خرجتِ من كتاب تنطوي صفحاته على الدعوى إلى الدم والعنف ،
وأعلنتِ بصرخة نضال :
لا يجب أن أبقى في مكان لا أنتمي إليه .
فإذا بهؤلاء الذين احتكروا الطريق إلى الله ،
ـ إله آخر من صنع أفكارهم ـ ..
يعدّون لكِ ،
ولكل العابرين :
أفكاراً من الدم ، والرمل ، والظلمة ، والجراح ...
أطلقوا عليكِ اناس طموحهم قاسٍ ؛
كي يكونوا شرطيون بآلات التعذيب الوحشية ،
ووجوه الموت .
ضربوك على خدكِ الأيمن والأيسر ، سبعين مرة ، سبع مرات .
استهدفوا عينكِ ؛
حتى صارت مركزاً لكدمات داكنة متكاثرة .
وكسروا سناً من أسنانكِ ،
وهم يعلمون : أنكِ ما عدتِ تعتنقين شريعة :
"العين بالعين والسن بالسن " .
عبثوا بصليبكِ الذي يزين جيدكِ ،
في شر مبتذل .
جعلوا من بيتكِ الذي يسكن فيه حلمك بالغد : مقبرتكِ .
ارادوا أن تكوني موءودة فيه ؛
لأنك ولدت الولادة الثانية .
بعدما جعلوه حاجزاً للصمت ، يمنعك من التحدث حتى مع نفسكِ .
،...،...،...
يا نجلاء ..
هل من عزاء ..
وجرحكِ تائه في وطن الجراح ؟!..
وقد غيّبوكِ في غياب النور في ليل الصباح ؟!..
غيابك قاسٍ ،
كصمت ردك على ألم النداء .
اني لأسمع صرخاتكِ الداوية بالألم ،
على وقع حقدهم ونقمتهم وجحيم اعماقهم الذي لا يرحم ،
في حفل تسليم الأبرياء إلى السماء .
أفكاري وصلواتي معكِ .
ومع الذين لم يفقدوا ألتصاقهم العاطفي بالإنسانية ،
نُصفّ يداً بيد ؛
ونتحدى من يحبون تطهير الشرق من التنوع والاختلاف ،
ليس بإرادة الموت لهم ،
بل بإرادة محق الشر الذي بداخلهم .
وبصوت بحناجر كثيرة ،
نطلب من الرب ،
أن يمسك بالعابرين ، ويرفعهم ، ويوآزرهم بالقوة السمائية .
وأن يردّ إلى طرق محبته أولئك الذين أمتلأت قلوبهم وعقولهم بالظلام العميق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق