رسالة سماوية من مار شربل إلى جومانا سلوم…أعجوبة شفاء جديدة تسجل بفضل الايمان الصادق

وطنية -
وما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت...أعجوبة جديدة يسجلها التاريخ للقديس شربل العجائبي، فرغم الانحطاط السياسي الذي يمر به البلد، نرى في الأفق بصيص أمل يفرح القلب لأنه ينبع من الإيمان اللامشروط المتجذر في النفوس، التي يعطي الراحة النفسية.

جومانا سلوم سيدة في الخمسين من عمرها من بلدة سلعاتا في قضاء البترون، أم لثلاثة أولاد: فتاة وصبيان. عانت في حياتها الأمرين من فقدانها لأحبائها، نتيجة الحرب الآثمة، إضافة إلى الألم الذي تحول إلى أمل مع شفائها من مرض السرطان الذي لازمها على مدى 4 سنوات، واحتار الاطباء في انتشالها منه، ووحده القديس شربل تمكن من ذلك.

منذ 4 سنوات، حملت سلوم صليبها ومشت، متألمة عندما علمت بأنها مصابة بمرض السرطان في المبيض. ولذلك، أجرى لها الطبيب دافيد عطالله في مستشفى المعونات بجبيل عملية استئصال للرحم والزائدة الدودية والمرارة و30 سنتم من المصران، وبقيت في غرفة العمليات 11 ساعة. وبقيت تتلقى العلاج الكيميائي وتجري الفحوص الدورية على مدى 4 اشهر، حتى تعبت وانهكت قواها، إلا أن إيمانها هو الوحيد الذي بقي مدركا انه سيتغلب على المرض الخبيث.

جومانا سلوم اعتبرت في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" أن ما عاشته "لم يكن طبيعيا، أربع سنوات من العلاج والعمليات والألم والعذاب، ولم يعتقد أحد أن لهذا الوضع نهاية سعيدة، العذاب بدأ معها منذ اليوم الأول. وقبل دخولها المستشفى لإجراء العملية الأولى، توجهت إلى بلدة عنايا ووقفت حيث وقع القديس شربل على المذبح، وخاطبته قائلة: "أنت سلمت نفسك للرب، وأنا سأسلم نفسي إليك، أولادي اطفال وابني سيتناول بعد حوالى أسبوع قربانته الاولى، وأتمنى أن تكون بجانبي وبجانبهم ليكبروا أمامي، فطلبت من الأب الموجود أن يعطيني القربانة، واعترفت أمامه، فقال لي بحوزتي مسبحة سأعطيك إياها، وهي ممسوحة بجثمان القديس شربل فاتركيها معك. لقد أبقيتها معي، ووضعتها على رقبتي منذ أربع سنوات، وأنا متأكدة أنه هو من انقذني في العملية الاولى، خصوصا أنني بقيت 11 ساعة متواصلة".

أضافت: "المعاناة الكبرى بدأت منذ سنة ونصف سنة، بسبب العلاج المتواصل وتوقفت الكليتين عن العمل. ويوم الثلثاء، خلال أسبوع الآلام، طلبت مني صديقتي ان نزور السيدة نهاد الشامي. وبالفعل، ذهبت معها، وهناك كان توجد في الصالة صورة قديمة للقديس شربل ترشح زيتا على مجموعة من القطن موجودين تحتها، فقالت صديقتي: "خذي قطنة وابلعيها"، فوقفت بسرعة امام الصورة وصليت بعمق وأخذت قطنة فيها زيتا مقدسا وبلعتها بكل محبة، وقلت له لم تتركني ابدا، فارجوك لا تتركني الان، وخرجت".

وتابعت سلوم بفرح: "كنت بالأمس على موعد في المستشفى لاجراء الفحوص اللازمة والاشعة، وبقيت حتى بعد الظهر. وعند صدور النتيجة، توجهت إلى الدكتور جورج شاهين قبل مغادرته لبنان لمعاينة النتيجة، وعندما اعطيته اياها، بدا مذهولا ومتفاجئا، وقال شيء لا يصدق لا يوجد أي مرض، كل فحص أحسن من غيره، مع العلم ان الدكتور شاهين كان يحثني دائما على الايمان. وهنا، كانت سعادتي لا توصف ولا تصدق. ولذلك، سأصعد غدا الى عنايا لتلاوة صلاة الشكر".

جومانا سلوم آمنت بالقديس شربل، وبلعت القطنة من دون ان تفكر الا فقط بقدرته العجائبية، فالايمان يهد الجبال فكيف بالحري نحن.        

رسالة صاحب السّيادة المطران أنطوان - شربل طربيه بمناسبة عيد الفصح 2016

"إنَّه ليس هنا... لقد قام" (لو 24: 6)

أيُّها الإخوةُ والأخوات، أبناءَ أبرشيتِنا الأحباء،

1. إنَّ حقيقةَ القيامةِ التي نقلتْها الملائكةُ في صباحِ اليومِ الثالثِ للمريَماتِ، ومن خلالِهنَّ للرسُلِ وبالتالي لنا جميعاً، هي حقيقةٌ ساطعةٌ وواضحةٌ كالشمس، ومنها تُطِلُّ الكنيسةُ على العالمِ واحةَ رجاءٍ وخلاص. فقيامةُ الربِّ يسوعَ من بينِ الأمواتِ هي جوهرُ إيمانِنا ومصدرُ فرحِنا، وهي الحدَثُ الأعظمُ والأبقى في تاريخِ الانسان، لأنَّها تشكّلُ حجرَ الزاويةِ في بناءِ الكنيسةِ وايمانِ أبنائِها. "فإذا كان المسيحُ لم يَقُم"، كما يقولُ بولسُ الرسول، "فإيمانُكم باطلٌ وأنتم بعدُ في خطاياكُم" (1كو 15:17).

2. "لماذا تبحثونَ عن الحيِّ بين الأموات؟" (لو 24: 5) سؤالٌ جوهريٌّ ومحوريٌّ طُرحَ فجرَ القيامةِ ولا يزالُ صداه يترددُ من جيلٍ إلى جيلٍ حاملاً بُشرى الفرحِ والسلامِ بقيامةِ الربّ. إنّه ليس هنا... ولا يمكنُ من بَعدِ أن يحتويَهُ الموتُ أو أنْ يبقى في القبر. لقد أتى إلينا وسكنَ بينَنا وأبصرْنا مجدَه... مجدَ ابنٍ وحيدٍ للهِ الآب، وأتمَّ رحلتَه على هذه الأرضِ ككلِّ إنسان، مُخْضِعاً نفسَه لسلطانِ الموتِ والقبر! لكنَّه وبفعلِ حُبٍّ أقوى من الموتِ، قامَ وانتصرَ على الموت. لقد قام... حقاً قام، وبقيامتِه فتحَ أمامَنا الطريقَ الموصِلَ من الأرضِ الى السماءِ ونقلَ بشريَّتَنا من الموتِ الى الحياة.

3. واحتفالُنا بعيدِ القيامةِ هذا العامَ يقعُ في قلبِ السنةِ اليوبيليةِ للرحمة، والتي أرادَها لنا قداسةُ البابا فرنسيس منطلَقاً لتجديدِ الإيمانِ بالتوبةِ وانفتاحاً حقيقيّاً على الآخرين َ ودعوةً مفتوحةً للالتفاتِ الى إخوتِنا وأخَواتِنا المهمَّشينَ والفقراءِ والمحتاجين، فننطلقَ إليهم ونكونَ لهم واحاتِ رجاءٍ ومحبةٍ، نحملُ اليهم رحمةَ اللهِ لنا بيسوعَ المسيحِ الذي يتماهى مع كلِّ فقيرٍ ومريضٍ ومضطَهَدٍ وغريب. 

4. ونحنُ في أبرشيَّتِنا، نصْبُو لعَيشِ فرحِ القيامةِ في عائلاتِنا ورعايانا كلَّ يوم، وننطلقُ معاً متسلِّحينَ بالعزم والإرادةِ للقيامِ بالمشاريعِ الرعويةِ مُلبّينَ الحاجةَ الروحيةَ لأبنائِنا الموارنةِ المنتشرينَ في كلِّ أنحاءِ هذا الوطنِ الاوستراليِّ العزيز، بإنشاءِ رعايا جديدةٍ في مناطقَ جديدة. ويتكاملُ العملُ الرعويُّ مع العملِ الرسوليِّ  في مؤسسة مارونيتكير  MaroniteCare، التي ترعى المشاريعَ الإنسانيةَ في الأبرشية، وخصوصاً تلك المتعلقةَ بالزواجِ والعائلةِ وبالمسنِّينَ والمـــُدمنينَ، وبرسالتِنا تُجاهَ اللاجئينَ والفقراء، مستلهمينَ وحيَ العنايةِ الإلهيةِ ومتّكلينَ على صَلاتِكم الدائمةِ وتعاوُنِكم المحب، ودعمِكم السخي، أنتم أبناءَ مارونَ الأوفياء.

5. إن قيامةَ الربِّ يسوعَ المسيحِ هي أكبرُ من حدَثٍ وأبعدُ من احتفالٍ وأكثرُ من ذكرى، إنّها نبعُ الحياةِ الجديدةِ لكلِّ واحدٍ منا، ومحرِّكٌ للرجاءِ الصالحِ الذي يُحوّلُ مسيرةَ الانسانِ من الحياةِ المائتةِ الى حياةٍ لا يستطيعُ الموتُ إدراكَها.

6. وعلى هَدْيِ أنوارِ القيامةِ نسألُ الربَّ يسوعَ أن يُنيرَ العقولَ المظلمةَ والتي تخطِّطُ للارهابِ والقتلِ والحروبِ بين الشعوبِ وخصوصاً في منطقةِ الشرقِ الاوسطِ المتألمة، فيعودوا الى ضميرِهِم ويعْمَلوا لايقافِ الحربِ فوراً، فتنطلقَ مجدداً مسيرةُ السلامِ، رحمةً بالشعوب المعذبة ورأفةً بالمظلومين. ونصلي بشكلٍ خاص لأجل وقف إضطهاد المسيحيين لتُشرقَ على العالمِ أجمعَ شمسُ القيامةِ ويَحِلَّ السلامُ والفرحُ الحقيقيُّ مكانَ الحُزنِ والكآبة. 

7. أيها الاحباء،
من أجلِكم جميعاً في هذا العيدِ أصلي، ومعَكم للربِّ يسوعَ القائمِ من الموتِ أُسبِّحُ، ولحضورِهِ الدائمِ معنا في القربانِ المـــُقدسِ أسجُدُ، وليكنْ عيدُ القيامةِ هذه السنةَ حافزاً لنا لتجديدِ الحياةِ الروحيةِ في عائلاتِنا، وانطلاقةً لعيشِ الرحمةِ في حياتِنا، وباعثَ رجاءٍ جديدٍ في كنيستِنا، فنَهتُفَ معاً وبصوتٍ واحدٍ قائلين :

المسيحُ قام... حقاً قام!

سيدني في 27 آذار 2016      
+ المطران أنطوان- شربل طربيه
راعي أبرشية أوستراليا المارونية

قداس عيد الفصح في كنيسة مار مارون في طرابلس


الغربة ـ طرابلس
تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداس عيد الفصح في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه المونسنيور انطوام مخايل، خادم الرعية المونسيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح، في حضور العميد فواز متري ممثلا وزير العدل اللواء اشرف ريفي  وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :"يسرّني أن أتقدّم منكم بأطيب التمنيات بمناسبة هذا العيد المجيد، عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات وأن أنطلق معكم في تأمّلي بهذه الكلمات من بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنثية التي هي شهادة حياة وفيها تحذير وتنبيه للذين آمنوا وتبعوا المسيح كي لا ينسوه ويعودوا إلى حياتهم الماضية. إنّها شهادة حياة لأنّ بولس الرسول يعطيهم فيها خبرته التي عاشها بنفسه، وهو لا يكتفي بإعطائهم تعاليم إستمدّها من غيره، ولا هي مجرّد نظريات فكريّة وفلسفيّة وإيديولوجيّة كتلك التي يعطيها الفلاسفة والمفكرون وتأتي غالباً عصارة تفكير ونتيجة لتأملاتهم الشخصيّة. بولس الرسول يتكلّم عن حدث واقعي إختبره هو بنفسه، لأنّه، بعد أن كان عدوّاً لدوداً للمسيح، تزعّم المجموعة التي قتلت أحد المؤمنين به، الشمّاس إستفانوس، رجماً بالحجارة، أخذ أمراً من الرؤساء والمسؤولين بملاحقة المؤمنين بإسم يسوع حتى أقاصي الأرض. وبينما هو في طريقه من أورشليم إلى دمشق، إذ به يفاجأ بنور عظيم أعمى باصريه وبصوتٍ من السماء يقول له: يا شاول لماذا تضطهدني، فسأله شاول من أنت يا سيّد، فأجاب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده... لكن صعبٌ عليك أن ترفس المهماز".

اضاف بو جوده :" شاول بولس لم يعرف المسيح بالجسد أي أثناء حياته العلنيّة، بل إلتقاه بعد موته وقيامته من بين الأموات. ولذلك فإنّ إيمانه يستند على حدث واقعي. رآه وسمعه وتعرّف عليه بصورة مختلفة وهو يقول أنّ المسيح قد إستولى عليه لكي يجعل منه رسولاً مميّزاً ويرسله بين الأُمم والشعوب ليُبشّر بإسمه، ولذلك لُقّب برسول الأُمم. هذا هو الحدث الذي نحتفل به اليوم، أيها الأحباء، فالمسيح بموته وقيامته أعاد إلينا الحياة التي فقدناها يوم قرّرنا أن نستغني عن الله ونرفضه ونبني حياتنا بدونه. فشوّهنا صورته فينا دون أن نصل إلى مبتغانا كما وعدنا بذلك الشيطان، بل إكتشفنا عرينا ومحدوديتنا وحكمنا على نفسنا بالموت، وذكّرنا بذلك الرب عندما قال لنا أنّنا من التراب أُخذنا وإلى التراب نعود. يقول النبي حزقيال في الفصل السابع والثلاثين من نبوءته "إنّ روح الرب أخذني ووضعني في وسط السهل وهو ممتلئ عظاماً وأمرّني عليها من حولها، فإذا هي كثيرة جداً على وجه السهل، وإذا بها يابسة جداً. فقال لي: يا إبن الإنسان، أتُرى تحيا هذه العظام؟ فقلتُ: أيها السيّد الرب، أنت تعلم. فقال لي: تنبّأ على هذه العظام، وقل لها: أيتها العظام اليابسة، إسمعي كلمة الرب... فتنبّأتُ كما أُمرت، وإذا بإرتعاش، فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه ونظرت فإذا بالعصب واللحم قد نشأ عليها وبُسط الجلد عليها ولم يكن فيها روح. فقال لي تنبّأ للروح وقل هلم أيها الروح، فتنبّأتُ فدخل فيهم الروح، فعاشوا وقاموا (حزقيال: 37/1-11). ويقول القديس يوحنا في إنجيله أنّ يسوع، عندما أبلغوه أنّ صديقه لعازر قد مات، قال أنّه رقد، ثمّ قال إنّه مات، ويسرّني ذلك، من أجلكم، كي تؤمنوا. وعندما وصل إلى بيت عنيا، ذهب إلى القبر وصاح بأعلى صوته: يا لعازر، هلمّ فاخرج، فخرج الميت ملفوف الوجه مشدود اليدين والرجلين بالعصائب. فقال لهم يسوع، حلّوه ودعوه يذهب".

وتابع بو جوده يقول :" وإستناداً إلى هذا الحدث قال يسوع ما قاله لمرتا أخت لعازر: أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا. إقامة يسوع للموتى كما حصل مع لعازر ومع إبن أرملة نائين ومع إبنة قائد المئة هي البرهان الساطع على أُلوهيّة يسوع التي ستتجلّى بالواقع عندما سيقوم هو بنفسه من بين الأموات. على هذا الحدث يستند إيماننا نحن المسيحيّن، أيها الأحباء، وخارجاً عن هذا الحدث لا إيمان مسيحي. وإنّنا إذا وضعنا رجاءنا وإيماننا على أمور الأرض صرنا أشقى الناس أجمعين كما يقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنثية، فإن كان المسيح لم يقم فتبشيرنا باطل وإيمانكم أيضا.

الله يبحث عن الضال/ نسيم عبيد عوض

الكتاب المقدس كله يعرفنا كيف كان ومازال الله يعمل من أجل خلاصنا ‘ وبعد تحقيق الفداء والخلاص بصليب إبنه الوحيد ‘كقول الكتاب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16‘ وكقول الرسول" الذى انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته."كو1: 13‘ وبالإيمان والمعمودية من الماء والروح ‘ نولد ميلادا ثانيا لنكون بطبيعة وخليقة جديدة ‘ ولكن ونحن مستوطنين فى هذا الجسد ‘ الذى هو مصدر جاذبية للضعفات البشرية والخطايا ‘ فإن الله لا يتركنا ‘ بل هو دائما يبحث عنا ‘ ويظل يعمل بروحه القدوس حتى يعود الضال ويرجع الى أحضانه ‘ لأن طبيعته أنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا ‘ فهو دائما يبحث عن الضال ‘

وقصة الإبن الضال تعتبر درة أمثال الرب يسوع المسيح فى الكتاب المقدس‘ والذى يوضح فيه محبة الله للخطاة ‘ ومسار الخطية والتوبة ‘وفصل إنجيل الأحد الثالث من الصوم المقدس جاء ضمن الإصحاح الخامس عشر من إنجيل معلمنا لوقا البشير." كان السيد المسيح جالسا يعلم " وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه .فتذمر الفريسيون والكتبة لأنه يقبل خطاة ويأكل معهم‘ وقد أكد لهم "لأنى لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة الى التوبة."مت9: 11 ‘ ومع زكا رئيس العشارين قال" لأن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلص ماقد هلك ."مت18: 11‘لأنه هو الذى لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا.

وفى هذا الإصحاح قدم لنا الرب ثلاثة أمثلة تبرهن على:

1- أبوته الحانية لعودة الضال( رآه أبوه فتحنن)  2- شوقه الإلهى نحو الإنسان التائب .   3- بحثه عن كل نفس.   فقدم لنا فى هذا الإصحاح:

الراعى الصالح ..الذى جال البرية كلها من أجل الضال حتى يجده وإذا وجده يضعه على منكبيه- الصليب - فرحا ‘ وكما يقول الكتاب ويكون الفرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى التوبة.

الكنيسة المجاهدة على الأرض .. التى يفتش رعاتها باجتهاد عن الدرهم المفقود الذى يحمل صورة المسيح حتى تجده‘ ويكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب.

الأب الحنون.. الله الأب الذى يتحنن ويركض ويعانق ويقبل الخاطئ ويعيد له بنوته.

صورة عظيمة يقدمها الكتاب المقدس عن إهتمام الله بخلاص الخاطئ ..

الفادى يعين...الكنيسة تجاهد ..الآب يتصالح..

الخروف الضال المتعب يرجعه الراعى ..الدرهم المفقود تجده الكنيسة ..الابن الضال يرجع الى طريق الرب.

1- هذا الخروف الذى ضل فى آدم قام فى المسيح..ووضعه أولا على منكبية –عرضتى خشبة الصليب- ..ولسان حالنا يقول وضعت خطاياى على خشبة الصليب فغسلنى من خطاياى." لأنه كما فى آدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع." 1كو15: 22.

2- الدرهم المفقود الذى يحمل صورة الملك المسيح ‘ تقوم الكنيسة التى هى عروس المسيح والحاملة ذات سماته الخاصة تجاه الخاطئين والساقطين والضالين ..تبحث عنهم فى كل مكان حتى تحضرهم وتترفق بهم وتبتهج برجوعهم الى حظيرة المسيح.

3- الابن الضال والذى فيه تحققت المصالحة السمائية وكمثال بتحقق الخلاص لكل خاطئ يتوب.. وفى هذا المثل تأملات عميقة ورسالة سمائية لنا جميعا:

" وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيئ وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرفا."  والكورة البعيدة تتمثل فى حياتنا (الأنا) التى هى الأنانية وحب الذات ‘ أو التقوقع حول الذات بعيدا عن السيد المسيح ‘ رحيل بالقلب الى كورة بعيدة عن صاحب النعم ويتكل على ذاته ‘ولسان حاله يقول انا مكتفى ولست فى حاجة لشيئ‘ ومن يتكل على ذاته يفقد عمل الله ‘ ومن ينفصل عن المسيح يستوطن فى هذا العالم ‘ وينفصل عن أهل بيت الله‘ ونحن الذين قال عنا الكتاب" أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح." أف2: 13‘ فأخترنا بحريتنا أن نتغرب الى كورة بعيدة.

"وهناك بذر ماله بعيش مسرف" وماله هذا أصلا هو من الله أبينا‘ وهذا مثل لإنسان هذا الزمان وتعامله مع الله:

أ- أعطانا نعمة المحبة لله وللآخرين ..ونبذرها فى محبة العالم وشهوات العالم .

ب- وهبنا العقل والحكمة والتدبير الحسن ونبذرهما فى اللهو وتضييع الوقت فى غرور العالم ومدياته.

ج- أعطانا الله الصحة لنبذرها فى الملذات والمهلكات.

" فلما أنفق كل شيئ حدث جوع ..فابتدأ يحتاج." وهذا نتيجة طبيعية للبعيد عن مصدر الشبع ‘ فعندما تهرب النفس من الله مصدر كل إكتفاء ‘مصدر الشبع وكنز العطايا والخيرات ‘تجد نفسها فى حالة فراغ داخلى وجوع روحى‘ والعالم كله بإغراءاته وشهواته لا تملأ فراغ النفس التى تحمل صورة الله فهو وحده الذى يملئها.

0 كل من يبتعد عن كلمة الله يجد نفسه فى مجاعة. 0 الذى يبعد عن ينبوع الماء الحى يعطش الى الأبد. 0 البعيد عن كنوز الحكمة يصير جاهلا.  0 البعيد عن مصدر الحياة يفقدها ويموت فى خطاياه.

وبينما أولاد الله يسبحون مع المرتل " خير لى الإلتصاق بالرب" يذهب هذا الابن الضال ليلتصق بالشيطان الذى يرسله الى حقول الشر ليرعى خنازيربنجاستها‘وحتى هذا الدنس والنجاسة لم يشبع منها ‘ ووجد نفسه وقد تخلى الجميع عنه ولم يعطه أحد ‘ ولا أحد فى الدنيا يقدر على إشباعه.

" فرجع الى نفسه .." لأنه كان قد فقدها..والرجوع الى النفس هو أساس الإصلاح والصلاح‘ والرجوع للنفس هو إستيقاظ الضمير كقول الرسول " انها ساعة  لنستيقظ  من النوم فان خلاصنا الآن اقرب مما كان حين آمنا." رو13: 11‘ وهذه دعوة لكل من خرج من نفسه التى وهبها الله يعود اليها ويطلب الغفران والتوبة.  واذا كانت الخطية هى تحطيم للنفس بدخولها لكورة بعيدة عن الله فالتوبة هى عودة الإنسان ورجوعه الى طريق الخلاص للنفس.والآب السماوى وحده هو القادر على تجديد هذه النفس  وإشباعها داخليا وخارجيا. يعود الى كورة الآب السماوى ليمارس الحب كعطية إلهية ويوجد بالحق كعضو عامل فى بيت أبيه. يفتح قلبه لله ولملائكة السماء التى تفرح وتبتهج وتسر برجوعه.

كل توبة تسبقها عودة للنفس والإعتراف بخطيتها ثم نوال الحل والغفران كسر كنسى أسسه الرب يوم غسل أرجل تلاميذه وقال لهم " الذى اغتسل ليس له حاجة إلا لغسل رجليه بل هو طاهر كله." يو13: 10. 

" أقوم وأذهب الى أبى وأقول له ياأبى أخطأت الى السماء وقدامك ."  حقا فان كل خطية فى أساسها موجهه لله نفسه‘ لأنها تفقدنى نعمة المصالحة ومحاصرة محبته لنا‘ وفى الرجوع لى النفس رجوع الى الله واهبها‘ وبالتوبة يتحقق خلاص النفس والمتمثل فى :

1- غفران الخطايا " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ."1يو1: 9.    2- محو الخطية تماما وعدم ذكر الله لها. كقول الكتاب" إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ‘إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف." اش1: 18.    3- خلاص النفس فى يوم الرب وهو الوعد بالرجاء فى الحياة الأبدية لأن ابن الإنسان قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.    4- المصالحة مع الله بربنا يسوع المسيح.كقول الكتاب " فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح." رو5: 1 الذى صالحنا بدمه الكريم ونقض السياج المتوسط أى العداوة  5- استعادة بنوتنا لله ورد الأعتبار والعودة الى الصورة التى تجددنا بها فى الميلاد الثانى كصورة الله ومثاله. والتى تمثلت بالحلة الأولى التى طلبها الأب ليلبسها إبنه الذى كان مفقودا فوجد والذى كان ميتا بالخطية فعاش ‘ رد الإعتبار وثوب النعمة والمحبة والحكمة والنقاوة "انتم الذين اعتمدتم قد لبستم المسيح"  فهذه الحله الأولى أو الثوب الأبيض قد دفع ثمنه يسوع المسيح وحدة على الصليب كقول الرسول" عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب بل بدم كريم كما هو من حمل بلا عيب ." 1بط1: 18.

اللهم نسألك أن تقبل توبة أولادك الراجعين لك واستجب لصلواتهم ..قلبا نقيا إخلق في يا الله..وروحا مستقيما جدده فى أحشائى.. لا تطرحنا من قدام وجهك ..وروحك القدوس لا تنزعه منى ..إمنحنى بهجة خلاصك." ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد. أمين.

حميد عوّاد يعايدكم بثلاث لغات

Le Christ est ressuscité! Alléluia!

Le souffle du Dessein divin fut insufflé parmi les humains et s'est incarné en Jésus Christ qui a professé et semé le credo chrétien. 

Nous voilà célébrant la fondation pivotale supportant notre Foi: la Résurrection de notre Sauveur. 

À cette occasion majestueuse je voudrais vous transmettre, cher(e)s ami(e)s, mes voeux cordiaux et partager avec vous les bénédictions pascales. 

Joyeuses Pâques! 

CHRIST IS RISEN! HALLELUJAH!

The breath of the divine purpose was insufflated among humans and became incarnate in Jesus Christ who has professed and sowed the Christian creed.

Here we are celebrating the pivotal foundation supporting our faith: the Resurrection of our Savior.

In this majestic occasion I would like to convey to you, dear friend(s), my cordial greetings and share with you the Easter blessings. 

Happy Easter! 


 المسيح قام، حقّاً قام! 

نغتسل بأنوار القيامة لتنقية الذات وإيقاد زخم العافية وكشف سبل التغلّب على المصاعب. 

 مسيرة الجلجلة المهيبة تلتصق بآلام عذاباتنا وفرح القيامة يطيّب جراحنا ويحيي الرجاء، وفيض محبّة فادينا يلفّنا بالخشوع ويضخّ فينا النشاط والقوّة. 

بمناسبة تألّق وهج هذا "العيد الكبير" أتمنى لكم أصدقائي فصحاً مجيداً طافحاً بالبهجة والإلهام والبركات.

نتطلّع إلى انقشاع الضباب عن مرقد حنينا لبنان وإحياء كلّ الأعياد في بوتقة "كنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسوليّة."


Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/

مجلس الأنبياء في اجتماع مهم/ يوحنا بيداويد

من شدة البكاء وعويل الأطفال، من شدة الالم والجوع والمرض والفقر والحرمان، بسبب كثرة القتلى وسقوط الأبرياء في بلاد الرافدين والشام، دعى الله الاب، الخالق، ضابط الكل، المنظور وغير المنظور، رئيس ملائكته جبرائيل ليتحدث معه، عن الصلوات والدعوات الممزوجة بدموع الأمهات وصحيات الايتام الاتية من هذه المنطقة.

فأجاب رئيس الملائكة جبرائيل بكل خشوع واحترام:" انها بسبب الحرب الدائرة بين جماعة جديدة تدعى بالدواعش، ظهرت هناك مؤخرا، تصارع الحكومات المحلية وتريد تطبيق شريعتها باسمكم يا خالقي الرحيم، يدعون أنكم خولتموها ان تحارب كل الأمم والشعوب باسمكم، وتجبرهم على عبادتكم بحسب قواعد وطرق التي يتبعونها، والا الموت او الجزية الباهظة التي تنتهي في النهاية الاستسلام لهم والخضوع لإرادتهم".

 أجاب الاله الرحمن الرحيم: كيف يحصل هذا وانا لم اعطي لأية جماعة او فئة او قوم حتى أي نبي السماح او ان يتولى الحكم على مخلوقاتي وتجبرهم لعبادتي؟! لان أحبهم لهذا اعطيتهم الوجود من العدم، سمحت لهم ان يحكموا بعضهم البعض بموجب مبدا الخير الذي يخدم الجميع ويفرحهم معا ويجعلهم أكثر اخوة ومحبين لبعضهم ومتعاونين من اجل التغلب الى الشرير ومعاصيه وتجاربه الكثيرة التي لا تنتهي. هل يعقل انا اعطي لبعض من مخلوقاتي السماح ان يحكموا بعضهم بعضا باسمي وبخلاف ارادتي، فمن انا اذن؟ وما هو دوري؟ وهل لهم الحق يعملوا بعكس رحمتي وعدالتي لمخلوقاتي وبالأخص الانسان الذي له الامكانية إدراك مقاصدي في عالم الادنى؟"

رد رئيس الملائكة بكل خشوع ووقار:” نعم يا إلهي المبارك، قداستكم منذ البدء خلقتم الانسان حرا، ولم تفرضوا عليه حتى طاعة ارادتكم، بل خيرتموهم بين عمل الخير والشر، فهو يختار بإرادته الطريق الذي يرغب ان يسير عليه. ولم تفوضوا عليه أحدا".
 توقف الملاك لكن لازال لسانه يعد اصطفاف الكلمات والاسئلة فرجع وقال:" ولكن يا إلهي، هناك امرا عجيبا يحصل في هذه المنطقة التي كانت مباركة في الماضي في هذه الايام، كأنها أصبحت ملعونة مملوءة بالأرواح الشريرة، لان أبناء الشر بدأوا ينتصرون على أبناء الخير في بلاد مهد الحضارات".
 ثم توقف الملاك جبرائيل مرة أخرى من الاسترسال حينما شعر ان رب العالمين يود ان يقول شيء.

فقال رب الارباب: "اذن يا جبرائيل حان الوقت ان نتدخل لنوقف الأشرار من أعمالهم السيئة البعيدة عن منطق الحق وارادتي والتي تحصل باسمي من دون علمي ورغبتي. فادعوا الى اجتماع مع جميع الأنبياء والمصلحين والاولياء والقديسين، وحتى الذين يدعون انهم يحملون رسائل اصلاح باسمي للبشرية.  قل لهم ان صحيات أطفال وابائهم الاتية من المخيمات في كردستان، ومن حدائق وشوارع عنكاوا او غيرها من المدن والقرى في كردستان، ومن الوديان العميقة في جبل سنجار ومن التائهين في البحار الكبيرة بلغت مسامعي، هزت سلطتي اريد وقفها". 

توقف الله المحي برهة ليقل لملائكه اشد كلام استهجانا فيما يحصل باسمه: “وضح لهم أمورا كثيرة ومهمة عن ارادتي التي يبدو يجهلونها او يعمل اتباعهم عكسها، لا أستطيع تحمل سماع هؤلاء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والعجوز والامهات والاباء وان لا اتدخل. لا أستطيع ان أقف مكتوف الايادي وانا اراهم يزجون الصبيان والصبايا في الجهاد الذي لم ادعو اليه قط، حيث يغرونهم بالحوريات ويخدعونهم بأنهار من العسل والخمر في جنة وهمية خلقوها من خيالهم او كذبهم بمساعدة الشرير. لان انا إله الحق والعدالة، إله الرحمة والمحبة، انا لست بإله الظلم والموت والطريقة الواحدة في العبادة، لست بإله الانغلاق والانعزال، لست اله دولار والمادية، انا إله الفرح والمحبة والنشوة في الايمان لكن في طرق صحيحة غير مؤذية لاحد او حتى نفس المؤمن، انا أعطيت للإنسان العقل الذي يمكنه ان يدركوني، يراني ويعرفوني ويعرف مشيئتي ويعمل بها على الأرض، لا اقبل ان تظلم مخلوقاتي من أبناء الشر وباسمي".

لم تمضي فترة طويلة حتى امتلأت قاعة الاجتماعات من حضور الأنبياء والفلاسفة ومن المصلحين والاولياء والعلماء وغيرهم من شتى اجناس البشرية، كان البعض منهم يدخلها لأول مرة، والبعض الاخر لم يحضر مثل هذا الاجتماع ابدا. كان الاندهاش والقلق يغطي وجوه الجميع متسائلين بعضهم البعض الاخر، ما الذي جعل رب العالمين لدعوة مثل هذا الاجتماع الذي لم يحصل مثله في التاريخ.

 دخل عليهم رئس الملائكة جبرائيل ووقف امامهم واشعة النور تنبث من ملامحه ثم بدا يخطب بينهم قائلا لهم: " أيها الأنبياء والمفكرين والمصلحين والاولياء، ان إلهكم والهي الجبار دعاني وبلغني ان انقل لكم هذه الرسالة المهمة، ان اتباعكم عثوا بالمسكونة وزاد شرهم وقساوتهم عن حد المعقول فوصل صداها مسامعه. فانزعج كثيرا بسبب هذا الامر وغضب على غير عادته لاسيما من الذين يكذبون ويلفقون باسمه الآيات والتعاليم والاوامر لإجبار الناس على طريقتهم الشاذة المقفرة في العبادة والتدين على كل انسان قريب منهم او في وطنهم، يقتلون الناس الأبرياء باسمه كذبا وزورا في المحطات والشوارع وأماكن الصلاة، فهو اذ أراد ان يخلق او يتامر شيئا يحصل بمجرد ان يتأمل فيه، لان اذا قال كن فيكن،  فهو لم يرسل أحدا ان يعلم البشرية بموجب هذه الشريعة الغربية البعيدة من المعقولية والمنطق الذي وضعه في مدارك الناس، انه الاله الكامل، ضابط الكل، لا شيئاً يحصل من غير علمه في الوجود، وكل شيء يحصل بمجرد ان يفكر فيه، بمجرد ينطق به، لا يحتاج الى السلاح او المعارك او جنود او مجاهدين، ليكن في علمكم ان من يقتل الأبرياء باسمه عقوبته أكبر من اية عقوبة أخرى في السماء، لان هذا التعليم لا يوافق مع تعليمه على الرحمة والعدالة والحق".

توقف الملاك برهة من الحديث وراح يتأمل فيما يقوله، ثم عاد مجددا الى حديث قائلا: “بلغوا اتباعكم ان من يكذب باسم رب الكل، ينال عقوبة لا عقوبة اشد منها، كثيرون منكم لم يعطيهم الرب حتى رسالة الى البشرية لكنهم حصلوا على نعمة بجهادهم من خلال اعمالهم الخيرية بين البشرية، من خلال تعليمهم الصالح والمفيد، من خلال اكتشافاتهم الفكرية والمادية التي خدمت البشرية، اليوم اصبحوا بدرجة المختارين وحاضرون في هذا المجلس، فلا مفضل بينكم، كلكم مدعوون لا بل كل انسان مدعو الى عمل الخير والصالحات والعيش في التناغم مع مخلوقاته في عالم الأدنى، وكل واحد مدعو الى ان يتسامى ليخلع ثوب الرذائل من نفسه كي يصل مرحلة القداسة ويصبح عضوا في هذا المجلس، لا يحق لأي من كان ان يدعي انه يمتلك مفاتيح الملكوت السماوي، وكما ترون هنا لا توجد انهارا من العسل ولا الخمر والحوريات، لان تلك من منتوجات الفكر الحسي الغريزي للإنسان في عالم الحواس والطبيعة الناقصة، تلك من أفكار الملاك الشرير الذي يخدعهم ويعلمهم على اختلاق الأمور غير الصحيحة من اجل الوصول الى مصلحته، انكم ترون هنا لا شيء من هذا القبيل، كل شيء متكامل ومتناغم ومتناسق معا".

فذهل المجتمعون من كلام الملاك، وبدا كل واحد يسال من هذا الذي يستطيع ان يكذب باسم رب الارباب وملك السماوات والأرض؟ ومن هذا الذي يخول لنفسه ان يحكم بين الناس من شريعة ابتدعها من نفسه لا تتفق مع المنطق ولا اية شريعة أخرى أتت في تاريخ الإنسانية؟ انتهى الاجتماع وذهب كل الى منزله منذهلا من سقوط الانسان في وحل الخطيئة والانانية بهذه الدرجة وهو في اعلى درجات المعرفة على الاطلاق    

بمناسبة عيد الفصح، البابا فرنسيس يقبل اقدام 11 لاجئا

بي بي سي
قبّل البابا فرنسيس يوم الخميس اقدام عدد من اللاجئين، منهم 3 من اللاجئين المسلمين، ودان تجار السلاح محملا اياهم مسؤولية جزئية عن الهجمات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل مؤخرا والتي راح ضحيتها 31 شخصا على الأقل.
وادلى البابا بتلك الملاحظات اثناء احياء شعائر تقليدية تقام قبيل حلول عيد الفصح يقوم فيها الحبر الاعظم بغسل اقدام 12 شخصا وتقبيلها تشبها بعيسى المسيح الذي قام بغسل وتقبيل اقدام حوارييه في الليلة التي سبقت صلبه.
وقال البابا في ملاحظات ادلى بها في ملجأ شمالي روما يؤوي لاجئين يسعون للحصول على حق اللجوء "كلنا سوية، مسلمون وهندوس وكاثوليك واقباط وانجيليون، كلنا اخوة واولاد الرب نفسه نريد العيش بسلام."
ومضى للقول "قبل 3 ايام، شهدنا تعبيرا عن الحرب والدمار في احدى المدن الاوروبية قام به اناس لا يريدون العيش بسلام. وكان خلف ذلك التعبير صانعو الاسلحة ومهربوها الذين يريدون الدم لا السلام، والحرب لا الاخوة."
استطلاع
من جانب آخر، كشف استطلاع للآراء اجري مؤخرا ان البابا فرنسيس يتمتع بشعبية اكبر من اي زعيم سياسي في العالم.
وتفوق البابا على صاحب المركز الثاني، الرئيس الامريكي باراك اوباما، بـ 11 نقطة مئوية.
وتبين في الاستطلاع الذي اجرته WIN/Gallup، والذي شمل الف مشارك في 64 دولة ان نصف البروتستانت في العالم علاوة على غالبية الملحدين لهم نظرة جيدة عن البابا.

رعية مار مارون طرابلس احيت خميس الاسرار



الغربة ـ طرابلس
احيت رعية مار مارون في طرابلس رتبة "خميس الغسل" في احتفال ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، يعاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح، في كنيسة مار مارون في طرابلس، بحضور حشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس قام المونسنيور نبيه معوض برتبة الغسل، فغسل ارجل 12 طفلا، تجسيدا لما قام به السيد المسيح في مثل هذا التاريخ حيث غسل ارجل تلاميذه الـ12 وقبلها.
ثم القى المطران بو جوده عظة، اشار فيها الى "ان هذا الخميس من أسبوع الآلام هو خميس الغسل شعبيا، وخميس الأسرار ليتورجيا وروحيا، لأنه اليوم الذي رسم فيه المسيح سري الكهنوت والقربان المقدس". وقال: "إن ساعة موته على الصليب قد إقتربت، وهو على وشك ترك تلاميذه جسديا، إذ إنه في هذه الليلة بالذات سوف يسلخ عنهم بعد أن خانه يهوذا وأسلمه إلى الكتبة والفريسيين الذين سوف يسلمونه بدورهم إلى الرومان. المسيح كان قد وعد تلاميذه بأنه سوف يبقى معهم إلى منتهى الدهر، وفي هذه الليلة بالذات سوف يتمم هذا الوعد بصورة سرية، إذ أنه سيبقى مع الكنيسة تحت شكلي الخبز والخمر. نتوقف اليوم إذن في تأملنا حول معنى الأسرار التي نمارسها في الكنيسة والتي ترافق حياتنا كمؤمنين من ولادتنا حتى نهاية حياتنا على الأرض".
وتوقف مطولا عند معاني كلمة "ألاسرار"، فاشار الى انها "في المسيحية ثلاثة أسرار: التجسد والفداء والثالوث الأقدس"، وقال: "الأسرار، كعلامات حسية ترافق الإنسان وتعطى له طوال حياته كي تساعده وتقويه جسديا وروحيا"، لافتا الى "ان الكنيسة حددت عددها بسبعة إستنادا إلى تعليمها عبر الأجيال وإلى ممارستها من قبل المؤمنين: ترافقه في ولادته وطفولته بأسرار التنشئة وهي المعودية والتثبيت، كما ترافقه في حياته العلنية عندما يدخل معترك الحياة ويختار دعوته ملبيا دعوة الله له، إن بالزواج من أجل بناء العائلة والمساهمة في بناء المجتمع وترافقه في حال الضعف والمرض، جسديا كان أم روحيا بواسطة سر التوبة، أم بسر مسحة المرضى، وترافقه بإستمرار بسر الحياة الذي هو القربان المقدس وحضور المسيح دائما معه كي يقويه ويشجعه على الثبات في الإيمان".
اضاف: "يبدو للبعض في بعض الأحيان أن بعض هذه الأسرار صعب الفهم وغير مقبول وعبروا عن ذلك في حالتين على الأقل: الأولى عندما قال إن المعمودية ولادة جديدة، فسأله نيقوديموس كيف يمكن أن يكون ذلك، أيعود الإنسان ويدخل بطن امه ثانية ويولد، والثانية عندما أدار له البعض ظهرهم وذهبوا بعد أن قال أنه هو خبز الحياة، وبأن من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، فقالوا هذا الكلام صعب فمن يستطيع أن يفهمه؟ وبالواقع فإننا لن نستطيع فهم ذلك بإمكانياتنا البشرية مهما بلغنا من درجة علم وفكر وثقافة ولذلك مدعوون للقول له مع بطرس عندما سألهم إذا كانوا هم أيضا سيتركونه ويذهبون: إلى من نذهب يا رب، وأنت وحدك عندك كلام الحياة".
وتابع ": في خميس الأسرار، أعطانا المسيح سري الكهنوت والقربان المقدس. سلم أمره للكهنة الذين صار بإمكانهم، كما يقول القديس يوحنا فيانيه أن ينزلوه على الأرض، بكلمتين يتلفظون بها في القداس: كلوا هذا فهو جسدي، وإشربوا هذا فإنه دمي. ولكي لا يتكبر الكهنة وهم يمارسون هذا السلطان الإلهي، كما عندما يمارسون سائر الأسرار، وبصورة خاصة سر التوبة المقدس الذي بموجبه يغفرون الخطايا بإسمه، فإنه تنازل وتصرف كالعبد في ليلة العشاء السري وغسل أرجل تلاميذه، بروح تواضع لا مثيل لها، إذ أن هذا من واجبات العبد. أنتم تدعونني المعلم والرب وأصبتم فيما تقولون. فهكذا أنا، فإذا كنت أنا الرب والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض، فلقد جعلت لكم من نفسي قدوة لتصنعوا أنتم أيضا ما صنعت إليكم (يوحنا13/13-15).
واردف: "رتبة غسل الأرجل، هي أمثولة لنا من المسيح كي نجعل من حياتنا حياة محبة وخدمة لله وللآخرين.نعيش في هذا الأسبوع المقدس، محبة الله لنا: محبة الآب الذي هكذا أحب العالم حتى أنه بذل إبنه الوحيد في سبيل فدائه ومحبة الإبن الذي قال عن نفسه: ليس من حب أعظم من حب من يبذل نفسه عن أحبائه ومحبة الروح الذي هو محبة الآب والإبن. فلنجعل من هذه الأعياد المباركة مناسبة لنا للتقرب من الله ومن الآخرين. لمحبة الله ومحبة الآخرين. إذ أن محبة الله لا تتم إلا عبر الآخرين، كما يقول لنا القديس يوحنا في رسالته الأولى: إن من يقول أنه يحب الله وهو لا يحب الآخرين هو كاذب، إذ كيف نستطيع أن نحب الله الذي لا نراه ونحن لا نحب القريب الذي نراه". 
واكد "اننا بحاجة إلى مثل هذه المحبة في عالمنا ومجتمعنا وبصورة خاصة في بلادنا التي تعيش منذ زمن طويل زمن عدم المحبة، لا بل أكثر من ذلك، زمن البغض والكراهية والحقد تجاه بعضنا البعض، أكنا أبناء دين واحد وطائفة واحدة أم أبناء دينين وطائفتين مختلفتين. فالأنانية وحب الذات هي المسيطرة على تصرفاتنا وأقوالنا وأعمالنا والسعي إلى مصلحتنا الشخصية هي غالبا هدفنا الوحيد". 
وختم: "بمواقفنا هذه نتابع تهديم البلاد وخرابها بدلا من أن نكون من بناتها على الأسس السليمة. فلنطلب من الرب إذن نعمة المحبة في زمن المحبة هذا، زمن الآلام الخلاصية والفصح المجيد والقيامة والإنتصار على الموت، ليصبح بإمكاننا أن نردد مع بولس الرسول: لقد إبتلع الموت بالغلبة، فأين قوتك يا موت، وأين شوكتك يا جحيم".

الرسالة الكهنوتية الخامسة لصاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق

بطريركية انطاكية وسائر المشرق
"تركتُ لكم قدوةً" (يو 13: 15)
إلى مطارنة الكنيسة المارونية والآباء العامّين والكهنة أبرشيين ورهبانا لمناسبة خميس الأسرار
إلى إخواننا السادة المطارنة والرؤساء العامّين والكهنة أبرشيّين ورهبانًا أبناء كنيستنا المارونيّة في لبنان والشّرق الأوسط وبلدان الانتشار،

السلام والبركة الرسولية
   
أيّها الإخوة في الكهنوت الأحباء
1. خميس الأسرار هو عيد سرّ كهنوتنا النابع من سرّ القربان، وقد أسّسهما الربّ يسوع في مثل هذا اليوم المقدّس، في ذاك العشاء الأخير، ليلة آلامه وموته.
فيطيب لي أن أعرب لكم، واحدًا واحدًا، عن تهانيّ القلبيّة بعيدنا المشترك. ومعكم أخشع أمام الربّ الفادي والمخلّص الحاضر في سرّ الإفخارستيا، ونرفع صلاة الشكر السميا مع الكنيسة، باسم البشريّة جمعاء، إلى الله. نشكر الآب على محبّته التي أوجدتنا، والابن على موته وقيامته لفدائنا وخلاصنا، والروح  القدس على حلوله علينا بثمار الفداء وتقديسنا.
2. في هذا العيد، تجدّدون حول أساقفتكم عهود الكهنوت، التي قطعتموها على أنفسكم، يوم رسامتكم المقدّسة، مع المسيح الكاهن الأزلي، وراعي الرعاة، الذي دعانا، وأتمننا على مواصلة رسالة الفداء الخلاصيّة، باسمه وبشخصه، وقال لنا في تلك الليلة، في ذروة محبته وتواضعه: "لقد تركتُ لكم قدوةً" (يو 13: 15). إنّه قدوة في محبته التي بلغت ذروتها في بذل ذاته كاملة بموته على الصليب من أجل فداء العالم كلّه وخلاصه (راجع يو 3: 16؛ 13: 1)؛ وقدوة في تواضعه إذ قام يغسل أرجل تلاميذه (يو 13: 4-11).

الاقتداء بصفات يسوع الكهنوتية

3. إن كهنوتَنا سعي دائم إلى الاقتداء بالمسيح الكاهن الذي نحدّد هويته الكهنوتية بثلاث صفات:
1) الطاعة لأبيه، فوق كلّ اعتبار شخصي آخر. فكان يردّد:"أنا لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الآب الذي أرسلني" (يو 5: 30)، ويؤكّد: "طعامي أن أصنع مشيئة الآب الذي أرسلني" (يو 4: 34)، ويذكّر قائلًا: "قد نزلتُ من السماء، لا لأعمل إرادتي، بل إرادة الآب الذي أرسلني. وإرادته هي ألاّ يهلك أحدٌ من الذين وهبهم لي" (يو6: 38-39). وعندما اشتدّت عليه مصاعب هذه الطاعة باقتراب موعد الصلب، وبالوحشة في بستان الزيتون، صرخ: "يا أبتِ، إذا شئتَ، فأبعدْ عني هذه الكأس". لكنه استدرك للحال وصلّى:"ولكن، لتكن إرادتك، لا إرادتي" (لو 22: 42).
نحن، إخوتي الكهنة، دُعينا لهذه الطاعة. ربّما ننسى هذا الالتزام عندما نمرّ بصعوبة تمسّ بنا أو بمصلحتنا أو برغبتنا أو بحساباتنا الذاتية. نخالف الطاعة لله في وصاياه، في كلام الانجيل، في تعليم الكنيسة، في تدابير رؤسائنا الروحيّين. نحن، في الأساس، قمنا بفعل محبة لله ولإرادته ولتصميمه الخلاصي، عندما لبّينا الدعوة إلى الكهنوت، وقبلنا وضع يده علينا لهذه الغاية من خلال يد الأسقف. وقمنا بفعل إيمان بأننا بالطاعة لرؤسائنا الكنسيّين إنما نطيع الله بالذات. والطاعة تنطوي على المحبة والاحترام. إننا نلحظ في هذه الأيام نقصًا في هذه الطاعة، ونشعر بجفاف المحبة، ونتألّم من عدم الاحترام والاسترسال في الانتقاد الهدّام من دون رادع ضمير.
2) بذل الذات في سبيل الأخوة. عندما كان الرسل الاثنا عشر، المعدّون ليكونوا كهنة العهد الجديد، يرغبون في مكاسب شخصية عالمية باتّباعهم ليسوع، قال لهم "تعلمون أنّ رؤساء الأمم يسودونها، وأنّ عظماءها يتسلّطون عليها. فلا يكن هذا فيكم. بل من أراد أن يكون عظيمًا فليكن لكم خادمًا. ومن أراد أن يكون الأوّل فيكم، فليكن لكم عبدًا. هكذا ابن الانسان جاء لا ليخدمه الناس، بل ليخدمهم، ويبذل ذاته فدًى عن الكثيرين" (متى 20: 25-28).
إن بذل الذات يقتضي كأساس الاخلاء الذاتي على مثال المسيح الذي وصفه بولس الرسول، ودعانا لنتخلّق باخلاقيّته:"تخلّقوا بخُلُق المسيح الذي، وهو الله، لم يعتبر مساواته لله غنيمة. بل أخلى ذاته، واتّخذ صورة العبد، وصار شبيهًا بالبشر، وظهر في صورة الانسان، وتواضع وأطاع حتى الموت على الصليب. فرفعه الله ..." (فيل 2: 5-9).
عندما كُرّسنا بالميرون، نحن الكهنة، وحلّ علينا الروح القدس بالصلوات الثلاث، صوّرنا الروح في كياننا الداخلي على صورة المسيح خدامًا له في الكنيسة من أجل جميع الناس. لم يجعلنا أسيادًا نبحث عن راحتنا ومغانمنا، كبيرة كانت أم صغيرة، بل جعلنا خدامًا متصفين بالأمانة والحكمة، وبروح التجرّد، وسخاء بذل الذات.
يذكّرنا القديس بطرس الرسول: "إرعوا رعية الله التي أُوكلت إليكم، واحرسوها طوعًا لا كرهًا، لوجه الله، لا رغبة في مكسب خسيس، بل بحماسة. ولا تتسلّطوا على الذين هم في عنايتكم، بل كونوا قدوةً للرعية. ومتى ظهر راعي الرعاة، تنالون إكليلًا من المجد الذي لا يذبل" (1بطرس 5: 1-4).

3) التواضع والوداعة
لا يجد الكاهن سلامه الداخلي، إلاّ إذا اتّصف بميزتَي الربّ يسوع، التواضع والوداعة. وقد دعانا، نحن الكهنة، إلى مدرسته لنتعلّمهما ونكتسبهما: "تعالوا إليّ، وتعلمّوا مني: إني وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 11: 29). الكبرياء رذيلة تهدم هاتَين الفضيلتَين الاساسيّتَين في حياتنا الكهنوتية، وكذلك العجب بالذات، والتغفّل عن كلّ نقائصها. هذا شأن الذي يرى القشّة في عين غيره، ولا يرى الخشبة التي في عينه هو (راجع متى 7: 3-4). تعلّمنا القديستان تريزيا الكبيرة وتريز الصغيرة أن نعتبر ذاتنا أضعف من جميع الناس؛ وأن هذا الاعتبار نعمة خاصة من الله، لأنه يحرّرنا من مراقبة الغير، والبحث عن نقائصهم للتجريح متناسين القول المأثور: "مَن راقب الناس، مات همًّا". كم نحن بحاجة إلى تلك المحبة التي تستر جمًّا من الخطايا (1بطرس4: 8).
وكم نحن بحاجة إلى روحانية كهنوتية تنعش نفوسنا، وتسمو بها إلى قمم الروح، وتنتشلها من مستنقعات البحث عن أساليب الراحة، والمادّيات وكأنها الغاية الأساسية المنشودة بواسطة الكهنوت. فما أحقر ربط خدمتنا بماديات تعطى لنا لقاءها! وما أحقر التوقّف عن إدائها إذا لم تقابل بمال. فما معنى "مجّانًا أخذُتم، فمجّانًا أعطوا" (متى 10: 8). ألم نختبر أن الله أكثر سخاء منا في عطاءاته؟ وكم يؤلمنا أنّ بعضًا من الذين أُعطوا شرف الكهنوت وقدسيّته لا يحتفلون بقداسهم اليومي، إذا لم تتوفّر له حسنة مالية! فمن أين يغتذي روحيًا أمثال هؤلاء؟
يوصي المجمع البطريركي الماروني الكهنة بأن يعمّقوا حياتهم الروحية بالاحتفال اليومي بالافخارستيا غذائهم الروحي، وبالمثابرة على قراءة الكتب المقدسة والصلاة الفردية والجماعية مع أبناء الرعية، ولاسيّما صلاة الفرض الإلهي (راجع النص 7: الكهنة والشمامسة في الكنيسة المارونية، 23). فالكاهن باسم الشعب ومن أجله يصلّي. فلا ينسى أنّ "الله أخذه من بين الناس، وأقامه لديه من أجل الناس" (عبرا 5: 1).
إننا نرى من الأهمية بمكان التشديد في المدرسة الاكليريكية على تربية كهنة الغد على هذه الفضائل الكهنوتية الثلاث، اقتداءً بالمسيح الكاهن الأسمى.

الاقتداء بالمسيح في إداء رسالته

4. لقد استودعنا المسيح الكاهن الأسمى خدمة رسالته الخلاصية وترك لنا قدوة في إدائها: "فكان يطوف جميع القرى والمدن، يعلّم في المجامع، ويعلن انجيل الملكوت، ويشفي الناس من كلّ مرض وداء. ولما كان يرى الجموع، كان يمتلئ قلبه شفقة عليهم، لأنهم كانوا مضنوكين، مشتّتين كخراف لا راعي لها" (متى 9: 35-36).
يريدنا الربّ يسوع في حالة ارسال دائم في أبرشياتنا ورعايانا وكنيستنا. شعبنا بحاجة إلينا: ننقل إليهم انجيل يسوع، نشهد لحنانه ومشاعره الانسانية، نجعله حاضرًا في كلّ مكان، نحمله إلى بيوتهم، نعكس وجهه بينهم.
لقد طغت الانشغالات الحياتية على الرسالة الكهنوتية، التي أضحت مقتصرةً لدى معظم كهنتنا على الواجبات داخل الكنيسة، فيما شعبنا أصبح بعيدًا عنها في كثرته، وفي غربة عن الجماعة الرعائية.
إنّنا نناشد الكهنة الأحباء التوفيق بين انشغالاتهم الحياتية وواجباتهم الكهنوتية. إن أولى هذه الواجبات تفقُّد أبناء الرعية، بزيارتهم في بيوتهم، والوقوف على حالتهم، واكتشاف مشاكلهم وحاجاتهم، وتقريبهم من الكنيسة. فكم من الأزواج يقعون في خلافات ويحتاجون إلى وساطة كاهن الرعية ومطران الأبرشية لحلّها قبل أن تتفاقم؟ عدد الدعاوى الزواجية في محاكمنا يتزايد بشكل مقلق. وكم من شبابنا يعيشون على هامش الحياة، ويضلّون الطريق، ويهدرون جمال عمرهم الذي هو سنّ قرارات الحياة الكبيرة، وهم بحاجة إلى كاهن رعيتهم يوآخيهم، يسمع لهم، ويوجّههم بحب، ويجلبهم إلى المسيح بمحبته! هذا بالإضافة إلى الذين يعانون الفقر والحرمان والعزلة والتهميش والمرض والإعاقة.
هؤلاء، يقول البابا فرنسيس، هم في عهدة محبة الكنيسة "لتضميد جراحهم، وتخفيفها بزيت التعزية وأعمال الرحمة، والاعتناء بهم بالتضامن والانتباه. علينا أن نتجنّب اللامبالاة التي تذلّهم، والاعتياد الذي يخدّر مشاعرنا الإنسانية.
إن "القرى والمدن" التي كان يطوفها الربّ يسوع، أصبحت بالنسبة إلينا اليوم بلدان الانتشار، في القارّات الخمس. لقد ازدادت هجرة أبناء كنيستنا، كما سواهم، بعد الحرب اللبنانية التي لم تنتهي بعد فصولًا: فمن حرب السلاح من سنة 1975 إلى 1989، إلى حرب الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية. هذه كلّها تضرب عائلاتنا في معيشتها، وشبابنا في مستقبلهم، وتفتح باب الهجرة واسعًا أمامهم.
ففيما نعمل جاهدين بكل السبل المتاحة للكنيسة، في أبرشياتها ورهبانياتها، في رعاياها ومؤسساتها المتعددة، للمحافظة على وجودنا في لبنان والنطاق البطريركي المشرقي، ينبغي أن نتبع ابناء كنيستنا المنتشرين، ونلبّي الدعوة لتغطية حاجات الأبرشيات والرسالات في بلدان الانتشار.
كنيستنا بحاجة إلى سخاء كهنتنا، الأبرشيّين والرهبان، لتأمين الخدمتين: خدمة الجذور في لبنان والمشرق، وخدمة الأغصان المنتشرة في جهات الأرض الأربع.

الاقتداء بالمسيح في رحمته
5. يذكّرنا، إخوتي الكهنة، يوبيل سنة الرحمة إننا صُوّرنا في كياننا الداخلي، بفعل الروح القدس يوم رسامتنا، رحومين على مثال يسوع الرحوم. فكما أن يسوع المسيح هو وجه رحمة الآب، الكاهن هو وجه رحمة المسيح، وجه الحبّ والحنان والشفقة الذي أظهره يسوع في كلّ لقاء ومناسبة: مع المرضى الذين كان يشفيهم (راجع متى 14: 14)، مع الشعب الضائع والمضنوك (متى 9: 36)، مع الجماهير التي أطعمها بقليل من الخبز والسمك (متى 15: 37)، مع أرملة نائين التي أقام ابنها الوحيد من الموت (راجع لو 7: 15)، مع متى العشار الذي دعاه ليتبعه (راجع متى 9: 9-13)، ومع المرأة الزانية التي لم يحكم عليها (راجع يو 8: 4-11). وعلمّنا الرحمة الإلهية الباحثة عن الضائع بمَثَل الخروف الضّال (لو15: 1-7)، وقطعة المال الضائعة (لو15: 8-10)، والرحمة التي تغفر خطايا التائبين وتصالحهم بكثير من الفرح، بمَثَل الابن الضال (راجع لو 15: 1-32). ودعانا لنغفر لمن أساء إلينا سبعين مرة سبع مرات (متى 18: 22)، ولنتحنّن بعضنا على بعض، كما يتحنّن الله علينا (راجع متى 18: 33-35). وعلّمنا أن الغفران هو الوسيلة الموضوعة بين أيدينا لنصل إلى سلام القلب (راجع براءة يوبيل الرحمة، الفقرتان 8 و9).
6. إنّ أجمل ما نصف به الرحمة التي ينبغي أن يتّصف بها كهنوتنا، كلام الرب يسوع الآمر، وتوسّع قداسة البابا فرنسيس فيه.
الرب يأمرنا: "لا تدينوا فلا تدانوا، لا تحكموا على أحد فلا يُحكم عليكم، أعفوا يُعفى عنكم، اعطوا تُعطوا: ستعطون في أحضانكم كيلاً كريمًا مركومًا طافحًا لأنه يُكال لكم بما تكيلون" (لو 6: 37-38).
والبابا فرنسيس يشرح هذا الكلام: "قبل كلّ شيء يقول لنا: لا تدينوا ولا تحكموا، لأنّ مَن لا يريد أن يدينه الله يجب ألا يجعل من نفسه ديّانًا لأخيه. الواقع، إن البشر، في حكمهم، يتوقّفون عند الأمور السطحية، غير أن الآب ينظر إلى القلب. فكم هي مؤذية الكلمات المنبعثة من مشاعر الغيرة والحسد! إنّ الكلام بالسوء على الأخ في غيابه يشوّه صورته ويسيء إلى سمعته ويجعله عرضةً للنميمة. أمّا عدم الإدانة وعدم الحكم فيعني، من الناحية الإيجابية، أن نقدّر ما هو حسن لدى كلّ شخص وعدم التسبّب له بالألم نتيجة حكمنا الجزئي وادعائنا بأنّنا نعرف كلّ شيء. لكن هذا ليس بعد كافيًا للتعبير عن الرحمة، فيسوع يطلب منّا أيضا العفو والعطاء أي أن نكون أداةً لِما نلناه، نحن أيضًا، من الله. بكلام آخر، هذا يعني أن نكون أسخياء حيال الجميع عالمين أن الله أيضا يفيض إحسانه علينا بجود كبير" (براءة يوبيل الرحمة، 14).
كم هو مؤلم أن يدخل هذا الذي ينبّه عنه قداسة البابا في صفوف الكهنة! وكم من شر وشك يتسببون به، ويخسرون بالتالي احترام سامعيهم، ويحطّون من كرامة الكهنوت، وبخاصة عندما يتناولون رؤساءهم والسلطة الكنسية العليا.

إخوتي الكهنة،
7. لقد عبرنا ليتورجيًّا باب سنة الرحمة المقدس. إننا نرجو لكم ولذواتنا العبور مع فصح المسيح إلى حياة جديدة. لقد فتح الفادي الإلهي أمامنا الطريق الفصحي المقدّس: عبر بالموت والقيامة من عالمنا إلى الآب (راجع يو 13: 1)، وبهذا العبور نقل معه البشرية جمعاء من عتيق الخطيئة إلى جديد النعمة، من حالة الإنسان القديم أسير الخطيئة، إلى حالة الإنسان الجديد المحرَّر بالنعمة.
إنّني أتمنّى لكم ولنا جميعًا هذا العبور الفصحي الذي يشكّل أفضل تهنئة بعيد كهنوتنا النابع من سرّ الافخارستيا. من دون هذا السرّ يهيم كهنوتنا ويضيع، مثلما تغور المياه المجمّعة وتضيع في بواليع الأرض.
وإننا نشكر الله معكم لأنه يحصّننا بنعمته، ويحمينا بيده التي وضعها علينا في الرسامة الكهنوتية، وبرحمته يحافظ علينا، فلا نخرج من دائرة يده الرحومة التي تحتوينا.

مع محبتي وصلاتي وبركتي الرسولية

عن كرسينا في بكركي في 21 أذار 2016.

 + الكردينال بشارة بطرس الراعي

 بطريرك إنطاكية وسائر المشرق

 المحتوى
الاقتداء بصفات يسوع الكهنوتية...................4
1)    الطاعة لأبيه.......................................4
2)    بذل الذات في سبيل الأخوة.........................5
3)    التواضع والوداعة..................................7
الاقتداء بالمسيح في إداء رسالته..................9
الاقتداء بالمسيح في رحمته......................11



صدى كـلمة الـبـطـرك ساكـو لأبناء شعـبنا الكـلـداني في فـرنـسا 1/ مايكـل سـيـﭘـي

الحـلـقة الأولى

تـكـلم بموجـب موقـعـك أو ، خـذ موقعا بموجـب كلامـك وإلاّ ، أتـرك كلامك وموقـعـك فلا مجال لـتاكـتيكِـكَ

بتأريخ 16 شـباط 2016 كـتـبتُ إلى سـيـدة عـلى الخاص في الـفـيسبـوك (( شـوفي ... لو البطرك ساكـو يـقـلب خـططه ... عـن مار باوَي ... وتغـيـيـراته في الكـنيسة ومسألة القـومية ..... سأكـتب لـصالحه بحـيث ما تـصدقـين ، وراح تـﮔــولين : هـل هـذا مايكل يكـتب هـذا المقال عـن ساكـو ؟ )) ثم بعـثـتُ نـفـس الـنـص إلى الأخ نامق جـرجـيس لإحاطته بالعِـلم كـصديق .

بتأريخ 5 آذار 2016 وأثـناء زيارته لـفـرنـسا إلـتـقى الـبطرك ساكـو وبرفـقـته ثلاثة مطارنة وكاهـن ــ كـلـدانيّـيـن ــ بأعـضاء الجـمعـية الآشـورية الكـلـدانية ذات الطابع الآثـوري المتمثـل بعَـلمهم وطبـيعة حـديثهم المتـزمّـت والـواضح عـلى وجـوههم ( الموقع البطركي يـذكـرها بإسم : الإتحاد الكـلـداني في ﭘاريس ) فإستـقـبـلـوه بفـرح ، ولما حان وقـت كـلمته بخـصوص أمتـنا الكـلـدانية ــ قام ــ ليحـدثهم وقـوفاً لمـدة 19 دقـيقة وهـم يستمعـون إلـيه بإستغـراب قائلاً :  
 
أنا فـرحان ونحـن فـرحانين الـيوم بـوجـودنا هـنا بـينـكم ، الـيوم أتينا أربعة مطارنة ( الرابع قادم في الطريق ) جـئـنا لـنـقـول لكم إنّ لكم مكانة في كـنيستـنا وقـلـوبنا وإلاّ كان بإمكانـنا أن نبعـث مطراناً تعـباناً لـيفـتـتح الكـنيسة ، ولكـنـنا أتينا جـميعـنا كي تـشعـروا بأنـنا قـريـبـون منكم ودائماً نـفـكـر بأنكم ظهـيرنا ونحـن أقـوياء بكم .

وأضاف غـبطته : يـوجـد كلام كـثير أنـنا آثـوريّـون وأنـنا كـلـدان ، نحـن كـلـدان مثـلما الآثـوريـون هـم آثـوريـون ، فـنحـن كـلـدان ، منـذ طفـولـتـنا وإلى الآن نحـن كـلـدان ، نحـن لسنا ضـد الإتحاد ، وعـملـنا الكـثير من أجـل أن نـتحـد ، ولكـنـنا نحـن ــ كـلـدان ــ إنْ لم نـقـوَ ونـقـتـدر ، وبـيتـنا يكـون مرتباً ونـكـون يـداً واحـدة وقـلـباً واحـداً ، لا يمكـن أن نـتحـد .

أكـيـد نعـرف أنـنا شعـب واحـد ولكـن إسمنا ــ كـلـدان ــ قـد وُضع قـبـل كـل الأسماء . في سنة 1441 كانت كـنيستـنا مشرقـية وصار إسمها كـلـدانية ، طبعاً هـؤلاء الكـلـدان أين ذهـبـوا ؟ الـذين كانـوا في بابل وفي تـلك المناطق (((  إنهم بـقـوا ))) !!! وحـين جاء الإسلام أجـبـروهم بالقـوة عـلى إعـتـناق الإسلام ، لكـنهم ــ الكـلـدان ــ أبناء هـذا الـبـلـد ، والـذين جاؤوا من السعـودية كانـوا مقاتلين بـدون عـوائل ، مثـلما الآثـوريـون في نينـوى لم يُـمحـوا لكـن قـسماً منهم تحـوّل إلى الإسلام  والقـسم الآخـر بقي مسيحـياً ( سـورايي !!! ) .

المسيحـيّـون دائماً كانـوا متمسكـين بكـنيستهم ولم يكـن شغـلهم (قـومية كـقـومية ) وهـوية ، في الماضي لم يكـن هـناك هـذا الشعـور والـتـفـكـير كـلـداني وآثـوري ، وإنما كانـوا كـلهم أبناء الكـنيسة الـواحـدة . في الحـقـيقة نحـن ــ كـلـدان ــ خـسرانين ليس لـدينا ممثـلـون في الحـكـومة ولكـن يأتي بعـض الأثـوريّـين ويأخـذون كـلها لهم ، في حـين عـدد الآثـوريّـين في العـراق لا يـزيـد عـن 5 آلاف شخـص أما الكـلـدانيـون 300 ألـف كـلـداني (( بنـسبة 1 ..... 60   داخـل العـراق ـ الكاتب )) فأنـشأنا هـذا الـتـنـظيم الخاص الرابطة الكـلـدانية لكـل كـلـدان العالم ، حافـظـوا عـلى إسمكم ، نحـن كـَـلـدان ، نحـن كـَـلـدان . 

وفي الـدقـيقة 6:08 أراد البطرك ساكـو أن يعـبِّـر عـن إسم لغـتـنا ولكـنه لم يسعـفه لسانه ، فـقال : ولِسانـُـنا ( كـَـ !! دون أن يكـملها ، وعـوَضاً عـنها قال ) هـوّ هـذا  !.......

ثم إستـمرّ في حـديثه قائلاً : أبـونا وأمنا كـلـدان ، الـيوم نـشعـر بأنـنا راكـنين عـلى جهة ، فـلماذا لا نـتحـد لنـكـون قـوة مـؤثـرة في الـتغـيّـرات الحاصلة في بـلـدنا ليكـون لـنا وزير . إشتغـلـنا وأتينا بـوزير ــ كـلـداني ــ لكـن ظهـر لـونه أحـمر !! لا يهم ، إسمه كـلـداني ( كما قال المرحـوم البطرك دلي ــ الكاتب ) نريـد واحـداً يحـتـرق قـلـبه للمسيحـيّـيـن كافة ، ليس فـقـط لـلكـلـدان ولكـن يهـتم بالكـلـدان أيضاً وحـقـوق الكـلـدان .

فـنحـن بصراحة فـخـورون بكم وبإتحادكم وبعـملكم كي تكـونـوا يـداً واحـدة مع الرابطة الكـلـدانية لتـكـونـوا واحـداً فـتـقـوَون أكـثر . يمكـنـكم تـشكـيل لجـنة تـضمكم جـميعـكم ، هـذا إذا كانت لـديكم إرادة طيـبة ، وإذا ما تـريـدون ، فلا تـريـدون ، لا يمكـنـنا أن نجـبركم ، نحـن فـرحانين بعـملكم ( أنـتم أحـرار ــ الكاتب ) والله يـبارككم .   

وفي رده عـلى أحـد المتحـدثين ، سحـب البطرك ساكـو كـرسـيّه إلى الأمام قـليلاً وتهيّء له وقال :

أخي ، فـقـط إسمعـني : نحـن وإنْ كـنا نعـمل من أجـل الـوحـدة والتجـمّع ولكـنـنا يجـب أنْ لا نـنسى هـويتـنا ومَن نكـون نحـن ، ولا واحـد آثـوري يقـبل بالكـلـدانيّـيـن ، يقـولـون أن الكـلـدانية مـذهـب !! أين يـوجـد مـذهـب كـلـداني ؟ المـذاهـب المسيحـية معـروفة ( الكاثـوليك والأورثـوذكـس والـﭘـروتـستانـت ) فـنحـن لا نـقـبل أن يـدوسـوا عـلينا ويمسحـوا تأريخـنا .

ربما سمعـتَ بأني بعـثـتُ برسالتين إلى كـلـتا الكـنيستين الآثـوريّـتين وقـلـتُ أنا حاضر لـلـتـنازل عـن منـصب البطركـية من أجـل الـوحـدة ونـرجع إلى كـنيسة المشرق ، ونحـن الكـلـدان وجـماعة الـ 25 في الشهـر وجـماعة الـ 7 بالشهـر نـنـتخـب بطركاً واحـداً لجـميعـنا ، فلا يقـبـلـون وإنما يريـدون أن نـكـون جـميعـنا آثـوريّـيـن ، نحـن لسنا آثـوريّـيـن ، أنا لستُ آثـورياً ، أنا كـلـداني ، ووالـدي كان في ( أومـرا ) وعـمي كان كاهـنا هـناك ، فـمن أين كان هـناك آثـوريّـون ؟

لا يمكـن أن أكـون آثـورياً جـبـراً ، ومن يريـد أن يكـون آثـورياً فـلـيكـن ، لا يمكـن أنْ يمحـوا وجـودنا وهـذا الشيء غـير ممكـن ولا أحـد يقـبله . إن هـدفـنا هـو الحـفاظ عـلى وجـودنا وهـويتـنا . الكـلـدان منـفـتحـون وقـلبنا عـلى قـلبهم ولكـنهم دائماً يتجاوزون عـلينا وهـذا لا نـقـبله ونحـن لسنا ضد أي واحـد .

في تـنـصيـب هـذا مار ﮔـورﮔـيس بطركهم ذهـبنا ثمانية مطارنة وأخـذنا له شيئاً خاصاً وهـو عـصا الراعي ، وعـلى الأقـل من باب إحـتـرامه لـنا في يوم تـنـصيـبه كان يُـفـتـرض أن يمسكـها بـيـده لكي يُـظهـِر رغـبة حـلـوة من أجـل الـوحـدة ، لكـنه ذهـب ومسك عـكازاً خـشبـياً بـيـده . نحـن نحـتـرمهم ولكـن في ذات الـوقـت عـليـنا أن نـصون حـقـوقـنا .

وعـن علاقـتـنا بالـقـوى المتـنـفـذة في العـراق ، خـتـم غـبطته كلامه بقـوله : لا يمكـن أن نـصبح مُـلـكاً لأحـد  ...........  ثم سحـب كـرسيه إلى الـوراء قـليلاً وإنـتهى الـلـقاء بالتـصفـيق .

****

ملاحـظة :

(( الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله )) ............ لا شك كـلـنا معـرّضون للخـطأ ومن الفـضيلة أن نـعـتـرف به ونـصححه ... وقـد تـطـرّقـنا في مقالاتـنا طـيلة سنـوات ثلاث مضت إلى موقـف البطرك ساكـو من الإهـتمامات المعاصرة لشـعـبنا الكـلـداني ، والحـمـد لله فإنْ كان هـناك سهـوٌ فإنه مرجـوع للـطـرفـين ، فـقـد تـصَحَّـحَ الخـطأ وتأمّـلـنا خـيراً ... وأمامه الكـثير سنـتـطرّق إليه لاحـقاً .
في تعـقـيب عـلى : السريان يطالبون الحكـومة العـراقـية بإدراج إسمهم في الدستور ... صرح غـبطـته بتأريخ 22 آذار 2016 إن الجملة التي نعـتـرض عـليها في طـلب السريان هي :
 (( إن إسم الكـلـدان لا يمت بصلة للكـلـدان القـدامى ، إنما أطلقه الـﭘاﭘا أوجانيوس الرابع في منـتـصف القرن الخامس عشر عـلى فـئة من السريان النساطرة تبعـوا كـنيسة روما ... الهـوية إحساس شخـصي ولا يحـق لأحـد أن يفـرض هـوية معـينة عـلى الآخـرين أو يعـيرهم بها ...... فـيكـفي أن يحـمل الكـلـدان أكـثر من 5500 سنة هـذا الإسم ، وهم بالتالي سبقـوا غـيرهم في الإسم القـومي ! ثم نسألهم هل للكـلـدان المسلمين الشيعة في مدينة الناصرية علاقة بالـﭘاﭘا أوريجانس الرابع ؟ أم أن شعـورهم وإنـتماءهم هـو بأجـدادهم الكـلـدان في أور وبابل والجـنوب ؟ )) .

ولكـن بتأريخ 22 آذار 2016 أيضاً نـشر الأخ عامر ملـوكا بمناسبة صدور العـدد الأول من مجـلة ( لم يـذكـر إسمها وتأريخها ) تـصدر في ملـبـورن عـن مقابلـته مع غـبطة الـبطرك لـويس ساكـو الـذي صرّح بما يلي : 

(( القـول  بأن الآشـوريـين هـم أحـفاد آشورﭘانيـبال و سرﮔـون وسنحاريب .. والكـلـدان  اليوم بـبابل ونبوخـذ نصر ـ فهـذا يحـتاج إلى دراسة عـلمية وبرهان  )) ......

وكأن غـبطته رجّعـنا إلى المربّع الأول ! تـرى هـل أن المقابلة قـديمة ، هـل هـناك سهـو في تعـبـيـر الأخ عامر ، أم شيء آخـر ؟ .... حـبـذا لـو نـقـرأ تعـلـيقه عـلى تـساؤلـنا !.

أحد الشعانين في طرابلس




الغربة ـ طرابلس
ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس أحد الشعانين في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض والخوري جوزيف فرح في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل ألقى بو جوده، عظة قال فيها: "اليوم تبلغ حياة يسوع العلنية وبشارته ذروتها قبل دخوله مرحلة الآلام والموت والقيامة. ذروة هذه البشارة والحياة العلنية هي اعتراف الشعب كله بيسوع المسيح على أنه إبن داود، وهو الآتي بإسم الرب، وهذا ما ردده الأطفال الذين استقبلوه، وما ردده الكبار معهم قائلين: "هوشعنا لإبن داود، مبارك الآتي بإسم الرب". على لسان الأطفال والرضع، أسست لك مجدا أيها الرب، يقول المزمور. والأطفال والأولاد ببراءتهم يعلنون هذه الحقيقة، وليس في موقفهم وصراخهم وهتافهم أي رياء أو مواربة. إنهم شهود الحقيقة لأنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة المراوغة والإزدواجية في حياتهم. وإنهم على خلاف الكبار يقولون ما يفعلون ويفعلون ما يقولون، بينما الكبار المدعون والمتكبرون والذين يدعون غالبا بأنهم نوع من آلهة لأنفسهم إلى جانب الإله الحقيقي، فهم في معظم الأحيان يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون".

أضاف: "لأن الأطفال يتمتعون بالبراءة، فإن هتافهم هو الحقيقة وإذا هم لم يستطيعوا الهتاف، فإن الحجارة سوف تهتف مكانهم، على ما يقول السيد المسيح. اليوم يدخل المسيح أورشليم دخول الفاتحين والملوك، وهو ملك على كل حال، لكن مملكته ليست في هذا العالم كما يقول. مملكته ليست مملكة زمنية، ولا هو ملك سياسي وعسكري، كما كانت الفكرة سائدة عند أبناء جيله وعند الرسل والتلاميذ. وليس هو الذي سيعيد الملك الزمني إلى إسرائيل كما طرح عليه الرسل السؤال لحظات قبل صعوده إلى السماء. مملكة المسيح هي في قلوب البشر، مبنية على المحبة والتضحية لا على الهيمنة والتسلط كما كل هذا العالم".

وتابع: "المسيح جاء ملكا لكي يحرر الإنسان من العبودية الحقيقية، عبودية الخطيئة، لأنه، كما قال: من صنع الخطيئة صار عبدا للخطيئة". والإقرار بملوكية المسيح لا تكون باتخاذ موقف سياسي مبني على المواربة والإزدواجية، بل على الصدق والشفافية. وهو إقرار يجب أن يختلف تماما عن إقرار الكبار واعترافهم يوم الشعانين، وفي الأيام التي تلته. يوم الشعانين، كانوا يهتفون ويقولون: "مبارك الآتي بإسم الرب، هوشعنا لإبن داود". وبعد أيام قليلة، كانوا هم بأنفسهم يقولون أمام بيلاطس: "لا ملك لنا سوى قيصر، أما هذا فارفعه على الصليب". في يوم الشعانين هذا، أيها الأحباء، فلنرفع الصلاة إلى الرب لكي يعطينا نعمة البراءة كبراءة الأطفال، ونعمة الصدق والشفافية في حياتنا، لكي نكون شهودا حقيقيين له، لا شهود زور، ولكي نعترف به حقيقة على أنه هو إبن الله، وهو الآتي ليخلص الإنسان ويفتديه من براثن الخطيئة والشيطان".

وقال: "لنصل، بصورة خاصة من أجل لبنان، بلد الحضارة والرسالة والشهادة، ومن أجل المسؤولين فيه، لكي يعملوا على نشر المحبة والوئام والسلام وينبذوا عنهم روح الحقد والأنانية والسعي إلى المصلحة الشخصية، فيعملوا على المصالحة بين جميع اللبنانيين، ويتخطوا وينبذوا عنهم روح الإزدواجية والرياء ويجعلوا من السياسة فنا لقيادة الشعب نحو بر الأمان لا وسيلة لترسيخ الضغينة والحقد بين أبناء الشعب. كما نصلي من أجل استمرار الحوار الدائر في البلد بين مختلف الفئات والتيارات السياسية، وأن يؤدي هذا الحوار إلى خاتمة سعيدة تفضي إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي هذا اليوم نصلي من أجل إخوتنا المسيحيين الذين يتعرضون للمضايقات والإضطهادات والذبح والقتل وتهديم مقدساتهم في العراق وسوريا وبعض البلدان الأخرى. ونشكر الرب على أن طرابلس استعادت شيئا فشيئا حياتها الطبيعية ووجهها الأصيل بفضل وعي وإدراك القوى السياسية فيها، وتضحيات وجهود القوى الأمنية خاصة وحدات الجيش التي تسهر على توفير الأمن والإستقرار فيها.
ونود بالمناسبة ان نوجه كلمة شكر وامتنان الى مجلس بلديتها ورئيسه الاستاذ عامر الرافعي لموافقتهم على اطلاق اسماء المطارنة انطون عبد، انطون جبير، جبرائيل طوبيا، ويوحنا فؤاد الحاج، على اربعة شوارع من شوارعها، تاكيدا منهم على اهمية العيش المشترك فيها بين المسيحيين والمسلمين، وبكونها قد عرفت منذ القديم بانها مدينة لجميع اللبنانيين من دون استثناء.
كما اننا نتقدم باصدق التهاني من المجلس الجديد للرابطة المارونية برئاسة النقيب الاستاذ انطوان قليموس، متمنين ان يشمل اهتمامهم جميع المناطق اللبنانية، ولا سيما الاطراف، فيدعوا القادرين والمتمولين، ورجال الاعمال، على استثمار امكانياتهم في هذه المناطق، عملا بمبدأ الانماء المتوازن، الذي قررته وثيقة الوفاق الوطني.

وختم بو جوده: "ليكن هذا الأسبوع العظيم الذي نبدأه اليوم، مناسبة لدفن الحقد والضغينة فنسير فيه مع المسيح درب الجلجلة ونحن نسيرها منذ عشرات السنين، في الواقع، لكي نبلغ معه في نهاية هذا الأسبوع إلى القيامة والإنتصار على الموت، ويصبح بإمكاننا القول مع بولس الرسول: "أين شوكتك يا موت، وأين ظفرك يا جحيم... فالحمد لله الذي أتانا الظفر على يد ربنا يسوع المسيح". فلنبق راسخين ثابتين، مواصلين تقدمنا في حقل الرب، عالمين أن جهدنا في الرب لا يذهب سدى".

بعد القداس أقيم زياح الشعانين وطاف المؤمنون خارج الكنيسة حاملين أغصان الزيتون، والشموع، هاتفين "هوشعنا في العلى مبارك الاتي باسم الرب"، واخترقت مسيرة الزياح الشوارع المحيطة بالكنيسة مرورا بشارع عزمي الى الكنيسة مجددا.

ولا تدخلنا فى تجربة/ نسيم عبيد عوض

عندما علمنا الرب كيف نصلى الى أبانا الذى فى السموات‘قال أن نصلى "ولا تدخلنا فى تجربة..لكن نجنا من الشرير." مت6: 13‘ وهو يعلم لأننا ساكنين فى هذا الجسد الذى يمثل نقطة الضعف فى النفس البشرية ‘ معرضين للتجارب من قوات العدو ‘وأيضا هو الذى قال " فى العالم سيكون لكم ضيق .ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم.يو16: 33" ‘ وهو هنا يعلمنا انه لابد من الضيقات والتجارب ولكنه غلب هذه بنفسه ولحسابنا نحن الضعفاء ‘ ليعطينا المثل كيف تقع التجربة وكيف نتغلب عليها‘ ولذا لا نتعجب ان تعلمنا الكنيسة فى الأحد الثانى من الصوم الكبير فصل إنجيل تجربة الرب على الجبل من إبليس‘ وموضوع التجربة ورد فى الأناجيل الثلاثة متى 4: 1-11 ‘مرقس 1: 12و13 ‘ ولوقا 4: 1-13‘ وهو فى الترتيب الإلهى يأتى بعد معمودية الرب على أيدى يوحنا المعمدان كقول الكتاب" حيئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه . ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تأتى الي. فاجاب يسوع وقال له اسمح الآن .لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر.حيىنئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. وصوت من السموات قائلا هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت." مت 3: 13-17. ثم يأتى بعد ذلك مباشرة فى الترتيب الإلهى الصعود الى البرية من الروح ليجرب من إبليس ‘ وهو موضوح حديثنا اليوم‘ ولكن أحب أن أعود الى انجيل الأسبوع الأول من الصوم "مت6: 19-33" حيث الله يطالبنا ويسألنا أين هو كنز قلوبكم؟ أهو على الأرض أم فى السماء ويعلمنا ..لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض .. بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء حيث منزلا السماوى المعد لكل مؤمن منا‘ وحيث يكون كنزك يكون قلبك ..اطلبوا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم.

التجربة فى البرية
ثم ننتقل للأحد الثانى من الصوم لنذهب مع الرب يسوع فى تجربته فى البريه من إبليس " ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من إبليس ." مت4:1‘بعد العماد مباشرة( مع ملاحظة ان الرب يسوع لم يكن محتاجا للعماد) ولكنه يكمل كل بر ‘ ليكون المثال والمثال والقدوة. فالروح الذى نزل عليه فى نهر الأردن مثل حمامة هو الروح الذى يصعده الى البرية ليجرب من إبليس ‘ ويجرب كإبن الإنسان حيث أخذ له جسدنا البشرى ‘ أى ان هذه التجربة خاضها بكونه بشر مثلنا حتى تكون لحسابنا ‘ لأنه وهو الله وهو خالق إبليس لا يدخل معه فى تجربة ولابد أن يكون ذلك مفهوما ‘ وهو فى جسدنا البشرى دخل فى التجربة مع إبليس وإنتصر عليه ‘ حتى يكون مثال لنا فى أى تجربة‘ والسيد المسيح بوصفه البشرى يكون مجرب مثلنا فى كل شيئ ماخلا الخطية(عب4: 15) لأنه وهو الله يسود على التجربة كسيادته على الموت والخطية ‘وهكذا دخل التجربة وساد عليها ليكسر شوكة الشيطان وليكسر قوة الخطية كقول الكتاب" ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا ‘ بل مجرب فى كل شيئ مثلنا بلا خطية." عب4: 15.
"فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة ." ولنذكر أن موسى النبى العظيم كليم الله صام على الجبل مع الله اربعين نهارا واربعين ليلة لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء كقول الكتاب ‘ فاستحق ان يكتب له الله على لوحين حجريين كلمات العهد والوصايا العشر."خر34: 25. وإيليا النبى أيضا صام اربعين نهارا واربعين ليلة حتى يستحق ان يتقابل مع الله على جبل حوريب (1مل19: 8). موسى كمشرع للناموس وإيليا سائرا فى الطريق الى الله ليأخده الى السماء فى مركبة نارية ‘ والسيد المسيح بعد الصوم والتجربة وضع لنا كمال شريعته على الجبل المعروفة بالموعظة على الجبل.وقال بفمه الطاهر" لا تظنوا انى جئت لأنقض الناموس او الأنبياء. ماجئت لانقض بل أكمل.فانى الحق اقول لكم الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل."مت5: 17و18.

بكلمة الله
فتقدم اليه المجرب وقال له : ان كنت أنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا." والشيطان هنا لا ينكر على يسوع بنوته لله بل يتحدى ويشكك فى أن يثبت له ذلك ‘ فى وقت لا يشاء الله أن يظهر ذاته الإلهية. وهذا أسلوب الشيطان مع بنى البشر فلكى يوقعهم فى براصنه وشباكه يستخدم التشكيك والمشورة الخبيثة التى تحمل لصاحبها فخ الخطية لكبرياء او عصيان او نسيان الله ‘ يشكك فى محبة الله وقدرته ووعوده ‘ وهو فى نفس الوقت هو المجرب وهو المشتكى علينا أمام الله وفى سفر الرؤيا "فقد طرح المشتكى على اخوتنا الذى كان يشتكى عليهم أمام الهنا نهارا وليلا." رؤ12: 10 .
كانت رسالة السيد المسيح فى منهج خلاص البشرية ‘أن يدخل التجربة نائبا عن كل البشر ليكسر سلاح الشيطان وسطوته ‘ ويوقف حركته تمهيدا لعزله عن الخليقة الجديدة ‘ فبالخلاص والفداء نزع عنا الرب يسوع سلطان الشيطان وأعطانا السلطان حتى ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو ‘ والذى ينخدع ويقع فى فخه هو بإرادته ‘ فالشيطان ليس له سلطان على أبناء الله المولودين من الماء والروح ولا ندخل فى تجربه معه إلا إذا إنخدعنا بالشهوة وحبائل إبليس وهو الذى يقول للرب يسوع "إن كنت أنت ابن الله "‘ وهو يعلم انه القادر عن تحويل الحجارة الى خبز وسيسمعها من فم يوحنا المعمدان : ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ليس خبزا بل أولادا لإبراهيم .

المكتوب
االرب يسوع المسيح فى هذه التجارب مع إبليس جميعها يستخدم كلمة الله المكتوبة فى سفر التثنية ويرد دائما (مكتوب) 1- فى تجربة الخبز قال الرب" مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ."تث8: 3و4 .2- وفى ثان التجارب قال له الرب يسوع" مكتوب لا تجرب الرب إلهك."تث6: 16 . 3- وفى النصرة الأخيرة للرب يسوع على الشيطان قال له"مكتوب للرب الهك تسجد وإياه وحده تعبد."تث6: 13.
ونحن فى عهد النعمة والحق نؤمن أن غلبة الرب يسوع على الصليب كانت لحساب المؤمنين فهو الذى غلب الشيطان والخطية وكسر شوكة الموت ‘ أعطانا السلطان لغلبة الشيطان والطريق لنهزم قوات الشر كقول معلمنا بولس الرسول" وأنتم إذ كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا التى سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذى يعمل الآن فى أبناء المعصية."أف2: 1و‘ وكقول الكتاب " العالم كله قد وضع فى الشرير."1يو5: 1و2 ولذلك يطمئنا الرب فى صلاته الوداعية " لست أسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير ."يو17: 15.
وفى مقابل سيطرة الشيطان على عالم الشر ورؤساء الشر على الأرض ‘ يدير الرب عالم المؤمنين بالحب والحكمة والنعمة بأولاده فى كل صلاح وتقوى ومخافة الله لخير الإنسان ‘ لذلك يدعونا ملح الأرض ونور العالم ‘ نعيش فى قناعة بلا طمع فى مغريات عالم الشر هذا ‘ بل نشكر ونسبح الله فى كل حين.
فإذا كان كل مافى العالم شباك إبليس للإيقاع بالبشر تحت أنيابة هى شهوة الجسد وشهوة العالم وتعظم المعيشة ‘لكن بسلطان الرب الذى منحنا إياه بنعمته وصيرنا أولاده لنا النصرة الكبيرة على كل هذه الفخاخ ولا نقع فيها. ولنا القدرة بمعونة الرب أن نقول للشيطان عند إقترابه منا " إذهب عنى ياشيطان." ولنصلى لإلهنا كل حين وفى وقت الصوم المقدس نزداد تعمقا فى كلمة الله التى تسندنا فى غلبة قوات الشر التى تحوم حولنا فى كل وقت. ولا ننسى وعد الرب " هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها .حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك. هوذا على كفى نقشتك وأسوارك

أماى دائما."اش49: 15و16. ولإلهنا كل المجد أمين.

    

أحد الشعانين: المعاني والعبر/ الياس بجاني

"هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه".

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس "أحد الشعانين" وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً "أحد السعف" والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف "بيوم السباسب" وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

"هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، "بيت عنيا"، تعني بالعبرية "بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: "ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم" ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، "أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب" والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن"، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب"، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو" أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي "يسوع المسيح سلامنا" (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن "الشخص البشري هو قلب السلام" (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: "إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا". الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: "هو شعنا"، أو "أوصنا" كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، "إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم".

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته "ملك إسرائيل" فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما "بنت صهيون" فهو تعبير مرادف لأورشليم "الفردوس" في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

"أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين".

شيخ الأزهر من ألمانيا: القرآن لم يحدد عقوبة المرتد ولم يذكر السيف

القاهرة، مصر (CNN) -- 
قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، في كلمة له أمام البرلمان الألماني، إن الدين الإسلامي لا يبيح قتل غير المسلمين لرفضهم دخول الإسلام كما رأى أن القرآن ليس فيه ما يفيد بعقوبة المرتد وإنما تقوم العقوبة على أحاديث للنبي محمد، مضيفا أن تلك العقوبة – وهي القتل – ليست مطبقة فعليا، كما رد على سؤال حول سبب منع المسلمة من الزواج من غير المسلم.

وقال الطيب، في كلمته أمام البرلمان الألماني حول سماحة الإسلام إن الإسلام "لا يبيح قتال غير المسلم بسبب رفضه للإسلام أو لأيِّ دين آخر" مضيفا أن حريَّةُ العقيدة "مكفولة في القرآن بنص صريح" ورأى أن التاريخ "لم يسجل عن المسلمين في البلاد التي حكموها حالة واحدة خيروا فيها أهل البلاد بين اعتناق الإسلام أو السيف."

ولفت الطيب إلى أن الإسلام "لا يأمر المسلمين بالجهاد المسلح ولا يحضهم عليه إلا في حالة رد العدوان، والتصدِّي للحروب التي يشنها عليهم أعداؤهم" منتقدا من قال إنهم يروجون أن الجهاد في الإسلام "هو حمل السلاح لقتال غير المسلمين وتعقبهم والقضاء عليهم."

ولفت الطيب إلى أن لفظة "السيف" مثلا ليست من ألفاظ القرآن ولم ترد فيه ولا مرة واحدة وردا على سؤال حول قضية حرية العقيدة والردة عن الإسلام قال الطيب: "القرآن ليس فيه عقوبة معينة لمن يترك الإسلام بعد أن يدخله، ولكن وجدنا بعض الأحاديث التي تشير إلى أن من يدخل الإسلام ثم يخرج منه منشقا عليه وخطرا على المجتمع هو الذي يعاقب بدليل أن كثير من المسلمين ارتدوا ولم يقترب منهم أحد."

وتابع الطيب بالقول: "هناك في مصر قنوات تعرض الإلحاد من شباب مسلم ولا أحد يقول لهم شيئا ولو أن الكلام هذا كان موجودا ومطبقا لما وصلت الحرية الدينية إلى هذا الحد ويكفي ما قاله القرآن فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقد حصل عندنا مؤخرا ارتداد عن الدين الإسلامي ولم يحصل ذلك فأين المشانق الموجودة لمن يترك الدين؟"

وفي رد منه على سؤال آخر حول زواج المسلمة من غير المسلم قال شيخ الأزهر: "المسلم يتزوج من غير المسلمة كالمسيحية مثلا؛ لأنه يؤمن بعيسى عليه السلام، فهو شرط لاكتمال إيمانه، كما أن ديننا يأمر المسلم بتمكين زوجته غير المسلمة من أداء شعائر دينها، وليس له منعها من الذهاب إلى كنيستها للعبادة.. بخلاف زواج المسلمة من غير المسلم، فهو لا يؤمن برسولنا محمد، ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة -إن تزوجها- من أداء شعائر الإسلام أو احترام مقدساتها."

برنامج أسبوع الآلام وعيد الفصح في مطرانية طرابلس المارونية

الغربة ـ طرابلس . 
وزعت أمانة سر مطرانية طرابلس المارونية برنامج الاحتفالات التي سيقيمها راعي الأبرشية المطران جورج بو جوده لمناسبة أسبوع الآلام وعيد الفصح المجيد وفقا للبرنامج الاتي:
 الأحد 20 اذار أحد الشعانين الساعة العاشرة صباحا: قداس ورتبة تبريك أغصان الزيتون، في كنيسة مار مارون في طرابلس، يليه زياح الشعانين خارج الكنيسة. وعند الساعة السابعة صلاة المساء ورتبة الوصول الى الميناء في كنيسة مار مارون في طرابلس.
 الاثنين 21 والثلاثاء 22 اذار: اثنين وثلاثاء الآلام: الساعة الثامنة صباحا قداس في كنيسة مار مارون في طرابلس، الساعة الخامسة مساء زياح الصليب في كنيسة مار مارون في طرابلس.
 الأربعاء 23 اذار: أربعاء الآلام (أيوب): الساعة الثامنة صباحا، قداس في كنيسة مار مارون في طرابلس، رتبة القنديل وصلاة المساء، في كنيسة سيدة الخلاص في شكا الساعة السادسة مساء.
 الخميس 24 اذار: خميس الأسرار (الغسل): الساعة الحادية عشرة صباحا، حديث للمونسنيور نبيه معوض في دير كرمسده ـ زغرتا، من ثم قداس لكهنة الابرشية والرهبان والراهبات في الدير يليه غداء. ثم رتبة الغسل الساعة الخامسة بعد الظهر في كاتدرائية الملاك ميخائل في منطقة الزاهرية في طرابلس.
الجمعة 25 اذار: الجمعة العظيمة: الساعة الحادية عشرة صباحا رتبة سجدة الصليب في كنيسة مار تمورة في القبيات عكار، والساعة الخامسة بعد الظهر رتبة سجدة الصليب في كاتدرائية الملاك ميخائيل في الزاهرية طرابلس.
السبت 26 اذار: الساعة 12 ليل السبت - الاحد قداس منتصف الليل في كاتدرائية مار ميخائيل في الزاهرية في طرابلس، يترأسه المطران جورج بو جوده.
 الاحد 27 اذار الساعة العاشرة والنصف صباحا في كنيسة مار مارون في طرابلس، يليه تهاني في القاعة.
استقبالات 
من جهة ثانية يستقبل المطران جورج بو جوده المهنئين بالعيد في دار المطرانية المارونية في طرابلس وفق البرنامج الاتي:
 الأحد 27 اذار: بعد قداس الفصح من الحادية عشرة والنصف صباحا وحتى الواحدة ظهرا، في قاعة مار مارون طرابلس.
ومن الساعة الثالثة بعد الظهر حتى السابعة مساء في دار المطرانية المارونية في طرابلس.
 الاثنين 28 اذار: من العاشرة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، ومن الثالثة بعد الظهر حتى السابعة مساء، في دار المطرانية المارونية في طرابلس.

نصرة الحبيب/ محمد محمد علي جنيدي


يا نور الأرض ومن فيها
يا من بالدعوةِ تحميها
يا أحمدُ من سيحاربكم
سيحارب رَبّاً باريها
سأعيش دفاعاً من أجلِك
لن أسمح يجرحني سَبُّك
فحبيبي أنت ومن غيرُك
وحياتي يكفيها حبُّك
أفأُنسٌ أصبح يُرضيني
والجاهل يطعن في عيني!
أنتم للقلب مشاعرُهُ
وإمام العالَمِ والدينِ
أبشارة عيسى يُرضينا
من دافع عنك يراعينا
سبُّك بالله سيطردهم
من حلم الله ويُعلينا
يا خيرَ النّاس أنا درعُ
لا صمتَ ولن يشفي دمعُ
من سَبَّ الأحمد مفتريا
فجزاء القذف هو الرّدعُ
فسلام القلب وملء فمي
ودفاع الرُّوح ومسك دَمِي
لك أنت ورَبُّك ناصرُكمْ
وسيبصر من بالنُّور عَمِي
 - مصر
m_mohamed_genedy@yahoo.com