في ملء الزمان/ لطيف شاكر

ولما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة تحت الناموس  ليفتدي الذين تحت الناموس غلا4:4
الزمن تعبير لغوي والزمان مقياس فلسفي اي انهما ليسا مترادفين
الكلمات المستعملة في الزمن زمن الحدث صباحا ومساء واليوم وغدا والعصر
اما الزمان تفيد بداية الزمان (الحياة ) ونهاية الزمان (الحياة)
ملء الزمان يعني الوقت المؤجل وهو الوقت الذي رآه الله مناسبامن كل الوجوه لكي ياتي المسيح
قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالانجيل مرقس 15:1
 ارسل الله ابنه
عبارة يفهم منها بوضوح أن المسيح كان موجوداً قبل أن يولد من العذراء.
الميلاد الزمني للسيد المسيح ليس كميلاد الانسان فميلاد الانسان يحدد وجوده اما قبل ميلاده فلم يكن له وجود
اما ميلاد السيد المسيح  انه الوحيد الذي ولد ومع ذلك كان له وجود قبل الميلاد وان تاريخ ميلاده هو تاريخ تجسده وقبل ان يتخذ جسدا كان له وجود قبل ميلاده من العذراء
في البدء كان الكلمة والكلمة  كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه يو 1
انا هو الالف والياء البداية والنهاية  يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي  القادر علي كل شئ رؤ8:1
 ويتسم ميلاد السيد المسيح بالاتي :

اولا :ميلاد المسيح  هو الوحيد الذي  قسم الزمان ماقبل الميلاد ومابعده
 ثانيا: لم تكن رسالته مادية محدودة بجنس او لغة  بل روحية والي جميع الاجناس وكل اللغات
ثالثا : رسالة المسيح ليست قاصرة علي تواريخ معينه بل تمتد الي كل الاجيال والعصور و الازمنة
لانه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام لنمو رياسته وللسلام لانهاية له علي كرسي داود وعلي مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الي الابد  اش6:9
رابعا : لم تعيد الكنيسة بعيد الميلاد الا في نهاية القرن الثالث لان الغاية هو الفداء والقيامة  ولقبوه بالعيد الصغير بخلاف عيد القيامة العيد الكبير

مولودا من امراة ليست ولاده طبيعية من ام واب بل من ام فقط
اجعل عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها ...تك3
ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اش 14:7
تحت الناموس وليس تحت النعمة لاننا كنا تحت الناموس ليفتدينا من لعنة الناموس
الي خاصته جاء وخاصته لم تقبله واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا مشيئة جسد ولا مشيئة رجل بل من الله يو12:1
بذلك صرنا اولاد الله وليس شعب الله كما يفتخر به الشعب اليهودي
إذن لست بعد عبدًا، بل ابنًا فان كنت ابنًا، فوارث لله بالمسيح غلا 7:4

ميلاد المسيح في مزود
المسيح هو الذبيحه والكاهن هو الفادي والفدية والذبيحة والكاهن
إن رئيس الكهنة الذي يؤخذ من بين الناس إنما يُقام من أجل الناس ليقدم عنهم (ذبائح) لله، أما المسيح فلم تكن له حاجة إلى ذلك إذ قرَّب ذاته" (عب8:5، 3:8).
هكذا المسيح ايضا بعد ماقٌدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه عب28:9

هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم  
لقد ولد السيد المسيح في وسط الأغنام لأنه هو حمل الله، وكما قال يوحنا المعمدان "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29). فكان من الطبيعى أن الحمل الذي سيحمل خطية العالم، والذي سيذبح من أجل خلاصنا؛ أن يولد في وسط الأغنام أو الحملان . وبالأخص في مدينة بيت لحم حيث المراعى الكثيرة.

فبيت لحم كانت تُربَى فيها الأغنام حيث المراعى الكثيرة. كما أنها كانت قريبة من أورشليم. وأيضًا يوجد بها هيكل سليمان الذي كانت تقدم فيه ذبائح لغفران خطايا الشعب في العهد القديم. وهذا الغفران كان رمزًا للغفران الحقيقى الذي تم بذبيحة الصليب، وذلك عندما سفك المسيح دمه على الصليب، ومات من أجل خطايانا، ثم قام من الأموات، وصعد إلى السموات. فكان من الطبيعى أن الحمل يولد في وسط الحملان. وهذه نبوة واضحة جدًا عن أنه حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله.

إن السيد المسيح قد جاء لكي يقدم نفسه فدية أو ذبيحة من أجلنا. وكان الدافع لهذه التضحية هو محبته لنا. وذلك لكي يوفى الدين الذي علينا بسبب الخطية. فبميلاد السيد المسيح في وسط الحملان، أراد أن يوضح لنا من أول لحظة لميلاده في العالم، أنه لم يأتِ لكي يتنعم بالحياة على الأرض، بل لكي يقدم نفسه ذبيحة. ففى الميلاد نرى الصليب بطريقة رمزية واضحة في الأحداث المحيطة بالميلاد.

إن السيد المسيح هو الراعى، وهو الحمل أيضًا. فمن الطبيعى أن يكون الراعى في وسط الأغنام, إن وجوده في وسط الحملان أو الغنم؛ يعلن أنه هو الراعى الحقيقى، وكما يقول المزمور "الرب يرعانى فلا يعوزنى شىء. في مراع خضر يربضنى، على مياه الراحة يوردنى " (مز22:  1)

وجد الرعاة يسوع طفلا مضجعاً في مذود
وجد الرعاة الطفل الالهي في مغارة مظلمة وشديدة البرودة، محروما من كل ثروة وجاه. قصره مغارة، عرشه مذود، حاشيته لاجئان فقيران بلا مأوى. وبالرغم هذا الفقر المدقع، سجدوا للطفل المضَّجع في المذود! ويُعلق القديس كيرلس الكبير "لا تنظروا إذن إلى الطفل المولود في المذود كأنه رضيع فقط، بل انظروا إليه إلهًا غنيًا قديرًا وفاديًا، مخلِّصا عظيمًا يفوق الأجناد السماوية قوّة واِقتدارًا، فحقَّ له أن تنادي الملائكة بولادته في فرح وسرور وابتهاج وحبور، فما أجمل تحيَّات الملائكة للطفل يسوع وهم ينشدون المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسرة
الرد علي ميلاد المسيح في الصيف
ذكر في كتاب الدسقولية الباب الثامن عشر
وعيد ميلاد الرب تكملونه فى اليوم الخامس والعشرين من الشهر التاسع الذى للعبرانيين الذى هو التاسع والعشرين من الشهر الرابع الذى للمصريين.
وفى القانون الخامس والستين من الكتاب الأول للأباء الرسل عندما تعرض الأباء الرسل لأيام العطلات للعبيد يقولون
ولا يعملون أيضا فى يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر فى ذلك اليوم لما ولد لنا الله لنا الكلمة.
والأمر الذى لابد من التعرض له هو تاريخ عيد الميلاد بناءا على أمر الأباء الرسل أن يكون فى اليوم التاسع والعشرين من الشهر الرابع القبطى ( شهر كيهك ) الموافق لليوم الخامس والعشرين من الشهر العبرى وهو ( شهر كسلو
ونحن نعيد الميلاد مرتبطين بهذا التاريخ القبطى 29 كيهك  ( الفرق بين 25 ديسمبر و7 يناير بسبب اختلاف التقاويم اليولياني والجريجوري) .
ملحوظة: لو  قيل أن الرعاة ما كانوا في الحقول  ساهرين في فصل الشتاء، (رعاة يحرسون حراسات الليل علي رعيتهم لو 8:2 )  اذن   الفكرة تبقى ناقصة سلبية وغير كافية لرفض العيد في الشتاء . ومن منطلق هذا الاعتراض يجب منطقيا ومن باب النزاهة والصدق أن يُقال: "بما أنّ السيّد المسيح لم يولد في الشتاء فيجب الاحتفال بمولده في فصل آخر".
 ولا يخفى أنّ عيد الميلاد يأتي في عزّ الصّيف في معظم البلاد الكاثوليكية  وأكثرها سكّانا أي في أمريكا الوسطى والجنوبية – ويبدو أن الطقس في استراليا وغيرها كذلك صيفيّ في ديسمبر. وصحيح أنّ هذا الواقع الامريكي اللاتيني والاسترالي لا يجعل شهر كانون الاول صيفيّا في فلسطين حيث وُلد المسيح .
ويدهشني ان بعد اكثر من الفين سنة وعدد المسيحيين يتجاوز 2 مليارنسمة  ياتي الشيخ  العريفي  البدوي العربي ليصحح لنا تاريخ ميلاد السيد المسيح ...وعجبي!!!!!!!

شمس عام جديد/ نسيم عبيد عوض


ماهى إلا ساعات قليلة ويشرق علينا شعاعات نور يوم جديد فى عام ميلادى جديد ‘ وهذا فى حد ذاته نعمة إلهية عظيمة ‘ أنه سمح لنا بعام جديد فى حياتنا على الأرض وحتى لو بأيام أو ساعات معدودة ‘ فالله هو الذى سمح بأن يأتى بنا الى هذه الساعة ومابعدها حسب سماحه‘ ومع شروق شمس عام جديد فى حياتنا‘ ومع كل نسمة نسجد لإلهنا شاكرين نحمده عليها ‘ وأيضا طالبين منه أن يمحى كل آثامنا ويغفر كل خطايانا ‘ ونوعده ببدء حياة جديدة فى العام الجديد ‘ روحا وفكرا جديدا ‘ خاليا من أفكار السوء ‘ نوعده بالبقاء فى دائرة النور التى وهبنا إياها ‘ ونبعد عن ظلمات هذا العالم وشهواته.

وطوبى للذين سبقونا للسماء ‘ فهم حسب وعد الله يرون كل شيئ جديدا " ها أنا أصنع كل شيئ جديدا ‘ فهناك سماء جديدة وأرضا جديدة ‘ ويسكنون مع الله فهم شعبه وهو إلههم‘ لا خطية ولا ألم ولا شهوة ‘ حياة روحية أبدية ‘ أما نحن الذين على أرض غربتنا ‘ نعيش مجاهدين لكل مافى العالم من شهوات وخطايا ‘ ولذلك نحن دائما نصلى لإلهنا أن يحفظنا من الشرير ‘ ونسأله حمايتنا من شهوات الجسد وظلم العالم ومادياته الآثمة ‘ ويسندنا فى جهادنا حتى نصل الى بر الأمان فى حياتنا معه فى السماء.

ولنبدأ العام الميلادى الجديد بقلب وعقل وفكر جديد ‘ نقلب صفحة من كتاب حياتنا بما فيها من سيئات الماضى كله ‘ ولنقل مع الرسول

" الأشياء العتيقة قد مضت .هوذا الكل قد صار جديدا." 2كو5: 17.

والبداية مع وعد الله لنا نحن أولاده المؤمنين به والذى وهبنا نعمة الخلاص      " وأعطيكم قلبا جديدا .وأجعل روحا جديدة فى داخلكم . وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم . وأجعل روحى فى داخلكم وأجعلكم تسلكون فى فرائضى وتحفظون أحكامى وتعملون بها .. وتكونون لى شعبا وأنا أكون لكم إلها." حز36: 26و27 ‘فلنسأله ان يعيدنا الى يوم ميلادنا الثانى من الماء والروح .

ومع بداية نسمات يوم جديد لعام جديد فلنصل مع الرسول" أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم .فان خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار . فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور."رو13: 11و12

ونسأل ربنا قلبا نقيا إخلق في يا الله وروحا مستقيما جدده فى أحشائي ..

ومع دقات ساعات اليوم الجديد فلنبدأ العام الجديد إنسانا تائبا عن كل الخطايا والذلات والعثرات والذنوب التى فعلناها فى عامنا الماضى ‘ ليستقبل إنساننا الداخلى حياة جديدة طاهرة بيضاء ببهجة وسرور ‘ نتنسم فيها هواء نقى خالى من شوائب قد تابعتنا فى العام المنصرم ‘ولنفتح أحضاننا بالحب لبداية جديدة.

ومع بدء شعاع نور العام الجديد نبدأ نهجا جديدافى حياتنا:

1- كإنسان متغير فى نظرتى للأمور: وحسب قول الرب " سراج الجسد هو العين . فان كانت عيناك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا.وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما." فلتكن نظرتى للأمور فى عامى الجديد بعين بسيطة نيرة ترى الحسنات وتبغض رؤية السيئات ‘ نظرة روحية لكل أمور حياتنا حسب فكر المسيح.

2- إنسان متغير فى رغباته ..يعيش فى تسليم كامل لله: وليكن دستور حياتنا قول الرب " أطلبوا أولا ملكوت الله وبره . وهذه كلها تزاد لكم ‘ فلا تهتموا بالغد لأن الغد يهتم مما لنفسه .يكفى اليوم شره . مت6: 33و34‘ وأرتل " عليك يارب توكلت . لاتدعنى أخزى مدى الدهر."مز31: 1‘ ورغباتى المادية الدنيوية الشهوانية أطرحها بعيدا ولا أعود اراها فى حياتى‘ ولتكن البداية فى يد الله القدير تساعدنى فى حياتى الروحية الجديدة.

3- إنسان جديد فى الشكل الخارجى والداخلى.. وكيف يكون هذا ..يجيب الرسول" تجددوا عن شكلكم بتجديد أذهانكم." رو12: 2

وتجديد الشكل هو تجديد فى أسلوب التفكير وتحول دفتها حتى تليق وتنطبق مع فكر المسيح . التفكير الروحى هو نظرة مسيحية ‘ عيون بسيطة ‘ توبة صادقة حاسمة . وفى ذلك يطلب منا الرسول" فاأطلب اليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله . عبادتكم العقلية . ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم .لتختبروا ماهى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة."رو12: 1‘ وهذه هى الحياة المتجددة ذبيحة حب لله ..نرد الحب بالحب متذكرين " أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله."1يو3: 1‘ نسلم حياتنات للذى أحبنا ‘ حياتنا فى أعماقها ومن جذورها. لقد قدم الله الكلمة المتجسد حبه عمليا بتقديم جسده ذبيحة حب على الصليب من أجل فداء وخلاص البشر ‘ لذا يليق بنا الإتحاد معه بالتناول من جسده ودمه ‘ أن نقدم له أيضا حبا عمليا لنذبح جسدنا المادى لنقدم له ذبيحة حب عبادتنا العقلية بالروح والحق.

+لا تدع عينك تنظر الشر فتطهر جسدك من كل الشرور والشهوات الجسدية.

+دع لسانك لا ينطق بالدنس والإدانة فيصير أداة بركة حمد وتهليل لله .

+لا تمارس يداك عملا محرما فتصير أداة لعمل الخير وتقديم المعونة لحياة الأخرين.

ومع بداية العام الجديد علينا أن ننسى ونتذكر:

1- ننسى ونطرح خلفنا كل العادات السيئة والتى كانت تسيطر على كيانك وحياتك ‘ وتذكر أن تكون إنسانا طاهرا لتكون قديسا كما أن أبوك السماوى قدوس‘ ولنتضرع لإلهنا " أغسلنى فأبيض أكثر من الثلج"

2- أنسى خطايانا المحبوبة ولا أعود لها ثانية ‘وأصلى لإلهى "استر وجهك عن خطاياي وأمح كل آثامى ‘ لأنك وعدت " أنا هو الماحى ذنوبك"

3- أنسى محبة الذات والأنانية ..المجد الباطل ..حب الظهور ..حب السيطرة ..وأتذكر خدمة الحب الباذل للآخرين ..محبة العطاء والبذل للغير..أتذكر ان أتضع من كل قلبى .. أختفى خلف صليب المسيح وهو يقودنى حسب مشيئته.

4- أنسى محبة العالم والأشياء التى فى العالم لأنها عداوة لله ‘ وأذكر محبة الله من كل قلبك ونفسك وفكرك وقدرتك ‘ ومحبة الآخرين كنفسك ‘ وتذكر دائما أن المحبة نستر كثرة من الخطايا ‘ وأن المحبة لا تسقط أبدا ‘ والمهم ان الله هو المحبة الحقيقية.

5- أنسى تضييع الوقت فيما لا يفيد ‘ وأذكر لطف الله الذى تمهل علينا حتى وقتنا هذا حتى تأتينى الفرصة للتوبة والعودة الى أحضان أبى السماوى. وأذكر المرات الكثيرة التى أنقذنى الله فيها من التجربة والسقوط ‘ وكيف مد يده فى الوقت المناسب وأنقذنى من رباطات الخطية.

6- أنسى كل مامضى بنا من فشل وخيبة أمل وأضع مكانها مراحم الرب التى قدمها لنا ‘ وأذكر رجائى فى الرب يسوع القائل بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا‘ وأنسى ماأصابنا من الأخوة والأصدقاء من قسوة ومن نقصاتهم وإهانتهم ‘ وأضع مكانها ماقدموه لى من حب ومساندة واهتمام وكل خير قدموه لى ‘ أضع مكانها الصفح والمغفرة والمحبة.

7- أذكر دائما أن كلمة الله الحية الفعالة التى تمنحنى راحة الضمير والفكر النقى ‘ والقلب المملوء بمحبة الله والآخرين‘ أذكر دائما أن أعيش ضابطا للنفس ضد رغبات الجسد والمادة وتعظم المعيشة ‘ولتكن " كل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شيئ."1كو9: 25.

+أعرف نفسك جيدا ‘ ولتكن لنا وقفة مع الذات ‘ نقلب صفحات ونطويها ونذكر صفحات ونحياها ‘ ولنتذكر أننا من ملئه نحن جميعا أخذنا ونعمة فوق نعمة.

+لا تضلوا . الله لا يشمخ عليه ..فان الذى يزرعة الإنسان إياه يحصده أيضا. لآن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية."غل6: 7و8.

" وتجددوا بروح ذهنكم وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق ."أف4:23. ولنصلى لإلهنا ..إغرس فى قلوبنا الحب لك أولا ثم محبة الأخرين ‘ إعطنا فضيلة التواضع والوداعة ‘ إنعم لنا بالحكمة والعقل الفهيم ‘ وإمنحنا الصبر وطول الأناة ‘ نعيش محتملين بعضنا البعض بالمحبة الكاملة‘ إقبل تضرعاتنا اليك لتنير بنورك علينا وتهبنا القلب الجديد والروح الجديدة لنسير فى عامنا الجديد فى توبة صادقة وحياة حرة كريمة تضمنا يداك الطاهرتين لتقودنا فى موكب نصرتك .

وكل عام جديد وأنتم جميعا طيبين وليكون فيكم  رائحة المسيح الذكية .


المطران بو جوده في قداس العيد: المهم أن نفتح آذاننا وعقولنا والقلوب


تراس رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس ميلاد السيد المسيح، منتصف الليل، في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح. حضر القاس الدكتور ناصر الصالح ممثلا وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي، المقدم احمد علي ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، آلى حشد من المؤمنين. 
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" ليس الميلاد، أيّها الأحبّاء، مجرّد مناسبة إجتماعيّة نزيّن فيها بيوتنا والشوارع ونشعل فيها الأنوار ونتبادل الهدايا والزيارات، ثمّ نطوي الصفحة لنعود إلى روتينيّة ورتابة حياتنا اليوميّة. الميلاد هو حدث دائم نعيشه كل يوم لأنّه عيد تجسّد إبن الله، إنّه زمن المصالحة بيننا وبين الله لأنّه تنفيذ لوعد الله الخلاصي الذي قطعه لأبوينا الأوّلين، آدم وحواء، عندما إبتعدا عنه ورفضاه وإستسلما لإغراءات الشيطان المجرّب الذي أقنعهما بأنّهما إذا عملا ما يطلبه منهما، يصبحان كآلهة ولا يعود لله أي سلطة عليهما. وقد أرفق الله هذا الوعد الخلاصي بكلمات قاسية وعقاب فرضه على الشيطان حين قال له هو المتمثّل بالحيّة:" لأنّكِ فعلت هذا، فأنتِ ملعونة من بين جميع البهائم وجميع وحوش البر. على بطنك تزحفين وتراباً تأكلين طول أيام حياتك، بينك وبين المرأة أقيم عداوة، وبين نسلك ونسلها. فهو يترقّب منك الرأس، وأنتِ تترقّبين منه العقب"(تك3/14-15). بمخالفته لأمر الرب حكم الإنسان على نفسه بالموت، فذكّره الله أنّه من التراب أُخذ وإلى التراب سيعود، لكنّ الله حكم له بالحياة. بهذه المخالفة قطع الإنسان علاقته بالله فشوّه صورة الله فيه، هو الذي خلقه الله على صورته ومثاله ونفخ فيه روحه. ولذلك إختبأ من وجه الله وإكتشف عريه ومحدوديّته".

اضاف بو جوده:" الميلاد هو عيد تجسّد إبن الله، إذ به عادت الطبيعة الإنسانيّة لتتوحّد بالطبيعة الإلهيّة إذ أنّ المسيح المولود هو في الوقت عينه إله وإنسان، ولذلك يقول أحد الآباء القديسين: صار الله إنساناً كي يجعل الإنسان إلهاً، من جديد. وهذا ما عبّر عنه القديس يوحنا في فاتحة إنجيله حين قال:" في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله، به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء ممّا كان، فيه كانت الحياة والحياة نور الناس، والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات... والكلمة صار بشراً فسكن بيننا، فرأينا مجده، مجداً من لدن الآب لإبن وحيد ملؤه النعمة والحق"(يو1/1-5 و14). سنوات طويلة وقرون عديدة إنتظر الإنسان تنفيذ هذا الوعد إلى أن بلغ ملء الزمان، كما يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية، فقد أرسل الله إبنه مولوداً لإمرأة، مولوداً في حكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فنحظى بالتبنّي(غلا4/4).
وتابع بو جوده:" علاقة الإنسان بالله لم تكن دائماً على ما يرام، إذ إنّه كان دائماً يعود فيستسلم لإرادة الشيطان بدلاً من أن يستسلم لإرادة الله، بينما بقي الله أميناً لمواعيده. وهكذا فإنّنا نرى أنّه يوم ولادة يسوع، ومع أنّه كان في العالم والعالم به كان، فإنّ العالم لم يعرفه إذ أنّه جاء إلى أهل بيته فما قبله أهل بيته، كما يقول يوحنا. ومع أنّه من سلالة ملوكيّة هي سلالة داود لم يستقبله الأنسباء والأقرباء، ولم يكن لوالديه موضع في الفندق عندما جاءا لينفّذا أمر الحاكم للإحصاء، فقد وضعته أُمّه في مغارة وفي مذود للحيوان. وبالرغم من ذلك، ولأنّ الله صادق في مواعيده فإنّ نبوءة آشعيا قد تحقّقت وهو الذي قال:"إسمعوا يا بيت داود، أما كفاكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا إلهي أيضاً؟ فإنّ السيّد الرب نفسه يعطيكم هذه الآية: ها هي العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمّانوئيل"(آشعيا7/13-14)".
وقال:" قد تحقّقت هذه النبوءة ليلة الميلاد إذ أرسل الله ملاكه إلى الرعاة الساهرين على قطعانهم في هجعات الليل ليقول لهم:" لا تخافوا لأنّي أبشّركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كلّه. فقد ولد لكم مخلّص في مدينة داود، وهو المسيح الرب"(لوقا2/10). كما تحقّقت نبوءة أخرى من نبوءاته التي تقول: "إصعدوا على جبل عالٍ يا مبشّري صهيون،
إرفعوا صوتكم مدوّياً يا مبشّري أورشليم: إرفعوه ولا تخافوا،
قولوا لمدائن يهوذا: ها هو الرب إلهكم آت، وذراعه قاضية،
تتقدّمه مكافأة لكم ويحمل جزاءه معه.
يرعى قطعانه كالراعي ويجمع صغارها بذراعه"(آشعيا40/9).
هذه هي البشرى السارة التي يحملها إلينا الرعاة اليوم، أيّها الأحباء، إنّها فرحة الإنجيل، كما يسمّيها قداسة البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي، الصادر منذ أيام. إنّها فرحة الخلاص الآتي من عند الرب. فالمهم أن نفتح آذاننا وعقولنا والقلوب، مثل الرعاة فنذهب معهم إلى ملاقاة الرب، ومثل الملوك المجوس، فنرى معهم نجمه فنأتي ونسجد له ونقدّم له الذهب، والبخّور والمر(متى2/11)".

واردف قائلا:" فلنتأمّل في موقفنا في هذه المناسبة السعيدة، أيها الأحبّاء، ولنتساءل بمن نتشبّه: أبأبوينا الأوّلين فنستسلم لإرادة الشيطان، فنحكم على نفسنا بالموت، أم بالعذراء مريم، فنقول معها ما قالته للملاك: أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك يا رب؟ أمّا السؤال الثاني الذي نطرحه على أنفسنا اليوم فهو هل إنّنا سمعنا كلام المسيح في الإنجيل الذي تماهى فيه مع الفقراء والمساكين وقال: كلّما إهتممتم بأي جائع وعطشان أو مهجّر أو سجين أو عريان فإنّكم بي أنا بالذّات تهتمّون. المسيح لم يولد مرّة واحدة في التاريخ أيها الأحباء، إنّه يولد كل يوم ويتجسّد فعلياً في كل جائع وعطشان، في كل لآجئ ومهجّر، في كل ضحيّة من ضحايا الحقد والضغينة، وكم هم كثر اليوم في بلادنا وفي البلدان المجاورة، وكل بلدان الشرق الأوسط حيث تستعر المعارك والحروب. ونحن نرى نتائجها في شوارع بلداتنا ومدننا وقرانا، من أطفال مشرّدين، ورجال ونساء يستعطون لقمة العيش. فلنتجرّأ ونقلب الصورة، على ما يقول القديس منصور دي بول: إذا رأيتم إنساناً قذراً تملأ جسمه القروح، لا تتوقّفوا عند هذه الصورة، بل أقلبوها فتروا على وجهها الآخر صورة المسيح".
وختم بو جوده يقو:" فإلى مثل هذا الموقف يدعونا قداسة البابا فرنسيس اليوم، فلا نكتفي بالإهتمام بخروف واحد ضال، بل نوسّع آفاقنا كي نهتم كذلك بالتسعة والتسعين الآخرين. وهكذا نعيش حقيقة فرح الميلاد وفرح الإنجيل ونرتّل مع الملائكة قائلين: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر. وإنّنا في هذه المناسبة، وقد بدأ لبنان يعود شيئاً فشيئاً إلى وضعه الطبيعي، مع إنتخاب فخامة الرئيس الجديد للجمهوريّة، العماد ميشال عون، وتأليف الحكومة الجديدة ونتقدّم من كل اللبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين، بأطيب التهاني والتمنيات، طالبين من الرب أن يبارك المسؤولين بيننا ويُعيد إلى منطقتنا الشرق أوسطيّة الأمن والسلام".
كذلك تراس المطران بو جوده قداس احد  العيد، في كاتدرائية مار مخائيل في منطقة الزاهرية في طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور بولس القطريب، والخوري سمون ديب، ومشاركة الخوري جوزيفغبش. بحضور النقيب مازن العويك ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وحشد من المؤمنين. 
 بعد القداس تقبل المطران بو جوده تهاني العيد من الحضور في قاعة الكاتدرائية المجاورة للكنيسة.

سورة البقرة: الآية 118/ عبدالله بدر اسكندر

التفتيش عن الذرائع لا يتماثل مع الأسس الثابتة التي يتفرع منها البحث عن البينات كون طلب أصحاب الثانية يؤول إلى الاطمئنان الناتج عن اليقين الراسخ لديهم دون أن يضطرهم ذلك الطلب إلى الكفر، ولو نظرنا إلى أسباب هذا النهج نجد أنها لا تفارق الاستقرار الملازم لنفوسهم وما جبلوا عليه من الاستعدادات التكوينية التي اتخذت من أفعالهم الاختيارية موئلاً يرجعون إليه عند الاستفهام عن المقاصد اليقينية التي يكون مردها إلى العلم بقدرة الله تعالى المطلقة، أما في حال حدوث ما يعكر صفوهم الإيماني أو ما يتخلل قلوبهم من شك فههنا تستيقظ عندهم المحصلات الأولية والرغبات الأساسية التي تصلح ضمائرهم وتطهر ساحتهم القدسية لأجل أن يكونوا في منأى عن الشك التقليدي الذي مني به جمع من الناس الذين لا يملكون القدرة على الرجوع إلى الحق المبين، ومن الأمثلة على ما نحن بصدده قوله تعالى: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير) البقرة 259.
وكما ترى فإن هذا الفعل لا يتأتى إلا لنبي مقرب أو لأحد الصلحاء الذين دأبوا على استقبال الآيات الكونية على ما هي عليه، وقياساً لذلك نعلم أن ما حدّث به نفسه لا يعدو كونه أمراً طبيعياً يبين مرحلة من مراحل الاعتقاد السائد لدى الإنسان العالم الذي يريد أن يقف على حقيقة الإحياء بعد الإماتة، ولهذا قابله الحق سبحانه بهذه النتائج الباهرة التي جعلته يزداد إيماناً مع إيمانه، وإنزاله تعالى لهذا الكلام الممدوح في آخر القصة يظهر أن صاحبها من المقربين كما أسلفنا، ولذلك هيأ سبحانه له كل أسباب المعرفة اليقينية كما في الآية، وإن كان جل شأنه قد أبهم شخصية هذا النبي أو العبد الصالح فإنه لم يبهم شخصية النبي إبراهيم في القصة التي تلتها، وذلك في قوله: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم) البقرة 260. والآية صريحة بأن استفهام إبراهيم كان عن خصوصية وجود الشيء لا عن أصل وجوده كون الأصل مفروغاً عنه، وهذا هو الفرق بين من يسأل لأجل الرؤية والكيفية الناتجة عن الإحياء والإعادة وبين من يسأل لأجل الحصول على الذرائع أو الاحتجاج.
من ذلك يظهر أن طلبات المشركين لم تكن مماثلة لطلبات الأنبياء أو الصالحين كون تحققها في الخارج يستلزم الاستحالة إذا ما سلمنا جدلاً بصحة مواقفهم، ومن هنا نلاحظ أن رغباتهم السلبية قد أدت بهم إلى طلب تكليم الله لهم أو إيتائهم مثل ما أوتي رسل الله، كما في قوله تعالى: (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) الأنعام 124. والقصد من هذا الطلب لا يخلو من إشعار بالاستهزاء لأنهم أرادوا الحصول على النبوة حتى يؤتوا مثل ما أوتي رسل الله، ولذا فصل تعالى قولهم بقوله: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) الأنعام 124. ولا يخفى على المتلقي أن لهذا الاستهزاء نظائر، كما في قوله تعالى: (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) الزخرف 31. وكذا قوله: (وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً) الفرقان 7. وقوله سبحانه: (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون) الحجر 6.
وبناءً على ما تقدم نعلم أن طلبات المشركين لا تخرج عن كونها طلبات تعجيزية يصاحبها الاستهزاء ولا يمكن تحقيق تلك الطلبات نظراً لضعف القابل دون الفاعل، وقد أشار تعالى إلى استحالة تحقيق هذه التعجيزات في كثير من متفرقات القرآن الكريم، كما في قوله: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون) الأنعام 111. ويضاف إلى سبب امتناع القابل سبب تكذيبهم بالآيات التي يرسلها الحق سبحانه، كما حدث لأقوام الأنبياء السابقين على مر الأعصار، ويمكن معرفة ذلك السبب من خلال قوله تعالى: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) الإسراء 59. ثم تدرج القرآن الكريم في ذكر طلبات المشركين المشابهة لما كان يطلبه الأولون، كما في قوله سبحانه: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً... أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً... أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً... أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً) الإسراء 90- 93.
وهذه الطلبات التعجيزية التي اقترحها المشركون تكاد تكون متقاربة مع ما كان يطلبه أهل الكتاب الذين سألوا موسى أن يريهم الله جهرة، كما في قوله تعالى: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم) النساء 153. وقد ذكّرهم الله سبحانه بهذا الموقف في قوله: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون) البقرة 55. وقد مر عليك تفسير الآية الأخيرة في كتابنا هذا.
تفسير آية البحث:
قوله تعالى: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون) البقرة 118.
لولا تستعمل على وجهين:
الأول: امتناع شيء لوجود غيره، كما في قوله تعالى: (لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم) القلم 49. وكذا قوله: (يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين) سبأ 31.
الثاني: للتحضيض بمعنى هلا وتختص بالدخول على الأفعال، كما في آية البحث وكما في قوله تعالى: (وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه) طه 133. وكذلك قوله: (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) الفرقان 32. وهناك شواهد أخرى لكلا الوجهين.
وعند تأمل منطوق الأية يظهر أن مشركي العرب اعترضوا على النبي (ص) وأرادوا أن يكلمهم الله تعالى أو تأتيهم آية، أما مفهومها فيشير إلى نبذهم القرآن كونه لا يفي بالغرض الدلالي حسب اعتقادهم وإن شئت فقل حسب تعنتهم ولجاجهم، ولو كانت طلباتهم لا تجانب الحق لكان القرآن هو الدليل لذلك وهذا ما يقرر المعنى على أتم وجوهه، ومن هنا نرى أن الله تعالى لم يستجب لمقترحاتهم لأن مجيء الآيات سيكون سبباً لترغيبهم بطلب المزيد وبالتالي يحق عليهم القول ونزول العذاب، أضف إلى ذلك أن كلامهم كان موجهاً للنبي (ص) وهذا الأمر لا يدخل في مهمته الرسالية بل هو من الأمور التي اختص بها الله تعالى، وبهذا تظهر النكتة في قوله جل شأنه: (وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين... أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) العنكبوت 50- 51.
فإن قيل: ما معنى تشابه قلوبهم مع أهل الكتاب الذين أشار إليهم تعالى بقوله: (الذين من قبلهم) من آية البحث؟ أقول: تشابه القلوب يرجع إلى سوء النظر الحاصل لدى الطرفين، إضافة إلى ما رسخ في عقولهم من الجهل الذي أدى إلى انحرافهم، ولهذا علل تعالى المقام بقوله: (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) فتأمل ذلك بلطف.
  من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن
       

حميد عوّاد يعايدكم بثلاث لغات

Le chant auguste et mélodieux des anges résonne dans les cieux et nous emporte à bord de leur chœur pour entonner avec béatitude l'hymne des louanges:

 « Gloria in excelsis Deo et in terra pax hominibus bonae voluntatis!»

« Gloire à Dieu au plus haut des cieux et paix sur la terre aux hommes qu’il aime!» 

Noël diffuse une énergie merveilleuse qui stimule notre conscience et attise notre foi. 

Il infuse en notre esprit la joie, le réconfort, l'espoir et l'envie de nous conduire avec bonté, justice et génerosité.  

Jésus Christ est omniprésent pour aider à franchir les dificultés, remonter le moral, récompenser les bienfaits et perpétuer la croissance et la prospérité. 

Que le Dessein Divin, qui a surgi luisant à l'aube de Noël, tisse tendrement vos rêves désirés en une toile formidable de surprenantes réalités!

Nous implorons Notre Sauveur de guider l'humanité vers la concorde et la paix.

 Que la réjouissance, cher(e)s ami(e)s, imprégne vos festivités à Noël et au Nouvel An.   

   **

 JOYEUX NOËL et  MERVEILLEUSE ANNÉE 2017

  The august and melodious song of the angels echoes in the heavens and carries us aboard their chorus to sing with bliss the hymn of praise:

"Glory to God in the highest and on earth peace to men on whom his favour rests." 

Christmas beams a wonderful energy that stimulates our consciousness and fuels our faith.     
It infuses in our minds the joy, the comfort, the hope and the desire to behave with kindness, justice and generosity.
Jesus Christ is omnipresent to help overcome difficulties, raise morale, reward  good deeds and perpetuate growth and prosperity. 

May the Divine Design, that emerged shining at the dawn of Christmas , lovingly weaves, with the rays of your strong faith, your most desirable  dreams into a web of thrilling realities! 

We implore Our Savior to guide humanity towards concord and peace.

May the delight, dear friends, permeate your festivities at Christmas and New Year.  

HAVE 

A MARVELOUS CHRISTMAS

And

A PROSPEROUS NEW YEAR 2017
**

"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"

 عيد الميلاد يبث فينا طاقة عجائبية تنبّه ضمائرنا وتحفّز إيماننا وتنفح في وجداننا الفرح والعزاء والأمل والرغبة في تطعيم سلوكنا بالرفق والعدل والسخاء.

 الذات الإلهيّة حاضرة فينا وحولنا لمساعدتنا على التغلّب على الصعاب ولمكافأة الأعمال الطيّبة وتسديد الخطى نحوالسبل الفضلى.

بهجة العيد العارمة تشركني بفرحكم وتثير فيّ تضرّعاً للمخلّص راجياً أن يهديكم نحو نماء دائم ونجاح أكيد وازدهارمضطرد.

أتمنّى أن يحيك التدبير الخلاصي الرؤوم، المنبلج مع فجر الميلاد مشعّاً ومشبوكاً بنور إيمانكم الوطيد، أحلامكم المشتهاة نسيجاً من الوقائع المدهشة. 

ميلاد مجيد وعام سعيد

https://twitter.com/AouadHamid/media
Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/

الرسالة التي وجّهها المطران انطوان-شربل طربيه الى أبناء الكنيسة المارونية في أوستراليا بمناسبة عيد الميلاد 2016

"رجاءُ الآباءِ وانتظارُ الشعوب"
أيها الأحباءُ،
1. ميلادُ الربِّ يسوعَ هو احتفالٌ بعيدِ الرجاء، اذ فيه تحققتْ نبوءاتُ الانبياءِ والمرسلينَ، ومعه وصلَ انتظارُ الآباءِ والشعوبِ الى غايتِه المنشودة، فوُلدَ المخلِّصُ الموعودُ عمانوئيل "الله معنا" والحلُمُ أصبح حقيقةً، وظهرَ الرجاءُ الصالُح لبني البشرِ أجمعين.
2. وبميلادِ الربِّ يسوعَ طفلاً في مغارةِ بيتَ لحم، تجلتْ محبةُ اللهِ الآبِ في الابنِ المتأنسنِ، وتمجَّدَ المسيحُ الإلهُ في الانسانِ المولودِ من مريمَ البتولِ بنتِ داود. لقد اصبحت كلمةُ اللهِ جسداً حيّاً لتمنحَ البشريةَ جمعاءَ حياةً جديدةً لزمنٍ جديدٍ تتجلّى فيه الكلمةُ الالهيةُ المتجسدةُ، التي هي النورُ في ذاتِه، الشمسُ الحقُّ التي تُشرقُ على كلِّ ظلُماتِ التاريخ، لتُضيئَها بأنوارِ الرجاءِ للعهدِ الجديد، لأنه "من دونِ المسيحِ، ليس لنا رجاء" (أف 2/12).
3. نحتفلُ بعيدِ الميلادِ هذه السنةَ، وتكادُ شُعلةُ الرجاءِ تنطفىءُ في قلوبِ الكثيرين. فأوَّلُ ما يهدِّدُ في نفوسِنا الرجاءَ هو أخبارُ تنامي الأصولياتِ الدينيةِ التي تعتمدُ لغةَ القتلِ والظلامِ والترهيبِ تجاهَ الآخرين. فالعملُ الارهابُّي الذي استهدفَ الكنيسةَ البطرسيةَ المجاورةَ لكاتدرائيةِ القديسِ مرقسَ لإخوتِنا الاقباطِ الارثوذكس في القاهرةِ، كان الأعنفَ في مسلسلِ اضطهادِ الأقليةِ المسيحيةِ في مصر، وهو يخبىءُ وراءَه مساعيَ شريرةً لاشعالِ الفتنةِ الطائفية. هذا الاعتداءُ الذي ذهبَ ضحيتَه اكثرُ من خمسةٍ وعشرينَ قتيلاً، أغلبُهم من النساءِ والاطفال، بالاضافةِ الى عددٍ كبيرٍ من الجَرحى، يدفعُنا اوّلاً الى ادانةِ الارهابِ ورفضِه بشكلٍ قاطعٍ والتساؤلِ بالتالي أمامَ الضميرِ العالميِّ حولَ مصيِر الاقلياتِ، ومنها المسيحيونَ في الشرقِ الاوسط. كما انه لا بد من ان نسأل الشعب المصري العزيز عن مصر التي عرفناها ملجأ لعائلة الناصرة المقدسة من تهديدات واضطهاد هيرودوس، هل تحافظ مصر اليوم على هذا التقليد؟
4. ولكنّ الحقيقةَ الساطعةَ التي لا تقبلُ الجدلَ هي أنّ عيدَ الميلادِ يبشِّرُ بالرجاءِ في خضمِّ المعاناةِ والوجعِ والمحَن، ونجمةُ الميلادِ هي نجمةُ الرجاءِ التي جعلت الشعبَ السائرَ في الظلمةِ يُبصرُ نوراً عظيماً. فرجاؤُنا هذا لا يأتينا من الناسِ بل من اللهِ الذي منه وفيه شفاءُ العالم. ولكنَّ الرجاءَ الذي اصبحَ في اساسِ العالمِ الجديد، يساعدُنا على ان نضعَ حدّاً للألمِ ومقاومةِ الشرِّ، انّما لا نستطيعُ إزالتَهما إلى أن يصبح الله كلاً في الكل.
5. وإذا كانَ لا بدَّ من أن نتساءلَ اليومَ: ماذا يمكنُنا أن نرجو؟ وماذا لا يمكنُنا أن نرجو؟ فقبلَ كلِّ شيءٍ، نحن نرجو وعدَ المسيحِ لنا بالخلاصِ والحياةِ الابدية، ليس فقط كحقيقةٍ منتظَرةٍ، ولكنْ كحقيقةٍ حاضرة. فالاحباطُ الذي يشعرُ به انسانُ اليومِ من جرّاءِ اخفاقِ التقدُّمِ والتطوُّرِ العلميِّ في توفيرِ السعادةِ الكاملةِ للانسان، يجعلُ رسالةَ الكنيسةِ وابنائِها رسالة مُلحَّةً وصعبةً في عالمِ اليوم. إنَّ عالمنا بأمسِّ الحاجةِ الى رجاءٍ جديدٍ يُنعشُ في قلبِه الفرحَ الحقيقيّ، لأن ثورةَ العلْمِ والتقْنياتِ العاليةِ التي نشهَدُها قد تُسهمِ في بناءِ الانسانِ والمجتمع، ولكن باستطاعتِها أيضاً ان تهدُمَ الانسانَ والبشريةَ اذا لم تكنْ مرتبطةً بقوىً خارجةٍ عنها واقوى منها. فالذي يخلِّصُ الانسانَ ويعطيهِ نعمةَ الرجاءِ والسعادةِ الحقيقية، ليست العلومُ، وليست سرعةُ التواصُلِ الاجتماعيِّ، وليست كثرةُ وسائلِ الإعلامِ الرقْميةِ والألعابِ الإلكترونية، التي دخلتْ، من دونِ استئذانٍ، ليس فقط الى بيوتِنا وحسب بل الى صُلبِ حياتِنا اليومية، وحياةِ اولادِنا، واصبحتْ كالخبزِ اليوميِّ لا يمكنُ الاستغناءُ عنها، ولا هي تنوي الرحيلَ عنا وقد تربَّعتْ على عرشٍ من صُنعِ الخيالِ أدخلتهُ الى حياتِنا، وأقلُّ ما يقالُ فيها إنّها تسرقُ منا ومن اولادِنا البُعدَ الانسانيَّ في التفاعلِ والتعاملِ المحبِّ مع الآخَر.
6. إنّ الذي يُخلّصُ الانسانَ ويزرعُ في قلبِه الرجاءَ، ليس العلمُ والتقْنياتُ، انّما المحبةُ التي لا تُعطي الاَّ ذاتَها. وعندما يعيشُ الانسانُ خبرةَ حبٍّ كبيرٍ يَدخلُ فعلاً الى واحةِ الفداءِ والخلاصِ ويعطي معنىً جديداً لحياتِه. فمَنْ يمَسَّهُ الحبُّ الحقيقيُّ يبحرْ في سرِّ الحياةِ، وعندما يكتشفُ عُمقَ هذا الحُبِّ يجدُ الرجاءَ النابعَ من سرِّ التجسدِ الالهي، لانه فعلاً رجاءُ الآباءِ وانتظارِ الشعوب .
7. أيها الأحباءُ،
إنَّ التأملَ بحدثِ الميلادِ يجعلُنا نعي اهميةَ تجديدِ ايمانِنا في مجتمعٍ يعيشُ ازمةَ ايمانٍ بالله، دونَ ان يدريَ أنَّ عالماً بدونِ اللهِ هو عالمٌ بدونِ رجاء. فالرجاءُ فضيلةٌ إلهيةٌ تنبعثُ من إيمانِنا المسيحيِّ وتحييه. فلا رجاءَ دونَ ايمانٍ ولا ايمانَ دونَ رجاء، انَّهما فضيلتانِ متلازمتانِ تنبَعانِ من محبةِ الله وتقودانِ مسيرةَ شعبِ الله السائرِ نحوَ سعادةِ السماء.
8. ومسيرةُ الرجاءِ هذه نعيشُها بشكلٍ خاصٍّ في ابرشيتِنا، وقد انطلقتْ ورشةُ العملِ للمَجْمعِ الابرشيِّ الذي سيعقدُ جمعيتَه العموميةَ الاولى في الاسبوعِ الاخيرِ من شهرِ تشرينَ الثاني 2017. وسيتناولُ البحثُ الاولوياتِ الرعويةَ السبعَ التي أعلنَّاها عامَ 2013، وتفعيلَ دورِ العلمانيينَ في كنيستِنا المارونية، بالاضافةِ الى التداولِ في مختلَفِ الامورِ الرعويةِ والرسوليةِ والروحيةِ في الابرشية.
9. ورسالةُ كنيستِنا المارونيةِ في مجتمعِنا الاوستراليِّ التعدديِّ هي رسالةُ رجاءٍ، ليس فقط من اجلِ تجديدِ رجائِنا نحنُ ابناءَ الايمان، بل من اجلِ الآخرينَ، لنكونَ رسلَ رجاءٍ جديدٍ لهم، فنبادرَ لنساعدَهم على السيرِ بهُدي انوارِ نَجمةِ الميلاد، نجمةِ الرجاء، الى مغارةِ بيتَ لحم، ليسجُدوا امامَ الطفلِ الالهي، وتنطلقَ حينَها مسيرةُ التنشئةِ على الايمانِ والرجاءِ والمحبة.
10. وتبقى الصلاةُ المكانَ الاساسيَّ للتنشئةِ على الرجاء. فانْ لم يعد هناكَ احدٌ يسمعُني فالله لا يزالُ يُصغي الى صوتِ استغاثتي. وان لم يعدْ بوُسعي التكلمُ مع احدٍ فبامكاني التكلمُ مع الله. فما اجملَ ان تجتمعَ العائلةُ في الميلاد للصلاةِ وتسبيحِ الطفلِ الالهيِّ، الذي دخلَ تاريخَ كلِّ واحدٍ منا واصبحَ اقربَ الى ذواتِنا منَّا نحنُ الى ذواتِنا.
11. والبُشرى السارةُ لنا اليومَ هي "أنَّ اللهَ هو اساسُ الرجاء، لا أيُّ إله، بل الالهُ الذي يحملُ وجهاً بشرياً والذي أحَّبنا غايةَ الحُبِّ، كُلاً بمفردِه، والبشريةَ جمعاء". (البابا بندكتوس في رسالتِه حولَ الرجاءِ المسيحي:"خلَّصَنا بالرجاء" (عدد 31)، فلنسبِّحْ ونهتُفْ قائلين:
"وُلدَ المسيحُ … هللويا".

سيدني في ٢٤ كانون الأول 2016 

 + المطران أنطوان-شربل طربيه 
راعي أبرشية اوستراليا المارونية 

بيان صادر عن مجلس اساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أستراليا ونيوزيلاندا


على أثر التفجير الإرهابي الذي أصاب المؤمنين المصلين الأبرياء  يوم الأحد 11 ديسمبر 2016 في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية في القاهرة والذي قُتل على إثره 25 شخصاً وأصيب 31 آخرون، قام وفدٌ من أعضاء مجلس اساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أستراليا ونيوزيلاندا بزيارة إلى نيافة الأنبا دانيال راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في نيو ساوث ويلز وتوابعها وذلك في مركز كاتدرائية القديسة مريم ومار مينا في بيكسلي حيث أعربوا له ولأبناء الجالية القبطية في أستراليا ومصر والعالم عن استنكارهم لهذا العمل الإجرامي الشنيع بحق الإنسانية عموماً والمسيحيين خصوصاً، وقدموا تعازيهم الحارة لقدسه ولجميع ذوي ضحايا التفجير الإرهابي. 
وللمناسبة، توجه أيضاً المطارنة والكهنة أعضاء المجلس كافة، بأصدق مشاعر العزاء والتضامن والمواساة لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية القبطية الأرثوذكسية، ولعموم أساقفة وكهنة وشمامسة ومؤمني الكنيسة المرقسية القبطية الأرثوذكسية في مصر وأستراليا والعالم أجمع، وخصوصا لذوي ضحايا التفجير من قتلى وجرحى، سائلين الله أن يكون هذا العمل الإرهابي الجبان خاتمة لأحزان الشعب المصري الحبيب الذي يدفع بشِقّـيه المسيحي والمسلم ضريبة الدم الغالية في سبيل وحدته وعيشه بكرامة وحرية ومساواة بين جميع أبنائه.
وإذ يثمّن المجلس، من جهة، الموقف التضامني المسؤول لفخامة رئيس البلاد السيد عبد الفتاح السيسي وما أظهره من روح مسؤولية وطنية ومؤاساة أخوية تجاه أقباط مصر في مصابهم الجلل، لا يسعنا، من جهة أخرى، إلا أن نتضامن بقوة مع ما يطالب به المسيحيون كل يوم حكوماتهم في مصر والدول ذات الغالبية المسلمة من حماية جدية وذات فاعلية أكبر في مواجهة ما يسمى التطرف الإسلامي الداعشي أوغيره، وما يتسببه من اضطهاد متواصل ومبرمج للمسيحيين بهدف احراجهم وإخراجهم من بيوتهم وأراضيهم وأوطانهم وتهجيرهم منها إلى غير رجعة.
ومع اقتراب الإحتفال بعيد الميلاد المجيد لابن الله منذ الأزل والمتأنس في الزمن، يسوع المسيح بن مريم العذراء، يهم مجلس اساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أستراليا ونيوزيلاندا أن يؤكد ختاماً على رفضه القاطع للارهاب ولغة القتل والعنف ويدعو مجدداً الى اعتماد لغة الحوار والانفتاح واحترام الحريات الاساسية في تعامل الانسان مع اخيه الانسان. رحم الله نفوس الموتى، وشفى الجرحى، وعزّى الحزانى، واعاد السلام الى قلوب المؤمنين وشعب مصر والعالم اجمع. 

19 December 2016
For more information, please contact 02 8831 0000 or bpoffice@maronite.org.au

البشارة بالتجسد الإلهى/ نسيم عبيد عوض

فى الأحد الثانى من شهر كيهك يقرأ فصل الإنجيل من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلى 1: 26-38‘ وأيضا فى نهضات السيدة العذراء السنوية لا يخلو الوعظ والتأمل من هذه الأعداد ‘ لأن هذا الفصل من الإنجيل هو تذكار البشارة والميلاد والقيامة ‘ وهذه بشارة من أعظم البشائر السارة والمفرحة والمبهجة للبشرية كلها ‘ لم يسبق لها نظير ولن يكون لها مثيل ‘ فقد كانت البشارة بداية تحقيق الوعود وتدبيرات الله الخلاصية لفداء البشر من عبودية إبليس ‘ وكنص الكتاب " فقال لها الملاك : "لا تخافى يامريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذايكون عظيما وإبن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه."لو1: 30-32.   
يوم البشارة التى أرسلها الله ويحملها ملاكه جبرائيل ‘ هو يوم إنتظرته البشرية آلاف السنين لتحقيق وعد الرب بالخلاص من عبودية الشيطان فى حال سقوط آدم وحواء بغواية إبليس "نسل المرأة يسحق رأس الحية ."تك3: 15. ومنذ ذلك الوعد والزمن  والبشر جميعهم يتطلعون إلى حنان وحب ورحمة الله ليرسل تلك المرأة ونسلها الذى سيخلص الجميع من سطوة وعبودية الشيطان وفكنا من أسره ودخولنا ملكوت الله‘  كما كان يوم خلقة آدم الأول‘ وهانحن أمام بشارة السيدة العذراء بنسلها كلمة الله (اللوجس) المتجسد. 
ولأن هذا الفصل من الإنجيل يتم التأمل فيه عشرات المرات طوال السنة ‘ وخصوصا من الناحية اللاهوتية ‘ من حيث ان الله الكلمة (اللوجس) يحل فى بطن العذراء ‘ وبفعل الروح القدس سيطهر مستودعها حتى لا يورث منها أى خطية ‘ويتم الحبل به فى أحشاء العذراء الذى من دمها سيأخذ جسدا ويتأنس‘ وهذا مابشر به الملاك" الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله."لو1: 35‘ وقد تم بدء الحمل وقت أن قالت مريم للملاك" هوذا أنا أمة الرب . ليكن لى كقولك."لو1: 38.

  لكن دعونا اليوم نتأمل فى نعم روحيه تضمنتها هذه البشارة الخالدة‘ وخصوصا ونحن فى الأسبوع الثانى لصوم الميلاد الذى نصومه إستعداد لإستقبال ميلاد رب المجد يسوع ‘ الله الكلمة – الأقنوم الثانى فى الثالوث القدوس - ‘ تماما كما صعد موسى النبى على جبل سيناء وصام أربعين يوما وأربعين ليلة والتى فى نهايتها أعطاه الله كلمته المتمثله فى وصاياه العشرة على لوحين من الحجر.

بشارة تحقيق النبوات

" كقول الكتاب "وفى الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم.فدخل اليها الملاك وقال سلام لك أيتها الممتلئة نعمة .الرب معك .مباركة أنت فى النساء . فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ماعسى ان تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافى يامريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله . وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع." "لو1: 26-32. بشارة الفرح والبهجة والسرور مصدره الخلاص المنتظر ‘ وتحقيقا لنبوات الكتاب المقدس كله ‘ وتنفيذا لكل التدابير الإلهية منذ السقوط حتى يتم الخلاص ‘ ومن هذه النبوات:


 "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل أش7: 14‘وأيضا " الشعب السالك فى الظلمة قد أبصر نورا عظيما . الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور."أش9: 2 ‘ونبوة أكثر تحديدا " لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام ." "أش9: 6" و" قومى استنيرى لأنه قد جاء نورك ومجد الرب قد أشرق عليك."أش60: 1. وكل النبوات فى كتب العهد القديم كله وحتى آخر نبى (ملاخى) تحققت فى هذه البشارة ‘ حتى أن سمعان الشيخ لما حمل الطفل يسوع على يديه صرخ قائلا"الآن تطلق يارب نفس عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نورا اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل ."لو2: 29-32‘ نبوة رآها سمعان والطفل فى أقمطته ولكنها تحققت بالحرف. وبعد قبول العذراء البشارة قالت فى تسبحتها " تعظم نفسي الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى." لو1: 46و47

بشارة نعمة الخلاص
ونحن الآن فى صوم الميلاد لإستقبال التجسد الإلهى ‘ لنتذكر قول معلمنا بولس الرسول ليفسر نعمة الخلاص " الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته. "كو1: 13‘ وكقوله" هكذا أحب الله العالم حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16‘ وأيضا قول الكتاب" الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين كيف لا يهبنا منه كل شيئ."رو8: 32. و"بالنعمة أنتم مخلصون."أف1: 5.  
فعلينا دائما نحن المؤمنين المسيحيين الحياة فى ملكوت الله ابن محبته ‘ لأنه يوم أن خرجنا من جرن المعمودية ولدنا من الماء والروح‘  وملكوت الله داخلنا يقودنا فى موكب النصرة ‘ لنتحلى بالسلوك المسيحى مقابل نعمة الخلاص التى وهبنا إياها‘ وحسب الدعوة التى دعانا بها بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة محتملين بعضا بعضا فى المحبة.

 بشارة السلام
فى قول الملاك للسيدة العذراء " سلام لك " هو سلام لنا جميعا لأن أمنا العذراء تقبلته وهى مندوبة عنا  ‘ ولثقة السماء فيها وإختيارها ‘ ولأنها مباركة فى النساء. والسلام نعمة لا تحل إلا حيث لا توجد خطية ‘ وحيث توجد الخطية لا يوجد سلام ‘ كقول الكتاب   ( لا سلام للإشرار) ‘ وهكذا تغنت الملائكة بعيد الميلاد بقولهم " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام." ‘ ولأن السلام هبة سمائية من الله ‘ فاخيرا الأرض تمتعت بسلام الله بعد غياب طويل‘ وفى صعود الرب الى حيث كان أولا ترك لنا سلامه ‘" سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكم ‘ليس كما يعطى العالم ." فهل حياتنا المسيحية تنطق بما ننعم به من سلام الله داخلنا؟

الإمتلاء بالنعمة
فى البشارة السمائية قال الملاك للعذراء " أيتها الممتلئة نعمة" وكلمة الإمتلاء من نعم الله دعوة لنا جميعا للكمال المسيحى (النسبى) كقول الرب لنا " فكونوا أنتم كاملين كما ان أباكم الذى فى السماوات هو كامل."مت5: 48‘ وأول الإمتلاء والكمال يبدأ من حب الله كالوصية الإلهية "تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك " حب كامل القلب لله ‘حتى لا يجد الشيطان مكانا يتسرب منه داخلنا ‘ كما فى الهدف والوسيلة. والإمتلاء بنعم الله يحتاج الى جهاد روحى لأن الإمتلاء المفروض به ان يدخل بنا الى ملكوت ومحبة المسيح ‘ ولكن للأسف المفروض شيئ وواقعنا شيئ آخر ‘ فرحلة الخلاص تتطلب جهادا روحيا طول الوقت "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة"أف5: 16 ‘ وحتى يصل الإنسان المسيحى الى "قياس قامة ملء المسيح ."أف4: 13 ‘ وهناك أمثلة كثيرة فى قديسين كثيرين قد حققوا الإمتلاء ونالوا أكاليل لا تحصى.
النعمة عطية إلهية وهبة مجانية يعطيها الله لأولاده الذين هم فى جهاد روحى وحياة استعداد دائم وتجاوب لوصايا الله وعمله فينا‘ لأن بدون عمل الله فى حياتنا لا نستطيع ان نفعل شيئا حسب قوله الكريم" بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا."يو15: 5 ‘ ومن أهم النعم الإلهية التى أوضحها هذا الفصل من الإنجيل نعمة الإيمان ومعرفة الله: فقد قال لها الملاك " لا تخافى يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله وها انت ستحبلين وتلدي ابنا وتسميته يسوع... فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا.فأجاب الملاك وقال لها . الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك .فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. فقالت مريم .هوذا أنا أمة الرب . ليكن لى كقولك." وهل هناك عقل بشرى يستطيع تحمل هذا الكلام والثقة فيه وتصديقة ‘ نعم السيدة العذراء قبلته وآمنت به وصدقته ‘ كما هو أبوها إبراهيم عندما قال له الرب " الذى يخرج من أحشائك هو يرثك . فآمن بالرب فحسبه له برا."تك15: 6‘ السيدة العذراء قبلت الإيمان منذ نعومة أظافرها تعيش فى كنف الهيكل ومع الملائكة ‘ كرست حياتها جسدا وروحا ‘ مدشنة ومخصصة ومكرسة للرب ‘ ولذلك ملء الإيمان قلبها وعقلها وعلى الفور نطقت " ليكن لى كقولك".

طاعة كلمة الله
السيدة العذراء بستان من الفضائل وعن استحقاق أصبحت والدة الإله ‘ السماء الثانية جسديا وفاقت الأرضيين والسمائيين ‘ إتضاع ووداعة والحياء والخشوع والتكريس للرب ‘ فهى الأيقونة والمنارة لكل إنسان مسيحى . وقولها بالذات " ليكن لى كقولك " يعطينا نموذج حقيقى لنا فى إطاعة الله‘ والذى هو نفسه "وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب"فى2‘ وهناك أمثلة عديدة فى الكتاب المقدس لمن صعب عليهم طاعة الله مثل حواء ‘ سارة وموسى النبى العظيم وإرميا ...‘ولكنهم أطاعوا فى النهاية‘ و هناك نماذج فريدة فى طاعة الله الفورية مثل أبراهيم‘نوح ويوسف العفيف أيوب ‘ ودانيال والى آخر صفوف المطيعين لله فى الكتاب. 
وطاعة الله كمثال لنا  ماعملت به السيدة العذراء كقول الرب" طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه"لو11: 28 ‘وكقول الكتاب " ينبغى أن يطاع الله اكثر من الناس."أع5: 29 وحسب وصية الرب لتلاميذه قبل صعوده " وعلموهم أن يحفظوا ما أوصيتكم به ." مت28: 20.
وطاعة الله هى دليل قاطع على إيماننا بالله وبكلامه وبمحبته العاملة فينا كقوله:
 "أن تحبوننى فاحفظوا وصاياي . الذى عنده وصاياي ويحفظها فهو الذى يحبنى . الذى لا يحبنى لا يحفظ كلامى. أنت أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم ." يو14و15و21. والقديس بطرس الرسول  ترك لنا وصية فى الطاعة : " كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة فى جهالتكم..كونوا أنتم أيضا قديسين فى كل سيرة. طهروا نفوسكم فى طاعة الحق والروح للمحبة الأخوية." بط1: 14 و15و22. ونحن فى صيام الميلاد نملأ حياتنا بالتسبيح والسهر الروحى لإستقبال كلمة الله فى قلوبنا وعقولنا وأرواحنا ‘ حتى ينير حياتنا ونكون نورا للعالم ورائحة ذكية للمسيح إلهنا.

ولإلهنا المجد الدائم للأبد آمين.


دار الفتوى تحتفل بعيد المولد النبوي الشريف



محمد نوره الهادي من الظلم
شعار المولد النبوي الشريف في حفل دار الفتوى بذكرى ولادته عليه الصلاة والسلام

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وءاله وصحبه الطيبين وبعد.

حبا في الله وشكرا له عز وجل على بروز سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتحت شعار "محمد نوره الهادي من الظلم" رعت دار الفتوى في أستراليا الإحتفال الكبير بالمولد النبوي الشريف  في قاعة الألمبياد الرياضية في ناحية هومبوش التي غصت بالآلاف من البرية، على اختلاف أجناسهم وتنوع أعمارهم وألوانهم، حيث جاءوا من كل حدب وصوب مستبشرين يدفعهم الشوق والحنين لخير المرسلين طه الأمين، عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ضم اللقاء إلى جانب سماحة الأمين العام لدار الفتوى الشيخ  الدكتور سليم علوان، أمير ولاية باهانج ماليزيا ناصر بن إبراهيم، الشيخ الدكتور أحمد هاشم مزادي المستشار الديني للرئيس الأندونيسي والرئيس السابق لجمعية نهضة العلماء في أندونيسيا ومفتي ولاية باهانج في ماليزيا الدكتور الشيخ عبد الرحمن بن الحاج عثمان، لفيف من المشايخ والأئمة والدعاة على اختلاف جنسياتهم، النواب ديفد كولمان ممثلا لرئيس الوزراء مالكومم تيرنبول، توني بيرك ممثلا زعيم المعارضة الفدرالية بيل شورتن ،النائب كيفين كونوللي ممثلا رئيس الولاية مايك بيرد، بول لينش ممثلا لزعيم المعارضة في الولاية لوك فولي،النائب هيو مكدورمات، السيناتور شوكت مسلماني، السيناتور إرنست وانغ، عن السلك الدبلوماسي:سفير بروناي زكريا أحمد ، السفير الفلسطيني عزت عبد الهادي، السكرتير الأول في السفارة المغربية أحمد عيسى، السكرتير في السفارة المصرية حسن سليمان، القنصل العام المصري في سدني يوسف حسن شوقي وعقيلته ، القنصل العام اللبناني جورج بيطار وعقيلته بهية بو حمد، وفد من القنصلية العراقية، القنصل الفخري السوري ماهر دباغ، القنصل الفخري لبنغلاديش انتوني خوري، القنصل الأندونيسي نوفان صالح، القنصل الماليزي محمد أزيادي، مسؤل العلاقات في القنصلية الأميركية مالك ارتيتوك، القنصل العام لكازاخستان مرات سماغولف، قنصل جامايك بريكنريدج، مفوض العلاقات الإثنية بولاية نيو ساوث ويلز الدكتور هاريناس، مفوض الكشاف الأسترالي نيفيل تومكينز ، مفوض شرطة بانكستون دافد إلدرلي، نائب رئيس بلدية ليفربول علي كرنيب، أعضاء البلديات راج داتا، طارق إبراهيم، جو عواضة، الأعضاء السابقون ناصر كفروني وكارل عصفور، ممثلو الجمعيات والروابط والأحزاب: رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الدكتور غياث الشلح، التيار الوطني الحر طوني طوق وسمير قزي، الدكتور مصطفى علم الدين، كريم أبيض، د. عماد برو، أل الحسن في سدني وكانبرا: عادل، عبد الله، وهاني الحسن، محمد شبارو ممثلا تيار المستقبل، فادي مللو وبدوي الحاج عن تيار المردة، د قاسم مصطفى: جمعية بنت جبيل، البروفسور رأفت عبيد رئيس المجلس الاستشاري الأسترالي المصري، فاروق قصار عن جمعية بيروت الخيرية الإسلامية، مصطفى حامد عن جمعية بحنين، مصطفى محفوض ونزيه الخير عن جمعية أبناء المنية وضواحيها، د. أحمد عبود عن المجلس الإسلامي العراقي، حسين ديراني وجعفر بعلبكي عن مجمع أهل البيت، الفصائل الفلسطينية: بشير صوالحة ومروان عكرماوي، عن المجلس الوطني الأسترالي دكتور غسان العشي، جورج زخيا، المحامي علي الغول.

كما حضر عدد من الإعلاميين: عباس مراد، أحمد ديب، سوزان عون، الدكتور علاء العوادي وجمانة جوبر، حسين عبد زيد ورافق قاسم العقابي، قناة آسيا الفضائية، فادي الحاج أيشار ميديا، صالح السقاف أس بي أس العربية، الحاج عصام عبيد رئيس اتحاد التكواندو، وحشد كبير من رؤساء وممثلي الجمعيات والفعاليات ورجال الأعمال ورجال الإعلام وممثلي الجاليات العربية على تنوع أطيافها (العراقية والسورية والمصرية واللبنانية والأردنية والجزائرية والفلسطينية والصومالية والسودانية) والأعجمية (الأندنوسية والأفغانية والباكستانية والهندية والتركية والبوسنية والهررية والإفريقية والبنغلادشية).

بدأ المهرجان بتلاوة جماعية للقرءان الكريم النمط الذي اعتاده المسلمون في بلاد المغرب، تلا ذلك عرض سينمائي لفت إعجاب الحاضرين عن قصة المولد باللغة الإنكيزية، ثم كانت الفقرة الفنية الرائعة والانطلاقة المميزة لأول كورال إسلامي في أستراليا حيث تعطرت الأجواء بلوحة فنية نادرة حكت سيرة النبي خير الأنام عليه من الله الصلاة والسلام، ثم قام فريق نادي الأطفال بتقديم وصلة إنشادية تحكي شغف الوالـهين، بحب خير الأنام محمد الأمين.

بعد ذلك تحدث الأمين العام الشيخ الدكتور سليم علوان عن الأمور العجيبة التي حصلت ليلة ولادة خير الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام، كما تطرق إلى معاني الاحتفال بمولد النبي محمد وأهميته في جمع الكلمة والموقف الموحد، مع ذكر أن الأمة من علماء وفقهاء ومحدثين ومفسرين أجازوا عمل المولد النبوي وكانوا له مستحسنين، واستخرجوا له أصلا من السنة العلية، مستدلين ببعض الأحاديث النبوية، فالنبي علَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أشَارَ إلى فَضِيلةِ مولده في جملة من الكلام، بَقوْلِهِ للسَّائلِ الذِي سَألَهُ عَن صَوْمِ الاثْنَينْ: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ" فصدقت يا قرة العينين، رواه مسلم في الصحيح، كما أورد ذلك أهل التصحيح، لذا قال أهل العلم الأماجد إن أصل عَمَلِ الموْالِدِ، الّتي تخلو من أي منكر هو أمر حلال عند أهل العلم مقرر، وهُوَ مِنَ الْبِدَعِ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُثَابُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا بالحسنة، ِلمَا فِيهِ مِنْ تَعْظِيمِ قَدْرِ النَّبِيِّ وَإِظْهَارِ الْفَرَحِ وَالِاسْتِبْشَارِ بِمَوْلِدِهِ الهني، كما قرر ذلك عدد من علماء المذاهب المعتبرة على مر العصور الغابرة.

كما حذر الشيخ علوان من المشوشين الذين يحرمون الاحتفال بمولد خير إنسان، وها هي أصواتهم تجهر بالإنكار، كما رن سلفهم إبليس حِينَ وُلِدَ النَّبِيُّ وطار، ألا يكفينا هذا لتتوحد صفوفنا وتجتمع على الحق كلمتنا، لا سيما وأن ديننا يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن التطرف البغيض والعنف والخسران، ويحذر من التكفير الشمولي لجميع الأمة. ويحثنا على الاعتصام الصحيح النافع للأمة.

كما تناوبت الفرق المشاركة من الجاليات العربية والأعجمية كالبوسنية والتركية والإفريقية والباكستانية والماليزية والاندونيسية والسودانية والبولونيزية والأيجورية على أداء عروض إنشادية رائعة مصحوبة بعروض مصورة تحكي الجمال الرائع لأوطان المنشدين كما كان لإذاعة الجالية الإسلامية دور بارز في تغطية الحفل.

 المفاجآت والأفراح تتالت ومن ثم بالأنوار تلألأت، وكان أبرزها شرف عظيم ظهور الأثر النبوي الكريم، وهو أثر طاهر مسند ومشهور وبخاتم السلاطين والمشايخ ممهور، حيث تدفق الحضور للتبرك بشعرتين من شعر النبي كان من جملة حملتها الشيخ أمجد عرفات، وحوله لفيف من الأئمة والدعاة، حيث تسارع لذلك المؤمنون بكل شوق وأناة، فيما تدفقت دموع الفرح حبا وتعظيما لرسول الله صلوا عليه وسلموا تسليما.

دار الفتوى أستراليا تشكر جميع من حضر ولبى وساهم في إنجاح الاحتفال لا سيما اللجنة المنظمة للحفل المنير وفرق الأناشيد الدينية صاحبة الفضل الكبير، سائلة الله تعالى أن يعيد علينا هذه الذكرى بالأمن والأمان بجاه أبي الزهرا. ءامين.
                                                                               

المكتب الإعلامي في دار الفتوى أستراليا

صليب من زغرتا يرتفع في دير الموارنة في القدس

طنوس الجعيتاني صنعه عام 1963  وابن شقيقه يعثر عليه بعد نصف قرن ويرممه.

 كتب سركيس كرم
قصة الصليب "الزغرتاوي" في قلب مدينة القدس تستحق النشر والإهتمام لما تتضمنه من محطات مليئة بعمق الإيمان والتعلق بالجذور والألتزام القوي بالعزيمة المارونية التي انطلقت من جبال شامخة بثبات قيمها وراسخة في اندفاع أبنائها ونخوتهم. فهذا الصليب الذي تمّت صناعته في زغرتا لبنان الشمالي على يد المرحوم طنوس رومانوس الجعيتاني ما زال يشهد برمزيته على تعلق الموارنة بتراثهم وتقاليدهم ورغبتهم بأن يكون للصليب الماروني محطة يستقر فيها في القدس بين صلبان الطوائف المشرقية الاخرى.  ولم يكن ليصل هذا الصليب الى القدس يومها لولا ارادة صانعه الجعيتاني ونذره من اجل ان يشفيه الرب من مرض أصابه وأفقده القدرة على النطق، والنذر يقضي بأن يسعى الى صنع ونقل صليب "ماروني" كبير الى القدس حيث ولد السيد المسيح لكي يرفع في أحد كنائسها. ومن سنة 1963 يرتفع ذلك الصليب في باحة  دير الموارنة الأثري الذي  يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الأرمن، بجوار باب الخليل.
دير الموارنة في القدس
لقد تم بناء دير الموارنة عام 1895. وكان الأسقف الياس الحويِّك، الذي أصبح بطريركاً فيما بعد، قد أنشأ عام 1894 النيابة البطريركية المارونية في القدس، في الموقع الموجود حاليا. تم ترميم الدير جزئيا في عام 1976 ليصار الى تشييد بيت الضيافة  مع قاعة متعددة الأستعمالات للشباب وأبناء الرعية، وقد تم الانتهاء من أعمال الترميم في العام 2001  وفي العام نفسه، تم توسيع المباني من شراء منزل مجاور وبناء مسكن بطريركي. وتجدر الإشارة الى انه عام 2014 أقام البطريرك الأنطاكي، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الدير أثناء زيارته القصيرة التي جاءت  للمشاركة في استقبال البابا فرنسيس في زيارته للأرض المقدسة. علماً ان المطران موسى الحاج هو اليوم رئيس أساقفة الموارنة في حيفا والأرض المقدسة. وتقول مسؤولة راهبات القديسة تريزيا للطفل يسوع المارونيات في القدس والمسوؤلة في بيت مار مارون لاستضافة الحجاج الأخت جان غبرييل سعيد العريجي من زغرتا "ان حضور الكنيسة المارونية في الأرض المقدسة متواضع نوعا ما، لكنه حضور نشط جداً. فبالإضافة إلى اهتمامها بالرعايا، اختارت الكنيسة أن تعرّف العالم بأسره على الأرض المقدسة من خلال الوكالة البطريركية بيت مار مارون لاستضافة الحجاج. وهناك أيضا المكتب الأبرشي الماروني للحج. يقع بيت مار مارون لاستضافة الحجاج في قلب البلدة القديمة في القدس على بعد خطوات قليلة من كنيسة القيامة". وتضيف الأخت جان غبرييل العريجي التي بدأت الخدمة في الدير منذ 37 سنة " بيت مار مارون هو مركز النيابة البطريركية المارونية بإدارة الخوري جوزيف صفير، الذي يدير هذه البيت في مركز البلدة القديمة بمساعدة راهبات القديسة تريزيا للطفل يسوع". 
قصة الصليب 
 
               المرحوم طنوس الجعيتاني                                             الكتابة على الصليب                                            
يخبرنا السيد انطوان لطفالله الجعيتاني المقيم في سيدني استراليا منذ سنوات والذي خدم الجالية الزغرتاوية كرئيس لجمعية بطل لبنان يوسف بك كرم الزغرتاوية لمدة سنتين ان عمه المرحوم طنوس الجعيتاني كان يعمل في في الحدادة وذات يوم من عام 1959 وقعت حادثة معه كادت ان تودي بحياة عائلة من آل الزلوعا "الزير" كانت تسكن بجوار مشغل طنوس عندما فقد السيطرة على أنبوب حديد كبير وأخذ الأنبوب يتدحرج بسرعة نحو بيت الجيران الى ان أرتطم بالباب حيث كان بعض افراد العائلة جالسا مما جعل طنوس يصاب بصدمة نفسية قوية أفقدته القدرة على النطق بعدما ظن انه تسبب بمقتل احد الجيران. بعد الحادثة توارى طنوس عن الأنظار لفترة طويلة وصار يعمل بصمت داخل مشغله ليتبين لاحقاً انه نذر ان يصنع صليبا من البرونز بحجم كبير وينقله الى القدس علّ الله يشفيه ويعيد اليه القدرة على الكلام. وفي اواخر عام 1962 أكمل طنوس عمله وطلب من الأهل مساعدته على نقل الصليب من زغرتا الى القدس. وكان الراوي انطوان الجعيتاني وهو في عمر السبع سنوات من بين الذين توجهوا الى المدينة المقدسة. 

أعجوبة في القدس
عند وصول الوفد القادم من زغرتا الى القدس ومعه الصليب البرونزي أستعاد طنوس الجعيتاني قدرته على النطق مما أثار ذهول جميع الذين عايشوا الفترة الطويلة التي قضاها وهو أبكم لا ينطق بكلمة من شدة الصدمة التي تعرّض لها. فتحولت فرحة رفع الصليب "الماروني الزغرتاوي" في القدس الى فرحة مزدوجة بعدما عاد طنوس الى سابق عهده. 
العثور على الصليب وترميمه
 
       انطوان الجعيتاني والخوري جوزيف صفير                الأخت جان العريجي تتوسط انطوان الجعيتاني وعقيلته
وتمر الأيام وما زال الصليب في ذاكرة ومخيلة انطوان الجعيتاني الذي كان ينتظر الفرصة لزيارة القدس بغية البحث عن الصليب الذي يجسّد حالة وجدانية لديه. وفي عام 2015 توجه انطوان برفقة عقيلته الى الأراضي المقدسة رغم الصعوبات المعروفة في السفر الى تلك البقعة من الأرض التي شهدت ولادة المسيح، وأخذ يبحث عن مكان تواجد الصليب الى ان وصل الى دير الموارنة الذي  يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس. عند دخوله باحة الدير مع بعض الأشخاص تطلع الى الصليب الكبير "الداكن" المعلق في أعلى حائط الباحة الرئيسية. حدّق به قليلا ثم قال "هذا هو الصليب"، لكن من معه أستغرب كيف بوسعه ان يتذكر انه هو الصليب ذاته وما الدليل على ذلك!. فما كان من انطوان إلا ان سارع الى التقاط صورة على الخلويي وقام بتكبيرها لتظهر كتابة في كعب الصليب وهي بالكاد واضحة: "تقدمة الطائفة المارونية اهدن-زغرتا لبنان الشمالي. شغل طنوس رومانوس الجعيتاني  سنة 1963". فبادر انطوان الى الطلب من الأخت جان غبرييل العريجي ومن الخوري جوزيف صفير السماح له بترميم الصليب وإعادته الى لونه البرونزي الأصلي ليصار بعدها الى رفعه على حائط باحة الدير من جديد.    

                      الصليب أثناء ترميمه                                                  وعند أعادة رفعه
في عام 2016 كرر انطوان الجعيتاني زيارته الى الدير ليشرف على عملية الترميم التي تبرع بتكالفيها فتم أنزال الصليب لمدة قصيرة جرى خلالها نزع السواد الرابض على لونه الأصلي بسب عامل الزمن وأعيد دهنه وتثبيت معالمه كأكليل الشوك والمسامير ليعود الى ما كان عليه وقت تصنيعه على يد طنوس. ثم قام العمال برفعه مجدداً على جدار الباحة لتبقى ذكرى طنوس الجعيتاني حية ولتظل هدية الصليب الماروني الآتية من زغرتا ترتفع في قلب مدينة القدس.  كل ذلك بفضل نخوة انطوان لطفالله الجعيتاني وتعاون الأخت جان غبرييل سعيد العريجي والخوري جوزيف صفير.

انهيار سقف كنيسة في ولاية اويو في نيجيريا يسفر عن مقتل العشرات

بي بي سي ـ 
لقي ما لا يقل عن 60 شخصًا مصرعهم في انهيار سقف كنيسة أثناء ترسيم الأسقف بمدينة أويو، جنوب شرقي نيجيريا، بحسب تقارير.
وأفادت تقارير إعلامية نيجيرية بتواجد المئات داخل كنيسة ريجنيرز، من بينهم حاكم ولاية إكوا إيبو، أودوم إيمانويل، عندما انهار السقف.
وأفارت تقارير بعدم إصابة إيمانويل في الحادث.
وقال شهود عيان إن الكنيسة كانت لا تزال تحت الإنشاء، وإن العمال اضطروا إلى الإسراع لإنهاء أعمال التشييد استعدادا لترسيم الأسقف.
وتظهر الصور من مكان الحادث انهيار العوارض المعدنية والأسقف الحديدية المموجة.
وأعرب الرئيس النيجيري، محمد بخاري، عن "بالغ حزنه" لوقوع الحادث.
فتح تحقيق
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول في هيئة الإغاثة إنه جرى انتشال 60 جثة، غير أن حصيلة الضحايا مرشحة للزيادة مع تواصل أعمال رفع الأنقاض.
ونقلت قنوات تلفزيونية نيجيرية عن ناجٍ لم تكشف هويته: "الخدمات في الكنيسة كانت تسير بصورة طبيعية. وبعد 20 دقيقة تقريبا من وصول حاكم الولاية، انهار السقف فجأة على رؤوس المصلين. جرى إنقاذ الحاكم سريعا، بينما لم يحالف الحظ باقي الحاضرين."
وقال المتحدث باسم إيمانويل، إكاريتي إيدو، إن حكومة الولاية ستفتح تحقيقا في الحادث.
وتعد حوادث انهيار المباني أمرا شائع في نيجيريا، وهو ما يعود بصورة رئيسية إلى استخدام مواد بناء دون المواصفات القياسية ومخالفة قوانين البناء.
وفي عام 2014، قتل العشرات عندما انهار نزل كنيسة في مدينة لاجوس.

الحياة الأبدية/ نسيم عبيد عوض

الحياة هى الله ‘حسب قوله " أنا هو الطريق والحق والحياة ."يو14: 6‘ وأيضا " أنا هو القيامة والحياة ."يو11: 25‘ لأنه مصدر الحياة ‘ والحياة التى يقصدها الرب هى الحياة الأبدية ‘فالخلود الممنوح للإنسان  له وجهان حياة أبدية للأبرار‘ وموت أبدى للأشرار ‘ فبعد أن جبل الله الإنسان من تراب نفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية ‘وقد خلقنا الله لنعيش معه فى حياة أبدية خالدة لا تعرف الموت فى وسط الجنة أو الفردوس ‘ولأن الموت دخل الى العالم بحسد إبليس فأسقط آدم فى خطية التعدى فحكم عليه بالموت وعلى كل نسله ‘ وأصبح نسل آدم الى ماقبل صليب المسيح يموت ومكانة الجحيم ‘ ولذلك جاء سؤال الشاب الغنى للسيد المسيح " ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟" مر10: 17.

ولذلك كان سؤال البشرية قبل التجسد الإلهى والصليب ‘ كيف أرث الحياة الأبدية ؟ أو ماذا أعمل حتى أرث الحياة الأبدية ؟ وهو السؤال الذى أورده انجيل مرقس البشير 10: 17-31 حسب نص الكتاب "وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله ايها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟". ويتصف صاحب السؤال بأنه شاب مت19: 20 ‘وذو أموال كثيرة ورئيس فى مجمع اليهود لو18: 18‘ مستقيما يحفظ الوصايا ‘جاء راكدا يبحث عن مايوصله للحياة الأبدية ‘ أنسان على خلق وأدب لسجوده إجلالا وإحتراما للمعلم الصالح‘ أيضا متواضعا لسجوده أمام جموع الشعب. ولكن مهما كانت صفات هذا الشاب ‘فسؤاله يهم البشرية كلها ‘ ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ وهذا سؤال يعرف إجابته كل مؤمنى العهد الجديد بعكس مؤمنى الناموس الموسوى مثل هذا الشاب ‘ كقول الكتاب " لأن الناموس بموسى أعطى . أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا.يو1: 17‘ فأن المؤمنين بالمسيح يسوع ولدوا ولادة جديدة بخلقة جديدة بالماء والروح ‘ وأعطاهم الله سلطانا أن يصيروا أولاد الله.وبالتالى وارثين للحياة الأبدية ‘ فكيف تكون الإجابة على السؤال اليوم ‘ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟

الحياة الأبدية

1- كلمة الحياة فى الإنجيل عامة وفى العهد الجديد خاصة هى الحياة غير القابلة للموت (لأن الموت عقوبتة الخطية ‘فأجرة الخطية هى موت أما هبة الله حياة أبدية.)

2- الحياة فى الله والتى يمنحها الله بروحه القدوس هى وحدها تسمى الحياة ‘ وهى تختلف عن الحياة الجسدية التى مآلها الموت ‘ أما الحياة فى الله فهى الحياة الحقيقية أو الحياة الأبدية.

3- الحياة الأبدية أو الحياة الحقيقية هى الحياة التى نكتسبها الآن لحساب مابعد الموت‘ كوصف القديس الرسول بولس أنها تقترن بالحاضر والمستقبل ‘ فيقول لتلميذه تيموثاوس (1تيم4: 8 ) ولكن التقوى نافعة لكل شيئ إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة.."فالحياة فى الكتاب المقدس هى الحياة الأبدية . ويقول الكتاب المقدس " لأنه كما ان الآب له الحياة فى ذاته . كذلك أعطى الأبن أيضا أن تكون له حياة فى ذاته."يو5: 26 ‘ أى ان له سلطان الله فى هبة الحياة الأبدية .ولذلك يقول الرب يسوع " من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية .ولا يأتى (فى المستقبل)الى دينونة .بل (الآن )قد أنتقل من الموت الى الحياة." يو5: 24‘والمعنى هنا أن الحياة الأبدية تخلصت نهائيا من الموت فأصبحت بالنسبة لنا (خلاصا).

4- المولود الجديد يرث الحياة الأبدية فى عالمه الحاضر على أساس الرجاء الحى الذى نعيشة بالإيمان.كقول الكتاب" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى برحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل فى السموات لأجلكم.1بط1: 3و4.

5- روح الله القدوس هو الذى يقوم الآن بإعطاء الحياة فى الله كقول الرسول بولس"لأن الحرف يقتل لكن الروح يحيي.."2كو3: 6.

6- كلمة الله التى بها تهب رياح النعمة التى هى رائحة المسيح التى فى الكلمة لتحيي من يسمعها ويؤمن بها.كقول الكتاب " متمسكين بكلمة الحياة . في2: 16‘ ومن فم رب المجد " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة."يو6: 63‘ ويقول الملاك للرسل " إذهبوا قفوا وكلموا الشعب فى الهيكل بجميع كلام هذه الحياة.أع5: 20

7- الحياة الأبدية هى أسم استخدمه السيد المسيح للتعبير عن ذاته ونفسه" أنا هو القيامة والحياة." يو11: 25.وهو يمنح الحياة للذين يلتصقون به ويتبعونه من كل قلوبهم ‘ ولأنه له الحياة فى ذاته  فهو يحيي من يشاء مثل الآب‘ فيقول" خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى.وأنا أعطيها حياة أبدية .ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى.."الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية ولا يأتى الى دينونة بل قد إنتقل من الموت الى الحياة.. ولهذا يقول عن نفسه أنه "هو الحياة" كقوة ألهيه فعاله ومحييه " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور أضاء فى الظلمة والظلمة لم تدركه."يو1: 4و5.

وفى حياة غربتنا على الأرض ونحن ورثة الملكوت ‘ أعطانا الله الوسائل التى إستودعها سر الحياة لكى نقر بها ونحيى:

1- سر المعمودية "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ."يو3: 5

2- فى سر الشكر (بكسر الخبز وشرب الكأس بعد البركة -الأفخارستيا-)"أنا هو الخبز الذى نزل من السماء .إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.يو6: 51.

3- كلمة الله "الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة.يو6: 63‘ لأن كلمة الله فى كتابة المقدس وهى وحيه الإلهى : - هو قانون الحياة الحاضرة.مز19: 7‘ ناموس الرب يرد النفوس‘ هى إعلان الحياة العتيدة ‘ هى إعلان عن ذات الله وعن قصده الإلهى نحو البشر‘ الذى شمل الماضى والحاضر والمستقبل‘ كقول الكتاب" الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية.وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل."1تيمو1: 9و10.

الحياة الأبدية هى المقابل الإيجابى لغفران الخطايا والتوبة الصادقة لأن مقابل الخطية موت.‘ كقول الكتاب" لأن ناموس روح الحياة يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت ."رو8: 10‘ فالحياة الأبدية تنمو وتزدهر فينا بقدر مايقع علينا من ضيق وتجارب قاسية وإضطهادات " فإنى أحسب أن آلام الزمن الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا." رو8: 18 ‘ لأن لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح." في1: 21. وهذا مايؤكده القديس يوحنا أن حياتنا الأبدية هى فى المسيح" وهذه هى الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هى فى إبنه .ومن له الأبن فله الحية .ومن ليس له إبن الله فليست له حياة." 1يو5: 11و12.

ولكى نظل وارثين ومحتفظين بالحياة الأبدية لآبد أن نستمر متحدين مع الله ‘كقول الرسول " لا أحيا ما أنا بل المسيح يحيا في." كقول الرب فى صلاته الختامية فى يوحنا 17" ليكون الجميع واحدا ‘كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك.ليكونوا هم أيضا واحدا فينا."يو17: 21 ‘لأن هذه الوحدة  هى التى تسوقنا للحياة الأبدية.

 وتتحقق الوحدة مع الله بعنصرين أساسيين هما:

أولا : معرفة الله كقول الرب " وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته" .يو17: 3‘ والحياة الأبدية التى نعرفها على الأرض هى حياة معاشة وإختبار يومى ‘ولذلك يجب أن ننفصل عن الحياة الأرضيى بمفهومها المادى والتى نهايتها الموت‘ ونتعايش مع ميراث الحياة الأبدية التى لا يوجد فيها موت. فالحياة الأرضية بكل متغيراتها – فرح ينقلب الى حزن وسلام ينتقل الى قلق وإضطراب ‘ حب يصير كراهية وبغضة ‘ أمل ورجاء الى يأس وقنوط. أما الحياة الأبدية فى معرفة الله فكل صفاتها وأحوالها دائمة وغير قابلة للتغيير للضد ‘ بل هى دائما الى الأفضل.

ثانيا: بالإيمان .. وهو الإيمان التصديقى بالروح –بدون برهان- "تؤمنوا بى" " فى ذلك اليوم تعلمون انى أنا فى أبى وأنتم في وأنا فيكم." يو14: 20‘"  والذى يحبنى يحبه أبى وأنا أحبه وأظهر له ذاتى. "  ولذك يوصىالرسول تلميذه تيموثاوس"جاهد جهاد الإيمان الحسن وأمسك بالحياة الأبدية التى اليها دعيت ايضا." 1تيمو6: 12.

وللإجابة على سؤال  البشر نسألكم جميعا هل ورثنا الحياة الأبدية؟ ‘ ونعيشها على الأرض قبل أن نصعد للسموات‘  وكل شخص له أن يجيب على السؤال لنفسه بكل صدق حتى يختبر حياته‘ ويعضدها حتى لا يهلكها . حياتنا على الأرض وقتية وهى كلها إمتحان لتذكية خلاصنا وتقوية إيماننا لحساب الحياة الأبدية فى المسيح يسوع ‘ وفى أيام صوم الميلاد الذى نعيشه اليوم نتذكر دائما الحياة الأبدية التى تنتظرنا فى السموات ‘فلنجاهد فى حياتنا الروحية وعيوننا على بيتنا الأبدى.الرب مع جميعكم.