ليخلص ما قد هلك/ نسيم عبيد عوض

عندما سقط آدم فى الخطية كان أول سؤال الله له ‘ أين أنت ياآدم؟ بغرض أن يعترف آدم بخطيته ويتوب عنها‘ وهكذا كانت رسالة الكتاب المقدس كله هودعوة الإنسان للتوبة ‘ والرجوع الى الله ‘ ولذلك قام آباء الكنيسة بترتيب قراءات الشهر الأول من السنة القبطية – توت – بأناجيل تدعوا الناس الى التوبة ‘ ففى الأحد الأول من شهر توت يقدم لنا يوحنا المعمدان (لو7: 28-35) كرسول التوبة ‘ وتوضيح لمحبة وحكمة الله للبشر أن يرسل لهم صوتا صارخا ليدعوهم للتوبة تمهيدا لإستقبال المخلص الآتى لفداء البشرية ( كقول النبوة عنه على فم زكريا الكاهن –أبوه- " وأنت أيها الصبي نبى العلى تدعى ‘لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه‘ لتعطى شعبه معرفة الخلاص بمغفرة الخطايا."لو1: 76و77)‘ وكقول الكتا ب عنه " كان يوحنا يعمد فى البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا." مر1: 4‘ وفى الأحد الثانى يقدم لنا فصل الإنجيل بسؤال كل البشر " ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية" (لو 10: 21-28)  والتى هى غاية توبة الإنسان عن خطاياه ‘ الحياة الأبدية ‘ وفى إنجيل الأحد الثالث ( لو 19: 1-10) وهو موضوع اليوم يقدم لنا نموذجا حقيقيا وفريدا للتوبة ‘ ولعل لقاء الرب بشخصية زكا وتوبته كانت إجابة على كثير من الأسئلة التى دارت فى 
أذهان التلاميذ ‘ ولعلها فى أذهاننا أيضا


شخصية زكا رئيس العشارين

لم يكن زكا عشارا فقط بل كان رئيسا للعشارين ‘ وهى طبقة مكروهة من بنى شعبه ‘ وهم جابي الضرائب بأسلوب كله ظلم وعبودية وسرقة لحقوق الناس ‘ وخيانة للوطن بالتعامل مع المحتل الرومانى ‘ وعندما قال الكتاب انه كان غنيا كان المقصود من أموال الشعب ظلما ‘ وكان قبل ان يدخل الرب ويجتاز فى أريحا أن تقابل مع رجلا غنيا ودعاه بأن يتبعه ‘ ولكن الرجل " حزن لأنه كان غنيا جدا" ‘ وقال الرب لتلاميذه " ما أعسر دخول ذوى الأموال الى ملكوت الله. فقال الذين سمعوا فمن يستطيع أن يخلص؟ فقال "غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله."لو18: 23-27‘ ولقاء الرب مع زكا كان إجابة للسؤال عمن يستطيع أن يخلص ولو كان غنيا جدا‘ والصفة الأخرى فى زكا أنه كان عشارا ورئيس عشارين ‘ وهى صفة تعادل الخطاه ‘ ولذلك كان اليهود يتهمون المسيح بأنه يجلس مع الخطاة والعشارين ‘ ولم يكن هذا يمنع الرب من البحث والجلوس مع هؤلاء حسب قوله" لم آتى لأدعو أبرارا الى التوبة بل الخطاه ‘ ولعل زكا هذا كان قد علم ان الرب إختار واحدا من العشارين وهو متى الرسول ليكون تلميذه ‘ ولعل زكا أيضا سمع بما فعله الرب وهو على أبواب أريحا ومع برتيماوس الأعمى الذى صرخ " يايسوع ابن داود أرحمنى" وكقول الكتاب" فقال له يسوع أبصر. إيمانك قد شفاك." لو18: 42و43.

وطلب أن يرى يسوع من هو؟

الخطية فى حياة الإنسان تيار يبعده عن مركز الحياة فيه وهو الله ‘ وتأخذ القلب بعيدا عن النور الى كور الظلمة ‘ وتسلب الإنسان حريته ليتعبد لأهوائه وشهواته وحبه للمال والطمع المستمر فى إلإكتناز ‘ ولعلنا نسمع سؤال الكاهن لنا فى القداس الإلهى( أين هى قلوبكم ؟فنجيبه هى عند الله ) وهذا شرط لأن نستحق التناول من جسده ودمه الكريم ) ‘ وأيضا كمايقول الكتاب أن محبة المال هو أصل كل الشرور‘ وكان زكا رجلا عشارا وغنيا جدا ‘ ولكن بمفعول روح الله فيه حركه للشوق لرؤية يسوع ومن يكون هذا الذى سمع عنه الكثير ‘ وهذا هو بداية الطريق الى التوبة الحقيقية – الإشتياق لرؤية الله والرجوع إليه- فإذا كانت التوبة هى البحر الذى يغتسل ويتطهر فيه الخاطئ من خطاياه ‘ فأول خطوة هو الرجوع الى الله معطى مياه التوبة  ‘ وكمثل الأبن الضال الذى رجع الى نفسه وقرر ان يعود الى أبيه ويقول له أخطأت ياأبتاه الى السماء وقدامك ‘ وأيضا فأن بداية التوبة هى يقظة روحية من سبات الخطيه ‘ ويكون أساسها هو الشوق لأحضان الله التى تحوط علينا فتستر وتصد كل التيارات العدوانيه من قوات العدو الشرير ‘ ولذلك تحركت روح زكا فيه وطلب أن يرى يسوع.

معوقات التوبة

كانت عند زكا عوامل كثيرة تصد رغبته فى التوبة وتعوقه عنها ‘ اولا عامل جسدى وهو أنه كان قصير القامة ‘ ولعلنا جميعا نصاب بمثل هذا السبب فقد يكون الجسد محرضا بشهواته ورغباته عن الهروب من التوبة ‘ ثانيا كان هناك سببا إجتماعيا يحول بينه وبين التوبة ‘ فهو رجل له وضع إجتماعى كرئيس للعشارين ‘ وأيضا رجلا غنيا ‘وكثيرا من العوامل إلإجتماعية تؤثر فى توبتنا نحن كمثل سلوك من حولنا ‘ وكذلك رأى الناس والى آخره من محبطات المجتمع حولنا ‘ كعوامل مؤثرة فى الرغبة فى التوبة ‘ ثالثا العامل الروحي فقد كان زكا مكروها من المجتمع ‘ وتصاحبة نظرات الإزدراء من الجميع فى كل خطواته ‘ وقد يكون هذا سببا فى يأسه من التوبه ‘ ولكن هنا تظهر فى زكا النموزج الى التوبة فقد تغلب على عيبه الجسدى من قصر قامته وصعد الى الجميزة ‘ ولم يلتفت الى وضعه الإجتماعى وكيف ان الناس تستهزأ به ‘ وغلب كل يأس فيه  ‘ نسى كل هذه العوائق وكان كل شوقه أن يرى يسوع ‘ وهذا بداية التوبة.

يازكا إسرع وإنزل

عندما رأى الفريسيين والكتبه ان جميع العشارين والخطاة يدنون من الرب يسوع ‘ قالوا "هذا يقبل خطاة ويأكل معهم" فقال لهم الرب" يجب ان تفرحوا معى لأنى وجدت خروفى الضال‘ أقول لكم أنه هكذا يكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة."لو15: 7‘ وايضا هو الذى بدأ بشارته بالدعوة الى التوبة وقال" توبوا لأنه قد إقترب منكم ملكوت السموات ‘ وهو الذى الذى لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا ‘ وكانت دعوة الرب لزكا بالإسراع أى بالرجوع الى النفس واليقظة الروحية ‘ والنزول عن كل الخطايا والبعد عنها ‘ فهى ساعة للإستيقاظ والنزول الى أحضان المسيح ‘ وكأن الرب كان مدبرا  بإجتيازه أريحا أن يخلص هذا الإنسان من خطاياه ولذلك يقول له" لأنه ينبغى أن أمكث اليوم فى بيتك.لو19: 5.‘ ليقول مع يشوع أما أنا وبيتى فنعبد الرب‘ وهكذا قدم له الرب وفق شوقه ورغبته أن يخلص أيضا كل أهل بيته ‘ وهذا لنعرف ان كل حياتنا الفضل فيها لنعمة الرب وعطاياه ‘ فهو الذى يمنحنا القوة على التوبة الصادقة ويحصننا فى هذه الحياة ‘ ولذلك يظلل على كل البيت ليحدث خلاصا ثابتا وتوبة صادقة لزكا وكل أهل بيته ‘ رغم تذمر الجميع الذين قالوا أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ.

الإعتراف والتوبة

وكإن قول الرب لزكا إسرع وإنزل قد أيقظته من سبات عميق ‘ وقد عتقته من سلاسل الخطية ‘ وقد حلته من رباطات غليظة فى ظلمة الخطيه ‘ وقد الهبت روحه بنور مشرق ليقف ويعترف بخطاياه ‘ وأنه لم يكن يفعل صلاحا واحدا ‘ وأنه كان تاركا المساكين بدون صدقة ورعاية ‘ وكان واشيا وظالما للناس يأخذ منهم ناهبا أموالهم ‘ ولكن هاهو الرب يمد يده اليه ويسأله أن ينزل عن هوس المال والغنى ويتواضع تحت أقدام المخلص ‘ ولذلك وقف زكا مستهينا بكل شيئ ليقول للرب وأمام كل الناس وبكل شجاعة " هاأنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف."لو19: 8

الخلاص

حسب ماقاله القديس بطرس الرسول لرؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل لإى خطابه المشهور‘ " وليس بأحد غيره الخلاص. لان ليس إسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغى أن نخلص."أع 4: 13‘ وكأن  زكا كان فى إنتظار المخلص الذى قال : " اليوم حصل خلاصا لهذا البيت إذ هو أيضا ابن إبراهيم." ‘ إبراهيم الذى آمن فحسب له الله برا‘ ونحن أيضا وفى يومنا هذا ‘ إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ‘ فلنسرع وننزل عن كبريائنا الذى يحول بيننا وبين التوبة الصادقة ‘ وننحنى تحت أقدام الرب ‘ وسنسمعه يقول " يابنى مغفورة لك خطاياك" وكقول معلمنا بولس الرسول" إنكم عارفون الوقت أنها ساعة الآن لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا."رو13: 11.

المطران حنا علوان في احتفال عقد هبة كنيسة مار انطونيوس بيادر رشعين: نتوج اليوم جهدا استمر لاكثر من سنتين




احتفلت ابرشية طرابلس المارونية، ومعها رعية بيادر رشعين في قضاء زغرتا، في توقيع بروتوكول عقد هبة كنيسة مار انطونيوس الكبير في البلدة، وانتقالها الى ابرشية طرابلس المارونية، والتي شيدها السيد مارون بو عبدالله على نفقته الخاصة عن روح ولده الشاب طوني بو عبدالله، وذلك خلال قداس اقيم في الكنيسة المذكورة، تراسه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان ممثلا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بمشاركة راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، وعاونهما النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية الخوراسقف انطوان مخائيل، خادم الرعية الخوري جوزيف عويس، مسؤول الكنيسة الاب شربل خوري، ولفيف من كهنة الابرشية.
حضر القداس النائب اسطفان الدويهي، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس اتحاد بلديات زغرتا زعني خير، رئيس بلدية كفردلاقوس باخوس نكد، نائب رئيس بلدية رشعين نجيب حبق، مخاتير بلدة رشعين، الى السيد مارون بو عبدالله وعائلته، وحشد من فعاليات وابناء المنطقة. 

في بداية القداس تحدث الاب شربل خوري فقال:" يسعدني ويشرّفني في هذا اليومِ المميّز، من تاريخِ أبرشيّةِ طرابلس المارونية، أن أقفَ أمامَكم وأرحّبَ باسمِ راعي الأبرشيّة سيادةِ المطران جورج بو جودة السامي الاحترام، وباسمِ عائلةِ السيّد مارون بو عبدالله وباسمِكم جميعًا وباسمي شخصيّا بصاحبِ السيادة النائب البطريركي العام المطران حنا علوان السامي الاحترام، موفَدًا من قبل غبطةِ أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ليترأسَ هذه الذبيحةَ الالهية وليُعلنَ بروتوكول "عقد هبة" هذه الكنيسة، كنيسةِ مار أنطونيوس الكبير، لأبرشيةِ طرابلس المارونية".

اضاف:" إنّ محبّةَ أبينا البطريرك واهتمامَه الخاصّ بهذه الكنيسة ومحبّتَكم أنتم يا صاحبَ السيادة لأبرشيةِ طرابلس المارونية ومؤمنيها، وغيرتَكم الرسولية وعملَكم الدؤوب ومثابرتَكم التي لا تعرفُ الاستسلام هي التي وصلَت بنا الى هذا اليومِ التاريخيّ وإلى هذا الاحتفالِ المميّزِ الذي ستتوّجون فيه جهدَكم الذي دامَ لأكثرَ من سنتين، فتوصلْتم وبالتعاونِ مع سيادةِ المطران جورج بو جودة مطرانِ أبرشيتنا، والسيّد مارون بو عبدالله وبعضِ المعاونين إلى بروتوكول "عقدِ هبة" ينظّمُ إدارةَ كنيسةِ مار أنطونيوس ونشاطاتِها الرسوليةَ بما يعودُ بالخيرِ على جميعِ المؤمنين وضمنَ إطارِ رعيةِ بيادر رشعين العزيزة".
فشكرًا لكم يا صاحبَ السيادة على كلِّ الجهودِ التي بذلتموها من أجلِ خيرِ الأبرشيةِ وخيرِ مؤمنيها، كما نودُّ أن نشكرَ، ومن خلالِكم، أبانا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى على محبّتِه للأبرشيّةِ واهتمامِه الخاص والأبويّ بهذه الكنيسة. كما يسعدُني ويشرّفُني أيضًا أن أرحّبَ باسمِ عائلةِ مارون بو عبدالله وباسمِكم جميعًا وباسمي شخصياً بسيادةِ المطران جورج بو جودة السامي الاحترام راعي أبرشيّةِ طرابلس المارونية. 
صاحبَ السيادة، إنّ محبّتَكم وسهرَكم وغيرتَكم الرسولية والرعوية المشهودَ لها، وعنايتَكم الخاصة برعيةِ بيادر رشعين العزيزة هي التي دفعتكم إلى العملِ مع سيادةِ المطران حنا علوان وبذلِ الجهدِ للتوصّلِ إلى ما توصّلْتم إليه من مضمونِ "عقد الهبة" الذي يعودُ وكما ذكرْنا آنفاً بالخيرِ على جميعِ المؤمنين المتوافدين إليها من قريبٍ أو من بعيد. كما أودُّ أن أشكرَ خادمَ الرعيةِ الخوري يوسف عويس على خدمتِه لهذه الكنيسة، مؤكّدين على استمرارِ التعاونِ في ما بيننا من أجلِ تنشيطِ العملِ الرسولي والرعوي في هذه الرعيةِ وفي المنطقة. أخيرًا وليس آخرًا، أودُّ أن أشكرَ باسمِ المطران جورج بو جودة راعي الأبرشية، وباسمِكم جميعًا وباسمي شخصياً السيّد مارون بو عبدالله وجميعَ أفرادِ عائلتِه على الهبةِ الثمينةِ التي يقدّمُها الآنَ إلى أبرشيّةِ طرابلسَ المارونية وذلك عن نفسِ ابنِه المرحوم أنطونيوس مارون بو عبدالله". 
   
وتابع يقول:" إنّ مَن يعرفُ السيد مارون أو من يتعرّفُ إليه وافرادَ عائلتِه لا يدهشُه ما يحصلُ اليوم، فبينَه وبينَ الكنيسةِ المارونية في لبنانَ وبلادِ الانتشار وخصوصًا في الكويت، علاقةٌ وطيدةٌ وتاريخٌ طويلٌ حافلٌ بالعطاءِ السخيِّ وذلك في سبيلِ خدمةِ المؤمنين ونشرِ كلمةِ الانجيل. وعطاءاتُه لا تقتصرُ على هذه الكنيسةِ وحسْب بل تشملُ أيضًا النواحي الاجتماعيةَ والمدنية. والكنيسةُ التي يهبُها اليومَ تتوّجُ تاريخَه الحافلَ بالعطاءِ المجّانيّ والسّخي. أطالَ اللهُ بعمرِ السيّد مارون بو عبدالله وحَفِظَ له جميعَ أفرادِ عائلتِه ورحِمَ ابنَه المتوفّي أنطونيوس مُدخلًا إياه ملكوتَه السماوي صحبةَ الأبرارِ والصديقين. وبالطبعِ لا بدَّ من كلمةِ شكرٍ إلى كلِّ من تعبَ وساهم في تحضيرِ هذا الاحتفالِ وعَمِلَ لإنجاحِه من أعضاء لجنة الكنيسة إلى الكشافة والشبيبةِ والجوقة، كافأَ اللهُ الجميعَ بالخيرِ والصحةِ والفرحِ السماوي. فأهلًا وسهلًا بسيادتَي المطرانين والخوراسقفيين وبجميعِ الاباءِ الأجلاء، وأهلًا وسهلًا بكم جميعًا في كنيستِكم، كنيسةِ مار أنطونيوس الكبير بيادر رشعين".

بعد الانجيل المقدس القى المطران حنا علوان عظة جاء فيها:" بعد الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب المقدس، تعرض علينا الكنيسة التأمل في أناجيل النهايات، اي عن نهاية العالم وقيامة الاموات والمجيء الثاني للرب يسوع والدينونة الاخيرة. واليوم في هذا الاحد الثاني بعد عيد الصليب،نتأمل فيما اعلنه السيد المسيح لتلاميذه عن نهاية العالم، عندما تنبأ عن خراب هيكل أورشليم وعن قدوم مسحاء دجالين يدّعون بأنهم المسيح الحقيقي العائد من جديد لدينونة العالم، ويضللون الكثيرين ويبعدونهم عن الايمان الصحيح، بدلا من ان يقودوهم الى الحقيقة ويرشدونهم الى خلاص نفوسهم. والمسيح، ردا على سؤال مزدوج لتلاميذه حول زمان وكيفية نهاية العالم، لم يحدد لهم الزمن بل أخبر عن نتائج الحروب والقتل والتعذيب والاضطهاد والبغض والفساد وكل انواع الخطايا ضد الله والناس، ويحذر من المسحاء الكذابين الذين يضللون الشعب ويبعدون الكثيرين عن محبة الله التي تتلاشى بسبب تلاشي المحبة بين الناس. ويطلب الرب يسوع من تلاميذه التمسك بالايمان  والصبر والثبات في تلك المحنة على ما تعلموه منه وما أخذوه من انجيله، ويحثهم على اليقظة لئلا يقعوا ضحية هذا التضليل، ولأن من يصبر الى المنتهى يخلص".
اضاف:" ما أكثر المضللين في هذه الايام ونا اكثر المدعين المعرفة والحكمة والعلم ويضللون الناس بكل الوسائل وخاصة في وسائل الاتصال الاجتماعي وغيرها  بهدف ابعاد المؤمنين عن الايمان وعن التعليم الصحيح. او اولئك الذين ينتقدون تعليم السلطة الكنسية ويفترون عمدا على الكنيسة وعلى السلطات التعليمية فيها، بهدف التشويه بها وضربها من الداخل. هؤلاء كلهم يندرجون ايضا في باب المسحاء الكذاببن الذين حزّر منهم السيد المسيح وهم الذين يشككون اخوانهم المؤمنين وقد قال عنهم ربنا انه خير لهم ان يعلق في عنقهم رحى الحمار ويلقون في البحر، اي انه خير لهم ان لا يبقوا على قيد الحياة"..
وتابع :" لم تكن المرة الاولى التي يتنبأ فيها السيد المسيح عن خراب الهيكل، وكان سابقا قد تحدث عن الهيكل مشيرا الى نفسه مشبها ذاته به، عندما قال لليهود متنبئا عن موته وقيامته: أنقضوا هذا الهيكل وانا ابنيه في ثلاثة ايام، وقد اوضح الانجيلي فيما بعد ان يسوع كان يتحدث عن نفسه كهيكل وليس عن الهيكل المبني بالحجر وكان يشير الى موته وقيامته بعد ثلاثة ايام. وقد اصبح الهيكل رمزا للمسيح وهو رمز لجماعة المؤمنين. وما كلمة "كنيسة" بمعناها اللغوي سوى "جماعة" او "تجمع المؤمنين" في اللغات السامية، والكنيسة التي هي جماعة المؤمنين، هي ايضا جسد المسيح السري، الذي يتحدث عنه القديس بولس في رسائله، ويعتبر ان كل مؤمن هو حجر في بنيان الكنيسة، اي في بنيان جسد المسيح السري الذي رأسه هو المسيح بالذات والمؤمنون هم الاعضاء، لأن كل معمد في الكنيسة يصبح بذات فعل المعمودية عضوا في جسد المسيح السري هذا، وفردا من جماعة المؤمنين. لهذا توجد لكل جماعة مؤمنين كنيسة رعائية تجمعهم، وفيها يمارسون ويتقبلون كل الاسرار فيها من الولادة حتى الوداع الاخير والموت، وهي بمثابة بيتهم الىوحي ومكان لقائهم بالرب حيث يجتمعون باسمه ويكون هو دائما فيما بينهم. ويجب ان يعتبر كل فرد منهم انه حجر اساسي في بناء جسد الرعية الذي هو جسد المسيح السري، وان انتماءه هذا ينشأ عن عماده في الكنيسة، والذي به يلبس جسد المسيح ويصبح ابناً لله، مخلصا بدم المسيح وموته وقيامته، وعلى مثاله هو مدعو الى خلاص نفسه والى الحياة الابدية".. 
اردف قائلا:" وألم يقل القديس بطرس في رسالته الثانية للمؤمنين: كونوا انتم ايضا مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا، كهنوتا مقدسا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله ببسوع المسيح، ولذا فكل مؤمن في رعيته هو حجر حي في هذا البناء المتكامل والمبني على حجر الزاوية الذي هو المسيح. وبما ان الرعية تكون في اتحاد ابنائها وليست في الكان الجغرافي لوجودها كرعية، فيمكن لضيق المكان او لأسباب أخرى مادية، ان يكون للرعية الواحدة اكثر من كنيسة مكانية تجمع ابنائها مع عدد من الكهنة يخدمونها وكاهن رعية واحد، ودون ان تنقسم الجماعة الراعوية على الكنيستين اللتين تبقيان في خدمة كافة ابناء الرعية الواحدة دون تمييز او تخصيص. وهذه هي الحال الجديدة في هذه الرعية المباركة في بلدة بيادر رشعين".
وقال:" اننا نحتفل اليوم بهذه الذبيحة الالهية، لنعلن بطريقة رسمية وقانونية اعتبار كنيسة مار انطونيوس الكبير التي نحتفل فيها اليوم، كنيسة ثانية لرعية بيادر رشعين الواحدة، بإعلان بروتوكول "عقد هبة" الكنيسة المذكورة لأبرشية طرابلس المارونية، وهذا يعني انها تتحول من كنيسة خاصة بملك خاص وتدخل في ملك الابرشية، اسوة بكنيسة مار مارون وبسائر كنائس الابرشية الرعائية. وبهذه المناسبة نعلن الانتقال الرسمي لملكيتها مع توابعها من قاعة وغرف ملازمة، من مالكها وبانيها ومقدمها السيد مارون بو عبد الله الى ابرشية طرابلس المارونية، بعدما كان قد بناها على نية ولراحة نفس ابنه المرحون انطونيوس، وتخليدا لذكراه ولرحمته وللصلاة على نفسه وهو اليوم يقدمها بكل سخاء الى الابرشية لتصبح الكنيسة الثانية لرعية البيادر على ان تصبح في المستقبل عند توفر عدد من المؤمنين الكافي فيها لتعلن رعية ثانية مستقلة كامل الاستقلال بإذن الله..
  ولفت الى:"اننا نقدم هذه الذبيحة لراحة نفس الفقيد انطونيوس بو عبد الله راجين له الراحة الابدية والخلاص التام كما يسرنا ان نشكر والده وعائلته الذين، وبكل سخاء، تبرعوا ببناء هذه الكنيسة وتوابعها واهتموا بصيانتها حتى الآن، وهم اليوم بكل فرح يدخلونها في ملك الابرشية. وهذا ما ارتآه غبطة ابينا السيد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، ورضي به كل من واهب الكنيسة وصاحب السيادة المطران جورج بو جودة راعي الابرشية السامي الاحترام قابل الهبة. ومما قد تقرر ايضا برغبة نيافته ورضى الفرقاء، ان يكون لهذه الرعية كاهن يقيم الذبيحة الالهية فيها، ويقيم كل الاحتفالات الطقسية في أوانها، ان يقام في الكنيسة عدد من القداديس في السنة لراحة نفس المرحوم انطونيوس نجل الواهب وسائر اموات عائلته، وان يكون للكنيسة لجنة وقف خاصة بها تهتم بمتطلباتها وصيانتها وجمع صوانيها والتقادم، وتصرف اموالها لصيانتها ولحاجاتها الخاصة ولأتعاب الكاهن خادمها، والباقي يوضع في تصرف راعي الابرشية، وتوضع القاعة التابعة لها مجانا في تصرف كل ابناء بيادر رشعين دون تمييز فيها بينهم، ويخصص مبلغ من عائدات بدل الاكاليل الى كنيسة مار مارون".
وختم قائلا:" يسرني ويشرفني بهذه المناسبة ان انقل اليكم بركة وصلاة وتهاني وغبطة ونيافة ابينا السيد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، الذي كلفني ان احتفل باسمه بهذه الذبيحة وانقل لكم امتنانه وارتياحه لهذه الهبة كما اتفق عليها، وهو بالمناسبة باسمكم جمعيا وباسم صاحب السيادة راعي الابرشية وباسم الكنيسة يشكر الواهب السيد مارون بو عبدالله الذي تربطه به صداقة خاصة منذ سنين طويلة، ويرجو الله ان يعوض عليه وعلى عائلته هذه التقدمة عن راحة نفس نجله وكل ابناء عائلته واجداده الراحلين وليكثر من امثاله ويجازيه جزاء الحسن. وقد كلفني غبطته ايضا ان أهنئ باسمه رعية بلظة بياظر رشعين المباركة على كنيستها الجديدة بشخص راعيها حضرودة الخوري يوسف عويس مع الشكر لتفهمه وتعاونه الكنسي، كما ويشكر حضرة الأب شربل خوري الذي سيتولى خدمة هذه الكنيسة منذ اليوم ويتمنى له النجاح والتوفيق، واشكره انا بدوري على الكلمة الترحيبية اللطيفة التي توجه بها اليه،  كما يتمنى غبطته ونحن ايضا في هذه الرعية المباركة في بلدة بيادر رشعين دوام النمو والازدهار لمجد اسمه القدوس الآب والابن والروح القدس". 

وفي ختام القداس تحدث النائب اسطفان الدويهي فشكر للبطريرك الراعي رعايته هذا البروتوكول وقال:" العطاء طريق الخلود ورسالة السماء، تكتب باحرف من نور، فطوبى لمن خلد عطاءه فصار عصيا على الرحيل، طوبى لروح طوني مارون بو عبدالله التي تعانق الخلود، بعطاء عائلة لم تتاخر يوما على قعل الخير وقعل الايمان وكانت ولا تزال متاصلة حريصة على اتباع تعاليم المعلم يسوع المسيح".
اضاف:" نلتقي اليوم تحت رعاية صاحب الغبطة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، كاردينال المحبة الشامخ، كاردينال الشراكة، لنوقع بروتوكول عقد هبة كنيسة مار انطونيوس الكبير، هذا البروتوكول عنوانه العطاء والتعاون في مصلحة الكنيسة يظللها الايمان وتصونه المحبة، وهي ايضا مناسبة لنؤكد حرص ابناء زغرتا الزاوية الدائم والدؤوب على التعاون مع الكنيسة التي اثبتت حرصها الاكيد على رعيتها وعلى الوطن". وتوجه الدويهي الى السيد بو عبدالله قائلا:" عرفتك انسانا تكللك المحبة، طوبى لك وانت تؤسس لفعل انساني في هذه الظروف الصعبة التي يعبرها الوطن وتفتح كما عرفناك نافذة جديدة من الامل والعطاء والمحبة".

إيبارشية سيدنى تحتفل بمرور ٤٥ عام لسيامة القمص تادرس سمعان




 كتب أشرف حلمى ـ
شهد صباح اليوم الأحد ٢٣ سبتمبر نيافة الحبر الجليل الانبا دانييل أسقف سيدنى وتوابعها احتفال شعب إيبارشية سيدنى بكنيسة القديسان العظيمان الانبا أنطونيوس والأنبا بولا بمرور ٤٥ عاماً على سيامة كاهن الكنيسة ووكيل المطرانية القمص تادرس سمعان والذى يصادف ايضاً اليوبيل الفضى لقمصيته وذلك خلال القداس الالهى حيث قدم الانبا دانييل نيابة عن شعب الايبارشية التهنئة له ولزوجته وكذلك شعب وكهنة الكنيسة بعد إنتهاء عظة القداس التى تحدث فيها عن الحياة الابدية للانسان وأهمية الصلاة والصبر فى حل المشاكل متخذاً القديس الانبا باسيليوس مثالاً الذى أخذ اكثر من ٤٠ يوم لحل مشكلة بين زوجين .
ومما يذكر ان شهر سبتمبر له العديد من الذكريات الخاصة لدى القمص تادرس سمعان منها سيامته كاهناً على يد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث فى ٢٣ سبتمبر عام ١٩٧٣ للخدمة بكنيسة ابى سيفين بحدائق القبة وبداية خدمته فى أستراليا بكنيسة الانبا أنطونيوس بجليفورد فى ١٦ سبتمبر عام ١٩٨٩ وأيضاً ترقيته لرتبة القمصية فى ٥ سبتمبر عام ١٩٩٣ .

معمودية بيل هايدن الحاكم العام السابق لأستراليا بعد ٨٥ عاماً من الالحاد



كتب أشرف حلمى ـ
نال بركة المعمودية هذا الاسبوع السيد بيل هايدن عن عمر يناهز ٨٥ عاماً بكنيسة السيدة العذراء الكاثوليكية بحى إبسويتش غرب مدينة بريسبن عاصمة ولاية كوينزيلاند على يد الأباء بيتر ديلون وإستيفن بيلس بعد ان عاش ملحداً طوال فترة حياته وقد تأثر السيد هايدن مؤخراً بعد زيارة راهبة مريضة كانت احدى صديقاته وكانت تعمل مديرة لأحد مستشفيات بريسبن لمدة ٢٢ عاماً وتقوم على خدمة الفقراء والمحتاجين ورأى فيها حياة القداسة فكانت نقطة تحول محورية لمجرى حياته ما جعله يسرع بالاعتراف بالمسيحية .
ومما يذكر ان السيد هايدن شغل منصب زعيم حزب العمال فى الفترة من ١٩٧٧ الى ١٩٨٣ قبل ان يشغل منصب الحاكم العام لأستراليا بين عامى ١٩٨٩ و١٩٩٦ وقد أشاد الاب ديلون بالسيد هايدن الذى يقوم بالعمل التطوعي بمؤسسة القديس فينست دى بول رغم جلوسه على كرسى متحرك اثر إصابته بسكته دماغية قبل ٤ سنوات .

كتاب ( رهبان وقتله ) مثيراً للفتن الطائفية وطعناً فى تصريحات البابا تواضروس بأمريكا

أنتقد الكاتب الصحفى أشرف حلمى المقيم بأستراليا صدور كتاب بعنوان ( رهبان وقتله ) للمؤلف محمد الباز رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور والذى تعمد فيه ازدراء المسيحية بحثاً عن المزيد من الشهرة على حساب الاساءة الى المسيحية كشيوخ التيار السلفى الوهابى بعد ان أقدمت الجريدة المسئول عنها بنشر صور مهينة للسيد المسيح دون رد فعل من جانب وزارة الصحافة مما أدى الى تعمد الباز  الى القيام بالمزيد من الإهانات المتعمدة عن الديانة المسيحية وقياداتها  ضارباً بعرض الحائط قرارات السيد رئيس الجمهورية بتحسين الخطاب الدينى الغير قاصر  فقط على رجال الدين .

وأكد حلمى ان تعمد صدور كتب تسئ للرهبان والمسيحية وسط صمت المسئولين بالدولة من شأنها إثارة الفتن الطائفية وإفساد سمعته الدولة المصرية بالتزامن مع زيارة السيد الرئيس محمد عبد الفتاح السيسى لامريكا  كذلك إيقاف الجهود المبذولة من جانب قداسة البابا تواضروس الثاني فى مسيرته الوطنية تجاه مصر أثناء زيارته كنائس الولايات المتحدة الامريكية نتيجة الطعن والتشكيك المتعمد فى مصداقية تصريحات البابا التى أكد فيها أستقرار الأمور وتحسن اوضاع المسيحيين بمصر  بعد ثورة يونية إضافة الى شق الصف القبطي وضرب العلاقات الوطيدة بين أقباط الولايات المتحدة الامريكية ورأس الكنيسة القبطية .


شهداء ليبيا يتصدرون احتفالات النيروز بأستراليا





 كتب أشرف حلمى ـ
شهد أطفال مدارس الأحد فى معظم الكنائس القبطية بالقارة الاسترالية احتفالات عيد النيروز وتذكار شهداء كنيستنا القبطية على مر العصورخلال عطلة نهاية الاسبوع الماضى بقيادة خدامهم ورعاية اباء كنائسهم وقد تعددت مظاهر الاحتفالات من كنيسة لأخرى حتى تظل صورة شهداء كنيستنا القبطية عالقة فى أذهان الاطفال وقد تميز احتفال هذا العام بتجسيد القديسين وشهداء الكنيسة القبطية بواسطة خدام واطفال مدارس الأحد خاصاً شهداء العصر الحديث الذين نالوا اكاليل الشهادة امام العالم اجمع ومن بينهم شهداء ليبيا  بكنيسة الشهيدة دميانة بحى بانشبول فى مدينة سيدنى حيث أنشدوا الترانيم والتسابيح الروحية الخاصة بعيد رأس السنة القبطية بينما أقامت كنيسة الانبا أنطونيوس بحى جيلفورد يوماً روحياً طاف خلاله الاطفال داخل وخارج الكنيسة حاملين رفات وصور الشهداء والقديسين مرددين التسابيح الروحية والالحان القبطية إضافة الى الأنشطة والمسابقات الروحية .

الاب برنارد عاصي يحتفل بعشرين سنه في خدمة الرب

كتب بادرو الحجة - سدني.

احتفل الاب برنارد عاصي على مذبح كاتدرائية سيدة لبنان في سدني بعشرين سنة من الكهنوت بحضور حشد من ابناء الرعية وأشقائه الذي قدموا القرابين على نيته وتمنى الاب برنارد في عظته ان يوفقه الله وان يصبح حبيس في محابس قريته حردين في شمال لبنان،
وبعد الذبيحة الالهية توجه الجميع الى صالة الكنيسة واحتفلوا مع الاب برنارد بقطع قالب الكاتو وتمنوا له الصحة والعمر الطويل في خدمة الرب يسوع.
يذكر بأن الاب برناد عاصي يترأس منذ سنوات لجنة المسنين ومدرسة اللغة العربية في رعية سيدة لبنان.
 الف مبروك ابونا ولسنين عديدة يا سيد.
يمكنكم مشاهدة فيديو خاص عن المناسبة عبر صفحة الموارنة قي سدني على هذا الرابط: https://www.facebook.com/maronitesinsydney/videos/711744992517108/

يوحنا المعمدان/ نسيم عبيد عوض

فصل إنجيل  صباح الأحد المبارك الأول من شهر توت ‘ والذى سمي شهر توت على إسم الإله تحوت – رب العلم والمعرفة والفنون – ومخترع الكتابة عند الفراعنة أجدادنا‘ وقراءات شهر توت تخصص لمعرفة  محبة الله الآب لكل البشر وإعداده لموكب الخلاص‘ وفصل إنجيل اليوم يرينا بدأ تدابير الله لخلاص البشر ‘ ووضعها موضع التنفيذ ‘ بإرسال ملاكه يوحنا المعمدان ‘ الصوت الصارخ فى البرية ‘ لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا‘ وكقول الكتاب يو1 " لم يكن هو النور بل ليشهد للنور ‘ كان النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان آتيا إلى العالم." وشهد يوحنا للمسيح وقال " وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو إبن الله ." لذا قال عنه الرب " لأنى أقول لكم: إنه من بين المولدين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان."
أما ونحن أولاد الله نعيش حياة الخلاص ‘ منتظرين الميراث الأبدى ‘ ومع بداية جديدة لعام جديد ‘ نتساءل ونتوقف ونقول كيف سنعيش هذا العام؟  ومن قصة استير نتعلم ونرى أنها لكي تدخل أمام الملك ‘ كانت تخضع لتجهيزها لمدة سنة كاملة ‘ قبل دخولها أمام الملك‘ ستة شهور فى زيت المر ‘ وستة شهور فى الطيب والعطر ‘ وعندئذ تستحق أن تدخل لمجلس الملك. وهذا المعنى جميل لأن معلمنا بولس الرسول يقول " خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح." فالأمر يحتاج إلى تجهيز ‘ نجهز أنفسنا بزيت المر أي آلام هذا الدهر ‘ كقول القديس بطرس " فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضا بهذه النية‘ فإن من تألم فى الجسد كف عن الخطية."1بط 4: 1
وستة أشهر فى الطيب والعطور إشارة إلى وجوب أن نكون رائحة المسيح الذكية ‘شهادة له ‘  ولكي يضيئ نوركم قدام الناس فيروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أبوكم الذى فى السموات.
ومن هنا أحب أن نتأمل فى نقطتين فى غاية الأهمية ‘ نبدأ بهما عامنا الجديد ‘ وإعتبارا من اليوم:
الأولى قول معلمنا بولس الرسول:" أيها الإخوة أنا لست أحسب أننى قد أدركت ولكننى أفعل شيئا واحدا ‘ إذ أنا أنسى ماهو وراء وأمتد إلى ماهو قدام.
والثانية قوله أيضا " إفرحوا فى الرب.
أولا: أنسى ماهو وراء وأمتد إلى ماهو قدام
والبداية لهذا هو التوبة‘ وأبدأ بها على الفور بميلاد جديد بأن أنسى ماهو وراء‘ والمعنى المقصود نجعلها نقطة بداية جديدة‘ ففى كل يوم نتمتع بنعمة الرب وبركاته ‘ لأنه هوذا الكل قد صار جديدا بالتوبة ‘ ننسى الماضى وخطايا الماضى ‘ وننشغل بالوقت الحاضر‘ فالغد يهتم بنفسه‘ ومن نعمة ربنا علينا أنه وهبنا إشتياق مستمر فى النمو الروحى والتقدم والجهاد ‘ فننسى ماهو وراء ونمتد إلى ماهو أعظم.
كيف أنسى ماهو وراء:
1- أرفض حتى النظر إلى خطية الماضى زمانا ومكانا ‘ لأن هذا هو عمل الشيطان أن يعيدنا للنظر وتذكر الماضى بإستمرار ‘ ليعطل مسيرتنا تجاه الملكوت‘ فالذى يتذكر خطايا الماضى يمكن أن يتعثر فيها ثانيا.
2- الإنسان البار ينظر إلى ماضيه بكل الأعمال الصالحة ‘ نعمة وبركة الله معه طوال حياته‘ وهذا يرفعه بالشعور أنه يجاهد روحيا والله معه طوال الطريق‘ وليكن قول الله دائما أمام عينيه " إذا كانت خطاياكم كالقرمز تبيض وتصير مثل الثلج ‘ وأما خطاياكم فلا أعود أذكرها "
والكتاب يعطينا أمثلة كثيرة :
 تذكروا إمرأة لوط (تك 19 ) فقد قال له الملاك"... أهرب إلى حياتك لا تنظر إلى وراءك ولا تقف فى كل الدائرة ‘ أهرب إلى الجبال لئلا تهلك. ونظرت إمرأته من ورائه فصارت عمود ملح." تك19: 17 و 26
وتذكروا قول الرب ووصيته لنا" ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله.لو9: 62 ‘ وكان هذا ردا منه على الذى دعاه ليتبعه فقال له" أئذن لى أن أودع الذين فى بيتى." ‘ فالنظر إلى الوراء فى خطايا الماضى يستخدمها إبليس ليعثر خطواتنا فى النمو الروحى ‘ولكن مع الثبات فى الرب أذكر كيف فعل الرب فينا نعمة وبركة طوال حياتنا‘ وإحذروا من حالة اليأس الى يزرعها الشيطان فينا فلا نعترف بخطايانا ولا نتوب عنها حتى يوصلنا لطريق الهلاك ‘ والحل أمتد إلى قدام ‘ بالحياة فى المسيح والمسيح يحيا في ‘ لأنه كقول الكتاب " وهو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويملككم." 1بط5: 10‘ فالله يكمل النقص فينا ويعوضنا عما خسرناه فى حياتنا ‘ ليقدمنا عذراء عفيفه لله أبيه ‘ فنثبت فيه وهو فينا بالمحبة كقول الكتاب" من يحب الله يثبت فى الله والله فيه." ‘ويقوينا لأن قوته فى الضعف تكمل ‘ ويمكننا أي ينصرنا ويسندنا فى أرض غربتنا هذه ‘ ويكون أن هذا هو إلإمتداد إلى قدام ‘ فيكون رجائنا دائما ألا نلتفت إلى خطايا الماضى ‘ وننظر وننتظر الأمور العتيدة لخلاصنا‘ وكما يقول القديس باسيليوس : " إن النفس لا تربح شيئا بفضيلة الأمس مالم يتبعها سلوك لائق اليوم."
ثانيا : إفرحوا فى الرب:
ليس هناك أمان ولا سلام للنفس البشرية أكثر من الفرح فى الرب ‘ ولماذا:
1- الفرح هو ثمر الروح القدس العامل فينا كقول الكتاب " وأما ثمر الروح محبة فرح سلام طوال أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف." غل5: 22‘ ويوصينا القديس يعقوب " إحسبوه كل فرح ياإخوتى حينما تقعون فى تجار متنوعة.." يع1: 2‘ وفى رسالة الرسول لأهل تسالونيكى يوصيهم" إفرحوا كل حين." 1تس 5: 16 ‘ ويكون سبب فرحنا فى الرب هو الثقة بأن أسمائنا مكتوبة فى سفر الحياة وملكوت الله‘ ويقول لنا الرب" ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم." ‘ وأيضا هو الحياة فى المسيح ونراه دائما موجودا فينا ونفرح به كما فرح الرسل " ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب." .
2- ربنا راعينا والذى يدعونا للفرح به وفيه هو ضابط الكل وصانع الخيرات والمحب لكل البشر.
3- الله يطلب منا أن نطرح عنا وتحت أقدام صليبه  خطايانا وآثامنا وهمومنا – وأوجاعنا تحملها – فيحمل أثقالنا وأتعابها وويبدلها بالفرح واللطف والرضى.
4- الله يهبنا كل شيئ : كقول الكتاب" الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين كيف لايهبنا كل شيئ. "رو8: 32 ‘ والفرح بالرب يهبنا القوة فى طريقنا الروحى.
5- الله هو الذى قال لنا " بدونى لا تقدرون أن تفعلواشيئا." يو15: 5‘  فهو الذى ينقذنا من أعدائنا الخفيين والظاهرين ‘ ويحول الشر إلى خير ‘ ويجعل كل شيئ يعمل معا للخير ‘ يحول الضيقات الوقتية إلى بركات دائمة فنفرح به.
6- هو الذى يعطينا كلمته كسراج منير فى مواضع الظلمه ‘ إلى أن ينفجر النهار فينا ويطلع كوكب الصبح فى قلوبنا.
لنبدأ عاما جديدا فى الرب يسوع كل يوم ‘ ويكون شعارنا دائما أنسى ماهو وراء وأمتد إلى قدام ‘ نحيا فى نمو روحى ‘ ثابتين فى الإيمان ‘ ونحو الهدف فى لقاء عريسنا فى السماء‘ حياتنا فى فرح وإطمئنان وسلام وهدوء وبهجة روحية التى هى الرب يسوع المسيح.  آمين.

قداس الشكر للخوراسقف مخائيل: نعمة اضافية لا استحقها





المطران بو جوده:" احملك اليوم صليبا اضافيا

 بعد تعيينه نائبا عاما على ابرشية طرابلس المارونية، تراس الخوراسقف انطوان مخائيل قداس الشكر في كنيسة مار يعقوب في دير كرم سده في قضاء زغرتا، بمشاركة راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، والنائب العام على رعيتي زغرتا وجبة بشري المطران جوزاف نفاع، رئيس دير مار انطونيوس قزحيا الاب مخائيل فنيانوس، رئيس دير معهد نورث لبنانون كولدج في الجديدة زغرتا الاب ايلي حنا، وعدد من المونسنيوريين، ولفيف من كهنة الابرشية. عاون الخوراسقف مخائيل قي القداس الكهنة ابراهيم الخوري، عبود جبرائيل، وسيمون جبرائيل. 
حضر القداس رئيس بلدية كفرصغاب – المرح غسان سميا، مختاري كفرصغاب كلودات عبود وجو كرم، مختار بلدة كرم سده جان السوقي، عائلة الخوراسقف انطوان مخائيل، وحشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس القى الخوراسقف مخائيل كلمة شكر تضمنت ثلاث نقاط:" اولها الشكر للرب على نعمة الكهنوت بعدما اتممت السنة الثلاثين هذا العام في خدمة الرب والكنيسة والمجتمع، وكما يقول القديس اغوستينوس ان نعمة الله التي لا يستحقها الانسان، هي التي ترافقه كل ايام حياته وتتغلغل في تفاصيلها، وهي هبة مجانية من الله يتفاعل معها وتعطيه القوة، وقد اختبرت هذه النعمة خلال ثلاثين عاما، وكما حياة كل انسان فيها تعب وفرح وعذاب هكذا كانت حياتي التي اختبرتها في الكهنوت الى اليوم، واكتشفت معها كم ان نعمة الله قوية وهي التي كانت في كل مرحلة من مراحل حياتي ترشدني وتعطيني القوة". 
النقطة الثانية :" شكر للمطران جورج راعي الابرشية الذي اختصره بكلمة واحدة "الاب" المنتبه، وهو منذ تسلمه مقاليد الابرشية اراد ان يشركني برسالته الاسقفية، والمطران نفاع المشارك معنا اليوم، كنا ولا زلنا سويا نحمل هذه المسؤولية. وضع المطران جورج ثقته بي، ولا ادري ان كنت اهلا لهذه الثقة، لقد اعطاني مسؤوليات كبيرة، من تعييني نائبا خاصا لشؤون الكهنة، الى اليوم حيث زاد علي الحمل بجعلي نائبا عاما على ابرشية طرابلس المارونية، ولا ادري ان كنت على قدر هذه الثقة، ولكن اعدك سيدي انني ساحاول بالتعاون معك ان اخدم هذه الابرشية بقلب محب ومعطاء". 
النقطة الثالثة:" شكر لاخوتي الكهنة الذين يشاركوني اليوم هذه الذبيحة واقول لهم نحن واياكم سوف نؤلف هذا الجسم الكهنوتي الواحد، بالتعاون مع مطران الابرشية، نخدم الكنيسة اكثر واكثر، لان خدمتنا الكهنوتية اليوم امام تحديات كبيرة، ان كان من الخارج ام من داخل الكنيسة". 
وختم المونسنيور مخائيل:" ان الرب وضع على ظهري اليوم صليبا جديدا، ونحن اليوم نحتفل بزمن الصليب، الذي هو اداة فخر وانتصار ولكن في الوقت عينه هو اداة الم، لانني اعرف تمام  المعرفة ان لا حياة مسيحية خالية من الالم، وعلى ضوء الصليب الذي اصبح دافعا للفرح والخلاص، ولكن ايضا لا كهنوت من دون الصليب، لاننا منذ ان تعمدنا وارتسمنا، وسمنا بالصليب، الذي انطبع على جسدنا وخدمتنا الكهنوتية". 
من ثم تحدث المطران بو جوده فقال:" عندما يختار الرب احدنا لخدمة الكنيسة، اردد دائما "الله يساعدو"، لانها مسؤولية كبيرة في حمل الصليب مع المسيح، لان الكاهن هو من يحضر اشخاص يكونوا اهلا للخدمة، من هنا طلبت من الخوراسقف انطوان مخائيل ان يكون مسؤولا عن شؤون الكهنة حتى يتابع الكهنة الذين حضرهم في كرم سده وفي غزير، واعتقد ان هناك تاثير كبير عليه من خاله المونسنيور فرنسيس، الذي خدم في هذا الدير، واليوم باختياري له كي يكون نائبا عاما، اريد ان احمله صليبا اكبر، لان مسؤولياتي كبيرة، في ابرشية كبيرة فيها الكثير من التحديات، ونريد ان نعمل معا على رفع هذه التحديات اينما كنا في اي منصب في الابرشية، وكل هذه المسؤوليات الادارية سوف تسخر لخدمة الابرشية متكلين على الله وعلى الصلاة". 
بعد القداس تقبل النائب العام الجديد التهاني من الحضور في صالون الدير واقيم كوكتيل في المناسبة. 

مكسيموفيك يطالب بوقف الاعتداءات على اقباط مصر ومعاقبة المسئولين

دعا الاسترالى والناشط السياسى السيد ميلان مكسيموفيك منظمة الامم المتحدة لحقوق الانسان ورؤساء بعض الدول إضافة الى السيد اسكود موريسون رئيس الوزراء الاسترالى والمجتمع الدولى العمل  على إيقاف الهجمات الإرهابية المستمرة على اقباط مصر ومنحهم الحماية والحرية التى يستحقونها فيما القى السيد مكسيموفيك مسئولية الاعتداءات على الحكومة المصرية نتيجة تواطؤها وإهمالها فى معاقبه المعتدين بإغفال عينيها عنهم والتى أدت الى المزيد من الاعتداءات خلال الأسابيع القليلة الماضية التى شهدت اربع حوادث متتالية على الاقباط فى قرى المنيا وإسنا .

وقد جاءت مطالب السيد مكسيموفيك الذى من المقرر ان يخوض الانتخابات البرلمانية الاسترالية القادمة إستناداً الى اعتراف الأمم المتحدة بأهمية حرية الديانة أو المعتقد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمد عام 1948 طبقاً للمادة 18 منه والتى تنص على ان ( لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره) لذا حث مكسيموفيك المجتمع الدولى للقيام بدوره تجاه معاقبة المسئولين عن عمليات القتل والارهاب التى يتعرض اليها الاقباط وأدت الى صلاتهم على احد موتاهم بالشارع خاصة بعد إعتلاء السيد عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية بعد ثورتين . 
انقروا على الرابط للدخول الى الموقع:


مفكر قبطى باستراليا : جلسات الصلح العرفية عودة للعصر الجاهلى وخيانة عظمى لقانون وحقوق الدولة

أنتقد المفكر القبطي والكاتب الصحفى أشرف حلمى بأستراليا فى بيان له صباح اليوم الدعوة التى أطلقها بعض المسئولين المحسوبين على الدولة لانعقاد جلسة عرفية بالمنيا بقيادة بيت العيلة لتبرئة إرهابيين قاموا بالاعتداء على الأقباط فى الوقت الذى لم يوجهوا فيه الدعوة الى الجهات المعنية بإعادة افتتاح الكنائس التى تم اغلاقها بمعرفة نفس الإرهابيين ما أدى الى إقامة الصلاة على احد الأقباط المتوفين فى الشارع وتسبب فى فضيحة دوليه للدولة المصرية .

وأضاف حلمى ان الجلسات العرفية تعود بالوطن الى العصر الجاهلى وتمثل خنجراً مسموماً فى يد بيت العيلة  لإغتيال العدالة وخيانة القانون إضافة الى الإهدار المتعمد لحقوق الدولة قبل حقوق المواطنين ودعى حلمى الى عزل وإقالة المسئولين الذين مازالوا يطالبون بعقد هذا النوع من الجلسات من مناصبهم بسبب توفير السبيل الوحيد لتبرئتة ارهابيين اعداء للدولة وتهريبهم من العدالة بدلاً من المطالبة بتطبيق قانون التظاهر عليهم .

وقد أعتبر حلمى من يطالبون بالجلسات العرفية التى يكون الإرهابيين طرفاً فيها شركاء لهولاء الإرهابيين ويقدمون مواد حية على طبق من فضة الى مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان للتدخل فى الشئون الداخلية لمصر والنيل منها فى المحافل الدولية كذلك فسح المجال امام منظمات حقوق الإنسان حول العالم بطلب الحماية الدولية لمسيحى مصر  بعد ان قامت الدولة بتهجير العديد من الاقباط سابقاً من منازلهم بتوصيات بيت العيلة بناءاً على قرارات الجلسات العرفية التى ثبت فشلها ولن تعترف بها الامم المتحدة .


إسهروا إذا../ نسيم عبيد عوض

فى الأحد الماضى – الأحد الرابع من شهر مسرى – قدمت لنا الكنيسة المقدسة فصل الإنجيل من بشارة معلمنا مرقس الرسول ‘ مرقس 13: 3-37‘ واليوم فى الأحد الأخير من السنة القبطية – 4نسي – تقدم لنا الكنيسة فصل الإنجيل من مت24: 3 – 35 ‘ وهذان الفصلان موضوعهما واحد وهو مجيئ الرب يسوع الثانى ‘ وعلامات مجيئة ‘ ونصيحته للبشر وللمؤمنين بالسهر ‘ وأن ننظر إلى أنفسنا ‘ ونفس الموضوع ورد أيضا  فى فصل من إنجيل معلنا لوقا البشير لو21: 5 – 36.
كيف يكون مجيئه الثانى
1- " لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر فى المغارب هكذا يكون أيضا مجيئ إبن الإنسان "
2- " وللوقت بعدضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع."
3- "وحينئذ تظهر علامة ابن الإنساس فى السماء. "
علامات المجيئ الثانى
سأل التلاميذ الرب يسوع " ماهى علامة مجيئك وإنقضاء الدهر ؟ ‘ فأجابهم يسوع انظروا لا يضلكم أحد ‘ وذكر لهم العلامات ‘ وجاءت كما وردت فى الأناجيل الثلاثة مايلى:
1- كثيرين سيأتون باسمى قائلين: أنا هوالمسيح ويضلون كثيرين.
2- تسمعون بحروب وأخبار حروب
3- تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة ‘ وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل فى أماكن. كل ه1ه كلها مبتدأ الأوجاع.
4- يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم ‘ وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمى.
5- يعثر كثيرين ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا.
6- يقوم أنبياء كذبة كثيرين ويضلون كثيرين.ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين.
7- ويكرز ببشارة الملكوت هذه فى كل المسكونة شهادة لجميع الأمم .
ثم يأتى المنتهى.

والله قد عرفنا كل علامات المجيئ الثانى ويقول لنا "ها انا قد سبق وأخبرتكم ."مت24: 25‘ وأيضا قوله الإلهى" السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول." مت24: 35‘
 وأيضا بعد أن عدد علامات الأزمنة الأخيرة الصعبة قال لنا الأهم وهو " فانظروا لأنفسكم "مر13: 9 ‘ويعلمنا " اسهروا إذا لانكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم ." مت 24: 42 ‘ ولذلك وجب على المؤمنين جميعا أن يكون رد فعلهم واحد بالسهر فى حياة توبة صادقة ‘
 ولأن الذى يصبر الى المنتهى فهذا يخلص ‘
 ولأنه قد يأتى وقت إنتقالنا من الأرض الى السماء فى أى وقت قبل مجيئه الثانى
وقول الرب له كل المجد بالنصيحة لنا " فانظروا الى أنفسكم " لكى لا نكون فى وقت مجيئه  أحد الذين وصفهم الكتاب فى  رؤ 6: 15-17"
" وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر ‘ أخفوا أنفسهم فى المغاير وفى صخور الجبال ‘ وهم يقولون للجبال والصخور اسقطى علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه ومن يستطيع الوقوف. لأنه مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحي."
 ولننظر لأنفسنا " لئلا تثقل قلوبكم فى خمر وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة."لو21: 34 ‘ و " لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون." 1تس5: 2
والرسالة واضحة لأننا قبل يومين من إنتهاء السنة القبطية ‘ فلنتذكر أنه قد تكون ساعتنا الأخيرة أيضا على الأرض ‘فلنحاسب أنفسنا قبل بدء العام الجديد ‘ نعيش فى توبة صادقة ‘ محبة باذلة فعالة عطاءه ‘ مصالحين كل الناس ‘ نازعين كل شر أو شبه شر من قلوبنا ‘ مطهرين كل النفس والعقل والفكر واللسان والعين ‘ مصلين كل حين.
و دعونا نلقى قليل من الضوء على صفات الانسان فى الأيام الأخيرة: كقول معلمنا القديس بولس الرسول فى رسالته لتلميذه تيموثاوس الثانية 3: 1-5"
 " ولكن اعلم هذ أنه فى الأيام الأخيرة ستأتى أزمنة صعبة .لأن الناس يكونون:
1- محبة النفس: أساس كل الشرور وجذورها ‘حيث تغلق النفس والقلب عن محبة الله"  من يريد أن يتبعنى فلينكر ذاته" وليكون كل عمل أو خدمة هو لمجد وكرامة الله أولا وأخيرا.
2- محبة المال والطمع: وخطورتها هو الطمع ‘ لأنها كما قال الرسول عبادة أوثان ‘ وان هذا الانسان لا يشعر بالعرفان بالجميل لأحد ‘ لا يرويه مال العالم فينسى كل ماحوله وما بداخله وما لله فيه .
3- حب العظمة والكبرياء : إنسان عطشان الى حب الكرامه الباطلة والمجد الزمنى ‘ وهذه كلها أمور تفقد الانسان سلامه الداخلى ‘ ويعيش وحيدا بين الناس‘ وليس عجبا ان يكرر الكتاب قوله " الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين يعطيهم نعمة".
4-التجديف: محبة الذات والطمع والكبرياء ينحرف ببصيرة الانسان الداخلية عن الله نفسه ‘ فيكون أعمى عن وسائل الخلاص وطرقها وعن عطايا الله المجانية للبشر ‘ يقاوم روح الله داخله وينكر قوته ‘ يقوده هذا الى التجديف على الله ‘ ولا عجب من إنتشار الإلحاد فى العالم اليوم .
5- عدم طاعة الوالدين : وطبعا الذى لا يعرف طاعة الله ليست فيه طاعة لأحد ولا لوالديه ‘فالذى يفقد الأبوة الإلهيه لا يحترم أبواه على الأرض.
6- عدم الشكر أو الجحود : كل الخطايا السابقة تشعر الانسان بفراغ داخلى لا يستطيع العالم أن يملأه ‘ فالانسان بدون شبع روحى لا يعرف الشكر والحمد والتسبيح ‘ فيعيش فى حياة جحود تفقد الانسان صوابه.
7- الدنس: الانسان بدون شبع روحى يعيش حياته نحو إشباع جسده وشهواته الجنسية ‘ فيتدنس ويتنجس ‘ فاللذه الجسدية تزيده إنخراطا فى تصرفات دنسه بعيدة عن الطهارة الجسدية وبالتالى القداسة الروحية والتى بدونها لن يعاينون ملكوت الله.
8- عدم الحنو : أى عدم وجود ود طبيعى بين البشر ‘ وهذه أصبحت سمة من سمات الانسان فى ذلك الزمان ‘ فاشباع الملذات الذاتية تبعد الانسان عن الود الطبيعى لغيره من أخوته فى الإنسانيه ‘ وهذه محبة طبيعيه خلقها فينا الله تنتج عن محبتنا له ‘ فمحبة الله ومحبة الغير وصية واحدة .والذى يحب الله بصدق لا يعرف بغضة للآخرين.( قصة يحنس القصير - سنكسار اليوم)
9- عدم الرضا : وعدم القناعة والتبرم باستمرار ينسى الانسان شكر وحمد الله ‘ فينقض العهد مع الله أولا ثم الانسان أخيه ثانيا.
10- الثلب: ومعناه اتهام الآخرين بالزور ‘ فلا يقف الأمر عن نقض العهد وإنما يتهم غيره زورا.
11- عدم النزاهة أو عدم العفة: بفقدان الانسان قدرته عل ضبط نفسه ورغباته سواء باللسان أو الشهوات الجسدية ‘ انسان يعيش فى ملذاته بدون ضابط.
12- الشراسة : الخطية تفقد الأنسان إنسانيته ليحيا شرسا يقاوم الآخرين بلا سبب حقيقى بروح عدوانية .
13- غير محبين للصلاح: إحتقار كل أمر صالح والإستهانة  به‘ ولوى الحقائق ‘ وينظرون الى كل صلاح بتفاهة وعدم إكتراث. ناسيين أن الله خلقنا من أجل أعمال صالحة.
14- الخيانة: خيانة الانسان للعهد الإلهى والعهد الطبيعى الذى زرعه الله فى البشر ‘ يجعله يخون الصداقه وحق الجيرة وأى علاقات بشرية صادقة .
15- الإقتحام: التدخل بالشر فيما لا يعنيهم ‘ اى  الرغبة فى اقتحام حياة الآخرين بدون مبرر .
16- التصلف : أى الكبرياء بدون ترو ‘ فالصلافة هى العظمة الغبية.
17- محبة الذات دون محبة الله : لأن محبة الانسان لإشباع رغباته تقف حائلا بينه وبين محبة الله ‘ فتجلب عليه سلسلة من الخطايا لا يستطيع مقاوماتها.
18- وأخيرا الذين لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون لقوتها‘ وهذه أخطر أنواع الشرور ‘ الذى يتجمل فيه الانسان بشكل التقوى ‘ ولكنه حقيقة يعيش فى الخطايا ‘ يعيش فى حياة الخداع المظهرى البراق ‘ وأما الداخل مملوء فسادا ودنس ونجاسة ‘ وهذه هى خطية الرياء التى يصعب على صاحبها التعلم ‘ ولكن خطورتها هو خداع الآخرين وحجر عثرة للغير.
هذه بعض العلامات وصفات الانسان فى الأيام الأخيرة ‘ فلا تنظر حواليك وتقول هذا عن فلان وهذه عن فلانة ‘بل أقول لك قول الرب " فانظروا الى أنفسكم" أولا ‘حتى نكون فى سهر كامل لهذا اليوم العظيم.
 ولإلهنا المجدالدائم . أمين.

أسقف ملبورن يسيم كاهن جديد للخدمة بفيجى جنوب المحيط الهادى




كتب أشرف حلمى ـ
قام صاحب النيافة الحبر الجليل الانبا سوريال أسقف ملبورن وتوابعها اليوم الأحد الموافق ٩ سبتمبر بسيامة الخادم بيتر عبد الملك كاهناً باسم القس جون على إيبارشية ملبورن إضافة الى سيامة طفلين شمامسة وذلك خلال القداس الالهى الذى أقيم بكنيسة القديسة فيرينا والأنبا بيشوى ببرج إبوؤرو وسط فرحة الشعب والكهنة الحاضرين , وسوف يقوم الكاهن الجديد بالخدمة فى فيجى بعد قضاء فترة الأربعين يوم بدير البراموس العامر فى القاهرة .
وقد دعى الانبا سوريال شعب الايبارشية للاحتفال بالقس جون ومشاركته فرحة الخدمة التى وهبها إياها الله وتقديم التهانى والتقاط الصور التذكارية فى القاعة الملحقة بمركز الاستقبال بالدور الثاني ببرج إبوؤرو بعد انتهاء القداس الالهى , ومما يذكر ان اخر زيارة رعوية للانبا سوريال لفيجى كانت فى شهر يونية الماضى قام خلالها بوضع حجر الأساس لكنيسة جديدة ودار للأطفال باسم مار مينا وافتتاح عيادة طبية لعلاج أمراض السكر بحضور وزيرة الصحة الفيجية أضافة الى سيامة عدد من الشمامسه الفيجيين بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس كما عقد اجتماع مع القيادات الدينية وروؤساء الكنائس الفيجية .

احياء ذكرى الأربعين للانبا إبيفانيوس بكاتدرائية العذراء بسيدنى


 كتب أشرف حلمى ـ
شهدت كاتدرائية القديسة العذراء ومار مينا بمدينة سيدنى الاسترالية صباح اليوم السبت ٨ سبتمبر إحياء ذكرى الأربعين لمثلث الرحمات الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون خلال القداس الالهى الذى ترأسه كل من الأحبار الإجلاء الانبا دانييل أسقف سيدنى والأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين وحضور الانبا أشعيا أسقف طهطا وجهينة إضافة الى كهنة الكاتدرائية وعدد من كهنة وشعب إيبارشية سيدنى .
وقد القى عظة القداس الانبا دانيال أسقف الدير وتحدث عن نهاية العالم كما جاء بإنجيل اليوم بالتزامن مع بداية سنه قبطية جديدة وما سيفعله الله مع الأموات يوم الحساب وفصل الابرارمنهم على يمينه الذين سيدخلون الجنة ينعمون بالحياة الابدية اما الأشرار على شماله الذين سيذهبون الى الجحيم وركز الانبا دانيال فى عظته على ان الصوم والصلاة وتبرعات الناس رغم أهميتها ليسوا شرطاً لدخول الجنة ولكن بثمارها التى تحدث عنها المسيح فى الموعظة على الجبل ومنها الاعمال الحسنة والرحمة بالمحتاجين والمساكين والاهتمام بالمرضى والحزانى والمطرودين .
وفى نهاية العظة تذكر نياحة الانبا إبيفانيوس أسقف دير الانبا مقار الذى ذهبت روحة الطاهرة الى السماء نتيجة الحادث الاليم اذ حضرنا اليوم كى لا نحزن بل كى نتعلم دروس لحياتنا الروحية تفيدنا من اجل النهاية التى تصل بنا الى الملكوت فالاساقفة تتعلم كيف يكونوا أمناء مع الله ومع راعيتهم والناس يكونوا أمناء مع عائلاتهم وايضاً الرهبان أمناء مع الله وإطاعة قياداتهم .

دير الانبا شنودة بأستراليا يستضيف أقباط أثيوبيا إحتفالاً بعيد الانبا تكلا هيمانوت




كتب أشرف حلمى  ـ

استضاف اليوم الأحد الثاني من سبتمبر الحبر الجليل الانبا دانيال أسقف ورئيس  دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين بولاية نيو ساوث ويلز  الجالية القبطية الاثيوبية بحضور اثنان من أباء الكنيسة الاثيوبية لقضاء يوم روحى بالدير وذلك إحتفالاً بعيد شفيع الاحباش الانبا تكلا هيمانوت بعد القداس الالهى حيث قاموا باداء الترانيم والتسابيح الروحية للسيدة العذارء والأنبا شنودة كذلك تمجيد شفيعهم الانبا تكلا باللغة الحبشية كما بارك الانبا دانيال الحاضرين بالأنبوبة الخاصة التى تحتوى على جزء من رفات القديس الانبا تكلا . 


المجيء الثانى/ نسيم عبيد عوض

تقدم لنا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المستقيمة الرأي ‘ فصول أناجيل المجيئ الثانى للرب يسوع المسيح ويوم الدينونة ‘ فى الأسبوعين الأخيرين من السنة القبطية‘ وعلى إعتبار أن إنتهاء العام القبطى رمزا وإشارة إلى نهاية العالم وهذا الدهر ‘تذكيرا لنا نحن المؤمنين بضرورة المجيئ الثانى ويوم الرب العظيم لدينونة العالم.
فهو جاء أولا فاديا ومخلصا للعالم وعلمنا طريق الخلاص
وسيجيئ ثانية لدينونة العالم ‘ وهذا هو نص إيماننا " وأيضا يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات."
وفصل إنجيل اليوم الأحد الرابع من شهر مسرى من بشارة معلنا مرقس الرسول 13: 3 – 37 ونفس البشارة وردت فى مت 24وإنجيل معلنا لوقا الإنجيلى 21.
وفى القداس الباسيلى يقول الأب الكاهن: " رسم يوما للمجازاة هذا الذى يظهر فيه ليدين المسكونة بالعدل ‘ ويعطى كل واحد فواحد كأعماله."
وتصرخ الكنيسة " كرحمتك يارب وليس كخطايانا."
 لأنه إذا كنت يارب للآثام راصدا فمن يستطيع الوقوف." كما يقول المرتل‘
 والرب له كل المجد أخبرنا صراحة فى إنجيل يوحنا إصحاح 14" لا تضطرب قلوبكم ‘ أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى‘ فى بيت أبى منازل كثيرة . وإلا فإنى كنت قد قلت لكم‘ أنا أمضى لأعد لكم مكانا‘ وإن مضيت وإعددت لكم مكانا آتى أيضا وآخذكم حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا."
إن إنتظار الرب وتوقع مجيئه الثانى وصية كتابية وفضيلة روحية يتميز بها المؤمنين الذين الذين تشتعل قلوبهم للقاء الرب ‘ ولذلك حتى منذ القرن الأول الميلادى والمؤمنين يدعون " ماران آثا" تعال يارب – الرب آت -
وكنيستنا المقدسة أسست طقس خدمة نصف الليل والذى يقرأ فيه إنجيل معلمنا متى إصحاح 25‘ الذى يقول فيه الرب " حيئذ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس .ويقول" ففى نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل.." ولذلك شاع تقليد روحى ‘ أن مجيئ الرب يسوع سيكون فى نصف الليل‘ ولذلك نقوم كل نصف لليل للقاء العريس قبل أن يغلق الباب.
فى حياة المؤمن المسيحى تاريخين مهمين:
الأول: فى الخلاص الذى حصلنا عليه فى المجيئ الأول – التجسد الإلهى – إعتبار التبنى فداء أرواحنا كقول الكتاب" متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح ."رو3: 24.
الثانى: إستعدادا لقبول المخلصين فى المجيئ الثانى ‘ على إعتبار إنه فى المجيئ الثانى نحصل على التبنى فداء لأجسادنا ‘كقول الكتاب" نحن الذين لنا باكورة الروح ‘ نحن أنفسنا متوقعين التبنى فداء أجسادنا."رو8: 23.
تقدم التلاميذ وسألوا سيدهم: ماهي علامة مجيئك وإنقضاء الدهر ؟ ويجيب الرب: " ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات." مت24: 3‘ وقالها أيضا لتلاميذه " ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه."أع 1: 7.
وقد أعلمنا الرب له كل المجد علامات مجيئة الثانى وقال لنا:
مت 24: 33" متى رأيتم هذا كله فأعلموا أنه قريب على الأبواب."
مت24: 35" السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول."
مت24: 36" وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم  بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبى وحده.
والسؤال الآن ماهو رد فعل المؤمنين ‘ أولاد الله من مجيئ الرب الثانى:
لا نعرف ولا يمكن أن نعرف زمن مجيئه ‘ فلا بد أن نعيش فى حياة سهر روحى كامل مستعدين لتوقع يوم مجيئه ‘ حتى متى جاء العريس وقرع الباب نفتح له سواء فى الهزيع الثانى أو الثالث من الليل ‘ كقوله " إسهروا إذا لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم."مت24: 42.
لا يجب أن يدركنا يوم الرب كلص فى الليل كقول الكتاب فى رؤ16: 15 ‘ لأننا فى إستعداد وسهر وحافظين ثوبنا الأبيض لكي لا نمشى عرايا بالخطايا.
حقائق كتابية عن كيفية مجيئ الرب يسوع المسيح الثانى:
1- سيأتى السيد المسيح بشخصه بالجسد الذى صعد به : كقول الرسول" لأن الرب نفسه سوف ينزل من السماء ."1تس4: 46‘ وقول الملاكان للتلاميذ وقت الصعود " أن يسوع هذا الذى إرتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء."أع1: 11.
2- سيأتى على السحاب: " كقول الرب بفمه الكريم " وحيئذ يبصرون إبن الإنسان آتيا فى سحابه بقوة ومجد كثير." لو21: 27. وأيضا فى رؤ 1: 7" هوذا يأتى مع السحاب ..
3- سيكون منظورا لكل إنسان على الأرض (ليس كما يدعى شهود يهوة) " هوذا يأتى مع السحاب وستراه كل عين ‘ والذين طعنوه ‘ وينوح عليه جميع قبائل الأرض."رؤ1: 7.
4- سيأتى بقوة ومجد كثير" ومتى جاء إبن الإنسان فى مجده وجميع الملائكه القديسين معه فحيئذ يجلس على كرسى مجده ...مت25‘ وفى لو21 نفس المعنى بقوة ومجد كثير..
" وفى رؤية حزقيال (حز10: 14) رأى الكاروبيم لكل منهم وجهان الوجه الواحد وجه إنسان والثانى وجه أسد ‘
الإنسان  رمزا الى مجيئه الأول ‘ الذى فيه أخلى ذاته وأخذ صورة عبد‘ والذى فيه أطاع حتى الموت موت الصليب ليفدى البشرية ‘
 أما فى مجيئه الثانى فهو الأسد الملك الذى سيدين العالم بقوة ومجد كثير ‘ كاملا فى لاهوته.
5- مجيئه بغتة:
أ- شبهه الرب بالبرق" لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب‘ هكذا يكون أيضا مجيئ إبن الإنسان." مت24: 27 ( لذلك مذابحنا فى الشرق وصلواتنا تجاه الشرق)
ب- شبهه بالفخ " أنه كالفخ يأتى على جميع الجالسين على وجه الأرض."لو21: 35.
ج- شبهه كأيام نوح: " وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضا مجيئ إبن الإنسان...لم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع." مت24: 37.
د- شبهه مثل أيام لوط: " كما كان فى أيام لوط ‘ اليوم الذى فيه خرج لوط من سدوم أمطر نارا وكبريتا من السماء فأهلك الجميع ‘ هكذا يكون فى اليوم الذى يظهر فيه إبن الإنسان."لو7: 28-30.
ه-شبهه أيضا بمجيئ اللص فى الليل: " ولكنه سيأتى كلص فى الليل يوم الرب .." 1بط3: 10‘ " ها أنا آتى كلص." رؤ16: 15 ‘ و" لأنه فى ساعة لا تظنون يأتى إبن الإنسان."مت24: 44.
مجيئ الرب يسوع الثانى كما وصفه معلنا بولس الرسول:
1تس4: 16" لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق. الله سوف ينزل من السماء‘ والأموات فى المسيح سيقومون أولا‘ ثم نحن الأحياء الباقيين سنخطف جميعا معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء ‘ وهكذا نكون كل حين مع الرب."
السؤال الآن متى سيتم الفرز بين الأبرار والأشرار: -هناك حالتين:
الأولى  لو إنتقلنا من هذا العالم قبل المجيئ الثانى (الموت بالجسد) الأموات فى المسيح ‘ فأرواح الأبرار( اولاد الله أى المؤمنين بإسمه‘ الذين إنتقلوا من الموت إلى الحياة ) ستصعد إلى  فردوس النعيم ‘(وهذه أماكن إنتظار للمجيئ الثانى (لو16فى مثل الغنى ولعازر)
والذين سيكونون أحياء وقت مجيئه : - الأبرار الذين سيأخذهم الرب إليه عن يمينه وسيصعدون إليه لملاقاته فى الهواء ويقول لهم مع الموتى القائمين من الأموات " تعالوا يامباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم ‘ وأيضا " نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا فى القليل سأقيمك على الكثير ‘ أدخل إلى فرح سيدك." الذى هو ملكوت السموات أو أورشليم السمائية
 والأشرار الذين يموتون بالجسد والروح قبل المجيئ الثانى إلى  الجحيم ( الذين لم يريدوا أن يملك عليهم ‘ ورفضوه فاديا ومخلصا‘ ليست لهم معه ومعنا  نصيب )وهو مكان إنتظار أيضا حتى المجيئ الثانى والدينونة ‘ وسيقومون من الأموات أيضا ‘فى المجيئ الثانى ومع الأحياء الأشرارإلى جهنم ( بحيرة النار والكبريت) ‘إلى العار والإزدراء الأبدى ‘ حيث الظلمة الخارجية والبكاء وصرير الأسنان." دا12: 3.النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.مت25: 41
يقول لنا الرب اليوم( فأنظروا إلى نفوسكم.مر13: 9" أى حاسبوا أنفسكم "
لأن إنتقالنا من هذا العالم قد يحدث فى أى لحظة ‘وهو لا يريد لنا كقول الرسول" لأنه حينما يقولون سلام وأمان حيئذ يفاجئهم بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون." 1تس 5: 2 ‘
وكقول الرب فى مثل العذارى" وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب."فإسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها ابن الإنسان." مت25
ويحذرنا أيضا" لئلا تثقل قلوبكم فى خمر وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغته." لو21: 34
السؤال ماذا نحن فاعلون حتى لا يقال لنا ماقاله للعذارى الجاهلات : الذين سألوه ياسيد إفتح لنا فأجاب الحق أقول لكن إنى ما أعرفكن.
1- نعيش فى جهاد روحى طوال غربتنا على الأرض ‘ والمعنى هنا أن يكون الإنسان سهرانا روحيا على خلاص نفسه وأبديته ‘ وهو أمر خطير ‘ يجب علينا أن نضعه فى أعماق قلوبنا وإهتمامه‘ هو سهر دائم ‘ هوسهر الحياة كلها .
   السبب الأول   للسهر الروحى هو الإستعداد للأبدية
السبب الثانى هو ان الشيطان ساهرا أيضا يجول كأسد زائر ملتمسا أن يبتلعنا‘ ولذلك قال الرسول محذرا" قاوموه راسخين فى الإيمان."
السبب الثالث أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة( مت26: 41)
إذا السهر هو أمر إلهى ‘ وهو يعيننا ونحن ساهرين فندخل فى شركة مع الروح القدس لمسنادتنا.
2- الحياة فى توبة دائمة كقول الرب " إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون.لو13: 3
3- الحياة فى قداسة: "كونوا قديسين كما أنا قدوس " وقد سأل أهل تسالونيكى القديس بولس الرسول عن إرادة الله ‘ فرد قائلا " إرادة الله قداستكم ‘
 والقداسة تشمل الطهارة الجسدية ونقاوة القلب والضمير والحواس:
‘ كقول الرسول" إتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب." عب12:  14‘ وكقوله لتلميذه تيمو" إحفظ نفسك طاهرا." وقداستنا مرتبطة بحلول روح الله القدوس داخلنا لأننا هيكل الله المقدس. " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله."
4- أن نكون أمناء : والأمانة تكون مع الله أولا وثانيا مع الناس
 ‘ كقول الرب " كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة "
5- الحياة فى بر وصلاح وعمل الرحمة ‘  ولا نكون مثل الذين لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها – حياة رياء ونفاق - ومحبة القريب كنفسك ‘ وخدمة بعضنا البعض هو أقرب دليل على سهرنا الروحى إستعدادا ليوم اللقاء.
إسهروا إذن لأنكم لا تعلمون متى يأتى العريس ويغلق الباب. الله يعيننا على جهادنا الروحى لنكون مستعدين دائما ليوم الرب العظيم.
ولإلهنا المجد الدائم . أمين