في سويسرا، غرامة مالية لأب مسلم رفض ان تتعلم بناته السباحة

بي بي سي ـ
حكمت محكمة سويسرية على أب مسلم بغرامة مالية قدرها 4 آلاف فرنك لرفضه مشاركة بناته في دروس السباحة الاجبارية في مدارسهن ومشاركتهن في السفرات والنشاطات المدرسية الاخرى، حسبما اوردت وكالة الانباء السويسرية.

فقد اصدرت المحكمة في مقاطعة سانت غالن السويسرية الاربعاء حكما بتغريم الرجل المذكور، وهو بوسنوي يقيم في سويسرا منذ عام 1990، مبلغا قدره 30 فرنك سويسري (30 دولارا امريكيا) يوميا لمئة يوم اضافة الى غرامة ثانية تبلغ الف فرنك.

وقضت المحكمة بأن الرجل، الذي لم يعلن اسمه، مذنب بانتهاك واجب العناية والتعليم بحق بناته وازدراء قرارات السلطات وانتهاكات متكررة لقانون التعليم الاجباري الساري في البلاد.

وكان الرجل البالغ من العمر 40 عاما طعن في قرار اصدرته سابقا محكمة محلية برفع قضية جنائية ضده.

وكان الادعاء طالب بحبس الرجل لمدة 4 شهور اضافة للغرامة بدعوى انه لم يبد اي اهتمام بالاندماج في المجتمع السويسري او التقيد بالقوانين السارية رغم اقامته في البلاد منذ عام 1990.

كما طالب الادعاء بالنظر في امكانية تجريده من اذن الاقامة الذي يحمله.

ويقول الرجل إن السماح لابنته الكبرى بالمشاركة في معسكر لتعلم التزلج لا يتوافق مع عقيدته الاسلامية.

وتقول الوكالة السويسرية إن الأسرة - التي تعيش على الاعانات التي تقدمها الدولة - في صدام دائم مع السلطات المحلية في بلدة سانت مارغريثين شمال شرقي سويسرا منذ عدة سنوات.

وكانت محكمة قد اصدرت قرارا ضد الاسرة في عام 2015 لرفضها ارسال بناتها الى المدرسة لانهن منعن من ارتداء الحجاب.

ولكن المحكمة الاتحادية حكمت لصالح الاسرة وسمحت للبنت الكبرى بارتداء الحجاب في مدرستها باعتبار ذلك جزء من حريتها الدينية.

ويأتي الحكم الاخير يعد شهور تقريبا من صدور حكم آخر من محكمة في مقاطعة بازل يتعلق برفض طالبين مسلمين مصافحة مدرساتهما مما اثار لغطا واسعا في سويسرا.

وكانت المحكمة نقضت قرارا اصدرته المدرسة التي يتلقى فيها الطالبين تعليمهما استثناهما من مصافحة مدرساتهما، وهددت بفرض غرامات كبيرة على كل من يرفض التقيد بهذا الامر.

الافطار السنوي لمطرانية طرابلس المارونية في كرمسده قضاء زغرتا



المطران بو جوده:" العيش المشترك هو صفة مميّزة للحياة في لبنان
المفتي الشعار:" لا يجوز ان يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية
زغرتا ـ 
اقام راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، مأدبة افطار رمضانية، في معهد "مار يوحنا للتعليم العالي" في بلدة كرمسده في قضاء زغرتا، شارك فيها مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، راعي ابرشية طرابلس والكورة للروم الملكيين المطران ادوار ضاهر، راعي ابرشية عكار وتوابعهما للروم الارتوذكس المطران باسيليوس منصور، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس ممثلا بالارشمندريت يوحنا البطش، المطران الجديد المنتخب الخوري جوزيف نفاع، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ممثلا بقائمقام الكورة السيدة كاترين الكفوري، النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي وائل الحسن، القاضي طارق البيطار، النقيب ميشال خوري ممثلا نقيب محامي طرابلس والشمال فهد المقدم، مدير فرع مخابرات الشمال العميد الركن كرم مراد، العميد رينه معوض ممثلا قائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن مروان حلاوي ، المدير الاقليمي لجهاز امن الدولة في عكار العميد ميلاد التولاني، العقيد طوني انطون رئيس فرع مخابرات الجيش في زغرتا، المقدم ميلاد نصرالله قائد سرية درك زغرتا، المقدم اسكندر يونس رئيس فرع امن الدولة في زغرتا، النقيب جورج رزق رئيس فرع المعلومات في زغرتا. رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، نقيب مهندسي الشمال ماريوس البعيني، نقيب اطباء الشمال عمر عياش، الامينة العامة للجنة الوطنية للاونسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور، الى حشد من الشخصيات الامنية، التربوية، الاجتماعية، النقابية، ورجال دين.
وتحدث المطران بو جوده فقال:" يطيب لي أن أرحبّ بكم جميعاً في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك الذي يدعى فيه المؤمنون إلى القيام بفحص ضمير ومراجعة حياة ليروا إلى أي مدى هم ملتزمون بمبادئ إيمانهم وبعيشها بروح الطاعة لما يطلبه منهم الرب، وإلى التساؤل عن الأولويّات في حياتهم، هل هي لأمور الجسد فقط أم هي أيضاً لأمور الروح. فللجسد دون شك حقوقه لكنّها لا يجب أن تطغى على أمور الروح، كما تُعلّمنا جميع الأديان وبصورة خاصة الأديان الموحّدة الثلاث: اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام. فالصوم والإنقطاع عن الطعام والشراب طيلة النهار، ولو سبّبا للمؤمن بعض المضايقات، خاصة عندما يأتيان في فصل الصيف، فإنّ ذلك يفهمه أنّ عليه أن يعطي الأولويّة لأمور الروح، فيسعى من خلال ذلك إلى تنقية ذاته وتطهيرها من كل الأدران وكل ما يتراكم عليها من أوساخ".
وتابع بو جوده:" للصوم بُعد شخصيّ أولاً لأنّه يفرض على المؤمن بعض الممارسات الصعبة،  فيتحمّلها بطيبة قلب معبّراً بذلك عن طاعته لما يطلب منه الرب. لكن له أيضاً بُعدٌ إجتماعي تدعو إليه ممارسة الزكاة التي هي من دعائم الإيمان الخمس والتي تحثّه على الإلتفات إلى الغير والإهتمام به وبصورة خاصة إلى المعوز والمحتاج الذي لا يستطيع غالباً أن يؤمّن لنفسه ولعائلته أهم متطلبات الحياة اللآئقة والكريمة، وتُعبّر عن ذلك الموائد الرمضانيّة التي يقيمها الميسورون والأغنياء، والجمعيّات الخيريّة والإجتماعيّة طوال شهر رمضان المبارك. كما أنّ المبالغ التي تُجمع بهذه المناسبة توجّه دائماً بخدمة الفقراء، عملاً بما يقوله الرب في مختلف تعاليمه، ويذكّرنا بذلك ما يقوله أشعيا في النبي الذي يعطي المعنى الحقيقي للصوم فيقول.
"يقولون: نصوم ولا تنظر، ونتّضع وأنت لا تلاحظ، فيقول لكم الرب
في يوم صومكم تجدون ملذّاتكم وتسخّرون جميع عمّالكم.
للمشاجرة والخصومة تصومون، وللضرب بقبضة الشر.
صيام كصيامكم هذا اليوم لا يُسمعني صلواتكم في العلاء
أهكذا يكون صوم أردته؟ يوماً واحداً يتّضع فيه الإنسان؟
أم يكون بإحناء الرأس كالعشبة وإفتراش المسوح والرماد؟
صومكم هذا لا يُسمّى صوماً ولا يوماً يرضى به الرب.
فالصوم الذي أُريده هو أن تُحلّ قيود الظلم وتُفكّ مرابط النير
أن يُطلق المنسحقون أحراراً ويُنزع كل نير عنهم، أن تفرش للجائع خبزك
وتُدخل المسكين الطريد بيتك، أن ترى العريان فتكسوه، ولا تتهرّب من مساعدة قريبك.
بذلك ينبثق كالصبح نورك وتُزهر عافيتك سريعاً(أشعيا58/3-8).
وقال بو جوده:" يتوافق الإحتفال بهذا الشهر الفضيل والمبارك هذه السنة عند المسلمين، مع إحتفال المسيحيّين بسنة الرحمة الإلهيّة التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس، الذي قال أنّها الشريعة الأساسيّة التي تقيم في قلب كل شخص عندما ينظر بعينين صادقتين إلى الأخ الذي يلتقيه في طريق الحياة. فالرحمة هي الطريق الذي يوحّد الله والإنسان، حتى يفتح قلبه على الرجاء بأنّه دائماً محبوب بالرغم من خطيئته، لأنّ هناك أوقاتاً نكون فيها مدعوّين بطريقة أكثر إلحاحاً لتثبيت نظرتنا إلى الرحمة، لكي نصبح نحن أيضاً علامة فعّالة لعمل الله (وجه الرحمة2-3). ويُضيف قداسة البابا أنّ الرحمة قيمة تذهب أبعد من حدود الكنيسة، إنّها تربطنا مع اليهوديّة والإسلام اللذين يعتبرانها من بين أبرز صفات الله. فإنّ صفحات العهد القديم ملأى بالرحمة، لأنّها تخبر بالأعمال التي صنعها الرب لصالح شعبه في الأوقات الأشد صعوبة في تاريخه. من جهته فإنّ الإسلام يضع الرحمن الرحيم من بين أسماء الخالق. فبهذه الكلمتين يبدأ كل مسلم صلاته قائلاً: بإسم الله الرحمن الرحيم. وإنّ هذا الإبتهال هو غالباً على شفاه المسلمين الذين يشعرون بأنّ الرحمة ترافقهم وتعضدهم في ضعفهم اليومي. فهم أيضاً يؤمنون بأنّ ما من أحد يستطيع أن يًحُدّ الرحمة الإلهيّة لأنّ أبوابها مفتوحة دائماً للجميع(وجه الرحمة23).
واردف بو جوده يقول:" تتّخذ العلاقة مع المؤمنين المسلمين، في عصرنا، أهميّة عظمى. إنّهم اليوم حاضرون في عدّة بلدان ذات تقليد مسيحي، حيث يمكنهم الإحتفال بحريّة بدينهم، ويعيشون مندمجين في المجتمع. ويجب ألاّ يغرب عن ذهننا البتة أنهم "يعلنون أنّهم على إيمان إبرهيم، يعبدون معنا الإله الواحد، الرحمن الرحيم الذي يدين الناس في اليوم الأخير (نور الأمم- المجمع المسكوني الثاني). عن هذا العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين، الذي هو صفة مميّزة للحياة في لبنان، يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان" أنّهم عاشوا جنباً إلى جنب طوال قرون مديدة، حيناً في سلم وتعاون وحيناً في صراع ونزاع. ولذ فإنّه يدعوهم كي يجدوا في حوار يراعي مشاعر الأفراد والجماعات سبيلاً لا بد منه للعيش المشترك وبناء المجتمع. ويُضيف قائلاً: إنّ على اللبنانيّين ألاّ ينسوا تلك الخبرة الطويلة في العلاقات التي هم مدعوّون إلى إستعادتها، بلا كلل، من أجل مصلحة الأشخاص والأُمّة برمّتها. ولا يُعقل أن يعيش أبناء مجتمع بشري واحد، على أرض واحدة، ويفضي بهم الأمر إلى عدم الثقة بعضهم ببعض والتخاصم والتنابذ بإسم الدين. وعلى هذا الحوار أن يتواصل على عدّة مستويات، في الحياة اليوميّة وفي العمل وفي الحياة الوطنيّة العمليّة. وأنّ الخبرات العمليّة في ممارسة التضامن، هي ثروة لجميع الشعب، وخطوة واسعة هامة على طريق مصالحة الأفكار والقلوب إذ بدونها لا يمكن القيام بعمل مشترك طويل الأمد. وأنّ الحكمة الطبيعيّة تقود الأفرقاء إلى تواصل بشري غني، وإلى تعاضد يُمتّن النسيج الإجتماعي(رجاء جديد للبنان عدد91).
وتابع:" هذا الوصف يصح بصورة مميّزة في طرابلس والشمال حيث عاش المسيحيّون والمسلمون طوال قرون عديدة وما يزالون. وأنّ التاريخ شاهد على ذلك، فلا يصح أن توصف هذه المدينة بأنّها فقط قلعة للمسلمين، ولا يصح للمؤرّخين وبصورة خاصة لبعض الأخصّائيّين في التاريخ أن يتكلّموا فقط عن تاريخها الإسلامي ويتناسون أو يهملون تاريخها المسيحي مركّزين فقط على الحروب الصليبيّة التي كانت صفحة سوداء في الكثير من مظاهرها ليس فقط على العلاقات بين المسيحيّين والمسلمين، بل أيضاً على العلاقات بين المسيحيّين مع بعضهم البعض. والتاريخ يشهد أنّ الخلافات والحروب بين أبناء المجتمع الواحد والدين الواحد حصلت وما زالت تحصل منذ القديم وحتى أيامنا هذه. والذي نراه اليوم في العديد من البلدان العربيّة المجاورة أفضل شاهد على ذلك لسوء الحظ، وهو في نظرنا لا يُعطي صورة حقيقيّة عن الإسلام، لا بل فبإمكاننا القول أنّه تشويه خطير للإسلام وليس للإسلام أيّة علاقة فيه. في مجتمعنا المعاصر، أيّها الأحبّاء، لم يعد يوجد أي بلد في العالم منغلقاً على نفسه يعيش فيه فقط أبناء دين واحد. إنّنا نعيش عصر العولمة ليس فقط على الصعيد الإقتصادي، بل أيضاً على الصعيد الإجتماعي والديني حيث الجميع يتعاطون مع بعضهم البعض في كل الأمور الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة بغض النظر عن إنتمائهم الديني. وإنّنا نرى أنّ في بلدان الغرب الذي كان يوصف بالعالم المسيحي أصبحت المساجد والجوامع منتشرة في مختلف المدن بأعداد كبيرة، وحتى في عاصمة الكثلكة روما، مقر الكرسي الرسولي. كما أنّ الكنائس أصبحت موجودة في مختلف بلدان الخليج العربي ذات الأكثريّة الإسلامية. ويذكر قداسة البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي "فرح الإنجيل" إن في كتب الإسلام المقدّسة مقاطع كثيرة يرد فيها قسم من التعاليم المسيحيّة.
وقال:" يضيف أنّ يسوع ومريم هما موضوع إكرام عميق، وإنّنا نرى أن نرى شباناً وكباراً، رجالاً ونساء مسلمين يكرّسون بعض الوقت كل يوم للصلاة، والإشتراك بأمانة في طقوسهم الدينيّة. وفي الوقت عينه فإنّهم مقتنعون جداً أنّ حياتهم بكاملها هي من الله وله. ويقرّون أيضاً بضرورة الإستجابة لله بإلتزام خلقي ومعاملة الأكثر فقراً برحمة. كما أنّه يدعو لدعم هذا الحوار مع الإسلام وتنشئة المتحاورين ليكونوا قادرين على التعرّف على قيم الآخرين وإلقاء الضوء على القناعات المشتركة(فرح الإنجيل 252-253). وإسمحوا لي في الختام، أيّها الأصدقاء والأحبّاء، أن أُشير ولو بصورة عابرة إلى ما حدث مؤخّراً في طرابلس في الإنتخابات البلديّة والإختياريّة لأقول وأُردّد ما قلته مرّات كثيرة في وسائل الإعلام الإجتماعيّ، بأنّي لا أعتبر ذلك إستبعاداً للمسيحيّين وتهميشاً لهم، بل إنّهم كانوا لربما ضحيّة خلافات وصراع داخلي بين مختلف القوى السياسيّة من طائفة واحدة هي الطائفة الأكثريّة العدديّة في المدينة، وعن نقص في الثقافة وردّة فعل طبيعيّة عند بعض فئات الشعب الطرابلسي الذين لم يعودوا معتادين على العيش المشترك مع مواطنيهم المسيحيّين الذين إضطرّوا لمغادرة المدينة في ظروف قاسية لكنّها كانت عابرة، بسبب ما حصل منذ ثمانينات القرن المنصرم. ويطيب لي بهذه المناسبة الإشارة إلى أمرين مهمّين يؤكّدان الإنتماء العضوي للمسيحيّين إلى الجسم الطرابلسي وهما إنتخاب الخوري جوزف نفاع إبن عكار إنتماءً وإبن طرابلس التل ولادة وإقامة كأُسقف معاون لغبطة البطريرك الراعي، وسيامة الخوري راشد شويري إبن باب التبانة ذي السجل رقم6 كاهناً منذ عدّة سنوات".
وختم بو جوده كلمته:" إنّني أعتبر أنّ من واجبنا نحن كمسؤولين دينيّين وأعضاء مجتمع مدني ومثقّفين أن نعمل يداً بيد لتخطّي كل هذه الصعوبات، ولربما للعمل على إصلاح في قانون الإنتخابات البلديّة يُتيح الفرصة للأقليّات العدديّة الحصول على مراكز في المجالس البلديّة تؤهّلهم للمساهمة في العمل على الإنماء الإقتصادي والإجتماعي نظراً لما يتمتّعون به من خبرات ومن كونهم منخرطين في حياة المدينة بمختلف الإختصاصات التي تؤهّلهم لذلك. إنّنا نسعى إلى ذلك كمسؤولين دينيّين من خلال اللقاءات التي تجمعنا في مختلف المناسبات الدينيّة والإجتماعيّة والوطنيّة كي نُعيد إلى هذه المدينة صورتها الحقيقيّة كمدينة للعيش المشترك، قلعة لجميع المواطنين على حد سواء يتحصّنون فيه دفاعاً عن القيم والأخلاق في مجتمع عالمي أصبحت فيه مهدّدة والإنسان فيه غالباً محتقراً ومذلولاً.  أُكرّر الترحيب بكم  في ختام هذا الشهر الفضيل، وأتمنّى لكم عيد فطر سعيد".
من ثم تحدث المفتي الشعار فقال:" مرحبا بكم في امسية رمضانية اكتسبت معنى مميزا في حياتنا الوطنية، في الظاهر لقاء على مائدة افطار، وفي الباطن والواقع تواصل ومحبة واخاء وتكامل وتعاون، وكل منا من موقعه يكمل مسيرة الاخر في قضيتين اساسيتين، في صلاح الافراد وصلاح المجتمع. قبل ان اتناول الكلمة والحديث الى حضراتكم، اريد ان اخص بتحية كبيرة الى هذا الفكر النير الذي استمعنا اليه في كلمة تستحق ان تقال في اعلى منابر القيم الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية. ولو اردت ان اسرد ما قال ابتداء من الصوم ومعناه واثاره ومضامينه موصولا باثره الاجتماعي بقضية الزكاة، حيث التحسس بالقضية الاجتماعية وباخواننا وبابنائنا في المجتمع، مرورا بذاك الاطار الواسع الذي لن اجد اوسع منه وهو اطار الرحمة، ولو سئلت، وقد سئلت يوما، ان اقول صفة واحدة عن الاسلام امام بعض الاجهزة الاعلامية الامركية عندما سالوني ما هو الاسلام بكلمتين فاجبت:" قلت الاسلام دين التوحيد ودين الرحمة".
اضاف الشعار:" اما الاطار الذي دندن عنه كثيرا عن طرابلس وتاريخها، لم اضطر يوما ان ارد على صاحب السيادة، ولن يكون اليوم، لكن اريد ان اقول له كلمة، قلتها لصاحب الغبطة البطريرك الراعي، عندما اراد ان يتحدث عن المسيحية في الشرق، قلت له المسيحية في الشرق قبل الاسلام، والمسيحية في طرابلس قبل الاسلام، هي موجودة في هذه البلاد قبل ان يكون محمد عليه الصلاة والسلام، الرسالات السماوية كلها رسالات متكاملة، كل رسالة تتم التي قبلها وتكملها، ونحن نعتبر ان شرع من قبلنا هو شرع لنا ما لم يرد نص، كما قال علماء الاصول في فقهنا الاسلامي".
وتابع الشعار:" اريد في الحديث معكم عن اثر الصيام في صلاح الفرد، رمضان هذا الشهر المبارك، كما ذكر صلحب السيادة بالتحديد، فيه عودة الى الضمير، ونحن في فكرنا وثقافتنا الاسلامية نقول، عودة الى الفطرة السمحة، يعود كل الى فطرته، ودينه، فتشتد العزائم، وتقبل على الخير، لذلك نرى ان الخير في رمضان يتضاعف كثيرا لانه شهر الخيرات والبركات، وشهر تصفّد فيه الشياطين، رمضان من شانه ان يحقق صلاحا في نفوس الافراد، لكن المشكلة ان صلاح الفرد كأنه هو الغاية الاولى والاخيرة، نحن نريد ان يكون صلاح الفرد موصولا بصلاح المجتمع، عبر صلاح الاسرة ذاك المجتمع الحاضن والكبير، ولا يجوز ابدا ان يكون الصلاح قاصرا على الفرد وان يكتفي كل مسلم اوكل فرد ان يكون صالحا لنفسه، لان الله تعالى قال في القران الكريم، ان الله لا يضيع اجر المصلحين. المصلح المغيّر ذاك الرمز الفاعل الايجابي الذي يبدا عملية التغيير واصلاح الاخرين، ولا يكفي ابدا ان اكون صالحا، انما يجب ان يسري هذا الاصلاح الى اسرتي الى اخواني، الى ربعي وقومي والى امتي ومجتمعي والى وطني، وربما صلاح الفرد ينعكس ايجابا على صلاح الاسر في كثير من الاحيان، ولو بدأ مع الاسف يتراجع وربما يتاكل، لكن ينبغي ان نشد العزائم، ونستنهض الهمم، وان نشعر وندرك، ان التكليف الالهي لكل واحد منا، كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الا يكتفي بصلاح نفسه، انما ان يقوم بعملية اصلاح غيره".
وقال:" اما الاطار الثالث هو اصلاح المجتمع، واصلاح المجتمع وعملية التغيير، تبدو لكل واحد منا بانها قضية كبيرة وتحتاج الى حكومات، ودول، والى مؤسسات، لكن اعتقد ان ما نحمله من الفكر والوعي، وما نحمله من ثقافة متوازنة، ومن عقل مستنير، ومن حرص على مجتمعنا ووطننا، ينبغي ان يدفعنا لصناعة مناخ ثقافي، ولصناعة مناخ فكري، ولصناعة مناخ يشعر فيه كل مواطن بامنه الذاتي، وبانه مسؤول، وبانه مكلف تجاه وطنه ومجتمه حتى يكون صالحا بينه وبين نفسه، لا يجوز ابدا ان يقتصر صلاحي على ان اقوم كل ليلة في المسجد، او في البيت، او مع مجموعة من اخواني العلماء، ينبغي ان يسري هذا الصلاح الى الاخر، هذا الصلاح، اذا سرى وانطلق تبدأ عملية الاصلاح، وهذا مهمتنا، وليس مهمة رجال الدين وحدهم، وليست مهمة العلماء وحدهم، مهمة كل غيور وكل صاحب ذي لب وبصيرة، كل من يدرك انه انسان، عنده رسالة في الحياة، رسالة الانسان ليست قاصرة ان اعلم اولادي، وان اتزوج وان انجب، وان اكون مسرورا في حياتي، رسالة الاسلام هي اعمار الارض، ربنا تعالى استعمرنا في الارض، اي طلب منا اعمارها، هذه هي مسؤوليتنا وهذه هي بداية اصلاح للمجتمع الذي نعيش فيه".
وتابع:" يجب ان نرفع الصوت شيئا فشيئا على مراحل، لكن ان نلتزم الصمت لا، وان ننكفأ لا والف لا، ينبغي ان نتحدث ان نرفع الصوت، ان يشعر المجتمع ان هناك تيارا واعيا يحمل معه فكرا ناضجا من اجل صلاح المجتمع، والوطن والدولة، من لهذه الدولة، ومن لهذا الوطن، ومن لهذا المجتمع، ومن لهذه الامة، امثالنا، امثالكم، أرباب الضمائر الحية، اصحاب الفكر النير، اصحاب الرؤى التي تتجاوز المناطق والمذاهب، والطوائف، حتى تستوعب المجتمع كله، نحن شعارنا في الاسلام "خير الناس انفعهم للناس" خير الناس وليس خير المسلمين، وليس خير اهل الكتاب، هذا الشعار يجب ان يدفعنا كي نقدم خيرا في كل يوم لمجتمعنا".
واردف يقول:" كم انا حزين ان يصل الوطن الى هذا المستوى، من يتحدث الان عن رئاسة الجمهورية في لبنان، ننتظر حلول موعد الجلسة في مجلس النواب، يحضر بعض النواب ويعودون وكأن الوطن سائب، وليس له  رجال، لا اذا قصر النواب، والاحزاب، والمسؤولون، عن القيام بواجبهم تجاه وطنهم، ينبغي ان نهب جميعا في وجوههم، ينبغي ان نتحرك، هكذا يبقى لبنان سنتان من دون رئيس، كاننا غنم سائبة في بوادي وجبال لا راعي لنا ولا مؤسسات، والكارثة ان المؤسسات بدأت تتلاشي لولا الجيش، والقوى الامنية، لضاع الوطن. اريد ان اتحدث عن الصلاح، الذي يترجم الى اصلاح الى المجتمع والدولة والوطن، ينبغي ان يسمع منا النواب جميعا، انهم ليسوا امام خيار ان لا يهرعوا ويهرولوا الى مجلس النواب، من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، ممثلوننا ينبغي ان يحملوا ويعبروا ويمثلوا ضميرنا، ورسالتنا، واهدافنا، ولوكنا نحن الان نتحرك في مجتمعاتنا، ولو كان هذا الفكر اعطي الى الاخرين لتحركت في كل مناطق لبنان تيارات وطنية تحمل فكرا رائدا وناضجا، فكرا رياديا، حتى نضع الجميع امام مسؤولياتهم، ولتكن الاستقالة منهم جميعا، ليعودوا الى بيوتهم اذا ارادوا يتخلفوا عن اداء الرسالة في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ثم هذا الفكر الفلسفي الجديد بان الانسان مختار هو حر ان ينزل الى المجلس ام لا، هذا ليس فكرا ديمقراطيا، وليس فكرا قانونيا، ولا دستوريا، انت مختار ان تنتخب فلان او فلان، لكن ان لا تمارس عملك فهذا خلل في الانتظام العام الدستوري والوطني، انا اشعر الان ان هيبة رئاسة الجمهورية بدأت تتراجع، ولا اريد ان اقول اكثر، حتى لا اكون مشاركا في اضعافها، وانا اخاطب جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وكل حسب مذهبه، والله اذا ضاع لبنان سنبكي كثيرا، وسيبكي اللبنانيون كثيرا اذا ضاع الوطن، لن نجد وطنا في الدنيا يماثل لبنان، ولكن فليعذرني الاخوة المسيحيون اذا وجهت اليهم الخطاب، اذا ضاع لبنان سيبكي المسيحيون مرتين، مرة لانهم مواطنون، ومرة ثانية لانهم اهل الحب، وليعذرني الموارنة كذلك، اذا ضاع الوطن، سيبكي الموارنة ثلاثة مرات، مرة لانهم مواطنون، ومرة ثانية لانهم مسيحيون اهل حب، ومرة ثالثة لانهم مؤتمنون على الدستور، ضاع الدستور اذا، ينبغي ان نتحدث في مجتمعنا ونحن في شهر مبارك، يعود فيه الناس الى ضمائرهم،  ينبغي ان نحدث ضجة في كل مدن لبنان في كل مناطق لبنان، ولا يجوز ان يهدأ لنا بال على الاطلاق، لا يجوز ان نكتفي بكلمة واخطاب او مؤتمر صحفي، ربما سنضطر ان نقوم بمسيرات من اجل حمل النواب على ان يقوموا بواجبهم، ومسؤولياتهم، لبنان هذا الوطن اعطانا الكثير رغم كل الحرمان الموجود في عكار والضنة والهرمل، والكثير من مناطق لبنان، لكن رغم كل هذه الماسي فلبنان ملك امام بقية الدول التي زرتها وعشت فيها، هذا الصلاح بانك صاحب رسالة يجب ان يسري الى مجتمعك الى اخوانك الى ربعك والى كل من حولك ليستيقظ الجميع ويصحو الجميع ويعودوا الى ضمائرهم، ونحمل نوابنا قبل ان نطالب بسحب الثقة، نحملهم الى ان يقوموا بواجبهم الوطني من اجل الحفاظ على لبنان".
وختم الشعار يقول:" امل ان لا اكون قد استرسلت او انفعلت لكن القضية لا تتحمل منا بعد ذلك الى شيء من الهدوء او الصمت على الاطلاق، وضع لبنان يقض مضاجعنا، ويؤرقنا ويزعجنا ان يستمر هذا الوطن سنتين بدون رئيس جمهورية، لا نستطيع ان ننتخب، من ذاك الذي يعتبر اكبر من الوطن، اي حزب، اي انسان او فرد، لبنان ينبغي ان يكون اولا، وينبغي ان نعمل نحن جميعا من اجل الحفاظ على هذا الوطن. لا اريد ان اعود الى الوراء وان اتحدث عن الانتخابات البلدية او غير ذلك، طرابلس انتخبت المسيحيين عندما ينال المرشح المسيحي 14 الف و 15 الف صوت، هذا يدل على ان طرابلس لم تقاطع المسيحيين، وانا اطمئن الجميع انه لا خوف من تصادم طائفي او مذهبي، فطرابلس والشمال تعديا ذلك كله، وقيمة هذا الكلام اننا نقوله امام رجال فكر، وفي منطقة لها في الوطن جذورها، كرمسده، قضاء زغرتا، من اقضية الشمال، ولبنان باذن الله سيتعافى اذا تحرك امثالكم، ونحن في مقدمتكم".

سيامة الشدياق سركيس عبدالله في ابرشية طرابلس المارونية

زغرتا ـ الغربة ـ
احتفلت ابرشية طرابلس المارونية، بسيامة الشدياق سركيس عبدالله، شماسا على مذابحها، بوضع يد راعي الابرشية المطران جورج بو جوده، خلال قداس احتفالي اقيم في كنيسة مار يوحنا المعمدان في حارة الجديدة في مجدليا في قضاء زغرتا. عاون المطران في القداس رئيس لجنة الدعوات في الابرشية الخوري مرسال نسطه، رئيس دير مار يوسف لللاباء اللعازاريين الاب شربل خوري، خادم الرعية الخوري حنا حنا، والخوري شربل ايوب، ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية. وحضره الى عائلة الشماس الجديد حشد من الاصدقاء والاقارب ومدعويين.
في بداية القداس تحدث الخوري حنا، فشكر للمطران بو جوده رعايته وحضوره هذا الاحتفال، وقال :"ان احتفالنا يتزامن مع عدة مناسبات في الرعية، اهمها عيد شفيع الرعية مار يوحنا المعمدان". وكشف الخوري حنا في كلمته عن مشروع تشييد "كابيلا وحديقة القديس شربل" بالتعاون مع بلدية مجدليا، وبرعاية ومباركة من المطران جورج بو جوده". وشكر الخوري حنا كل من "تعب وعمل على انجاح هذا الاحتفال".

بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:"  يقول كتاب أعمال الرسل في الفصل السادس عدد1 إلى7، أنّه لمّا كثر عدد التلاميذ أخذ اليهود الهيلينيّون يتذمّرون على العبرانيّين لأنّ أراملهم يُهملْنَ في توزيع الأرزاق (المساعدات) اليوميّة. فدعا الإثنا عشر جماعة التلاميذ وقالوا لهم:"لا يحسن بنا أن نترك كلمة الله لنخدم على الموائد، فإبحثوا أيها الإخوة عن سبعة رجال منكم لهم سمعة طيّبة ممتلئين من الحكمة والروح، فنقيمهم على هذا العمل، ونواظب نحن على الصلاة وخدمة كلمة الله. فإختاروا السبعة وأحضروهم أمام الرسل فصلّوا ووضعوا الأيدي عليهم. وكانت كلمة الرب تنمو وعدد التلاميذ يزداد كثيراً في أورشليم، وأخذ جمع كثير من الكهنة يستجيبون للإيمان.
وقال :" ان إختيار الشمامسة في الكنيسة الأولى كان من أجل الإهتمام بالأمور الماديّة لجماعة المؤمنين وكان على المُختارين أن يكونوا من ذوي السمعة الطيّبة وممتلئين من الروح والحكمة، أي بكلام آخر من الذين يتميّزون بالأمانة والصدق والصراحة والشفافيّة لأنّ مسؤوليتهم في الكنيسة سوف تكون كبيرة ومهمّة. لقد إختيروا ليكونوا في خدمة الآخرين. والخدمة في الكتاب المقدّس لها معانٍ وأبعاد مهمّة. فالخادم ليس إنساناً من فئة ثانية يقوم بعمله تحت ضغط الإكراه بل هو رجل الثقة الذي يضع رب العمل ثقته فيه، ويسلّمه المهمّات الدقيقة والحسّاسة ويتّكل عليه في تتميمها بكل أمانة كما حصل مع إبرهيم عندما أراد أن يختار زوجة لإبنه إسحق إذ إنّه إستدعى رئيس خدمه ووضع يده في زناره وقال له:"إذهب إلى أرض آبائي وأجدادي إلى أهل عشيرتي وإختر هناك زوجة لإبني".
اضاف:" من ناحية أخرى فإنّ النبي أشعيا عندما يتكلّم عن المسيح المزمع أن يأتي فإنّه يخصص له أربعة أناشيد فيقول في الفصل الثاني والأربعين:"هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي رضِيَت عنه نفسي، قد جعلت روحي عليه فهو يبدي الحق للأمم، لا يصيح ولا يرفع صوته ولا يسمع صوته في الشوارع... يبدي الحق بالأمانة لا يثني ولا ينثني إلى أن يحل الحق في الأرض (آشعيا42/1-3) وفي الفصل التاسع والأربعين عدد1 إلى3 يقول: "إنّ الرب دعاني من البطن وذكر إسمي من أحشاء أمي، وجعل فمي كسيف ماضٍ وفي ظل يده خبّأني وقال لي: أنت عبدي، فإني بك أتمجّد...
وتابع:" الشمّاس هو الخادم وهذا هو معنى الكلمة. إنّه المُكلَّف أساساً بالإهتمام بالأمور الماديّة للجماعة، ولكن دوره لا يقتصر على ذلك بل إنّه مرتبط بإلتزامه الإيماني. وهو بالتالي مكلَّف أيضاً بمساعدة الكاهن في خدمة الكلمة. تطوَّر مفهوم الشمّاسيّة حتى أصبح مرحلة تحضيريّة للكهنوت، إضافة إلى المحافظة، أو العودة إلى رتبة الشمّاسيّة الدائمة.

وتوجه المطران الى الشماس الجديد بالقول:" تأتي سيامتك الشمّاسيّة ليلة إحتفال الكنيسة بعيد ولادة القديس يوحنا المعمدان آخر أنبياء العهد القديم الذي أعلن رسمياً مجيء ملكوت السماوات عندما أشار إلى يسوع الآتي ليعتمد على يده فقال: هذا هو حمل الله، هذا هو الحامل خطيئة العالم. يوحنا المعمدان كان صلة الوصل بين العهدين القديم والجديد، وقد أرسله الله ليكون الصوت الصارخ في البرية ويقول: أعدّوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة. وقد قام بدوره على اكمل وجه كنبي. والمعروف أنّ النبي هو الذي يختاره الله ويكلّفه بالمهمّات الدقيقة كما حصل مع إرميا الذي قال له الرب: قبل أن تتكوّن في الحشا عرفتك وجعلتك نبياً للأُمم، فمهما آمرك به تقول وإلى من أرسلك إليه تذهب. أُقيمك نبياً على الأُمم لتقلع وتغرس وتبني. النبي مدعو لقول الحقيقة والشهادة لها لمراقبة ما يحصل في بيئته من إيجابيات وسلبيات. فإذا كانت الأمور سلبية ومناهضة للإيمان، حاربها وإذا كانت إيجابيّة حافظ عليها ونمّاها".
واردف يقول:" في الأساس الشمّاس مكلّف بالإهتمام بالأمور الماديّة للجماعة، لكنّ دوره لا يقتصر على ذلك، بل هو مكلّف في الكنيسة عادة بمساعدة الكاهن في القيام بخدمته الكهنوتيّة. وقد تطوّر هذا الدور حتى أصبح مرحلة تحضيريّة للكهنوت. لقد قمتَ، أيّها العزيز سركيس، بهذا الدور في فترة شدياقيّتك وسوف تتابعه في فترة شمّاسيّتك، إذ أنّك، إضافة إلى إهتمامك بالنشاطات الرعويّة مع الأطفال والشبيبة، الفرسان والطلائع وغيرها من المجموعات، كنتَ تسعى إلى مساعدة الفقراء والمعوزين، فتؤمّن لهم المساعدة ممّن تعرفهم من ذوي الإمكانيّات الماديّة، وإنّني أدعوك اليوم، أن تتابع عملك الرعوي والإجتماعي تحضيراً للكهنوت، على أن تحافظ على الرويّة والهدوء في خدمتك وأن تبني كل نشاطك على روح الصلاة والتأمّل فلا تحوّل شمّاسيّتك وكهنوتك إلى نشاطوية تُلهيك عن الأساس. وستساعدك في ذلك دون شك العزيزة زينا، زوجتك التي تدرّبت هي أيضاً على القيام بالأعمال الرسوليّة في الرعيّة منذ سنوات طويلة".
وختم بو جوده عظته:" تمنّياتي لكَ ولها ولوالدتك وأخواتك وجميع أنسبائك بأن تكون حياتك كلّها حياة خدمة وتأمّل وصلاة بروح يوحنا المعمدان، فتعلن مثله أمام الجميع أنّ المسيح هو المخلّص الوحيد وأنّه هو، على ما يقول قداسة البابا فرنسيس في مرسوم الدعوة إلى يوبيل الرحمة، وجه رحمة الآب. وأنّ الرحمة هي الشريعة الأساسيّة التي تقيم في قلب كل شخص عندما ينظر بعينين صادقتين إلى الأخ الذي يلتقيه في طريق الحياة، وأنّ الرحمة هي الطريق الذي يوحّد الله والإنسان.
بعد  القداس تقبل الشماس الجديد التهاني من الحضور واقيم كوكتيل في المناسبة.

نظره لمصر/ منى عامر


يا ست الكل ، يا عدرا  .... يا ام الرضا والنور ... شاهده عل اللي بيجرا 
 مصر اللي خطيتي عليها  برجليكي يا   طاهره   ...    محتاجه نظره رضا
ادعيلنا يا   عدرا       .....   يرضي علي مصر ربنا  ....ويزيح الغم ويبدل همنا
امانه عليكي يا عدرا  .... لتبصي فوق للسما  ....    وتكلمي ارجوكي ربنا
يفك ضيقه مصر   ....   وينزل رضاه عننا ...  ندرن عليا يا عدرا
 لا ازور واولع لك مليون شمعه  ..... لما يزيح الهم والغلب عننا
                 يا عدرا  .... يا ام الرضا والنور

رمضان أقبل/ محمد محمد علي جنيدي


رمضانُ أقبل ناشراً طيباً ونورا
رمضانُ للإسلامِ كم أهدَى سُرورا
يا أيها الساري بذكرٍ قمْ لهُ
شهرُ الفضائلِ بالتقَى يُحيي قبورا
من صام فيهِ مخلصاً حاز الرضا
حاز الوصالَ وفضلَهُ رِيّاً ونورا
تمشي بهِ بين الخلائقِ آمنا
ومسامحاً للهِ قد أنهَى شرورا
الصومُ صومٌ عن حديثِ الغائبِ
إن كان صدقاً أو يكن كِذْباً وزورا
هل طاب لحمُ أخيك مِيْتاً بعدما
أهدى اليقينَ كروضةٍ ترعَى زهورا
والصومُ صبرٌ والحياةُ مطيةٌ
فاظفرْ بأمنِك إن تكن عبداً صَبورا
تلك الجنانُ بصبرِكم تسعى لكم
فاحفظْ بصبرِك صومَكم تبقَى شَكُورا
لا للسبابِ وإن أتاك مشاجِرٌ
فاعرضْ لربِك ساعةً وانثرْ عطورا
يبقَى الصيامُ جهادَ نفسٍ طالما
أخلصتَ للرحمنِ عقلَك والشعورا
 - مصر
m_mohamed_genedy@yahoo.com

عيد الغطاس/ نسيم عبيد عوض

لنبدأ بما قاله الكتاب المقدس عن عيد الغطاس أو عيد الظهور الإلهى
فيعرفنا القديس لوقا البشير بهذا الحدث الباهر والمجيد فيقول:
1- كانت معمودية يوحنا بأمر إلهى كقول الكتاب "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا فى البرية. فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا."لو3: 2و3. 2- وكان يوحنا ككاهن ونبى " يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا أولاد الأفاعى من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتى.فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة ...والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار."لو,7-10 ‘ وقول النبوة على لسان زكريا الكاهن عن إبنه يوحنا" وانت أيها الصبي نبي العلى تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه.لتعطى شعبه معرفة الخلاص بمغفرة الخطايا."لو1: 76و77‘ وأيضا قول الكتاب" واما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة انفسهم غير معتمدين منه."لو7: 30.   
2- وواضح تماما أن هذا لا يتعلق ولا يخص الرب يسوع بدليل قوله عن المسيح عندما علم انهم يفكرون بأنه المسيح‘ " اجاب يوحنا الجميع قائلا انا أعمدكم بماء ولكن يأتى من هو أقوى منى الذى لست أهلا ان احل سيور حذائه . هوسيعمدكم بالروح القدس ونار. الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع القمح الى مخزنه . واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ."16و17‘ وهنا يعترف ويشهد بأنه ليس المسيح ‘ وأن المسيح سيعمد بالروح القدس ونار ‘ وأول مرة يسمع اليهود عن نار الروح القدس التى سيعمد بهاالمسيح ‘وهذا إعتراف من نبى العهد القديم عن اللاهوت‘ وفى قوله أيضا ان المسيح سيحرق التبن بنار لا تطفأ ‘ أيضا هو الله الذى ناره على الأشرار لا تطفأ. 
3- وبعد شهادة المعمدان مباشر ينقلنا القديس متى البشير عن قدوم السيد المسيح ليعتمد "حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا لعتمد منه. ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان أعتمد منك وانت تأتى الي. فأجاب وقال له اسمح الآن. لانه يليق بنا ان نكمل كل بر . حينئذ سمح له." مت3: 13-15. والآباء يفسرون قول الرب " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر" بأن الرب وهو عالم بأن مايقوم به يوحنا أمرا سماويا ‘ فعلى المعمدان أن يكمل بر الطاعة كما نفذه الرب بنفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب‘ نوال بر العماد من يد المسيح ليعطيه مجانا لكل من يؤمن ويعترف به.لأن بإعتمادنا معه نلنا بر اتضاعه والاغتسال من خطايانا. المسيح لا يعتمد لنفسه ولا يقبل ويكمل بر العماد لذاته لأنه بلا خطية تستحق التوبة ‘ ولكن الموضوع متضمن سر تقديسه لذاته من أجلنا " ولأجلهم أقدس أنا ذاتى." يو17: 19‘ 
وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى."يو17: 22‘ وهذا هو مدخل اللاهوت بالفداء والخلاص ونوال بر المسيح.

عيد الغطاس المعروف للمسيحيين ب "عيد الظهور الإلهى" هو ثالث الأعياد السيدية الكبرى ‘ لكونها تتعلق بالسيد المسيح ‘ وتبدأ الأعياد بعيد البشارة ثم عيد الميلاد المجيدين ‘ ويقال مجيد لأنه عيد لمجد وبمجد الله. وعيد الغطاس الذى يحتفل به كل مسيحي العالم ماعدا بعض الطوائف ‘ من الأعياد الغاية الأهمية فى الإيمان والخلاص المسيحى ‘ لإرتباطه بالعماد الذى بدأ يوحنا يقدمه لليهود التائبين(وكما أشرنا الرب يسوع غير محتاج للمعمودية أساسا لأنه عماد بالمياه للتوبة والرب لا خطية فيه تستحق التوبة ) ولكنه كما قال ليوحنا ينبغى ان نكمل كل بر‘ غطس فى الماء تحت يد يوحنا لحسابنا نحن المؤمنين به ‘ وليكن عمادنا بالماء والروح حسب وصيته الإلهية." الحق الحق أقول لك ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".يو3: 5.

الغطاس
أى العماد بغطاس الجسد تحت الماء وهو طقس تنفذه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية‘ومصدره الرب نفسه الذى إعتمد بالغطاس كقول الكتاب " فلما أعتمد يسوع صعد للوقت من الماء."مت3: 16. وفى إعتمادنا بالتغطيس يقول القديس بولس الرسول "لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح."غل3: 27.

الظهور الإلهى

هذا منظر سماوى رأيناه على الأرض ومن هنا تأتى أهمية هذا العيد أنه أستعلان الله للبشر ويقول الكتاب فى ذلك" فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" وإذا السماء قد انفتحت له‘ فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه ‘ وصوت من السموات قائلا: هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت." مت16و17 ‘ ويفسر القديس يوحنا الإنجيلى الظهور الإلهى للثالوث القدوس كما رآه الشاهد يوحنا المعمدان بقوله "وانا لم أكن أعرفه . لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء. وشهد يوحنا قائلا انى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم اكن أعرفه . لكن الذى ارسلنى لاعمد بالماء ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله . " يو1: 31-34. وهنا تفسير حقيقى وعملى لأقانيم الله كما نؤمن نحن المسيحيين بالله الآب وبكلمته وروحه القدوس‘ فقد أظهر لنا الثالوث الأقدس (الآب والإبن والروح القدس)..الآب من السموات (هذا هو ابنى الحبيب) ‘والإبن وهو صاعدا من الماء ‘ والروح القدس نازلا عليه شبه حمامة"مت 3: 17. ظهور إلهى كامل بالصوت والصورة لإعلان نزول الله لأرضنا للفداء والخلاص الموعود.

كيف قدم يوحنا المعمدان يسوع المسيح للعالم؟

1- "وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ." يو1: 29‘ وقال يرفع بصيغة الحاضر ولم يقل سيرفع ‘ بصيغة المستقبل لأن وجود المسيح يعنى تحقيق الخلاص الموعود والذى سيتم على الصليب ‘ وهذا مافعلة سمعان الشيخ عندما حمل الطفل يسوع على يدية "لأن عينى أبصرت خلاصك."لو2‘ والمعنى هذا هو الحمل الذى سيذبح على الصليب الذى بدمه سيفدى ويخلص كل من يؤمن به.
2- قدم يوحنا المعمدان المسيح لتلاميذه لشغفهم به فأرسل اثنين من تلاميذه للسيد المسيح يسألانه "أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟‘ فأجاب يسوع وقال لهم " اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن يعثر في."مت11: 3و4‘ وهذا تحقيقا لكل النبوات فى العهد القديم عن المخلص..
3- قدمه لهم أنه العريس " أنى قلت لست أنا المسيح بل انى مرسل امامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس إذن فرحى هذا قد كمل."مت3: 28و29. وأيضا " ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص."يو3: 30‘ وأيضا" قدمه أنه من فوق وهو فوق الجميع."يو3: 31.
4- قدم لنا يوحنا المعمدان حقيقة العبادة لله عندما سجد له وهو فى بطن أمه كما شهدت إليصابت بالروح القدس" حين صار صوت سلامك فى أذنى أرتكض الجنين بأبتهاج فى بطنى." لو1: 44‘ وشهادته عنه " فهذا قد جاء للشهادة ليشهد للنور."يو1: 7.
كرم الرب يسوع يوحنا المعمدان وهو بعد حي عندما قال لتلاميذه" لكن ماذا خرجتم لتنظروا أنبيا نعم أقول لكم وأفضل من نبى..الحق أقول لكم لم يقم من بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان."مت 11: 7-11.

عيد الغطاس المجيد ذكرى الاشتراك مع المسيح فى تكميل البر. على يد يوحنا بالماء للتوبة وليعد أمامه شعبا مستعدا لقبول الخلاص‘ وبالماء والروح للفداء بدم المسيح ‘ وكل عام وجميعكم بخير لنعيد مرة أخرى بعيد الغطاس المجيد الذى هو عيد الظهور الإلهىى أمين.


مجموعة من التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان الميارك

نتمنى في مؤسسة الغربة الاعلامية صياماً مباركاً لاخوتنا المسلمين، وأن يعم السلام في كل بقعة من بقاع الارض، وأن يكون شهر رمضان شهر الخير والبركة على الجميع. واليكم بعض التهاني من حول العالم:
**
من المهندس حميد عوّاد ـ كندا
إخوتي الأعزّاء وأخواتي العزيزات،
إذ تتهيؤون لإحياء رياضة روحيّة رمضانيّة تغنونها بممارسة فضائل التقوى والعفّة والإحسان والبرّ والصبر وصفاء التأمل ونقاء الضمير وذروة التواصل والتضامن والتكافل، أشعر بتخاطر حميم معكم أحبّائي خلال التماسكم هداية ورضى الله عزّ وجلّ في صلواتكم وأعمالكم وسلوككم فيغدق عليكم بغمر  قلوبكم بالغبطة والطمأنينة. كما آمل أن يساهم هذا المسح الروحيّ في انقشاع الرؤية واستدلال الحلول الرشيدة للنزاعات المهلكة التي تمزّق المنطقة وتشنّج النفوس داخل وطننا لتزيد مشاكله تعقيداً ونهوضه تكبيلاً، فتنجح مساعي الخيّرين في تحفيز الوئام وينطلق لبناننا الحبيب بزخم نحو آفاق العافية والنموّ والازدهار ليرفل في نعمة الرخاء والحريّة والسلام والأمان والاستقرار. رمضان مبارك.
 Valued friends,
As you embark on an exploratory spiritual journey in the depth of rituals of devotion and fasting during this blessed Month, I would like to wish you all Ramadan Kareem. 
In the Spirit of Ramadan there is an engagement into introspection and expurgation to attune the human conduct in harmony with the sublime spiritual and moral values ingrained in our conscience. 
May the virtues of goodwill, compassion, charity, tolerance, resilience, generosity and philanthropy culminate during Ramadan and persist beyond its end. 
May the serenity, harmony and peace camping over this month stem the tide of violent conflicts ravaging the region and enlighten the minds so it would be extended and dwell over our beloved homeland Lebanon.

Hamid Aouad
**
تهنئة سفيرة السلام د. بهية أبو حمد بحلول شهر رمضان المبارك
سفيرة السلام المحامية الدكتورة  بهية أبو حمد تهنئ الجالية اللبنانية، والجالية العربية والإسلامية، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وتتمنى للجميع صياماً مقبولاً. وكل عام وانتم بخير.
**
تهنئة مجلس ولاية فيكتوريا الجـامعـة اللبنـانيـّة الثقـافيـّة في العـالم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
يتقدّم رئيس مجلس ولاية فيكتوريا، الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم الدكتور جو الاسطا مع أعضاء اللجنة التنفيذية من اللبنانييّن وطناً وإغتراباً بأحرّ التهاني وأسمى التمنيّات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
كما نتوجه من المسؤولين الرسمييّن والممثليّات الدبلوماسيّة وهيئاتها، من المراجع والمؤسسات الدينيّة والقادة الزمنيّين، ومن الجالية اللبنانيّة في أستراليا، ومن المؤسسات والجمعيّات الأهليّة والخيريّة رؤساء وهيئات، ومن وسائل الإعلام وأسرها، بأحرّ التهاني وأسمى التمنيّات، ويسأل الله عزّ وجلّ أن يعيده على الجميع بالخير والرفاه وأن يمنّ على أستراليا ولبنان بدوام الأمن والازدهار.
أمانة الإعلام: إبراهيم شربل
**



الشيخة موزا تلتقي بابا الفاتيكان لمدة 30 دقيقة.. ما هي الهدايا المتبادلة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--
 استقبل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، السبت، الشيخة موزا بنت ناصر، زوجة أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، في القصر الباباوي بالفاتيكان.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) أنه تم خلال اللقاء "مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل، لاسيما أزمة اللاجئين وحماية المدارس والتعليم في مناطق النزاعات، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز ثقافة الحوار بين الأديان لمعالجة القضايا والمشكلات في العالم".

ووصفت إذاعة الفاتيكان اللقاء بأنه كان "وديا" واستمر لمدة 30 دقيقة. وأفادت بأن الشيخة موزا قدمت إلى بابا هدية عبارة عن "مخطوطة عربية قيمة للإنجيل، مكونة من 123 بخط النسخ ومزينة، وتم إنتاجها في تركيا العثمانية في القرن الثامن عشر".

وأضافت إذاعة الفاتيكان أن "البابا فرانسيس قدم إليها ميدالية مرسوم عليها غصن الزيتون، رمز السلام، ونسخة من كتابه الثاني (كن مسبحاً)".

وأعربت الشيخة موزا، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، عن شكرها للبابا على دعمه الملموس للاجئين والتزامه تجاه قضاياهم، مؤكدة على أن "رسالته فيما يتعلق بالوحدة ومد يد الصداقة لجميع الشعوب والأديان، لهي أهم الآن أكثر من أي وقت مضى".

وأشاد البابا فرانسيس بجهود الشيخة موزا في هذا الشأن من خلال "مؤسسة التعليم فوق الجميع" والمهتمة بتوفير التعليم النوعي للأطفال غير الملتحقين بالمدارس في مناطق النزاعات في جميع أنحاء العالم، وفق ما نقلته "قنا".

وعقب الاجتماع، شهدت الشيخة موزا التوقيع على مذكرة تفاهم بين مكتبة قطر الوطنية ومكتبة الفاتيكان بشأن رقمنة عدد من المخطوطات العربية والاسلامية النادرة وإتاحتها للجمهور. وستتاح هذه المخطوطات في مكتبة قطر الرقمية.

وكانت الشيخة موزا التقت، الجمعة، رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي، وذلك في قصر رئاسة الوزراء "كيجي" بالعاصمة الإيطالية روما، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل والمتعلقة بقضايا اللاجئين وسبل توفير التعليم النوعي في الظروف الصعبة وتعميمها على مستوى العالم.

سورة البقرة: الآية 119/ عبدالله بدر اسكندر

الأثر المترتب على تبليغ الرسالة الإلهية من قبل الأنبياء لا يخرج عن التسمية الوظيفية المتضمنة للإنذار والتبشير، أما ما يجانب هذا الاتجاه من حيث الموازنة الفعلية لشخص النبي فهو وإن كان في معزل عن الأحكام التشريعية إلا أنه لا يكون مذموماً إذا ما نظرنا إلى القياسات الطبيعية للنفس التي لم تنقاد إلى القوانين والنظم المفارقة للسمات البشرية، ومن هنا نرى أن التقديرات الشخصية للأنبياء لا يمكن أن تعزز التجاذبات الدفاعية عن المكلفين بالشرع الملقى على عاتقهم، أو ما ينسجم مع الاتجاهات العرفية التي تلقي بظلالها على مسيرتهم العامة، سواء كانت الاعتقادات السائدة لديهم ناتجة عن جهد النبي أو ملازمة للطبيعة الفطرية، وتعليلاً لهذا النهج نرى أن الصفات الإنسانية قد تتغلب على الأحكام التشريعية التي ألزم الله تعالى بها أنبيائه، وبالتالي يحتاج هذا المنحى إلى مقررات أخرى تساعد على إرجاع الأنبياء إلى الأحكام الإلهية التي تحدد العواطف الفطرية الظاهرة في سلوكهم، أما إذا ظهر ما يخالف ذلك فلا محيص من أن تظل الاعتقادات الراسخة في مخيلتهم حبيسة الخلجات النفسية التي تحيط بأفكارهم، وتأسيساً على ما سلف يمكن القول إن النظام الإلهي ما جاء إلا ليبعد الشبهات المثيرة عن القلوب الطاهرة ويركز على الأسس القانونية وإن كانت لا تتفق مع الفطرة السليمة التي يمتاز بها الأنبياء، ومن الأمثلة على ما نحن بصدده تلك الواقعة الشهيرة التي حصلت لقوم لوط والتي كان لها الأثر الفاعل في دفاع إبراهيم عنهم والتوسل إلى الملائكة مبدياً الأعذار التي يظن أنها تشفع لهم عند الله تعالى، ولكن الله غالب على أمره.
وقد صور القرآن الكريم هذه الحادثة بأروع الصور حيث قال سبحانه فيها: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين... قال إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) العنكبوت 31- 32. فإن قيل: يظهر من الآيتين أن إبراهيم كان يدافع عن لوط دون قومه وهذا لا يتفق مع الطرح المقدم؟ أقول: إبراهيم لا يجهل أن الله تعالى سوف ينقذ لوطاً وأهله من العذاب ولكن أراد أن يجعل من ذلك وسيلة خفية لأجل صرف العذاب عن أهل القرية، "ولا يرد علينا بأن الغاية لا تبرر الوسيلة لأن القاعدة لا تحمل على عمومها في جميع الحالات هذا على فرض صحتها" ويعضد ذلك ما ورد في قوله تعالى: (فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط... إن إبراهيم لحليم أواه منيب... يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود) هود 74- 76. ومما تقدم يظهر أن الآيات صريحة في دفاع إبراهيم عن قوم لوط لا عن لوط، والنكتة ظاهرة في قوله: (يجادلنا في قوم لوط) هود 74. وهذا الأمر يختص برحمة الأنبياء الفطرية التي لا تخضع للتحليلات الدخيلة إلا بتوجيه من الحق سبحانه، فتأمل هذا المعنى بلطف وسوف يدلك على أسرار القرآن الكريم.
من هنا نعلم أن قيادة الأمة لا يكتب لها البقاء إلا إذا كان العامل الماثل فيها متفرعاً على شخص القائد ومدى حرصه على رعيته، وأنت خبير بأن هذا الفعل قد يكون بمنأى عن الحكام الذين لا يراعون حرمات الله تعالى، وبذلك يظهر الفرق بين القيادة الأرضية التي لا يحافظ أصحابها على الأصل الثابت في النفس البشرية، وبين أولئك الذين جعلوا من أنفسهم معبراً لأقوامهم حتى وصل بهم الأمر إلى الهلاك من أجل هداية الناس والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان، وخير مثال على ذلك هو ما نجده متجسداً في السبيل القويم الذي اتبعه النبي (ص) من أجل هداية أهل مكة، وقد بين تعالى هذا المعنى في مواضع متفرقة من القرآن الكريم كقوله جل شأنه: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) الكهف 6. وكذا قوله: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) الشعراء 3. وكذلك قوله سبحانه: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون) فاطر 8. وجميع هذه الآيات تهدف إلى تسلية النبي وإذهاب الحزن والأسى عنه، وتبين له أن الأمر لا يحتاج إلى إهلاك نفسه، كون مهمته مع قومه تنتهي عند الإنذار لمن خالف التعاليم التي أمر الله تعالى بها دون سلب الاختيار عن المعارضين للرسالة.
وبناءً على ذلك نلاحظ مدى تكرار الحق سبحانه للمفاهيم التي تدلل على عدم سلب الاختيار عن المرسل إليهم، وكما ترى فإن مخالفة هذا النهج لا تتناسب مع الدعوة الإيمانية علماً أن الله تعالى لديه القدرة على إخضاع الناس للعبادة القسرية، وقد أشار سبحانه إلى هذا المعنى في كثير من الآيات كقوله: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) الشعراء 4. وكذا قوله: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) يونس 99. وقوله تعالى: (أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً) الرعد 31. ولذلك جعل الحق سبحانه جميع الأبواب مفتحة لما يختاره الناس كما في قوله: (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً) النبأ 39. وكذا قوله: (لمن شاء منكم أن يستقيم) التكوير 28. وقوله تعالى: (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً) المزمل 19. وكذلك قوله: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً) الكهف 29. وهنالك آيات أخرى بهذا الشأن، ومن هنا يتضح أن الإيمان أو الكفر المشار إليهما في الآية الأخيرة لا يعززان القدرة الإلزامية على استيعاب المعاني المتفرعة منهما دون الوقوع في التبريرات الضاغطة على السلوك الشخصي للاتجاهات الاختيارية التي يتخذها الإنسان إذا ما علمنا أن الآية بعيدة عن التوبيخ، وقياساً لذلك تظهر النكتة في آية البحث التي بين تعالى من خلالها عدم مسؤولية النبي عن أصحاب الجحيم من الأحياء دون السؤال عن حال أبويه كما ذهب إلى ذلك قليلي الخبرة من المفسرين، وكما ترى فإن الفعل يتعلق بالله سبحانه دون النبي وهذا ظاهر. 
تفسير آية البحث:
قوله تعالى: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) البقرة 119. الآية تبين أن مهمة النبي تنتهي عند التبشير والإنذار، ويظهر في منطوقها تبرئته (ص) عن الاتجاهات السلبية المتخذة من قبل قومه كونه غير مسؤول عنها، والجزء الأول من الآية أعني قوله: (إنا أرسلناك بالحق) يحتمل مجموعة من الوجوه التي يشهد لها القرآن الكريم أهمها:
أولاً: المراد من إرساله بالحق أي بالصدق، ويشهد لهذا الوجه قوله تعالى: (ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين) يونس 53.
ثانياً: المراد من إرساله بالحق أي إرساله بالقرآن، ويشهد لهذا الوجه قوله تعالى: (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) ق 5.
ثالثاً: المراد بالحق الإسلام، ويشهد لهذا الوجه قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً) الإسراء 81.
رابعاً: الحق الذي يقابل الباطل، ويشهد لهذا الوجه قوله تعالى: (ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) الأحقاف 3.
وأرجح الاحتمالات هو الاحتمال الثاني نظراً لما يفيده السياق... فتأمل ذلك بلطف.

  من كتابي: السلطان في تفسير القرآن        

المطران طربيه: لا تخافوا من ادخال يسوع الى صلب حياتكم وحتى الى حكومتكم




ترأس راعي أبرشية أستراليا المارونية سيادة المطران أنطوان شربل طربيه القداس الالهي في كنيسة مار يوسف كرويدن، يوم الاحد 29  أيار، حيث عاونه بالذبيحة الالهية مدبر الرعية الاب مارون القزي ولفيف من الكهنة بحضور وزير الخزانة الفدرالي سكوت موريسون، وزير التعددية الحضارية كريغ لاوندي، النائب الأسقفي العام المونسينيور مرسيلينو يوسف، رئيس بلدية بوروود السيد جون فخر، عضو بلدية ستراثفيلد أنطوان الدويهي، ممثلون عن المؤسسات المارونية والجمعيات اللبنانية الاسترالية، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية في استراليا ،ممثلون عن الوسائل الاعلامية وحشد كبير من المؤمنين.
وبعد الانجيل المقدس، القى المطران طربيه عظة وقال فيها، " إنه الأحد الأخير من الشهر المريمي الذي نصلي فيه لأمنا مريم العذراء طالبين شفاعتها وحمايتها لنا.  وكنا قد احتفلنا مع أبناء كنيستنا بهذا الشهر المبارك من خلال الزيارات التي قمنا بها للبيوت حاملين معنا تمثال السيدة العذراء الذي اجتمعنا حوله لصلاة المسبحة الوردية برفقة العائلات التي استضافتنا وأصدقائهم. ان الانجيل المقدس يخبرنا في كل آية من أياته عن رحمة الرب ومحبته لنا لمغفرة خطايانا والعذراء هي ام الله وبالتالي هي أم الرحمة وهذا المفهوم هو في صلب ايماننا وتقاليدنا كموارنة. ومع وصولنا الى ختام هذا الشهر المريمي المبارك، فاننا نمضي قدماَ في حياتنا حاملين جميع النعم التي حصلنا عليها بشفاعة السيدة العذراء ومتذكرين دائما كلمات سيدنا يسوع المسيح "من يحبني يحفظ وصاياي " لنعيش الانجيل في كل يوم ."
وأضاف المطران طربيه:"لقد منح الرب سلامه لتلاميذه ولكل من يحفظ وصاياه والسلام الذي أعطانا اياه لا يشبه السلام الارضي بل هو سلام حقيقي يعطي الفرح والأمل لبني البشر. كذلك منحنا الرب روحه القدوس، روح الحكمة والمعرفة، لينير طريقنا ويلهمنا على القيام بالأعمال الصالحة فلا تخافوا من ادخال يسوع الى صلب بيوتكم ، عائلاتكم وأماكن عملكم وحتى الى حكومتكم لأنه هو الوحيد القادر على منحكم الحب الحقيقي والأمل الصادق. وفي ضوء رسالتنا لنشر كلمة الرب ومشاركة الآخرين بالنعم الكثيرة التي غمرنا بها فإننا نسعى الى بناء مركز جديد في رعية مار يوسف، وأود في هذه المناسبة أن أرحب  بالوزيرين  سكوت موريسون و كريغ لاوندي أملين ان تدعم الحكومة المحلية هذا المشروع الذي سيعود بالفائدة على كل أبناء مجتمعنا خاصة الاقل حظاً منهم، تماما كما قامت بدعم بيوت الراحة التي ستهتم بالمسنين والعجزة."
كما تطرق المطران طربيه في عظته الى الحملات الرامية لتشريع زواج المثليين في استراليا وتغيير مفاهيم العائلة والزواج وقال، " هناك مساع خطيرة للدفع باتجاه تشريع زواج المثليين وبالتالي خلق تركيبة جديدة للعائلات، ما يشكل تهديداً للحريات الدينية وتقاليدنا التي ننقلها الى الأجيال الجديدة ولم أتصور أن الحريات الدينية ستكون يوماً ما مهددة في أستراليا. وفي هذا الاطار أتوجه بالشكر والتقدير للوزيرين موريسون ولاوندي لدفاعهم عن العائلة بفهومها التقليدي مع التشديد أن الأخطار المحدقة بأجيالنا القادمة عديدة ومنها الأفلام الاباحية، الاستغلال العاطفي والجسدي، الأمراض العقلية والادمان وغيرها. "
وختم طربيه عظته داعياً المؤمنين أن يصبو الى نيل استحقاق الملكوت السماوي وذلك من خلال تتميم مشيئة الرب والعمل بكلمته لأنه كريم ورحوم، كما دعا جميع أصحاب الارادات الصالحة وأبناء الكنيسة الى التفكير بخياراتهم في الانتخابات الفدرالية القادمة مؤكدا انه على ثقة أنهم لن يصوتوا للمرشحين الذين ينادون بقيم تتعارض مع القيم الانسانية وقيم العائلة التي تنادي بها الكنيسة.
وبعد الذبيحة الالهية، كانت كلمات للوزيرين موريسون ولاوندي والتي أثنيا فيها على قيادة المطران طربيه للأبرشية المارونية في أستراليا وروحانيته التي يعمل بها مع أبناء رعيته للنمو وتحقيق المزيد من المشاريع التي تعود بالفائدة على أبناء الكنيسة وأعلن موريسون أن الحكومة الأسترالية ستقدم منحة بقيمة $2,500,000.00 لتدعم المركز الجديد لرعية مار يوسف كرويدن.
كذلك كانت كلمة باسم لجنة الوقف في رعية مار يوسف كرويدن، القاها المحامي شارلي طنوس، التي توجه فيها بالشكر للمطران طربيه لدعمة مشروع المركز الجديد في الرعية الذي يشمل مركز حضانة الأطفال وموقف للسيارات كما شكر الوزيرين موريسون ولاوندي على المنحة التي قدموها للمساهمة في اتمام هذا المشروع المهم للرعية.