غلبة الشر/ نسيم عبيد عوض

تعيش اليوم البشرية فى عالم مضطرب ووسط شر يحيط بنا من كل زاوية  ‘يمر العالم بتجارب مميتة وخانقة تشهدها المذابح والحرق والتدمير ‘ والحروب والضيقات ‘ حتى يأس البعض من إيجاد مخرج لحياة فيها سلام وهدوء وإطمئنان ‘واليوم يقدم لنا الكتاب المقدس موضوع التجربة  الذى يقرأ فى الأحد الثانى من الصوم الكبير الذى ورد فى الأناجيل الثلاثة متى 4: 1-11 ‘مرقس 1: 12و13 ‘ ولوقا 4: 1-13‘ وهو فى الترتيب الإلهى يأتى بعد معمودية الرب على أيدى يوحنا المعمدان كقول الكتاب" حيئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه . ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تأتى الي. فاجاب يسوع وقال له اسمح الآن .لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر.حيىنئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. وصوت من السموات قائلا هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت." مت 3: 13-17. ثم يأتى بعد ذلك مباشرة فى الترتيب الإلهى الصعود الى البرية من الروح ليجرب من إبليس ‘ وهو موضوح حديثنا اليوم‘ ولكن أحب أن أعود الى انجيل الأسبوع الأول من الصوم "مت6: 19-33" حيث الله يطالبنا ويسألنا أين هو كنز قلوبكم؟ أهو على الأرض أم فى السماء ويعلمنا ..لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض .. بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء حيث منزلا السماوى المعد لكل مؤمن منا‘ وحيث يكون كنزك يكون قلبك ..اطلبوا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم.

أحد التجربة

ثم ننتقل للأحد الثانى من الصوم لنذهب مع الرب يسوع فى تجربته فى البريه من إبليس " ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من إبليس ." مت4:1‘بعد العماد مباشرة( مع ملاحظة ان الرب يسوع لم يكن محتاجا للعماد) ولكنه يكمل كل بر ‘ ليكون المثال والمثال والقدوة. فالروح الذى نزل عليه فى نهر الأردن مثل حمامة هو الروح الذى يصعده الى البرية ليجرب من إبليس ‘ ويجرب كإبن الإنسان حيث أخذ له جسدنا البشرى ‘ أى ان هذه التجربة خاضها بكونه بشر مثلنا حتى تكون لحسابنا ‘ لأنه وهو الله وهو خالق إبليس لا يدخل معه فى تجربة ولابد أن يكون ذلك مفهوما ‘ وهو فى جسدنا البشرى دخل فى التجربة مع إبليس وإنتصر عليه ‘ حتى يكون مثال لنا فى أى تجربة‘ والسيد المسيح بوصفه البشرى يكون مجرب مثلنا فى كل شيئ ماخلا الخطية(عب4: 15) لأنه وهو الله يسود على التجربة كسيادته على الموت والخطية ‘وهكذا دخل التجربة وساد عليها ليكسر شوكة الشيطان وليكسر قوة الخطية كقول الكتاب" ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا ‘ بل مجرب فى كل شيئ مثلنا بلا خطية." عب4: 15.

"فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة ." ولنذكر أن موسى النبى العظيم كليم الله صام على الجبل مع الله اربعين نهارا واربعين ليلة لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء كقول الكتاب ‘ فاستحق ان يكتب له الله على لوحين حجريين كلمات العهد والوصايا العشر."خر34: 25. وإيليا النبى أيضا صام اربعين نهارا واربعين ليلة حتى يستحق ان يتقابل مع الله على جبل حوريب (1مل19: 8). موسى كمشرع للناموس وإيليا سائرا فى الطريق الى الله ليأخده الى السماء فى مركبة نارية ‘ والسيد المسيح بعد الصوم والتجربة وضع لنا  كمال شريعته على الجبل المعروفة بالموعظة على الجبل.وقال بفمه الطاهر" لا تظنوا انى جئت لأنقض الناموس او الأنبياء. ماجئت لانقض بل أكمل.فانى الحق اقول لكم الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل."مت5: 17و18



فتقدم اليه المجرب وقال له : ان كنت أنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا." والشيطان هنا لا ينكر على يسوع بنوته لله بل يتحدى ويشكك فى أن يثبت له ذلك ‘ فى وقت لا يشاء الله أن يظهر ذاته الإلهية. وهذا أسلوب الشيطان مع بنى البشر فلكى يوقعهم فى براصنه وشباكه يستخدم التشكيك والمشورة الخبيثة التى تحمل لصاحبها فخ الخطية لكبرياء او عصيان او نسيان الله ‘ يشكك فى محبة الله وقدرته ووعوده ‘ وهو فى نفس الوقت هو المجرب وهو المشتكى علينا أمام الله وفى سفر الرؤيا "فقد طرح المشتكى على اخوتنا الذى كان يشتكى عليهم أمام الهنا نهارا وليلا." رؤ12: 10 .

رسالة السيد المسيح

كانت رسالة السيد المسيح فى منهج خلاص البشرية ‘أن يدخل التجربة نائبا عن كل البشر ليكسر سلاح الشيطان وسطوته ‘ ويوقف حركته تمهيدا لعزله عن الخليقة الجديدة ‘ فبالخلاص والفداء نزع عنا الرب يسوع سلطان الشيطان وأعطانا السلطان حتى ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو ‘ والذى ينخدع ويقع فى فخه هو بإرادته ‘ فالشيطان ليس له سلطان على أبناء الله  المولودين من الماء والروح  ولا ندخل فى تجربه معه إلا إذا إنخدعنا بالشهوة وحبائل إبليس وهو الذى يقول للرب يسوع "إن كنت أنت ابن الله "‘ وهو يعلم انه القادر عن تحويل الحجارة الى خبز وسيسمعها من فم يوحنا المعمدان : ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ليس خبزا بل أولادا لإبراهيم .

والرب يسوع المسيح فى هذه التجارب مع إبليس جميعها يستخدم كلمة الله المكتوبة فى سفر التثنية  ويرد دائما (مكتوب)

كلمة الله تغلب الشر

1- فى تجربة الخبز قال الرب" مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ."تث8: 3و4

.2- وفى ثان التجارب قال له الرب يسوع" مكتوب لا تجرب الرب إلهك."تث6: 16 .

3- وفى النصرة الأخيرة للرب يسوع على الشيطان قال له"مكتوب للرب الهك تسجد وإياه وحده تعبد."تث6: 13.

ونحن فى عهد النعمة والحق نؤمن أن غلبة الرب يسوع على الصليب كانت لحساب المؤمنين فهو الذى غلب الشيطان والخطية وكسر شوكة الموت ‘ أعطانا السلطان لغلبة الشيطان والطريق لنهزم قوات الشر كقول معلمنا بولس الرسول" وأنتم إذ كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا التى سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذى يعمل الآن فى أبناء المعصية."أف2: 1و‘ وكقول الكتاب " العالم كله قد وضع فى الشرير."1يو5: 1و2 ولذلك يطمئنا الرب فى صلاته الوداعية " لست أسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير ."يو17: 15.

وفى مقابل سيطرة الشيطان على عالم الشر ورؤساء الشر على الأرض ‘ يدير الرب عالم المؤمنين بالحب والحكمة والنعمة بأولاده فى كل صلاح وتقوى ومخافة الله لخير الإنسان ‘ لذلك يدعونا ملح الأرض ونور العالم ‘ نعيش فى قناعة بلا طمع فى مغريات عالم الشر هذا ‘ بل نشكر ونسبح الله فى كل حين.

فإذا كان كل مافى العالم شباك إبليس للإيقاع بالبشر تحت أنيابة هى شهوة الجسد وشهوة العالم وتعظم المعيشة ‘لكن بسلطان الرب الذى منحنا إياه بنعمته وصيرنا أولاده لنا النصرة الكبيرة على كل هذه الفخاخ ولا نقع فيها. ولنا القدرة بمعونة الرب أن نقول للشيطان عند إقترابه منا " إذهب عنى ياشيطان." ولنصلى لإلهنا كل حين وفى وقت الصوم المقدس نزداد تعمقا فى كلمة الله التى تسندنا فى غلبة قوات الشر التى تحوم حولنا فى كل وقت. ولا ننسى وعد الرب " هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها .حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك. هوذا على كفى نقشتك وأسوارك أماى دائما."اش49: 15و16.   ولإلهنا كل المجد أمين.

برج ابؤورو بملبورن يستضيف المؤتمر الدولى الخامس للدراسات القبطية لاول مرة

 كتب أشرف حلمى ـ
أعلنت كلية القديس أثناسيوس الإكليريكية ( ساك) برئاسة نيافة الحبر الجليل الانبا سوريال أسقف ملبورن وتوابعها عن موعد إنعقاد المؤتمر الدولى السنوى الخامس للدرسات القبطية فى العصر الحديث لمدة ٤ ايام  من ١٣ الى ١٦ يوليو القادم وذلك بالتعاون مع جامعة اللاهوت ولاول مرة بالمقر الجديد للكلية ببرج ابؤورو الذى افتتحه وباركة قداسة البابا تواضروس الثانى أثناء زيارته لأستراليا العام الماضى ويبعد عن المحطة الرئيسيه للقطارات بحوالى ١٠٠ متر فقط  .
سيركز موضوع المؤتمر هذا العام على دراسة تاريخ الاقباط والكنيسة القبطية بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين فى وجود معرض للصور والايقونات القبطية المرتبطة بدراسات المؤتمر فيما اعدت الكلية أماكن إقامة للمشاركين من خارج أستراليا والولايات الاسترالية الاخرى بالإتفاق مع احد الفنادق الكبرى القريبة من مقر الكلية .  

توتّر بين بيروت والفاتيكان: البابا لن يزور لبنان

هيام القصيفي - الأخبار ـ

لا تزال دوائر كنسية تتحدث عن رفض الكرسي الرسولي تلبية الدعوات المتكررة إلى البابا فرنسيس لزيارة لبنان، مشيرة إلى أسباب جوهرية وراء ذلك عبارة عن وقائع عن الفتور بين الدولتين.

في غمرة الأحداث السياسية محلياً، وانشغال السلطات الرسمية بالإعداد لمؤتمرات دولية لدعم لبنان، رددت أوساط كنسية وسياسية رسمية أن البابا فرنسيس سيزور بيروت في الربيع المقبل، الى حد ذهاب البعض الى تأكيد موعد الزيارة في أيار المقبل. وعلى هذا الأساس، تحدثت أوساط مواكبة عن أن السفارة البابوية كانت قد بدأت تعدّ العدّة لهذا الحدث، كما كل الدوائر المعنية. لكن يبدو أن لا زيارة بابوية للبنان في هذه السنة، بحسب تأكيدات فاتيكانة "لأنه لا موجب لها". وأكدت مصادر كنسية غربية ولبنانية أن الفاتيكان رد على الدعوات الرسمية والكنسية التي وجهت إلى البابا فرنسيس لزيارة لبنان، بالرفض.

وقالت إن الفاتيكان أبلغ الدوائر المعنية أن البابا لن يلبي أي دعوة لزيارة لبنان، مشيرة الى أن الجواب لم يكن دبلوماسياً بالمعنى المتعارف عليه، كما جرت العادة، علماً بأن حجة الفاتيكان المعلنة أن لبنان استقبل البابا بنديكتوس السادس عشر بين 14 و16 أيلول 2012، في زيارة رسمية وقّع خلالها على إعلان السينودس الخاص بالشرق الأوسط تحت عنوان "الكنيسة في الشرق الأوسط - شركة وشهادة". وأشارت المعلومات الى أن الجواب الذي أعطي للسائلين في الفاتيكان على أسباب رفض الزيارة، أنه لا موجب للزيارة وأنه لا حدث استثنائياً يوجب حصولها، وخصوصاً أن آخر زيارة بابوية كانت قبل خمسة أعوام تقريباً، ولا يمكن وفقاً لذلك ترتيب زيارتين في وقت قصير لبلد واحد، فيما هناك روزنامة مواعيد بابوية أكثر إلحاحاً.

لكن المصادر الكنسية الغربية واللبنانية أشارت الى أن الرفض وإن كان مبرراً، الا أنه يترك انطباعات ملتبسة، وخصوصاً هذه السنة حيث غاب السفير البابوي عن احتفال عيد مار مارون، لسبب بسيط، هو أن الفاتيكان لم يعين بعد سفيراً له في بيروت. وأشارت في معرض تقويمها للعلاقات الفاتيكانية اللبنانية الحالية، إلى أن عدم تحديد موعد الزيارة كان يمكن اعتباره أمراً طبيعياً ويدخل ضمن نطاق ترتيب المواعيد البابوية. لكن أسلوب الجواب القاطع، أوحى بأن الأسباب الحقيقية للرفض هي الفتور الذي يحكم حالياً علاقة الكرسي الرسولي مع لبنان الرسمي. وتعيد هذه الأوساط التأكيد أن دوائر الفاتيكان لا تزال تتحدث أمام زوارها من إكليروس وعلمانيين، عن خطأ الدبلوماسية اللبنانية بتعيين سفير ينتمي الى محفل ماسوني لدى الكرسي الرسولي في سابقة لم تحدث منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل سبعين عاماً. وتؤكد أن هذا التعيين، كما تعيينات مماثلة شابتها أخطاء حصلت مع دول أخرى، لا يمكن أن يمحى بسهولة في سجلات الفاتيكان.

وتضيف أن الخطأ الثاني هو أن لبنان أصر على التعيين، رغم الرسائل التي وجهت إليه بعدم القبول بالاسم المقترح، ولم يبال بالرفض البابوي، المستند الى حيثيات معروفة عن رفض كنيسة روما للماسونية. والخطأ الثالث أن لبنان عيّن سفيراً جديداً هو أنطونيو عنداري بدل السفير جوني ابراهيم، لكن السفير الجديد هو سفير موقت بالمعنى العلمي وليس القانوني، لأنه يحال على التقاعد في نيسان المقبل، الأمر الذي لم يرق الدبلوماسية الفاتيكانية. فالبابا قبل أوراق اعتماد السفير الجديد في كانون الثاني، فيما هو يستعد لمغادر منصبه بعد ثلاثة أشهر. وبما أن لبنان مقبل على انتخابات نيابية في أيار، فمن المرجح ألا يتم تعيين سفير جديد للبنان في الفاتيكان إلى ما بعد الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة، مع ما يعني ذلك من مفاوضات شاقة للتأليف، ما يبقي المركز شاغراً رسمياً.

وتقول المصادر إن الفتور الحالي يترجم حتى الآن بعدم تعيين الفاتيكان سفيراً جديداً في لبنان، والسابقة التي حصلت في احتفال عيد مار مارون في حضور القائم بالأعمال البابوي كان يمكن تفاديها، من خلال العمل على تحسين العلاقة مع الكرسي الرسولي، وتوضيح النقاط العالقة. وتشير الى أن ثمة إصراراً رسمياً على نفي وجود نقاط تجاذب، لكن الفاتيكان حريص على بديهيات وتقاليد وأعراف في العمل الدبلوماسي لا يمكن أن يتخطاها، علماً بأن المصادر نفسها تشير الى أن الفاتيكان يمكنه في أي لحظة إرسال "قاصد رسولي" وهو الاسم المتعارف عليه للسفير، كموفد بابوي أو كسفير حين تدعو الحاجة الى ذلك. لكن الوقائع تشير الى أن ثمة إصراراً على تجاهل وجود مشكلة، الأمر الذي يضاعف أيضاً من استياء المعنيين في الفاتيكان. ويضاعف كذلك من الأسئلة عن عدم بت الكرسي الرسولي حتى الآن مسألة تعيين سفير له بعد تداول اسم قاصد رسولي فرنسي عمل سابقاً في بيروت، والإبقاء على مهمات السفارة في يدي القائم بالأعمال إيفان سانتوس الذي كان حريصاً على التذكير في كلمته أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كانون الثاني الماضي بـ"أننا ننتظر تعيين سفير بابوي جديد لدى لبنان العزيز".

كنوز السماء/ نسيم عبيد عوض

فى العهد القديم وحتى يعطى الله شريعته ووصاياه لشعبه يقول الكتاب " قال الرب لموسى إصعد إلي  إلى الجبل وكن هناك فأعطيك لوحي الحجر والشريعة والوصية التى كتبتها لتعليمهم."خر24: 12‘وفى ملء الزمان  جاء الرب يسوع المسيح الله الكلمة ‘ ليعطينا شريعته السماوية للعهد الجديد ‘ فيقول الكتاب" ولما رأى الجموع صعد الى الجبل.فلما جلس تقدم إليه تلاميذه.ففتح فاه وعلمهم قائلا‘ وبدأ الموعظة على الجبل بالتطويبات ‘ ثم منحهم هبة أن يكونوا ملح للأرض ونورا للعالم ‘ وأكمل ناموسه بتكميل شريعة العهد القديم ‘ فيقول قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل .ومن قتل يكون مستوجب الحكم أما أنا فاقول لكم ان كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم‘ وهكذا أعطاهم شريعة العهد الجديد ‘وأنهى كلامه بقوله" فكونوا انتم كاملين كما أن اباكم الذى فى السموات هو كامل." مت 5: 48. وقد أوضح الرب عدة مبادئ مهمة فى تفسيرة لشريعة ودستور العهد الجديد عهد النعمة والحق :
1- أنه الكلمة الإلهية فى العهدين" لا تظنوا انى جئت لأنقض الناموس او الأنبياء ‘ ماجئت لانقض بل لاكمل."
2- كلامه ثابت الى الأبد  لا ينتقص ولا يزول" الى ان تزول السماءوالأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل."
3- العمل بوصايا الله "لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية.واما الآن فليس لهم عذر فى خطيتهم." يو15: 22.
4- أن فى يده الدينونة" لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للأبن." يو5: 22.
وفى الجزء الثانى من الشريعة قدم لنا أركان العبادة التى هي الصدقة والصلاة والصوم ‘ وطالب المؤمنين بان يكون هدفهم فى العبادة " أن أبوك الذى يرى فى الخفاء  هو يجازيك علانية."
كنوز السماء
فى بداية القداس الإلهى يسأل الأب الكاهن الشعب ‘ أين هي قلوبكم ؟ فنصرخ ونرد عليه " هي عند الرب " ‘ وهذا هو الجزء الثانى المكمل للعبادة المسيحية  وهو فصل إنجيل الأحد الأول من الصوم الكبير        مت 6: 19 – 33
" لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ‘ وحيث ينقب السارقون ويسرقون‘ بل إكنزوا لكم كنوزا فى السماء‘ حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون ‘ لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا."
والحياة التى يرغبها لنا الرب هي الحياة الأفضل فى ظل الإيمان المسيحى الحق ‘ كقوله الكريم" وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." 10: 10 ‘ والحياة الأفضل هى الحياة الأبدية السماوية ‘ وليس كحياة الناس على الأرض الذين هدفهم إرضاء الأرضيين‘ بل عبادتنا لابد أن تكون سماوية ‘ بمعنى أن مانفعله على الأرض يكون هو أساس حياتنا فى بيتنا السماوى ‘ فما نحن إلا غرباء على الأرض نسعى ونجاهد لكي نكلل فى السماء. ولذلك كانت تعاليم الرب يسوع هدفها واحد "ان لنا بيتا فى السماء
  1-  " انا أمضى لأعد لكم مكانا .وإن مضيت واعددت لكم مكانا آتى أيضا وأخذكم الي حتى حيث أكون انا تكونون أنتم أيضا."يو14: 2و3 ‘   2 -   وهذا مارد به الرب يسوع للشاب الذى سأله ماذا أعمل لتكون لى الحياة الأبدية؟ قال له يسوع ان اردت أن تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء." مت 19: 21‘
   3- وهذا ماقاله الرب لتلاميذه عندما جاؤااليه فرحين" حتى الشياطين تخضع لنا باسمك ‘ بل إفرحوا بالحري ان أسماءكم كتبت فى السموات."لو10: 20‘
  4-  وفى مثال مال الظلم قال الرب" وانا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم فى المظال الأبدية." لو16: 9‘ فهناك أناس لن يقبلون فى الأبدية لأنهم لم يصنعوا لهم كنوزا فى السماء فى حياتهم على الأرض ‘ وهذه هى كنوز السماء التى هى حيث يكون قلبك فى السماء.البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والتواضع والوداعة‘  وأعمال الرحمة والعطاء والبذل لأخوة الرب كنوز فى السماء ‘ ولذلك تسبحتنا المفضلة فى أيام الصوم
" طوبى للرحمى على المساكين فان الرحمة تحل عليهم والمسيح يرحمهم فى يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم"‘ والقديس أغسطينوس يقول" الفقراء ليسوا إلا حمالين ينقلون أمتعتنا من الارض الى السماء.إذا فلتعطوهم مالديكم فانهم يحملونها الى السماء ‘ وتذكروا قول الرب " تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم...لأنى جعت فأطعمتمونى ...وكل مافعلتم بأحد إخوتى الأصاغر هؤلاء فبى فعلتم." مت25. (قصة بطرس العابد)
دستور الرب لملكوته
بعد أن وجه الرب إهتمامنا بالسماء ‘ وتعليمنا أن كل خدمة وعمل وفكر بل كل حياتنا على الأرض لها هدف واحد فقط هو أن يوصلنا الى بيتنا السماوى ‘ كقول معلمنا بولس الرسول" فلنا فى السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي." ‘ " فنثق ونسر بالأولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب." 2كو5: 1و8‘ وفى هذا الفصل من الإنجيل يحدد لنا الرب مواد دستوره للوصول الى ملكوته فى السماء على النحو التالى:
1- سراج الجسد هو العين
بالعين الجسدية نرى النور ‘ وهذا ينير الجسد كله ‘ ولكن بشرط أن تكون العين بسيطة‘ بمعنى ليس فيها ظلمة الشرور ‘ بل تكون مرشدا للجسد كله  فى عبادته وسلوكه وأحاسيسه ومشاعره نحو السماويات ‘ ولا تنظر الى الأرض وأمجاده الزمنية الباطله ‘ وهى البصيرة الداخلية والنية الصالحة والقلب المستنير ‘ ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم" كثيرون قد ملأوا سفينتهم بذهب الصدقة والصلاة والصوم وظنوا انها الأعمال الصالحة التى توصلهم الى بر الأمان ‘ ولكن بسبب فساد قلبهم وظلمة بصيرتهم الداخلية يبقون بعيدا عن الميناء وتغرق سفينتهم بكل ما فيها."  والقديس أغسطينوس" العين البسيطة بنية القلب الداخلى التى تقود كل تصرفاتنا‘ فيجب ان تكون كل افعالنا نقية ومرصية فى نطر الله إن صنعناها بقلب بسيط‘ هدفنا فيها سماويا‘ وهنا نفهم العين البسيطة أنها النية النقية السليمة ‘ الناظرة للسماويات ‘ فستكون كل أعمالنا صلحة ‘"جسدك كله" ‘ والعين البسيطة أيضا تشير الى روح التمييز أو الحكمة التى تقود أفكارنا وأعمالنا.
2- محبة الله وليس محبة المال
العدو الأول لحياتنا الروحية التى تجاهد للوصول الى بيتنا الأرضى هو محبة المال‘ التى تبعدنا عن محبة الله ‘ وهذا مايعلمه لنا معلمنا بولس الرسول فى رسالته لتلميذه تيموثاوس " لأن محبة المال هى أصل كل الشرور إذا إبتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة ‘ وأما أنت ياإنسان الله فاهرب من هذا وأتبع البرالتقوى الإيمان والمحبة والصبر والوداعة ."1 تيمو6: 10-12. وقد كان آبائنا الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب وأيوب أغنى الناس ولكن محبة هى التى قادتهم الى السماويات.
3- الله يهتم بنا
يعلمنا الرب يسوع أن لا تكون شهوة تعظم المعيشة من أكل وشرب ولباس هى كل مايهمنا ويشغل حياتنا بعيدا عن الله ‘ والله بطبيعته يعتنى بنا حتى لو لم نطلب كقوله الطاهر" لان أباكم السماوى يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها." ‘ فالحياة الأفضل التى يريدها لنا الرب هى فوق كل شيئ ‘ فالطيور لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع لمخازن‘ وأبوكم السماوى يقوتها‘ أبينا السماوى هو يقوتها فهل يتخلى عن الإهتمام بأولاده‘ وحياة النمو والنضوج يعطيها لنا الرب بدون سؤال منه ‘ وأعطى الرب مثلا بلباس سليمان الملك ‘ بل بزنابق الحقل التى تنمو عشوائيا حول الحقول ‘ ومن الطبيعى جدا أن يهتم الله بنا نحن أولاده بكل هذه ‘ كقول المرتل" ألق على الرب همك فهو يعولك.لا يدع الصديق يتزعزع الى الأبد."مز55: 22 ‘والشك فى ذلك هو قلة إيمان( ياقليلى الإيمان) .
4- اطلبوا ملكوت الله وبره
يطالبنا الرب ان يكون دستور حياتنا على الأرض له هدف واحد هو ملكوت الله ‘ أن يملك على حياتنا ويسكننا معه فى ملكوته فى السماء ‘ ونطلب الخيرات السمائيه ‘ نعمل للطعام الذى للحياة الأبدية عيوننا على الحياة الأبدية ‘ وتجهيز بيتنا السمائى بكل الفضائل المسيحية‘ ووعد الله لنا"هذه كلها تزاد لكم "
ونطلب من إلهنا الصالح أن يثبت ويقوى إيماننا ويقودنا فى فترة هذا الصوم المقدس نحو النقاوة والنية والضمير الحسن ‘ ويرفع عنا شهوة مطالب المعيشة ويجعل أعيننا مرفوعة دائما الى السماء‘  ويقودنا فى موكب نصرته للسماويات.ولإلهنا المجد الدائم .أمين. 

إستقبال ذخائر مار مارون في اديلايد





 




كتب سركيس كرم ـ
احتفلت رعية مار مارون في اديلايد باستقبال ذخائر القديس مارون نهار الاحد 18 شباط 2018 بقداس ترأسه صاحب السيادة أنطوان شربل طربية وعاونه كاهن الرعية لويس سعد والمونسنيور ايغار من الكنيسة اللاتينية والاب جورج طربية والاب بول جبير والشدياق ريشارد جبور. 
حضر القداس حشد كبير من ابناء الرعية وحضرت النائب الفدرالية نيكول لينت والمرشحة كارولين حبيب. كما شارك وفد من سيدني ضم رئيس الرابطة المارونية باخوس جرجس والرئيس الاقليمي للجامعة الثقافية اللبنانية ميشال الدويهي والنحات نايف علوان.
انطلق تطواف الذخائر من الباحة الخارجية دخولا الى الكنيسة ترافقت مع صلوات وترانيم عبر فيها المؤمنون عن فرح كبير بوجود الذخائر. 
في عظته أكد المطران طربية على اهمية هذا الحدث الذي يعدط صفحة جديدة في تاريخ الجالية المارونية في استراليا. كما شرح قصة وصول الذخائر ابتداء من حدث وفاة القديس مارون سنة 410 الى عودة الذخائر الى لبنان عام 1999. كما نوه وشرح فكرة احضار الذخائر ورحلتها من لبنان الى استراليا والى اديلايد.
وأكد المطران طربية على ان حضور الذخائر الى الابرشية المارونية في استراليا له معاني ايمانية وروحية ورعوية يبقى اهمها التجديد الروحي المرتجى في الكنيسة المارونية الاسترالية، بالاضافة الى نقل وديعة الايمان الماروني والتراث الانطاكي السرياني الى الاجيال الجديدة لتعزيز افتخارهم بهويتهم المارونية وبإنتمائهم الى كنيسة مارون.
كما توقف المطران طربية عند ان وجود الذخائر هو عامل اساسي يدفعنا الى عيش حرية الايمان المسيحي ومواجهة اي قانون يحد من الحرية الدينية في استراليا، موجها رسالة من خلال النائبة الفدرالية نيكولا لينت الى الحكومة الأسترالية من اجل المحافظة على التشريعات القائمة بما يتعلق بالحريات الدينية وعدم فتح الباب لتشريعات جديدة تناقض الحريات الاساسية وحقوق الانسان.
وختم المطران طربية بمعايدة ابناء الرعية في عيد القديس مارون، معلنا "سنة الروحانية المارونية" العام المقبل.
بعد القداس كانت كلمة للجنة الوقف في رعية مار مارون اديلايد القاها ايلي بركات شكر فيها المطران طربية وكاهن الرعية لويس سغد والحضور وكل من ساهم وعمل لتحضير المناسبة. وأقامت الرعية احتفالا في قاعة الكنيسة تضمن ضيافة الماكولات ولاسيما هريسة العيد والعاب للأولاد.
جو كرم والمطران طربية وميشال الدويهي وسركيس كرم
بمناسبة زيارة ذخائر مار مارون لرعية مار مارون أديلايد ولأول مرة في استراليا، أقامت لجنة الرعية في اديلايد عشاء تكريميا في مطعم "بلتاسار" لصاحبه السيد جو كرم .
حضر المناسبة سيادة المطران أنطوان شربل طربية، الأب لويس سعد كاهن رعية اداليد، الأب جورج طربية، الأب بول جبير، الشماس ريتشارد جبور، رئيس الرابطة المارونية في استراليا باخوس جرجس وعقيلته، رئيس الجامعة الثقافية ميشال دويهي، الأعلامي سركيس كرم، ،محطة تيليلومير بشخص السيدة ماري جو دريبي، السيد جيمي مارون وعقيلته، النحات اللبناني العالمي نايف علوان الذي جاء من لبنان لأجل هذه المناسبة وأيضاً المخرجة ڤيرونيكا علوان التي تقوم بتصوير فيلم وثائقي عن الأبرشية المارونية في استراليا، وأيضاً من لجنة الوقف في لجنة مار مارون ايلي بركات، جورج منصور، جوزيف طوبية، طوني صالح، كلوديت الفاحا، لابا شكور، 
وأيضاً حضر من سيدني : ميشال سماحة، شربل طوق، شربل قزي .
وفي الختام القى الأب لويس سعد كلمة شكر حيا فيها المطران طربية والرابطة المارونية ولجنة الوقف وقام بتكريم كل من لابا شكور وايلي بركات والأب بول جبير وجورج منصور.

رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يرفض "وصاية الدولة" الفرنسية على الإسلام


ناشد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أحمد أوغراس الرئيس إيمانويل ماكرون بعدم التدخل في عمل المجلس الممثل لثاني أكبر ديانة في فرنسا، وذلك بعد أيام من تصريحات للرئيس قال فيها إنه يعمل على إعادة تعريف العلاقات بين الإسلام والدولة.

وتأسس المجلس قبل 15 عاما بهدف تهدئة المخاوف من الدعاة المتشددين والترويج لنموذج إسلامي محلي يتوافق على نحو أفضل مع النهج الذي تتبعه فرنسا في الفصل بين الدين والدولة.

وقال أوغراس في مقابلة أجرتها معه رويترز "يجب على كل شخص الالتزام بدوره".

وأضاف أوغراس وهو فرنسي من أصل تركي ويرأس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية منذ منتصف 2017 "الديانة الإسلامية هي عقيدة، ولذلك فهي تهتم بشؤونها الخاصة. ما لا نريده أبدا هو وصاية الدولة".

وقال ماكرون في مقابلة صحفية في 11 شباط/فبراير إنه يعتزم إعادة النظر في الأسلوب الذي تنتهجه الدولة في الإشراف على ما يتعلق بالدين الإسلامي.

وقال لصحيفة جورنال دو ديمانش "ما أود إنجازه في النصف الأول من عام 2018 هو وضع الأسس المتعلقة بتنظيم الإسلام في فرنسا".  وأضاف أن الأولوية ستكون "استعادة كل ما يتعلق بالعلمانية".

