صلاة وحدة الكنائس في ابرشية طرابلس المارونية



زغرتا من فريد بو فرنسيس  ـ
استضافت أبرشية طرابلس المارونية وبدعوة من راعيها المطران جورج بو جوده الصلاة المسكونية ـ صلاة لأجل وحدة المسيحيين- في كنيسة مار يوحنا المعمدان في حارة الجديدة في مجدليا قضاء زغرتا.
شارك في الصلاة السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزاف سبيتاري، رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، القائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس، رئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، النائب البطريركي المطران جوزاف نفاع، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أفرام كيرياكوس، متروبوليت طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار جاورجيوس ضاهر، الى لفيف من الكهنة والرهبان والراهبات. وبحضور رئيسة بلدية مجدليا جومانا بعيني، وحشد من المؤمنين.
في بداية الصلاة تحدث منسق اللجنة المسكونية في الشمال الخوري شارل قصاص فقال:" "اقدم لك قضاة فيحكمون فيما بين الشعب حكما عادلا" تحت هذا العنوان نجتمع اليوم لنصلي ونعمل من اجل وحدة الكنائس".
بعد الانجيل المقدس تحدث المطران نفاع فقال:" عنوان هذا اللقاء "اقدم لكم قضاة يحكمون حكما عادلا فيما بين الشعب" والسؤال المطروح لماذا نتحدث عن العدالة الاجتماعية ونحن نصلي للكنيسة. ان من يعرف قصة الكتاب المقدس، يدرك تماما ان الرابط بينهما قوي جدا، لذلك سوف اسمح لنفسي بهذه الامسية الطيبة، ان اخبركم قصة العهد القديم، لان هذه الاية هي من العهد القديم، وهي جاءت من فترة الانبياء. كلنا يعلم ان شعب الله المختار بدأ حياته في مصر، واستعبد، وحرره الله، وشق البحر مع موسى ونقلهم الى الضفة الاخرى، وبقوا اربعين عاما يسيرون في الصحراء، وتحملوا الحر والبرد والتعب والجوع والعطش، وما جعلهم يصبرون هو ان الرب سوف ياخذهم الى ارض المعاد، ارض تدر لبنا وعسلا، وهناك سوف يرتاحون. 
وصل الشعب ودخلوا الى ارض وكانت هذه الارض فعلا تدر لبنا وعسلا، ولكن عندما وضعوا ارجلهم في ارض المعاد، لم يروا يوما واحدا فيه راحة، لانهم اختلفوا على العسل واللبن، وانقسمت المملكة الى قسمين، ودارت حروب ومشاكل، والملك الذي كان يجب ان يهتم بالشعب اصبح متلهيا بالحرب، واصبح من ليس له ضمير ياكل مال الفقير، واكملوا في رشوة القضاء حتى لا يحكموا بالعدل، وكانت النتيجة ان المملكة تدمرت واخذ الشعب الى السبي، وضاعت كل احلامهم وما كانوا ينتظرونه. 
اضاف المطران نفاع:" صلوا كثيرا، ولكن الرب لم يستجيب، وكفر الشعب، ونعت ربه بانه قاسي، لانه لا يستجيب، فقد كان هناك مشكلة كبيرة، وقال لهم الرب على لسان الانبياء، لماذا انا بنيت هيكلي في اورشليم، فلم يعرفوا ذلك، فقال لهم لان الهيكل مبني في وسط الشعب، لاني اتيت ان اسكن وسطكم، فاذا انقسمت المدينة نصفين فاين يصبح الهيكل؟ فكانت كلمة الرب لهم "ان انقسامكم هجرني، ولم اعد استطيع ان اساعدكم". 
فالحلم هو ان نكون واحدا، هذه هي العبرة من القصة، وانتم مهما كان الانقسام ومهما كانت اسبابه لا يستطيع الله ان يرضى عنه، لان الانقسام يهجر الله، لذلك فهو يطلب منا ان نقاضي بالعدل حتى يستطيع ان يسكن بيننا، هل هذا الامر صعب او مستحيل اكيد لا".
وقال:" اجتماعا اليوم لا يستطيع ان يصنع الوحدة العقائدئة بيننا، ولا اعرف اذا كان احدا يعلم ما هو الاختلاف العقائدي بيننا، ما هو مطلوب هو اهم من ذلك وامر اساسي، لاحظوا في العهد القديم ان ما يهم الله هو اذا كان الشعب موحدا او منقسما، انتم الشعب ونحن معكم، اجتماعنا اليوم هو الاساس، لنبدا ان نكون نحن قضاة العدل، العدل تجاه بعضنا البعض، لانه مرات كثيرة نكون ظالمين في امور نعتبرها ثانوية، فاذا كنت تشهر باي كنيسة اخرى فانت ظالم، كنيستي ليست للتشهير وكذلك كنيستك، مطلوب منا ان نكون عادلين مع بعض، وان نعيش اخوة مع بعضنا البعض، ولن اسمح لنفسي ان اتناول اي شيء من كنيسة الاخر او تراثه او قداسه، لان ذلك ليس في محله، والكلمة ليست كلمة عدل، فالعدل هو ان انظر الى الاخر وارى الغنى الذي يقدمه لي". 
وختم المطران نفاع يقول:" نحن في هذه الامسية نستمع الى تراتيل من تراثات مختلفة، ونرى كم نحن اغنياء بعضنا ببعض، للاسف هناك اناس من شعبنا تدين بعضها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقول ان فلانا من الكنيسة الفلانية فهو لا يستحق السماء، وهذا امر مرفوض، جعلنا من انفسنا ديانين، بيدنا الخلاص، وبيدنا الهلاك، اوقات كثيرة تقولون لنا ان المشكلة هي نحن الاساقفة لذلك الكنيسة ليست موحدة، هنا اريد ان ارجع اليكم الكرة بالقول اصنعوا الوحدة فيما بينكم فتجبرونا بالعمل عليها، لا بل اقول اكثر كلنا لدينا رغبة هائلة في قلوبنا هو ان تكون الكنيسة موحدة، ومن دعاكم على هذا اللقاء المبارك هم الاساقفة ووجودهم بينكم اليوم هو دليل انه في قلوبهم هدف يعملون من اجله". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق