التهويد الثقافي لمدينة بيت المقدس بعد العام 1967 م/ نبيه عويضة


القدس المحتلة

منذ إعلان إسرائيل بعد حرب 1967 ، عن ضم مدينة القدس الشرقية إليها ، واعتبارها " العاصمة الأبدية لإسرائيل " ، رغما عن إرادة أهلها الفلسطينيين ، والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تعمل لإقرار وتطبيق إجراءات من جانب واحد ، خارقة بذلك القواعد والقوانين الدولية ، وضاربة عرض الحائط بجميع القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ، والجمعية العامة ، ومختلف المنظمات والهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة ، والتي جميعها اعتبرت مدينة القدس الشرقية جزءا لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة ، و أن ما تقوم به إسرائيل في المدينة مخالف لصلاحيات الدولة المحتلة ، حسب القواعد والقوانين الدولية .

كما أن ما تقوم به إسرائيل من إجراءات يتنافى مع الأسس والمبادىء التي انعقد على أساسها مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط في العام 1991م ، والذي انعقد تحت شعار " الأرض مقابل السلام " ، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ، وخاصة القرارين " 242 و 338 " . ويتعارض أيضا مع الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ، إنطلاقا من إتفاق " أوسلو " في العام 1993م ، الذي اعتبر موضوع القدس ضمن قضايا الحل النهائي الخمس ، ( القدس ، المستوطنات ، اللاجئين ، الحدود ، والمياه ) ، وجاء في الاتفاق عدم جواز القيام بأية إجراءات من جانب واحد في المدينة كي لا تجحف بحق النتائج النهائية للمفاوضات .

رغم كل ذلك ، عملت إسرائيل على تغيير معالم المدينة جغرافيا وتاريخيا وديمغرافيا ، بهدف تقويض مكانتها عربيا وإسلاميا ... إقتصاديا .. إجتماعيا .. و ثقافيا ، والحيلولة دون أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، من خلال فرض سياسة الأمر الواقع ، حيث أقدمت الحكومات الإسرائيلية على العديد من السياسات والإجراءات لتنفيذ مخططاتها ، فسرعت من وتيرة مصادرة الأراضي ، وبناء المستوطنات ، وتقنين منح المقدسيين رخص البناء ، وهدم منازل المقدسيين ، والاستيلاء على منازلهم ، وإقامة الحواجز العسكرية التي تحول دون وصول المواطنين الفلسطينيين من باقي أنحاء الضفة الغربية من الوصول إليها ، وحفر الأنفاق في محيط المسجد الأقصى المبارك ، وسحب هويات المقدسيين ، وفرض الضرائب الباهظة ، وبناء جدار الفصل العنصري ، كما أقدمت على تغيير أسماء الطرق والشوارع والأحياء العربية ، واستبدلتها بأسماء عبرية في محاولة منها لتزوير تاريخ هذه المدينة العربية ، وغير ذلك من إجراءات وسياسات في محاولة لقطع الطريق على أية إمكانية لبحث مستقبل المدينة في أية مفاوضات قد تجري في مرحلة قادمة .
ولو عدنا إلى مسميات القدس ، لوجدنا أن كلمة " أورشليم " التي يحاول الإسرائيليون اعتبارها من الأسماء العبرية ، هي في حقيقة الأمر كلمة كنعانية عربية أصيلة ، فكيف تكون عبرية، وهذه اللغة هي لغة حديثة، ولدت في القرن الرابع قبل الميلاد ، وتبلورت في القرن الخامس الميلادي وبعده . وكلمة " أورشليم " تعني " مدينة شليم اي مدينة السلام" ، وكلمة يورشاليم " أو " أورشاليم " وكلتاهما تعني مدينة شاليم او مدينة سالم ، وسالم هو احد ملوك اليبوسيين المشهورين، وهو الذي قام ببناء المدينة وعزي البناء الى اسمه.

لقد كان الشعب الأول الذي بنى مدينة القدس وسكنها ، هو شعب " اليبوسيين " ، وهو اصل القبائل الكنعانية ، حيث انطلق من شبه الجزيرة العربية نحو الشمال حوالي 2500 ق. م وقد سمى المدينة التي بناها هناك بإسم " يبوس " التي وردت في الأحافير المصرية القديمة بإسم " يابيشي " أو " يابيثي " ، وفي عهد الملك اليبوسي " ملكي صادق " تغير إسم المدينة من يبوس إلى " أورشاليم " أي " مدينة السلام " .

كما ذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف في كتابه " المفصل " أن إبراهيم عليه السلام جاء إلى القدس وباركه ملكي صادق وأسقاه خمرا، كما ورد في التوراة .وعندما سئل أحد أنبياء اليهود حزقيال ، كيف تُعرِف القدس ؟ قال " ولادتك ونسلك كنعاني ، وأمك أمورية ، وأبوك حثي " . لهذا نحدد وقائعنا هنا على الحفريات الأثرية التي تمت في القدس ما بين العامين 1960 و 1967 ، والتي تبين من خلال العمل الاستغرافي الأثري ، أن القدس تتكون من 21 طبقة حضارية ، بدايتها من العصر الحجري المتأخر ، أي قبل 4000 سنة قبل الميلاد ، وبهذا يكون عمر القدس 6000 سنة .

لقد أطلق على مدينة القدس عبر التاريخ العديد من الأسماء ، والتي وردت في وثائق وسجلات وجدت في أنحاء كثيرة من العالم ، وهو ما يدل على اختلاط القدس بالحضارات المختلفة عبر العصور . وهذه الأسماء إما أن تكون كنعانية ، فارسية ، يونانية ، رومانية ، بيزنطية ، أو إسلامية ، وهذه الأسماء هي :

اسم (بيت المقدس) فهو اسم عربي إسلامي، وهو ترجمة للاسم (أور-شليم) فهذا الاسم، مكون من مقطعين (أور) بمعنى (بيت) و(شليم) هو نفس اسم (سالم) وهو اله (السلام) عند الكنعانيين، فترجمها العرب الى (بيت المقدس).

ومن أهم أسماؤها أيضا:(يبوس)، و(بيت السلام) و(يورشاليم) و(أور-شاليم) و(شاليم) و(أور-سالم)، ومدينة (داود) ومدينة (إيليا كابتولينا)، و(إيليا) ، و(بيت المقدس)، و(القدس)، و(القدس الشريف) ويطلق عليها الغرب اسم (جيروسالم) وورد اسم مصري قديم لها هو (اوشاميم) كما كانت يبوس تدعى باللغة الهيروغليفية باسم (يابثي أو يابتي)، حسب ما جاء في الألواح المكتشفة في تل العمارنة في معبد الكرنك في صعيد مصر، وكان اليونانيون يسمونها (هيروسوليما)، وفي الإسرائيليات عرفت (بيت إبل) أي (بيت الرب) كما أطلقوا عليها لقب (صهيون)، والاسم (يبوس) هو الاسم الأقدم، الذي عرفت به، قبل آلاف السنين، وذلك نسبة للعرب اليبوسيين، الذين ينحدرون من بطون العرب الأوائل، في الجزيرة العربية، واسم (ايلياء) اسم أطلقه القائد الروماني (هادريانوس) على مدينة بيت المقدس عام 135م، والاسم ايلياء هو اسم جد عائلة الإمبراطور، أو قد يكون اسم عائلته، وبقي هذا الاسم شائعا حتى الفتح الإسلامي.

وهناك اسماء اخرى لم تشتهر كثيرا الا من قبل بعض الأقوام التي حكمتها لفترات زمنية محددة مثل:

1) إيفن 2) مدينة الأنهار 3) مدينة الوديان 4- سلمايا ،5 يهوستك 6 شهر شلايم ، 7 نور مستك 8 يبوس جلعاد 9 نور السلام 10 نور الغسق ، 11 يارة 12 كيلة 13 إريانة 14 جبستي 15 أوفل 16 ميلو 17 أكرى 18أنتوخيا 19إيليا كونستنيبل

وبعد الفتح الإسلامي ، أطلق على المدينة أسماء :

1) القدس 2) بيت المقدس 3) البيت المقدس 4) دار السلام 5) قرية السلام 6) مدينة السلام وكل هذه الأسماء قصد منها التكريم والتقديس ، وبقي منها جميعا إسمين هما : القدس ، وبيت المقدس ، بمعنى الأرض المطهرة ، أو البيت المطهر .

أما نموذج ما يسمى ب " القدس العليا " ، فهي بنيت في العصر اليوناني (333 ق . م ) حيث تم بناء القلعة التي أصبحت تعرف فيما بعد ب " قلعة داود " ولكن الواقع أن الذي حرر القدس من الفرنجة للمرة الثانية هو " الناصر داود " ولهذا سميت بإسمه ، وليس كما يقول اليهود .وهكذا نجد أن هذه التسميات استمرت في الظهور في أماكن متعددة من القدس ، وكان أبرز علماء التهويد روبرتسون " 1833م" الذي قال " لقد جئت لأغير أسماء مئة موقع من المواقع العربية في القدس إلى أسماء عبرية " ، على سبيل المثال " بركة الغنم " التي تقع بالقرب من باب الأسباط ، وكانت تسمى في زمن السيد المسيح ب" باب الغنم" ، فقد سماها روبرتسون" بركة إسرائيل " ، والمحجر الروماني الذي تم افتتاحه بين باب العامود وباب الساهرة أطلق عليه " مغارة سليمان " ، والمصلى المرواني أطلق عليه " اسطبل سليمان " ، والصخرة أصبحت " معبد سليمان " ، وجبل زيفون أصبح "جبل صهيون " .

أمام هذه الوقائع نجد أن أبواب القدس القديمة كانت مسميات تراثية حسب الخدمات التي تؤديها هذه البوابات . فمثلا " باب الخليل " أصبح " شاعر يافو " ، و كان يعرف ب " باب السمك " لكون السمك القادم من البحر كان يعبر من هذه الباب .وفي العصر الصليبي كان يعرف ب " باب القمح " لعبور القمح من خلاله . وباب المغاربة ، كان يعرف ب " باب الزبالة " بسبب مرور النفايات إلى الخارج عبر البوابة . لهذا نجد أن الصراع حول القدس هو صراع ثقافي في الدرجة الأولى . فعندما ابتدع ثيودور هيرتسل مصطلح الصهيونية ، كان يريد أن يخفف من وطأة كلمة يهودي الذي كان غير مقبول في العالم الغربي ، ولم ينظر إليه باحترام ، فجاء بمصطلح الصهيونية كي يقارب ما بين الدين والعلمنة ، ولهذا سعى منذ العام 1882 إلى توضيح الفكر الصهيوني لدى الرأي العام العالمي ، أملا في الحصول على الدعم المطلوب بشتى أشكاله السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها ، ولهذا فعندما سئل هرتسل في أثناء انعقاد مؤتمر بازل بسويسرا 1897 ، متى ستقيم الدولة ،؟ أجاب ، " إذا أردت أن أكون مبالغا فبعد خمس سنوات ، وإذا اردت أن أكون صادقا فبعد خمسين عاما " ، وتحقق ما قاله في العام 1948م .

الأسماء العربية التي تم استبدالها :

*) بيت المقدس ، القدس ، عبد الملك بن مروان سماها بيت المقدس تيمنا بالأقصى ، النسب جاء للبيت ، والمسلمون يقدسون الأرض وليس المباني ، وفيما بعد اختصرت إلى القدس ، وظلت تعرف بهذا الإسم ويعني الطهر ، البركة ، الجنة .

أما " جيروساليم " فهي " يروشليم " وهي كلمة ليست عبرية ، والدليل على ذلك أن القدس في الفتح الإسلامي عندما تم توقيع الوثيقة العمرية كانت بإسم " إيليا " وكلمة إيليا تعني الإله ، رافقت القدس كمسمى في عصر هيرودوس ، وفي عصر هدريان كانت تسمى " إيليا كابيتولينا " وفي عصر البيزنطيين كان إسمها " إيليا كوستنتنابل " ، وعندما جاء عبد الملك بن مروان أطلق عليه إسم بيت المقدس .

*) جبل المشارف ، أو جبل سكوبس ، أو جبل الشمال ، وجاءت التسمية بالعبرية " هيراتسوفيم " بعد أن تم إقامة الجامعة العبرية ومستشفى هداسا ، بواقع أن حاييم وايزمن قرر أن يبني الجامعة العبرية قبل بناء أي مستوطنة في فلسطين ، وهذا يدلل على صدقية ما ذكرناه من أن الصراع هو صراع ثقافي .

*) باب العامود ، كان يعرف بهذا الإسم في العصر الروماني ، وفي العصر الإسلامي عرف ب" بوابة دمشق " ، وفي العصر البيزنطي عرف ب" بوابة " السيد ستيفن " وزمن الانتداب البريطاني عرف هذا الشارع ب " شارع نابلس " وقد أطلق عليه الإسرئيليون إسم " شعار شخيم " أي بوابة نابلس .

*) شارع نابلس ، أصبح " ديرخ شخيم " .

*) جبل أبو غنيم ، حيث تم بناء مستوطنة هناك ، أطلق عليها إسم " هار حوماه " . ويقع جبل أبو غنيم مل بين مينتي القدس وبيت لحم .

*) حي قلنديا ، ويقع إلى الشمال من مدينة القدس ، أطلق عليه إسم " عطروت " .

خطة الواجهة :

هذه الخطة ، هدفت إلى تغيير الأنماط المعمارية القائمة على الواجهة الغربية للمسجد الأقصى عبر شارع الواد ، من باب المغاربة إلى مستشفى الهوسبيس النمساوي ، عبورا شرقا عبر شارع الآلام إلى باب الأسباط ، حيث نجد أن التسميات التي أطلقت على هذه المباني ، وتغيير أسمائها العربية إلى أسماء عبرية ، وهي حقيقة ليست عبرية إنما هي أسماء أطلقت في العصر الروماني زمن هيرودوس ، ولكن اليهود يريدون بداية ، تهويد المدينة التي بناها هيرودوس على ضلع شارع الواد الغربي الذي أشرنا إليه ، أي أن خطة الواجهة تعني إقامة الهيكل والمرافق العشرين التي يرغب اليهود بإقامتها في هذه المرحلة .

ومن الأسماء التي تم تغييرها في هذه المنطقة :

*) البلدة القديمة ، أطلق عليها "عير عتيكا " .

* الحرم القدسي الشريف ، سموه " هار هبيت " ، أو " جبل الهيكل " .

*) باب المغاربة ، " نسبة إلى أهل المغرب في شمال أفريقيا " وقد أطلق عليه باب السبت ، "شاعر أشبتوت" .

*) حارة الشرف ، أصبح " الحي اليهودي " ، بينما هو وقف إسلامي .

*) باب الأسباط ، والذي كان يعرف في زمن السيد المسيح ب " باب الغنم " أصبح " شاعر هاريوت " .

*) حائط البراق ، أصبح " حائط المبكى " .

*) رباط الكرد ، سمي ب " المبكى الصغير " .

*) باب الساهرة ، أصبح هبراخيم " بوابة البركة " .

إذا أردنا أن نوضح أن هذا الجدار ليس أثريا ، فإن هذا الجدار ليس بجدار المزاليكا الذي بناه هيرودوس ، بواقع أن الساحة التي تقع أمام جدار البراق هي ساحة المدينة " البلازا " فكيف يمكن القبول علميا أن تكون الساحة خارج الجدار ؟! . لكن هل الجدار بني في عصر هدريان عندما تم هدم المدينة ، حيث تم جمع الحجارة الكبيرة من المباني التي تم تدميرها في عهد تيطس عام 70 م ، ثم تم استخدامها في البناء مرة ثانية ، وهذا ما تم القيام به في العصور اللاحقة ، كما أنه يبرز أيضا في كافة الأبنية التاريخية من أموية وعباسية وفاطمية وغيرها .

وإذا دققنا في الوثائق سنجد أن اليهود كانوا يصلون عند الباب الذهبي الذي يوجد عند الواجهة الشرقية للمسجد الأقصى ، وعندما تم استخدام هذه الجهة كمقبرة للمسلمين في عام 1516 م ، انتقل اليهود بصلاتهم إلى هذا الجدار وادعوا أنه جدار الهيكل .

من هنا نجد أنه عند كل تسمية ، وفي كل مسمى هناك تداخل حوله . ومن هذه التسميات :

بيت أبو اسنينة ، الذي استولى عليه شارون وأطلق عليه إسم " فيتبرغ " وهو إسم ليهودي نمساوي ، وهذه التسمية جاءت في محاولة للتأكيد على أن الحشمونئيم هم الذين بنوا هذه المباني ، وهذا ينطبق على عقبة الخالدية ، حيث أطلق عليها إسم " طريق الحشمونئيم " . دار الترهي ، سميت " دار الحنان " . دار رصاص ، سميت " بيت ديسكن " . دير مار يوحنا ، تحول إلى " نئوف دافيد " . دار الزوربا أطلق عليها " بيت دنون " . حاكورة نسيبة " الصبرة " أطلقوا عليها إسم " حسير جليتسيا " .

كل هذه المسميات تقع في شارع الواد الذي أصبح شارع " رحوف هجاي " ، مع العلم أن شارع الواد كان يعرف في زمن السيد المسيح وحتى في العصرين الأموي والعباسي ، ب " شارع الحجَة " ، من هنا يمكن تلمس خطة تهويد المدينة ليس فقط بتغيير الأسماء ، إنما بتهويد هذه المباني والشوارع والأسواق والحارات ، وأيضا الأنماط المعمارية .

خطة ما يسمى ب " الحوض المقدس " :

حسب هذه الخطة الإسرائيلية ، نجد الحوض المقدس يمتد من جدار البراق إلى باب الساهرة ، وتتضمن هذه الخطة العديد من المشاريع الاستيطانية التي تهدف إلى نزع السيطرة عن الأراضي والأوقاف الإسلامية والمسيحية ، وتحويلها إلى دائرة تم استحداثها من قبل الحكومة الإسرائيلية والبلدية ولجنة تطوير البلدة القديمة ودائرة ما يسمى ب " اراضي دائرة إسرائيل " الكيرن كييمت " ، ثم أضافوا إلى اللجنة حاخامات حائط البراق ، وتعمل هذه اللجنة على إبراز التراث والتاريخ اليهودي على كل من منطقة المسجد الأقصى ، والكنائس والحدائق والأراضي التابعة لها في منطقة الصوانة والجثمانية ومنطقة الطور وباب الأسباط والمقبرة الإسلامية " باب الرحمة " ، وكذلك باب المغاربة وأراضي الأوقاف في الصلدوحة ، وساحة باب المغاربة إلى عين سلوان وحتى باب الساهرة في محيط البلدة القديمة .

أما أحياء " معالية هكردو" ، فهي تعني إقامة مسار سياحي وخدمات سياحية عند باب المغاربة لتسويق حي البستان . أما حديقة الكتاب المقدس فقد تمت تسميتها " عيمك تسوريم " و " عيمك كدرون " و " جاي جنوم هنوم " ويشمل وادي الربابة ..

والمنتزه السياحي في الطور ، فقد سموه " غات حشمونئيم " ، كما سيتم إقامة تل فريك ما بين باب الأسباط والطور . وسيكون هناك قطار هوائي عبر حافلة من محطة القطار قي الثوري إلى موقع أطلقوا عليه " همبديس همشليتلي "وهذا القطار سيؤدي إلى المدينة الأثرية التي قالوا عنها أنها " مدينة داود " ، ولكن أخطر ما في هذا المشروع هو إقامة جسر للمشاه فوق الكدرون إلى مبنى منحدر هريئوت الذي يوجد عند باب الخليل .

والسلطات الإسرائيلية تدعي أن بلدة سلوان هي " مدينة داود " المزعومة ، مع أن عددا كبيرا من علماء الآثار الإسرائيليين فندوا هذا الادعاء ، ومنهم يائير زاكوبيتش الذي أكد أن " داود لم يبن مدينة بل وجد مدينة قائمة هي يبوس الكنعانية " .وحي سلوان ، أطلقوا عليه " كفار شيلوح " . ووادي حلوة ، أصبح " معاليه عير دافيد " .

*) ووفقا لقرار بلدية الاحتلال في القدس ، الذي أشارت إليه صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية بتاريخ 4/9/2009 ، سيتم إستبدال إسم " طريق بيت لحم القديمة " القائم في حي راس العمود ، بإسم " شارع معاليه هزيتيم " ، أي وفق إسم الحي الاستيطاني اليهودي الذي تم بناؤه في المكان . كما سيتم استبدال إسم الشارع في جبل المكبر ، المحاذي لمستوطنة " نوف تسيون " ألى إسم " معاليه هنتسيف " .

الأحواش الواقعة ما بين سوق باب خان الزيت وسوق العطارين إلى باب حطة :

*) حوش الشاويش الذي يوجد به الآن نواة استيطانية أطلقوا عليه " بيت رعوت " التي ورد لها سفر في التوراة

*) عقبة خاصكي سلطان ، أطلقوا عليها إسم " بيت همعلوت " أي طريق الصعود .

*) عقبة الشيخ ريحان أصبحت " بيت هسلام " .

*) عقبة الشيخ درويش ، والتي يوجد بها نقطة استيطانية ، سميت ب " بيت يوري " .

*) سوق الحصر سموه " حباد "

*) طريق المجاهدون " ديرخ شاعر هيروت " أي أن المستوطنة التي ستقام عند باب الساهرة سيطلق عليها إسم " هيروت " .

*) طريق سليمان ، سموه شارع المظليين .

*) طريق الفرير ، سموه هآحيم .

إن تغيير الأسماء العربية في القدس الشرقية ، واستبدالها بأسماء عبرية ، لم يكن الأول من نوعه في تاريخ فلسطين ، فمنذ العام 1949 ، أطلقت مئات الأسماء التوراتية على البلدات الإسرائيلية الجديدة التي بنيت مكان قرى وبلدات عربية دمرها الاحتلال الإسرائيلي . وقال رئيس وزراء إسرائيل حينذاك ديفيد بن غوريون ، " علينا استبعاد الأسماء العربية لأسباب سياسية ، بما أننا لا نعترف سياسيا للعرب بحق امتلاك البلد "؟!.

وبتاريخ 20/7 /2009 م ، صادق وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس ، على تغيير أسماء اللافتات في أكثر من 2500 مدينة وقرية داخل أراضي العام 1948 ( داخل الخط الأخضر ) من اللغة العربية إلى اللغة العبرية .

واليوم تقدم عضو الكنيست الإسرائيلي تسيبي حوطوفبلي من حزب الليكود مشروع قانون بتهويد أسماء الأحياء العربية في القدس ، ومنع استعمال الأسماء العربية في الوثائق ووسائل الإعلام الرسمية ، وذلك بعد يوم واحد من رصد الحكومة الإسرائيلية ( 115 ) مليون دولار لإجراءات تهويد المدينة المقدسة ؟!.

وهذا يعني تغيير أسماء المدن والقرى العربية التاريخية ، ومثال على ذلك ، سيتحول إسم مدينة اللد إلى " لود " ، والرملة إلى " رملا " ، ومدينة يافا إلى " يافو " ، أما منطقة الناصرة فسيتم تحويل إسمها إلى " نتسرات " ؟!.

ولكن ، وكما قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ، "إن ما لا تدركه إسرائيل ، أن حقائق التاريخ أقوى من أن يتم تزييفه سواء بتغيير إسم أو لافتة ، فالتاريخ أقوى ، وهوية المكان أقوى ، وأسماء المكان أقوى ، ونهاية كل المتطاولين على التاريخ الحقيقي للبلاد ستكون في مزبلة التاريخ " .
المراجع :

*) المكتب الصحفي لبيت الشرق / القدس .

*) د. إبراهيم الفني / السياسة الفلسطينية

*) الجزيرة نت .

*) تاريخ مدينة القدس / المنتدى العام / داماس .

*) صحيفة القدس الفلسطينية .

*) مؤسسة الأقصى للتراث .

هناك تعليق واحد: