آية لعازر/ نسيم عبيد عوض

فصل إنجيل صباح الأحد من إنجيل معلمنا يوحنا الإنجيلى البشير 11: 1-45 وهو عن آية إقامة لعازر من الموت بعد 4 أيام من رقاده‘ ويقرأهذا الفصل مرتين فى السنة ‘ اليوم وفى قداس سبت لعازر قبل أسبوع الآلام مباشرة‘

وبالنسبة ليومنا هذا وهو الأحد الرابع من أبيب وهو الشهر المخصص لكرازة الرسل فى المسكونة كلها ‘ فبعد 5 أبيب – عيد الرسل – نجد آحاد الشهر كالآتى:

فى الأحد الأول : لو10: 1- 20 ‘ تعيين الرسل للكرازة " الذين لم يسمع لهم صوت ولا كلام خرجت أصواتهم فى المسكونة كلها"

الأحد الثانى: مت 18: 1-9 ‘ليعلمنا" الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات."

الأحد الثالث: لو9: 10 -17 " إشبع الجموع ليعلمنا أن الرسل كرزوا بالله المشبع بنعمته وبركته

واليوم يقدم لنا آية إقامة لعازر من الأموات

والقديس يوحنا عندما كتب إنجيل يوحنا قال لنا ألسبب فى كتابة إنجيله وبالتالى كتابته عن سبع معجزات حدثت وأغلبها لم يذكر فى باقى الأناجيل فقال:

1- تحويل الماء الى خمر ..ص2

2- شفاء ابن خادم الملك..ص 4

3- شفاء مشلول بركة حسدا.. ص5

4- إشباع الجموع من 5خبزات وسمكتين..ص6

5- السير على الماء وإسكات الريح والأمواج..ص6

6- تفتيح عيني المولود أعمى ..ص9

7- إقامة لعازر من الموت بعد 4 أيام فى القبر..ص11

وقال يوحنا البشير:

"وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب فى هذا الكتاب . واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا آمنتم حياة بإسمه." يو20: 31و31

" وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست أظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة."يو 21

ويتضح هذا من قول القديس لوقا عن إرسال القديس يوحنا المعمدان تلميذين له يسألوا الرب" هل أنت الآتى أم ننتظر آخر؟ فكان الرد" إذهبا واخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما ‘ أن العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون ‘ والصم يسمعون ‘ والموتى يقومون‘ والمساكين يبشرون." لو7: 22 

  ومن الذى يشهد بهذا " هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق." يو21: 24و25 .

والقصد الرئيسى هنا أن الرسل يكرزون :

بأن آية إقامة لعازر قصدها أن القيامة والحياة هما فى الرب يسوع المسيح.ويجب أن نواجهها الآن حسب قول الرب" الحق الحق أقول لكم ان من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية ‘ ولا يأتى الى دينونة ‘ بل إنتقل من الموت الى الحياة الأبدية." يو 5: 24.





هذا هو المفهوم الإيمانى والقيمة اللاهوتية فى آية إقامة لعازر من الموت :

1- أن الرب يسوع هو الكلمة التى يسمعها الميت فيقوم من الأموات.

2- هو الله المتكلم الذى يحي من يشاء.

3- هو القادر على كل شيئ والخالق لكل شيئ من العدم أو الموت.

4- فيه وحده الحياة والحياة كانت نور الناس.

5- كيف سيقوم الأموات بالجسد فى اليوم الأخير.

6 – كيف قام المسيح من الأموات – بسلطانه وحده حسب قوله- لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضا." يو10: 18

7-

  أنه وحده القادر على قهر الموت وسلطانة على البشر.

8- أنه وحده حين يسمع الأموات بالخطية صوت ابن الله والسامعون – التائبون – يحيون.

ومعا تعالوا نتأمل فى القليل من هذا الفصل:

" كان انسان مريضا وهو لعازر من بيت عنيا ‘ من قرية مريم ومرثا اختها . وكانت مريم التى كان لعازر أخوها مريضا هى التى دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها. فأرسلت الأختان إليه قائلتين – ياسيد هوذا الذى تحبه مريض –

وعناصر هذه الآية تتضمن :

بيت عنيا  -  لعازر  -  مرثا  -  مريم

1- بيت عنيا: ومعناه بيت العناء أو بيت الألم  وقرية عنيا قريبة من أورشليم مسافة 2 ميل

وكان هذا البيت موضع راحة الرب أو بيت ضيافته أو موضع حب الرب لمن فيه: ويتضح هذامن قول الكتاب :

1- هوذا الذى تحبه مريض ‘ لماذا لم يقولا هوذا الذى يحبك مريض ‘ لأن الحقيقة أن نعم ربنا وبركته بتعطى لنا لأنه أحبنا أولا أو بمعنى أن حبه يسكبه علينا ولو بدون إستحقاق ‘ فهو الذى يشرق شمسه على الأبرار والأشرار معا.

2- وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر ‘

3- قال لهم لعازر حبيبنا قد نام.

كان هذا هو حب الرب لهذا البيت ولأفراد الأسرة ‘ واشترك معه فى حبهم التلاميذ أيضا من قوله ( حبيبنا)

والسؤال الذى نسأله لأنفسنا اليوم هل بيتنا موضع راحة الرب يسوع ‘ وثقتى كاملة أن الرب يسوع حاضر دائما فى بيتى ‘ وهل أستطيع أن أشعر بحبه لى ولباقى أسرتى‘ وأنه فى حبه لنا هو حامى البيت ‘ هو المظلل علينا ‘ هو عائلنا الوحيد ‘ وهو الذى يقود حياتنا لمراع خضر بنعمته وبركته.

2- لعازر

أو أليعازر ومعناها  الله معين أو الله عونى.

عندما كان الرب فى عبر الأردن (بيريه) مرض لعازر‘ ومن الواضح أن مرضه كان خطيرا ‘ ( بعض المؤرخين قالوا أنه كان غرغرينا فى رجليه) ووصل لحالة الموت حتى أرسلت الأختان رسالة للرب يسوع " ياسيد الذى تحبه مريض"‘ الذى رد عليهما " هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد إبن الله به."

لقد رأى لعازر بعينية حالات الشفاء الكثيرة التى فعلها الرب ‘ وكل من تقدم إليه شفاه‘ فأين أنت يارب ؟

كان لعازر فى إنتظاره ولسان حاله يقول أنه لن يتأخر فى المجيئ اليه ‘ وأنه لن يتخلى عنه ‘ فأين أنت يالله معينى ‘ وربنا له كل المجد يأتى فى الوقت المناسب ‘ كان لعازر فى صراع بين الشك والرجاء ‘ وغلبه الرجاء فتحمل فى صبر مجيئ الرب ‘ وهو على يقين أنه سيجئ حتى ولو مات ‘ ويا ليتنا لا نشك ولا نرتاب فى مواعيد الرب ‘ " لأنك  هو حياتنا ورجائنا وشفائنا وقيامتنا كلنا" 

ونلاحظ أننا لم نسمع كلمة واحدة من لعازر ‘ وحتى بعد قيامته وكان متكئا معه ( أصحاح 12) ‘ ومن الواضح انه كان إنسانا وديعا هادئا صامتا أو قليل الكلام ‘ تعلم من الرب الذى يعلمنا " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" ‘

النقطة الأخرى أن لعازر كان يهمه التلمذة تحت قدمي يسوع ‘ كان فقط يستمع ويتأمل فيه وفى كلامه " ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب" ‘

كان ملازما للسيد المسيح بعد قيامته ‘

وكان أحد السبعين تلميذا الذين أرسلهم الرب إثنين إثنين  للبشارة والكرازة ‘

عاش 40 عامل بعد قيامته قضى منها 30 عاما أسقفا لقبرص. كان منكرا لذاته حسب تعليم سيده بدليل لم نسمع منه أى كلمة

3- شخصية مرثا

كيف تعرفت مرثا على الرب يسوع ‘ وكقول القديس لوقا 10: 38-43 ‘ " وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته إمرأة اسمها مرثا فى بيتها."

كانت الأخت الكبرى لمريم ولعازر ‘

وبقول الكتاب" وأما مرثا فكانت مرتبكة فى خدم كثيرة‘ تمثل لنا الشخصية العملية المتحملة مسئولية أخوتها وبيتها ‘ فهى تطبخ وتغسل وتهتم بكل شئونهم ‘ وبكل من تستضيفه ‘ بأن تقدم له وجبة غذائية فى كرم الضيافة ‘

وكانت شخصية أحبت يسوع فورا وأصبح لها معه دالة حتى وصل بها الأمر أن تقول له" يارب أما تبالى بأن أختى قد تركتنى أخدم وحدى ‘ فقل لها أن تعيننى ‘

فمن أول لقاء قالت له يارب‘ وهى التى غالبا التى كتبت الرسالة للرب بمرض أخوها "هوذا الذى تحبه مريض ." كلمة بسيطة تعنى كل المعانى فى رجاء شفائه لأخيها ‘

حتى عندما حضر قالت له " ياسيد لو كنت ههنا لم يمت أخى..ثقة عجيبة وإيمان قوى بقدرة الرب‘ لأنها أضافت جملة قوية" ولكننى الآن أيضا أعلم أن كل ما تطلبه من الله يعطيك إياه"- واو - حياة معايشة وخبرة فى قدرته .

كانت تعرف الكتب والأنبياء بدليل .. عندما قال لها الرب يسوع " سيقوم أخوك" ولأنها كانت تؤمن بالقيامة العامة قالت " أنا أعلم أنه سيقوم فى القيامة فى اليوم ألأخير" وكان قولها هذا هو الذى دفع الرب أن يعلن لها ذاته بقوله" أنا هو القيامة والحياة."

وهى التى أعلنت إيمانها به عندما قال لها " من آمن بى ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد. وسألها . أتؤمنين بهذا قالت نعم ياسيد ." أنا قد آمنت أنك المسيح ابن الله الآتى الى العالم."

- فقط بطرس دون التلاميذ هو الذى أعلن هذه الحقيقة المعلنه له من الله الآب ‘ أنه المسيح ابن الله الحي."-

طوباك يامرثا

4- شخصية مريم

شخصية هادئة وديعة  .. عاطفية جذبتها شخصية يسوع فور لقائها به..    وجلست تحت قدمية تتلمذوتتعلم منه ..

وفى لوقا 10 قال الرب لمرثا.. أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة .ولكن الحاجة الى واحد ‘ فأختارت مريم النصيب الصالح الذى لن ينزع منها.

نحن امام مريم الهادئة الصامته ‘ لم تقل كلمة واحدة سوى قولها للرب" لو كنت ههنا لم يمت أخى"

فى بيتهم فى بيت عنيا كانت تحت قدمي يسوع تتعلم

وبعد قيامة أخيها من الأموات وفى حفلة قيامته ‘ إهتمت [بان تطيب الرب بطيب عطر وتدهن قدميه وتمسحهم بشعر رأسها كقول الكتاب

" فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعر رأسها ." وقال يسوع عن هذا الطيب "انها ليوم تكفينى قد حفظته ."

مريم أعطتنا المثال أنها إختارت النصيب الصالح رب المجد يسوع

 وأيضا علمتنا أنها تقبل الملامة ولكنها لا ترد ولا تلوم أحد.

 الله يعطينا من نعمته وبركته حتى يكون بيتنا موضح راحة للرب ‘ ونكون نحن بيتا للرب يسكن داخله ‘ وأن نكون ممن يقال عنهم كان يسوع يحبه .

ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد . أمين.

بالصور سيامة راهب جديد بدير الانبا شنودة رئيس المتوحدين بأستراليا



قام الانبا دانيال أسقف ورئيس دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين بولاية نيو ساوث ويلز بسيامة الأخ انجيلوس راهباً باسم القس  كاراس الانبا شنودة ( حيث وافق يوم الرسامة عيد الانبا كاراس ) بمشاركة  الانبا بيمن أسقف نقادة وقوص الذى يزور سيدنى حالياً وحضور الانبا دانييل أسقف سيدنى  والعديد من شعب وكهنة إيبارشية سيدنى ,جاء ذلك بالتزامن مع أحتفالات الدير بعيد الانبا شنودة فى عطلة نهاية الأسبوع والتى أستمرت يومى السبت والأحد الماضين .
وقد قام الانبا دانيال أسقف الدير بعمل زفة للقديسين يومى السبت والأحد داخل الكنيسة وحول الدير وذلك بعد ان تناول الجميع وجبة أغابى عقب الانتهاء من قداسات السبت والأحد كما هو متبع كل عام . 

برسالة مسجلة البابا تواضروس الثانى ينعى القمص مينا إبراهيم رزق الله أثناء صلاة الجناز بملبورن أستراليا




فى يوم روحى مهيب ودعت الجالية القبطية بأستراليا اليوم الخميس ١٣ يوليو القمص مينا إبراهيم راعى كنيسة الملاك والأنبا أنطونيوس بملبورن والذى وافته المنية الأحد الماضى حيث  دخل الجثمان من باب الكنيسة محمولاً بواسطة كهنتها  فى الثامنة صباحاً حيث سجى  امام الهيكل  لحضور القداس الالهى لآخر مرة بكنيستة  بقيادة الانبا سوريال أسقف مدينة ملبورن وتوابعا والأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين والذى تلاه صلاة الجنازة  بحضور الانبا دانييل اسقف سيدنى تخللها كلمة قداسة البابا تواضروس الثانى فى رسالة مسجلة بالفيديو نقلها نيافة الانبا سوريال عبر الشاشات التليفزيونية ناعياً فيها القمص مينا مقدماً تعازية لشعب وكهنة الايبارشية ونيافة الانبا سوريال واسرتة ومحبيه .
وقد قدم الشكر الانبا سوريال لقداسة البابا تواضروس الثانى  والحضور خاصة الأساقفة والاباء الكهنة الذين توافدوا من الولايات الاسترالية الاخرى  من خلال كلمته المعزية والتى تحدث فيها عن بركة خدمة وأعمال  القمص مينا الذى أشتهر بعبارة ( سلام يا حبايب ) وعلاقته القوية ومحبته لشعبة كذلك بالمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث كما حمل الجثمان الآباء الكهنة وشمامسة الكنيسة لزف الجثمان حول المذبح والكنيسة ثلاث دورات  قبل مغادة الكنيسة الى مثواه الأخير بمدافن العائلة .

حالة خاصة/ نسيم عبيد عوض

يقرأ صباح يوم الأحد الثالث من شهر بابة‘ فى جميع الكنائس القبطية فى مصر والعالم كله‘ فصل من بشارة الإنجيل للقديس متى البشير اصحاح 12 : 22- 28 ‘ ويبدأهذاالفصل هكذا:
" حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس. فشفاه حتى ان الأعمى الأخرس تكلم وأبصر." فلنعش فى كلمة الله الحية الفعالة ونتأمل فيها بنعمته التى يمنحها لنا:

قيل " حينئذ " لماذا؟

لأن الرب فى يوم السبت ذهب مع تلاميذه بين الزروع ‘ولما جاع التلاميذ ابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون ‘ فجاء اعتراض الفريسيون على ان هذا لا يصح فعله فى يوم السبت ‘ فجاءهم رد السيد المسيح :

1- " انى أريد رحمة لا ذبيحة. ولو علمتم هذا لما حكمتم على الابرياء .

2- فان ابن الانسان هو رب السبت أيضا. "مت12: 7و8. ثم فى مجمعهم إذا بانسان يده يابسة فسألوه من هل يحل الإبراء فى السبوت؟ لكى يشتكوا عليه‘ فرد عليهم ان الانسان كم هو أفضل من الخروف ( لأنهم كانوا يحللون لأنفسهم إنقاذ خروف سقط فى حفرة يوم السبت) إذا يحل فعل الخير فى السبوت ‘ ثم قال للإنسان مد يدك. فمدها فعادت صحيحة كالأخرى."مت12: 12و13. وهنا تشاور عليه الفريسيون لكى يهلكوه . فلما علم يسوع انصرف من هناك .ولكن تبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا..من جميع أمراضهم واسقامهم.. إلهنا يجول يصنع خيرا ومن القابه الشافى .. فهو من قال لتلميذى يوحنا " تعالوا وانظروا‘ العمؤ يبصرون والعرج يمشون والبرص يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون." مت11: 5‘ وهى نفس النبوة التى قيلت على فم اشعياء النبى " قولوا لخائفى القلوب تشددوا لا تخافوا .هوذا الهكم . هو يأتى ويخلصكم. (حينئذ ) تتفتح يون العمى وآذان الصم تتفتح. (حينئذ) يقفز الاعرج كالأبل ويترنم لسان الأخرس. لانه قد انفجرت فى البرية مياه وانهار فى القفر."اس35: 1-6.

حينئذ أحضر اليه مجنون أعمى وأخرس :

وأول مانتأمل هنا انه أحضر للرب بمعرفة آخرين كما هو حال المفلوج الذى حمله الأربعة وأحضروه أمام السيد المسيح ‘ فنتعلم أن نكون مثل هؤلاء الآخرين نخدم غيرنا ‘ نعطى لمحبة الآخرين معنى البذل والتضحية التى يطالبنا بها ربنا ‘ نحضر المحتاجين لشفاء الجسد والروح لعرش الرحمة والمعونة ‘ توجد نفوس بعيدة عن الله ولا تفكر فى التقدم أو الرجوع له ‘ فهل نقدم لهم يد المعونة ونصلى أولا من أجلهم ‘ونقربهم الى الله لتعمل نعمته فيهم ‘ حتى يقول الرب من أجل إيمان هؤلاء الآخرين يشفيه روحيا وجسديا.(طلبة البار تقتدر فى فعلها" كقول القديس يوحنا " أن رأى احد أخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة."1يو5: 16. وهكذا أيضا علمنا القديس يعقوب الرسول" أيها الأخوة ان ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد. فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه يخلص نفسا من الموت ويستر كثرة من الخطايا ..يع5: 19و20‘ فالآخرين الذين أحضروا هذا المجنون الأعمى والأخرس تكبدوا أتعابا شاقة حتى يستطيعون السيطرة علية وإحضارة أمام رب المجد يسوع ‘ هؤلاء تحلوا بالإيمان والمحبة والرحمة والحنان ‘ الإيمان والثقة فى شفاء الرب له ‘ والحنان الذى دفعهم للجهاد حتى تخلص هذه النفس وتشفى روحيا وجسديا .
مجنون..أعمى .. وأخرس: هذه صورة أى انسان منا قد استولى عليه شيطان الخطية :

1- - فيغلق ويعمى عينيه :

حتى لا يبصر ولا ينظر نعمة وبركات الله ‘ولا يبصرعدل ومراحم الله‘ وحتى لا ينظر بشاعة خطيته ويعميه حتى لا يرى نتائج تصرفاته وأعمال خطيته ‘ يغلق عينيه عن طريق الخلاص فيظل سجينا فى شبكة الشيطان يوجهه كيفما شاء ‘ انسان يصبح عضوا فى مملكة الشيطان ‘ لأن الإنسان الذى لا يسخدم عينيه لقراءة كلمة الله هو انسان أعمى ولو كان مبصرا كقول الحكيم" الحكيم عيناه فى رأسه وأما الجاهل فيسلك فى الظلام.جا2: 14" ولعلنا قد فهمنا من ان العمى المقصود هنا نتيجة عمل شيطان الخطية ليس البصر بالعينين الخارجيه ولكنها العينان الداخلية أو البصيرة الروحية ‘ لأن هناك من لهم العينين تبصران وهم فى الحقيقة عميان ولهؤلاء قال لهم الرب يسوع" لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية . ولكن الآن تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية."يو9: 41. ولنا قديسين كثيرون كانوا عميان البصر ولكنهم كانوا يحلقون فى السماويات مع الله والملائكة والقديسين ومنهم من عاش مع كلمة الله وعلم بها كثيرين ‘ ولعلنا نذكر القديس كليمندس الأسكندرى الذى كان رئيسا لمدرسة الاسكندرية المسيحية .

2- شيطان الخطيه يصم أذن الانسان:

حتى لا يسمع كلمة الله ‘ حتى لا يسمع انذارات روح الله فى داخله‘ وحتى لا يتمتع بسماع صلوات ووعظات خدام الكلمة من أجله‘ ولذلك دائما مايخاطب الكتاب" من له أذنان للسمع فليسمع" الأذن الداخليه الروحية التى تتقبل كلمة الله فتعيش فيها وداخلها وتعمل بها بل وتعظ بها الآخرين.

3- تخرس الخطية لسان الانسان:

حتى لا يحتج على عمل الخطية ويتمرد عليها فيقع تحت سطوة الشيطان وسيطرته ‘ بل ويكون مطيعا له حيث يقوده ‘ وتخرس الخطية اللسان حتى لا يسبح بحمد الله ويقدم له الشكر والعرفان ‘ ويحمد الله على نعمته وعطاياه ‘ حتى لا يرفع صوته ويتوسل لله لطلب مراحمه .

4- الجنون :

فهو قمة سيطرة الشيطان على الخاطئ ‘ يقيدة بسلاسل الخطية ويجره بها الى قاعها ‘ وأيضا أمام جنونة يقيد بسلاسل حتى لا يؤذى الآخرين وبالتالى إتقاء شره وخطرة وأذاه بدل أن يقدم المعونة للآخرين . الإنسان الخاطئ تجره خطاياه الى سلسلة من الخطايا المتعددة التى تبعده عن الحياة الحرة الكريمة بل يعيش فى مملكة الشيطان التى حرره الله منها‘ وقول الرب " كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم."تك 6: 5 ولهذا أغرق الله هؤلاء الأشرار فى الطوفان حتى يطهر الأرض منهم ولكن هيهات . فقال القديس بولس الرسول لتلميذه تيطس" كل شيئ طاهر للطاهرين ‘ وأما النجسين وغير المؤمنين فليس شيئ طاهر بل قد
تنجس ذهنهم أيضا وضميرهم.تيطس1:15.

والخاطئ هو حالة خاصة أمام الله ‘ كالمجنون الأعمى والأخرس او المفلوج وغيره ‘  بخطياه يعزل نفسه عن شركة المؤمنين فى الحياة الطاهرة والمقدسة‘ ولذلك يعلمنا القديس بولس الرسول " إعزلوا الخبيث من بينكم لأنه لا شركة للنور مع الظلمة ولا إتفاق للبر مع الإثم ولا الله مع بليعال.1كو5: 13. وعزلة جنون الخطية لا تعزلنا وتحرمنا من شركة المؤمنين على الأرض فقط بل عن شركة القديسين فى السماء بل وتحرمنا رؤية ملكوت الله ومن الحياة الأبدية التى وعدنا بها الله . ولعل مثل الابن الضال الذى قاده جنون محبة العالم وشهواته الى خروجه عن طاعة أبيه وحرمته من روحانية النفس الطاهرة ورمته الى الدنس والنجاسة ‘ ولما رجع الى نفسه رأى أن حياته فى الخطية كانت جنونا ‘ وعلى الفور عاد الى أبيه يقول له أخطأت الى السماءوقدامك ‘ والأب الحنون يحب ان يرجع الخاطئ الى التوبة ‘والجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون.

وحتى لا نكون مثل هذا الخاطئ المجنون الأعمى والأخرس:

علينا أن نطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين قداستنا فى مخافة الله.لأنه طريق واحد للخلاص‘  لأن الله لا يسر بموت الخاطئ مثلما أن يرجع ويتوب فيحيا ‘ لأن هذا هو إرادة الله.فهو الذى" يقدر ان يخلص الى التمام الذين يتقدمون به الى الله. عب7: 25.
هو الوحيد الذى يخلص من الدينونة بما يمنحه من غفران الخطايا فى استحقاق دمه الكريم الذى أحبنا ويغسلنا به وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه."رؤ1:5و6.

هل نسأل ان تمتد تلك اليد وأصابعها الشافيه القادرة العطوفة التى إمتدت الى ذلك البائس فأبرئته ‘ أن تمتد الى قلوبنا فتمسها وتشفيها من كل شر وشبه شر‘ وتنقيها بالتوبة الخالصة ‘ فنعاين الله ونقبله بروحه القدوس داخلنا ليقودنا فى موكب نصرته لحياتنا الأبدية معه فى السموات. أمين.

حنان الرب/ نسيم عبيد عوض

تتركز قراءات شهر بابة فى الكنيسة الأرثوذكسية حول موضوع واحد هو سلطان المخلص يسوع المسيح على النفس البشرية ‘وعملا بما أقره الرب عن نفسه  "أنه جاء ليخلص ماقد هلك "‘ والذى هلك فى نفوس البشر بسقوط آدم فى خطية التعدى والمعصية ‘ هو هلاك العلاقة مع الله والموت الروحى الذى أمر به الله (موتا تموت). وقد أوضحت لنا هذه القراءات بترتيب القطمارس مايلى:

1- الأحد الأول : تطهير النفوس من الخطايا (مرقس 5: 1-12)فيقول للمفلوج يابنى مغفورة لك خطاياك ‘ وردا على تشكيك الكتبة اليهود وإعتقادهم أنه يجدف ‘قال لهم " أيما أيسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك . ام ان يقال قم واحمل سريرك وامش. ولكن لكى تعلموا أن لإبن الإنسان سلطانا على الأرض ان يغفر الخطايا .قال للمفلوج .لك أقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك ."مر2: 9-11. ومغفرة خطايا هذا المفلوج جاءت نتيجة إيمان الأربعة الذين حملوه وبالطبع هو نفسه (كقول الكتاب (فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يابنى مغفورة خطاياك).

2- الأحد الثانى:إجتذاب النفوس البشرية للخلاص بقوة كلمة الرب يسوع (لو5: 1-11) فيقول لبطرس إبعد الى العمق والقوا شباككم للصيد ‘ ويرد بطرس " يامعلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن على

( كلمتك ) القى الشبكة .ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا جدافصارت شباكهم تتخرق."لو5: 5و6. عملا بقول الرب

" الروح هو الذى يحي .اما الجسد فلا يفيد شيئا .الكلام الذى اكلمكم به هو روح وحياة."يو6: 63.   

3- الأحد الثالث: تطهير النفس البشرية من الشياطين (مت12: 22-28) وهذا تحقق بشفاء مجنون وأعمى وأخرس‘لأن الشيطان عندما يصيب انسان بالجنون يفقده عقله ليبعده عن معرفة الله والإيمان به‘ وعندما يعميه ليحرمه من النور الإلهى وعدم رؤية عظمة الله ومراحمه على البشرية كلها‘ وعندما يخرسه ليمنعه من الصلاة للرب ويحرمه من التسبيح والحمد لله ‘ ومن كل هذه شفاه الرب ليعيده الى حظيرة أولاده المؤمنين. وحتى عندما أعترض الفريسيين قال لهم " إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله." مت12: 28.

4-الأحد الرابع: إقامة إبن أرملة نايين "لو7: 11-17‘ وهو الأمر الذى يراه الناظر العادى أنه إقامة من الأموات وهذا حقيقى ‘ ولكن المعنى الأقوى لهذه المعجزة أنها كما قال الرب( الحق الحق أقول لكم أنه تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الأموات صمت ابن الله والسامعون يحيون ."يو5: 25‘ والقصد هنا الأموات بالخطية ‘لأن أجرة الخطيه هى موت‘ والذى أوضحها معلمنا بولس الرسول عندما صرخ

( إستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح.)اف5: 14

أعداء الإنسان ثلاثة هم الشيطان والخطية والموت ‘ وفى قراءات شهر بابة تؤكد نصرة الرب يسوع على أعداء البشر سواء بمغفرته للخطايا أو بالإقامة من الموت وأيضا بسحق الشيطان وشفاء المرضى به‘ وكل هذه إنتصر عليها الرب على الصليب وأعطانا هذه النصرة لكى نحيا بها.

ومن إنجيل هذا الأحد المبارك(24 بابه) الاحد الرابع من بابة  دعونا نتأمل فى بعض كلمات الحياة التى وردت بهذه القطعة من بشارة معلمنا لوقا إصحاح 7:

فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكى: وكلمة الرب هنا جاءت للتعبير عن المسيا الرب ‘ليؤكد لليهود أنه هو من تنبأ عنه الكتاب ‘ وقد شرحها لهم القديس بطرس عندما قال لهم " فليعلم يقينا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذى صلبتموه أنتم ربا ومسيحا."أع2: 36.وقالها الرب بفمه الكريم صراحة عندما أرسل تلاميذه ليأتو له بجحش وابن آتان يدخل بهما أورشليم " وإن قال لكم أحد لماذا تفعلان هذا فقولا الرب محتاج إليه فللوقت يرسله الى هنا."مر11: 3.

وقول الوحى الإلهى "تحنن عليها" تأكيد عظيم على حنان الله الذى يملئ الكتاب المقدس ‘لأن الله فيه كل الحنان وهو الحب ذته وهو فيه كل الرحمه "هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16. فى تطهير الأبرص الذى قال للرب إن أردت تقدر أن تطهرنى ‘فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له اريد فاطهر.مر1: 41‘ وأيضا فى معجزة السبعة خبزات  والأربعة آلاف " فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيرا فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف بلا راعى."8: 2.

والدرس هنا أن الله لم يتجسد على الأرض لينزع عنا موت الجسد ‘ بل لتحطيم موت النفس ويرفعنا فوق سلطان الموت فنجتازه معه غالبين ومنتصرين‘ ولنبلغ اللقاء معه وجها لوجه الى الأبد‘ ونقول للموت أين شوكتك ياموت وأين غلبتك ياهاوية. الرب لم يعدنا بطرد موت الجسد عنا لأن هذا سيواجهه كل بشر ‘ وإنما إذ مات هو عنا ومعنا حول الموت الى جسر للعبور بنا الى الفردوس على إنتظار يوم الدينونة يوم الرب العظيم. الذى مات هو ابن الله بالجسد من أجل كل جسد كان أو سيكون ‘ وبموته بجسد بشريتنا داس الموت والغى سطوته علينا نحن المؤمنين‘وأصبح موتنا بالجسد هورقاد وإنتقال بالروح الى الفردوس‘ ولذلك يقول" إنى أنا حي فأنتم ستحيون ." يو14: 19 وأيضا " من آمن بى ولو مات فسيحيا .وكل من كان حيا (روحيا)وآمن بى فلن يموت الى الأبد."يو11: 25و26.

  لا تبكى  قالها الرب للإرملة ‘ وهو قاصد معناها لأنه سيمسح كل دمعه من عيونها برؤيتها إبنها قائما من الموت ‘ والله وحدة هو الذى يحول بكاءنا الى فرح حقيقى فيقول" ولكنى سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم.يو16: 22. البكاءيحرك مشاعر الرب ويؤلم أحشاؤه بلغة البشر ‘ ففى موت لعازر وعندما رأى حزن وبكاء وعويل الناس يقول الكتاب "وبكى يسوع" وقبلها "إنزعج بالروح واضطرب " عندما قال لا تبكى كان يعنى كلمته فمن غيره يستطيع أن يعزى أو يزيل علة البكاء ‘ ليس كما يقول انسان لآخر لا تبكى‘ ولكن السيد وحده القادر على أن يمسح كل دمعة من كل عين كما أوردها القديس يوحنا فى سفر الرؤيا عن الداخلين للفردوس" وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم ." لأنه الوحيد الذى يستطيع ان يحول الحزن الى فرح والبكاء الى السرور والبهجة.

الله هو "الذى لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا‘ وهو الداعى الكل الى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظره" :

1-فعندما أقام إبنة يايرس (مت9) رمز الى أنه حتى إذا إختفت الخطية داخل القلب فهو يراها ويذهب اليها فى عقر دارها ليخلص ويطهر من الخطايا ويقيم الإنسان من موت الحطية.

2-وفى أقامة الشاب ابن الأرملة (لو7) فيشير الى أنه ولو استفحلت الخطايا بالإنسان وخرجت به الى العلن أمام الناس يحمله ابليس علنا لينفيه بخطاياه ‘ سيجد المخلص على باب كل مدينة يقيمه ويرده للحياة فى الوقت والمكان والزمان المناسب.

3-وفى لعازر(يو11) حتى لو تحولت الخطايا فى الانسان الى إكتساب ووراثة حتى أنتنت وعفنت حياته فستجد المخلص الذى هو الحياة يقيمه ويخرجه الى نورالحياة الذى لن تدركه الظلمة.

وكما ان الميت حينما سمع صوت يسوع دبت فيه الحياة من جديد ‘ كذلك كل نفس خاطئة أن فكرت فى السماويات والدينونة فتبدأ على الفور بالإعتراف بالذنوب والخطايا وتطلب المغفرة من الله وتتوب عما سلف ‘ وتعيش حياة روحية يكون فيها فعل الروح القدس ظاهرا فيها ومرشدا لها. وفى هذا اليوم نرى

 " هكذا يكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من 99 بارا لا يحتاجون الى توبه ."لو15

لنصلى معا جميعا ان نعيش متيقظين ومسلحين بدرع الإيمان والمحبة وخوذة الرجاء فى حياة خلاص دائم وتوبة صادقة خالصة .أمين.