فى الأحد الماضى – الأحد الرابع من شهر مسرى – قدمت لنا الكنيسة المقدسة فصل الإنجيل من بشارة معلمنا مرقس الرسول ‘ مرقس 13: 3-37‘ واليوم فى الأحد الأخير من السنة القبطية – 4نسي – تقدم لنا الكنيسة فصل الإنجيل من مت24: 3 – 35 ‘ وهذان الفصلان موضوعهما واحد وهو مجيئ الرب يسوع الثانى ‘ وعلامات مجيئة ‘ ونصيحته للبشر وللمؤمنين بالسهر ‘ وأن ننظر إلى أنفسنا ‘ ونفس الموضوع ورد أيضا فى فصل من إنجيل معلنا لوقا البشير لو21: 5 – 36.
كيف يكون مجيئه الثانى
1- " لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر فى المغارب هكذا يكون أيضا مجيئ إبن الإنسان "
2- " وللوقت بعدضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع."
3- "وحينئذ تظهر علامة ابن الإنساس فى السماء. "
علامات المجيئ الثانى
سأل التلاميذ الرب يسوع " ماهى علامة مجيئك وإنقضاء الدهر ؟ ‘ فأجابهم يسوع انظروا لا يضلكم أحد ‘ وذكر لهم العلامات ‘ وجاءت كما وردت فى الأناجيل الثلاثة مايلى:
1- كثيرين سيأتون باسمى قائلين: أنا هوالمسيح ويضلون كثيرين.
2- تسمعون بحروب وأخبار حروب
3- تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة ‘ وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل فى أماكن. كل ه1ه كلها مبتدأ الأوجاع.
4- يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم ‘ وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمى.
5- يعثر كثيرين ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا.
6- يقوم أنبياء كذبة كثيرين ويضلون كثيرين.ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين.
7- ويكرز ببشارة الملكوت هذه فى كل المسكونة شهادة لجميع الأمم .
ثم يأتى المنتهى.
والله قد عرفنا كل علامات المجيئ الثانى ويقول لنا "ها انا قد سبق وأخبرتكم ."مت24: 25‘ وأيضا قوله الإلهى" السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول." مت24: 35‘
وأيضا بعد أن عدد علامات الأزمنة الأخيرة الصعبة قال لنا الأهم وهو " فانظروا لأنفسكم "مر13: 9 ‘ويعلمنا " اسهروا إذا لانكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم ." مت 24: 42 ‘ ولذلك وجب على المؤمنين جميعا أن يكون رد فعلهم واحد بالسهر فى حياة توبة صادقة ‘
ولأن الذى يصبر الى المنتهى فهذا يخلص ‘
ولأنه قد يأتى وقت إنتقالنا من الأرض الى السماء فى أى وقت قبل مجيئه الثانى
وقول الرب له كل المجد بالنصيحة لنا " فانظروا الى أنفسكم " لكى لا نكون فى وقت مجيئه أحد الذين وصفهم الكتاب فى رؤ 6: 15-17"
" وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر ‘ أخفوا أنفسهم فى المغاير وفى صخور الجبال ‘ وهم يقولون للجبال والصخور اسقطى علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه ومن يستطيع الوقوف. لأنه مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحي."
ولننظر لأنفسنا " لئلا تثقل قلوبكم فى خمر وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة."لو21: 34 ‘ و " لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون." 1تس5: 2
والرسالة واضحة لأننا قبل يومين من إنتهاء السنة القبطية ‘ فلنتذكر أنه قد تكون ساعتنا الأخيرة أيضا على الأرض ‘فلنحاسب أنفسنا قبل بدء العام الجديد ‘ نعيش فى توبة صادقة ‘ محبة باذلة فعالة عطاءه ‘ مصالحين كل الناس ‘ نازعين كل شر أو شبه شر من قلوبنا ‘ مطهرين كل النفس والعقل والفكر واللسان والعين ‘ مصلين كل حين.
و دعونا نلقى قليل من الضوء على صفات الانسان فى الأيام الأخيرة: كقول معلمنا القديس بولس الرسول فى رسالته لتلميذه تيموثاوس الثانية 3: 1-5"
" ولكن اعلم هذ أنه فى الأيام الأخيرة ستأتى أزمنة صعبة .لأن الناس يكونون:
1- محبة النفس: أساس كل الشرور وجذورها ‘حيث تغلق النفس والقلب عن محبة الله" من يريد أن يتبعنى فلينكر ذاته" وليكون كل عمل أو خدمة هو لمجد وكرامة الله أولا وأخيرا.
2- محبة المال والطمع: وخطورتها هو الطمع ‘ لأنها كما قال الرسول عبادة أوثان ‘ وان هذا الانسان لا يشعر بالعرفان بالجميل لأحد ‘ لا يرويه مال العالم فينسى كل ماحوله وما بداخله وما لله فيه .
3- حب العظمة والكبرياء : إنسان عطشان الى حب الكرامه الباطلة والمجد الزمنى ‘ وهذه كلها أمور تفقد الانسان سلامه الداخلى ‘ ويعيش وحيدا بين الناس‘ وليس عجبا ان يكرر الكتاب قوله " الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين يعطيهم نعمة".
4-التجديف: محبة الذات والطمع والكبرياء ينحرف ببصيرة الانسان الداخلية عن الله نفسه ‘ فيكون أعمى عن وسائل الخلاص وطرقها وعن عطايا الله المجانية للبشر ‘ يقاوم روح الله داخله وينكر قوته ‘ يقوده هذا الى التجديف على الله ‘ ولا عجب من إنتشار الإلحاد فى العالم اليوم .
5- عدم طاعة الوالدين : وطبعا الذى لا يعرف طاعة الله ليست فيه طاعة لأحد ولا لوالديه ‘فالذى يفقد الأبوة الإلهيه لا يحترم أبواه على الأرض.
6- عدم الشكر أو الجحود : كل الخطايا السابقة تشعر الانسان بفراغ داخلى لا يستطيع العالم أن يملأه ‘ فالانسان بدون شبع روحى لا يعرف الشكر والحمد والتسبيح ‘ فيعيش فى حياة جحود تفقد الانسان صوابه.
7- الدنس: الانسان بدون شبع روحى يعيش حياته نحو إشباع جسده وشهواته الجنسية ‘ فيتدنس ويتنجس ‘ فاللذه الجسدية تزيده إنخراطا فى تصرفات دنسه بعيدة عن الطهارة الجسدية وبالتالى القداسة الروحية والتى بدونها لن يعاينون ملكوت الله.
8- عدم الحنو : أى عدم وجود ود طبيعى بين البشر ‘ وهذه أصبحت سمة من سمات الانسان فى ذلك الزمان ‘ فاشباع الملذات الذاتية تبعد الانسان عن الود الطبيعى لغيره من أخوته فى الإنسانيه ‘ وهذه محبة طبيعيه خلقها فينا الله تنتج عن محبتنا له ‘ فمحبة الله ومحبة الغير وصية واحدة .والذى يحب الله بصدق لا يعرف بغضة للآخرين.( قصة يحنس القصير - سنكسار اليوم)
9- عدم الرضا : وعدم القناعة والتبرم باستمرار ينسى الانسان شكر وحمد الله ‘ فينقض العهد مع الله أولا ثم الانسان أخيه ثانيا.
10- الثلب: ومعناه اتهام الآخرين بالزور ‘ فلا يقف الأمر عن نقض العهد وإنما يتهم غيره زورا.
11- عدم النزاهة أو عدم العفة: بفقدان الانسان قدرته عل ضبط نفسه ورغباته سواء باللسان أو الشهوات الجسدية ‘ انسان يعيش فى ملذاته بدون ضابط.
12- الشراسة : الخطية تفقد الأنسان إنسانيته ليحيا شرسا يقاوم الآخرين بلا سبب حقيقى بروح عدوانية .
13- غير محبين للصلاح: إحتقار كل أمر صالح والإستهانة به‘ ولوى الحقائق ‘ وينظرون الى كل صلاح بتفاهة وعدم إكتراث. ناسيين أن الله خلقنا من أجل أعمال صالحة.
14- الخيانة: خيانة الانسان للعهد الإلهى والعهد الطبيعى الذى زرعه الله فى البشر ‘ يجعله يخون الصداقه وحق الجيرة وأى علاقات بشرية صادقة .
15- الإقتحام: التدخل بالشر فيما لا يعنيهم ‘ اى الرغبة فى اقتحام حياة الآخرين بدون مبرر .
16- التصلف : أى الكبرياء بدون ترو ‘ فالصلافة هى العظمة الغبية.
17- محبة الذات دون محبة الله : لأن محبة الانسان لإشباع رغباته تقف حائلا بينه وبين محبة الله ‘ فتجلب عليه سلسلة من الخطايا لا يستطيع مقاوماتها.
18- وأخيرا الذين لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون لقوتها‘ وهذه أخطر أنواع الشرور ‘ الذى يتجمل فيه الانسان بشكل التقوى ‘ ولكنه حقيقة يعيش فى الخطايا ‘ يعيش فى حياة الخداع المظهرى البراق ‘ وأما الداخل مملوء فسادا ودنس ونجاسة ‘ وهذه هى خطية الرياء التى يصعب على صاحبها التعلم ‘ ولكن خطورتها هو خداع الآخرين وحجر عثرة للغير.
هذه بعض العلامات وصفات الانسان فى الأيام الأخيرة ‘ فلا تنظر حواليك وتقول هذا عن فلان وهذه عن فلانة ‘بل أقول لك قول الرب " فانظروا الى أنفسكم" أولا ‘حتى نكون فى سهر كامل لهذا اليوم العظيم.
ولإلهنا المجدالدائم . أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق