الطلبة المسلمون في سويسرا يجب أن يصافحوا معلماتهم

بي بي سي ـ
أكدت هيئة محلية في سويسرا أنه يجب على الطلبة المسلمين مصافحة المعلمين قبل وبعد انتهاء الحصص الدراسية.

وكان طالبان سوريان قد حصلا على إعفاء من ذلك، لأنهما يران أن الإسلام يمنع مصافحة النساء. وأثار إعفاء الطالبين من هذا التقليد جدلا في سويسرا.

لكن إذا استمر الاثنان في رفض مصافحة المعلمات، فقد يتم تغريم والديهما، بحسب قرار الهيئة.

وقالت الهيئة المحلية إن المعلمين "لديهم الحق" في مصافحة الطلبة.

وتعد مصافحة المعلمين، كعلامة احترام، تقليدا في سويسرا.

وسلطت الضوء على هذه القضية الشهر الماضي، حينما سمحت مدرسة لتلميذين سوريين يبلغان من العمر 14 و15 عاما بعدم مصافحة المعلمات.

وقال التلميذان، اللذان يعمل والدهما إماما لمسجد، إن معتقداتهما الدينية لا تسمح لهما بمصافحة النساء اللاتي لا تربطهن بهما صلة قرابة محددة.

وقالت وزيرة العدل السويسرية، سيمونيتا سوماروغا، في لقاء تلفزيوني إن "المصافحة باليد جزء من ثقافتنا".

ويبلغ عدد المسلمين في سويسرا نحو 350 ألف شخص، وذلك من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 8 ملايين نسمة.

وقالت بعض المنظمات الإسلامية في سويسرا إنه لا يوجد ما يبرر دينيا رفض مصافحة النساء، وحثت السلطات السويسرية على عدم الاستجابة لمطالب التلميذين، التي اعتبرتها متطرفة.

لكن إحدى المنظمات الإسلامية قالت إن المصافحة بين الرجال والنساء محرمة.

وأوقفت عملية حصول عائلة التلميذين على الجنسية السويسرية، وقال مكتب الهجرة في بازل إنه يسعى للحصول على مزيد من المعلومات، حول الظروف التي قُبِل فيها طلب والد التلميذين باللجوء.
"ارتياح"

وحاولت المدرسة، التي تقع في بلدة ثيرويل شمالي البلاد أن تجد حلا وسطا للمسألة، بأن قررت ألا يصافح التلميذان المعلمين رجالا كانوا أم نساء.

وبعد أن استحوذت القضية على اهتمام وسائل الإعلام السويسرية، توجهت المدرسة للسطات المحلية لتسويتها.

وقالت السلطات في بيان لها الأربعاء "إن المصلحة العامة، فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وكذلك اندماج الأجانب، تفوق إلى حد بعيد ما يتعلق بحرية معتقدات التلاميذ".

وقالت المدرسة من جانبها إنها تشعر بـ "الارتياح" لهذا القرار، وإن هناك "وضوحا الآن فيما يتعلق بالإجراءات التي ستتخذها".

وفي المستقبل قد يواجه أباء التلاميذ أو أولياء أمورهم في مقاطعة بازل غرامات مالية، تصل إلى خمسة آلاف دولار، إذا رفض التلاميذ مصافحة معلميهم.

وقال التلميذان لوسائل إعلام سويسرية إن "ليس بإمكان أحد أن يرغمهما" على مصافحة النساء، وإنهما "لا يمكنهما محو ثقافتيهما كما لو كانت ذاكرة حاسوب".

المطرانية الأورثودكسية تحمل مشعل استضافة اللاجئين السوريين في اللقاء الأول تجاه المحبة والإنسانية



كتبت مارسيل منصور
أقامت المطرانية الأنطاكية الأورثودكسية مأدبة غذاء للاجئين السوريين المسيحيين ، يوم السبت الموافق 14 مايو (أيار) 2016 في قاعة كنيسة مار نقولا الأرثوذكسية الأنطاكية بنشبول ، برعاية المتروبوليت بولس صليبا راعي الابرشية في استراليا ونيوزلندا والفيليبين . حضر المناسبة جمع من الكهنة ممثلي الكنيسة الأنطاكية للروم الأرثوذكس : الأب د. جون قرعان ، الأب مشيل زغيب ، الأب عزيز عبوي ، الأب باسيليوس قدسية ، الأب رومانوس البابا ، الأب الياس البابا ، الأب نكتاريوس (فادي) نعمة ، الأب إفرام عباسي . كما وحضر السيد إميل دان رئيس مجلس كاتدرائية القديس مارجيريس ، ومن الإعلام السيد أنطوان قزي رئيس تحرير صحيفة التلغراف العربية ، ود. جان طربية من صحيفة النهار ، وأعضاء جمعية الكنيسة ، وأعضاء الشبيبة ، وضيوف بارزين ، وفعاليات الجالية ، وحشد من الرعية .
حضر أكثر من خمسين عائلة من اللاجئين السوريين الميسحيين الذين استقبلنهم استراليا حديثا ، حيث قدموا من جميع أنحاء ضواحي نيو ساوث ويلز ،  و توافد ما يقرب من 150 شخصا من أبناء الرعية الذين بسطوا يد الترحاب للاجئين السوريين ، وأظهروا تعاطفهم وشغفهم في التعارف عليهم بأسلوب ودي محبب ، وأبدوا استعدادهم  لمساعدتهم معنويا واجتماعيا وإنساليا واقتصاديا .
وألقى سيادة المتروبوليت وعظة رحب فيها بالحضور وتحدث عن أهمية هذا التجمع الاول من نوعه في توثيق علاقات الترابط والمحبة والتعاون بين أفراد وعائلات ابناء الرعية القادمين الجدد من سورية والموجودين من قبل ، فأشار إلى ان هؤلاء اللاجئين قد تضرروا من أثار الحرب في بلد الجوار سورية الجريحة ، وما تبعها من عواقب جسيمة ، حيث تعتبر الأزمة الحالية ، هي الأفظع منذ الحرب العالمية الثانية. وقال أن الجميع هنا ينتمون إلى أصول شرق أوسطية وتجمعهم جذور الكنيسة القائمة على المحبة والرحمة و الإنسانية في إطار فعل الخير ، وأكد  للحضور أن كل الأفراد هنا تواقون لمساعدة الأخوة اللاجئين السوريين ، وتقديم الدعم لهم ، والتخفيف من محنة معاناتهم وآلامهم ، ومد يد العون لهم  ومساعدتهم على الاستيطان بكل السبل الممكنة حتى يبدأوا حياة جديدة في أحضان استراليا البلد الكريم المضياف ، باعتبار تواجدهم هنا بين أهلهم وأصحابهم الذيىن يقفوا معهم وقربهم .
أتاحت المناسبة فرص التعارف بين الجميع ، و تناول الجمبع الغداء في جو من الصداقة والمحبة .

المطران سـرهـد جـمو يَـفـكّ رمـوز تـرنـيمة: إمَّـر لي عـيتا أيـكا/ مايكـل سـيـﭘـي

تـناولـت القـربان المقـدس للمرة الأولى في كـركـوك عام 1957 وإنـتـقـلـتُ إلى ألـقـوش عام 1958 وشاركـت في الأنـشطة الكـنسية مبتـدئاً بـموكـب درب الصـليـب من يـوم الجـمعة عام 1959 .... وخادماً صغـيرا للـقـداس مع الشماس ثم تعـلـّـمتُ الترانيم ومنها ( إمَّـر لي عـيتا ) ومعانيها الحَـرفـية فـقـط ، وكم كـنتُ أتباهى أنا أيضاً بإعـتـباري شماساً واثـق الخـطـوة يمشي مَـلكاً في تـفـسيرها حـرفـياً وبحـركاتي التمثيلية أينما يتـطلب الموقـف (( مثلاً .. أمام رئيس دير المخـلص ــ صيـدا ــ لبنان 2012 مع رهـبانه فأعـجـب بمعانيها السطحـية !!! )) .... فـماذا لـو كـنتُ فـسّـرتُ له مقاصدها الرمـزية التي لم يشرحها لـنا أحـد ؟... حـتى شاهـدتُ تسجـيلاً لمحاضرة سيادة المطران سـرهـد جـمو في تـشرين الثاني 2014 الـمتميـزة وهـو يفـسر الترنيمة بلغة واثـقة الـنـبـرة ، وإيمان ﭘـطرس الصخـرة ، ولهـفة حارّة كالجـمرة في كـنيسة مار ميخائيل / سان ديـيـﮔـو فأعـجـبتُ بها ......  
حـﭼـي بـيناتـنا ، أعـجـبتـني المحاضرة إلى درجة تـذكــّـرتُ إنـدهاشي من ركاكة العـبارات في خـطب الـبعـض وتـكـرارها الممل ! وقـلـتُ يا حـيـف أين فلان وفلان وفلان أيام زمان ! ..... يا الله مشّي ، فـلكـل زمان دولته ورجاله ... وفي العـراق الـيـوم قادته .  
يقـول سيادته :
إمَّـر لي عـيتا .. واحـدة من الـتـرانـيم الجـميلة التي نـرتـلها في الآحاد المناسِبة ... كان تـفـسـيرها مفـقـوداً حـقاً ، وكـنت أسأل نـفـسي منـذ زمن طـويل : مَن ، ومع مَن ، يكـون المتـكـلم في هـذه الـتـرتيلة ؟ 
الشاعـر وضع حـواراً مع إجابات ... لأنه يسأل : قـولي لي أيتها الكـنيسة ، أين تـريـدين أن أبنيكِ ؟  
أحـياناً أستـنـدُ إلى الإنجـيل لإعـطاء معـنى لهـذه التـرنيمة ، والآن سأفـصلها لكم ..... 
حـين يسأل الشاعـر الكـنيسة ، أين تـريـدين أن أبنـيكِ ، أعَـلى الشمس ؟ أعَـلى القـمر ؟ أعَـلى النجـوم ؟ أعَـلى الجـبال ؟ فـما الـذي يقـصده في سـؤاله عـن ( أين يـبنيها ) ؟ 
نحـن الآن وصلـنا إلى الـقـمر ، ولكـن ماذا عـن الشمس التي لـو إقـتـرب مدار الأرض منها قـليلاً فإنها ستحـرقـنا ، وإذا إبتعـدنا قـليلاً عـنها نـنجـمـد من الـبرد .... فـما المقـصود بـبناء الكـنيسة عـلى الشمس ؟ ثم الأبعـد منها النجـوم ، مَن يـذهـب إلى هـناك للـبناء ؟ وماذا يـريـد بها هـذا الشاعـر اللاهـوتي ؟
وأخـيـراً ــ حـسب إعـتـقادي ــ تـوصّـلـتُ إلى تـفـسيرها لأني أراه ذا معـنى أكـثر ... فالمتـكـلم السائل يكـون مطراناً وليس المسيح لأن المسيح هـو الـذي أسّـسها فلا يسألها أين يـبنيها .
المطران عـنـده أبرشية ويسأل : قـولي لي أين أبنيكِ أيتها الكـنيسة ، هـل عـلى الشمس ؟ 
طيب ، نعـرف أنّ عـين الإنـسان منـوّرة فـيـبصر بها .. والعـقـل هـو بمثابة نـور يـدرك به ... فالشمس هي رمـز لـنـور العـقـل الـذي يرى به . 
أبنيـكِ عـلى الشمس تعـني هـل : أبنيكِ عـلى مـدارك العـقـل ! أبنيكِ عـلى ما وصل إليه الـذهـن ! أبنيكِ عـلى الـتـقـدّم العـلمي لهـذا الزمن ! هـل نبني الكـنيسة عـلى ما وصل إليه الطب والفـيزياء والكـيمياء ؟ 
من جانب آخـر أرى تحـويراً في نـص الردة ( دَمّـير وَمّـيـر ، وَ ، مّـيـر وَمّـيـر ، دَمّـير وَمّـيـر بَكـثاوي ) لكـنه أدبـياً والأصح تـوازناً يكـون : ( دَمّـير وَمّـيـر ، دَ ، مّـير وَمّـيـر ، دَمّـير وَمّـيـر بَكـثاوي ) .
طيب ..... شِمشا دَعْـكـين زَلـّـيقاو = الشمس ينـطفىء شعاعها ( شمشا بـدأخي زهـريراح ) = الـذهـن يـنـطفىء إدراكه !...... إن أعـظم عـبـقـري يشيخ في نهايته ، تـتـدهـور إمكانياته الـذهـنية ... ونحـن نـرى الـيـوم أن أعـمق عـلم يعجـز أمام مايكـروب حـديث ... وكـل يـوم يـوجـد مايكـروب جـديـد .... ( شمشا د هـونا بـدأخي زهـريراح ) .. فـمهما تـقـدّم العـلم لا يصل إلى إدراك نـقـطة من هـذا الكـون .
ثم يسأل : قـولي لي اين أبنيتكِ ، أعَـلى القـمر ؟ 
تعـلمون أنّ الشعـراء يتغـنون بالقـمر ويكـتبون مشاعـرهم عـنه ..  لأنه رومانسي فـيتخـيـلـونه ويحـلمون به ... فـهـل أبنيكِ عـلى مشاعـر الإنسان الطيـبة ؟ كلا لأن ضوء القـمر خـفـيف ــ نازوك ــ فحـتى رِقة الإنـسان لا تـنـفع كي تـُـبنى عـليها الكـنيسة ! 
النجـوم ... النجـومية ... الشهـرة ... أناس كـثيرون يسرّهم أن يكـونـوا نجـوماً .. وحـتى مار ﭘـولس يقـول أن نجـماً عـن نجـم يخـتـلـفان في مجـدهما ، ويقـصد إخـتلاف الـناس عـن بعـضهم ، بعـض الناس مولعـين بحـب الظهـور كي يـبـرزوا مثـل الكـوكـب  ... فـعَـلى ماذا أبنـيكِ يا كـنيستي ، هـل عـلى هـكـذا منافـسات ، كـشخة ، وكل واحـد يريـد أنْ ينـتـفـض أمام عـيـون الناس لـيصبح مرئياً ؟ ... النجـوم تـتهاوى كأوراق الشجـر اليابسة ، هـكـذا نحـن حـين نـتعالى ونـصبح نجـوماً ... نـتـذكـر النجـوم المتألقة في ــ هـولي وود ــ حـين يشيخـون وتـرونهم ، ستـقـولـون كان من الأفـضل لو لم نـرَهم لـتبقى صوَرهم الجـميلة في ذهـنـنا !! . 
هـل أبنيكِ عـلى الجـبل ؟ يعـني الـقـوة ؟ .
إذن صار عـنـدنا : (1) العـقـل .. (2) العاطفة والخـيال ... (3) الكـشخة ( الشهـرة ) .... (4) الـقـوة .
فـعَـلى أي من هـذه الأشياء تـُـبنى الكـنيسة ؟ قـوتها ليست نابعة من قـدرتها الـذاتية ..... والجـبال تـنـصهـر كالشمع .... فلا يمكـن الإعـتـماد عـلى الـقـوة . 
فـيا أيتها الكـنيسة ، أنا المطران لا يجـوز أن أسـنـد نـفـسي عـلى عالِم أو خـبـيـر في شـؤون الـدنيا ، ولا عـلى العـواطف ، ولا عـلى الكـشخة ، ولا حـتى عـلى الـقـوة .
 وأخـيـراً هـل أبنـيكِ عـلى الصخـرة !! نعـم ... يعـني عـلى شمعـون ( مار ﭘـطرس ) الـذي قال : أنت المسيح إبن الله الحي .
إخـواني وأخـواتي : إنّ ما يعـمله شمعـون كـشخـص ، يصنعه ( الصخـرة ) رمز الإيمان . هـذه العلاقة ( شمعـون ــ إيمان شمعـون ) وضعها المسيح وتخـص جـميع الرسل ... لكـن شمعـون يُجـيـب بإسم الجـميع ، وهـذا ينـطـبق عـلى شمعـون والآخـرين ولكـن الـبركة الأولى لشمعـون ، وبه تكـتمل السلسلة ، وبـدونه تكـون العلاقة ( السلسلة ) مقـطوعة .

ما هي الصخـرة ؟ 
أنا أقـول للمسيح : أنت هـو المسيح إبن الله الحي ... هـذه هي السلطة المخـوّلة لـلمطران والتي لا يأخـذها من تـفـسيرات دنـيـوية !! ولا يأخـذها من عـواطف ومزاجـيات ، ولا يأخـذها من شهـرة أو قـوة ... المطران يأخـذ سلطته من مكان واحـد : من شمعـون الصخـرة ، من إيمانه بالمسيح راساً حـيث العلاقة المباشرة بـينه والمسيح ..........
عـلى هـذه الصخـرة أبني كـنيستي ، يعـني عـلى هـذا الإيمان ، وأنا المطران ملـزم أن أكـون مؤمناً بهـذا دائمياً ، عـلى صخـرة الأساس هـذه . لـذلك حـين المسيح سأل الـتلاميذ ، أجاب شمعـون نيابة عـنهم .
إخـواني وأخـواتي : هـذه لكي تـفـهـموا أن مطرانكم يسأل عـلى ماذا أبنيكم ؟ وأنا مطرانكم الضعـيف والخاطىء واجـبي أن أريكـم أين أبنيكم ، عـلى أي أساس أضعـكم ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي العِـلم ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي الـقـوة ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي الكـشخة ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي العاطفـيات والمزاجـيات ؟ 
واجـبي أن أبنيكم عـلى إيماني بـيسوع ......... فالصخـرة هي : شمعـون وإيمان شمعـون .  
********************
ملاحـظة : سمعـت الكـثيرين من مناطق جـغـرافـية متـنـوعة ( أفـراداً ومجاميع ، شمامسة وكهـنة ) يرتـلـون هـذه التـرنيمة ............ فلا يؤدونها بكـفاءة الـقـوش ، ولا يقـبـلـون تـقـويم أدائهم  .
https://www.youtube.com/watch?v=e8eXksjGLuM

شاهدت لمى مالك يد مار شربل تمرّ على بطنها... وحمّلها رسالة مهمة جدا

"النهار" ـ

بتاريخ 12 آذار 2016 تمّ تدوين أعجوبة شفاء لمى مالك في سجلّات أعاجيب القديس شربل في دير مار مارون #عنّايا، تحت رقم 83. وجاء في المحضر بحسب الأب لويس مطر، مدوّن الأعاجيب، ما ملخّصه أن "السيدة لمى جهاد مالك زوجة جورج كيروز من مواليد 1987، مقيمة في ساحل علما تعمل كمحاسبة وهي أم لولدين، أجرت عملية قيصريّة لولادة ابنها منذ 9 أشهر، بعد مدة، ذهبت إلى المستشفى وأجرت صورة شعاعيّة وتبيّن تفتق داخلي في الجرح ووجود كيس كبير على الرحم ولحميّة على الكبد".

ويضيف الأب مطر في حديثه لـ"النهار"، أنها "كانت في منزلها وفيما هي تشاهد التلفاز وتعاني من آلام شديدة شاهدت تقريراً عن الأعجوبة التي شفى بها القديس السيّدة دافني غوتيريز في أريزونا في الولايات المتّحدة وردّ إليها بصرها".
أخبار ذات صلة
تفاجأ بشخصٍ غريب زاره في المستشفى... أعجوبة نعمان الرجل الدرزي مع مار شربل

لمى تروي شهادتها

وفي حديث لـ"النهار" تروي لمى شهادتها، وتقول: "في الأوّل من كانون الثاني من هذا العام شعرت بآلام شديدة لأيّام متتالية وذهبت إلى المستشفى وتمّ تشخيص ما أعاني منه، وكنت بحاجة لعلاج لمدّة ثلاثة أشهر قبل قرار الخضوع لعمليّة. حينذاك تعرقلت أوراق المعاملات، وكان الـ22 من كانون الثاني، حيث شاهدت التقرير عن شفاء السيّدة العمياء في أريزونا".

وتتابع "صحيح أننا عائلة ملتزمة بحركة "التجدد بالروح القدس" والذهاب إلى الكنيسة لكنني لم أصلِّ إلى القديسين سابقاً من أجل شفائي. استوقفتني أعجوبة الولايات المتّحدة فخاطبت #مار_شربل قبل خلودي إلى النوم وصلّيت له من أجل السيّدة غوتيريز كي يكون شفاؤها شهادة لكل انسان غير مؤمن. غير أنّ القديس تراءى لي في الحلم ليلتها وشعرت بحضوره وشاهدت يده تمرّ على بطني حيث بدأ الكيس بالخفقان بقوّة، وسمعت صوتاً يقول لي: "بدي ياك إنت وعيلتك تكونوا نور بين الناس". نهضت من الحلم وأحسست بيدٍ تمسكني، فتأكّدت في قرارة نفسي أنه تمّ شفائي".

مشروع جديد لحياتها

في السياق لفتت لمى إلى أنها "زارت المختبر وخضعت لصورة شعاعيّة بعد أسبوع، وتبيّن شفاؤها إذ اختفى الكيس وتقطّب الفتق الداخلي". بعد ما حدث معها قصدت دير عنّايا وصلّت للقديس شربل وشكرته وتبلّغت من الأقارب أنّه عليها تدوين الأعجوبة، فعادت إلى الدير في 12 آذار، حاملة معها ملفّها الطبيّ وتقارير الأطباء، ودوّنت الأعجوبة بحضور الأب مطر.

للمصادفة، حدث في اليوم نفسه الذي قصدت فيه لمى الدير لتدوين الأعجوبة التي نالتها، أن وصل شخص من أريزونا يحمل ملف أعجوبة عودة البصر للمرأة العمياء غوتيريز، التي كانت السبب في صلاة لمى وشفائها.

وتختم لمى "أشعر بمسؤوليّة تجاه ما حدث معي، وأنّه عليّ أن أشهد للربّ وسط هذا العالم سواء في عملي ومع عائلتي وفي حياتي ومن خلال تبشير الآخرين". ولدى سؤالها عن عدم خطورة وضعها وأنّ العمليّة لم تكن طارئة ولم تكن حياتها بخطر فلماذا تدخّل القديس لشفائها؟ أجابت "للربّ مشروع لكلّ منّا وقد شفاني بواسطة القديس شربل. في السابق لم أكن أصلّي لأجل نفسي كي أشفى، لكنّ الرب يعرف ما الأفضل لنا وطرقه وحكمته تختلف عن طرقنا وحكمتنا وهو يعرف ما نحن بحاجة إليه، إذ له مشروع لكل انسان، وأنا وجدت مشروع الله لي ودعوته وهو أن أكون له شاهدة وتلميذة".

بابا الفاتيكان يدرس تعيين نساء في سلك الكهنوت

بي بي سي ـ
قال البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إنه مستعد لتكليف لجنة لدراسة إمكانية دخول النساء السلم الكهنوتي الكنسي في الكنيسة الكاثوليكية في درجة شماس، وهي الدرجة الأقل من مرتبة القسيس.

وجاءت تعلقيات البابا في اجتماع مغلق في روما مع أبرز عضوات الجماعات الدينية المختلفة.

ويمكن للشمامسة الوعظ والإشراف على الأعراس والجنازات، ولكن لا يمكنهم رئاسة قداس.

لكن وسائل الإعلام في الفاتيكان قالت إن البابا لا يدرس إمكانية تعيين قساوسة نساء.

وفي محادثة دامت 75 دقيقة سُئل البابا عما إذا كان على استعداد لتخصيص لجنة لدراسة امكانية عمل نساء كشماسات.

ووفقا لإعلام الفاتيكان، قال البابا إنه على استعداد لمناقشة الفكرة: "سيكون من النافع أن توضح الكنيسة الأمر. أوافق".

وفي الوقت الحالي جميع القساوسة والشمامسة في الكنيسة الكاثوليكية من الرجال. ويجب أن يكون القساوسة عزابا ويمكن للشمامسة أن يكونوا متزوجين.

وقال جيمس رينولدز مراسل بي بي سي في الفاتيكان إن التعليقات لا تمثل إعلانا رسميا في الفاتيكان، لكنها تعد مؤشرا على استعداد البابا لدراسة دور رسمي اكبر للنساء في الكنيسة.

سورة البقرة: الآية 104/ عبدالله بدر اسكندر


المفاهيم الأولية لبناء الكلام الثابت لا يمكن استعمالها دون النظر إلى ما تؤول إليه المصطلحات الموضوعة لها، أما ما نلاحظه لدى مجموعة كبيرة من المحققين الذين ذهبوا إلى إرجاع الألفاظ إلى معان مشتركة فهذا وإن كان مرتبطاً في أصل التقسيمات المتواضع عليها، إلا أن دأبهم في ذلك أصبح من المسلمات التي جعلوها خاضعة للسانهم دون دراية أو تمحيص لما يتبادر منهم، علماً أن بعضهم كان يظن أن هذا الفعل لا يعد من الأفعال الداخلة في الحسابات المعقدة لأصل الوضع، وانت خبير بأن الله تعالى قد جعل لكل شيء حجراً محجوراً لا يمكن اجتيازه إلى العبث من الناحية التشريعية على أقل تقدير، ولهذا نجد الغرابة ظاهرة على ألسنة المجرمين عند وضع الكتاب أمامهم يوم القيامة ليروا أعمالهم مجسدة دون أن يغفل ذلك الكتاب أي جزء منها وإن كان صغيراً، وقد أشار الحق سبحانه إلى هذا المعنى بقوله: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً) الكهف 49. وكذا قوله: (وكل شيء فعلوه في الزبر... وكل صغير وكبير مستطر) القمر 52- 53. وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) يونس 61. وقريب منه سبأ 3.
من هنا يظهر أن الإنسان لا يستطيع أن يتخلص من العبء الناتج عن استعمال الألفاظ إذا وضعت في غير أماكنها وإن كان لا يحسب لذلك حساباً، فالكلمة لها وقع على النفس فلا يحق للإنسان التفريط بها أو نسبة معناها إلى اتجاهات عرضية لا تمت لها بصلة، ومن الأمثلة على ذلك ما نشاهده اليوم من الوضع المتردي والضياع الذي وصلت إليه الأمة بسبب الاستعمال غير السليم للمصطلحات ووضعها في أماكن لم تكن مخصصة لها كما هو الحال في مصطلح الجهاد الذي أصبح يطلق على سفك الدماء، أو وصف المجرمين بالمسلمين وهلم جراً، وهذا يجعلنا وجهاً لوجه أمام الألفاظ التي تأخذ أبعاداً لا تتقارب مع المقاصد الصحيحة ما يؤدي إلى دخولها في مرحلة لغو الكلام المجانب للتشريع الإلهي الذي يضع كل لفظ في مكانه المقرر له لئلا يستغل من قبل أصحاب النفوس المريضة الذين يبذلون جهداً كبيراً في جعل الكلام متطابقاً مع ما يتناسب وأغراضهم الدنيئة.
 وبناءً على ما تقدم نرى أن الله تعالى قد نهى المؤمنين عن استعمال الكلمات التي توحي إلى معان أخرى لدى اليهود، كما هو الحال في كلمة: (راعنا) التي كان يُقصد منها معنى الرعونة أو أي معنى آخر يحمل الإساءة الخفية للرسول (ص) عند خطابهم له، ولذلك بدل الله تعالى هذا اللفظ إلى لفظ آخر يوحي إلى نفس المعنى المراد استعماله لدى المؤمنين، ومن هنا فقد أمرهم أن يقولوا: (انظرنا) من أجل المفارقة بين المعنيين في التعبير من جهة، ومن جهة أخرى يجعل الأبواب مفتحة أمامهم للابتعاد عن الألفاظ التي توحي بالمشتركات العرضية التي يجد فيها بعض الناس ما يحقق رغباتهم كما مر عليك في سياق البحث، وسيتضح هذا المعنى بصورة أكثر جلاءً في المساحة المخصصة للتفسير.
تفسير آية البحث:
قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) البقرة 104. المقطع الأول من الآية أقصد قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا) ورد في ثمانية وثمانين موضعاً من القرآن الكريم، وهذا التعبير سواء كان بنحو الخطاب أو بنحو آخر فهو لا يخرج عن مراده الموضوع له وهو الإشارة إلى هذه الأمة، باعتبار أن الأمم السابقة لا يعبر عنهم بهذا المعنى بل يعبر عنهم بالقوم أو الأصحاب أو بالبنوة، كما في قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود) ق 12. وكذا قوله: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) البقرة 40- 47- 122. أو يأتي بلفظ إخوان كما في قوله تعالى: (وعاد وفرعون وإخوان لوط) ق 13. ولا يخفى على المتأمل أن المراد من التعبير هو التشريف الجزئي لا غير، وذلك لإخراج النسبة العددية الكبرى من الخطاب إذا لم يكن التوبيخ ظاهراً فيه ومن هنا نجد أن هذا التعبير قد وردت فيه الإشارة إلى الأمم السابقة من باب التجوز دون الخطاب، كما في قوله تعالى حكاية عن نوح: (وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم) هود 29. وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً) النساء 137.
أما المقطع الثاني من الآية وهو قوله تعالى: (لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) ففيه مجموعة من الأقوال ذكرها الفخر الرازي في التفسير الكبير أشير إلى بعض منها بتصرف:
أولاً: نهى الله تعالى المؤمنين عن قول: (راعنا) وبدله بقوله: (انظرنا) لاشتمال الأول على معنى آخر كان متداولاً لدى اليهود وفيه إشارة إلى كلمة عبرانية كانوا يتسابون فيها وهي كلمة: (راعينا) ومعناها اسمع لا سمعت ومن هنا كان النهي، ويدل على صحة هذا المذهب قوله تعالى: (ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين) النساء 46.
ثانياً: هذه الكلمة وإن كانت صحيحة المعنى إلا أن أهل الحجاز ما كانوا يتطرقون إليها إلا عند السخرية فلا جرم نهى الله تعالى عنها.
ثالثاً: إن معنى: (راعنا) مفاعلة من الرعي بين اثنين، فكان هذا اللفظ موهماً للمساواة بين المخاطبين كأنهم قالوا: أرعنا سمعك لنرعيك أسماعنا، فنهاهم الله تعالى عن ذلك وشدد على ضرورة تعظيم الرسول (ص) في المخاطبة، كما في قوله: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) النور 63.
رابعاً: إن قوله: (راعنا) خطاب مع الاستعلاء، كأنه يقول راع كلامي ولا تغفل عنه ولا تشتغل بغيره وليس في قوله: (انظرنا) إلا معنى الانتظار.
خامساً: إن قوله: (راعنا) على وزن عاطنا من المعاطاة ورامنا من المراماة، ثم إنهم قلبوا هذه النون إلى النون الأصلية وجعلوها كلمة مشتقة من الرعونة، فالراعن اسم فاعل من الرعونة، ويحتمل أنهم أرادوا به المصدر، كقولهم: عياذاً بك أي أعوذ عياذاً بك.
أما قوله تعالى: (وقولوا انظرنا) ففيه وجوه أهمها:
الأول: من النظر الذي يأتي بمعنى الإمهال، كما في قوله تعالى: (انظرونا نقتبس من نوركم) الحديد 13. أي أمرهم تعالى أن يسألوه الإمهال.
الثاني: قوله تعالى: (انظرنا) معناه انظر إلينا أي من النظر المتعارف عليه إلا أنه حذف حرف الجر كما في قوله: (واختار موسى قومه) الأعراف 155. والمعنى من قومه، وكذا قوله: (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها) القصص 58. أي بطرت في معيشتها.
قوله تعالى: (واسمعوا) فيه مجموعة من الوجوه أهمها:
أولاً: فرغوا أسماعكم لما يقول النبي (ص) دون اللجوء إلى الإعادة.
ثانياً: اسمعوا سماع قبول وطاعة، ولا يكون سماعكم سماع اليهود حيث قالوا: (سمعنا وعصينا) البقرة 93. النساء 46.
ثالثاً: اسمعوا ما أمرتم به دون الرجوع إلى ما نهيتم عنه.
ثم ختم الله تعالى الآية بقوله: (وللكافرين عذاب أليم) أي إذا لم يتبعوا الرسول (ص) في أقواله وأفعاله.

 من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن   

سورة البقرة: الآية 120/ عبدالله بدر اسكندر

ذهب أتباع التفسير الحرفي إلى إبعاد المسار القرآني عن وجهه الحقيقي فتراهم تارة ينسبون الآيات التي توجه الأنبياء نحو السلوك القويم أو تلومهم إلى قاعدة إياك أعني واسمعي يا جارة، وتارة أخرى يوهمون الآخرين بأن للقرآن باطن لا يعلم به إلا الله والراسخون في العلم حسب ظنهم، وبذلك يكون اللوم الموجه للأنبياء قد وقع تحت هذا المسمى وظلت العصمة على ما هي عليه دون أن يطرأ عليها ما يشوبها من الإضافات اللاحقة، وربما يكون هذا الصنف أقل تأثيراً من الصنف الآخر الذي أراد أن يفرق أتباعه بين مقام النبوة ومقام الرسالة من أجل القدح بشخص النبي، ونظراً إلى ما ذهبوا إليه تظل الرسالة بعيدة عن اللوم أو التوجيه دون أن يأتي هؤلاء بحجة بينة تدل على شرعية المنحى الجديد الذي ساروا عليه والحقيقة التي لا تقبل اللبس أن المقامين لا يختلفان فهما بنفس المنزلة، وكما وقع اللوم في مقام النبوة نراه سارباً في مقام الرسالة، ومن الأمثلة على ما نحن فيه قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) المائدة 67. والآية تبين واجب الرسول في التبليغ ولا يخفى ما فيها من الحدة والتهديد، وتؤكد أن عدم التبليغ في هذه المرحلة يؤدي إلى إلغاء الرسالة من أولها إلى وقت نزول هذه الآية الواقعة في سورة المائدة وهي آخر ما نزل من القرآن الكريم، ويعضد هذا المعنى قوله تعالى: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم من الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) المائدة 41.
فإن قيل: لحن الآية الثانية لا يرتبط بالتهديد المباشر كما في الآية الأولى فكيف الجمع؟ أقول: سواء ارتبط المعنى الوارد في الآية الثانية بالتهديد أم لم يرتبط، فإن النكتة ظاهرة في ما خفي على النبي من أفعال أهل الكتاب وهذا ظاهر في مقام الرسالة كما في الآية الأولى، وأنت خبير بأن تعريف العصمة لدى من ادعى التفريق بين المقامين يأبى الانطباق على ما ذكر في الآيتين، سواء أكان السياق الأول الذي يشير إلى التهديد أو السياق الثاني الذي يبين ما خفي على النبي من أفعال أهل الكتاب كما قدمنا، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم) المؤمنون 51. وكما ترى فإن الآية قد أخذت بالترقي من الأمر الصادر بالأكل من الطيبات وهو امتنان من الله تعالى عليهم إلى توجيههم بأن يعملوا صالحاً ثم ختمت بالتحذير من مخالفة أمره جل شأنه، وذلك في قوله: (إني بما تعملون عليم) المؤمنون 51. ومما تقدم يظهر أن مقام الرسالة قابل للتهديد والتوجيه كما هو الحال في مقام النبوة دون فرق يذكر، وهذا المفهوم يلزم القائلين بالتفريق أن يعودوا إلى نبع القرآن الصافي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يخفى على المتأمل أن ما ذهب إليه أولئك الناس لا يخرج عن مسمى القدح بشخص النبي (ص) وبالتالي يسري هذا المعنى على جميع الأنبياء لأجل تبديل كلمات الله تعالى وأنى لهم تغطية الشمس.
من هنا نستطيع القول إن النبي معصوم في شخصه وفي رسالته بلا أدنى ريب، وأما النهي الصادر إليه من الحق سبحانه عن اتباع الهوى فليس فيه ما يقتضي إسقاط التكليف عنه كون العصمة لا توجب سلب اختياره وعدم الأخذ بهذا الاتجاه يجعل الفرق ظاهراً بين المعصوم وغيره من حيث تحقق الواجب وبذلك تصبح الطاعة كالمعصية، وهذا المفهوم يتفرق في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ليشمل جميع الرسل بعد أن علمت أن ليس هناك ما يدعو إلى التفريق بين الرسالة والنبوة، ومن مصاديق ذلك قوله تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) ص 26. ومنه خطابه جلت قدرته إلى موسى في قوله: (فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) طه 16. وفي هذه الآية نكتة عظيمة في توجيه موسى إلى عدم السير خلف من لا يؤمن بالساعة واتبع هواه، ثم بعد ذلك يتفرع المعنى على أمر الرسالة في الآية اللاحقة وما يليها ابتداء من قوله تعالى: (وما تلك بيمينك يا موسى) طه 17. وبناء على ما قدمنا يظهر السر في قوله تعالى: (قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون) الأنعام 150. وكذا قوله: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) الجاثية 18.
وبهذا نعلم أن آية البحث التي سنتعرض إلى تفسيرها لا تختلف في مفهومها عن الآيات السابقة التي أشرنا إليها، وليس فيها ما يقدح بعصمة النبي (ص) سواء في مقام النبوة أو مقام الرسالة لمن يود التفريق بين المقامين، وسيمر عليك هذا المعنى بصورة أكثر جلاء.
تفسير آية البحث:
قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) البقرة 120. يتفق جميع أهل الباطل في دعوة الأنبياء إلى اتباع ملتهم، وتكون الدعوة مصحوبة بالتهديد المتفرع على الرجم أو إخراجهم من ديارهم إن لم يستجيبوا لدعوتهم، واجتمع الأمران في شعيب كما يظهر ذلك من قوله تعالى: (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز) هود 91. وكذا قوله: (قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كنا كارهين) الأعراف 88. وفي نوح قال تعالى حكاية عن قومه: (قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين) الشعراء 116.
والآيات آنفة الذكر تفيد أن عدم استجابة المرسل إليهم للرسل يجعل الأمر مهيئاً للنبي (ص) في ما يصدر إليه من تهديد سواء كان من المشركين أو أهل الكتاب لأجل أن يتجنب اتباع أهواءهم، ويلاحظ في الآية اختفاء أثر المشركين من السياق والاهتمام بأمر أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وذلك كون تأثيرهم السلبي في رسالة النبي يأخذ الطابع التعصبي لملتهم الباطلة، ومن هنا نرى كيف فصل القرآن الكريم بين الفريقين بـ (ولا) وهذا يدل على أن كل طائفة كانت تدعو الرسول (ص) إلى اتباع ملتهم والإعراض عن ملة الطائفة الأخرى، وهذا الغرور السافر أدى بكل طائفة منهم أن تنسب نفسها للأنبياء أو تجعل الأنبياء أتباع لهم دون وجه حق، وقد أشار سبحانه إلى هذه الفرية بقوله: (أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) البقرة 140. وهذا التوبيخ يفيد أن جميع الأنبياء الذين ذكروا في الآية كانوا على ملة الحق ولم يكونوا يهوداً أو نصارى، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون) آل عمران 65. ثم بعد ذلك أظهر تعالى النتيجة بقوله: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) آل عمران 67.
ونرى في آية البحث كيف أمر الله تعالى نبيه (ص) بالرد عليهم بقوله: (قل إن هدى الله هو الهدى) وهذا هو السبيل القويم الذي يجب أن يتبع كون لا هدى إلا هداه سبحانه، ثم ختم آية البحث بقوله: (ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) وفي الآية دليل على أن عدم تحقق العصيان لا يمنع من الخطاب بالوعيد كما أسلفنا، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) الزمر 65. 

 من كتابي: السلطان في تفسير القرآن           

العائلات المارونية تشارك بمسيرة جامعة بمناسبة الشهر المريمي وعيد القديس يوسف العامل


المطران طربيه: العائلة المقدسة مثال دائم للعائلة المارونية
لمناسبة السنة اليوبيلية للرحمة، دعا مكتب الحياة العائلية والزواج في الأبرشية المارونية جميع الرعايا المارونية للمشاركة في مسيرة للعائلات انطلقت من كاتدرائية سيدة لبنان في هاريس بارك إلى كنيسة مار يوسف العامل في رعية مار رومانوس، أوبرن ساوث، وذلك يوم الأحد 1 أيار 2016. وقد شارك المئات من العائلات بالمسيرة التي انطلقت من سيدة لبنان الساعة الثانية والنصف بعد الظهر واختُتمت بقداس الهي احتفل به صاحب السيادة المطران أنطوان-شربل طربيه لمناسبة عيد مار يوسف العامل عند الساعة الخامسة.
وكانت مسيرة قد انطلقت من كاتدرائية سيدة لبنان في هاريس بارك يتقدمها رئيس الكهنة الأب طوني سركيس والأب طانيوس غصين من دير مار شربل، تخللها صلاة المسبحة الوردية في أجواء من الخشوع والفرح عمّت الشوارع التي عبرتها المسيرة من هاريس بارك مروراً بمنطقة غرانفيل وصولا الى أوبرن. وقد حمل المصلون تمثال السيدة العذارء خلال المسيرة.
ومن كنيسة القديس يوسف العامل انطلقت مسيرة ثانية يتقدمها صاحب السيادة المطران أنطوان شربل طربيه والأب سام وهبة ، كاهن الرعية، حيث حمل المشاركون تمثال القديس يوسف وقد تلاقى التطوافان في حديقة اوبرن جامعين تمثال السيدة العذراء والقديس يوسف في دلالة على الرمزية الروحية للعيد وعلى أهمية وحدة المرأة والرجل في الزواج والعائلة. وأكملت المسيرتان طريقهما باتجاه كنيسة مار يوسف العامل للاحتفال بالقداس الالهي الذي ترأسه المطران انطوان شربل طربيه بمناسبة بداية الشهر المريمي وعيد القديس يوسف العامل.
وفي عظته، تحدث المطران طربيه عن العذراء مريم، رفيقة درب الموارنة عبر التاريخ وحاميتهم التي حملوها معهم الى بلدان الانتشار مكملين مسيرة آبائهم ومستنرين من حياتها المباركة التي سلمتها لمشيئة الرب وخدمة مشروعه الخلاصي للبشر. كذلك شدد طربيه  على أهمية العائلة بمفهومها التقليدي المؤلف من الرجل والمرأة والأطفال، كالعائلة المقدسة التي تشكل تجسيداً للثالوث الأقدس من خلال عمل الروح القدس في مخلوقات الله. كما تطرق طربيه الى التحديات التي تواجه العائلات في هذه الأيام مشجعاً جميع الحاضرين أن يؤكدوا دائما على أهمية العائلة كعنصر أساسي في الكنيسة وفي بناء المجتمعات. وقد دعا طربيه جميع العائلات الى أن يكونوا شهودا للرب وللحياة المسيحية في بيوتهم والمثابرة على الصلاة أينما كانوا، في بيوتهم ورعاياهم وأماكن عملهم وحتى في الطرقات كما حصل في المسيرة آخذين العائلة المقدسة مثالاً لهم في المحبة والتضحية واتمام مشيئة الرب والتسليم بالعناية الالهية كما توجه بالشكر الى كل من شارك بالتطواف وكل من عمل على تنظيمه.
وبعد القداس الالهي شارك جميع الحاضرين  بحفل عشاء نظمته رعية القديس رومانوس في أوبرن.

لأننا نحن عمله/ نسيم عبيد عوض

سلوك الشخص المسيحى فى المجتمع هو صورة حقيقية لما يؤمن به ‘ وهو قد تعلم من الأناجيل الأربعة ماكان يسوع المسيح يعمله ويعلم به ‘ وطلب الرب منا أن نكون نورا للعالم كقوله" فليضيئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات."مت 5: 16‘ولقد رأى الشعب فى مصر وكل الناس فى أنحاء العالم لما كان يحدث للأقباط فىما مضى وفى  الوقت الحاضر ‘ من حرق كنائس لا يقل عددها عن ثمانين كنيسة ‘ حرق المكتبات المسيحية وأديرة الرهبان ‘ قتل وسحل وسبى الأقباط ‘خطف البنات وإجبارهم على الأسلمة ‘  وحقيقة مايحدث يشيب له الوجدان ‘الجميع ينظر للأقباط  بإستعجاب وحيرة فالأقباط هادئون لا ينتقمون ‘ يصلون بين الأنقاض أو فى حوش الكنيسة ‘ ولو أحترق الحوش يصلون فى الشوارع ‘ وفى نهضة القديسة العذراء مريم إمتلأت الكنائس عن آخرها  وسبح الشعب تسابيحه وكأن شيئا لا يحدث له ‘وقد عبر أحدهم أن الأقباط ظاهرة فريدة فى نوعها ‘ مع أننا نعيش على أرض وطننا مع غير المسيحيين 14 قرنا من الزمان ‘ ولكن ومع قسوة الواقع المر لاحظ الأخوة معدن الأقباط وقدر إيمانهم بربهم وكلمته المحيية.

يؤمن المسيحى بأن الله خلقنا لأعمال صالحة قد سبق فأعدها لنا لكى نسلك فيها كقول الرسول"لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها."أف2: 10‘ فكل لحظة من حياتنا لها عظمة ممتازة لعلاقتها بإرادة الله ‘ وكل عمل مهما كان صغيرا نأتيه فهو كبير لأنه جزء من تدبير الله . كل خطوة قصيرة نخطوها هى خطوة قديرة لأنها متداخلة مع خطوات غيرنا من البشر فما حياتنا سوى نسيج متداخل يسير حسب مشيئة الله لنا‘ فما أصغر حياتنا وأكبرها ‘ وماأدقها وأخطرها ‘ وماأقلها وماأفخرها ‘فهى مهما كانت فى ذاتها الا أنها متداخلة كجزء من إرادة الله أو هى إرادة الله بأكملها لكل فرد فينا.

ان لله غرضا ساميا فى وجود كل انسان على الأرض‘ وطبقا  لهذا الغرض سبق فدبر تدبيرا لحياة كل إنسان ولا سيما المؤمن به الذى علية أن يكون إيمانه وسلوكه وحياته تحت مظلة مشيئة وإرادة الله ‘ ونحن فى صلاتنا اليومية المتكررة نصلى "لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض" وكقول الكتاب "لأنكم تحتاجون الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون المواعيد ."عب10: 36

وقد قال الرب يسوع لتلاميذه وللذين حوله "لأن من يصنع إرادة الله هو أخى واختى وأمى.: مر3: 35



والسؤال ماهى مشيئة وإرادة الله لنا:

1- أن يتخذنا أبناء له : كقول الكتاب "واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطان ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنون باسمه."يو1: 12‘ وأيضا " إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته."أف1: 5

2- يريد الله خلاص الجميع من خطاياهم: " الذى يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون."1تىمو2: 4‘ الله لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا.

3- مشيئته أن نكون مدعوون حسب قصده: كقول الرب " وهذه مشيئة الآب الذى أرسلنى ان كل ما أعطانيه لا أتلف منه شيئا بل أقيمة فى اليوم الأخير." يو6: 39

4- لا يشاء أن يهلك أحد من البشر :بل بفمه الكريم يقول لتلاميذه انه جاء ليخلص ماقدهلك ‘ ويقرر الرسول قول الرب " فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد إبتدأ الرب بالتكلم به." عب2:3‘ ويقول الرب لحزقيال النبى " قل لهم . حى أنا يقول السيد الرب .إنى لا اسر بموت الشرير بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا." حز33: 11

5- التسليم بمشيئة الله : ويفسرها الرسول" مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ماهى مشيئة الرب." أف5: 11  ‘ ويعلمنا معلمنا يعقوب الرسول فى رسالته" احسبوه كل فرح يااخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة. عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا. وام الصبر فليكن له عمل تام لكى تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين فى شيئ." يع1: 2-4

6- أن تكون مشيئة الله فى المقام الاول فى حياتنا: كقول الرب عن نفسه" ياأبتاه إن شئت أن تجيزعنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك." لو22: 42

والنتيجة لهذا الإيمان كقول الكتاب "والعالم يمضى واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت الى الأبد."1يو2: 17

والمؤمن المسيحى الذى يسلم بإرادة الله ومشيئته يحق له  أن يقول مع الرسول بولس العظيم " أستطيع كل شيئ فى المسيح الذى يقوينى ." في4: 13.

ولعلى قد أجبت على إستغراب الناس من سلوك المسيحى وسط هذه الظروف القاسية والمريرة التى يمر بها ‘ ليسوا ظاهرة فريدة ‘ بل هذا هو إيمانهم ولا أحد يغلب الإيمان .

بين قيامة المسيح وقيامة الوطن/ لطيف شاكر

ياوطني ...هل من قيامة
محور الايمان المسيحي قيامة السيد المسيح. فـ "لولا القيامة لكان ايماننا باطلاً" حسب قول القديس بولس الرسول. إذ إن القيامة اعطت الأمل والرجاء بالخلاص، وحررت الانسان من سطوة الموت والعبودية.
والايمان بقيامة الاوطان من كبوتها، والرجاء بالخلاص من تسلط الاشقاء كما الاعداء محور رهان المواطن على دولته وحافزٌ لنضاله من اجل قيامها حرة سيدة فاعلة ضامنة لكرامته وحقوقه.
لكّن المواطن المصري  بدأ صبره ينفد ليس من الرهان على بناء الدولة والتضحية في سبيل ذلك، بل من بعض "الاتباع" المأجورين الذي يعيقون هذا المشروع لمصالح ابعد من حدود الوطن.
المواطن المصري  ملّ من رؤية الوطن مصلوباً  منذ ثورة العسكر على خشبة الخلافات الداخلية وتضارب المصالح الاقليمية... مكللاً بأشواك سياسات "النفوس الصغيرة والضعيفة" التي تسيرها "أنا" عمياء بغيضة...مطعونة "هويته" برمح اصحاب النزعات  الدينية وهلوسات   حلم العروبة  او آفاق اسلامية  متعددة الابعاد
والوطن بدوره ملّ من يبقى عطشاناً على صليب الإرتهانات والإستفزازات والإنقسامات ، فيُسقى خلاً يزيد من مرارة أوضاعه ومستقبله ، ويكرر العبارة الإلهية الشهيرة: إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون .
مصر  تنتظر القيامة مع قيامة السيد المسيح، وبعض من فيه يتمنون أن لا ينتهي يوم الجمعة العظيمة وأن لا يأتي سبت النور كي لا تظهر أعمالهم ونواياهم الى العلن وتظهر ساطعة كالشمس، عندها لن يجدوا مكاناً يأويهم ولا شعب يحيّيهم...ولا وطن يحميهم
ياسيدي المسيح ان مصر احتضنتك عندما التجأت اليها هاربا من شر هيرودس (ومن مصر دعوت ابني) واحبك شعب مصر (مبارك شعبي مصر) وشبهت مصر بالجنة (كجنة الرب كأرض مصر)
كنت تجول تصنع خيرا وتقيم الموتي  وتشفي المرضي ....الا تشفي جروح مصر النازفة    .. كنت تشبع الجياع  لئلا يخوروا في الطريق الا تشبع نفوس شعب مصر الفقير والمحتاج.( وهويفتح يديه فيشبع كل حى من رضاه)
اننا علي رجاء القيامة  نثق  ان الرب سيقيم  مصر من عثراتها وضعفاتها ..وكما تعلمنا ان الله محبه وبدون المحبة فلسنا شيئا ارجو ان  نعي طريق الرب حيث المحبة  لبعضنا البعض  دون تفرقة  في الجنس او الدين او اللون او العرق  ونحب وطننا مصر (لانه هكذا احب الله العالم  لكي لايهلك كل من يؤمن به ..)