في رحاب الله حياً وميتاً يا فضل الله/ محمد محمد علي جنيدي

آثرت أن أنشر رسالتي لأخي البار الشهم الصحفي الشهير بجريدة البلاد البحرانية الأستاذ محمد العثمان والتي كانت ردا على رسالة منه وكان ينعي لي فيها المرجعية الوطنية الروحية العلامة الشيعي محمد حسين فضل الله رحمه الله وذلك لفضل الرجل الكبير في ميادين العمل الإسلامي المعتدل وكمشاركة فاعلة من أخ له من فقراء المسلمين في رثاء سماحته رحمه الله

أخي الأستاذ محمد العثمان وإني معكم لحزين مفوض الأمر لله وصدقت أخي فعلى مثل هذا القائد تحزن القلوب وتبكي العيون، نحن نخسر كل يوم ألف أخ وحبيب من إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. ولكن عندما تخسر الأمة الإسلامية بجميع طوائفها رجلا في حجم الشيخ العلامة محمد حسين فضل الله فإن الحزن أعمق والمصيبة أكبر وأجل، عندما يفقد المسلمون رمزاً ومثلاً وداعٍ مخلصاً من دعاة التقريب والاعتدال بين المذاهب الإسلامية فلا عوض له حتى يجود ربنا علينا بأخ على شاكلته قلباً وروحاً

لقد كان واضحاً لكل ذي قلبٍ سليم أن العلامة والمرجع الشيعي الرمز ما كان يركض في العمل السياسي يوماً ركض الأبطال إلا لنصرة قضية عدل وحق أو لإعلاء كلمة الله في المعمورة، وحتى عندما اختلف الزعيم الروحي مع حزب الله حول مبدأ ولاية الفقية وأصبح مرجع تقليد مستقل وسلك دروب الخير بأكملها أضحى أكثر نفعاً للمسلمين سواء، وإن إسهاماته الرائعة خير شاهد له في أعمال البر فلكم كان الرجل باراً بفقراء المسلمين وأباً للكثير من أيتامهم وساهراً مخلصاً لقضاء حاجات المعوقين والمكفوفبن منهم ونحو ذلك

ومن قضيتة الأم ( تحرير فلسطين ) ومروراً بكثير من أرائه وأفكاره النيرة وحتى إلى أمنيته الأخيرة وهي زوال الكيان الصهيوني.. نعرف كيف كان يفكر الرجل وفيما وهب حياته

ولا يسعني في النهاية إلا أن أقول معكم صادقاً مثل ما قاله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رثى ولده إبراهيم

نعم: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا محمد حسين فضل الله لمحزونون.

يقول الله تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ( صدق الله العظيم )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق