نظم كاريتاس لبنان اقليم الزاوية في قضاء زغرتا، قداسا احتفاليا تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة سيدة لورد في بلدة كفردلاقوس في القضاء، عاونه فيه رئيس كاريتاس لبنان الاب بول كرم، منسق كاريتاس لبنان الاب رولان مراد، مرشد كاريتاس الزاوية الخوري يواكيم نجيم، وخادم رعية كفردلاقوس المونسنيور يوسف نضيره، والخوري ايلي دويهي.
حضر القداس رئيسة اقليم الزاوية في كاريتاس الانسة مارغو وهبه، وعدد من رؤساء الاقاليم في الشمال، الى عدد من رؤساء بلديات القضاء، ومختاريه، وحركات كشفية وشبابية وشبيبة كاريتاس في الزاوية وحشد من المؤمنين.
في بداية القداس تحدث الخوري يواكيم نجيم مرحبا بالمطران بو جوده والضيوف وقال:" كيف يمكن ان نؤمن بالقيامة وكل ما من حولنا يبشرنا بالموت، والعنف والدمار، كيف نؤمن بالقيامة حين نرى صديقا يموت وقريبا يعاني مرض لا علاج منه، كيف نؤمن بالقيامة وفي عالمنا الان اطفال مشردون يملاون الكون والحروب تجتاح الارض دمارا وارهابا، والسلاح يفتك بالابرياء. في كل هذه الظروف الصعبة والقاسية تاتي كاريتاس لتقول لا تخف نحن الى جانبك نحمل اليك يسوع القائم، نحن نؤمن بان الخير سينتصر".
وبعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" في احتفالنا اليوم بالذبيحة الالهية على نية مؤسسة كاريتاس وجميع العاملين فيها، اود ان اتامل معكم في اهمية الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة في خدمة الانسان. فهي ليست مجرد مؤسسة بشرية عادية كغيرها من المؤسسات التي تقدم المساعدات المادية للمحتاجين، بل انها تقدم بذلك نظرة روحية ولاهوتية مميزة، ساعية الى تجسيد ما علمنا اياه المسيح وما قاله لنا في الفصل الخامس والعشرين من الانجيل حسب القديس متى:" كنت جائعا فاطعمتموني، وعطشانا فسقيتموني، وغريبا فاويتموني، ومريضا فزرتموني، وسجينا فجئتم الي، فالحق اقول لكم، كل مرة عملتم هذا لواحد من اخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه".
اضاف بو جوده:" ان ما تقومون به يا اعضاء كاريتاس، وما يجب علينا ان نقوم به جميعنا يدعونا ويحثنا على رؤية المسيح بالذات في الاشخاص الذين نهتم بهم دون ان "نربحهم جميلة" كما نقول عادة. اننا مدعوون لاستلهام ما كان يقوله القديس منصور دي بول "ان على الفقراء ان يغفروا لنا الخبز الذي نعطيهم اياه"، وما كان يقوله القديس امبروسيوس "انت لا توزع من اموالك على الفقراء، بل انك تعيد للفقير ما هو له، لانك اغتصبت لوحدك ما اعطي لاستعمال الجميع، اما الارض للجميع وليست للاغنياء فقط".
وتابع بوجوده يقول:" وما يقوله القديس باسيليوس في عظته حول الغنى" اننا نسمي لصا وسارقا ذلك الذي يجرد انسانا من ثيابه.. وذلك الذي لا يكسي عريانا، وهو يستطيع ذلك فما عسانا نسميه، ايستحق اسما اخر غير ذلك؟ ان الخبز الذي نحتفظ به هو ملك للجائع، والرداء الذي تخبئه في خزانتك هو ملك العريان والحذاء الذي يعفن في بيتك هو ملك لحافي القدمين والمال الذي تكدسه في خزانتك هو ملك للمعدم والفقير".
وختم بو جوده عظته يقول:" اسمحوا لي ان اهنئكم واشكركم يا اعضاء كاريتاس على كل ما تقومون به في خدمة المحتاج والمعوز الذي ترون فيه صورة المسيح، وان اشجعكم على عدم الاكتفاء بما تقومون به، بل عليكم ان تعملوا على توعية الجميع على المشاركة في ذلك لان الجميع اعضاء في جسد واحد، وهم متكاملون، ولا يستطيع اي واحد منهم ان يعيش لوحده خارجا عن الاخرين والا اصبح الجسد مسخا اذ لم يتنامى الجميع مع بعضهم البعض كي يبلغ جسد المسيح ملآه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق