ترأس الحبر الجليل الانبا أسطفانوس أسقف ببا والفشن صباح اليوم الخميس ٢٨ فبراير القداس الالهى بكنيسة القديس أثناسيوس بحى دونفال ومقر إيبارشية ملبورن باستراليا بحضور كهنة كنائس المدينة أعقبه اجتماع عام مع الاباء الكهنة , ياتى هذا ضمن برنامج الزيارة الرعوية التى يقوم بها الانبا أسطفانوس فى الفترة من الاثنين ٢٥ فبراير الى الأحد ٣ مارس , وسوف يقود القداسات الإلهية من غداً الجمعة الى الأحد بالترتيب بكنائس القديس مكاريوس , الانبا بيشوى ثم القديسة العذراء مريم كما يقود اجتماعات عامة مع شعب الايبارشية وذلك مساء غد الجمعة بكنيسة القديس مار مينا والقديسة مارينا ومساء بعد غد السبت بكنيسة القديس مار جرجس .
اسقف ببا والفشن يتفقد إيبارشية ملبورن ويعقد إجتماعات مع شعب وكهنة الإيبارشية
... أشرف حلمى ـ
يصل مطار ملبورن باكر الاثنين الموافق ٢٥ فبراير الحبر الجليل الانبا أسطفانوس أسقف ببا والفشن كاول أسقف يزور إيبارشية ملبورن تحت الرعاية المباشرة لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريارك الكرازة المرقسية وسوف يعقد إجتماع عام لشعب الايبارشية مساء نفس اليوم الساعة السابعة بكنيسة الملاك ميخائيل يعقبها صلاة تسبحة نصف الليل , وقد أعدت الايبارشية برنامج للزيارة التى تستمر لمدة أسبوع وحتى يوم الأحد الموافق ٣ مارس يتخلله بعض الزيارات الخاصة وذلك على النحو التالى .
الثلاثاء ٢٦ فبراير : زيارة دير الانبا أنطونيوس .
الاربعاء٢٧ فبراير : القداس الالهى صباحاً بكنيسة القديس مار مرقس بحى برستون .
الخميس٢٨ فبراير : القداس الالهى بمشاركة كهنة الايبارشية يعقبة إجتماع كهنة بكنيسة القديس اثناسيوس بحى دونفال .
الجمعة ١ مارس : القداس الالهى صباحاً بكنيسة القديس الانبا مكاريوس ثم زيارة كلية القديسة العذراء القبطية , واجتماع عام مساءً بكنيسة القديس مار مينا والقديسة مارينا .
السبت ٢ مارس : القداس الالهى صباحاً بكنيسة الانبا بيشوى , وصلاة العشية واجتماع عام مساءً بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس .
الأحد ٣ مارس : القداس الالهى صباحاً بكنيسة القديسة العذراء بحى كينجسنتون .
ثلاثة أساقفة يشاركون قداس سيامة ثلاث كهنة جدد لإيبارشية سيدنى الأسترالية
... أشرف حلمى ـ
تمت صباح اليوم السبت الموافق ٢٣ فبراير سيامة ثلاث كهنة لإيبارشية سيدنى وتوابعها بأستراليا وذلك خلال القداس الإلهى بكنيسة الاباء الرسل والشهيد أبانوب بحى بلاكتاون غرب مدينة سيدنى , ترأس القداس الالهى الأحبار الاجلاء الانبا دانييل أسقف سيدنى وتوابعها , الانبا دانيال أسقف ورئيس دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين بولاية نيو ساوث ويلز والانبا أسطفانوس أسقف ببا والفشن الذى يزور أستراليا بمشاركة بعض من كهنة الإيبارشية وحضور كهنة وشعب الكنيسة , وقد سيم الشماس جمال عبد المسيح كاهن عام باسم القس سيمون وكل من الشمامسة وسيم المصرى وأندور فرنسيس قساوسة على مذبح كنيسة الاباء الرسل والشهيد أبانوب باسماء ديفيد وأندرو , وقد أعدت الكنيسة إحتفالاً خاصة للكهنة الجدد بعد انتهاء القداس لتلقى التهاني والتقاط الصور التذكارية قبل مغادراتهم بصحبة الانبا دانيال الى دير الانبا شنودة لقضاء فترة الأربعين يوم قبل إستلامهم الخدمة بكنائسهم .
بالصور الانبا سوريال يترأس قداسات صوم وفصح يونان بكنائس كاليفورنيا
... أشرف حلمى
ترأس امس الخميس الموافق ٢١ فبراير نيافة الحبر الجليل الانبا سوريال الاسقف المساعد لإيبارشية لوس انجلوس , جنوب كاليفورنيا وهاواي القداس الالهى لعيد فصح يونان بكنيسة القديسة العذراء والقديسة فيرينا كما قام نيافته بزيارة أكاديمية القديس لوقا , وقد ترأس الانبا سوريال ايضاً قداس اول صوم يونان بكنيسة الصليب المقدس , واليوم الثانى بكنيسة القديس موريس بمشاركة الأحبار الاجلاء الانبا ابراهام الاسقف العام والانبا دانيال اسقف المعادى والبساتين وسكرتير المجمع المقدس , وفى اليوم الثالث للصيام فكان بكنيسة القديس العظيم مار جرجس .
ترقية كاهن لرتبة القمصية وإبنه للاغنسطوسية شماساً بإيبارشية سيدنى الأسترالية
من أشرف حلمى ـ
أحتفل شعب وكهنة كنائس ولاية كوينزلاند اول امس السبت الموافق ١٦ فبراير بترقية القس دايفيد محروس كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم لرتبة القمصية وذلك أثناء القداس الالهى على يد الانبا دانييل أسقف سيدنى وتوابعها الذى فاجأ شعب الكنيسة بترقية الشماس دميان محروس الى رتبة اغنسطوس بعد ان قبل الأب الاسقف التذكية التى قدمها شمامسة الكنيسة , وقد حرص القمص صموئيل وديع كاهن كاتدرائية القديسة العذراء ومار مينا بسيدنى على حضور القداس وتقديم التهنئة نيابة عن كهنة وشعب الكاتدرائية.
ومما يذكر ان القمص دايفيد أحد أبناء كاتدرائية العذراء بسيدنى وتخرج من كلية الصيدليه جامعة سيدنى عام ٢٠٠٠ وتمت سيامته قساً بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث فى ٣٠ مايو ٢٠٠٤ . وبعد قضاء فترة الأربعين يوم بأحد الأديرة المصرية توجه لإستلام مهام الخدمه بكنيسة السيده العذراء بحي كالام ڤال - برسبن .
الانبا سوريال يترأس القداس الالهى بكنيسة الملاك بكاليفورنيا ويشارك بمؤتمر خبرة السنين
من أشرف حلمى ـ
ترأس الحبر الجليل الانبا سوريال امس السبت الموافق ١٦ فبراير القداس الالهى بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بكاليفورنيا بمشاركة الاباء كهنة الكنيسة مارك , ديفيد وكيرلس , كما شارك ايضاً مساء نفس اليوم فعاليات وأعمال المؤتمر الروحى لخدمة الدياكونية الأول للمسنين الذى نظمته إيبارشية لوس انجلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواي برعاية وحضور كل نيافة الانبا سرابيون مطران لوس انجلوس و جنوب كاليفورنيا وهاواي والانبا ابراهام الاسقف العام ومشاركة نيافة الحبر الجليل الانبا دانيال اسقف المعادي والبساتين وسكرتير المجمع المقدس .
وقد قام الانبا أبراهام بتقديم الانبا سوريال للمشاركين بالمؤتمر كما يعرفه الجميع بامريكا منذ ان كان راهباً يخدم بكنيسة مار مرقس بهونولولو عاصمة ولاية هاواى عام ١٩٩٦ وايضاً عندما سيم أسقفاً عاماً لامريكا عام ١٩٩٧ للخدمة بالمقر البابوى بنيوجيرسي حتى تم تجليسة على إيبارشية ملبورن عام ١٩٩٩ وبسماح من الله انتقل للخدمة ليكون أسقفاً مساعداً للانبا سرابيون مطران إيبارشية لوس انجلوس .
إيبارشية ملبورن تعلن قبول استقالة الانبا سوريال رسمياً عن إدارتها
من أشرف حلمى ـ
أعلنت صباح اليوم ايبارشيتى سيدنى وملبورن الأستراليتين نبأ قبول قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريارك الكرازة المرقسية الاستقالة التى تقدم بها الانبا سوريال أسقف ملبورن وتوابعها فى الخامس من نوفمبر العام الماضى , وذلك نقلاً عن مجلة الكرازة التابعة للكنيسة القبطية بالقاهرة فى عددها الأخير تحت عنوان ( الخدمة بأستراليا ) والتى تم ترجمتها للغة الانجليزية ونشرها على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك لإيبارشية ملبورن .
ويرجع تاريخ قبول الاستقالة الى ١٤ يناير الماضى على أثر اجتماع لجنة الايبارشيات دعا اليه قداسة البابا بحضور١٧ مطراناً وأسقفاً والذى انتهى بتوصية وليس قرار جاء بها ( بعد الاطلاع الكامل على التقارير العديدة المرسلة من إيبارشية ملبورن وزيارة نيافة الانبا رافائيل وبعض الاباء الكهنة وعلى كل الاتصالات المستمرة منذ بداية الأزمة مع قداسة البابا ولجنة إدراة الايبارشية , وجدنا انه إحترامنا للقوانين الاسترالية يتم تجميد علاقة نيافة الانبا سوريال بإيبارشيتة ملبورن وكل توابعها والقبول المبدئي لطلب إعفائه من الخدمة فى ملبورن بناء على رغبته الشخصية والتى اعلنها يوم ٥ نوفمبر ٢٠١٨ , ودعوته الى احد اديرتنا القبطية فى مصر او خارجها للبقاء فيها دون أدنى مسئولية رعوية وطلبنا الخلاص لنفسه وقد وقع الجميع على هذه التوصية )
وقد اجتمع قداسة البابا يوم ٣١ يناير مع سبعة اباء كهنه من ملبورن والمفوضون من قبل مجمع كهنة الإيبارشية للإطلاع على مستقبل الإيبارشية , وفى اليوم التالى اول فبراير اجتمع قداسة البابا مع نيافة الانبا سرابيون مطران لوس أنجيلوس بحضور الانبا دانيال اسقف المعادى والسكرتير العام للمجمع المقدس قدم خلاله الانبا سرابيون خطاباً موقعاً من الانبا سوريال يطلب الإعفاء النهائي من إيبارشية ملبورن وبعدم عودتة راعياً لها باى صورة , وقد قبل البابا هذا الطلب ووافق عليه , كما قدم الانبا سرابيون طلباً بان ينقل الانبا سوريال الى الخدمة بإيبارشية لوس انجيلوس بامريكا وقد وافق قداسة البابا على النقل . وبذلك يغلق الستار على مشكلة إيبارشية ملبورن بسلام ويصير قداسة البابا تواضروس الثانى هو المسئول عن إيبارشية ملبورن مع لجنة إدارة خاصة وذلك لحين تدبير رعايتها فى الوقت المناسب .
السلطات المصرية تقبض على 4 طلاب نشروا فيديو يسخر من طقوس دينية مسيحية
بي بي سي ـ
ألقت الشرطة المصرية القبض على أربعة طلاب، للتحقيق معهم في نشر مقطع فيديو يتضمن سخرية من ترانيم وصلوات مسيحية.
وأقر الشباب الأربعة، بينهم طالب بجامعة الأزهر، بتصوير الفيديو ونشره على موقع يوتيوب في 31 يناير/كانون الثاني، بغرض المزاح من دون قصد الإساءة إلى الدين المسيحي، بحسب بيان رسمي لوزارة الداخلية المصرية.
وقالت الوزارة في بيانها إن "المتابعات الأمنية رصدت تداول مقطع فيديو على شبكة الإنترنت بعنوان (أربعة طلاب فى الأزهر يسخرون من الأقباط)".
وتوصلت الشرطة إلى المشاركين في الفيديو، وأن بينهم طالب بجامعة الأزهر وهو من تولى التصوير ونشر مقطع الفيديو.
وأضاف البيان أنهم أكدوا إزالة الفيديو عقب استشعار تصاعد الموقف، كما بثوا فيديو آخر يعتذرون فيه عما بدر منهم.
وأوضح البيان أنه بعد القبض على الأشخاص الأربعة اعترفوا بتصوير الواقعة في منزل أحدهم وهو طالب بأحد المعاهد الدينية بمدينة 6 أكتوبر، التابعة لمحافظة الجيزة.
كما قام أحدهم، وهو طالب بإحدى الكليات فرع جامعة الأزهر بالشرقية، بنشر الفيديو عبر قناته على موقع يوتيوب. وقد كشف زملاؤه اثناء التحقيقات عن أنه صاحب الفكرة، وإنه استلهمها من صفحة إلكترونية بعنوان (primo) على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك " تبث منشورات وتعليقات ساخرة بكافة المجالات (السياسية والإقتصادية والدينية) اعتاد على مطالعتها.
وأشار البيان إلى موقف جامعة الأزهر، والتي قررت تحويل الطالب المذكور إلى مجلس تأديبي.
وفي 2016، قضت محكمة مصرية بحبس ثلاثة طلاب أقباط لمدة خمس سنوات، وإيداع طالب رابع دون 18 عاما إحدى دور الرعاية الاجتماعية، بعد إدانتهم بتهمة إزدراء الدين الإسلامي من خلال نشر مقطع فيديو على التواصل الاجتماعي.
وفي مارس/آذار 2018، حققت السلطات مع مدرس دراسات اجتماعية في محافظة بني سويف، بشمال صعيد مصر، بتهمة ازدراء الأديان أمام طالبات المدرسة، وتم حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
بو جوده في عيد مار مارون: نأمل أن تكون حبّة الحنطة نهجا يتبعه كل شخص منا
لمناسبة عيد مار مارون تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداسا في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه، النائب العام على الابرشية الخوراسقف انطوان مخائيل، خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والكهنة جوزاف فرح، سيمون ديب، وراشد شويري، ومشاركة لفيف من الكهنة والرهبان.
حضر القداس الدكتور كمال زيادة ممثلا وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي، وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:" إنّ حبة الحنطة، إن لم تقع في الأرض وتمت، تبقى واحدة، وإذا ماتت، أتت بثمر كثير". عندما قدَّم يوسف ومريم يسوع إلى الهيكل، تنفيذاً للشريعة، حمله سمعان الشيخ على ذراعيه ومجّد الله، وقال لمريم: "هذا الطفل سيكون علامة للتناقض والخصام". وفي الواقع فإنّ يسوع عندما بدأ يعظ ويُعلّم إعتمد أسلوب التناقض فإنطلق ممّا يعتبره الناس أمراً طبيعياً وصحيحاً لينقضه ويفنّده ويعطي عنه شرحاً مثيراً للجدل والخصام لأنّه لا يتوافق مع نظرة الإنسان العاديّة للأمور. معظم الاشخاص يعتبرون أنّ السعادة تُبنى على الغنى والمقتنيات، وعلى العزّة والجاه، وعلى السلطة والوصول إلى المراكز المرموقة، وعلى فرض الرأي على الآخرين بالقوّة، إلى درجة إستعمال العنف ضدّهم وإضطهادهم، ولكهنم في الوقت عينه لا يدركون انها امور فانية. فالمسيح في بداية حياته العلنيّة، وفي ما يُعتبر دستوراً لحياة الإنسان المسيحي، نراه يُعلن في الخطبة على الجبل ويقول:" طوبى للمساكين بالروح، فإنّ لهم ملكوت السماوات. طوبى للودعاء، لأنّهم سيرثون الأرض. طوبى لكم إذا عيّروكم وإضطهدوكم وإفتروا عليكم كلّ سوء من أجلي، إفرحوا وإبتهجوا لأن! أجركم عظيم في السماوات".
اضاف بو جوده:" في هذا المقطع من الإنجيل بالذّات، يؤكّد المسيح على هذا الأسلوب في التعليم، فيُعلن أنّ ما نعتبره نحن موتاً هو الحياة وما نعتبره حياة هو الموت الحقيقي. فحبّة الحنطة التي تموت ظاهرياً عندما تُطمَر في التراب سوف تتحوّل إلى حياة لحبّات أخرى كثيرة، أمّا إذا أرادت أن تبقى حيّة فهي في النهاية سوف تفقد كامل وجودها بعد أن تبقى مفردة لفترة من الزمن. وإنّ لنا في تاريخ الكنيسة تطبيقاً واقعياً لهذا التعليم، من خلال حياة الشهداء والنسّاك والقدّيسين. فلقد تعرّضت الكنيسة عبر تاريخها الطويل إلى المعارضة والإضطهاد وما زالت تتعرّض لذلك حتى اليوم. فإستشهد الكثيرون من أبنائها دفاعاً عن إيمانهم، لكنّ دماءهم، على ما قال أحد آباء الكنيسة، كانت زرعاً لمسيحيّين جدد. فالإضطهادات لم تكن على الإطلاق سبباً لضعف الكنيسة وموتها، بل على العكس فإنّها رسّخت أبناءها في إيمانهم، ولذلك، عندما إنتهى عصر الإضطهادات الأوّل في بداية القرن الرابع، إنتشرت بين المسيحيين روح الفتور واللآمبالاة وعدم الإلتزام بمتطلبات إيمانهم، فبرز البعض منهم وإعتمدوا مبدأ وأسلوب إماتة الذّات والتقشّف آخذين بتعليم المسيح عن حبة الحنطة. كان أوّلهم أنطونيوس الكبير في صعيد مصر، ثمّ تلاه الكثيرون في فلسطين وسوريا ولبنان، فأصبحوا يُعتبَرون الشهود البيض لأنّهم أماتوا أنفسهم عن مغريات العالم وملذّاته وإعتمدوا شظف العيش في البراري والعراء، وكان من بينهم مارون الناسك في جبل قورش، الذي تحوّلت حياته إلى مدرسة إقتدى بها الكثيرون".
وتابع:" القديس مارون كان من هؤلاء النسّاك الذين وَسَموا تاريخ الكنيسة بوسمهم الخاص. كان كاهناً تنسّك على قمّة جبل قورش في سوريا الثانية، عاش في العراء وحوّل هيكلاً للأصنام إلى معبد لله. جاهد في الزهد ليل نهار محتملاً حرّ الصيف وبرد الشتاء، فقصده المؤمنون من كل الأصقاع، وتتلمذ على يده الكثيرون وربطته بالقديس يوحنا فم الذهب، البطريرك المنفي علاقة صداقة ومودّة. وقد أرسل إليه هذا الأخير رسالة من منفاه سنة 405 يطلب فيها صلاته ودعاه ويقول له فيها:" إنّ علاقات المودّة والصداقة التي تربطنا بك تُمثّلك نصب عينينا كأـنّك حاضر لدينا لأنّ عيون المحبة تخرق من طبعها الأبعاد. ونحب أن تكون على يقين من أنّنا لا نفتر عن ذكرك أينما كنّا لما لك في ضميرنا من المنزلة الرفيعة، فلا تضن أنت علينا أيضاً بأنباء سلامتك، وجلّ ما نسألك أن تصلّي إلى الله من أجلنا".
وقال:" في القديس مارون يصحّ قول السيّد المسيح عن حبّة الحنطة. فهو، وإن مات عن العالم، لم يبقَ وحيداً بل على العكس، فإنّ موته أعطى الحياة للكثيرين الذين تحوّلوا تدريجياً إلى جماعة بيت مارون، ثم إلى كنيسة قائمة بذاتها، تنتشر اليوم ليس فقط في لبنان والشرق، بل في أنحاء العالم، وهي تسعى للبقاء أمينة لروحانيّة أبيها القديس مارون، بالرغم ممّا يعتريها ويعتري أبناءها من ضعف ووهن في بعض الأحيان، خاصة عندما ينسون أو يتناسون أصولهم الروحية والمحبّة التي يجب أن تجمعهم والتي من المفروض أن تكون ميزتهم الأساسيّة، فيتحوّلون مرات كثيرة إلى مجرّد جماعات بشريّة إجتماعيّة وسياسيّة يكتفون بالإدّعاء بحمل إسم مارون، بينما هم بعيدون كل البعد عن روحانيّته. وهذا ما يتهدّدهم اليوم، وما يتهدّد مصيرهم ومستقبلهم وحتى وجودهم، نظراً لما يتفشّى فيما بينهم من روح حقد وبغضاء، ومن إنقسامات وتشرذم وصراع داخلي، إذ تحوّلت روح المحبة التي يجب أن تكون ميزتهم الأساسيّة إلى روح أنانيّة وحب الذات، وسعي إلى المراكز والسلطة متناسين أنّه بالنسبة لمارون ولتعليم المسيح، السلطة خدمة لا تسلّط والمحبة عطاء وتضحية وليست فرضاً بالقوّة للذّات والآراء".
وختم بو جوجه يقول:" في مناسبة عيد مار مارون، نأمل أن تكون حبّة الحنطة نهجا يتبعه كل شخص منا، في حياته اليومية وفي عمله، افرادا كنا ام مسؤولين، ونهج نتبعه في مؤسساتنا ومؤسسات الدولة واداراتها، لكي ينمو لبنان ويزدهر على كل الاصعدة. فأبناء مارون يعيشون اليوم، وبصورة خاصة في لبنان، حالاً من التقهقر ونكران الهوية. وهم مدعوّون، بإحتفالهم بعيد شفيعهم وأبيهم أن يعملوا بروح الخدمة والتجرّد في سبيل الخير العام، كما عليهم ان يقوموا بفحص ضمير ومراجعة حياة علّهم يعودون إلى أصالتهم وميزتهم الأساسيّة، روح المحبة والشهادة للمسيح. فإلى الله نرفع اليوم الصلوات بشفاعة أبينا مارون كي يعطي أبناءه شيئاً من روحه فيعيشون مع بعضهم البعض بروح أخوية، مترفعين عن الحساسيّات، والخلافات الصغيرة الضيقة، ويبقون، كما كان آباؤهم وأجدادهم منذ القديم، شهوداً للإيمان بحياتهم وأعمالهم وأقوالهم".
بعد القداس تقبل المطران بو جوده تهاني العيد من الحضور في صالون الكنيسة.
مركز البابا شنودة باستراليا يشهد إفتتاح مهرجان الكرازة المرقسية لعام ٢٠١٩
كتب أشرف حلمى ـ
شهد صباح اليوم السبت الموافق ٩ فبراير مركز البابا شنودة الثالث بأستراليا افتتاح فعاليات مهرجان الكرازة المرقسية لكنائس إيبارشية سيدنى , وقد بدأ الاحتفال بالقداس الإلهى برئاسة الانبا دانييل أسقف سيدنى وتوابعها بحضور كهنة وشعب الايبارشية خاصة الاطفال والشباب كذلك خدام مدارس الأحد الذين توافدوا من جميع الكنائس , وفى جو من المرح شارك الانبا دانييل والكهنة الاطفال فى قيادة السيارات الكهربائية وغيرها من الألعاب والانشطة الترفيهية الاخرى التى كانت منتشرة بأرض المركز , وسوف تجرى المسابقات الروحية والرياضية حتى منتصف عام ٢٠١٩ .
احتفالاً بعيد نياحة القديسة بخيتة الكنائس الكاثوليكية تصلى من اجل ضحايا العبودية
كتب أشرف حلمى ـ
أحتفلت الكنائس الكاثوليكية أمس الجمعة الموافق ٨ فبراير بعيد نياحة القديسة جوزفين بخيتة احد ضحايا العبودية الحديثة وقد دعى الحبر الأعظم البابا فرانسيس بابا روما فى عام ٢٠١٥ الصلاة من اجل التوقف عن الإتجار بالبشر وإستغلالها فى اعمال مخلة بالآداب , التسول والعنف وغيرها كاحتفال سنوى بالتزامن مع ذكرى نياحة القديسة بخيتة , وقد احتفل المطران انتوتى فيشر مطران الكنيسة الكاثوليكية بسيدنى بهذه المناسبة بحضور بعض من القادة السياسيين أعضاء البرلمان الفيدرالى وولاية نيو ساوث ويلز إضافة الى ممثلين واعضاء المنظمات الحقوقية ورجال الاعمال .
وتعتبر بخيتة أول سودانية تعترف بقداستها الكنيسة الكاثوليكية عام ٢٠٠٠ , وولدت باحد قرى دارفور السودانية عام ١٨٦٩ م وتعرضت للاختطاف من جانب النخاسين العرب تجار العبيد فى سن التاسعة وتم بيعها عدة مرات فى أسواق الخرطوم الى ان استقرت لدى احد الجنرلات العثمانيين وقبل مغادرته السودان باع كل العبيد وكانت بخيتة من نصيب الايطالي الجنسية السيد كاليستو ليجانى وكانت بخيتة تلقى معاملة حسنه من عائلتة , وفى عام ١٨٨٥ اندلعت ثورة المهدى بالسودان فاضطر السيد ليجانى وعائلته الرحيل بحراً الى إيطاليا مع عائلة احد أصدقائه وتدعى الميشيلى حيث طلبت زوجته الاحتفاظ ببخيته إلا انها اضطرت بوضعها لدى الراهبات فى فينسيا نظراً لمساعدة زوجها فى عمله الذى كان يمتلك فندق كبيراً .
رفضت العودة الى السودان وذلك لان إيطاليا لن تعترف بالعبودية ونالت بخيتة الخلاص وتلقت سر العماد فى ٩ يناير عام ١٨٩٠ واعطى لها اسم ( جوزفين ) وكرّست نفسها للخدمة فى مؤسسة القديسة المجدلية ثم انتقلت واستقرت للخدمة بدير الراهبات لأكثر من خمسون عاماً وكانت محبوبة من الجميع خاصة أهل المنطقة الذين أطلقوا عليها لقب ( الام السوداء الصغيرة ) وتنيحت القديسة بعد ان اصابها المرض فى شيخوختها يوم ٨ فبراير عام ١٩٤٧ , وقد أعلن البابا يوحنا بولس الثانى تطوبيها عام ١٩٩٢ وقداستها عام ٢٠٠٠ م تقديراً لسيرتها العطرة وما قدمته خلال حياتها من تضحيات .
الأب لويس مطر من عنايا بمناسبة عيد القديس مارون
من بادرو الحجة:
مباشرة من عنايا وبمناسبة عبد القديس مارون.
مباشرة من عنايا وبمناسبة عبد القديس مارون.
الاب لويس مطر قيّم دير مار مارون-ضريح القديس شربل في عنايا والمدون الرسمي لأعاجيب القديس شربل حصرياً عبر راديو تو أم اي اوستراليا لقاء عن اخر أعاجيب قديس لبنان والعالم شربل مخلوف
نص "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي اصدرها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان
مقدمة
يحمل الإيمان المؤمن على أن يرى في الآخر أخا له، عليه أن يؤازره ويحبه.. وانطلاقا من الإيمان بالله الذي خلق الناس جميعا وخلق الكون والخلائق وساوى بينهم برحمته، فإن المؤمن مدعو للتعبير عن هذه الأخوة الإنسانية بالاعتناء بالخليقة وبالكون كله، وبتقديم العون لكل إنسان، لا سيما الضعفاء منهم والأشخاص الأكثر حاجة وعوزا.
وانطلاقا من هذا المعنى المتسامي، وفي عدة لقاءات سادها جو مفعم بالأخوة والصداقة تشاركنا الحديث عن أفراح العالم المعاصر وأحزانه وأزماته سواء على مستوى التقدم العلمي والتقني، والإنجازات العلاجية، والعصر الرقمي، ووسائل الإعلام الحديثة، أو على مستوى الفقر والحروب، والآلام التي يعاني منها العديد من إخوتنا وأخواتنا في مناطق مختلفة من العالم، نتيجة سباق التسلح، والظلم الاجتماعي، والفساد، وعدم المساواة، والتدهور الأخلاقي، والإرهاب، والعنصرية والتطرف، وغيرها من الأسباب الأخرى.
ومن خلال هذه المحادثات الأخوية الصادقة التي دارت بيننا، وفي لقاء يملؤه الأمل في غد مشرق لكل بني الإنسان، ولدت فكرة "وثيقة الأخوة الإنسانية"، وجرى العمل عليها بإخلاص وجدية؛ لتكون إعلانا مشتركا عن نوايا صالحة وصادقة من أجل دعوة كل من يحملون في قلوبهم إيمانا بالله وإيمانا بالأخوة الإنسانية أن يتوحدوا ويعملوا معا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلا للأجيال القادمة، يأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل، في جو من إدراك النعمة الإلهية الكبرى التي جعلت من الخلق جميعا إخوة.
الوثيقة
باسم الله الذي خلق البشر جميعا متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم للعيش كإخوة فيما بينهم ليعمروا الأرض، وينشروا فيها قيم الخير والمحبة والسلام.
باسم النفس البشرية الطاهرة التي حرم الله إزهاقها، وأخبر أنه من جنى على نفس واحدة فكأنه جنى على البشرية جمعاء، ومن أحيا نفسا واحدة فكأنما أحيا الناس جميعا.
باسم الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين الذين أمر الله بالإحسان إليهم ومد يد العون للتخفيف عنهم، فرضا على كل إنسان لا سيما كل مقتدر وميسور.
باسم الأيتام والأرامل، والمهجرين والنازحين من ديارهم وأوطانهم، وكل ضحايا الحروب والاضطهاد والظلم، والمستضعفين والخائفين والأسرى والمعذبين في الأرض، دون إقصاء أو تمييز.
باسم الشعوب التي فقدت الأمن والسلام والتعايش، وحل بها الدمار والخراب والتناحر.
باسم "الأخوة الإنسانية" التي تجمع البشر جميعا، وتوحدهم وتسوي بينهم.
باسم تلك الأخوة التي أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة، التي تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم، وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الأيدلوجية البغيضة.
باسم الحرية التي وهبها الله لكل البشر وفطرهم عليها وميزهم بها.
باسم العدل والرحمة، أساس الملك وجوهر الصلاح.
باسم كل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، في كل بقاع المسكونة.
باسم الله وباسم كل ما سبق، يعلن الأزهر الشريف - ومن حوله المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها -، والكنيسة الكاثوليكية - ومن حولها الكاثوليك من الشرق والغرب - تبني ثقافة الحوار دربا، والتعاون المشترك سبيلا، والتعارف المتبادل نهجا وطريقا.
إننا نحن - المؤمنين بالله وبلقائه وبحسابه - ومن منطلق مسؤوليتنا الدينية والأدبية، وعبر هذه الوثيقة، نطالب أنفسنا وقادة العالم، وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي، بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.
ونتوجه للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان.
إن هذا الإعلان الذي يأتي انطلاقا من تأمل عميق لواقع عالمنا المعاصر وتقدير نجاحاته ومعايشة آلامه ومآسيه وكوارثه - ليؤمن إيمانا جازما بأن أهم أسباب أزمة العالم اليوم يعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، التي تؤله الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والمتسامية.
إننا، وإن كنا نقدر الجوانب الإيجابية التي حققتها حضارتنا الحديثة في مجال العلم والتقنية والطب والصناعة والرفاهية، وبخاصة في الدول المتقدمة، فإنا - مع ذلك - نسجل أن هذه القفزات التاريخية الكبرى والمحمودة تراجعت معها الأخلاق الضابطة للتصرفات الدولية، وتراجعت القيم الروحية والشعور بالمسؤولية؛ مما أسهم في نشر شعور عام بالإحباط والعزلة واليأس، ودفع الكثيرين إلى الانخراط إما في دوامة التطرف الإلحادي واللاديني، وإما في دوامة التطرف الديني والتشدد والتعصب الأعمى، كما دفع البعض إلى تبني أشكال من الإدمان والتدمير الذاتي والجماعي.
إن التاريخ يؤكد أن التطرف الديني والقومي والتعصب قد أثمر في العالم، سواء في الغرب أو الشرق، ما يمكن أن نطلق عليه بوادر "حرب عالمية ثالثة على أجزاء"، بدأت تكشف عن وجهها القبيح في كثير من الأماكن، وعن أوضاع مأساوية لا يعرف - على وجه الدقة - عدد من خلفتهم من قتلى وأرامل وثكالى وأيتام، وهناك أماكن أخرى يجري إعدادها لمزيد من الانفجار وتكديس السلاح وجلب الذخائر، في وضع عالمي تسيطر عليه الضبابية وخيبة الأمل والخوف من المستقبل، وتتحكم فيه المصالح المادية الضيقة.
ونشدد أيضا على أن الأزمات السياسية الطاحنة، والظلم وافتقاد عدالة التوزيع للثروات الطبيعية - التي يستأثر بها قلة من الأثرياء ويحرم منها السواد الأعظم من شعوب الأرض - قد أنتج وينتج أعدادا هائلة من المرضى والمعوزين والموتى، وأزمات قاتلة تشهدها كثير من الدول، برغم ما تزخر به تلك البلاد من كنوز وثروات، وما تملكه من سواعد قوية وشباب واعد.
وأمام هذه الأزمات التي تجعل ملايين الأطفال يموتون جوعا، وتتحول أجسادهم - من شدة الفقر والجوع - إلى ما يشبه الهياكل العظمية البالية، يسود صمت عالمي غير مقبول.
وهنا تظهر ضرورة الأسرة كنواة لا غنى عنها للمجتمع وللبشرية، لإنجاب الأبناء وتربيتهم وتعليمهم وتحصينهم بالأخلاق وبالرعاية الأسرية، فمهاجمة المؤسسة الأسرية والتقليل منها والتشكيك في أهمية دورها هو من أخطر أمراض عصرنا.
إننا نؤكد أيضا على أهمية إيقاظ الحس الديني والحاجة لبعثه مجددا في نفوس الأجيال الجديدة عن طريق التربية الصحيحة والتنشئة السليمة والتحلي بالأخلاق والتمسك بالتعاليم الدينية القويمة لمواجهة النزعات الفردية والأنانية والصدامية، والتطرف والتعصب الأعمى بكل أشكاله وصوره.
إن هدف الأديان الأول والأهم هو الإيمان بالله وعبادته، وحث جميع البشر على الإيمان بأن هذا الكون يعتمد على إله يحكمه، هو الخالق الذي أوجدنا بحكمة إلهية، وأعطانا هبة الحياة لنحافظ عليها، هبة لا يحق لأي إنسان أن ينزعها أو يهددها أو يتصرف بها كما يشاء، بل على الجميع المحافظة عليها منذ بدايتها وحتى نهايتها الطبيعية؛ لذا ندين كل الممارسات التي تهدد الحياة؛ كالإبادة الجماعية، والعمليات الإرهابية، والتهجير القسري، والمتاجرة بالأعضاء البشرية، والإجهاض، وما يطلق عليه الموت (اللا) رحيم، والسياسات التي تشجعها.
كما نعلن - وبحزم - أن الأديان لم تكن أبدا بريدا للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية و العداء و التعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء، فهذه المآسي حصيلة الانحراف عن التعاليم الدينية، ونتيجة استغلال الأديان في السياسة، وكذا تأويلات طائفة من رجالات الدين - في بعض مراحل التاريخ - ممن وظف بعضهم الشعور الديني لدفع الناس للإتيان بما لا علاقة له بصحيح الدين، من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية دنيوية ضيقة؛ لذا فنحن نطالب الجميع بوقف استخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش؛ لإيماننا المشترك بأن الله لم يخلق الناس ليقتلوا أو ليتقاتلوا أو يعذبوا أو يضيق عليهم في حياتهم ومعاشهم، وأنه - عز وجل - في غنى عمن يدافع عنه أو يرهب الآخرين باسمه.
إن هذه الوثيقة، إذ تعتمد كل ما سبقها من وثائق عالمية نبهت إلى أهمية دور الأديان في بناء السلام العالمي، فإنها تؤكد الآتي:
- القناعة الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان، وإيقاظ نزعة التدين لدى النشء والشباب؛ لحماية الأجيال الجديدة من سيطرة الفكر المادي، ومن خطر سياسات التربح الأعمى واللامبالاة القائمة على قانون القوة لا على قوة القانون.
- أن الحرية حق لكل إنسان: اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر.
- أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها.
- أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.
- أن الحوار بين المؤمنين يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة، واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفضائل العليا التي تدعو إليها الأديان، وتجنب الجدل العقيم.
- أن حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم، هي خروج صريح عن تعاليم الأديان، وانتهاك واضح للقوانين الدولية.
- أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين - حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته - بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي؛ لذا يجب وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره.
- أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق التي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل لذا يجب العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح "الأقليات" الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد لبذور الفتن والشقاق، ويصادر على استحقاقات وحقوق بعض المواطنين الدينية والمدنية، ويؤدي إلى ممارسة التمييز ضدهم.
- أن العلاقة بين الشرق والغرب هي ضرورة قصوى لكليهما، لا يمكن الاستعاضة عنها أو تجاهلها، ليغتني كلاهما من الحضارة الأخرى عبر التبادل وحوار الثقافات؛ فبإمكان الغرب أن يجد في حضارة الشرق ما يعالج به بعض أمراضه الروحية والدينية التي نتجت عن طغيان الجانب المادي، كما بإمكان الشرق أن يجد في حضارة الغرب كثيرا مما يساعد على انتشاله من حالات الضعف والفرقة والصراع والتراجع العلمي والتقني والثقافي. ومن المهم التأكيد على ضرورة الانتباه للفوارق الدينية والثقافية والتاريخية التي تدخل عنصرا أساسيا في تكوين شخصية الإنسان الشرقي، وثقافته وحضارته، والتأكيد على أهمية العمل على ترسيخ الحقوق الإنسانية العامة المشتركة، بما يسهم في ضمان حياة كريمة لجميع البشر في الشرق والغرب بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين.
- أن الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية هو ضرورة ملحة، وكذلك وجوب العمل على تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت عقيدتها وكرامتها، ويجب حمايتها أيضا من الاستغلال الجنسي ومن معاملتها كسلعة أو كأداة للتمتع والتربح؛ لذا يجب وقف كل الممارسات اللاإنسانية والعادات المبتذلة لكرامة المرأة، والعمل على تعديل التشريعات التي تحول دون حصول النساء على كامل حقوقهن.
- أن حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية، والتغذية والتعليم والرعاية، واجب على الأسرة والمجتمع، وينبغي أن توفر وأن يدافع عنها، وألا يحرم منها أي طفل في أي مكان، وأن تدان أية ممارسة تنال من كرامتهم أو تخل بحقوقهم، وكذلك ضرورة الانتباه إلى ما يتعرضون له من مخاطر - خاصة في البيئة الرقمية - وتجريم المتاجرة بطفولتهم البريئة، أو انتهاكها بأي صورة من الصور.
- أن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها وحمايتها بتشريعات حازمة وبتطبيق المواثيق الدولية الخاصة بهم.
وفي سبيل ذلك، ومن خلال التعاون المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف، نعلن ونتعهد أننا سنعمل على إيصال هذه الوثيقة إلى صناع القرار العالمي، والقيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأي، وأن نسعى لنشر ما جاء بها من مبادئ على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وأن ندعو إلى ترجمتها إلى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية، ومناهج تعليمية ومواد إعلامية.
كما نطالب بأن تصبح هذه الوثيقة موضع بحث وتأمل في جميع المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية والتربوية؛ لتساعد على خلق أجيال جديدة تحمل الخير والسلام، وتدافع عن حق المقهورين والمظلومين والبؤساء في كل مكان.
ختاما:
لتكن هذه الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.
لتكن وثيقتنا نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها.
لتكن وثيقتنا شهادة لعظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان.
لتكن رمزا للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.
هذا ما نأمله ونسعى إلى تحقيقه بغية الوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة.
شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب
قداسة البابا فرنسيس
البابا فرانسيس يصل إلى الإمارات في أول زيارة لشبه الجزيرة العربية
بي بي سي ـ
وصل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إلى الإمارات العربية المتحدة الأحد ، ليصبح أول بابا يزور شبه الجزيرة العربية.
وقد حطت الطائرة التي أقلت البابا في مطار أبو ظبي في بداية زيارته التي ستستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل.
وجاءت الزيارة بناء على دعوة من ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمشاركة في مؤتمر لحوار الأديان.
ومن المقرر أن يلتقي البابا يوم الاثنين بولي العهد الإماراتي وبشيخ الأزهر أحمد الطيب.
كما سيقام خلال هذه الزيارة التاريخية قداس يوم الثلاثاء من المتوقع أن يجتذب نحو 120 ألف شخص.
وكان البابا دعا في تصريحات استبقت الزيارة إلى اتخاذ اجراءات عاجلة في سبيل "احترام" اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى البلد الذي مزقه الحرب.
وقال قبل أن يتوجه إلى الإمارات "أناشد جميع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي إلى احترام الاتفاقات القائمة لضمان توزيع الغذاء والعمل من أجل مصلحة السكان".
وسبق أن أدان البابا فرانسيس الصراع في اليمن، الذي تشارك فيه الإمارات العربية المتحدة كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية.
وفي العام الماضي، ناشد البابا المجتمع الدولي بضرورة "تفادي تدهور الوضع الإنساني المأساوي" في اليمن.
ويقطن الإمارات العربية المتحدة نحو مليون مسيحي من طائفة الروم الكاثوليك، معظمهم من الفلبين أو الهند.
وقال البابا في رسالة عبر مقطع فيديو يوم الخميس الماضي، "أنا سعيد بهذه المناسبة، وقد قدر لي الرب أن أكتب، على أرضكم العزيزة، صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الأديان".
كما أضاف البابا أن "الإيمان بالله يوحد ولا يفرق، إنه يقربنا من بعضنا رغم الاختلافات، إنه يبعدنا عن العداء والكراهية".
زيارة بابا الفاتيكان للإمارات: تعرف على قصة الخليج مع المسيحية
وأشاد البابا بدولة الإمارات العربية المتحدة وقال إنها "أرض تحاول أن تكون نموذجا للتعايش والأخوة الإنسانية، ومكانا للقاء الحضارات والثقافات المتنوعة".
ويقول مراد الشيشاني، موفد بي بي سي عربي إلى أبو ظبي، إن الفاتيكان يأمل أن تخفف زيارة البابا القيود المفروضة على بناء الكنائس في المنطقة، خاصة في المملكة العربية السعودية المجاورة، حيث تحظر أماكن العبادة لغير المسلمين.
ويقول مسؤولو الفاتيكان إنهم بحاجة إلى حضور أقوى للكنيسة في دولة الإمارات العربية المتحدة لتخدم المجتمع الكاثوليكي هناك.
وقد زار البابا منذ توليه عرش الفاتيكان أكثر من 12 دولة ذات غالبية مسلمة وحرص خلال تلك الزيارات على الدعوة إلى الحوار بين الأديان وإدانة استخدام العنف باسم الرب