المطران بو جوده يدشن مغارة كنيسة سيدة النجاة في سرعل قضاء زغرتا




زغرتا ـ
دشن راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، مغارة كنيسة سيدة النجاة، وتبريك المذبح وتكريسه، في بلدة سرعل في قضاء زغرتا، خلال قداس احتفالي عاونه فيه خادم الرعية الخوري مارون بشاره. حضر القداس رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيسا بلديتي سرعل يوسف ابو الياس، وعربة قزحيا بدوي منصور، وحشد من أبناء البلدة.
بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران بو جوده عظة قال فيها:" إنّ مريم هي مثال وقدوة لنا، أيها الأحباء، فإذا كان الله قد ميّزها بهذه الصورة، فإنّه من خلالها يميّزنا نحن كأبناء لها. وإذا كان قد نقّاها من الخطيئة فلأنّه يريد أن ينقّينا نحن أيضاً منها بواسطة الأسرار لنستحقّ مثلها أن نشاركه مجده الأبدي. لكنّ ذلك يفرض علينا إتّخاذ موقف واعٍ وحر، أي أن نعمل إرادته ونرفض أن نستسلم لإرادة الشيطان المجرِّب. وإنّنا إذا ما قمنا بمراجعة حياة وفحص ضمير، وجدنا أنّ كل واحد منّا إسمه آدم وحواء الأولآن، وبأمكانه أن يكون آدم وحواء الثانيّين.
اضاف بو جوده:" فإنّنا عند إرتكابنا الخطيئة ومخالفتنا لإرادة الله ووصاياه نتصرّف كأبوينا الأولين ونحكم على نفسنا بالهلاك. وعندما نندم ونتوب على فعلتنا فإنّ الله، على مثال الآب في مثل الإبن الشاطر يفتح لنا قلبه وذراعيه ويستقبلنا من جديد في بيته الأبوي، ويقول: "إبني هذا كان مائتاً فعاش وضالاً فوُجِد". وقد عبّر بولس الرسول عن هذين الموقفين في رسالته إلى أهل روما حين قال: "ما أتعسني من إنسان، فالخير الذي أُريده لا أعمله، والشّر الذي لا أُريده إياه أعمل. فمن يُخلِّصني من جسد الموت هذا؟" ثمّ يضيف: " المجد ليسوع المسيح الذي بواسطته نلتُ الخلاص".
وتابع بو جوده:" إنّنا نعيش هذا التجاذب والصراع في حياتنا اليوميّة، عندما نتعرّض للتجربة ونستسلم لها، مع أنّنا نقول بأنّنا نؤمن بما يُعلّمنا إياه المسيح والكنيسة، نظراً لضعفنا البشري. فلذلك نحن مدعوّون بإستمرار إلى أن نكون في حال إصغاء إلى كلام الرب، والعمل بمقتضاه، على مثال العذراء مريم والقديسين، فلا يكون إيماننا بالله بالكلام واللسان، بل بالعمل والحق، أي بأن نعيش متطلبات إيماننا المسيحي، ونتقيّد بتعاليم وإرشادات الكنيسة بصورة فعليّة وعمليّة. فإيماننا المسيحي ليس أفكاراً ونظريات فكريّة مجرّدة ولا هو إيديولوجيّة، بل هو حياة عمليّة. على مثال المسيح الذي أحبّنا ببذل ذاته عنّا على الصليب. وهو بذلك يوصينا ويقول لنا: من أراد أن يكون لي تلميذاً عليه أن يحمل صليبه ويتبعني، ويضيف أنّ وصيّته لنا هي أن نحبّ بعضنا بعضاً كما هو أحبّنا.
وختم بو جوده عظته يقول:" فلنجعل من إحتفالنا بهذا العيد مناسبة للإقتداء بالمسيح والعيش حسب وصاياه، والإقتداء بمريم، أي بسماع كلمة الله والعمل بها حتى نستحقّ الطوبى الحقيقيّة التي إستحقتها من إبنها، وننتقل معها إلى السماء بعد نهاية حياتنا على هذه الأرض".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق