مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة: لتذكر تضحيات المطران الطوباوي الشهيد ملكي

في ذكرى تطويب المطران الشهيد ميخائيل ملكي، تدعو مؤسسة المطران ميخائيل الجميل للحوار والثقافة إلى ضرورة ابراز جهود العلاّمة المثلث الرحمات المطران الجميل في تطوير وتفعيل ملف التطويب لدى دوائر الفاتيكان نتيجة لعمله الدؤوب كعضو فاعل في مجمع القديسين الذي تسلمه في عهد الحبر الأعظم البابا بندكتس، وهو منصب متميز تسلمه المطران الجميل بكل كفاءة وأيضاً هو أمر استثنائي في تاريخ مجمع القديسين.
واعتبرت المؤسسة أنه صار من الضروري اعتماد ما كتبه ونشره وقاله المطران العلاّمة الراحل - بالجسد - لما فيه من إثراء للوطن المشرقي والحضارة الفكرية الفلسفية اللاهوتية التاريخية.

قداس للمطران بو جوده في عيد قطع راس القديس يوحنا



زغرتا ـ   الغربة ـ
لمناسبة عيد قطع راس يوحنا المعمدان تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداسا احتفاليا في كنيسة مار يوحنا في بلدة عيمار في قضاء الضنية، عاونه فيه خادم الرعية الخوري ريمون الباشا، وحضره عدد كبير من ابناء البلدة والبلدات المجاروة. 
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جودهعظة تناول فيها مسيرة حياة القديس يوحنا وصولا الى قطع راسه وقال:" كان يوحنا نبياً بكل معنى الكلمة، شاهداً للحقيقة حتى الموت، فالمطلوب منه كان أن يعمل ما طلبه الرب من إرميا عندما إختاره ليجعل منه نبياً وقال له: إنّي أضع كلامي على لسانك فأينما أُرسلك تذهب وكل ما آمرك به تقوله. لا تخف من مواجهة أحد، فأنا معك لأُنقذك، فقد أعطيتك اليوم سلطة على الأُمم وعلى الممالك، لتقلع وتهدم وتُهلك، ولتنقض وتبني وتغرس(إرميا1/7-10)".
اضاف بو جوده:" كان المطلوب من يوحنا أن يتميّز بالجرأة والشجاعة وألاّ يخاف من الكبار والعظماء، بل وبصورة خاصة هيرودس، فيلفت إنتباهه إلى أخطائه ويؤنّبه ويوبّخه عليها علّه يعود عنها. كما كان عليه أن يقتدي أيضاً بالنبي ناتان الذي أنّب الملك داود ووبّخه عندما أرسل هذا الأخير أحد قوّاد جيشه إلى الصفوف الأماميّة في جبهة القتال كي يقتله فيتزوّج هو إمرأته. فأعطاه ناتان مثلاً عن رجل غني أراد أن يكرّم ضيفه فأخذ النعجة الوحيدة لجاره وذبحها من أجل ذلك، بينما كان هو يمتلك قطعاناً كبيرة من النعاج. وعندما إحتجّ الملك على هذا التصرّف لم يخف ناتان أن يقول له: إنّ هذا الرجل هو أنت، فإنّك خالفت شريعة الرب".
وتابع يقول:" يوحنا المعمدان هو النبي الذي قَبِلَ بأن تُسفك دماؤه كي يبقى أميناً للشهادة والرسالة التي إختارها الرب لها، ولم يقبل أن يخالفها كي يخلّص نفسه من الموت. إنّ أيامنا المعاصرة، أيّها الأحبّاء، مليئة بأخبار الشهداء الذين يُقتلون لأنّهم يؤمنون بالمسيح ويدافعون عن القيم والأخلاق. إنّنا كل يوم نسمع أخبار إخوة لنا مسيحيّين يُقتلون في العراق وسوريا وسهل نينوى وقراقوش والموصل والباكستان والهند، ولا يتخلّون عن المسيح. يدافعون عن إيمانهم وعن الفقراء والمساكين، على يد أبناء شعبهم لأنّهم يزعجونهم ويعرقلون سيطرتهم على مقدّرات البلدان دون وجه شرعي".
واردف قائلا:" إنّنا اليوم، ونحن نحتفل بذكرى قطع رأس يوحنا المعمدان، مدعوون للوقوف للحظة تأمّل وصلاة ومراجعة حياة، كي نرى كيف نتحمّل نحن مسؤولياتنا كأنبياء، لأنّنا بمعموديتنا أصبحنا أيضاً أنبياء، كيف نشهد للمسيح ولمحبّته لنا في حياتنا اليوميّة، كيف نحمل كلامه إلى إخوتنا البشر. هل عندنا الجرأة والشجاعة كي نحمل كلام الله الذي وضعه على لساننا لننقله إلى الآخرين الذي يرسلنا إليهم الربّ؟ هل عندنا الجرأة والشجاعة لنهدم ونقلع العادات السيئة من حياتنا ومن حياة من نحن مسؤولون عنهم، فنلفت إنتباههم إلى مخالفاتهم وتصرفاتهم السيئة؟ هل نتحمّل هذه المسؤولية تجاه أولادنا وإخوتنا في هذا العالم والمجتمع الذي تعددت فيه التحدّيات التي تجابههم، فنساعدهم على تخطّيها ومجابهتها للتغلّب عليها، بدلاً من أن نهمل واجبنا ونتركها تترسخ فيهم"؟
وختم متسائلا:" هل عندنا الجرأة لنقوم بفحص ضمير شخصي ومراجعة حياة عن علاقاتنا مع بعضنا البعض في بلدتنا ورعيتنا ومع أهلنا وجيراننا الذين غالباً ما نختلف معهم لأسباب تافهة وبسبب إنتخابات بلدية أو إختيارية التي يجب أن تكون مناسبة للقيام بالخدمة بدلاً من أن تكون سبيلاً للسعي إلى المناصب. خطيئة العالم اليوم، وخطيئتنا الكبرى غالباً هي في إهمالنا لمسؤولياتنا وعدم جرأتنا على قول الحقيقة خوفاً من إتهامنا بالرجعية والعقلية المتأخرة، فنقبل بكل ما يحصل حولنا من أمور تتنافى مع الآداب والأخلاق. فلنسمع اليوم كلام يوحنا المعمدان الموجّه إلى الذين جاؤوا ليتعمدوا على يده وليكن عندنا الشجاعة كي نكون مثله صوتاً صارخاً في البرية: أعدّوا طريق الربّ، وإجعلوا سبله قويمة. كل وادٍ فليمتلئ وكل جبلٍ أو تلٍ فلينخفض، والسبل الملتوية فلتصر قويمة ومتوعر الطرق فليصر سهلاً، فيعاين كل إنسان خلاص الله".   

قداس للمطران نفاع في كنيسة مار روحانا في بنشعي



زغرتا ـ  الغربة
تراس المعاون البطريركي الجديد المطران جوزاف نفاع، قداسا احتفاليا، في كنيسة مار روحانا في بلدة بنشعي في قضاء زغرتا، وهي الرعية التي خدمها المطران نفاع لاكثر من اربعة عشر عاما، قبل ان يصبح معاونا بطريركيا. وقد شاركه في القداس رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، وخادم الرعية الجديد الخوري مرسال يوسف.
حضر القداس رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية بنشعي جوزيف رعيش، السيدة ريما سليمان فرنجيه، وعدد من المخاتير، والراهبات، وحشد من المؤمنين من ابناء البلدة والبلدات المجاورة.
بعد الانجيل المقدس القى المطران نفاع عظة قال فيها :" اريد التوقف عند مضمون الرسالة اليوم، التي يقول بها القديس بولس الى تلاميذه، ان الهدف الاساسي هو الحياة الابدية، وليست الحياة على الارض، لان الحياة على الارض، تمر كما الحلم، ولا يبقى لدى الانسان الا حقيقة واحدة واساسية، وهي ان البيت الاساس هو في السماء، وان كل ما يجري على الارض، لا يعدو كونه تحضير للبيت الاساسي، للحياة التي لا تنتهي، ويذكرنا القديس بولس، بان لا نضيع البوصلة، فالهدف هو الحياة الابدية ولا شيء اخر".
اضاف:" ان الكنيسة هي المكان الذي يفتح لنا الباب على الحياة الاساسية، وكل يوم يعطنا ربنا القربان وما نحن بحاجة له حتى نحصل على الكنز الاساسي، وهو حياتنا الابدية، وان وجودنا اليوم مع بعضنا البعض، ليس لاستقبال شخص، انما لاستقبال يسوع، فلا تضيعوا نظركم عن الامور الاساسية. هناك تقليد في كنيستنا عند انتخاب البابا يدنو منه الكاردينال الاكبر سنا، ويشعل عودا من الثقاب في وجهه ويقول له:" تذكر ان مجد هذا العالم زائل كعود الثقاب هذا".
وختم قائلا:" نحن بحاجة في الرعية لمن يرافقنا في الصلاة، واتمنى ان يكون الخوري مرسال الخادم الجديد للرعية، قادرا على القيام بهذه المهام، وان يكون عيد القديس روحانا المقبل، مناسبة لنجتمع من جديد في هذه الكنيسة بعدما نكون قد انتهينا من اعمال ترميمها".
وكانت رعية بنشعي وبلديتها قد اعدت استقبالا للمطران نفاع عند مدخل البلدة، على صوت قرع الطبول، ونثر الزهور، والزغاريد.

