زغرتا ـ الغربة ـ
احتفلت بلدة بسلوقيط في قضاء زغرتا، بعيد سفيعيها القديسين سركيس وباخوس، خلال قداس ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة القديسين سركيس وباخوس في البلدة، عاونه في القداس خادم الرعية الخوري حنا حنا، والخوري طوني بو نعمه، وحضر القداس حشد من ابناء البلدة المقيمين والمغتربين.
بعد القداس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" إنّ تاريخ الكنيسة، منذ نشأتها، هو تاريخ شهادة وإستشهاد. فالمسيح الذي جاء ليخلّص البشريّة ويعيدها إلى أحضان الآب وإلى الملكوت، لآقى العداوة والإعتراض ممّن سمّاه هو بذاته أركون هذا العالم، أي الشيطان. وقد تعرّض هو بذاته إلى التجربة بعد صيامه أربعين يوماً إذ حاول الروح النجس إغراءه، بالمادة أولاً: عندما قال له أن يحوّل الحجر خبزاً، وبالسلطة ثانياً: عندما قال له إنّه يعطيه كل ممالك الأرض إن هو سجد له، وبالقدرة على إجتراح المعجزات وإثبات قوّته الذاتيّة ثالثاً عندما قال له أن يرمي نفسه من قمّة الهيكل إلى أسفل. العداوة بين يسوع والروح الشرير هي عداوة مستحكمة منذ آدم وحواء، فقد نجح الشيطان في تجربته لهما فإستسلما له ورفضا الله وقرّرا أن يجعلا من نفسيهما آلهة لنفسيهما، فوعدهما الله بمخلّص يسحق رأس الحيّة الشيطان، وهكذا بدأت الحرب بين قوّة الخير، الله الخالق والمخلّص، وقوّة الشر الساعية إلى فرض سيطرتها الدائمة على الإنسان. وإنّ تاريخ البشريّة على مر الأجيال هو تاريخ صراع بين القوّتين: الله والشيطان".
اضاف بو جوده:" وإنّنا نلاحظ أنّ المسيح في الإنجيل يتعرّض باستمرار إلى عداوة الشيطان وتجاربه المتعدّدة، وقد نجح الشيطان لفترة إذ أوصله إلى الموت وإلى معاملته من قبل الحكام والشعب معاملة المجرمين. لكنّ النصر النهائي كان للمسيح إذ أنّه إنتصر على الموت وقام من بين الأموات، وكانت قيامته عربوناً عن إمكانيّة قيامة كل إنسان إن هو سار في طريق الرب، وهو قد وطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. وكان يسوع يعرف أنّ تلاميذه سوف يتعرّضون هم بدورهم إلى الإضطهاد، فقال لهم ليس التلميذ أفضل من معلّمه، فإن إضطهدوني أنا، فسوف يضطهدونكم أنتم أيضاً.
وإلى هذا يلفت إنتباههم في هذا المقطع من إنجيل اليوم الذي يقول لهم فيه أنّهم سوف يلاقون العداوة والإضطهاد حتى من أقرب المقرّبين إليهم، إذ سيسلّم الأخ أخاه إلى الموت والأب إبنه، ويتمرّد الأولاد على والديهم ويقتلونهم، وذلك إذا اتّبع البعض منهم تعاليمه وإذا رفضها الآخرون".
وقال بو جوده:" هذا ما حصل غالباً عبر التاريخ منذ نشأة الكنيسة ولغاية اليوم، فتاريخها هو تاريخ مضايقة وإضطهاد منذ العصور الأولى. وإنّ بولس الرسول الذي كان من أوّل مضطهدي الكنيسة عندما تزعّم العصابة التي قتلت الشهيد المسيحي الأوّل، الشمّاس إستفانوس، والذي إستولى عليه المسيح وهو ذاهب من أورشليم إلى دمشق لإعتقال المسيحيّين، قد تعرّض هو كذلك للإضطهاد العنيف الذي يصفه في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس حيث يقول: "جلدني اليهود خمس مرات أربعين جلدة إلاّ جلدة واحدة، ضُرِبتُ بالعصي ثلاث مرّات، رُجمتُ مرّة واحدة، إنكسرت بي السفينة ثلاث مرات، قضيتُ نهاراً وليلة في اللّجة، كثيراً ما كنتُ في الأسفار في أخطار السيول وفي أخطار اللصوص. في أخطار من أمّتي وأخطار من الأُمم وأخطار في المدينة وأخطار في البريّة وأخطار في البحر وأخطار بين الإخوة الكذبة".
