سافرت لعدة ايام الي مدينة سان فرانسيسكولزيارة ابني واحفادي ومدينة سان فرانسيسكو وهبها الله ميزات جميلة فجوها ساحر ومناظرها خلابة واثارها جذابة وسجنها القديم الذي بلا ابواب حيث يجد الهارب حتفه في حالة هروبه بسبب قسوة امواج المحيط يشد انتباه الزائر , وسافرت هذه المرة بقطار النوم وهو جزء من رحلة ممتعة حيث الراحة والتسلية والمناظر الجميلة مع اشهي الاطعمة وافضل الشراب والخدمة السريعة والاسترخاء التام .......
توجهت في المساء الي عربة الطعام وكانت جلستي مع عدد من كبار السن مثلي وهم امريكان بيض, فابتسموا لي ورحبوا بالجلوس معهم, ويبدو من ملابسهم الانيقة انهم في نعمة ورخاء, وتبادلنا الحديث وفي ظني ان الطعام اذا خلي من الكلام لايلذ ولا يطاب ولا يكون له طعم... فهو بمثابة الاولديفر الفاتح للشهية لكبار السن مثلي خاصة ولاسيما لو صدر الحديث من اقرباء العمر واصدقاء المرحلة..... ورغم الاحاديث المتنوعة في امور شتي حسب مزاج كل منا وهواه... الا ان موضوع جامع قرطبة فرض نفسه بقوة علي الجلسة وكان ايضا لكل منا له وجهة نظره الخاصة, و بعد ان تعرفنا علي بعضنا البعض بالاسماء لكن كان نوع من الفضولية او العمد لاحد الجلوس ان يسأل علي بلد المنشأ لكل منا(وهذا خطأ يعاقب عليه في الجهات الرسمية).
واستمر نقاشنا فترة طويلة بعد العشاء حتي الساعات الاولي من صباح اليوم التالي, وسألني احدهم وهو الذي اهتم بأصولنا والبلاد التي اتينا منها عندما علم بان بلدي واصلي مصري حتي النخاع, بسؤال لم اكن اتوقعه من قبل, يقول اليس من الغرابة ان مصر الان تقود حركة هدم وتدمير العالم بما فيها امريكا بعد ان كانت مهد الحضارة العريقة وصاحبة الثقافة الفرعونية وجامعة الفلسفة الهيلينية.... وانتفضت بغيظ وسألته ماذا تقول .. وبابتسامة صفراء اجابني هل تتذكر من الذي قاد الهجوم علي البرجين في 11 سبتمبر والتزمت الصمت... واستكمل هجومه متسائلا ومن وراء الثورات والتظاهرات الحادثة الان وتقسيم الشعب الامريكي اليس مصري ايضا وهو الامام فيصل ؟.. فقلت له وهل يليق حرق كتاب يقدسه عدد كبير من المسلمين ؟
فاجابني وماسبب حريق القرآن قلت له لااعرف فشعرت انه ينظر الي بدهشة واجاب ان السبب هو جامع قرطبة, فاستنكرت هذا الكلام واستطرد قائلا لماذا لم يطلب احد ان يحرق القران في غضون الهجوم او حتي في السنوات الاولي منه , اليس هذا مدعاة لصحة كلامي!! ان جامع قرطبة المزمع بناؤه في مكان الحدث يحمل معاني كثيرة... فقلت له اذن تعني ان جامع قرطبة هو السبب في حرق القران ... وبصوت جهوري خلافا لطبقة صوته الذي كان يتكلم بها اندفع قائلا نعم وبالتحديد الامام فيصل هو المتسبب في حرق القرآن قلت كيف ؟ فأجاب بتعنده واصراره وبتأييد من مايكل بلومبرج العمدة اليهودي الذي له قصدا وهدفا لهذا, ومجلس المدينة المرتشي باموال البتردولار والسبب الاخر اوباما بسياسته الرعناء العرجاء, ثم اردف قائلا مستمرا بصوته المرتفع هل سمعت مااعترف به اوباما اخيرا عن اليمنيين كيف يتعاملون معه انهم يتعاملون معه كالكلب, وحسنا قال هذا !!! لقد فضح اوباما حقيقته دون ان يدري, و باعترافه باحقية المسلمين ببناء الجامع في منطقة الحدث الملتهبة نارا غير عابئا بالضحايا وكأنهم ليس امريكان( الغريب لايبالي) !! ثم قال الاتري معي ان اغبياء مصر هم قادة الحركتين وان لم تسيقظ امريكا ستعم ثورة هائلة لن يستطيع احدا ان يخمدها, ثم التفت بسرعة الي الحضور وسألهم هل تعلمون من المستفيد من بناء هذا الجامع؟؟ فاجاب احد الحضور الاسلام طبعا... فاندهش الرجل باستغراب وصرخ قائلا وبصوت اكثر علوا لا بل بالعكس هم الخاسرون والخاسرون بشدة... لكن الفائزون الوحيدون اليهود فقط نعم اسرائيل لانهم سيحصلون مقابل موافقةالعمدة اليهودي المناصر لهم في بناء الجامع علي اهدافهم وسيركع كل المسلمين بالموافقة علي ماتمليه اسرائيل من شروط لدولة اسرائيل عرفانا وجميلا بما قدمه مايكل بلومبرج من تأييد, ولن يكون لاوباما قائمة في تجديد الرئاسة خاصة وان شهر سبتمبر علي الابواب وسيفوز الجمهوريون باغلبية ساحقة بمقاعد الكونجرس في التجديد النصفي.. ثم التفت الي وقال هل توافقني ياصديقي...فقلت له قبل ان اجيبك اسمح لي ان اسألك لقد اهتممت باصولنا ولم نتعرف علي عملكم.. وفي الحقيقة اردت ان ابحث عن امر يساعدني الخروج من المأزق وربما يكون الرجل ليس علي المستوي الثقافي فاستطيع الرد عليه ,خاصة وان سمعتنا اصبحت في قاع الحضيض ونحمد الله علي نعمة الاسلام!!! وقدم الرجل بتواضع كارت بعمله وشهاداته فهو برفيسور في سياسة الشرق الاوسط بجامعة كولومبيا ويحمل شهادتين دكتوراه في السياسة والتاريخ القديم خلافا الي شهادات اخري في من عدة جامعات عريقة , وجاء كاليفورينا للمصيف بسان فرانسيسكو هو وزوجته الطبيبة فسقطت في يدي,وعلت وجهي حمرة الخجل , وحاولت الا اظهر جهلي امام استاذ كبير في السياسة والتاريخ لكن حقيقة كان الرجل متواضعا.. واسترسل قائلا ان العرب والمسلمين لايعرفون ان يخططوا الا في حدود الدين فقط وبمنظار اسلامي بحت ,لقد ظنوا انهم نجحوا في ضرب الابراج واليوم يتهللون بجامع قرطية حتي ولو علي حساب مشاعر المتألمين والمجروحين الامريكان.... هل دينهم يحثهم علي هذا!!! انهم لايفكرون الا تحت اقدامهم وكما قرأت يهتمون بالنصف الاسفل من اجسادهم اننا سمعنا ان المهاجمين كانوا يحرصون علي عدم اصابة الجزء الاسفل وبالتحديد اعضائهم التناسلية حتي يستمتعوا بحريم الجنة وهنا استغرق الجميع في الضحك ولكن كان بالنسبة لي كان ضحك كالبكاء وقهقهة كالنواح !!!! والعجب ان اشترك في نوبات الضحك كل الجلوس علي الموائد الاخري,ولم يصمت الرجل بل استرسل قائلا وموجها الكلام لي : لابد ان يعلموا جيدا انه بتصرفاتهم الخائبة اوغلوا صدور اهالي الضحايا , ونكأوا جراح الشعب الامريكي المحافظ ,والذي كاد ان ينسي مافعلوه المسلمين مكتفيين ان يعيشوافقط في حزن فراق احبائهم ولايبالون بمرتكبي الجرائم.. لكن بأفعالهم وعنادهم جددوا المشاعر الاليمة وذكروا الشعب الامريكي بحماقتهم, وما ارتكبته اياديهم الملطخة بدماء الابرياء الامريكان..
ان كل لحظة يري الامريكان قرطبتهم سيتذكر جرائم المسلمين, ولن ينطلي علي المجروحين والمتنألمين تعليلاتهم التافهة وحججهم الكاذبة, لقد استخدم المسلمون مناخ الحرية وروح التسامح الامريكي في الوصول الي مآربهم, وما يرموا اليه من نشر شريعة القتل والكراهية علي شعبنا الكريم الذي استضافهم بحب وسماحة ... هل تعلم انه من المواقف القليلة والنادرة ان الديمقراطيين والجمهوريين اتحدا علي هدف واحد وهو رفضهم لجامع قرطبة ولاوباما .... انهم يبنون نصبا لود زائف وكلام كاذب وبتقية محسوبة , اذا تشهدون وترضون بأعمال اخوتكم لانهم هم قتلوننا وانتم تبنون مايذكرنا بجرائمكم ..لقداصبح الجميع يخافونكم ويبتعدون عنكم ويحاولون التخلص منكم
ويبدو ان كلامه فتح شهية احد الحضور وكان صامتا طوال الوقت لكن متتبعا كلام الاستاذ بشغف واذ به يفتح فاه قائلا انتم باعمالكم هذه.... تنقون خارج الكأس والقصعة وأما باطنكم فمملؤ اختطافا وخبثا .
ثم انبري آخروكان ايضا يلوذ بالسكوت خلال المناقشة وقال لن يبني الجامع فابتسمت وقلت له لقد حصل الامام فيصل علي كل الموافقات اللازمة للبناء من مجلس مدينة نيويورك وعمدة البلدة وبتأييد من اوباما ...فاستطرد قائلا وهو يضحك عدم البناء لن يأتي من المسئولين هذه المرة.. بل سيرد من فيصل نفسه لانه تم دراسة فكر الرجل وهو يريد ان يكون بطلا ولكن علي ورق, ويلفت الانظار اليه كداعية سلام خاصة وان كثيرين من المسلمين العقلاء ناصبوه العداء لعدم ادراكه بالمستقبل المنتظر, ولانه لم يفهم ان الموافقة هي بمثابة خدعة لازدياد الكراهية للمسلمين وان المبني سيكون مدعاة لنصب العداء الدائم لهم .
في الحقيقة استفزني كلامهم وشعرت بانني في موقف حرج فسألت الاستاذ و هل لايوجد مصريون طيبون؟ اجاب نعم وهذا استثناء لايعمم علي القاعدة العريضة الهدامة الذين يترددون علي الجوامع ويسمعون لشيوخهم بقتل الامريكان واسلمة امريكا , والي هنا شعرت بالضيق فرغبت الانصراف لاني تعبت من طول وقسوة المناقشة التي جاءت انتقاصا من حضارتنا المصرية وازديادا في الهمجية العربية ... الا انني قبل انتهاء الجلسة اردت ان اوضح له عن ديانتي المسيحية, لان كان كل كلامه موجها للاسلام ولفيصل في شخصي وخفت ان تزداد جرعة اللوم بسبب التصرفات الهوجاء فيبدو ان في جرابهم الكثير وفي نفوسهم الوفير ... وضحك الرجل بصوت عال وبطريقة هستيرية ونظرت اليه مندهشا ماذا اضحك الرجل الآن, وكأن الشفقة اخذته وقال لي بحسرة: معجزة انكم مازلتم تعيشون حتي تاريخه في الشرق الاوسط خاصة في الدول الاسلامية, اذا كانوا يصنعون هذا في امريكا واوربا فكم يصنعون بكم في بلادكم... ثم اردف قائلا : لي زميل محترم مصري قص لي حكايات الاحتلال ومابعده وتقززت منها وتألمت لها كثيرا ودفعني الي قراءة تاريخ واحداث الاحتلال العربي من عدة مراجع بمكتباتنا هنا حقيقة اشياء يندي لها جبين البشرية فهم ليسوا بشر .......
ثم ختم كلامه قائلا : ارجو ان تكون المعلومة التي اقصدها قد وصلت فبادرته وماذا تقصد بوصول المعلومة فأجاب وهو يهم بالانصراف اظن انك تعلمها الآن وسارع بالمغادرة وتركني افكر ماذا يقصد هذا الرجل !!!!
لطيف يا لطيف افتكرتك اذكى من هيك , الظاهر مرقت عليك اللعبه . الى بعمره ما فهم سياسه ولا شافها انتبه للمخطط الاسرائيلي (اليهودي ) . اليهود في امريكا نجحوا في نصب الفخ ومن غباء الاسلام صدقوا الكذبه وهللو وصفقوا مبسوطين , عنجد امه تخلف وجهل كلمه بتخذهم وكلمه بتجبهم
ردحذف