشهداء المسيح فى ذكراهم السادسة/ ناهد شاروبيم




إحتفل شعب إيبارشية نجع حمادى فى دير الأنبا بضابا وبمباركة نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس أسقف المدينة لإحياء الذكرى السنوية السادسة لشهداء الغدر والإرهاب الذين قتلوا برصاص الحقد والكراهية ليكتب لهم ميلادهم الثانى فى ملكوت السموات حيث قام الانبا كيرلس بمشاركة كهنة الإيبارشية بتطيب اجساد الشهداء أبانوب كمال, بولا عاطف, بيشوى فريد , أيمن زكريا , مينا حلمى والشهيد رفيق رفعت خلال القداس الإلهى يوم امس الجمعة  وسط دموع افراح واحزان الاهل والاصدقاء متذكرين قول قداسة البابا شنودة الثالث ان كل رصاصة صوبت نحو شهدائنا قد اخترقت قلبه وان مدينة نجع حمادى قد دخلت التاريخ وصارت مدينة الشهداء هنيئا لكم يا احبائنا فلقد تركتم أرض الظلم والأتعاب وربحتم ملكوت السموات فى لحظات .. .أرجوكم صلو من أجلنا وأذكرونا أمام عرش النعمة . كما تبارك الشعب ببركاتهم عنما زفت كهنة وشمامسة الكنيسة رفات أبنائها الأبرياء .

السيسي يحضر الاحتفال بعيد الميلاد في الكاتدرائية الإرثوذكسية في القاهرة

بي بي سي
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إنه لابد من نشر ثقافة قبول الاخر كي يعيش المجتمع في سلام .
وأضاف السيسي في كلمة مقتضبة له أمام جموع المحتفلين بعيد الميلاد للكنيسة الشرقية في الكاتدرائية المرقصية بالقاهرة "علينا ان نعطي الناس المثل والمحبة واذا فعلنا ذلك سنعيش في سلام."
وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس السيسي للعام الثاني على التوالي للكنيسة الارثوذكسية الرئيسية بالقاهرة لتقديم التهاني للمسيحيين المصريين المحتفلين أثناء قداس يرأسه بابا الاسكندرية وبطريرك الأقباط الارثوذكس .
وزار السيسي نفس الكنيسة العام الماضي لتقديم التعزية في مقتل أقباط مصريين على يد تنظيم داعش في ليبيا .
وفي كلمته اشار السيسي ايضا إلى أن هناك تأخر في اعادة بناء وترميم عدد من الكنائس التي تعرضت لاعتداءات من بينها كنائس بصعيد مصر وغيره عقب عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 .
وتعهد السيسي الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء في ذلك الحين بإعادة ترميم الكنائس المتضررة على نفقة الدولة .
وأضاف "واصلاح الكنائس ليس تفضل مننا وانما حقا لكم ولن ننسي لكم وللبابا الموقف الوطني العظيم."
وعادة ما تشكل مسألة بناء الكنائس وترميمها مسألة حساسة في السياسة والمجتمع المصري.
وكان البابا تواضروس الثاني شارك في إعلان خارطة الطريق التي مهدت، بعد عزل مرسي من منصبه، لوضع دستور جديد وانتخابات رئاسية وتشريعية جديدة خلال العامين الماضيين .

نداء لأمة الحبيب صلى الله عليه وسلم

أخي المسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا وجدت إخوانك المسلمين قد أصبح بأسهم بينهم شديد، يخون بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا، فاعلم أننا جميعا إلا من رحم ربي قد بدلنا تبديلا وانحرفنا عن مراد الله فينا بقوله (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ).. صدق الله العظيم، ولقد ساهمنا في بكاء رسولنا الكريم ( ص ) على أمته التي تركها على المحجة البيضاء،.. أما وإننا قد انحرفنا عن جادة الطريق، فإني أشهد الله تعالى بأنني أبرأ إلى الله تعالى من الفتنة الكبرى التي تعيشها الأمة، وأدعو أمة التوحيد جميعها بدعوة كتاب الله التي نتلوها كحروف مضيئة وافتقدناها كمعانٍ نفيسة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) صدق الله العظيم.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أخوكم/ محمد محمد علي جنيدي – مصر
m_mohamed_genedy@yahoo.com

سورة البقرة: الآية 109/ عبدالله بدر اسكندر

ارتباط النشأة الأولى بالسنن الطبيعية يجعلها خاضعة لقانون العلية علماً أن هذا القانون لا يستقل بنفسه وإنما يكون محكوماً بالإرادة الإلهية، ولذلك نلاحظ عدم تطابق التفرعات المستخرجة من هذا القانون مع الأحداث المشاهدة، وقد ذكر القرآن الكريم هذا المعنى في كثير من متفرقاته كما في قوله تعالى: (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) الشعراء 63. وكذا قوله: (قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) الأنبياء 69. وما ورد في الآيتين من إبطال لخاصيتي الإغراق والإحراق أمر لا يألفه الإنسان وهذا لا يعني أن النشأة الأولى بعيدة عن اجتماع الأسس القانونية المسيرة لأبعادها المتفرقة، وإذا أردنا أن نبين مجموعة من الأدلة على ما نحن فيه يجب إظهار قانون النشأة الأخرى بطريقة بعيدة عن النظرة السائدة، ومن هنا نجد عدم اتفاق القانون الآخر مع القانون الأرضي بوجه حسير دون اجتماعه مع القوانين الأخرى، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم... طلعها كأنه رؤوس الشياطين) الصافات 64- 65. وعند تأمل هذا السياق نلاحظ أن هذه النشأة ما هي إلا مثالاً مصغراً للنشأة الأخرى بدليل أن الآية آنفة الذكر يمكن أن تتفرع منها مجموعة من الآيات المتشابهة التي تحمل في تفاصيلها ما يبين الأنواع المتفرقة للنشأة الأولى وكيفية اجتماعها مع النشأة الأخرى، ومن تلك الآيات قوله تعالى: (أفرأيتم النار التي تورون... أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون) الواقعة 71- 72. وكذا قوله: (الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)  النور 35. وقوله: (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون) يس 80.
وبناءً على ما تقدم نعلم أن القانون الأرضي ما هو إلا أحد الأجزاء المكملة للنظام العام الذي أبدعه الخالق على غير مثال ووهب من خلاله للإنسان حق التصرف والاختيار، وهذا ما يجعل عملية التغيير المقررة من قبل الأخير لا تنسجم مع النظام الإصلاحي المعتمد لديه، ولذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يبعث الرسل ويجعل لكل واحد منهم شرعة خاصة لا تتعدى أحكامها إلى ما يستجد في الوقت اللاحق إذا ما علمنا أن هناك محدثات قد تكون هي السبب المباشر في فرض الأحكام الاستثنائية وبالتالي يصح أن توضع الحلول المناسبة من خلال ما ينتج عن تلك الأحكام لكي يتم إصلاح جميع الملابسات الدخيلة على النظام التشريعي المسن من قبل الحق سبحانه.
 فإن قيل: إذا كان الله عالماً بكل شيء فكيف يطرأ التغيير على نظامه؟ أقول: التغيير لا يطرأ على القوانين الثابتة التي بني عليها النظام الكوني وإنما يحدث تبعاً لحق الاختيار الذي وهبه الله تعالى للإنسان، ومن هنا نرى أن المقتضيات الزمنية تسير وفق قانون ثابت دون أن تخضع للمتغيرات الطارئة، وقد أشكل هذا السبب على كثير من الناس الذين يظنون أن هناك نقصاً في تنزيل الأحكام عند خضوعها للنسخ والتبديل، علماً أن سنة الحياة تقضي أن تكون المراحل الزمنية تابعة للمتغيرات الطارئة مما يجعل الحل المثالي يأخذ الدور الكبير في الإشراف على ما يرجح من تجديد لجميع القضايا التي لم تعد تعمل بصورتها الطبيعية.
من هنا يظهر أن أتباع الديانات السابقة لعصر التنزيل قد ألزموا أنفسهم بعدم تبديل ما أنزل عليهم جهلاً وعناداً لئلا يكون ذلك سبباً في فقدان الخصائص العامة التي تكفل لهم التسلط على رقاب الآخرين في المجال التشريعي على أقل تقدير، وأنت خبير بأن الدين الجديد لا يكره الناس على الدخول فيه ولهذا كان لهم الحق في إبداء ما كانوا يعتقدون به حتى وصل بهم الأمر إلى فرض ذلك الاعتقاد على جميع الناس من غير وجه حق، ولا يخفى على ذوي البصائر أن هذا الاعتقاد لا يخرج عن كونه مصداقاً للحسد المشار إليه في آية البحث التي سنتعرض إليها لاحقاً في المساحة المخصصة للتفسير، وسنبين أن الأفعال التي كان يقوم بها أهل الكتاب لا تقتصر على إفساد الفطرة السليمة التي يتمتع بها المؤمنون وإنما تتعدى إلى صرف الناس عن التعاليم التي جاء بها القرآن الكريم، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) آل عمران 72.
تفسير آية البحث:
قوله تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) البقرة 109. مفهوم الآية يوحي بأن الفترة التي نزلت فيها كان المسلمون بحاجة إلى القوة سواء بالعدة أو العدد، ويمكن أن يعلل هذا الأمر نظراً للحكم المؤجل المشار إليه في السياق، وبناءً على ما قدرنا لم تكن الآية منسوخة بآية القتال لأن الحكم المؤجل لا يجتمع مع النسخ وإنما يكون تابعاً للمتغيرات الزمنية، وهذا المنطوق نظير قوله تعالى: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً) النساء 15.
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: إن للآية ثلاثة أسباب للنزول:
الأول: إن حيي بن أخطب وأبا ياسر كانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
الثاني: إن كعب ابن الأشرف كان يهجو النبي، ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة يؤذون رسول الله حين قدمها، فأمر النبي بالصفح عنهم، فنزلت هذه الآية، قاله عبد الله بن كعب بن مالك.
الثالث: إن نفراً من اليهود دعوا حذيفة وعماراً إلى دينهم فأبيا، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل.
وأضاف في زاد المسير: الحسد: تمني زوال النعمة عن المحسود، وإن لم يصر للحاسد مثلها، وتفارقه الغبطة، فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط، وحد بعضهم الحسد فقال: هو أذى يلحق بسبب العلم بحسن حال الأخيار، ولا يجوز أن يكون الفاضل حسوداً، لأن الفاضل يجري على ما هو الجميل، وقال بعض الحكماء: كل أحد يمكن أن ترضيه إلا الحاسد فإنه لا يرضى إلا بزوال نعمتك، وقال الأصمعي: سمعت إعرابياً يقول: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد، حزن لازم ونفس دائم وعقل هائم وحسرة لا تنقضي.
وأضاف ابن الجوزي: أن قوله تعالى: (حتى يأتي الله بأمره) قال ابن عباس: فجاء الله بأمره في النضير بالجلاء والنفي، وفي قريظة بالقتل والسبي، وقد روي عن ابن مسعود، وابن عباس، وأبي العالية، وقتادة، رضي الله عنهم: أن العفو والصفح منسوخ بقوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) التوبة 29. وأبى هذا القول جماعة من المفسرين والفقهاء واحتجوا بأن الله لم يأمر بالصفح والعفو مطلقاً، وإنما أمر به إلى غاية وما بعد الغاية يخالف حكم ما قبلها، وما هذا سبيله لا يكون من باب المنسوخ بل يكون الأول قد انقضت مدته بغايته والآخر يحتاج إلى حكم آخر. انتهى بتصرف يسير منا. 
فإن قيل: الحسد لا يأتي إلا عن طريق النفس فلمَ قال الله في آية البحث: (حسداً من عند أنفسهم) أليس هذا من باب تحصيل الحاصل؟ أقول: الزيادة في هذا الموضع تدل على أن حسدهم لم يكن تابعاً لحرصهم على الدين، وإنما كان بسبب فساد أخلاقهم وإلزام أنفسهم بالباطل الذي أرادوا أن يدحضوا به الحق، وقد ظهر هذا المعنى من خلال السياق في قوله تعالى: (من بعد ما تبين لهم الحق) من آية البحث. فتأمل ذلك بلطف.
       
    من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن    

الإفتاء المصرية: حرابة وإفساد في الأرض اختطاف داعش المسيحيات والأيزيديات

النشرة
أكدت "دار الإفتاء" المصرية أن "ما يفعله تنظيم داعش وغيره، باختطاف للنساء المسيحيات والأيزيديات والتسلط عليهن بدعوى سبيهن واسترقاقهن يمثل بيعا للحرائر، وتقنينا للاغتصاب، وإكراها على البغاء، وحرابة وإفسادا في الأرض".
وأوضحت، ردا على سؤال رئيس اتحاد علماء الإسلام في كردستان العراق حول سبي "داعش" للنساء، أن "استرقاق النساء غير المسلمات من جرائم البغاة النكراء، وأفعالهم التي تدل على دناءة نفوسهم، وقبح أخلاقهم، وتلاعبهم بالأديان". وأكدت أن "التكييف الشرعي الصحيح لهذه الجريمة النكراء: أنها بيع محرَّم للحرائر، وتقنين فاضح للاغتصاب، وانتهاك إجرامي للأعراض، وإكراه على البغاء، ودعوة إلى الفاحشة، وشرعنة للدعارة والزنا، وحرابة وإفساد في الأرض"، مشيرة الى أن "كل هذه الأفعال من الكبائر التي حرمتها الشريعة، وشددت في عقوباتها وحدودها، وأمرت بالأخذ على يد مرتكبيها، ولا يجوز أن ينسب ذلك إلى شريعة الإسلام، ولا إلى أي شريعة من الشرائع السماوية التي حرمت هذه الكبائر الموبقات، وحاربت تلك الجرائم النكراء".
وأضافت أن "التشريع الإسلامي من أول لحظة كان واضحا في تشريع ما يقضي على ظاهرة الرقِّ المجتمعية، ثم أُلغِيَ الرقُّ في العالم، وتعاهدت الدول على منع تجارة الرقيق، وأصبح الرق بذلك جريمة باتفاق كل أمم الأرض، وشاركتهم الدول الإسلامية في إقرار هذه المواثيق والتوقيع على تلك العهود التي نصَّت على منع الرق وتجريمه، انطلاقا من مقصود الشارع الحكيم".
من جهته، ندد "مرصد الإسلاموفوبيا"، التابع لدار الإفتاء بتصريحات الحاخام الإسرائيلي بينتسكوبتشين التي اكد فيها انه "يؤيد ويدعم بقوة حرق المساجد والكنائس في القدس، بهدف القضاء على غير اليهود في المدينة".
ونقل المرصد عن الحاخام الإسرائيلي تأكيده أن "الوجود المسيحي في القدس غير مرحب به"، داعيا الإسرائيليين الى "ترجمة الرفض إلى ممارسات وأفعال". وأوضح أن "هذه التصريحات تعبر عن عنصرية ورغبة حثيثة من جانب الحاخام في استئصال الآخر ونفيه، والقضاء عليه".