احتفال ديني في ذكرى نذورات القديسة رفقا



زغرتا ـ الغربة ـ
لمناسبة ذكرى نذورات القديسة رفقا، اقيم قداس احتفالي في باحة مزار القديسة رفقا في دير مار سمعان القرن في بلدة ايطو في قضاء زغرتا، تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، بمشاركة المعاون البطريركي المطران جوزاف نفاع، ورئيس دير مار انطونيوس في قزحيا الاب مخائيل فنيانوس، رئيس الصندوق المارون الاب نادر نادر، والاب طعمه طعمه، خادم رعية ايطو الخوري عزت الطحش، ولفيف من كهنة الابرشية.
حضر القداس رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية زغرتا السابق العميد جوزيف المعراوي، رئيسة فرع الصليب الاحمر في زغرتا جوزفين حرفوش، رئيسة دير مار سمعان ايطو الام صونيا الغصين، الشيخ سركيس يمين، الى حشد من ابناء بلدة ايطو، وراهبات، ورهبان، وزوار الدير ومؤمنون.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة جاء فيها:" إنّي أفرح الآن بالآلام التي أُقاسيها لأجلكم، وأُتمّ في جسدي ما ينقص من مضايق المسيح لأجل جسده الذي هو الكنيسة" (كولوسي 1/24). بهذه الكلمات التي يعبّر فيها بولس الرسول عن القيمة الخلاصيّة للألم، يستهلّ البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالته الرسوليّة "الألم الخلاصي" الذي تحوّل، مع آلام المسيح وموته من سبب لليأس إلى وسيلة للخلاص. فالكثيرون كانوا يعتقدون ويؤكّدون أنّ الألم والعذاب هو عقاب من الله يفرضه على الذي يخالف إرادته، بينما نرى على العكس ونسمع المسيح يقول لنا أنّ الله لا يريد موت الخاطئ بل توبته وعودته إليه ليحيا. إذ ليس الله من يفرض العذاب والألم على الإنسان، بل هو الإنسان من يفرض ذلك على نفسه، عندما يعتقد أنّ بإمكانه تحقيق ذاته ومبتغاه بالإبتعاد عن الله ورفضه، لكنّه لا يلبث أن يكتشف عريه ومحدوديّته، ويبتعد عن الله ويختبئ من وجهه خوفاً منه، على ما يقول سفر التكوين، بعد خطيئة أبوينا الأولين.
وينظر العهد القديم إلى الإنسان على أنّه "مركّب" من جسد وروح، وغالباً ما يجمع بين عذابات النفس "المعنويّة" والألم الناجم عن بعض أعضاء الجسد، كالعظام مثلاً والكلى والكبد والأحشاء والقلب. ولا يمكن إلاّ التسليم بأنّ العذابات المعنويّة تنعكس عن الناحية الطبيعيّة أو البدنيّة، وغالباً ما تمتدّ إلى مجمل كيان الإنسان(الألم الخلاصي رقم6).
إنّ أُتمّ في جسدي ما نقص من آلام المسيح!
إنّ هذه العبارة، يقول يوحنا بولس الثاني، تبدو وكأنّها تضع حداً للطريق الطويل الذي يمرّ بالآلام، التي تندرج دائماً، نوعاً ما، في تاريخ البشر، وتستنير بكلمة الله. ورغم أنّ هذا المفهوم يختصّ، بدرجة أولى، بمار بولس الذي كتب هذه العبارة فهو يتناول أيضاً الآخرين، ونّ الرسول، إذ يُشرك سواه في ما تفهّمه، يفرح بكون هذا المفهوم سيساعد الناس، مثلما ساعده على التعمّق في فهم معنى الألم الخلاصي.
العذاب والألم هو نتيجة موقف الإنسان الرافض لله، الذي هو بنفسه يحكم على نفسه لكنّ الله الذي بفعل محبّة خلقه، بفعل محبّة كذلك يريد أن يخلِّصه، وهذا ما يقوله يسوع بذاته لنيقوديموس في حواره معه: هكذا أحبّ الله العالم حتى أنّه بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة، ثم يعود فيؤكّد على ذلك فيما بعد عندما يقول بأنّ الحب الحقيقي يُبنى على التضحية حتى بالذات، إذ ليس من حب أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب.
في رسالته الثانية إلى أهل قورنثيّة يتكلّم بإسهاب عن الآلام التي تحمّلها من أجل المسيح، هو الذي كان في بادئ الأمر عدواً لدوداً للمسيح. وهو يصف هذه الآلام التي تحمّلها ويقول: جَلَدني اليهود خمس مرّات أربعين جلدة إلاّ واحدة، ضُرِبْتُ بالعصي ثلاث مرّات، رُجمْتُ مرّة واحدة، إنكسَرَت بي السفينة ثلاث مرّات، قضيْتُ نهاراً في اللّجة، كثيراً ما كنتُ في الأسفار في أخطار السيول، وفي أخطار اللصوص، في أخطار من أُمّتي وأخطار من الأُمم... أُعطيت شوكة في الجسد، ملاكاً من الشيطان لكي يلطمني، لئلا أستكبر. ولذلك طلبت إلى الرب ثلاث مرّات أن تفارقني فقال لي: تكفيك نعمتي. فبكل سرور أفتخر بأوهاني، لتستقرّ عليّ قوّة المسيح. أجل! إنّي أُسرّ بالأوهان والإهانات والضيقات والإضطهادات والشدائد من أجل المسيح لأنّي متى ضعفْتُ فحينئذٍ أنا قوي (2قور11/23-26 و12/7-10).
القديس بولس لا يبحث عن الألم من أجل الألم، ولا عن الإضطهاد من أجل الإضطهاد. إنّه يقبل بذلك ويعتبرها وسيلة لتقديس ذاته والتكفير عن ذنوبه وخاصة عن كونه قد حارب المسيح، فالإيمان المسيحي لا يبني على ما يسمّى مرض المازخيّة، أي مرض حب الألم في سبيل الألم، بل على العكس، فإنّه يبنى على القبول بما يرسله الله لنا من آلام من أجل تطهير ذاتنا وتنقيتها.
المسيح بالذات لم يسعَ إلى الصليب من أجل الصليب، ولا إلى الألم من أجل الألم، بل على العكس فإنّه طلب من أبيه أن يُبعد عنه هذه الكأس إذا كان ذلك بالإمكان... ثمّ أضاف بقول: لتكن مشيئتك أيها الآب.
فالصليب والموت كانا بالنسبة له وسيلة للإنتصار النهائي على الموت، على ما تنشده الليتورجيّة البيزنطيّة: وطئ الموت بالموت، ووهب بذلك الحياة للذين في القبور. والقديسة رفقا التي نحتفل اليوم بذكراها، قبلت الألم والعذاب بهذا المعنى إذ كانت آلامها آلاماً خلاصيّة، لم تسعَ إليها حباً بها، بل مشاركةً منها في آلام المسيح. والآلام التي عانت منها رفقا لم تكن فقط آلاماً جسديّة، بل كانت قبل ذلك أيضاً آلاماً نفسيّة وعائليّة وإجتماعيّة، ولربما تكون هذه الآلام مرّات كثيرة أشدّ إيلاماً من الآلام الجسديّة. ومن أهمّها موت والدتها وهي في السابعة من عمرها، وإضطرارها للعمل كخادمة في إحدى العائلات في دمشق مدّة أربع سنوات، ثمّ زواج والدها من إمرأة ثانية والخلاف بين خالتها، أُخت أُمها، التي كانت تريد تزويجها بإبنها، وزوجة والدها التي كانت تريد تزويجها بأخيها، وسماعها للمشادة التي حصلت بين الإثنتين وهي عائدة من العين إلى البيت، حاملة جرّة الماء، وإستياءها من ذلك وحزنها.
والذي عانت منه أيضاً وبصورة كبيرة هو ما رأته من مجازر في دير القمر سنة1860 عندما حصلت المجازر الشهيرة ضد المسيحيّين ورؤيتها بعض الجنود البرابرة يطاردون بخناجرهم المسنّنة طفلاً صغيراً ليذبحوه.
أما الآلام الجسديّة التي عانت منها، فقد طلبت من الرب أن يجعلها مشاركة منها معه في آلامه. فقد بدأت بوجع في رأسها أخذ يمتدّ فوق عينيها كشهب نار، ورافقها وجع العينين أكثر من إثنتي عشر سنة، وإنتهى بالعمى الذي لآزمها ست عشرة سنة أخرى، بعد أن إقتلع الطبيب عينها وهو يُجري لها عمليّة جراحيّة. وبعد ذلك أُصيبت بالمرض في عظامها ووركها وإنفكّ عظم رجلها وبقيت في حالة تفكّك لا مجال لوصفها. وكانت ردّة فعلها الدائمة عبارة: مع آلامك يا يسوع".
إنّ لنا في مَثَل رفقا، إمثولة يجدر بنا التوقّف عندها عندما نتعرّض للصعوبات والآلام في حياتنا. فقد تكون ردّة فعلنا مرّات كثيرة سلبيّة رافضة قد توصلنا إلى الكفر بالله، وقد تكون وسيلة لنا لنتنقّى ونتطهّر من رواسب خطايانا، إذ أنّها كالنار التي تُنقّي التراب، فيخرج منه الذهب لآمعاً رناناً. وقد تكون كالنار التي تحوّلنا رماداً لا نفع منه، إذا لم نتقبّلها بروح الإيمان. فالمسيح قَبِلَ العذاب والآلام والموت في سبيل خلاص البشريّة، ونحن معه مدعوّون لنشاركه عمله الخلاصي والتكفيري، من أجل تنقيتنا من خطايانا، تنقية العالم والمجتمع من المواقف المناهضة للإيمان التي يتّخذها من خلال إهتمامه المفرط وإعطائه الأولويّة المطلقة لأمور المادة والأرض.
فلنطلب من الرب اليوم نعمة الثبات في الإيمان والقبول بما يرسله لنا من صعوبات في حياتنا قد تُسبّب لنا الإزعاج مرّات كثيرة، ولكنّها بالتأكيد توصلنا إلى الخلاص إذا ما قبلنا بها وقلنا مع أيوب البار الرب هو الذي يعطي وهو الذي يأخذ، فليكن إسمه مباركاً... وإنّنا كما نقبل منه الخير نقبل منه كذلك الألم والعذاب، كي نستحقّ الخلاص والعيش معه في السماء".
وكان سبق القداس مسيرة صلاة انطلقت من مدخل الدير عند طريق عام زغرتا ـ اهدن، وصولا الى باحة القديسة رفقا، حيث دشن المطران بو جوده والمعاون البطريركي نفاع، مزارا جديدا للقديسة رفقا وهي تستقبل زوارها، حيث اقيمت الصلاة في حضور جمع من المؤمنين.

اليوبيل الفضي للاب المرسل ايلي نصر في حرف مزياره


زغرتا ـ الغربة ـ
لمناسبة اليوبيل الفضي للاب ايلي نصر المرسل اللبناني الماروني، اقيم في حرف مزياره في قضاء زغرتا، قداس احتفالي، في كنيسة مار سركيس وباخوس في البلدة، تراسه الاب ايلي نصر وعاونه فيه، الاب يونان عبيد، الاب فادي تابت، الاب معين سابا، الخوري حنا الباشا، بمشاركة وحضور، النائب البطريركي المطران حنا علوان، والمطران سمير نصار، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب مالك بو طانوس، وحشد من الاباء المرسلين، الى عدد من الكهنة والرهبان والراهبات، وخدمت للقداس جوقة الرعية بقيادة الاستاذ سركيس رفول.
حضر القداس رئيس بلدية مزيارة مارون دينا، اللواء سمير الحاج، منسق عام التيار الوطني الحر بيار رفول، اضافة الى اهل واصدقاء الاب نصر، وحشد من ابناء البلدة والبلدات المجاورة، ومدعويين.
بعد الانجيل المقدس القى الاب نصر عظة قال فيها:" خمس وعشرون سنة مضت، وهي ليست صفحات اطويها، ولا زمن عبر ليدخل في ادراج التاريخ، في الجهاد والسعي الدائم، في العطاء من اجل المسيح، لتكون كلمته حاضرة، ونعمته فاعلة، ومحبته مقدسة. خمس وعشرون سنة عشتها درب عطاء في الخدمة، متنقلا في مراكز عديدة، وفي وظائف متنوعة: في المدارس، في الوكالة، في المطبعة، في السجون، ساعيا ان اكون امينا لله، مع العلم انني سقطت، اخطأت، تعبت، استنفدت، خاب املي، ولكنني ما يئست يوما".
اضاف الاب نصر:" يمكن للاوقات والازمنة ان تتبدل، اما الكهنوت الذي وهبني الرب اياه فهو هو، بقدر ما اعيشه بقدر ما اتعمق في جوهره، جوهر الحب الذي ينبع من الرب ليصب في بناء الانسان وخدمته، يقول الرب:" من اجلي ومن اجل البشارة، تكون التضحية ويكون العطاء. منذ خمس وعشرين سنة، احتفلنا بقداسي الاول، انا واخوتي الكهنة: معين سابا، فادي تابت، الحاضرين، وايلي نخول، وادمون رزق الله، الغائبين، على هذا المذبح، مذبح كنيسة الشهيدين سركيس وباخوس، ومنذ ذلك التاريخ انطلقت جاهدا اعمل في كرم الرب وكريمه. وضعت يدي على المحراث ولم اعد التفت الى الوراء، تركت كل شيء، لاربح المسيح. فلم يعد يهمني سوى امر واحد وهو ان انسى ما ورائي واتمطّى الى الامام، فاسعى الى الغاية".
وتابع:" يوما بعد يوم، ارتسمت حقيقة الكهنوت امام عيني، وتوضحت في ذهني. واليوم اؤكد ان اختبار الكهنوت يؤدي الى الاختمار في الحب والخدمة. لقد زدت خبرة وترسخت فيّ حقائق ثلاث:
-    الحقيقة الاولى: لا تستطيع ان تصل الى الهدف وتحقق النجاح بالفكر فقط، بل بالجهد والسعي والعمل الدوؤب.
-    الحقيقة الثانية: بالايمان المترجم بالجهد والسعي، يترسخ اليقين بان يد الرب معنا كما يقول صاحب المزامير "الاعتصام بالرب خير من الاتكال على العظماء" بمعنى اخر، فلنضع ثقتنا في قدرة الرب كي يقودنا، لان الصداقات تتبدل اما الرب فثابت الى الابد.
-    الحقيقة الثالثة: الصلاة هي رغبة التواصل مع الخالق وسمة كاهن الله.
فالناس الذين يعتقدون بان الصلاة هي علامة ضعف جسدي، عليهم ان يتذكروا بانهم لن يكونوا كبارا الا عندما يسجدون".
واردف الاب نصر:" ان احتفالي اليوم باليوبيل الكهنوتي الفضي، المتزامن مع يوبيل جمعية المرسلين المائة والخمسين على تاسيسها، هو احتفال شكر لله على نعمته، نعمة المشاركة في رسالة المسيح الخلاصية. في الواقع، الرسالة التي احملها هي ان افتح باب الله امام الناس، في عالم يسوده الفساد والحقد والارهاب، والغنى الفاحش والسياسات الكاذبة والمصالح الخاصة، في عالم يعيش ازمات كثيرة، في عالم غير مستقر، في عالم متعطش الى يسوع المسيح. فعلى الرغم من قساوة هذا العالم وصعوبته، ساكمل هذه الرسالة، وبمعونة الله وصلاتكم انتم المؤمنين، شعب الله المقدس، ساعيا ان اكون صورة المسيح الحية والشفافة".
وقال الاب نصر:" اما احتفالنا اليوم فليس الا ذبيحة شكر، ارفعها الى الله على هذه السنوات الغنية بالفرح والعطاء والعناء، كما ارفعها ذبيحة صلاة لاجل كل من كانوا معي وتعبوا لاجلي، فصرت ما انا عليه. اصلي واشكر امي وداد، اطال الله عمرها، وابي الذي سبقنا الى دار الخلود، اللذين ضحيا بحياتهما في تربيتي الروحية والجسدية، ولا زالت تحملني في صلاتها اليومية، الى اختي نهاد، الى امراة اخي لور، الى اخي داني وعيالهم، الى الدكتور بيار رفول البوصلة التي عرفتني على جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة".
وختم الاب نصر عظته يقول:" اصلي واشكر ابناء عائلتي الثانية جمعية المرسلين اللبنانيين، الاحياء والاموات، الممثلة بقدس ابينا العام مالك بو طانوس ومجلسه الكريم، الاساقفة والاباء المشاركين، الشكر لكل الذين وضعهم الرب في طريقي، وساعدوني على تلبية دعوته، وساهوا بشكل كبير في رحلتي الى مذبح الرب، الشكر لجميع الاصدقا والاعزاء وكل من اتى من قريب او بعيد، وكل الذين ساهموا في انجاح هذا اليوبيل الكهنوتي الفضي، واتمنى عليكم ان تجدوا في كلمتي تعبيرا عن امتناني العميق لكم، سائلا الرب ان يملأنا جميعا من نعمه فنمضي قدما في خدمتنا له ولشعبه".
في ختام القداس القى الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب مالك بو طانوس كلمة قال فيها:" «هذا هو ابني الحبيب... (فلَهُ اسْمَعُوا!)» (مر 9: 7) هذا الصوت الذي جاء قبل ألفي سنة من السماء خلال تجلّي الربّ، يقول عن يسوع المسيح: «هذا هو ابني الحبيب»، اخترته ومسحته وأرسلته ليبشّر المساكين ويطلق الأسرى ويهب النور للعميان ويعلن سنة مرضيّة عند الربّ. وعاد صوت الابن من الأرض إلى الآب في السماء يقول: يا أبتِ، العالم لم يعرفك، أمّا أنا فقد عرفتك وسأعرّف بك. وكلّ من يعترف بك أعترف به أمامك".
اضاف:" أيضاً في ذكرى تجلّي الربّ منذ خمس وعشرين سنة، في 1990، كان صوت الربّ من السماء يقول لإخوتنا الخمسة، إيلي نصر، فادي تابت، معين سابا، إيلي نخّول، إدمون رزق الله: أنتم أبنائي الأحباء لقد اخترتكم وأقمتكم لتنطلقوا وتأتوا بالثمار ويدوم ثمركم. أخي أبونا إيلي نصر، لقد مسحك الربّ وأرسلك لتطلق المساجين وتبشّّر المساكين... فها أنت تمضي عمراً في هذه المهمّة الصعبة المضنية، وباستطاعتك أن تعلن 25 سنةً مرضية عند الرب! في مسح دموع ذوي المسجونين، أخذت رضىً من الله.
«الربّ يطوّب هؤلاء الباكين، سوف يفرحون». في مؤاساة هؤلاء القابعين في سواد الزنزانة، أخذت رضىً من الله. «الربّ يرافق هؤلاء السالكين في وادي ظلال الموت». في توبة وندامة هؤلاء العائدين إلى الضمير والوجدان، أخذتَ رضىً من الله. «الربّ لا يرذل القلب المتخشّع المتواضع التائب». في النضال معهم لأجل عدالة ضائعة، أخذتَ رضىً من الله. «الربّ يحبّ العدل، ومن رحمته امتلأت الأرض».
وتابع "25 سنة مرضية عند الرب:
رصيد كبير في حياتك الكهنوتيّة الشخصيّة!
رصيد كبير في المئة والخمسين سنة من جمعيّة المرسلين اللبنانيّين!
رصيد كبير في عيني الربّ وملكوته السماوي!
ما أجملك اليوم تقول للربّ: أشكرك يا أبتِ لأنك اخترتني أنا، ووضعتَ فيَّ كلمتك وحمّلتني إيّاها إلى كلّ الأرض. كأس الخلاص رفعتُ وباسمك دعوتُ ولك أوفي نذوري. نرفع معك كأس الشكران للربّ على سني الخير والبركة من كهنوتك المقدّس، ونذكر أهلك لا سيّما والدتك. وكم كان لصلاتها دورٌ في كهنوتك. يقول البابا يوحنا بولس الثاني: «الكاهن يولد من رحم الصلوات». من رحم صلواتها وصلوات إخوتك وأختك وكلّ الأحبّاء ولدتَ وكبرتَ مرسلاً ناجحاً. نذكر معك كلّ من تعب عليك، مقدّمين سنوات عطائك الرسولي في حضن جمعيتنا الحبيبة ذبيحة تسبيح وشكران. لا بدّ أن أذكر بلدتك حرف مزياره – ولها في جمعيّتنا معزّة خاصّة – لنا فيها معك كاهن آخر، أخونا الأب اسعد الباشا. بارك الله عمله في بلاد الانتشار".
وقال:" * «لا فضّة عندي ولا ذهب، لكني أعطيك ما عندي: باسم يسوع المسيح الناصري، إمشِ» (أع 3/6) هذا ما قاله بطرس للرجل الكسيح على باب الهيكل.  وكان المشي لهذا الكسيح أغلى وأعزّ بكثير من الذهب والفضة. أخي الأب إيلي، نحن اليوم في ذهب قلبك الكبير والمحبّ، وفضة يوبيل كهنوتك! والذهب والفضة هنا هما باسم المسيح، لا يحتاجان إلى ذهب وفضة الأرض! إنّما وزناتُهما الكثيرة التي تاجرت بها نرفعها معك اليوم لله ذهباً سماويًّا وفضّةً ملائكيّة وعطراً إلهيًّا.  * لا فضّة عند بطرس ولا ذهب، لا وسامَ عند الجمعيّة ولا وشاح أصغر ولا أكبر...
وختم :" أخي أبونا إيلي، معك اليوم نقول للربّ: شكراً على 25 سنة من الكهنوت توزّع فيها الأسرار وتتجوّل راعياً مرسلاً في السجون وسط منسيي الأرض، ومكافأتك تكون عند الربّ، هو الحَكَم العادل أكثر من البشر.
«أعطيك ما عندي: «باسم يسوع الناصرين إمشِ». باسم يسوع تابع السير تاركاً ذهب الأرض وفضتها، زاهداً حتى بحديدها وترابها، ناظراً من جهة إلى الحقول المُغطّاة بالحصاد، ومن جهة أخرى إلى السماء من حيث يأتي عونك، وليكن طريقك بعد اليوم صعوداً إلى العُلى!
باسم أصحاب السيادة والمعالي والسعادة وكلّ الفعاليّات، باسم جميع الآباء والإخوة في جمعيّة المرسلين اللبنانيّين، باسم جميع الأهل والأقرباء والأصدقاء، نهنّئك باليوبيل الفضي لكهنوتك المقدّس، ونصلّي معك طالبين لك المزيد من الصحّة والعطاء الرسولي والقداسة. بركة الله الضابط الكلّ الآب والابن والروح القدس.
 بعد القداس اقيم حفل كوكتيل كبير في قاعة الكنيسة.

قداس الشكر للمعاون البطريركي الجديد المطران جوزيف نفاع في طرابلس





ترأس المعاون البطريركي الجديد المطران جوزيف نفاع، قداس الشكر، في كنيسة مار مارون في مدينة طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، المونسنيور أنطوان مخايل، والكهنة جوزيف فرح، برنار ابراهيم، وبطرس إسحاق.
حضر القداس  النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، الى أهالي واصدقاء المطران الجديد، وحشد من أبناء المدينة والجوار.
في بداية القداس تحدث المونسنيور معوض فقال:" ان رعية مار مارون فخورة في هذا المجد الذي أضيف الى أمجادها وتقاليدها، في سبيل الخراف المشتراة بالدم الالهي. وان رعيتنا اليوم تتنفس الصعداء وقد لمست لمسا ثمار الثبات والايمان والحكمة وتتحسس مدى النعمة التي دفقتها عليها السماء".
بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران نفاع عظة قال فيها:" نحتفل اليوم معكم، بعيد الرب، الذي هو عيد تجلي الرب على الجبل، امام تلاميذه. وقد اظهر لهم مجده وبهاء وجهه، وهو النازل من بعد ذلك الى اورشليم كي يصلب ويموت ابشع ميتة. لقد اراد يسوع ان يحضّر تلاميذه كي يستطيعوا تحمل الصليب، فاراهم مجد القيامة قبل ان يمر بوجع الجلجلة. من هنا نستطيع ان نفهم، ان الكنيسة هي بنت الصعوبات، بنت الالم والجلجلة، لان الرب ارسلها كي تكون نور، اينما كنا نحتاج الى نور، فهو قال :" انتم ملح الارض، انتم نور العالم". وعندما كنت لا ازال تلاميذا في روما، سالنا استاذ كبير عن مقدار الملح الذي نضعه في الطبخة، فقلنا له رشة صغيرة خاصة اذا كان عندنا ضغط في الدم، اجاب من هنا علينا ان نفهم ان المؤمنين هم قلائل وعددهم دائما يكون قليلا، مثل الملح في الطبخة، ولكن رشة صغيرة هي التي تعطي طعمة للطبخة، ونكهة لها".
اضاف المطران نفاع:"  رعية مار مارون في طرابلس، هي الملح في هذه المدينة، صحيح ان عدد ابنائها ليسوا كثرا، لكن وجودها في قلب العاصمة الثانية طرابلس، هو الذي جعل من طرابلس مدينة للعيش المشترك، ومن يعرف طرابلس جيدا، يعرف ان هذه الكنيسة بنيت كي تكون مركزا للعيش المشترك، منذايام البطريرك انطوان عريضة، عندما كان مطرانا على ابرشية طرابلس، اشترى كل الاراضي المحيطة بالمطرانية، وكان اسمها في حينها بساتين طرابلس، ووزعها على المسيحيين من اهل الجبال، لانه كان يؤمن اننا لا نستطيع العيش في لبنان وحدنا، فاما ان نكون معا مسلمين ومسيحيين واما ان ننتهي معا، من هنا حمل ذاك الحي اسم شارع المطران الى يومنا هذا. وهذا الامر حمل المطران انطون عبد والمونسنيور ميشال واكيم، الى بناء هذه الكنيسة الجميلة، حتى يقولوا لاهل طرابلس ان الحياة معكم حلوة، واننا متمسكون بقوة بهذه الحياة، واننا سوف  نبقى معا".
وتابع المطران نفاع عظته يقول:" لذلك ايها الاحباء، ان رعية مار مارون ليست عددا، بل هي وجود ضروري للمسلمين كما للمسيحيين، كما ان لبنان هو اكثر من بلد هو رسالة، كذلك انا اقول ان رعية مار مارون في طرابلس، هي رسالة تشهد للجميع واما الجميع، ان العيش المشترك ليس ممكنا فيها فقط، بل هو امر محقق، ونحن نعيشه حتى في اصعب الظروف. ان رعية مار مارون بقيت واحة امل وسلام حتى في اصعب ايام الحرب، واحة لكل ابناء طرابلس موارنة، ارتوذكس، كاثوليك، ومسلمين، من دون اي تفرقة، لقد عشت طفولتي مع الكشافة هنا، لم نكن موارنة فقط بل كنا جميعا ابناء هذه المدينة، ولم يكن المونسنيور واكيم يفرق بيننا، او حتى يسمع بكلمة طائفية، الهم الوحيد عنده كان ان يحمينا. وان مؤسسات الرعية تشهد على هذه الحقيقة، وهو الذي اسس جمعيات وجندها في خدمة الفقراء والمحتاجين والايتام".
وختم المطران نفاع عظته:" رغم ان البلد كان ينهار في تلك الفترة، كانت رعية مار مارون تكبر وتنمو، من الفرسان الى الطلائع الى حركة شبيبة الرعية، وجوقة الكورال، الى الحفلات التي كانت تقام فيها الى الاهتمام بالفقراء، وان ابرشية طرابلس المارونية تنظر بعين كبيرة الى هذه الرعية، فالمطران جورج بو جوده يعتبرها قلب الابرشية، وخير دليل على ذلك تعيين افضل خادمين لها من افضل كوادر الابرشية هما المونسنيور نبيه معوض والخوري جوزيف فرح. من هنا اعدكم اني سوف ابقى صوتكم الصارخ ليس في بركي فحسب وانما في كل المحافل التي اكون فيها، واعلموا انه ليست صدفة ان تختار بكركي شخصا من ابناء هذه الرعية كي يكون معاونا لها، بل هي ارادت من هذا التعيين ان يكون لديها صوت من ابناء المدينة تستمع اليه، صوت ممن عاشوا تجربة العيش المشترك بشكل حقيقي. فشكرا على دعمكم وحضوركم هذا الاحتفال الى جانبي واعدكم ان ابقى دائما الى جانبكم".
بعد القداس تقبل المطران الجديد التهاني من الحضور في قاعة الكنيسة، واقيم حفل كوكتيل في المناسبة.