وتضم فرنسا ذات الغالبية الكاثوليكية أكبر طائفتين لليهود والمسلمين في أوروبا، ويقدر عدد المسلمين بنحو خمسة ملايين من بين سكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة.

والنظام الرسمي يعتمد على الفصل الصارم بين الدين والدولة وعلى أن الدين يعتبر مسألة خاصة. ويستخدم ذلك لتبرير الحظر على ارتداء الموظفات للحجاب أو ارتداء النقاب في الأماكن العامة.

ويتعرض ماكرون لضغوط للتعامل بشكل صارم مع الدعاة المتشددين والمساجد المتشددة منذ موجة الهجمات التي قتل فيها متشددون إسلاميون أكثر من 230 شخصا في فرنسا منذ عام 2015.

وجرى إغلاق عدد من المساجد وطرد بعض الأئمة.

ويشير إعلان ماكرون في المقابلة التي أجريت معه في 11 شباط/فبراير إلى أنه يدرس إعادة تنظيم شاملة للطريقة التي يتم بها تمويل الديانة الإسلامية وطريقة تعليم الأئمة.

فرانس24/ رويترز

إرهابى يشهر سيفه على مصلين داخل كنيسة باندونيسيا


كتب أشرف حلمى ـ ـ
هاجم إرهابى حاملاً سيفاً طوله متر عشرات المسيحيين والاعتداء عليهم صباح اليوم الاحد اثناء القداس الالهى باحد كنائس جزيرة جاوا الاندونيسية حيث قاوم المصلين الارهابى قبل وصول الشرطة التى اطلقت النار عليه  قبل القبض عليه بعد ان قام بتحطيم تمثال السيد المسيح واصاب اربع اشخاص على الاقل إضافة الى كاهن الكنيسة البالغ من العمر ٨١ عاماً واحد رجال الشرطة . ومن المعروف ان اندونيسيا الدول التى تتنامى بها التيارات والجماعات الاسلامية المتطرفة التى تنادى بتطبيق الشريعة الإسلامية في عموم البلاد.

رفاع الصوم الكبير/ نسيم عبيد عوض

يعيش المسيحيين جميعا – ماعدا بعض الطوائف- هذه الأيام فى حياة الإستعداد للصوم الكبيرالمقدس ‘ وأعتبر مقدسا لأن السيد نفسه قد صامه " فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع أخيرا."مت 4: 2‘ ويصوم الأقباط 7ايام قبل الأربعين يوما (بدلا من 7 سبوت لم نصوم فيها) وبعده أيضا 7 أيام وهو أسبوع الآلام(البصخة) ‘ثم الإحتفال بعيد القيامة ‘ والكنيسة لها طقوس وترتيبات بالقراءات والألحان خلال فترة الصوم تلهب المشاعر روحانية عالية حتى يسميه الآباء قدس أقداس السنة كلها ‘ لتميزه بالنسك والتخشع والتوبة وتبدأ القراءات فى التسلسل إعتبارا من الأحد الثانى من شهر أمشير كما يلى:

أسبوع اشباع الجموع بالخمس خبزات والسمكتين والمسمى باسبوع البركة(يو6: 5-14).

وهذا الفصل من انجيل معلمنا يوحنا البشير يرجعنا فيه الى عناية الله بشعبه فى البرية أربعين عاما ويعولهم بخبز سماوى‘ وبالتأمل فى عرض يوحنا لهذه المعجزة بالوحى الإلهى تغوص فى أعماقنا دروسا روحانية 1- الشكر:  حياة المؤمن المسيحى هى حياة شكر لله خالقه ليل نهار ‘ كما فعل يسوع وقبل أن تخرج من يده البركة يقول الكتاب " وأخذ يسوع الارغفة وشكر .."يو6: 11 ‘ لكى يعلمنا أن نقدم لإلهنا ذبيحة شكر فى صلواتنا ‘ وأيضا يذكرنا بسر الشكر (الأفخارستيا) الذى نتناول فيه جسد الرب ودمه (يعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه )‘ لأن الرب يسوع هوالخبز الحى النازل من السماء‘ حتى ان الرب يقول" فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم." يو6: 53 ‘والجموع التى عادت ثانية للبحث عن الخبز عرفت أنه بالشكر تتحقق المعجزات ‘ فيقول الوحى الإلهى" غير أنه جاءت سفن من طبرية الى قرب الموضع الذى أكلوا فيه الخبز إذ شكر الرب .""يو6: 23‘ ولعل بولس الرسول قد تعلم ذلك من معلمه ‘ فبعدما  صاموا فى السفينة المشارفة على الغرق ‘ وطالبهم الرسول بالأكل لتحمل المشاق المحتمله ‘ يقول الكتاب " ولما قال هذا أخذ خبزا وشكر الله أمام الجمع وكسر وإبتدأ يأكل."أع27: 35 ‘ والملاحظ فى رسائل القديس العظيم بدء كل رسائله بالشكر ويكتب أولا أشكر إلهى ‘ كما يطالبنا" نشكر الله بلا إنقطاع."2تس2: 13‘ وأيضا" اشكروا فى كل شيئ."2تس 5: 18‘ فالشكر ذبيحة نقدمها للرب على كل ما أعطانيه كقول المرتل" اللهم على نذورك أوفى ذبائح شكر لله." مز56: 13. وحقا صدق من قال " ليست عطية بلا زيادة إلا التى بلا شكر."

البركة

وهذا الفصل من الإنجيل يسمى انجيل البركة ‘ فإذا جاء شهر قبطى بخمس آحاد نصلى فى الخامس - لأنه بركه- وبفعل البركة‘ على إعتبار ان هذه المعجزة هى حصاد بركة الله لطعامنا ولحياتنا كلها ‘ والله يحب أن يعطينا بركة‘ وأول من باركة الرب هو آدم حسب قول الكتاب " وباركه ودعا اسمه آدم يوم خلقه." تك5: 2‘ وبركة الرب لأبونا إبراهيم فى العهد القديم  تتمثل فى حب الله لإبراهيم وإختياره فيقول له " فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك . وتكون بركة. وابارك مباركيك ولاعنك العنه.وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض."تك12: 2-3. والبركة لمن يسمع وصايا الرب ويسير بها فى مخافة وخشوع ‘ وعلى أرض كنعان قال موسى لشعبه يذكرهم بوعد الرب" البركة إذا سمعتم لوصايا الرب الهكم التى أنا أوصيكم بها اليوم."تث11: 27 ‘ وحياتنا كلها بطولها وعرضها المرضية أمام الله هى حصاد بركة الرب لنا ‘ ونأكل ونشبع ويفيض ‘ ولذلك يعلمنا أن لا نهتم بطعام أجسادنا ويقول " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله."

الشبع

 الشبع الروحى هو مايهم ربنا أولا ‘ وإشباعنا بالطعام فهو يتولاه كما يهتم بطيور السماء التى لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن ‘ هو يقوتها ‘ ومبدأ الله فى ذلك يشبعنا ويفيض عنا ‘ وهذا ماقاله إليشع النبى لتلميذه جيحذى عندما اعترض على طلب النبى بان يقدم عشرين رغيفا لمائة رجل فى ضيافته " فقال اعط الشعب فيأكلوا لانه هكذا قال الرب ياكلون ويفضل عنهم . فجعل امامهم فاكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب." 2ملو 4: 43و44. أما الشبع الروحى الذى يطوبه الله " طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون ."مت5: 6‘ وقول السيدة العذراء مريم " أشبع الجياع خيرات .."لو1: 53‘ وأيضا فسر الرب يسوع هذا الشبع " فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة .من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا. " يو6: 35 ‘ وهو الذى قال "اطلبوا ملكوت السموات وبره وهذه كلها تزاد لكم."  والشبع الروحى ببر المسيح هو غفران الخطايا وقداسة أرواحنا .

أركان العبادة المسيحية:

الصدقة والصلاة والصوم ‘ أو وسائل الشحن الروحى لحياتنا الإيمانية وجهادنا الروحى على الأرض‘ويتم قراءة هذا الفصل فى أحد رفاع الصوم الكبيرمت 6: 1-18‘ والتأمل لذكر هذه الأركان الثلاثة قبل الصوم له أسبابه:

  1- الصدقه يطوبها الله " طوبى للرحماء على المساكين فان الرحمه تحل عليهم والمسيح يرحمهم فى يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم. ويعتبرها الله له المجد       " الحق أقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم."   مت25: 40. والصدقة نحيا بها الى الأبد وبها نخلد ونرحم.

2 - بالصلاة نفتح باب السموات ونرتقى فى النعمة الى القداسة.

   3- وبالصوم نقفل باب الشهوات ونعطى فرصة للروح ان تنتصر على أغواء الجسد.

تعريف الصوم:

كما ورد فى المجوع الصفوى" الصوم هو إمتناع الإنسان عن الغذاء وقتا معينا فى الشريعة ‘ وطاعة لمن شرعه ‘ لتمحيص الذنوب ‘وتعظيم الثواب ‘والقصد أن تضعف القوة الشهوانية فتنصاع للنفس الناطقة‘ كما ان قصدها بالصلاة طاعة القوة الغضبية للعقل والروح. ومثلنا فى ذلك أبونا آدم خلق على غير فساد وأعطى العشب وثمار الأرض ليأكل ولم يسمح له بأكل اللحوم ولا المنتجات الحيوانية ولهذا كانت حياته :

  أ- نور وافر ينبهه بما يجب عمله .

ب- معرفة كاملة بجميع الأمور الطبيعية.

 ج- اتحاد بين النفس والجسد.

 د- سلطان كامل على جميع الوحوش وطير السماء وسمك البحر .

وعندما عصى آدم فقد نعمة البر الأصلى ومواهبها وأهمها وحدة النفس والجسد‘ وحدث إختلال بين الجسد والروح كما يفسرها معلمنا بولس الرسول" لأن الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد وهذا يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون. وهكذا غلب الشيطان آدم بالأكل وغلبه المخلص بالصوم.

الصوم المرفوض:

يسأل بنى إسرائيل الله " لماذا صمنا ولم تنظر. ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ. فيجيبهم قائلا: ها انكم فى يوم صومكم توجدون مسرة. وبكل أشغالكم تسخرون .ها انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر.لستم تصومون كما اليوم لتسمع صوتكم فى العلاء"اش58: 3و4 .           والصوم الذى لا تتكامل فيه النفس بالصلاة والصدقة صوم مرفوض‘ والصوم الذى يهتم فيه الإنسان بما يأكل ويشرب صوم مرفوض‘ وإذا لم يقترن الصوم بالتوبة عن الخطايا وبصلاة مواظبة وبصدقة مقبولة لا يحسبه الرب صوما.