وتابع بو جوده يقول:" من بين كل هؤلاء الشهداء يبرز الشهيدان القديسان سركيس وباخوس اللذان كانا من ضباط الجيش الروماني ومن أهم العائلات في الإمبراطوريّة الرومانيّة وقد تعرّضا للإغراءات الكثيرة كي يكفرا بالمسيح ويعبدا الآلهة الوثنيّة فينجوا بحياتهما ويحتلا المراكز المرموقة، لكنّهما رفضا وجاهرا بإيمانهما بكل جرأة وشجاعة فقتلا. وما حلّ بهما حلّ بالكثيرين، وما زال يحلّ بالمسيحيّين في عدد من بلدان العالم اليوم: في العراق مثلاً وفي الهند والصين والباكستان وغيرها. والمعروف أنّ المسيحيّين في الشرق العربي، وفي عدد من بلدان المنطقة يتعرّضون لهذه الإضطرابات بصورة مباشرة وغير مباشرة، مما يضطرّهم إلى ترك بلادهم والهجرة إلى البلدان الغربيّة التي تستقبلهم وتؤمّن لهم حياة هادئة وآمنة".
وختم:" إنّنا مدعوّون، أيّها الأحبّاء، لوعي هذه الأمور وخطورتها، وإلى التشبّث بمبادئ إيماننا والثبات فيها ولو تعرّضنا للمضايقات والإضطهادات، وبصورة خاصة في شرقنا العربي، وإلى رفض كل الممارسات المتنافية مع القيم والأخلاق في عدد كبير من البلدان، وإلى عدم الخوف على المصير وإلى التصدّي بجرأة وشجاعة لقوّة الشّر، فنعلن إيماننا على الملأ لأنّ المسيح وعدنا بالبقاء معنا إلى منتهى الدهر، ولأنّ وعده صادق وقد برهن عنه بإنتصاره على الموت ووعدنا بأن ننتصر معه، هو الذي وطئ الموت بالموت كي يُعيد الحياة للذين في القبور".
بعد القداس بارك المطران بو جوده "دسوت الهريسة" التي يعدها الشبيبة في البلدة كتقليد سنوي لمناسبة العيد.
احتفلت بلدة بسلوقيط في قضاء زغرتا، بعيد سفيعيها القديسين سركيس وباخوس، خلال قداس ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة القديسين سركيس وباخوس في البلدة، عاونه في القداس خادم الرعية الخوري حنا حنا، والخوري طوني بو نعمه، وحضر القداس حشد من ابناء البلدة المقيمين والمغتربين.
بعد القداس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" إنّ تاريخ الكنيسة، منذ نشأتها، هو تاريخ شهادة وإستشهاد. فالمسيح الذي جاء ليخلّص البشريّة ويعيدها إلى أحضان الآب وإلى الملكوت، لآقى العداوة والإعتراض ممّن سمّاه هو بذاته أركون هذا العالم، أي الشيطان. وقد تعرّض هو بذاته إلى التجربة بعد صيامه أربعين يوماً إذ حاول الروح النجس إغراءه، بالمادة أولاً: عندما قال له أن يحوّل الحجر خبزاً، وبالسلطة ثانياً: عندما قال له إنّه يعطيه كل ممالك الأرض إن هو سجد له، وبالقدرة على إجتراح المعجزات وإثبات قوّته الذاتيّة ثالثاً عندما قال له أن يرمي نفسه من قمّة الهيكل إلى أسفل. العداوة بين يسوع والروح الشرير هي عداوة مستحكمة منذ آدم وحواء، فقد نجح الشيطان في تجربته لهما فإستسلما له ورفضا الله وقرّرا أن يجعلا من نفسيهما آلهة لنفسيهما، فوعدهما الله بمخلّص يسحق رأس الحيّة الشيطان، وهكذا بدأت الحرب بين قوّة الخير، الله الخالق والمخلّص، وقوّة الشر الساعية إلى فرض سيطرتها الدائمة على الإنسان. وإنّ تاريخ البشريّة على مر الأجيال هو تاريخ صراع بين القوّتين: الله والشيطان".
اضاف بو جوده:" وإنّنا نلاحظ أنّ المسيح في الإنجيل يتعرّض باستمرار إلى عداوة الشيطان وتجاربه المتعدّدة، وقد نجح الشيطان لفترة إذ أوصله إلى الموت وإلى معاملته من قبل الحكام والشعب معاملة المجرمين. لكنّ النصر النهائي كان للمسيح إذ أنّه إنتصر على الموت وقام من بين الأموات، وكانت قيامته عربوناً عن إمكانيّة قيامة كل إنسان إن هو سار في طريق الرب، وهو قد وطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور. وكان يسوع يعرف أنّ تلاميذه سوف يتعرّضون هم بدورهم إلى الإضطهاد، فقال لهم ليس التلميذ أفضل من معلّمه، فإن إضطهدوني أنا، فسوف يضطهدونكم أنتم أيضاً.
وإلى هذا يلفت إنتباههم في هذا المقطع من إنجيل اليوم الذي يقول لهم فيه أنّهم سوف يلاقون العداوة والإضطهاد حتى من أقرب المقرّبين إليهم، إذ سيسلّم الأخ أخاه إلى الموت والأب إبنه، ويتمرّد الأولاد على والديهم ويقتلونهم، وذلك إذا اتّبع البعض منهم تعاليمه وإذا رفضها الآخرون".
وقال بو جوده:" هذا ما حصل غالباً عبر التاريخ منذ نشأة الكنيسة ولغاية اليوم، فتاريخها هو تاريخ مضايقة وإضطهاد منذ العصور الأولى. وإنّ بولس الرسول الذي كان من أوّل مضطهدي الكنيسة عندما تزعّم العصابة التي قتلت الشهيد المسيحي الأوّل، الشمّاس إستفانوس، والذي إستولى عليه المسيح وهو ذاهب من أورشليم إلى دمشق لإعتقال المسيحيّين، قد تعرّض هو كذلك للإضطهاد العنيف الذي يصفه في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس حيث يقول: "جلدني اليهود خمس مرات أربعين جلدة إلاّ جلدة واحدة، ضُرِبتُ بالعصي ثلاث مرّات، رُجمتُ مرّة واحدة، إنكسرت بي السفينة ثلاث مرات، قضيتُ نهاراً وليلة في اللّجة، كثيراً ما كنتُ في الأسفار في أخطار السيول وفي أخطار اللصوص. في أخطار من أمّتي وأخطار من الأُمم وأخطار في المدينة وأخطار في البريّة وأخطار في البحر وأخطار بين الإخوة الكذبة".
وتابع بو جوده يقول:" من بين كل هؤلاء الشهداء يبرز الشهيدان القديسان سركيس وباخوس اللذان كانا من ضباط الجيش الروماني ومن أهم العائلات في الإمبراطوريّة الرومانيّة وقد تعرّضا للإغراءات الكثيرة كي يكفرا بالمسيح ويعبدا الآلهة الوثنيّة فينجوا بحياتهما ويحتلا المراكز المرموقة، لكنّهما رفضا وجاهرا بإيمانهما بكل جرأة وشجاعة فقتلا. وما حلّ بهما حلّ بالكثيرين، وما زال يحلّ بالمسيحيّين في عدد من بلدان العالم اليوم: في العراق مثلاً وفي الهند والصين والباكستان وغيرها. والمعروف أنّ المسيحيّين في الشرق العربي، وفي عدد من بلدان المنطقة يتعرّضون لهذه الإضطرابات بصورة مباشرة وغير مباشرة، مما يضطرّهم إلى ترك بلادهم والهجرة إلى البلدان الغربيّة التي تستقبلهم وتؤمّن لهم حياة هادئة وآمنة".
وختم:" إنّنا مدعوّون، أيّها الأحبّاء، لوعي هذه الأمور وخطورتها، وإلى التشبّث بمبادئ إيماننا والثبات فيها ولو تعرّضنا للمضايقات والإضطهادات، وبصورة خاصة في شرقنا العربي، وإلى رفض كل الممارسات المتنافية مع القيم والأخلاق في عدد كبير من البلدان، وإلى عدم الخوف على المصير وإلى التصدّي بجرأة وشجاعة لقوّة الشّر، فنعلن إيماننا على الملأ لأنّ المسيح وعدنا بالبقاء معنا إلى منتهى الدهر، ولأنّ وعده صادق وقد برهن عنه بإنتصاره على الموت ووعدنا بأن ننتصر معه، هو الذي وطئ الموت بالموت كي يُعيد الحياة للذين في القبور".
بعد القداس بارك المطران بو جوده "دسوت الهريسة" التي يعدها الشبيبة في البلدة كتقليد سنوي لمناسبة العيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق