الف ومائتا شاب وفتاة من لبنان يشاركون في الايام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولونيا





بولونياـ الغربة ـ
اكثر من الف ومائتي شاب وفتاة من لبنان، يشاركون في الايام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولونيا، المدينة التي كان البابا القديس يوحنا يولس الثاني راعيا لها قبل انتخابه على السدة البابوية، وهو قد ولد في مدينة كاتوفيتش القريبة من كراكوفيا وعاش فيها حتى الثامنة عشرة من عمره.
المرحلة الاولى من هذه الايام تضمنت استقبال الشباب والصبايا، في عدد من رعايا ابرشية "اوبولي" التي تعد اكثر من ثمان مائة الف مؤمن، وسبعمائة كاهن، وقد توزعوا على العائلات في الرعايا، بمعدل شخصين او ثلاثة في كل بيت، وكان استقبالهم فيها رائعا، شعر به اللبنانيون بانهم في بيوتهم، نظرا للاهتمام الكبير الذي ابداه الاهالي بهم. فطوال اربعة ايام اخذوهم على عاتقهم في كل ما يتعلق بالنشاطات والاحتفالات التي وضعتها اللجنة البولونية المنظمة لهذا اللقا، وقد ابدى الشعب البولوني اهتماما كبيرا فيهم، فظهر كم هو شعب يتميز بروح الايمان الملتزم بالقضايا الدينية والانسانية، وقد قابلهم الشعب اللبناني بروح الضيافة التي ابداها تجاههم، فكانت لقاءات فرح مميزة في الغناء والرقص على الالحان اللبنانية والبولونية والعالمية، وفي المشاركة الكثيفة في الاحتفالات الدينية: القداسات، سهرات الصلاة، والتطوافات، والزياحات، ومع ان الاحتفالات كانت تتم غالبا باللغة العربية، وبحسب الطقس الماروني، الا ان المؤمنين البولونيين، كانوا يشاركون فيها ويبقون في الكنيسة مع انهم لا يفهمون اللغة العربية، بل كانوا يصلون سويا "من كل قلبهم" كما تقول عادة.
وشهد اللقاء حدثا مميزا، تمثل بزواج شاب وشابة لبنانيين، في احدى الرعايا التي كان فريق من ابرشية جونية موجودا، وذلك بعد ان استحصلا على الاذونات الضرورية من مطران ابرشيتهما، ومن مطران ابرشية "ابولي" وقد بارك زواجهما المطران جورج بو جوده رئيس اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين، ومرشد لجنة الشبيبة فيها الخوري شربل الدكاش، ابن خال العريس، والخوري عمانوئيل الراعي. كما شارك في الاحتفال عدد كبير من ابناء الرعية ناهز السبع مائة شخص. وقد نظمت الرعية في هذه المناسبة حفل كوكتيل كبير تكريما للعروسين.
بعد هذه الايام الاربع، انتقلت الوفود اللبنانية الى كراكوفيا، مرورا بمعتقل اوشوينز الذي كان النازيون يعدمون فيه ضحاياهم من اليهود والبولونيين والروس الشيوعيين وغيرهم من مختلف البلدان اما حرقا واما تحليلا لاجسادهم بطريقة وحشية.
عند وصولهم الى كراكونيا توزع اللبنانيون وجميع المشاركين من مختلف بلدان العالم على المدارس والنوادي الرياضية وابتدأوا بالمشاركة في الاحتفالات فقام البعض منهم بزيارة منجم الملح الذي اشتغل فيه "كارول فويتيلا" يوحنا بولس الثاني قبل دخوله الاكليريكية، وزاروا البيت الذي ولد فيه في كاتوفيتش وحيث ولدت القديسة "فوستين" رسولة الرحمة الالهية، وقاموا بتطواف تكريما لها استمر ثلاث ساعات.
الثلثاء في 26 تموز قام المشاركون في لقاء الشبيبة في مباريات في كرة القدم سموها "كوبا كاتوليكا" اي الكأس الكاثوليلكية، وقد تغلب فيها الفريق اللبناني على فريق المكسيك في الربع النهائي بخمس اهداف مقابل هدفين، وما ميز هذا الكاس مشاركة فريق من الراهبات، اظهرن فيها براعة في لعب كرة القدم تضاهي مشاركة الشباب. عند المساء تم الاحتفال الرسمي بافتتاح الايام العالمية للشبيبة، بقداس احتفالي تراسه الكاردينال ستانيسلاو دجيفتش رئيس اساقفة كراكوفيا خليفة يوحنا بولس الثاني على الابرشية بعد ان كان سكرتيره الخاص طوال سنوات. وقد شارك في القداس ما لا يقل عن خمسمائة كاردينال واسقف من مختلف بلدان العالم ومئات الالاف من الشبان والشابات في جو صلاة رائع بالرغم من عدم معرفتهم باللغة البولونية.

وفود عربية وروسية في موسكو حول الدور الإيجابي المسيحي في الشرق

موسكو – هلا بيراق ـ
في عجقة الصرخات والمطالبات والنداءات حول وجوب الدفاع عن المسيحيين في المشرق وما يصيبهم من اضطهاد جراء التطرف والتكفير والتهجير والدماء والقتل والذبح، يطلّ علينا هذه المرّة وبوقت قصير وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بأنّ روسيا تتّجه لعقد مؤتمر للدفاع عن المسيحيين في العالم في الخريف القادم، معتبراً أنّ هجرة المسيحيين في المنطقة التي نشأت فيها المسيحية تشكّل ضربة كبيرة في التاريخ كلّه وللحياة الروحية بل وفي الشرق الأوسط أجمع، مؤكداً أنّ روسيا عقدت مع الفاتيكان والشركاء في لبنان وأرمينيا لقاءات ومؤتمرات وسوف تستمرّ.
وجاء كلامه بعد أن استقبلت عاصمة الاتحاد الفدرالي الروسي وفوداً عربية نخبوية من أهل العلم والفكر والإعلام والفنّ والإبداع، وذلك في "مشوار" طويل حيث لبّت دعوة الجمعية الخيرية لمساعدة المسنّين والملتقي الثقافي العربي برئاسة السيدة آسيا قاسم، برعاية كريمة من السفير اللبناني في روسيا شوقي بو نصار بعنوان "الوجود المسيحي ودوره الإيجابي في الشرق".
وانعقدت الندوة في أوتيل أولمبيك أزيميت بحضور حشد من السفراء العرب وفي مقدّمهم السيد بو نصار حيث كان التركيز في الكلمات على غنى الوجود المسيحي الإيجابي في الشرق، فكانت كلمات لكل من "مطران العرب" مطران فلسطين والقدس عطالله حنا ومفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار وممثل بطريرك روسيا والكنيسة الروسية ومجلس إفتاء روسيا والسيّدة قاسم وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والوفود الإعلامية والثقافية والاجتماعية والفنية ورجال وسيدات الأعمال من البلدات العربية.
تنوعت الكلمات بين اضطهاد الأقليات المسيحية بشكل دائم في الشرق وبين ضامن لحقوقهم ورافضٍ لهذا المنطق مع الإجماع بأن داعش وأخواتها ولدت وترعرعت للإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وكل الطوائف الأخرى.
وكان للسيدة آسيا قاسم كلمة معبرة عن ضرورة الوجود المسيحي في الشرق والتوجه الحقيقي والتنفيذي لبناء الكنائس والجوامع التي هدمت، وعن الدور الريادي للمسيحيين في لبنان والمنطقة.
في حين اعتبر المفتي مالك الشعار أنّ داعش خلقت للإساءة إلى الدين الإسلامي وأنه يعيش مع المسيحيين في طرابلس والشمال، وأنّ لقاءاته مع إخوته المطارنة والأساقفة واتصالاته فيما بينهم شبه يومية وهي إيجابية، ويخطئ من يظنّ أنّ طرابلس والشمال اللبناني مقرّ أو ممرّ لداعش أو للتطرف، وأعطى أمثلة كثيرة على ذلك بين المسلمين والمسيحيين منذ أيام النبي محمد (ص) حتى اليوم تناسبت وتناغمت مع عنوان المؤتمر. وتميّز المفتي الشعار كعادته بهدوئه وثقافته وانفتاحه في كلماته ومداخلاته.
ولا نبالغ إن قلنا أنّ كلمة المطران عطالله حنا العميقة والانفتاحية الخارجة من قلبه وعقله وعروبته وفلسطين الجريحة المقاومة قد لقيت صدىً إيجابيًا لدى الحضور الذي تجاوز كلّ الحواجز العقلية والقلبية ليقف مصفّقاً له عبر اعتباره أنّ داعش خلقت للإساءة إلى الإسلام وأنّ المسيحيين ليسوا أقلية إنما هم أصحاب رسالة محبة وتآخٍ مع كلّ الطوائف والمذاهب وكلّ إساءة لهم، إن في فلسطين أو في غيرها، هي إساءة لهذه المبادئ السماوية الإلهية.
من جهته، اعتبر راعي اللقاء السفير اللبناني في روسيا الاتحادية شوقي بو نصار أنّ الوجود المسيحي في الدول العربية وفي لبنان هو ثروة يجب الحفاظ عليها وهي لم تكن يوماً إلا إيجابية لمصلحة كلّ الطوائف، معدّداً الشخصيات المسيحية منذ النهضة الثقافية حتى اليوم بكثير من الأسماء من الثقافة إلى العلم والسياسة، مشيداً بالجامعات والمدارس والإرساليات التي دخلت لبنان منذ ما قبل إعلانه دولة، واستقرت فيه وراحت توزّع العلم والثقافة والمعرفة.
في حين اعتبر مطران روسيا الأسقف نيفون صيقلي ممثلاً الكنائس اللبنانية والبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن الوحدة والمحبة والسلام هم خير الإيجابية الصحيحة، بحيث تحترم كل الأديان والطوائف، مدللاً على عظمة روسيا وعلى تعايش المسلمين مع إخوانهم المسيحيين فيها دون انتقاص من حقوقهم كونها تحمل وجه العدالة الشرعية في الداخل والخارج.
وكانت رئيسة الجمعية الخيرية لمساعدة المسنين والملتقي الثقافي العربي السيدة آسيا قاسم الداعية والمنظمة للقاء بعنوان "الوجود المسيحي ودوره الإيحابي في الشرق" قد اعتبرت أن صوتها هذه المرة في أرضٍ غير أرضها "لبنان" ولكنها في أرض الله الواسعة في بلادٍ تعادل قوتها نصف العالم أي روسيا الاتحادية العظيمة صاحبة المكانة العالمية، لم تأتِ فقط من أمجاد تاريخ القياصرة والأباطرة العظماء بل في تطلعات القيادة الحكيمة الحالية، التي أبقت على جذور الماضي العريق واستمرارية المجد والعظمة.
وأشارت قاسم إلى أنها جاءت من إرادة أناس مؤمنين بالله والإنسان التي جعلها الله في قلوب المؤمنين فكان النبي العظيم محمد "صلعم" مرسلاً رحمة للعالمين وليس للمسلمين فقط، وأن إيمانها وإسلامها من دفعاها لتقوم بهذه المهمة الجهادية في سبيل هذا الشرق الذي بعث سيدنا المسيح عليه أفضل السلام في هذه البقعة المباركة لينشر دين الله ليبشر به ويهدي الناس.

أبرشية أوستراليا المارونية تستنكر الاعتداء الارهابي على كنيسة سانت اثيان الكاثوليكية

عقب الاعتداء الارهابي على كنيسة سانت اثيان الكاثوليكية في منطقة النورماندي الفرنسية صدر عن أبرشية أوستراليا المارونية البيان التالي:
ندين بشدة الاعتداء الارهابي الذي استهدف كنيسة سانت اثيان الكاثوليكية في منطقة النورماندي الفرنسية والذي ذهب ضحيته الكاهن جاك هامل المتقدم في السن والذي كان يحتفل بالذبيحة الالهية مع عدد من الراهبات والمؤمنين. واذ نستنكر هذه الجريمة المروّعة بحق خادم من خدّام الكنيسة الأتقياء والأوفياء، فإننا نعلن تضامننا مع كهنة فرنسا وكنيستها وخصوصاً رئيس أساقفة روان رافضين أن تصبح الكنائس والكهنة هدفاً للأعمال الارهابية التي تزرع الرعب وتترك وراءها في كل مرة الخسائر البشرية والمادية بالاضافة الى حالة القلق والخوف في نفوس المواطنين الأبرياء.
ونصلي مع الكنيسة جمعاء على نية الكاهن الذي قدّم حياته شهادة للرب يسوع المسيح، كما نرفع دعاءنا ليمنح الله الآب سلامه للراهبات والمؤمنين الذي تعرّضوا مباشرة لهذا الاعتداء المشين لكي يتخطوا محنتهم الأليمة، ونردد ما كتبه القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (4: 12): "نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ" لأننا أبناء الحياة ورجاؤنا بالقيامة.
مرة جديدة، نصلي من أجل السلام والأمان في العالم وخاصة في وطننا العزيز أستراليا وفرنسا، ضارعين الى الله أن  تتوحد الجهود الدولية والمحلية المبذولة لمكافحة الارهاب وتصّب في مصلحة خير وأمان الانسان أينما وُجد.

رولا سليمان اول قسيسة انجيلية رسميا في لبنان وسوريا... وكل الشرق

المصدر: "النهار" هالة حمصي ـ
القرار صدر بشبه اجماع، وعُمِّم. "وافق السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان على رسامة الخادمة رولا سليمان قسيسة راعية لكنيسة طرابلس في لبنان، بعد طلب الكنيسة رسامتها". وبهذا الاعلان، تكون سليمان اول قسيسة انجيلية، رسميا، في لبنان وسوريا، وايضا كل الشرق الاوسط.

"المسؤولية كبيرة"، تقول سليمان لـ"النهار". تدرك جيدا حجمها وعمقها، من الجهة الشخصية، وايضا كنسيًّا، لكون "الباب انفتح". ما تقرأه في قرار السينودس عزم على التأكيد "انه حان الوقت لتكون الكنيسة رائدة، طليعية في المجتمع". وتقول: "كنا دائما نمشي وراء المجتمع. لكن هذه المرة اثبت السينودس ان على الكنيسة ان تتخذ قرارا، خصوصا اذا كانت مقتنعة به لاهوتيا، وحتى لو لوقي برفض من المجتمع في مكان ما. وهذا يعني انها تقف الى جانب الحق".

في توصيفها للامور، "الخطوة كبيرة"، ولا بد في رأيها من ان "تفتح في المجال امام خادمات اخريات في المستقبل". صحيح انها تخشى معارضة او رفضا او ممانعة في مكان ما من المجتمع، الا انها تستمد قوتها من دعم كنيستها، "ذراعها"، بتعبيرها، وايضا من المؤمنين الذين يعرفونها من اعوام عدة، ويتابعون مسيرتها الكنسية عن كثب. "مجتمعي قبلني قبلا، خصوصا انني بدأت من اعوام طويلة مسيرتي الكنسية، وشعاري الكنيسة ذراعي".

"انه اليوم المؤاتي"
من هم حولها يبدون "كل ايجابية" تجاه رسامتها قسيسة. حتى الساعة، لم تلحظ اي "موقف سلبي"، مع انها تقول انها تتوقعه في المستقبل، لاسيما ان "تقليديين" قد لا يحبذون القساوسة النساء. في الوقت الراهن، "المجتمع، كسينودس وكنائس ومؤمنين، يبدي كل قبول للفكرة، ويعتبرون انه حان الاوان لاتخاذ مثل هذا القرار، وانه اليوم المؤاتي له". اما كنسيا، "فيرتكز قرار السينودس على دراسات كتابية من العهدين القديم والجديد تبيّن انه كانت هناك نبيات في العهد القديم، ورسولات وخادمات في العهد الجديد".

وتشرح سليمان: "ككنائس انجيلية، نعتبر ان الكاهن ليس شخصا اعلى مرتبة، ونؤمن بكهنوت جميع المؤمنين، بمعنى ان اي شخص، ذكرا ام انثى، هو كاهن بايمانه ومواهبه. وهذا الامر يشكل احد اساسات كنيستنا وايماننا. بالنسبة الينا، القسيس هو شيخ خادم مفرز للتعليم".

في كواليس ذلك الاجتماع "التاريخي" لمجلس ادارة السينودس، صوّت سريا 23 تأييدا لقرار رسامة سليمان، في مقابل صوت واحد معارض. "هذه النتيجة ايجابية جدا، وتعكس جو تأييد، الشكر لله"، تقول. تطبيقا للقرار، تتوقع سليمان ان تصل اليها في الاسابيع المقبلة اسئلة من لجنة مصغرة من المجلس الاداري تتناول اللاهوت الكتابي والرعائي والنظام... بمثابة تأكيد لمعرفة سليمان في هذه المسائل.

قد يمر 3 او 4 اشهر بين اسئلة ورد عليها. وبمجرد الموافقة على الاجوبة، يحدد السينودس موعد الرسامة. في ذلك اليوم الكبير، ستقام خدمة احتفالية في الكنيسة الانجيلية في طرابلس التي ترعاها سليمان، يتخللها وضع رئيس السينودس وامنيه العام واعضاء هيئة مكتبه وجمع من قساوسة من لبنان وسوريا ورعاة اصدقاء وزملاء، ايديهم على سليمان تكريسا لها. كذلك تُعطَى "يمين الشركة"... على ان تعطي بدورها البركة الاولى، كاول قسيسة في لبنان وكل الشرق.

المطران طربيه في عيد القديس شربل: فلنعزز ودائعنا في البنك الروحي

رافعاً الصلاة على نية الشرق الأوسط، لبنان، فرنسا وأستراليا
ترأس راعي ابرشية استراليا المارونية المطران أنطوان شربل طربيه القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القديس شربل يوم السبت 16 تموز في كنيسة ودير مار شربل  سيدني حيث عاونه رئيس الدير الاب يوسف سليمان ولفيف من الكهنة وذلك بحضور حشد غفير من المؤمنين الذين تهافتوا من مختلف المناطق  للاحتفال بعيد قديس لبنان والصلاة الى جانب جمهور من الكهنة والراهبات، رئيس الرابطة المارونية في سيدني السيد باخوس جرجس، ممثلين عن الجمعيات اللبنانية الاسترالية وممثلي المؤسسات الاعلامية.
وقال سيادة المطران طربيه في عظته بالانكليزية:" نحتفل كلنا اليوم، جماعة واحدة، بعيد القديس شربل، الراهب الماروني الذي تنسك وسار على درب القداسة من دير عنايا لتُعلن قداسته عام  1977  للكنيسة جمعاء. ومن هذه الكنيسة، وهي الكنيسة الاولى التي تُكرس للقديس شربل خارج لبنان، نجتمع كلنا ونتأمل  بحياة شربل الذي يذكرنا في كل يوم أن الرب الهنا هو أب محب ورحوم وهو حاضر دائماً مع أبنائه."              
وتابع المطران طربيه عظته قائلاً:" ان عالمنا الصاخب، يجعلنا بحاجة أكثر الى التأمل بحياة القديس شربل الذي عاش الصمت والتأمل والصلاة . وفي الوقت الذي يدعونا فيه هذا العالم الى وضع ذواتنا في الطليعة وتلبية حاجاتنا، يعلمنا مار شربل أن نكران الذات ونبذ كل ما هو أرضي ومادي هما السبيل المؤدي الى السعادة الحقيقية."
"وفي ليلة عيد قديس لبنان لا بد لنا ان نتأمل بفضائل هذا الراهب اللبناني الذي عاش الحياة النسكية والرهبانية بملئها محافظا على نذوره : الطاعة والعفة والفقر فكان له كنز في السماء. أول نذر هو الطاعة والذي حافظ عليه القديس شربل في كل مراحل حياته في الدير والمحبسة حيث خضع دائماً لأوامر رئيس الدير وقد شبهت طاعته بالملائكية. نحن مدعوون، تماما كالقديس شربل، الى تجاوز ضعفنا البشري الذي يدفعنا الى حب الذات والانانية والاعتداد بالنفس ما يقف حاجزاً بيننا وبين الملكوت السماوي وتقديم الطاعة لله الآب في حياتنا."
وتابع المطران طربيه،" أما النذر الثاني فهو العفة، الفضيلة التي غالبا ما يساء فهمها وتفسيرها  في هذا العالم الذي تحكمه الشهوات والرغبات واستغلال الآخرين لارضاء النزوات ولذلك فنحن جميعاً مدعوون الى عيش العفة في حياتنا واماتة حواسنا على مثال القديس شربل  لتكون قلوبنا وعيوننا مصوبة نحو السماء وأبانا السماوي.  أما الفقر فهو نذر القديس شربل الثالث وهو الذي افترش الأرض لينام مكتفياً بقطعة حطب ليضع رأسه عليها غير مبالٍ بثروات هذه الأرض والمغريات التي تقدمها. أن طبيعتنا البشرية تدفعنا دوما باتجاه حب الامتلاك وحب الثروة الا أن الهدف الأساسي لنذر الفقر هو تحرير القلب من الرغبة الآسرة لامتلاك الأشياء الأرضية وتسليم ذواتنا ونفوسنا بكليتها ليحل سلام الرب فيها."
"ان القديس شربل أمضى حياته يعمل في الأرض بكل تواضع مشبعاً حاجاته الجسدية من الخبز والماء وحدهما ومغذياً روحه من القربان المقدس، جسد ودم مخلصنا يسوع المسيح. وفي ضوء حياة القديس شربل المباركة نسأل أنفسنا كم من الوقت نكرّس لحياتنا وحاجاتنا الأرضية ناسين حياتنا الروحية وهي التي علينا ان نغذيها من خلال الصلاة، التأمل،  ممارسة أسرار الكنيسة وقراءة الانجيل. فلنضع طاقتنا ووقتنا لصالح زيادة رصيدنا في البنك الروحي ووليس فقط لزيادة ودائعنا في المصارف الأرضية."
وختم المطران طربيه عظته متوجهاً بالشكر الى جميع الآباء والأخوة من الرهبانية المارونية الذين يخدمون كلمة الرب وكنيسته في دير مار شربل وهو الصرح الروحي الذي كان له بيتاً على مدى 25 سنة، وخص بالذكر الرئيس الحالي للدير الأب يوسف سليمان الذي خدم الرعية منذ انشائها زارعاً الزرع الجيد الذي يعطي خيراً ونعماً وبركات. ورفع المطران طربيه الصلاة مع حشود المؤمنين على نية أستراليا وعلى نية الشرق الأوسط ولبنان وفرنسا وجميع ضحايا الأعمال الارهابية المتنقلة، لكيما، وبشفاعة القديس شربل، يبلسم الرب جراحهم ويحل سلامه في العالم.

مهرجان سدني لعيد الفطر يتلألأ في آفاق المشاريع




في كل عام يحتفل المسلمون في أقطار المعمورة بعيد الفطر السعيد وفي مدينة سيدني وكالعادة شع نور مهرجان سدني بالعيد الذي أقامته ورعته جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في حديقة بول كيتنغ بارك ، في بانكستاون حيث انتشرت أكشاك الطعام والحلوى والشراب اللذيذة والألعاب الكهربائية في أرجاء الحديقة التي غصت بالآلاف من مختلف الأعمار في جو رائع من الأنس والسرور.

فريق المشاريع للإنشاد كان له أثر كبير في إضفاء الفرح والسرور على الحاضرين حيث قدم وصلات فنية ذكرتنا ببلادنا والتراث العريق الطيب الذي نعتز ونفتخر به ونزرعه في قلوب أبنائنا فرسم البسمة على وجوه الحاضرين الذين تقدمهم رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الدكتور غياث الشلح، فضيلة الشيخ إبراهيم الشافعي نائب الأمين العام لدار الفتوى في أستراليا، نائب بانكستاون تانيا ميهاليك، نائب ليفربول بول لينش، الأستاذ محمد الدنا المسئول التربوي لمدارس المشاريع في أستراليا، الشيخ بلال حميصي، مدير فرع جمعية المشاريع في سدني الحاج محمد شمس، الدكتور رفيق حسين رئيس إذاعة الجالية الإسلامية، ممثلو الجمعيات والأحزاب والروابط، عدد من المشايخ ورجالات الإعلام والفكر والتجارة والوجهاء في جاليتنا بالإضافة إلى حشود غفيرة من أبناء الجالية قدرت بالآلاف.

يوم السبت ألقى الشيخ بلال حميصي كلمة ذكر فيها بالإستعداد للأخرة والتمسك بمنهج هذا الدين القويم مشددا على أهمية تعلم علم الدين ومحذرا من الفرق الهدامة التي تتخذ من الدين ستارا لأعمالها الإجرامية البغيضة وأما يوم الأحد فكان هناك برنامج أخر مسك بدايته  كانت ءايات من القرءان الكريم تلا ذلك كلمة مدير فرع سيدني الحاج محمد شمس حيث رحب بالحضور الكرام في رحاب احتفالات جمعية المشاريع وقدم التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد وشكر الالتفاف الكبير حول الجمعية مما يعكس صفاء منهجها وثبات طريقتها وثقة الناس بها، وأكد على المضي  قدما في مسيرة الاعتدال المستقاة من الدين الحنيف وإعطاء الصورة الصحيحة والمشرقة لدين الإسلام عن طريق نشر المفاهيم والتعاليم الإسلامية السمحة بين أبناء الجالية في أستراليا، متمنيا لعموم المسلمين عيدا سعيدا وعملا متقبلا.

ثم توالت الكلمات من الفعاليات السياسية والشعبية والجمعيات الإسلامية، تقدمهم فضيلة  الشيخ إبراهيم الشافعي نائب الأمين العام لدار الفتوى، الذي حذر بدوره من العنف الممقوت والتطرف البغيض والعنصرية الممقوته التي تدمر البلاد وتفتك بالعباد، وأكد أنه لا سبيل للتعايش الحسن إلا بالتخلص من هذه الآفة ونبذ المتطرفين الذين استطار شرهم وشمل إجرامهم الجميع، محذرا في الوقت نفسه من خطر السموم التي تنشر بين الشباب باسم الإسلام والإسلام منها بريء.

نائب بانكستون تانيا ميهاليك أثنت على الدور المميز الذي تقوم به دار الفتوى وجمعية المشاريع في أستراليا ولا سيما في بانكستون وقالت إنني فحورة أن يكون في مدينتي جمعية معتدلة مثل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية ومؤسسة مثل دار الفتوى فأعمالهم ونشاطاتهم فخر للتعايش الحسن بين المجتمع.
النائب بول لينش نوه إلى الدور الرائد الذي تقوم به جمعية المشاريع ومؤسساتها في ترسيخ التعايش الحسن بين المجتمع الأسترالي محذرا من الدعوات العنصرية التي تطلقها بولين هانسن ومؤكدا على الدور المميز للمسلمين في أستراليا.
الأستاذ محمد الدنا أكد في كلمته على أهمية العلم والمعرفة في مواجهة الجهل والأفكار الظلامية.
الحاجة فاتن الدنا ركزت في كلمتها على أهمية دور المرأة في المجتمع كما ردت على الدعوات العنصرية التي تطلقها بولين هانسون والتي تهاجم فيها دين الإسلام محذرة من خطر العنصرية البغيضة على المجتمع الذي نعيش فيه. 

فيما تركزت الكلمات أيضا على تقديم التهاني للمسلمين بمناسبة العيد السعيد، بالإضافة إلى إكبار الجميع لإنجازات ونشاطات جمعية المشاريع التي هي دائما في المقدمة والسباقة لكل ما يعود بالخير على الجالية في هذا البلد المعطاء أستراليا، متمنين للكل أن ينعموا بعيد سعيد وقد تحقق للأمة ما تصبو إليه من خير وبركة.

تخلل المهرجان تقديم الجوائز الرمضانية للكبار والصغار وتوزيع الهدايا لمن شاركوا في المسابقات الرمضانية ، كما كان للإذاعة الإسلامية 92.1 FM فضل كبير في تغطية الاحتفال وبثه على الهواء مباشرة.

جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية واللجنة المنظمة للاحتفال تشكر كل من ساهم في نجاح المهرجان وكل من حضر وتتمنى للجميع عيدا سعيدا راجين الله تعالى أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات وإلى اللقاء في إنجاز ءاخر من إنجازات المشاريع.

وكل عام وأنتم بخير

سورة البقرة: من الآية 106 إلى الآية 108/ عبدالله بدر اسكندر

ذهب جمع من العلماء المتأخرين إلى أن النسخ الوارد في كتاب الله تعالى لا يجب الأخذ به إلا في حالات خاصة باعتبار أن هذا الاتجاه يقلل من شأن القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إضافة إلى عدم وجود الاختلاف في آياته، فإذا شاء صنف آخر من العلماء أن يجعلوا فيه وجهاً للنسخ فهذا لا يتناسب مع الرأي السائد لدى الصنف الأول القاضي بتعارض الآيات مع بعضها في حالة النسخ، وأنت خبير بأن هذا الكلام الدخيل على العلم لا يتناسب مع العلل الكونية التي أوجدها الله تعالى وجعل القرآن الكريم مكملاً للحديث المشاهد فيما بينها، سواء أكان ذلك الحديث مفهوماً كما هو الحال لدى العقلاء أو أن هناك طرقاً أخرى تكفل للفهم الساذج أسراراً جديدة يمكن الوصول إلى معرفتها وبالتالي تكون الدلائل قريبة على رسم الصور البيانية لجميع ما في الكون من تلازم يشير بلسان حاله على أنه آية من آيات الله تعالى، وأنى للإنسان أن يجد ذلك الوضوح إذا كان بعيداً عن تدبر آيات الكون التي يمر بها في كل موقف من مواقف حياته، وهذا التلازم الفعلي يضعنا وجهاً لوجه أمام قوله تعالى: (وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) يوسف 105. ولا يخفى على ذوي البصائر ما في الآية من تكليف مبطن بأسلوب تقريعي لكل من يعرض عن التفكر في خلق الله تعالى وإن كان هذا البيان لا يخرج عن مفهوم العلم الذي هو أعظم أنواع العبادات المفروضة على الإنسان بما هو إنسان دون النظر إلى ما يطرأ عليه من وصف لاحق، ولذلك أظهر الحق سبحانه نتيجة هذا الفعل في قوله: (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) الأنبياء 30.
وعند التأمل أكثر في آيات الكون يمكن أن نصل إلى ثوابت علمية لا يحسب الإنسان حسابها إلا من خلال ما يحصل عليه من نظائر لتلك الثوابت، وهذا السبق العلمي لا يتحقق إلا عن طريق العناية الإلهية التي بين الله تعالى مقتضياتها في متفرقات كتابه المجيد، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في قوله تعالى: (فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين) المائدة 31. وهذا يدل على أن العناية التي تقدم ذكرها لا تفارق الإنسان وإن كان بعيداً عن العناوين الإيمانية العريضة التي يخصصها بعض أهل العلم لفئة معينة من الناس دون غيرهم ظناً منهم أن تلك العناية لا تتناسب مع من كان بعيداً عن النهج المستقيم الذي يتردد بين أوساطهم بطريقة مجانبة للحق الذي نستشف تفاصيل معطياته من خلال البيان الشامل المقرر في كتاب الله تعالى وما ذكر في الآية ما هو إلا أمر مكرر وظاهرة تعيد نفسها في كل مرحلة من مراحل الحياة الدنيا التي تعبّد الطريق لمن أراد أن يكتشف بعضاً من الآيات التي أودعها الله سبحانه في هذا الكون، وهذا ما أشرنا إليه في آية سورة يوسف التي أحكمت التشابه الوارد في آية سورة المائدة، وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) يونس 24.
من هنا نعلم أن الآيات الكونية ينسخ بعضها بعضاً دون أن يحدث ذلك النسخ إلغاءً تاماً لما أفل منها، وهذا ما يشاهده الإنسان أمامه في جميع فترات حياته أو ما ينقل إليه من أخبار سالفة، ولو سلمنا جدلاً بخلاف ذلك لظل الإنسان معتمداً على كل ما يستجد لديه من محدثات وهذا لا يتقارب مع الواقع المعاش، ويمكن معرفة هذا المعنى من خلال الانتقال الجزئي المحافظ على المفهوم الأول الذي تتفرع عليه جميع المصاديق المستحدثة، وسيمر عليك تفصيل ذلك بصورة أكثر جلاءً في المساحة المخصصة لتفسير آيات البحث:
تفسير آيات البحث:
قوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير... ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير... أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل) البقرة 106- 108. للسياق القرآني أثر كبير في فهم المعنى حيث إن البيان المراد من آيات البحث في هذا الموضع لا يقرر النسخ الذي هو على بابه أي نسخ الأحكام بأحكام أخرى أو إزالتها والإتيان بغيرها، وذلك لأن تذييل الآية 106. من موضوع البحث بقوله تعالى: (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) لا يتناسب مع نسخ الأحكام إضافة إلى استمرار السياق بتبيان معنى الملك الذي صدره بالاستفهام التقريري، كل هذا فيه دلالة واضحة على أن المراد ههنا هو نسخ الآيات الكونية وما يتفرع عليها من مصاديق الآيات التي جاء بها الأنبياء وهذا هو الأصل في تقرير الهداية الملزمة التي هي أهم أهداف القرآن الكريم، أما نسخ الآيات القرآنية بآيات أخرى أو تبديلها وإنسائها فهذا يطلب من موضع آخر، كما في قوله تعالى: (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون) النحل 101. وكما ترى فإن الاستدلال في آية سورة النحل على ما ذكرنا ليس فيه أدنى ريب وذلك لختامها بلفظ التنزيل دون القدرة كما في أول آيات البحث فتأمل.
وقد ذهب محمد رشيد رضا إلى تقرير هذا المعنى في تفسير المنار وأضاف نقلاً عن شيخه محمد عبده: وأما ذكر القدرة والتقرير بها في الآية الأولى فلا يناسب موضوع الأحكام ونسخها، وإنما يناسب هذا ذكر العلم والحكمة، فلو قال.. ألم تعلم أن الله عليم حكيم.. لكان لنا أن نقول إنه أراد نسخ آيات الأحكام لما اقتضته الحكمة من انتهاء الزمن أو الحال التي كانت فيها تلك الأحكام موافقة للمصلحة، وقد تحيّر العلماء في فهم الإنساء على الوجه الذي ذكروه حتى قال بعضهم إن معنى (ننسها) نتركها على ما هي عليه من غير نسخ وأنت ترى إن هذا وإن صح لغة لا يلتئم مع تفسيرهم إذ لا معنى للإتيان بخير منها مع تركها على حالها غير منسوخة.
وأضاف نقلاً عن أستاذه: والمعنى الصحيح الذي يلتئم مع السياق إلى آخره إن الآية هنا هي ما يؤيد الله تعالى به الأنبياء من الدلائل على نبوتهم أي (ما ننسخ من آية) نقيمها دليلاً على نبوة نبي من الأنبياء أي نزيلها ونترك تأييد نبي آخر بها، أو ننسها الناس لطول العهد بمن جاء بها، فإننا بما لنا من القدرة الكاملة والتصرف في الملك نأتي بخير منها في قوة الإقناع وإثبات النبوة ومثلها في ذلك، ومن كان هذا شأنه في قدرته وسعة ملكه فلا يتقيد بأية خصوصية يمنحها جميع أنبيائه.
والآية في أصل اللغة هي الدليل والحجة والعلامة على صحة الشيء، وسميت جمل القرآن آيات لإنها بإعجازها حجج على صدق النبي ودلائل على أنه مؤيد فيها بالوحي من الله عز وجل من قبيل تسمية الخاص باسم العام. انتهى.. ومن أراد المزيد فليراجع تفسير المنار.
الآية الأخيرة من آيات البحث فيها إشارة ضمنية لمعنى الآيات الكونية ولهذا صدرها الحق سبحانه بالإضراب أي هل تريدون أن تسألوا رسولكم بأن يبدل لكم الآيات، والحقيقة أن هذا الفعل لا يستقيم مع الإيمان وهو خارج عن إرادة النبي نفسه، ولذلك بين أن الأمم السابقة كانت لهم اقتراحات تكاد تكون متقاربة مع طلبات هذه الأمة، ومن هنا جعل اقتراحات قوم موسى بمنزلة المثال لتلك الطلبات التي أرادوها حتى وصل بهم الأمر إلى طلب رؤية الله تعالى التي أشار إليها في قوله: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون) البقرة 55. ثم بين تعالى أن هذا الاقتراح سوف يؤدي بهم إلى تبديل الكفر بالإيمان لأن الباء تدخل على ما يراد تركه، وقد مر عليك تفصيل هذا المعنى في تفسير الآية 61. من السورة نفسها ومن أراد المزيد فليراجع. 
 من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن 
     عبدالله بدر اسكندر  

المطران جورج بو جوده يرعى حفل العشاء السنوي لمؤسسة مار انطون البادواني الاجتماعية



زغرتا. الغربة ـ
رعى رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، حفل العشاء السنوي لمؤسسة مار انطون البادواني الاجتماعية المعروفة تحت اسم "ميتم كفرفو". في قاعة جوبيتر في مطعم بحيرة بنشعي في زغرتا.
حضر الحفل الى المطران بو جوده، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الاستاذ زعني مخائيل خير، القيم العام على ابرشية طرابلس المارونية الدكتور ايلي مناسا، رئيس فرع بنك بيبلوس في زغرتا الاستاذ يوسف الخوري، الى عدد من رؤساء بلديات القضاء ومخاتيره، ولفيف من كهنة الرعايا وعدد من ناشطي المؤسسات الاجتماعية، والوجوه التربوية، والثقافية، والاقتصادية، وحشد كبير من اصدقاء المؤسسة.
بعد النشيد اللبناني، قدمت للحفل الاعلامية هدى شديد التي اشارت في كلمتها الى العلاقة المتينة التي تربطها مع المؤسسة، داعية الجميع الى الالتفاف حول هذه المؤسسة من اجل دعم استمراريتها، في تربية اجيال قست عليهم الحياة فباتت بالنسبة اليهم الملجأ الوحيد".
من ثم تحدث راعي الحفل المطران جورج بو جوده فشكر للزميلة هدى شديد حضورها وما اشارت اليه في مقدمة كلمتها حول المؤسسة، وتعاطفها مع الاطفال والعاملين فيها". وقال:" اود ان اشكر لجنة دعم المؤسسة التي تقوم كل عام في  الاضاءة على هذه المؤسسة من خلال حفل العشاء الذي تنظمه، كي يشعر الجميع بان اطفال المؤسسة ليسوا متروكين، انهم اولادنا، وهم ليسوا ايتام، بل اطفال عائلات مفككة وهذا هو الخطر الحقيقي في المسالة، التي تشعرهم وكأنهم سلعة. فهناك اطفال في المؤسسة لم يبلغوا بعد سنواتهم الثلاث".
وتابع بو جوده :" ان هذا الحفل يتخذ طابعا مميزا هذه السنة، لانها سنة الرحمة الالهية، وهل هنالك رحمة اكبر من ان يرى الانسان اخاه الانسان محتاجا ولا يلتفقت اليه".
وبعد انتهاء المطران بو جوده من كلمته، قدمت احدى فتيات المؤسسة له باقة من الورد عربون تقدير لعطاءاته المستمرة في سبيل استمرار عمل المؤسسة.
بعدها اقيمت سحوبات تومبولا على جوائز قيمة، ثم كانت سهرة غنائية امتدت حتى ساعات الصباح الاولى.

عيد فطر مبارك/ حميد عواد

إخوتي الأعزّاء،

أتمنّى أن يحلّ عليكم عيد الفطر المبارك حاملاً زاداً سخيّاً من البركات والبهجة والهناء .والسلوان وثواباً جزيلاً لأنقياء القلوب والجوّادين بالعطاءات الخيّرة

 أشاع الله أجواء الفرح في محافلكم أينما كنتم وغمر قلوبكم بفيض المحبّة ومسّها ببلسم الأريحيّة وأرخى انقباض كلّ غصّة وأفرج قبضة كلّ ضيق وأغدق الأمان والسلام على أهلنا في ربوع وطننا الحبيب لبنان وفي كلّ بقعة ينكبها عصف الحروب.

هدّأ الله روع النفوس المضطربة وهدى العقول المشوّشة والضالّة إلى الصراط المستقيم والحكيم.

عيد فطر مبارك

حميد عواد