الصوم المقبول:

يرد الرب على بنى إسرائيل لماذا لم يقبل أصوامهم بتعريفه الصوم المقبول عنده" حل قيود الشر. فك عقد النير (العبودية) وإطلاق المسحوقين أحرارا. وقطع كل نير .أليس ان تكسر للجائع خبزك‘ وأن تدخل المساكين التائهين الى بيتك ‘ وان رأيت عريانا أن تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك.إش58: 6و7. ويهبنا الرب ثمار الصوم المقبول فيحددها " حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعا ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب.تستغيث فيقول ها انذا .. يشرق فى الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر . ويقودك الرب على الدوام ويشبع فى الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تقطع مياهه."اش58: 8-12.

وهكذا أصبح الصوم فى عهد النعمة والحق – العهد الجديد – هو حياة البذل والعطاء وهو حياة النسك لإقماع شهوات الجسد ‘ وهو حياة العبادة الروحية‘ وأصبحت العبادة من صدقة وصلاة وصوم هى حياة حب عميق تثبت فى نفوسنا الإيمان والرجاء والمحبة ‘  يربطنا بالله أبينا بالمسيح يسوع ربنا. والتى هى الدخول الى حضن الآب السماوى ‘ ولذلك يعلمنا الرب" وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل."يو10: 10‘ وأصبح غاية الصوم فى المسيحية هو نقاوة القلب أو معاينة الله كأب يتقبل حبنا له‘وهو الذى قال " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله. ولذلك يقوم عدو الخير بتوجيه ضرباته حتى ينحرف القلب بعيدا عن الله فيصير صومنا صيام شكلى يهتم بالأكل وليس بالروح .

أننا لا نصوم من أجل الصوم ذاته ولا لأجل الحرمان من الأكل ‘ إنما لأجل ضبط النفس وأنطلاق القلب الى الحياة السماوية. فلنهتم أن يكون صومنا فترة عبادة روحية ‘ نرجع فيه لربنا مقبولة توبتنا ويعطينا ثمارها فنكون على الطريق الصحيح والوحيد للحياة الأبدية‘ ونكنز لنا كنوزا فى السماء تشفع فينا يوم الإنطلاق من هذا العالم‘ وأهنئكم جميعا بالصوم المقدس . وكل عام وانتم بخير. 

ابرشية طرابلس المارونية احتفلت باليوبيل الكهنوتي الذهبي لراعيها ورئيس الجمهورية منحه وسام الارز الوطني من رتبة كومندور


طرابلس ـ
منح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، ممثلا بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول،  وسام "الأرز الوطني من رتبة كومندور"، الى رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، لمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي، خلال احتفال اعدته ابرشية طرابلس المارونية في كنيسة مار مارون في طرابلس، برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي المطران حنا علوان، وبحضور عدد من المطارنة، ولفيف من كهنة الابرشية، اضافة الى حشد واسع من السياسيين، وممثلي رؤساء الاحزاب السياسية، وفعاليات دينية، اجتماعية، اقتصادية، نقباء المهن الحرة، محافظون، وقائمقامون، رؤساء اتحادات البلديات ورؤساء بلديات ومختارين، وجمع غفير من ابناء ابرشية طرابلس المارونية.
تراس القداس المحتفى به المطران جورج بو جوده، الذي القى عظة بعد الانجيل المقدس قال فيها:" إنّ حبّة الحنطة التي تقع في الأرض، إن لم تمت، تبقى وحدها". لقد جاء المسيح ليُخلّص الإنسان من قوّة الشرير ويعيد إليه صورة الله التي شوّهها بالخطيئة. جاء ليعيده إلى الفردوس، وهو حالة السعادة التي فقدها بإبتعاده عن الله ورفضه وبإرادته أن يبني ذاته بدون الله وضدّه. وهو بالتالي يريدنا، من خلال تعليمه الذي يتناقض مع منطقنا البشري، أن نعرف كيف نحافظ على سلّم الأولويّات، فلا نكتفي بالتوقّف عند القشور والسطحيّات ونسعى إليها، وننسى أو نتناسى الجوهريّات والأمور الأساسيّة.
اضاف:" انتميت الى جمعية مار منصور منذ طفولتي وفيها تنشّأتُ وتابعت دروسي الفلسفية واللآهوتية، فإطّلعتُ على الأوضاع والظروف التي عاشها القديس منصور، ورأيت أنّها تجسّد الواقع الذي تعيشه الكنيسة في الشرق الاوسط عامة وفي لبنان خاصة وسمعت الرب يقول لي: لستَ أنتَ من إخترتني، بل أنا إخترتك للعمل على تبشير المساكين والفقراء ولتكريس حياتك لخدمتهم مادياً وروحياً، فاتّخذت شعاراً لكهنوتي قول النبي آشعيا الذي سمع الرب يقول: من أُرسِل، فأجابه ها أنذا فأرسلني، وأضفتُ الى هذا الشعار كلاماً من بولس الرسول الى أهل قورنثية يقول: أمّا أنا اذا بشّرتُ، فليس لي في ذلك مفخرة لان ذلك واجب ملقى عليّ والويل لي إن لم أبشّر.
وقال:"  أمّا إختياري ليوم عيد القديس مارون لسيامتي الكهنوتية، وأنا عضو في جمعية رهبانية لآتينية، فذلك تأكيد مني لتعليم القديس منصور الذي كان يقول إنّنا نحن اللعازريين من جمعية القديس بطرس، أي من جمعية الكنيسة الجامعة، لا نمّيز بين كنيسة شرقية وكنيسة غربية، فإنّ الكنيسة هي كنيسة المسيح، ومن أجل  ذلك أرسل منصور إخوته الكهنة الى مختلف البلدان، وصولاً الى مدغشقر وافريقيا الشمالية وحتى الى الهند، وفكّر بإرسالهم الى لبنان، لكن ذلك لم يتم على أيامه، بل بعد ذلك بفترة من الزمن. وختم:" إنّني اليوم، ونحن نحتفل بعيد أبينا مارون، وبمناسبة إحتفالي بالذكرى السنويّة الخمسين لسيامتي الكهنوتيّة، أطلب من الرب أن يعطيني شيئاً من روحانيّة مار مارون ومن روحانيّة القديس منصور واطلب منهما ان يتشفعا بنا كي نعيش التزامنا الايماني والوطني والرسولي بصورة صحيحة وعلى مثالهما، كي نعمل قدر المستطاع في خدمة القفراء وفي حمل كلمة الله للاخرين، في زمن هو بامس الحاجة الى المسيح والى محبته للجنس البشري. واطلب منكم بصورة خاصة الصلاة من اجلي كي ابقى امينا للرسالة التي اختارني لها الرب.
في ختام القداس تلا القائم باعمال السفارة الباباوية المونسنيور ايفان سانتوس رسالة الحبر الاعظم البابا فرنسيس باللغة اللاتينية جاء فيها:" "بصفتنا القائمين في المرتبة الرسولية العليا، رأينا من واجبنا، وبغيرة، اكرام الرعاة لغيرتهم وعملهم المثمر، والذي نحاول ان نتبعها نحن ايضا. ايها الاخ الوقور، ولمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لسيامتكم الكهنوتية في التاسع من شباط عام 2018 نرسل اليكم هذه الرسالة، نهنئكم فيها على عملكم وجهدكم الرسولي وغيرتكم كي نظهر لكم ولذوييكم تقديرنا". وتابع:" بعد ابرازكم النذور النهائية في جمعية الرسالة سنة 1968 اضيف اليها الكهنوت مع غيرة وجهد كبيرين من اجل خير النفوس، خاصة بتقديم العزاء الروحي كمدير للمدرسة في جمعيتكم في بيروت، وانتخابكم رئيسا اقليميا عليها، وممارسة العمل في الاكليريكية الكبرى في طرابلس لبنان، بهمة ونشاط وكمدرس للناريخ وتعليم الكنيسة الاجتماعي". 
وقال :" نظرا لهذه الخبرة والنشاط، رفعكم سلفنا بنديكتوس السادس عشر الى رتبة اسقف على ابرشية طرابلس المارونية، التي من خلالها عرف فيكم الشعب المؤمن الفطنة، وكلفكم سينودوس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان الاهتمام بالمهجرين والمشردين وحاجاتهم". وختم:" يهمنا في هذه المناسبة، التذكير بغيرتكم التي ميزت على مر السنين خدمتكم الاسقفية، كعلامة لوداعة الرب خاصة في اسلوب الاحتفال بالذبيحة الافخاريستية وتاثيرها من اجل خلاص الشعب. لك اذا، ايها الاخ الوقور نقدم تهانينا على نشاطك الذي قمت به في كرم الرب، ونتوسل الى الله ان يضاعف فيكم عطاياه ويجعل يوم احتفالكم بهيا مثمرا، ويمنحكم بعملكم وما بزرتم في ارض الانجيل ثمارا على الدوام. لذلك نرغب ان ترافقكم بركتنا الرسولية التي نوسعها على الحاضرين ابنائنا الموارنة الاعزاء في طرابلس، وعليكم ان تشركوا فيها جميع الحاضرين الذين نطلب صلواتهم لكي نتمم بهمة وحكمة مهمة بطرس الرسولية". 
بعد القداس اقيم في قاعة كنيسة مار مارون حفل خطابي تكريما للمطران بو جوده، بمشاركة حشد واسع ضاقت بهم قاعة الرعية، استهل بالنشيد الوطني اللبناني، من ثم عرف بالاحتفال الاعلامي الزميل جو لحود،  بعده تلا المطران علوان ممثلا البطريرك الراعي البركة الرسولية البطريركية وجاء فيها:" البركة الرسوليّة تشمل سيادة أخينا المطران جورج بو جوده، رئيس أساقفة طرابلس وكهنتها ورهبانها وراهباتها وسائر أبنائها وبناتها المؤمنين الأحباء. عيدُ أبينا القديس مارون يحمل معه في هذه السّنةرونقًا جميلًا، لأنّكأيّها الأخ الجليل المطران جورج، تحتفل بيوبيلك الكهنوتي الذّهبي، ومن حولك أبناء الأبرشيّة وبناتها. ففي مثل هذا اليوم من سنة 1968 رُفعتَ إلى درجة الكهنوت المقدّس، وفي قلبك شعلة متّقدة.
فإنّا ننضمّ إليكم في بهجة العيدَين، عيد القديس مارون وعيد يوبيلك الكهنوتي، ومعكم نرفع ذبيحة الشّكر لله على الخمسين سنة من حياة كهنوتيّة غنيّة بفضائلها وعطاءاتها المتنوّعة في مختلف محطّاتها ولاسيّما في جمعيّة الآباء اللّعازريّين مكرّس وكاهن، وفي سنوات خدمتك الأسقفيّةالتي بدأت منذ اثنتَي عشرة سنة.
ولا بدّ من أن نتذكّر معك، أيّها الأخ الحبيب، الأساس المزدوج الذي بُنِيَ عليه كهنوتك. الأوّل في تربيتك المسيحيّة والأخلاقيّة في البيت الوالدي، في جورة البلّوط العزيزة، وقد عرفت شخصيًّا بيتكم وعائلتكم، عندما كنت أتردّد إلى الرعيّة ككاهن راهب لإحياء رياضات الصوم، أثناء خدمة المرحوم الخوري فيليب العلم. والثاني، حياتك المكرّسة في الجمعيّة العزيزة التي زرعتْ في قلبكم محبّة الفقراء ومحبّة الإنجيل والرسالة.
وإذ ننظر معك إلى الخمسين سنة التي خلت من حياتك الكهنوتيّة في الجمعيّة وفي الخدمة الأسقفيّة، نرفع نشيد المزمور: "لا لنا يا ربّ، لا لنا، لكن لاسمك أُعطِي المجد" (مزمور 115: 1).
إنّ جمعيّة الآباء اللّعازريّين تُفاخر بانّها أعدّتك للدعوة الأسقفيّة والرسالة، من خلال ما أمّنت لك من دروس فلسفية ولاهوتية وعلوم إجتماعية في جامعات بيروت وباريس، وما أَسنَدَت إليك من مهام ومسؤوليّات إداريّة ورهبانيّة وكنسيّة ورسوليّة. هذا ما جعلك تجوب برسالة الإنجيل في مختلف المناطق اللبنانيّة، وبخاصّة في أبرشية طرابلس، التي كانت تعدّك العناية الإلهيّة لتكون لها أسقفًا، رأسًا وأبًا وراعيًا. فدخلتَها من بابها الواسع، معروفًا من الجميع ومحبوبًا.
وهكذا وصلت خدمتك الكهنوتيّة إلى ملئها كأسقف في شباط 2016. فرحت باندفاع جديد تواصل خدمتك للأبرشيّة العزيزة، كبنّاء حكيم، وراعٍ حليم، ورسول غيور. فوجدت المؤازرة المُحبّة من الكهنة والرّهبان والرّاهبات والمؤمنين والمؤسّسات.
وها نحن اليوم، في عيد أبينا القدّيس مارون، بعد خمسين سنة من حياة كهنوتيّة رسوليّة، نرفع معك ذبيحة الشّكر للآب الّذي ظلّلك بمحبّته، وللابن الّذي قدّسك بنعمته، وللروح القدس الّذي أذكى في قلبك شعلة المحبّة للمسيح والكنيسة والنّفوس.
ثم القى مطران نانسي بابان كلمة باللغة الفرنسية جاء فيها:" انها لفرحة لي ولوفد ابرشية نانسي ان نكون هنا في طرابلس للاحتفال معكم بيوبيلكم الكهنوتي الذهبي، وبالذكرى الثانية عشر لسيامتكم الاسقفية وتنصيبكم على كرسي ابرشية طرابلس المارونية. نحن تعرف مدى تعلقكم بفرنسا حيث امضيتم سنوات عديدة اثناء تنشئتكم ككاهن عازاري، وقد دفعكم حبكم لفرنسا الى طلب الجنسية الفرنسية التي تحملونها اضافة الى جنسيتكم اللبنانية. ان ارسالكم كهنة وطلابا اكليريكيين الى فرنسا يعبر اولا عن تعلقكم ببلدنا وثانيا عن التزامكم بتفعيل العلاقة مع ابرشية نانسي وتول". 
اضاف:" انتم تنتمون الى جمعية الرسالة التي اسسها منذ حوالى الاربعمئة سنة القديس منصور الذي كان يجمع بين الرسالة والالتزام تجاه الاشد فقرا كما يدعونا وبالحاح البابا فرنسيس. لقد اثر جدا انتماؤكم الى جمعية الرسالة على خدمتكم الاسقفية وعلى خدمتكم الكهنوتية طيلة خمسين سنة. وكنتم وما تزالون ذلك المرسل الذي يسعى لايقاظ التقوى لدى المسيحيين وخاصة تجاه الشبية كي يكونوا قدوة ومرسلين بحسب تعبير البابا فرنسيس، وقد اوليتم انتباها كبيرا لجميع ابناء هذه المنطقة من دون تمييز ديني او طائفي وشجعتم على الحوار بين الاديان".
وتابع:" حضورنا اليوم بينكم هو تعبير عن عشرين سنة من العلاقة بين ابرشيتنا حيث بدأ التواصل بيننا منذ الايام العالمية للشبيبة في باريس، وقد اختيرت ابرشية نانسي لاستقبال خمسين شابا وشابة لبنانية من ابرشية طرابلس المارونية، ولاحقا استقبلتم في ابرشيتكم في لبنان وفدا كبيرا من نانسي وعشنا اسبوعا بينكم غنيا بالخبرات بفضل الزيارات التي قمنا بها". 
وختم مهنئا المطران بو جوده ومتمنيا له مزيدا من الصحة والنشاط لاكمال رسالته الرعوية.  
من ثم تحدث الزائر الاقليمي للاباء اللعازاريين في الشرق الاب زياد حداد فقال:" أبصر النور في 27 كانون الأوّل 1943 في جورة البلوط بالقرب من برمانا، في المتن (لبنان). اختار جورج بو جودة، وبسنّ مبكرة، أن يكرّس نفسه لخدمة الربّ. فقُبل في الاكليريكية الصغرى التابعة لجمعية الرسالة المعروفة بجمعية الآباء اللعازريين في فرن الشباك – بيروت. بعد بضع سنوات سافر الى داكس في فرنسا لمتابعة تنشئته في الجمعية التي اسّسها القديس منصور دي بول سنة 1625، ليعود بعد ذلك ويتابع دروسه الفلسفية واللاهوتية في جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في بيروت.
سيم كاهناً في 9 شباط سنة 1968، يوم عيد القديس مارون. رافق الاكليريكيين اللعازريين في تنشئتهم وذلك تحت اشراف الأب فريد جبر اللعازري. وككاهن استطاع أن يستسلم لشغفه: التبشير بكلمة الله في القرى المسيحية النائية، في لبنان وفي سوريا. ومنذ ذلك الحين، راح يتنقّل، على مثال المرسلين اللعازريين الذين رافقهم فترة شبابه، بين القرى مدرّباً الاكليريكيين على هذه الرسالة. وفي قلب جماعته، تعهّد مرافقة حركات شبابية. وحين انتسب الى الجامعة اللبنانية، لمتابعة دراسة العلوم الاجتماعيّة، بدأ يهتمّ بالعمل الرعوي الجامعي، حيث بذل جهدأ ليحمل كلمة الانجيل في وسط يسيطر عليه، وبقوة، الفكر الماركسي. تعرّض للمحاربة من قبل الكثيرين، وحاولت عدة مجموعات هزمه، خاصة بعد أن اجتمع حوله عدد من الطلاب الذين ساعدهم على اكتشاف طريق يسوع المسيح. شكّل هؤلاء الطلاب معه،  نواة ما عرف فيما بعد، بحركة المرسلين العلمانيين المنصوريين، التي تهدف الى تأمين خدمة رعوية ورسولية في القرى، وإلى مساندة كهنة الرعايا في خدمتهم الرعوية خلال بعض الفترات من السنة، وإلى تأمين التعليم المسيحي للمؤمنين والعمل على تعزيز دور المرأة.
بعد تعيينه رئيساً لرسالة الآباء اللعازريين في مجدليا- لبنان الشمالي، رافق طلاب الاكليريكية الصغرى، ووضع كلّ الامكانات المتوفّرة لتقوية الفريق الرسولي العلماني، مضاعفاً امكانية التجوّل بين القرى بهدف تنشيط الرسالة الرعوية. مؤخّراً، انتشر هذا المبدأ الرسولي لحركة المرسلين العلمانيين في أقاليم كثيرة تابعة للآباء اللعازريين في العالم. إلى أن أصبح الأب جورج بو جودة أحد الملهمين لتأسيس MISEVI (حركة المرسلين العلمانيين في عائلة مار منصور العالمية).
بعدما عُيّن زائراً اقليمياً للآباء اللعازريين في الشرق سنة 1995، كان من أولى اهتماماته أن يقوّي في قلب جماعته، العمل الرسولي في كنف الكنيسة الكاثوليكية في لبنان. وانطلاقاً من معرفته واقع الأرض، خصوصاً في لبنان الشماليّ، ولبعده الرسولي في العمل الرعوي، قامت الكنيسة المارونية، بتعيينه رئيس أساقفة أبرشية طرابلس، وهي إحدى أكبر الأبرشيات المارونية.
قبل أن أنهي كلمتي المقتضبة، اسمحوا لي أن أضيف شهادتي الشخصية؛ فمن خلال الأب جورج بو جودة، الذي كان مرشداً وطنياً لحركة الشبيبة المريمية في لبنان، تعرّفت إلى جمعية الرسالة. فهو، وانطلاقاً من علاقته الشخصية بعائلتي، دعاني لأادخل "المدرسة الاكليريكية"، أي الاكليريكية الصغرى للآباء اللعازريين. هناك درّبني على حبّ الرسالة من خلال اصطحابي معه إلى قرى لبنان الشمالي لأبدأ بهذه "الخدمة" العزيزة على قلب مؤسّسنا القديس منصور دي بول. في النهاية، إنّ الأب جورج بو جودة، الزائر الاقليمي للآباء اللعازريين في الشرق، هو الذي رافق، بارشاداته واهتمامه، أولى خطواتي في خدمتي الكهنوتية. وله مني هنا عميق عرفاني بالجميل، وصلواتي الدائمة له. خمسون سنة من الكهنوت، خمسون سنة في خدمة كلمة الله، خمسون سنة في خدمة المسيح في قلب كنيسته، ليست جردة حساب إنّما فعل شكر للربّ.
من ثم كانت كلمة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الذي قال فيها:" كثيرة هي الجوانب التي تشدني للحديث عنها في شخصية المكرم وآمل أن أعبر عن ضميركم وضمير المحبين في هذه الكلمة الموجزة وآمل أن لا تكون مخلة.  أيها الأعزاء: عهدي وعلاقتي وصداقتي بالمكرم من يوم أن وصل الى طرابلس وصحيح أنها بدأت في إطار الواجبات والرسميات ولكن سرعان ما تنامت وتجاوزت حد الشكل الى منزلة الصداقة والإخاء وليس بيننا حساب في الزيارات وتبادل المعايدات. نشأت ثقة تليق بقيمنا الإنسانية والدينية وسرعان ما ظهر الحرص بيننا على بعضنا وشعرنا بحقيقة حمل المسؤولية الوطنية لجهة تقريب أبناء المجتمع والوطن الى بعضهم وإختصار مسافات البعد والزمن. وهذا الذي أذكره بهذا الإيجاز يحتاج الى جهد ووقت وشجاعة ومبادرة ويحتاج قبل ذلك وبعده الى صدق وثقة متبادلة كما يحتاج الى الإعتراف بالآخر على سبيل التكريم وتقرير الحقوق والواجبات. وكل ذلك حدث تبادلاً بيننا ومستمراً دون توقف أو تخوف لأننا أدركنا أن الدين يأمرنا بذلك وأن قيمنا سماوية متداخلة ومتجانسة وتارةً متطابقة. ولأننا أدركنا ثانيةً أن الوطن بحاجة إلينا وأن الوحدة الوطنية لا تقوم على الدستور بقدر ما تقوم على القيم، ومن أولى من الدين ورجاله أن يبادروا ويسارعوا ويشجعوا الوحدة الوطنية وتناسي الذات والطائفية والمذهبية المعتمة فضلاً عن الحزبية والمناطقية". 
اضاف:" إن مهمتنا أيها الأعزاء بناء نواة الوطن وصقلها وإنتزاع السرطان الطائفي من أعماقها، وكل ذلك يتطلب قيادة دينية واعية مستنيرة العقل لينة الجانب بعيدة النظر واسعة الأفق تعرف حقيقة دينها. فالمسيحي إذا عرف مسيحيته وإنجيله وقيمه إطمأن المسلم وإستراح والمسلم إذا فقه دينه وعلم مقاصده وعموم الشريعة وسماحة الإسلام وعفوه وصفحه إطمأن المسيحي وإستراح، بل إطمأن العالم كله لأن الإسلام دين الرحمة والسعة والسماحة.
وتابع: بقي علي أن أقول في المكرم أنه هادئ الطبع رابط الجأش بعيد عن الإنفعال وردات الفعل متماسك محاور لامع لا يتأخ ولا يتخلف عن الواجب والمشاركة مع الآخرين صريح وفصيح وواضح، يستحق التكريم ويستحق أكثر. المطران بو جودة دهب عتيق أصيل سرعان ما إحتل مكانته عند المسلمين كما المسيحيين. تسلم زمام المطرانية والأبرشية بعد مطران إستثنائي هو المرحوم يوحنا فؤاد الحاج، الذي لعب دوراً كبيراً لا زالت طرابلس تتذكره بالخير. فأتم مسيرة السلف وإزداد إنفتاحه على المدينة ورجالاتها ومناسباتها. 
المطران جورج بو جودة، يعيش زمانه، ويملأ مكانه، إستثنائي بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ، راجح العقل واسع الرؤيا، يتعالى عن أسباب الإختلاف السياسي والديني والإجتماعي، يتحدث الى من حوله ويتحبب إليهم، ثابت الخطى لا يتسرع ولا يستعجل، يعطيك كل ما عنده لأنه يدرك قيمة الكلمة كما الخبرة والتجربة أنها وسيلة الإقناع والبيان والتأثير الأساسية. المطران بو جودة يفتقد إذا غاب ويشد الناس إليه إذا حضر، ينتظر الناس منه الكلمة والرأي لأنه قريب منهم ربح ثقتهم وأعطاهم أملاً بغدهم ومستقبلهم. المطران جورج بو جودة صديق وفي وخل رضي طيفه لا يمحى وذكره لا ينسى. المطران جورج بو جودة دخل بيوت الناس وعقولهم وبادل أبناء مجتمعه الحب ولا يعدم وسيلةً للتواصل معهم ومنحهم الإطمئنان والأمل. المطران جورج بو جودة لا يسحب يده من أيادي مصافحيه يعبر عن متانة علاقته الإنسانية معهم، بإبتسامة هادئة ونفس رضية ونظرات تعبر تعبر عما يختلج في نفسه وخاطره من معان الحب والخير والوداد. المطران بو جودة مستحق لهذا التكريم وأكثر ومستحق لهذا الحب الذي حضرتم جميعاً للتعبير عنه بالعاطفة الصادقة والأحاسيس المرهفة ونبل المشاعر والهوى. لن أتردد ثانية وثالثة ورابعة في تكريمك وفي التعبير عن ضمير الناس وفي أن أقول كلمة أحييك فيها وأشكرك وأقول لك بإختصار وإيجاز وهدوء إن قيمنا السماوية المشتركة هي صمام أمن المجتمع والناس وبمقدار ما نتمثلها ونترجمها نحقق تقدماً في بناء وحدتنا الطنية وبناء المجتمع والدولة والوطن.
وختم: صاحب السيادة إقبل تحيتي وإحترامي وتهنئتي ودعائي في نهاية المطاف أن يحفظ الله اليلاد والعباد وأن يعود الناس الى رشدهم وصوابهم وأن يعم السلام العالم. عشتم إخواني الأكارم وعاش لبنان.
بعده القى المونسنيور انطوان مخائيل كلمة ابرشية طرابلس المارونية وجاء فيها:" يشرّفني أن أقف أمامكم، في هذا اليوم المبارك، لألقي كلمة الأبرشيّة التي تفتخر بكم، وتصلّي معكم ولأجلكم، ليطيل الله عمركم، ويفيض عليكم وافر بركاته وعطاياه، فتكملوا رسالتكمفي خدمة قطيع المسيح الموكل إليكم.  لا أبالغ إن قلت إنّ الله أنعم على أبرشيتنا بأن أرسلك إلينا أبًا وراعيًا ومعلّمًا،  إذ قد اختبرنا فيك حنوّ الأب واهتمامه، وسهر الراعي وغيرته، وحكمة المعلّم وعلمه. حنوّ الأب الذي يصغي بانتباه، ويوبّخ بلين، ويوجّه بحزم؛ سهر الراعي الذي يستيقظ باكرًا ليهيّأ نفسه جيّدًا لمتابعة شؤون رعيّته وشجونها؛ وحكمة المعلّم الذي يرشد بسعة نظر، ويصحّح بصواب.
 اضاف:" من اليوم الأوّل لكهنوتك، اخترت أن تكون رسولاً ومبشّرًا بكلمة الله. لقد أحببت الرسالة ونذرت لها نفسك، وكرّست لها كامل وقتك، وجهدك، ومقدراتك، وطاقاتك. فكلّ قرى الشمال وسوريا تعرف خطواتك، ولا يزال صدى كلمات وعظك وإرشادك وشرحك للكلمة، يتردّد في جنبات الكنائس، وقاعات الرعايا، وحنايا البيوت. حتّى ليصح فيك قول آشعيا النبيّ، الذي أردناه شعارًا ليوبيلك: "ما أجمل قدمي المبشّر المخبر بالسلام المخبر بالخير".  ومن اليوم الأوّل لأسقفيّتك، أردت أن تواصل الرسالة جاعلاً منها الهدف الأوّل والأساس لخدكتك الرسوليّة. فشكّلت اللجان، وشجّعت الحركات والأخويّات،  وأطلقت المشاريع الهادفة لتنشيط الرسالة وتعزيزها.  
وقال": نشكرك لأنّك أحببت الكهنة، وأهتممت بهم، وسهرت على تأمين أفضل الظروف لخدمتهم، وتوّجت كلّ ذلك بصندوق تقاعد الكهنة وتضامنهم، ومأوى الكهنة العجزة في كرم سدّة (القريب التنفيذ)، ونأمل أن يكتمل ذلك بالبطاقة الصحّية للكاهن. نشكرك لأنّك أحببت العلمانيّين، فأشركتهم في رسالة الكنيسة، عملاً بتوجيهات المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي دعا مسؤولي الكنيسة، إلى أن يتعاونوا مع المؤمنين في الشهادة للمسيح، والالتزام بالخدمة والرسالة في عالم اليوم.  نشكرك لأنّك حنوت على الأيتام، والمتروكين، والمظلومين، كيف لا وأنت ابن القديس منصور دو بول، فجعلت همّك اليوميّ "مؤسّسة مار أنطون البادواني الاجتماعيّة" (الميتم)، ووضعت في أوّل اهتماماتك تحويلها إلى مكان لائق لكلّ من لا يجد بيتًا دافئًا، يحضنه ويؤمّن له أبسط مقوّمات الحياة الكريمة.   نشكرك لأنّك خدمت إيمان المؤمنين من خلال عملك الفكريّ اللاهوتيّ، في التعليم، والتدوين، والترجمة بخاصّة لتعليم الكنيسة الاجتماعيّ، ولأنّك كرّست جزءًا هامًّا من كهنوتك وأسقفيّتك لتنشئة كهنة الغد، وإعدادهم  لخدمة أفضل. لأجل كل ذلك، والكثير الكثير من العطايا والمواهب التي أنعم الله بها عليك، نشكر الله معك وعليك، ونسأله أن يبقيكم ذخرًا وعضدًا للأبرشيّة وللوطن ودمتم. 
اخيرا كانت كلمة الوزير بيار رفول وجاء فيها:" ما أجمل هذه المناسبة، وكم أنا سعيد أن أكون من بين الذين يشاركونكم الاحتفال في يوبيلكم الذهبي، ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كلّفني أن أنقل لسيادتكم تهانيه متمنياً لكم التوفيق في كل ما تصبون إليه".
اضاف:" ماذا بوسعي أن أصف خمسين سنة أمضيتها تحمل الشهادة للحق والبشارة بالخلاص؟! كل الكلمات تقف عاجزةً عن تعداد إنجازاتك وتقدير وتقييم ما قمت به. لقد نذرت حياتك لخدمة الكنيسة والإنسان، مشبعاً بإيمان عميق تنشره، تكلّله أعمالاً وتعيشه مثالاً بين الناس، متجوّلاً في المدن والبلدات والقرى، رافعاً شعارك، ما جاء في أعمال الرسل: " السعادة في العطاء أعظم منها في الأخذ" وقد تحوّل العطاء معك نهجاً لازمك استمراراً حيث لا عرفت لا الكلل ولا الملل. كنت الرسول المتبصّر الدائم الحركة منطلقاً من أن التقرّب من الله يقرّبنا من الجميع، ومتأكداً بأن الإيمان ليس انغلاقاً بل بهاء من الله ينير العالم أجمع.
وتابع:" بشّرت بكلمة الله المحيّة، كرّست التآخي والانفتاح والإخلاص سلوكاً مع أبناء الوطن. وكنت الخادم الأمين للمؤمنين والمؤمنات حاملاً لهم المحبة والغفران والتسامح، حاثّاً إياهم على الصلاة لأنها الصلة المباشرة مع الله... حتى أصبح اسم "بونا جورج" على لسان من عرفوه حكاية لا تنتهي، مجبولة بالتقدير والشكر والامتنان. مصداقيتك وطيبتك رأسمالك وهذا ما زاد من محبة الناس لك وتعلّقهم بك، والوزنات التي وهبها إياك الله قد أزهرت وأثمرت مواسم متدفّقة وزّعها من تأثر بك زوادة حياة، على أولادهم وأحفادهم. كم مسحت دموعاً وواسيت متألمين وحضنت معوزين وساعدت محتاجين، كل ذلك بدون أن تسمح ليدك اليسرى أن تعرف ما تقوم به يدك اليمنى عملاً بتعاليم المعلّم.
وقال:" ليس صدفة، أن يحط بك الرحال مطراناً على طرابلس العزيزة وجوارها بل هي عناية وتدبير من الله، وكأنك جئت لتثبت ما قاله قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إن "لبنان أكبر من وطن هو رسالة"، رسالة مسيحية إسلامية. والأحداث الأليمة التي عشتها مع أصحاب السماحة والسيادة في طرابلس وسعيتم إلى إطفاء حرائقها ما كانت إلا شواذاً على الفيحاء، لأن القاعدة دائماً وأبداً هي انفتاح وإلفة بين الديانتين السماويتين. لطالما كنت رجل الحوار الإسلامي المسيحي، مرتكزاً على ما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني أن الكنيسة تنظر بتقدير الى المسلمين الذين "يعبدون الله الأوحد الحيّ لقيوم خالق السماء والأرض.." والذين"يجلّون السيد المسيح كنبي ويكرّمون أمّه مريم العذراء".. وساعياً لتطبيق قول المجمع إن "العناصر المشتركة في الإيمان والقيم بين المسيحيين والمسلمين تدعوهم كي ينبذوا جانباً شقاقهم وعداوتهم ويسعوا الى تحقيق تفاهم صادق بينهم، ويعملوا معاً على صيانة ودعم العدل في المجتمع والقيم الأخلاقية، وأيضاً السلام والحرية لجميع البشر".
وختم:" أنت ما سعيت يوماً لرتبة ولكنها أتت إليك، ولم تقبلها إلا لأنك وجدت فيها مجالاً أوسع للخدمة، وأرضاً أكثر خصوبة لتستثمر فيها الوزنات التي أتُمنت عليها. 

إن ميزة الترسّل في التضحية والخدمة أصبحت نادرة في هذا الزمن يا أبتي، ولكن المنارات المضاءة على رؤوس الجبال تبقى كافية لتهدي الإنسان الى الطريق المستقيم. فدمت المنارة الزاخرة بالعطاء، ورسول المسيح الحامل رسالته والمبشِّر به، بالقول والفعل، دوماً وأبداً". 
من ثم علق الوزير رفول على صدر المطران بو جوده باسم رئيس الجمهورية وسام الارز برتبة كومندور، ناقلا اليه تحيات رئيس الجمهورية ومتمنيا له مزيدا من الصحة والنشاط. من جهته شكر بو جوده للوزير رفول سعيه، محملا اياه تحياته الى فخامة رئيس البلاد لمنحه هذا الوسام الرفيع، كما شكر بو جوده الحضور والمشاركين لاحتفالهم معه بيوبيله الكهنوتي الذهب. ومن ثم كان حفل كوكتيل في المناسبة، ووزع كتيب خاص عن سيرة حياة المطران المكرم. 

الانبا بولا يصل ملبورن الاثنين ويجتمع بشعب الإيبارشية الاربعاء

 كتب أشرف حلمى ـ
أبناء إيبارشية ملبورن على موعد بلقاء نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها ورئيس المجلس الإكليريكى لقارتى آسيا وأستراليا الذى سيصل ملبورن الاثنين القادم الموافق ١٢ فبراير قادماً من سيدنى وذلك أثناء زيارتة الرعوية لاستراليا حيث سيترأس القداس الإلهى صباح الاربعاء ١٤ فبراير بكنيسة القديس أثناسيوس على ان يعقد إجتماع عام لشعب الإيبارشية مساءاً بكنيسة الملاك ميخائيل , وسينهى زيارته الى مدينة ملبورن بالقداس الصباحى يوم الخميس الموافق ١٥ فيراير بكنيسة القديس مرقس قبل عودته الى مدينة سيدنى مساءاً .

شعلة مارون


بقلم المحامي شادي خليل أبو عيسى
رئيس مركز فِكر
رئيس مؤسسة المطران ميخائيل الجميل للحوار والثقافة
*********

حمل نهضة روحية فاضلة.. تحوّلت إلى مدرسة لاهوتية رائدة.

مبتكر في أسلوبه.. مبدع في طريقته.. ملهم في إيمانه...

بيته تسكنه القداسة.. مشرف على ما قبل البدايات
.
حياته ينبوع لكل المارين.. ومرجعاً نسكياً صافياً ومزهراً نحو الآفاق الإنسانية.

قيمته بعظمة تواضعه والتزامه ومحبته.

اطفئوا مصابيح الكون، ولتسترح أشعة الشمس، فإنّ أنوار قدسية مار مارون ستُنيره والزمن معه سيتحول إلى

جوقة مرنمة ونجوم متلألئة.

الله نور السماوات والأرض والكواكب..والعالم... ومارون مرآته الحقيقية، تروي قلوب البشر.

ملتقى الموعد النضير.. ينشد بصمت أنشودة الخلاّق.

مختصر أمة.

إلهي..لتكن كلماتك خبزنا اليومي الأبدي
.
ويا مار مارون..أعطنا بريق حلم مغذٍ للروح، وأبقى لنا هادياً حامياً لأرزنا الخالد..

 أرز لبنان الشامخ.. أبداً وأبداً.

وقفة تأمل في بدء الصوم المبارك/ د. تيريزا حرب

✝✝المجد لله ولله وحده.
باسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد 🙏
وقفة تأمل في بدء الصوم المبارك واستقبال ذخائر القديس مار مارون في كنائسنا المارونية في سدني استراليا.🔔🔔🔔
آبائي كهنة المسيح وجميع اخواتي واخواتي وخصوصا المكرسات والمكرسين وجميع المسؤلين الموارنة🇱🇧
اليس خلاص النفوس هو الاهم في حياتكم؟؟؟
"انا هو الرب الهك، لا يكن لك اله غيري". فاعبد الله وانسى ذاتك ومشاعرك وعواطفك وغيرتك ومواهبك وعبادة ذاتك...🌷
الحب الذي أوصى به المسيح هو حب وتعب وتضحية وصبر  وخدمة وفداء لخلاص النفوس بدون اي أنانية في حب الذات  وخدمة مصالحنا الشخصية على انواعها!!! 💛
الحب الذي اوصى به المسيح ليس مشاعر وعواطف فقط بل أكثر من ذلك.... فعندما يقول الكاهن:
"انا احبك I Love You"💚 ويكررها مرات عدة، هذا يعني انه متفان في خدمة المحتاج في اي ساعة اقتضت الحاجة  24/24.  وهذه قمة الروحانية في الخدمة لجميع الناس وخصوصا لكاهن المسيح🍇 وللمكرسات والمكرسين في الكنيسة الجامعة الرسولية. 
القديس مارون والقديس شربل والقديسة رفقا والقديس نعمةالله الحرديني والأخ اسطفان والاب يعقوب الكبوشي وغيرهم ممن سار على خطى المسيح لخلاص النفوس في حياتهم اليومية.💙 خدمة خلاص الإنسانية كان  همهم... اي بناء البشر قبل الحجر. اليس كذلك؟👍
هذه قديستنا الأسترالية "ماري ماكلوب" هل تعلمون كم ضحت بذاتها في خدمة الاطفال والشابات والشبان وكبار السن؟؟؟ وكم كانت متفانية في عبادة الله وفي خدمة الانسان وتطبيق تعاليم الانجيل المقدس؟؟؟ 💒
اتعلمون كم عانت من كهنة كنيستها ومطرانها من اشد درجات الاضطهاد... حتى انهم جردوها من ممارسة صلاحياتها في الخدمة عملا بموجب نذوراتها أمام الله والناس بعد أن جردوها من ممتلكات اديارها ومدارسها؟
هل تذكرون اسم مطرانها واسم الكهنة الذين حاولوا اضطهادها وحتى تحطيمها؟ سامحهم الله وغفر لهم قساوتهم وظلمهم 🙏
مسكينة كانت ماري ماكلوب في أعين الناس لكنها كانت قديسة في أعين السماء... احبت وعبدت الرب يسوع ولم تعبد لا الدولارات ولا مصالحها الذاتية. فأصبحت "القديسة ماري ماكلوب" في الكنيسة الجامعة الرسولية.👍
يا احبائي موارنة استراليا تأملوا في حياة القديس مارون والقديسة ماري ماكلوب ولنتعظ كلنا انتم وانا كيف نعبد الله وحده، ولا نعبد  مصالحنا الشخصية من جمع دولارات وتبوء  مناصب وتقرب من هذا المسؤول وغيره حبا بخدمة ذواتنا ونذواتنا.
🌹كل ذخائر مار مارون وانتم ببركة يسوع المسيح واهب النعم والخيرات ومانح هبات الروح القدس لتقديس الذات بعد الندامة وطلب الغفران والرحمة الإلهية. فاغفر لنا وارحمنا يا الله 
والمجد لله دايما لله.🙏

الانبا رافائيل لشباب ملبورن تمثلوا بيوحنا المعمدان كمعلم



كتب أشرف حلمى ـ
التقي نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل الأسقف العام وسكرتير المجمع المقدس شباب إيبارشية ملبورن وتوابعها بكنيسة الملاك ميخائيل والانبا أنطونيوس تحدث فيه عن تلاميذ المسيح من خلال إنجيل يوحنا وكيف أعد يوحنا المعمدان تلاميذه أندور ويوحنا كى يتبعوا حمل الله ( المسيا ) , و قدم الانبا رافائيل النصائح للشباب والخدام منها التمثل بيوحنا المعمدان كمعملاً وان تكون علاقتهم بالمسيح ليست من اجل المصلحة طلباً لتحقيق مطالبهم وحل مشاكلهم بل للجلوس معه والاختلاء به والتحدث معه .
ومن المقرر ان يقوم الانبا رافائيل بعقد اجتماعات عامة لشعب الايبارشية وذلك مساء اليوم السبت بكنيسة مار جرجس بمدينة ملبورن وغداً الأحد مساءاً بكنيسة العذراء والانبا بيشوى بمدينة أديليد وأخيراً بكنيسة العذراء والملاك ميخائيل بمدينة بيرث صباح الثلاثاء بعد القداس الهى فى ختام زيارتة الرعوية لأستراليا.