بي بي سي ـ
نشر تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا هدد فيه أقباط مصر وعرض ما وصفه بأنه الرسالة الأخيرة لمنفذ الهجوم على الكنيسة البطرسية بالقاهرة الذي أودى بحياة ٢٩ شخصا أواخر العام الماضي.
وظهر في التسجيل المصور، الذي بث الأحد، رجل ملثم يقول التنظيم إنه منفذ الهجوم واسمه أبو عبدالله المصري، وهو يحض المسلحين الموالين للتنظيم في مختلف أنحاء العالم على "تحرير الإسلاميين المعتقلين في مصر".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أشار إلى أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم على الكنيسة يدعى محمود شفيق، وهو طالب في ال 22 من العمر. وكان اعتقل لمدة شهرين في عام 2014 قبل أن ينظم إلى خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء.
ويتناقض الاسم الحركي لمنفذ الهجوم في التسجيل وهو ابو عبد الله المصري، مع الاسم الحركي الذي سبق أن اعلنته السلطات المصرية لشفيق وهو أبو دجانة الكناني.
وهدد المصري في حديثه بالقيام بعمليات مسلحة لإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين الذين وصفهم بقوله "إخواني الأسرى"، مضيفا "قريبا سنحرر القاهرة ونأتي لفكاك أسراكم ونأتي بالمفخخات".
واستهدف الهجوم الذي وقع في ديسمبر/كانون الأول المصلين المسيحيين اثناء قداس في الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط الأرثوذكس، والتي تتمتع بحماية كبيرة في حي العباسية في القاهرة.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الأقباط يشكلون نسبة 10 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 92 مليون نسمة، وبذلك يمثلون أكبر مجتمع للمسيحيين في الشرق الأوسط.
وقد وصف تفجير الكنيسة البطرسية بأنه أكثر الهجمات التي وقعت في مصر، خارج شبه جزيرة سيناء، دموية.
وعندما أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم أصدر بيانا حمل اسم "الدولة الإسلامية في مصر" بدلا من ولاية سيناء المعتمد في بيانات سابقة، الأمر الذي فسره بعض المراقبين بأنه اعلان عن توسيع عمليات التنظيم لتشمل عموم مصر.
وقد تحدثت السلطات المصرية أواخر العام الماضي عن صلة منفذ الهجوم بجماعة الأخوان المسلمين، الأمر الذي نفته الجماعة معلنة إدانتها للهجوم ومتهمة حكومة الرئيس السيسي بالفشل في حماية الكنيسة من الهجمات الإرهابية.
وبحسب رواية وزارة الداخلية المصرية، تنقل محمود بين عدة مناطق خارج الفيوم، أبرزها سيناء للتدريب في معسكرات ما يعرف بتنظيم أنصار بيت المقدس، وكان هناك خلال الشهرين الماضيين قبل وصوله إلى القاهرة.
كما أعلنت النيابة المصرية حينها أنها كشفت عن جثة الانتحاري وكان ما تبقى منها رأس وقدمان وتم تمييزه عن طريق وجود شعر بالقدم.
وقد تصاعدت حدة هجمات تنظيم الدولة الإسلامية ضد القوى الأمنية المصرية في شمالي سيناء بعد إعلان السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع وقائدا للجيش، يوليو/ تموز 2013 عن عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، إثر احتجاجات حاشدة شهدتها مصر منتصف عام 2013.
كما تعرض بعض الكنائس القبطية إلى اعتداءات وتدمير في مناخ التوتر الذي اعقب الاطاحة بمرسي وفض السلطات المصرية اعتصامات أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر في أغسطس/ آب من ذلك العام.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن حوالي 42 كنيسة وممتلكات مسيحية تعرضت للنهب والسلب في أنحاء البلاد، وأن أربعة أشخاص بينهم مسلمون قتلوا وأصيب عشرات. وحملت المنظمة تيارات إسلامية متطرفة مسؤولية ما حدث.
وتنتقد المنظمة أيضا ما تصفه بحملات القمع ضد المعارضين في مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق