أحد الشعانين/ نسيم عبيد عوض

جاءت النبوة عن هذا اليوم على فم زكرياالنبى 400 سنة قبل الميلاد قائلة" إبتهجى جدا ياإبنة صهيون.إهتفى يابنت أورشليم .هوذا ملكك ياأتى إليك هو عادل ومنصور وديع راكب على حمار وعلى جحش ابن آتان " زك9: 9"

وتحتفل اليوم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والكنائس المسيحية على وجة الأرض كلها - ماعدا كنائس الغرب- بأحد الشعانين , والشعانين كلمة عبرية معناها يارب خلص , ومنها أخذت كلمة أوصانا باليونانية ومعناها " خلصنا"

وأحد الشعانين هو العيد الرابع من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا( عيد البشارة-الميلاد – الظهور الإلهى- الشعانين- القيامة- الصعود- العنصرة أو عيد الروح القدس)

ودخول السيد المسيح لأورشليم اليوم حسب المشيئة والترتيب الإلهى هو نقطة تحول ويوم عظيم فى تاريخ البشرية , إنتظرته لأجيال وزمانا طويلا لذلك صرخت الجموع ( وكان تعدادهم فى أورشليم حسب قول المؤرخين ما يقرب من 3 مليون نسمة) فى إستقبال رب المجد:

- أوصانا لابن داود .. مبارك الآتى باسم الرب.. أوصانا فى الأعالى (مت21) 

- مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب ..أوصانا فى الأعالى(مر11)

- مبارك الملك الآتى باسم الرب .. سلام فى السماء.. ومجد فى الأعالى.(لو19)

- أوصانا .. مبارك الآتى باسم الرب ملك إسرائيل.(يو12)

وحقا قال المرتل بروح النبوة فى مزمور 118: " هذا هو اليوم الذى صنعه الرب . نبتهج ونفرح فيه. آه يارب خلص. آه يارب انقذ. مبارك الآتى باسم الرب- وقبلها يقول – من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا."

+ حقا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب منذ قراره الإلهى ووعده الخلاصى " نسل المرأة يسحق رأس الحية. تك 3:15" ومن حبه العجيب للإنسان وبعد السقوط فى خطية التعدى يشفق على آدم وحواء ويذبح لهم ذبيحة ويصنع لهم أقمصة من جلد والبسهما..  ليستر بها خزى عريهم وخطيتهم.تك:3:  20"

+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب يوم كلم نوح وبنيه قائلا" ها أنا مقيم ميثاقى معكم ومع نسلكم من بعدكم " تك9: 8" والميثاق هو ان لا يهلك الأرض والأنسان.

+ وهو اليوم الذى صنعه الرب يوم أن قال لأبراهيم " يتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض.تك22: 18"

+ كان هذا اليوم الذى صنعه الرب يوم يقول يعقوب أبى الآباء بروح النبوة لإبنه يهوذا"  لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع الشعوب. رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن أتانه . غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. لخلاصك إنتظرت يارب. " تك49: 10-11"

+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب :

يوم كلم الرب موسى وهرون فى أرض مصر قائلا: كلما جماعة إسرائيل قائلين فى العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت . تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة. ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل فى العشية. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا فى البيوت التى يأكلونه فيها. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة الهلاك."خر 12"

 وكما يقول معلمنا بولس الرسول" هكذا نحن أيضا لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من إمرأة مولودا تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."

غل4: 3و4"

وفى إنجيل قداس اليوم "يو12" ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا (أى 9نيسان) وفى الغد 10 نيسان دخل يسوع أرشليم من باب الضأن.

هكذا دخل الحمل الذى يرفع خطية العالم .. دخل أروشليم ليكون تحت الحفظ لحين الذبح على الصليب بين العشائين . كان خروف الفصح محفوظا ليوم 14 نيسان وهو الموعد المحدد لإتمام الخلاص والفداء للبشرية كلها.

وبروح النبوة على فم النبى زكريا ( 300 سنة قبل الميلاد) " إبتهجى جدا ياإبنة صهيون وإهتفى يابنت أورشليم . هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان.زك9: 9"
والعجيب أن الرب يدخل أرشليم بإحتفال الملوك ولن يخرج منها إلا وهو مذبوحا على الصليب ليتحقق الترتيب الإلهى:

"وأنا  إن إرتفعت عن الأرض اجذب الى الجميع.يو12: 32" " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 14و15"

" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. " يو3: 16"
ودخول الرب اليوم أورشليم محاطا بموكب ملوكى ممجدا أراد أن يرفع عن ملكوته الحجاب الذى أخفاه فى حياته , وأن يعلن أنه المسيح الملك الروحى الذى يجئ لخاصته (اليهود)
_ ملكا على مستوى روحانى لا مادى _ على مستوى سماوى لا أرضى. – على طراز أبدى لا زمنى.
وفى هذا اليوم يكون قد أكمل الرب يسوع كل أعمال النبوات _ قبل الصليب- فى حياته على الأرض , ويمكث مع التلاميذ فترة حفظ الخروف ويعطيهم التعليمات والوصايا( إنجيل يوحنا ألإصحاحات من 13إلى 16 ) ثم بعد ذلك يقول للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته."يو17: 4" – الكلام الذى أعطيتنى قد أعطيتهم وهم قبلوا. "  وعلموا يقينا إنى خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتنى.يو17: 8"

وفى حياة الله الظاهر فى الجسد على الأرض أظهر للعالم أنه كاملا فى لاهوته وكاملا فى ناسوته كإيماننا الأقدس أن لا هوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.
أولا: أعطانا من قدراته اللاهوتية:
1-    بالمعجزات والآيات التى صنعها وقد رتبها القديس يوحنا اللاهوتى ( بعض منها) فى 7 آيات:   

1-   معجزة تحويل الماء إلى خمر (يو2) وكقول الكتاب " هذه بداءة الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه. "11"

2- شفاء ابن خادم الملك ( بالكلمه) قال له يسوع إذهب ابنك حى . فآمن الرجل بالكلمة التى قالها يسوع .. وهو فى الأصل قال لرب المجد "قل كلمة" (يو4)

3- شفاء مشلول بركة حسدا (يو5) بعد 38 سنة أى قبل ميلاد الرب بالجسد.. قال له يسوع أتريد أن تبرأ..  قم إحمل سريرك وأمش."

4- إشباع الجموع من خمسة خبزات وسمكتين (يو6) ليذكرهم بالمن الذى أعطاه لبنى إسرائيل لمدة أربعين سنة فى البرية, ويقول لهم ليس موس أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء."

5- السير على الماء وإنتهار الرياح والأمواج (يو6) ويقول لتلاميذه " أنا هو لا تخافوا.

6- شفاء المولود أعمى (يو9) أو خلق عينين للمولود أعمى.. ويقول أيضا" لا هذا أخطأ ولا أبواه . لكن لتظهر أعمال الله فيه. 3"

7- إقامة لعازر من الموت (يو11) بعد أن أنتن ويقول لنا " من آمن بى ولو مات فسيحيا.25  ( ومن قبل أقام إبنة يايرس وابن أرملة نايين من الاموات)
2-أظهر للعالم إسمه : " كقوله للآب (يو17) " أنا أظهرت إسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم :
1- أنا هو   خبز الحياة" (يو6) إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.

2-أنا هو     نور العالم.(يو8)  من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة.

3- أنا هو   الباب (يو10) إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.

4- أنا  هو   الراعى الصالح (يو10) والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف.

5- أنا هو   القيامة والحياة (يو11) وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد. 26"

6- أنا هو   الطريق والحق والحياة.(يو14) ليس أحد يأتى إلى ألآب إلا بى6"

7- أنا هو   الكرمة الحقيقية وأبى الكرام )يو15) وأنتم الأغصان.

( فلما قال لهم انى .. أنا هو .."بالعبرية  يهوه اسم الله " رجعوا وسقطوا على الأرض." يو12: 6" )
ثانيا: عاش الرب بكمال ناسوته ومر بجميع المشاعر والأحاسيس الإنسانية ماعدا الخطية:
1-   تعب.. كقول الكتاب فى يو4 " فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. 6. تعب الذى يقول عنه الكتاب " الذى لا يعيا"

2- عطش.. (يو4) فقال لها يسوع أعطينى لأشرب .. وعلى الصليب يقول أنا عطشان .. عطش الذى هو ينبوع الحياة .." بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية" 14"

3- جاع.. (مر11) وفى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع فنظر شجرة تين من بعيد .. جاع الذى يقول عنه الكتاب يفتح كفية فيشبع كل حى من رضاه .

4- غضب (مر3) فنظر حوله إليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم .. وهو الذى يعلمنا ان نكون ودعاء " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب.

5- تهلل.. ( لو10) وفى تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والارض .. 21"

6- حزن.. (مت 26) فقال لهم : نفسى حزينة حتى الموت" 38"

7- أحب .. " وقالوا عن لعازر أنظروا كيف كان يحبه (يو11).. وعن التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه(يو20)

8-   بكى.. وبكى يسوع.(يو11) " وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها.(لو19)
هذا هو الذى يدخل أرشليم اليوم راكبا على جحش وتقابله الجموع بزعف النخيل وأغصان الزيتون مهللين فرحين بملك إسرائيل .. ثم بعد أيام قليلة يصرخون لبيلاطس أصلبه أصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا.. وكما يقول الكتاب " الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين . كيف لا يهبنا أيضا معه كل شئ." رو8: 32"

هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه. الحجر الذى رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية .

وكل

سنة وأنتم جميعا طيبين لنحتفل مرة أخرى بأحد السعف.

ولإلهنا المجد الدائم. أمين.  

تهنئة المحامية بهية أبو حمد بمناسبة عيد الفصح المجيد

المسيح قام
حقا قام -
بمناسبة حلول "عيد الفصح المجيد لدى الطوائف الكاثوليكية، تتقدم المحاميّة بهيّة أبو حمد إلى الجالية اللبنانية،  والجالية العربية،  ولجميع الأصدقاء،  بأحر وأطيب التهاني،  وأسمى الأمنيات،  راجية من الله أن يعيده على الجميع بالصحة، والسعادة، والهناء،  وعلى وطنينا لبنان واستراليا والعالم بالخير،  والأمن، والازدهار  والسلام.

لاول مره برج ابوؤور بملبورن يستقبل اسبوع الالام وافراح القيامة

كتب أشرف حلمى ـ
لاول مرة سيشهد برج ابوؤور باستراليا الذى قام بإفتتاحه قداسة البابا تواضروس الثانى العام الماضى إحتفالات اسبوع الالام وعيد القيامة المجيد برعاية الحبر الجليل الانبا سوريال اسقف ملبورن وتوابعها وذلك بكنيسة القديسة فيرينا والأنبا بيشوى الملحقة بالبرج .
قد اعدت الكنيسة برنامج إحتفالى بهذه المناسبه والذى سيبدأ باكر السبت ٣١ مارس بقداس اليعازر من الساعه ٨ الى ١٠ صباحاً وعشية عيد السعف مساء , وقداس عيد السعف الاحد الموافق الاول من ابريل من الساعة  ٨ ص والذى سينتهى بالجناز العام . وسوف تبدأ صلوات البصخة الصباحيه من الساعة ٧ ص الى ٩ ص ايام الاثنين , الثلاثاء والاربعاء اما صلوات البصخة المسائية ستبدأ من ٦ م الى٣٠ : ٨ م ايام الاحد, الاثنين , الثلاثاء , الاربعاء والخميس .
وسوف تبدأ صلوات لقان وقداس خميس العهد يوم ٥ ابريل من الساعة ٧ ص اما صلوات الجمعة العظمية ٦ ابريل من الساعة ٨ ص الى ٤ م على ان تبدأ صلوات سهرة أبو غلمسيس من الساعة ١٠ م على ان تنتهى بقداس سبت الفرح ( النور ) ٦ ص السبت فيما يبدأ الاحتفال بقداس عيد القيامة الساعة ٧:٣٠ م السبت ومن المقرر ان يترأس الانبا سوريال قداس العيد بكنيسة القديس يوحنا البشير بحى ارميدالى فى ملبورن .

بالصور ورش عمل لتعليم جدل الخوص بإستراليا



كتب أشرف حلمى ـ 
قامت الهيئة القبطية الاسترالية للمحافظة على التراث والخدمات الإجتماعية بتنظيم ورش عمل بدأت اليوم الاحد والتى ستستمر حتى بعد غد الثلاثاء بالتزامن مع إحتفالات الكنيسة الكاثوليكية بعيد السعف وذلك  بهدف تعليم  أطفال وشباب الجيل الثالث من اقباط مدينة سيدنى الاسترالية طرق تضفير سعف النخل وكيفية عمل اشكال مختلفة منه مثل الصلبان والقلوب وغيرها إستعداداً للإحتفال بعيد السعف الذى ستحتفل به الكنيسة القبطية الاحد القادم وذلك حفاظاً على العادات والتقاليد القبطية التى تتميز بها كنائسنا القبطية فى بلاد المهجر .

الإستنارة/ نسيم عبيد عوض


" 1وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، 2فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». 3أَجَابَ يَسُوعُ:«لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَأَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ. 4يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. 5مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ».

هذه مقدمة إنجيل معجزة تفتيح عينى المولود أعمى والتى وردت فقط فى انجيل القديس يوحنا الإنجيلى ‘ وتضمنها الإصحاح التاسع بأكمله ‘ وقبل الدخول فى تأمل أحداث ومعانى هذا الحدث ‘ نعود لإصحاح 8 لنرى مقدمة لإصحاح 9‘ فبعد ماحدث للمرأة الممسوكة فى ذات الفعل وقول الرب لها ولا أنا أدينك أذهبى ولا تخطئي أيضا. قال الرب " ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا: أنا هو نور العالم .من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة .بل يكون له نور الحياة.فقالوا له من أنت؟ فقال لهم يسوع أنا من البدأ ما أكلمكم أيضا به." يو8: 12و25‘ وايضا إمتلأت نبوات العهد القديم الكثير عن هذه المعجزة وعن علامات المسيا المنتظر: إشعياء : - 29: 18"ويسمع فى ذلك اليوم الصم اقوال السفر .وتنظر من القتام والظلمة عيون العمى. " – 35: 5" هو يأتى ويخلصكم . حينئذ تنفتح عيون العمى وآذان الصم تتفتح."  - 42: 6."أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم." 7." لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين فى الظلمة."  - ومز146: 8 "الرب يفتح أعين العمى."

زمن هذه الآية

وبناء على ماورد بالإصحاحين التاسع والعاشر هو زمن عيد التجديد فى أورشليم ‘أو عيد الأنوار ولمدة 7 أيام الإحتفال تنار كل أنوار الهيكل وكل أورشليم لأنه عيد الأنوار‘ وهو ذكرى تجديد المذبح والهيكل ‘وذكرى إنتصارات المكابيين لمدة 3 سنوات (167-164 ق.م.) فقد طرد يهوذا المكابى السوريين الذين نجسوا مذبح المحرقة وأقاموا صنم بعل(شاميم) فى الهيكل ‘ والمعتبر رجسة الخراب التى وردت فى نبوة دانيال النبى (9: 27) ‘وقد بنى المكابى بعد إنتصاره المذبح من جديد وتم تدشين الهيكل حسب الطقوس ‘ وصار يعيد كل سنة تذكارا لذلك . وكان قد مضى حوالى 3 سنوات على خدمة الرب ‘ والذى كان  خلالها يجول يصنع خيرا كما قال معلمنا بطرس فى أعمال 10: 38. وكان رمزا جميلا وله معانى رائعه ان تنفتح عينى المولود أعمى فيرى هذه الأنوار.

ويقرأ هذا الإنجيل فى ألأحد السادس من الصوم الكبير أو احد التناصير (المعمودية) بكونها إستنارة للبصيرة الداخلية ‘وليلحق بإنجيل الجمعة الماضى حيث قرأ من إنجيل يوحنا 3: 1-13‘ والخاص بالمعمودية التى هى ميلاد من الماء والروح ‘ وأيضا ميلاد من فوق ‘    ويقرأ نفس الفصل فى الأحد الرابع من شهر طوبة بعد عيد الغطاس لإرتباطه أيضا بالعماد ولإمتلاء المعمد بنور الله.

    " وفيما هو مجتاز رأى انسانا أعمى منذ ولادته."

  وهو الذى رأى بدون رأى أحد وبدون أن يسأل الرب احد لشفاء الأعمى ‘ وتحقيقا لنبوات الكتاب:  "أصغيت الى الذين لم يسألوا.وجدت من الذين لم يطلبوننى .قلت ها أنذا لأمة لم تسمى باسمى."اش65: 1‘ وفسرها القديس يوحنا ذهبى الفم " انه هو الذى رأى الأعمى ولم يأت الأعمى إليه." وكذلك القديس أغسطينوس" هذا الأعمى هو الجنس البشرى .لأن هذا الأعمى وجد له موضعا فى الإنسان الأول بالخطية . عدم الإيمان هو العمى ‘والإيمان استنارة ‘ فان كان الشر قد وجد له جذور فينا ‘ فان الإنسان ولد أعمى ذهنيا ويحتاج الى أحد يقوده وينير طريقه." وفى القداس الغريغورى يقول " وهبت النظر للعميان." ‘وفى الكيرلسى" يامن فتح أعين العميان إفتح عيون قلوبنا‘  وفى سفر الخروج يقول الرب لموسى " من صنع للإنسان فما أو من يصنع أخرس أو أصم أو أعمى .أما هو أنا الرب." خر4: 10و11‘ ويقرر أيوب هذه الحقيقة" روح الله صنعنى ونسمة القديرأحيتنى .." أي33: 4.

الخطية والمرض

ان الرب يجتاز فى وسط شعبه دائما وكما يقول الوحى الإلهى " فى كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم بمحبته ورأفته."اش63: 9‘ وكما يقول المرتل" ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم." مز34: 7 ‘ وأيضا" كثيرة هى بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب." مز34: 19.  وقد رد الرب على سؤال التلاميذ من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى حسب إعتقاد اليهود بأن سبب أمراض الإنسان هو خطاياه ‘ وقد تورث هذه من الآباء ‘ ولكن الرب قد أجاب على هذه التساؤلات فى سفر حزقيال النبى عندما قال" الابن لا يحمل من إثم الأب . والأب لا يحمل من إثم الإبن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ‘ ولكن هناك أصول طبيعية ترتبت عليها دخول الخطية فى البشر وبالتالى الأمراض ‘ مثال ذلك أ-فقد الإنسان لوضعه الروحى وعشرته مع الله فأصبح فريسه لكل الشرور. ب- عوامل الزمن. ج- عوامل البحث عن المعيشة وما يستلزمه من تعب وجهد.  د- عوامل كونية (زلازل وسيول وغيرها من ثورات الطبيعة). هه- وهناك أنواع امراض يجرها الإنسان على نفسه وعلى غيره ويتحمل عواقبها مثل أكلات ومشاريب معينة وتعاطى مايضره ‘ وهناك العلاقات الشاذه جنسيا التى تسبب أمراضا وغيرها. 

" أجاب يسوع : لا هذا أخطأ ولا أبواه . لكن لتظهر أعمال الله فيه." مثلما قال تماما فى مرض لعازر وموته" هذا المرض ليس للموت.بل لأجل مجد الله .ليتمجد ابن الله به." يو11: 4‘ والذى يقصده الرب أنه من حكمة الله التى سمحت بولادة هذا الإنسان أعمى ‘ لكى تظهر قوة الله ليستنير جسديا ونفسيا وروحيا ‘ ويكون شفائه سببا فى خلاص كثيرين‘ فحكمة الله التى سمحت بحصول العمى لتكون الرحمة فى شفاءه هى العلة فى ظهور أعمال الله فيه‘ كما يقول القديس أغسطينوس " المسيح هو المخلص وبعمل الرحمة صنع مالم يصنعه فى الرحم".

" مادمت فى العالم فأنا نور العالم."

يتحدث الرب عن كونه فى العالم بالجسد ‘ لأنه هو الذى قال" ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر."مت28: 20‘ وهكذا النبوة" وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم لتفتح عيون العمى .." اش42: 6‘ وعند خروج بنى اسرائيل من مصر كان الرب يسير أمامهم نهارا فى عامود سحاب ليهديهم فى الطريق وليلا فى عامود نار ليضيئ لهم لكى يمشوا نهارا وليلا."خر13: 21 ‘ونحن المؤمنين علاقتنا أقوى بالنور لأنه هو نور حياتنا "من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل تكون له نور الحياة." يو8: 12 ‘ "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس."يو1: 4‘ ونحن عند خروجنا من جرن المعمودية نصير أبناء النور كقول القديس بطرس يوم الخمسين" توبوا وليعتمد كل واحد  منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس." أع2: 28‘ وهو نفسه قول الرب " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله." يو3: 5‘ وقد أصبحنا ابناء النور بقول الرب " مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور." يو12: 36 ‘ وهكذا أصبحنا هيكل لله وروح الله يسكن فينا(1كو3: 16).

الطين

تفتيح عينى المولود أعمى بتفل الطين لها سابقة فى حالة الأصم الأعقد ..أخذه من بين الجمع على ناصية ووضع أصابعه فى أذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع عينيه نحو السماء وقال إنفثأ أى انفتح وللوقت انفتحت آذانه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما (مر7: 33‘ وأيضا اعمى بيت صيدا " فأخذ بيد الأعمى وأخرجه الى خارج القرية وتفل فى عينيه ووضع يديه عليه .." مر8: 22‘ ولكن نحن هنا امام عملية خلق عضو ناقص فى جسم الإنسان ‘ الذى جبله الرب على صورته ومثاله واستخدم طين الأرض كما ورد فى تك 2: 7" وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصار نفسا حية." وكقول اشعياء النبى" والآن يارب أنت أبونا ونحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك." اش64: 8.فعندما طلى عيني المولود أعمى بالطين خلقت له المقلتين ."

والله هنا يعطينا الدرس :

1- أنه يتمم عمله حسب فكره الإلهى وليس حسب رغبات ووسائل البشر.

2- أن مايشغله هو ان يهب للأعمى البصر بعينيه والبصيرة لقلبه وروحه.

3- لم ينتظر حتى يعبر السبت لكى يعلمنا الا نؤجل عمل الخير للغير.

4- ونحن نتعلم ان نعمته وبركته هو سر القوة. فهنا الإغتسال فى بركة سلوام له معنى بأن الإغتسال بالمياه المقدسة هو المعمودية ‘ والمعمودية فى العهد الجديد بالماء والروح ‘ وهو فعل الميلاد الجديد ‘ واسمها الروحى أو السرائرى هو الإستنارة فالمعمودية هى سر الإستنارة .

كنت أعمى والآن أبصر

عندما سال الفريسيون الرجل الذى كان أعمى عن كيف انفتحت عيناه  قال شيئا واحدا كل ما أعرفه اننى كنت أعمى والآن أبصر ‘ ولكن فعل الإستنارة فيه كانت واضحه فى تعريفه لمخلصه ‘ فقال " إنسان يقال له يسوع (المخلص) ‘ وقال عنه أنه "نبى" عندما سألوه ماذا تقول أنت من حيث فتح عينيك؟ ‘ وقال عنه أيضا " منذ الدهر لم يسمع أن أحد فتح عينى مولود أعمى ‘ لو لم يكن هذا من الله لا يقدر أن يفعل شيئا."  وعندما تقابل وجها لوجه بيسوع المسيح الذى سأله أتؤمن بابن الله .أجاب ذاك وقال من هو ياسيد حتى أؤمن . فقال له يسوع قد رأيته والذى يتكلم معك هو  هو." فقال أؤمن ياسيد وسجد له."

وكما قال الرجل كنت أعمى والآن أبصر ‘ كذلك نحن كنا فى الظلمة وبالإيمان نبصر النور ونستنير بالميلاد الجديد بالماء والروح الذى يعطينا عربون الحياة الأبدية ونهارا أبديا‘ فهل " أخبر بفضل الله الذى دعانى من الظلمة الى نوره العجيب ."كما قال الكتاب ‘ هل أكون إنجيلا مقروءا أمام الناس فيمجدوا أبانا الذى فى السموات‘هل نعيش قول الرب لنا أنتم نور العالم. الله ينعم علينا أن نكون له نورا يشع ورائحة ذكيه شاهدا له. والمجد لإلهنا. أمين.


أتريد أن تبرأ؟/ نسيم عبيد عوض


إنجيل قداس الأحد الخامس من الصوم الكبير المقدس – المسمى بأحد المخلع - من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ‘ الإصحاح الخامس(1-18) ‘

ويبدأ هذا الفصل بقصة شفاء مريض بركة حسدا‘ وهى من ضمن معجزات الرب التى إنفرد بها القديس يوحنا فى إنجيله المكتوب مسوقا من الروح القدس فى نهاية القرن الأول الميلادى ‘ وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على الثلاثة الأناجيل الأخرى‘ وشفاء هذا المريض الذى ذهب اليه السيد بنفسه ليشفيه بعد مرور ثمانى وثلاثين عاما على مرضه ‘ أى قبل ميلاد المخلص الشافى. وفى أورشليم وفى عيد الفصح الثانى صعد يسوع ليحتفل معهم بالعيد كوصية لكل بنى إسرائيل ‘ وعند باب الضأن وهو الباب الموجود على سور أورشليم من جهة الشرق وقريبا من الهيكل (نح3: 1) المخصص لدخول الذبائح الى بيت الرب‘ وكانت هناك أيضا بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا – بتسدا – ويعنى اسمها بيت الرحمة بسبب شفاء المرضى بها‘ وتعتبر مصحة علاجية للمرضى ‘ ويلجأ اليها كل مريض لأنه كما قال الإنجيل عنها  "فى هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء. لأن ملاكا كان ينزل أحيانا فى البركة ويحرك الماء ‘ فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أى مرض اعتراه."(3و4)‘ وقد إختار الرب هذا المريض من ثمانى وثلاثين سنة وذهب اليه وسأله "هل تريد أن تبرأ " وقال له يسوع قم احمل سريرك وامش. فحالا برئ الإنسان وحمل سريره ومشى."يو5: 5.

باعتبارها حالة شفاء " لأن من أسماء الله

YAHWA RAPHA: الرب الشافي (خروج 15: 26) – "أنا يهوه شافيك" في الجسد والروح. في الجسد يحفظ من الأمراض ويشفي منها، وفي الروح بغفران الخطاي"

وأعقبها توبة حسب قول الرب " ها أنت قد برأت .فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر."يو5: 14‘ وأساسا لإعلان قوة كلمة الله المحييه والشافيه ‘ والتى بدأت بشفاء ابن خادم الملك (قال له يسوع اذهب ابنك حي فآمن الرجل بالكلمة التى قالها له يسوع وذهب).يو4: 50‘ وهنا بكلمة الله لمريض البركة " قم احمل سريرك وأمش."تمت بمجرد كلمة من السيد المسيح ‘ ولذلك يقال عنه فى القداس الإلهى أقمت الطبيعة بالكلمة ‘ ومنقذ حياتنا من الفساد )

فلنفتح قلوبنا لنتأمل فيما ورد فى الفصل من الإنجيل:

بعد هذا

يبدأ فصل الإنجيل بعبارة " بعد هذا" لأنه يجول يصنع خيرا  وليعرفنا الكتاب بعد صنع معجزات هذه عددها ‘ فبعد معجزة عرس قانا الجليل بتحويل الماء الى خمر يو2‘ وشفاء ابن خادم الملك بكلمة منه ‘فالله لا يتوقف عن صنع الشفاء للمرضى‘وهو الذى قال عنه الكتاب:

فى مز 12 : 5" من شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب." ومز 20 " يستجيب لك الرب فى يوم الضيق ...وهو الذى يعرف نفسه بأنه " أنا هو الراعى الصالح .والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف ." يو10: 11‘ وقالت النبوة عنه " روح السيد الرب علي لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين ‘أرسلنى لأعصب منكسرى القلوب لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق." أش61: 1‘ونبوة إشعياء" حينئذ تتفتح عيون العمى وآذان الصم تتفتح . حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الخرس لانه قد انفجرت فى البرية مياه وانهار فى القفر."اش35: 5و6‘وهذه من علامات مجيئ المسيا ‘  وهو الذى قال عنه الكتاب أيضا "وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم فى مجامعها. ويكرز ببشارة الملكوت. ويشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب." مت9: 35. 

أتريد أن تبرأ؟

فقال له أتريد ان تبرأ ؟ .. وقد سبق ان قالها الرب لأورشليم كلها ولم ترد أن تبرأ" يا أورشليم يا أورشليم ياقاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها .كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا."مت23: 27‘

وقالها للشاب الغنى الذى جاء ليسأله ماذا يفعل ليرث الحياة الأبدية فقال له الرب بع كل مالك ووزعه على الفقراء فيكون لك كنز فى السماء ‘وتعال واتبعنى .فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا .لأنه كان ذا أموال كثيرة." مت19 ولم يرد ان يبرأ‘

فالأنبياء منذ القديم يتطلعون الى هذا اليوم لمجيئ المسيا ‘ ولكن الله يحترم إرادة الإنسان قبل كل شيئ ‘ وهناك البعض الذين لا يريدون أن يبرأوا من الخطية – شفاء المرض شيئ يسير عند الله ‘وهو الذى قال فى شفاء المفلوج " أيما أيسر ان يقال مغفورة لك خطاياك .او ان يقال قم وأمش. لكن لكى تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا حينئذ قال للمفلوج .قم احمل فراشك واذهب الى بيتك."مت 9.

إرادة الشفاء والحياة الأفضل

كان عظيما ان يسأل الرب المريض أتريد أن تبرأ ؟ أى هل لازالت لك إرادة الشفاء والحياة الأفضل ‘ لأن إرادة استعادت الحياة بلا خطية هى الإرادة القوية بمعونة الله ‘ لأن برء الجسد متوقف على توبة هذاالإنسان وبراءته من الخطية‘ ولذلك كان القصد الإلهى فى قول الرب واضحا للرجل بعد شفائه عندما قابله فيما بعد" ها أنت قد برأت فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر." . إذا كان الله لا ييأس من خلاص الخاطئ وتوبته ‘ فلا يجب على الإنسان ان لا ييأس من رحمة الله رب الحياة. ويفسر لنا القديس بولس الرسول ان أخطر مشكلة أدبية وأخلاقية وروحية تواجه الإنسان فى الحياة هو إرادة الإنسان فى الصراع بين الخير والشر داخله أى فى صراعه مع الخطية‘فالانسان الطبيعى فى عراكه مع الخير والشر يشعر بوجود ناموسيين داخله ‘ناموس الخطية المسيطرة على الجسد بأعضائه وحواسه ‘ وناموس الخير والصلاح المسيطر على عقله الروحى وضميره الحي ‘وإرادة الإنسان فى الإنجذاب نحو الرب يسوع هى النصرة ‘ لأنه فيه الناموس الثالث الذى هو أعلى وأكثر قوة وسيطرة على التغلب على أمراض البشر الجسدية والروحية ‘ ناموس روح الحياة ‘ فهو يقول أتيت ليكون لكم حياة أفضلأ وأخلص ماقد هلك‘ وهذا ماقاله بولس الرسول" لأن ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت." رو8: 2.

قم ..احمل سريرك وأمش

قال له يسوع قم .. صدرت كلمة الحياة – قم – من رب الحياة والرحمة وينبوعها الدائم ‘ مجانا وبلا وسيط ‘ حركت عضلات الرجل الضامرة فدبت فيها الحياة ‘ ووثب واقفا يحمل سريره ويمشى الى بيته ‘ والرجل لم يكن يعرف من المتكلم وشخص الذى بكلمة شفاه‘ ولكن الله الكلمة الذى طبيعته يجول يصنع خيرا ‘ ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب‘ فهو القائل" الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة."يو6: 63 ‘ وأيضا" تأتى ساعةوهى الآن حين يسمع الأموات (الخطاة) صوت ابن الله والسامعون يحيون." يو5: 25.

حياة التوبة

ها أنت قد برئت. فلا تخطئ أيضا لئلا يكون لك أشر.. عودة الإنسان للخطية بعد شفائه منها ‘ وبعد ميلاده الثانى شيئ لا يريده لنا الله ‘ كقول بولس الرسول" لأن أرضا قد شربت المطر الآتى عليها مرارا كثيرة وأنتجت عشبا صالحا للذين فلحت من أجلهم تنال بركة من الله. ولكن إن أخرجت شوكا وحسكا فهى مرفوضه وقريبة من اللعنة التى نهايتها للحريق." عب6: 7و8‘وأيضا "إن أخطأنا بإختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف." عب10: 26.

الهنا الصالح يعطينا الإرادة القوية أن نعيش فى حياة طاهرة ‘وتوبة صادقة فى صوم ينقى قلوبنا ويقوى عزمنا على التمسك بيد الله القوية الممدودة لنا دائما بالخلاص. ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد أمين. 

البطريرك الراعي يزور بلدة مجدليا ـ زغرتا


ستون سنة مرت على بناء مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات في بلدة مجدليا قضاء زغرتا، لذلك قرر غبطة أبينا البطريريك مار بشارة بطرس الراعي تهنئة الراهبات باحتفالية التأسيس، فاستقبله كاهن الرعية الاب عبود جبرايل والأخوات الراهبات وفعاليات البلدة وسكانها، على صوت الموسيقى وزغاريد النسوة. بعدها أحيا القداس الالهي في بناء الكنيسة الذي ما زال قيد الانشاء، والقى عظة رائعة لفت فيها "الى ان المدارس الكاثوليكية والخاصة والمدارس المجانية تمر في مرحلة تهدد وجودها من جراء القانون 46/2017 الخاص بسلسلة الرتب والرواتب، إذا لم تتحمل الدولة كلفة الدرجات الست".
وحذر الراعي خلال ترأسه  قداسا إحتفاليا في الذكرى الستين لتأسيس مدرسة ودير راهبات العائلة المقدسة المارونيات في كنيسة السيدة في مجدليا قضاء زغرتا، من أنه في حال تهربت الدولة من هذه المسؤولية، وقعت البلاد في أزمتين كبيرتين: "الأولى تربوية هي إقفال عدد لا يستهان به من المدارس، ولا سيما مدارس الجبل والأطراف، والثانية اجتماعية هي زج عدد لا يستهان به من الإداريين والمعلمين والموظفين في حالة البطالة والعوز".
 وجدد الراعي النداء والتحذير إلى رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، في هذا الوقت الذي تناقش فيه الموازنة العامة، وتعقد المؤتمرات الدولية، لدعم لبنان على التوالي في روما للجيش والقوى الأمنية وفي باريس للإنماء الإقتصادي، وفي بلجيكا لسد حاجات النازحين السوريين".
وقال: "مدارسنا، هي السراج الكبير فإذا ارهقت بتداعيات القانون 46/2017 بسبب تملص الدولة من تحمل واجبها تجاهها، فإنها ترغم على إقفال أبوابها، فينطفئ نورها.
وهكذا تقع كل المسؤولية على السلطة السياسية، مع كل النتائج التربوية والإجتماعية الوخيمة".

المرأة السامرية/ نسيم عبيد عوض

لو عدنا الى قراءات الصوم الكبير فى كنيستناالقبطية سنجد ترتيبها كما يلى:

الاحد الاول: " لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون.بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء... لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا... اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. "مت 6: 19-34.

الاحد الثانى : ويسمى أحد التجربة " ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله...مكتوب لا تجرب الرب الهك.. لأنه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد." مت 4: 1-11.

الاحد الثالث : الابن الضال صورة مثالية لعودة الضال وتوبته وفرح الآب السماوى بعودته وألباسه الحله الاولى اى رتبته الاولى على صورة الله ومثاله " لأن ابنى هذا كان مفقودا فوجد وكان ميتا (من الخطية) فعاش. لو15: 11-32.

وفى هذا الاحد الرابع والمسمى (أحد النصف) يقدم لنا الكتاب المقدس توبة حقيقية مثالية لأى خاطئ يقبل الى الله فيحييه من جديد.يو 4: 1-42.

وفصل انجيل المرأة السامرية وتوبتها وتوبة السامرة كلها يقرأ ثلاثة مرات فى السنة القبطية: 1- فى هذا الاحد – احد النصف – من الصوم الكبير (ليقدم للمؤمنين فى الصوم المقدس حالة توبة خالصة مثالية ) 2- فى الأحد الثالث للخمسين المقدسة اشارة الى ماء الحياة الابدية وعطية الروح القدس   3- فى يوم عيد حلول الروح القدس – فى صلاة السجدة – " الله روح والذين يسجدون لله يسجدون بالروح والحق"

من هم السامريين والسامرة؟

انقسم شعب بنى اسرائيل على يد رحبعام بن الملك سليمان الى دولتين واحدة فى الشمال وتشمل 10 أسباط ‘ من السامرة الى الجليل وعاصمتها السامرة وسميت بمملكة اسرائيل ‘ وبقى سبط يهوذا وسبط بنيامين فى أورشليم ‘وعلى يد  يربعام بن نباط ملك اسرائيل الذى أخطأ وجعل بنى اسرائيل وكل الملوك من بعده  يخطئون بعبادتهم للأصنام. وفعلوا الشر فى عينى الرب فغضب عليهم ‘ ويقول الكتاب" حتى نحى الرب اسرائيل من امامه كما تكلم عن يد جميع عبيده الانبياء . فسبى اسرائيل من ارضه الى اشور .."2ملو17: 23. وكان هذا السبى عام 722 ق.م . على يد الملك شلمناصر ملك اشور‘ وأتى ملك  اشور بشعوب من بابل ومن مدن أخرى واسكنهم فى مدن السامرة عوضا عن بنى اسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا فى مدنها ‘ وبعد مرور 70 سنة على سبى شعب بنى اسرائيل ‘ سمح الرب بعودتهم وأمر كورش ملك فارس بإعادة السبى لأراضيهم ‘ ولكن ساكنى السامرة كانوا خليطامن شعوب الأرض الوثنيين ‘ ومنهم من تزوج من يهود ‘ وبعد ترتيب بناء أورشليم على يد عزرا ونحميا طلبوا ان ينضم لهم من هو يهودى فقط وغير متزوج من أممية والعكس ‘ فبقيت السامرة وحتى اليوم خارج الشعب اليهودى ولا يؤمنون الا بالتوراة فقط دون باقى الكتاب أو وصايا الله وفرائضه ‘ وأعتبرهم اليهود من الأمميين الذين إذا لمسهم أحد يتنجس. وعن علا قة اليهود وهوية السامريين عندهم ‘ قالوا للسيد المسيح " ألسنا قلنا حسنا انك سامرى وبك شيطان ." يو8: 48 .

لقاء بين الرب يسوع والمرأة السامرية:

وبترتيب الهى دبر الرب ان يمر على السامرة ويصنع خلاصا لشعبها ويعيدها الى حظيرة يهوة المخلص ‘ وبالفعل فى نهاية اللقاء آمن شعب السامرة وقالوا للمرأة " أننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لاننا قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم." يو4: 43.

وهناك أنوار ساطعة فى هذا اللقاء دعونا نستمتع ببعض منها وتأمل فيها:

1- قول الرب للمرأة .. اعطينى لأشرب .. ونتذكر ان الرب وهو على خشبة الصليب كما ورد فى يو 19: 28 " وبعد هذا رأى يسوع أن كل شيئ قد كمل فلكى يتم الكتاب قال أنا عطشان."  وفى لقائه بالسامرية وبعد أن فتح الحديث معها – لأن اليهود لم يكونوا يتعاملون مع السامريين ومع أى امرأة عموما – وسألها إعطينى لأشرب ‘ ولأنه يقصد أنه عطشان الى خلاصها وخلاص السامرة والعالم كله ‘ وهوالذى طوب الجياع والعطاش الى بر الله . "طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون" مت 5: 6‘ ويقول لوارثى الملكوت "..لأنى عطشت فسقيتمونى."مت25: 35 ‘ ويقول أيضا "ومن سقى احد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق لكم انه لا يضيع أجره." مت10: 42‘ وأيضا يقول للتلاميذ " طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله." يو4: 34.

2- قوله ... لو كنت تعلمين عطية الله.. يو4: 10 ‘ والسيد المسيح نفسه هو عطية الله ‘ أى الله الظاهر فى الجسد كقول النبوة " لأنه يولد لنا ولد - ونعطى - إبنا  وتكون الرئاسة على كتفيه..."اش 9: 6 ‘ وأيضا قول الكتاب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل(عطية) إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16.

3- فأعطاك ماء حيا.. الماء الحي هو إشارة الى الروح القدس ‘ونعمة الله للبشر ماء حيا ‘ لطبيعة الماء الذى يطهر الجسد ورمز الروح القدس الذى يطهر النفس من خطاياها‘ ويمنحنا السلام مع الله‘ كقول الرب" كل من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي.قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعون أن يقبلوه .لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى ." يو7: 38‘ ويقول بفمه الطاهر " أنا هو الألف والياء .البداية والنهاية .أنا أعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا." رؤ21: 6‘ ويقول الله فى نبوة إرميا النبى" الحائدون عنى فى التراب يكتبون لأنهم تركوا الرب ينبوع المياة الحية.." إر17: 13. فالماء الحي هو ماء النعمة والخلاص ورمز لعمل الروح القدس السرائرى.  ويؤكد الرب " ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا." يو6: 35.

4- أجاب يسوع وقال لها " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا." ..  والماء الذى لا يروى الإنسان هو ماء العالم الذى نشرب منه ونظل عطشى ومتعطشون للمزيد ..وماء هذا العالم يقع فى 3 صور :  أ- محبة المال.. هو ماء مالح من يشرب منه يزداد عطشا ‘ والمحب لماله تجره قدماه الى كافة الشرور  ‘ وشرور العالم ما أكثرها ‘ وفى استعباد المال للإنسان نقمة شديدة وهو أصل كل الشرور ‘ ولكن فى حسن إستخدام المال كنعمة كبيرة من الله تزداد له العطايا.  ب- محبة العالم .. وهذا أيضا ماء مر  وعلقم  .. فأطماع العالم وملذاته وشهواته يطلب منها الإنسان المزيد ويلهث خلفها ولا يتوقف ‘ وليس فى العالم إلا شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة ‘ والعالم سيمضى وشهوته معه واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت الى الأبد .   ج- محبة الذات.. المحب لذاته انسان أنانى لنفسه ولإنسانيته وللمجتمع من حوله ‘ يسوده الكبرياء وأطماع الذات التى لا حدود لها ولذا يطلب منا الرب" من أراد أن يتبعنى فلينكر ذاته."

5- ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش الى الأبد. بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية... عندما إنفجر الجنب الطاهر المطعون بالحربة على الصليب فاض علينا ماء ودم ‘ الذى صار لنا طهرا وخلاصا ونعمة وحياة أبدية لكل من يتناول منه ‘ وفى سر التناول يضيف الأب الكاهن الماء الى عصير الكرم الذى هو دم المسيح ‘ لنرتوى من جنبه الحياة الأبدية ‘ والذين إعتمدوا بالماء والروح ‘ إغتسلوا بدمه وتطهروا بمائه ‘ وحصلوا على عربون الحياة الأبدية والرجاء السعيد. والماء الذى يعطيه السيد المسيح هو:

1- الإيمان – نعمة الإيمان – كقول الرب "من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى تنبع لحياة أبدية ‘ فالإيمان هو ماء الحياة ‘ وهو عطية الله ‘ وبنعمة الإيمان أنتم مخلصون وهذا ليس منكم بل هو عطية الله.

2- المحبة .. المحبة ماء حي يروى النفس العطشانة ‘ ويشبع القلب السقيم ‘ ولأن المحبة هى الله والله محبة ‘ ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه.

3- الرجاء .. الرجاء  بالقيامة ومجيئ الرب يسوع ليحملنا معه للسموات هى ثالث الفضائل ‘ الإيمان والرجاء والمحبة ‘ الرجاء صخرة روحية تتحطم عليها كل ضيقات العالم وشدائده وشرور الحياة ..نترجى قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى.

وبصلوات القديسة المرأة السامرية نسأل الرب يسوع أن يعطينا دائما نعمته وبركته ,يمنحنا الإستحقاق للحياة الأبدية معه الذى هو ينبوع الماء الحي. آمين. 

الإبن الضال/ نسيم عبيد عوض

قصة الإبن الضال تعتبر درة أمثال الرب يسوع المسيح فى الكتاب المقدس‘ والذى يوضح فيه محبة الله للخطاة ‘ ومسار الخطية والتوبة ‘وفصل إنجيل الأحد الثالث من الصوم المقدس جاء ضمن الإصحاح الخامس عشر من إنجيل معلمنا لوقا البشير." كان السيد المسيح جالسا يعلم " وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه .فتذمر الفريسيون والكتبة لأنه يقبل خطاة ويأكل معهم‘ وقد أكد لهم "لأنى لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة الى التوبة."مت9: 11 ‘ ومع زكا رئيس العشارين قال" لأن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلص ماقد هلك ."مت18: 11‘لأنه هو الذى لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا.

وفى هذا الإصحاح قدم لنا الرب ثلاثة أمثلة تبرهن على:

1- أبوته الحانية لعودة الضال( رآه أبوه فتحنن)

 2- شوقه الإلهى نحو الإنسان التائب .

  3- بحثه عن كل نفس.   فقدم لنا فى هذا الإصحاح:

الراعى الصالح ..

الذى جال البرية كلها من أجل الضال حتى يجده وإذا وجده يضعه على منكبيه- الصليب - فرحا ‘ وكما يقول الكتاب ويكون الفرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى التوبة.

الكنيسة المجاهدة على الأرض ..

التى يفتش رعاتها باجتهاد عن الدرهم المفقود الذى يحمل صورة المسيح حتى تجده‘ ويكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب.

الأب الحنون.. الله الأب الذى يتحنن ويركض ويعانق ويقبل الخاطئ ويعيد له بنوته.

صورة عظيمة يقدمها الكتاب المقدس عن إهتمام الله بخلاص الخاطئ ..

الفادى يعين...الكنيسة تجاهد ..الآب يتصالح..

الخروف الضال المتعب يرجعه الراعى ..

الدرهم المفقود تجده الكنيسة ..

الابن الضال يرجع الى طريق الرب. وبالترتيب :

1- هذا الخروف الذى ضل فى آدم قام فى المسيح..ووضعه أولا على منكبية –عرضتى خشبة الصليب- ..ولسان حالنا يقول وضعت خطاياى على خشبة الصليب فغسلنى من خطاياى." لأنه كما فى آدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع." 1كو15: 22.

2- الدرهم المفقود الذى يحمل صورة الملك المسيح ‘ تقوم الكنيسة التى هى عروس المسيح والحاملة ذات سماته الخاصة تجاه الخاطئين والساقطين والضالين ..تبحث عنهم فى كل مكان حتى تحضرهم وتترفق بهم وتبتهج برجوعهم الى حظيرة المسيح.

3- الابن الضال والذى فيه تحققت المصالحة السمائية وكمثال بتحقق الخلاص لكل خاطئ يتوب.. وفى هذا المثل تأملات عميقة ورسالة سمائية لنا جميعا:

" وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيئ وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرفا."  والكورة البعيدة تتمثل فى حياتنا (الأنا) التى هى الأنانية وحب الذات ‘ أو التقوقع حول الذات بعيدا عن السيد المسيح ‘ رحيل بالقلب الى كورة بعيدة عن صاحب النعم ويتكل على ذاته ‘ولسان حاله يقول انا مكتفى ولست فى حاجة لشيئ‘ ومن يتكل على ذاته يفقد عمل الله ‘ ومن ينفصل عن المسيح يستوطن فى هذا العالم ‘ وينفصل عن أهل بيت الله‘ ونحن الذين قال عنا الكتاب" أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح." أف2: 13‘ فأخترنا بحريتنا أن نتغرب الى كورة بعيدة.

"وهناك بذر ماله بعيش مسرف" وماله هذا أصلا هو من الله أبينا‘ وهذا مثل لإنسان هذا الزمان وتعامله مع الله:

أ- أعطانا نعمة المحبة لله وللآخرين ..ونبذرها فى محبة العالم وشهوات العالم .

ب- وهبنا العقل والحكمة والتدبير الحسن ونبذرهما فى اللهو وتضييع الوقت فى غرور العالم ومدياته.

ج- أعطانا الله الصحة لنبذرها فى الملذات والمهلكات.

" فلما أنفق كل شيئ حدث جوع ..فابتدأ يحتاج." وهذا نتيجة طبيعية للبعيد عن مصدر الشبع ‘ فعندما تهرب النفس من الله مصدر كل إكتفاء ‘مصدر الشبع وكنز العطايا والخيرات ‘تجد نفسها فى حالة فراغ داخلى وجوع روحى‘ والعالم كله بإغراءاته وشهواته لا تملأ فراغ النفس التى تحمل صورة الله فهو وحده الذى يملئها.

0 كل من يبتعد عن كلمة الله يجد نفسه فى مجاعة.

0 الذى يبعد عن ينبوع الماء الحى يعطش الى الأبد.

0 البعيد عن كنوز الحكمة يصير جاهلا.

 0 البعيد عن مصدر الحياة يفقدها ويموت فى خطاياه.

وبينما أولاد الله يسبحون مع المرتل " خير لى الإلتصاق بالرب" يذهب هذا الابن الضال ليلتصق بالشيطان الذى يرسله الى حقول الشر ليرعى خنازيربنجاستها‘وحتى هذا الدنس والنجاسة لم يشبع منها ‘ ووجد نفسه وقد تخلى الجميع عنه ولم يعطه أحد ‘ ولا أحد فى الدنيا يقدر على إشباعه.

" فرجع الى نفسه .."

لأنه كان قد فقدها..والرجوع الى النفس هو أساس الإصلاح والصلاح‘ والرجوع للنفس هو إستيقاظ الضمير كقول الرسول " انها ساعة  لنستيقظ  من النوم فان خلاصنا الآن اقرب مما كان حين آمنا." رو13: 11‘ وهذه دعوة لكل من خرج من نفسه التى وهبها الله يعود اليها ويطلب الغفران والتوبة.  واذا كانت الخطية هى تحطيم للنفس بدخولها لكورة بعيدة عن الله فالتوبة هى عودة الإنسان ورجوعه الى طريق الخلاص للنفس.والآب السماوى وحده هو القادر على تجديد هذه النفس  وإشباعها داخليا وخارجيا. يعود الى كورة الآب السماوى ليمارس الحب كعطية إلهية ويوجد بالحق كعضو عامل فى بيت أبيه. يفتح قلبه لله ولملائكة السماء التى تفرح وتبتهج وتسر برجوعه.

كل توبة تسبقها عودة للنفس والإعتراف بخطيتها ثم نوال الحل والغفران كسر كنسى أسسه الرب يوم غسل أرجل تلاميذه وقال لهم " الذى اغتسل ليس له حاجة إلا لغسل رجليه بل هو طاهر كله." يو13: 10. 

" أقوم وأذهب الى أبى وأقول له ياأبى أخطأت الى السماء وقدامك ."

  حقا فان كل خطية فى أساسها موجهه لله نفسه‘ لأنها تفقدنى نعمة المصالحة ومحاصرة محبته لنا‘ وفى الرجوع لى النفس رجوع الى الله واهبها‘ وبالتوبة يتحقق خلاص النفس والمتمثل فى :

1- غفران الخطايا " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ."1يو1: 9.

   2- محو الخطية تماما وعدم ذكر الله لها. كقول الكتاب" إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ‘إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف." اش1: 18. 

  3- خلاص النفس فى يوم الرب وهو الوعد بالرجاء فى الحياة الأبدية لأن ابن الإنسان قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.

    4- المصالحة مع الله بربنا يسوع المسيح.كقول الكتاب " فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح." رو5: 1 الذى صالحنا بدمه الكريم ونقض السياج المتوسط أى العداوة .

5- استعادة بنوتنا لله ورد الأعتبار والعودة الى الصورة التى تجددنا بها فى الميلاد الثانى كصورة الله ومثاله. والتى تمثلت بالحلة الأولى التى طلبها الأب ليلبسها إبنه الذى كان مفقودا فوجد والذى كان ميتا بالخطية فعاش ‘ رد الإعتبار وثوب النعمة والمحبة والحكمة والنقاوة "انتم الذين اعتمدتم قد لبستم المسيح"  فهذه الحله الأولى أو الثوب الأبيض قد دفع ثمنه يسوع المسيح وحدة على الصليب كقول الرسول" عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب بل بدم كريم كما هو من حمل بلا عيب ." 1بط1: 18.

اللهم نسألك أن تقبل توبة أولادك الراجعين لك واستجب لصلواتهم ..قلبا نقيا إخلق في يا الله..وروحا مستقيما جدده فى أحشائى.. لا تطرحنا من قدام وجهك ..وروحك القدوس لا تنزعه منى ..إمنحنى بهجة خلاصك." ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد. أمين.

حيثيات صلب المسيح/ لطيف شاكر

صك الحكم الذى أصدره بيلاطس البنطى بصلب السيد المسيح

أكتشفه العلماء الفرنسيون الذين رافقوا الجيش الفرنسى فى زحفه بقيادة فيليب الرابع إلى أيطاليا بمدينة نابولى و بالتحديد فى مقاطعة أكويلا سنة 1280 م، كذلك أكتشفوا صورة الخطاب المرسل من والي الجليل إلى المحفل الرومانى بمدينة رومية  ، وفيه يوضح  التهم الكاذبة من  رؤساء اليهود لشخص السيد المسيح ويعطي وصفا  لشكل الرب فى الجسد. 

وقد أكتشفها بعض العلماء الآلمان سنة 1390 م فى روما، و قد حُفظت هذه الرسالة فى الفاتيكان ونص الرسالة :

في السنة السابعة عشر من حكم الامبراطور طباريوس الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر مارس بمدينة اورشليم المقدس في عهد الحبرين حنان وقيافا حكم بيلاطس البنطي والي ولاية الجليل الجالس للقضاء في ندوة مجمع الرقورين علي يسوع الناصري بالموت صلبا بين لصين بناء علي الشهادات الكثيرة المبينة المقدمة من الشعب المثبته ان يسوع الناصري: 

  مضل يسوق الناس الي الضلال 1-.

  يغري الناس علي الشغب والهياج 2-.

  عدو للناموس 3-.

  يدعو نفسه ابن الله 4-.

  يدعو نفسه كذبا انه ملك اسرائيل 5-.

  دخل الهيكل ومعه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل 6-.

فلهذا يأمر بيلاطس البنطي كورنيليوس قادئ المئة بأن يأتي بيسوع المذكور الي المكان المعد لقتله وعليه أيضا أن يمنع كل من يتعدي لتنفيذ ها الحكم فقيرا كان او غنيا وان يؤتي به الي خارج مدينة اورشليم من باب الطرني

 وقد وقع علي الحكم كل من : 

  دانيال روباني فريسي

  يوحنا زوربابل

  روفائيل روباني

  كابيت


اما أسماء الذين تشاوروا بالحكم علي يسوع المسيح واقوالهم عليه : 

  يورام : فهو العاصي الذي يستحق الموت علي حسب الشريعة 1-.

  2-سمعان الابرص : لماذا يحكم بالموت علي هذا البار .

3-ساراباس : انزعوا عنه الحياة انزعوه من الدنيا

  دبارياس : حيث أنه هيج الشعب فمستحق الموت 4-.

  نبراس : فليطرح في هاوية الشقاء 5-.

  6- انولومبه : لماذا كل هذه المدة المستطيلة ولم يحكم عليه بالموت

يوشافاط : اتركوه في السجن مؤبدا 7-.

سابسي : ان كان بارا او لم يكن فمستحق كاس الحمام حيث انه لم يحفظ شريعة ابائنا 8-

بيلاطس البنطي : اني برئ من دم هذا البار 9-

سابتل : فلتقاصه حتي في المستقبل لا يكرز ضدنا 10-

11-أناس : لايجب الحكم ابدا علي احد بالموت ما لم نسمع اقواله

  نيقوديموس : ان شريعتنا لا نصدر الحكم علي احد ما لم ناخد اولا اقاويله واخباره بما فعل 12-

  يوطفار : حيث ان هذا الانسان بصفته خدع فيطرد من المدينة 13-

  روسموفين : ما فائدة الشريعة ان لم تحفظ 14-

15-هارين : ان كان بارا او لم يكن فمن حيث انه هيج الشعب بكرازته فمستحق العقاب

ريفاز : اجعلوه اولا يعترف بذنبه ومن ثم عاقبوه 16-.

17-سوباط : ان الشرائع لا تحكم علي احد بالموت

18-يوسف الارماني : ان لم يكن أحد يدافع عن هذا البار فعار علينا .

  19-ميزا : ان كان بارا فلنسمع منه وان كان مجرما فلنطرده .

  20-رحبعام : لنا شريعة بحسبها يجب ان يموت .

  اما  رئيس الكهنة قيافا قد تنبا قائلا : لاتسمعوا منه شيئا ولا تعتبروه وان الاجدر بكم ان يموت انسان واحد عن الشعب جزاء عن هلاك الامة بأسرها 

هذه رسالة بيلاطس الي طيباريوس قيصر التي يبين فيها الاسباب التي دعي الي صلب يسوع 

و كانت معروفة عند القدماء، و أشار إليها الفيلسوف يوستينوس عام 139 م و العلامة ترتليانوس عام 169 م واوريجانوس

ويقول بيلاطس واصفا السيد المسيح : 

انسان بقوام معتدل ذو منظر جميل للغاية له هيبة مهيبة جدا حتي ان من نظر اليه التزم ان يحبه ويخافه وشعره بغاية الاستوئ متدرجا الي اذنيه ومن ثم الي كتفه بلون ترابي انما بالاكثر ذهولا الي جبينه غرة كعادة الناصريين ثم ان جبينه مسطوح وانما هو بهج ووجهه بغير تجعيد بمنخار معتدل ليس بفيه ادني عيب واما منظره فانه رؤوف ومسر وعيناه كأشعة الشمس ولا يمكن لانسان ان يحدق النظر في وجهه لطلعة ضيائه فيحنما يوبخ يرهب ومتي ارشد ابكي ويجتذب الناس الي محبته تراه فرحا جدا وقد قيل عنه انه ما نظر قط يضحك بل بالحري يبكي وذراعاه ويداه بغاية اللطافة والجمال ثم انه بالمفاوضة يأثر الكثيرين وانما مفاوضته نادرة وبوقت المفاوضة يكون بغاية الاحتشام فيخال بمنظره وشخصه انه هو الرجل الاجمل

ثم نظرا للعلوم فانه اذهل مدينة اورشليم باسرها لانه يفهم كافة العلوم بدون ان يدرس شيئا منها البته ويمشي شبه حافيا عريان الراس نظير المجانين فكثيرون اذ يرونه يستهزئون ولكن بحضرته وبالتكلم معه يرجف ويذهل وقيل انه لم يسمع قط عن مثل هذا الانسان في التخوم 

ويقول ايضا 

"ألقى الأوباش الهائجون القبض على يسوع و لما آنسوا عدم الخوف من الحكومه إذ ظنوا مع زعمائهم أنى فزعت من ثوراتهم فتمادوا فى الصياح (أصلبه .. أصلبه ..) ثم طلبت و غسلت يدى أمام الجمهور مشيراً بذلك إلى أستهجان عملهم، و لكن لم يأت ذلك بثمر فأن نفوس هؤلاء الأشقياء ظمآنه لقتله .. فقلت له (أى ليوس الرامى) قد أجبت طلبك، و فى الحال أمرت ماتليوس أن يأخذ بعض عساكر معه ليلاحظ و يباشر دفنه لئلا يعترض أحد له .. و بعد ذلك بأيام قليلة وجد القبر فارغاً و أزاع تلاميذ يسوع فى أطراف البلاد و أكنافها أن يسوع قام من الموت كما تنبأ" 

(تحريرا من الديوان بمدينة أورشليم في نص شهر قمر ثاني من الجيل السابع)

التلمود
التلمود هو النص المركزي لليهود. وهو عبارة عن تجميع للتعاليم اليهودية التي جمعت على مدى نحو ثلاث مائة سنة، من حوالي 200 م إلى 500 م
يحتوي التلمود على العديد من المراجع عن يسوع المسيح، ويشير أنه أغرى الناس على الردة، والتي بموجب القانون اليهودي كانت جريمة يعاقب عليها بالرجم. يشير التلمود إلي دور للسلطات الرومانية في صلب يسوع.
“عشية عيد الفصح أعدم يشوع (يسوع) صلبا لأنه أغرى إسرائيل على الردة.”